مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الثلاثاء، سبتمبر 21، 2010

محاولات الأمبراطور الإيقاع بأثناسيوس بأوامر شفوية

محاولات الأمبراطور قسطنطيوس الإيقاع بأثناسيوس

 


وبعد 26 شهراً أقلع مونتانوس ذاهباً إلى الأمبراطور وأخبره عن رفض أثناسيوس المثول أمامه .
والمحاولة الثانية وصل وفد آخر يرأسه ديوجنيس كاتم السر لا يحمل رسائل أو تعليمات أو أوامر مكتوبة وبعد أربعة أشهر عاد الوفد بالفشل فى مهمته ويذكر البابا اثناسيوس فى خطابه الدفاعى للأمبراطور قسطنطيوس فيقول : [ بعد 26 شهر من مغادرة مونتانوس وصل ديوجنيس كاتم السر فى أغسطس سنة 355م (3) ولكنه لم يحضر لى معه رسائل ولا رأى أحدنا الآخر ولا أعطانى أى أوامر منكم ] (4)
ويذكر البابا اثناسيوس فى موضع آخر : [ أنه لم يكن ديوجنيس وحده بل كان معه هيلاريوس وبعض أمراء من البلاط الإمبراطورى ، وكانوا حاملين رسائل سرية إلى دوق مصر وجنوده ، وبمجرد وصولهم إقترفت إهانات وإساءات مرعبة وبلا رحمة ضد الكنائس وهى كلها معروفة لدى الجميع بسبب خطاب الإحتجاج الذى أرسله الشعب للأمبراطور . (5)
ويعلق المؤرخ جيبون على خداع الأريوسيين وإستخدام الجيش فى بث الرعب ضد الشعب العزل فيقول : [ وكان القصد من نفى الأساقفة أصحاب المذهب الصحيح وإلحاق العار بهم أن يكون هذا كله خطوات تمهيدية للقضاء على أثناسيوس نفسه ، وعندما تخلت الكنيسة اللاتينية عن أسقف الأسكندرية ، ووقع الأساقفة على عزله ، فى ميلان ، أصبح بذلك محروماً من أى سند خارجى ، أرسل قسطنطيوس أثنين من أمناء سره بتكليف شفوى لإعلان ( السلطات المحلية ) بأمر نفيه وليقوما بتنفيذ الحكم ..
وكان الدافع الوحيد الذى منع قسطنطيوس من إعطاء رسله تفويض كتابى لتنفيذ الحكم هو خوفه مما قد يحدث ، إذ إستشعر الخطر الذى قد يحيق بالأسكندرية ، وهى ثانى مدينة فى الإمبراطورية وأكثر ولاياتها خصباً ، إذ أصر الشعب على الدفاع بقوة السلاح عن براءة أبيهم الروحى .
وهذا الحرص الزائد من الأمبراطور هو الذى أتاح لأثناسيوس فرصة الإدعاء بكثير من الأحترام أنه يشك فى صحة هذا الأمر الصادر بنفيه بدون قرار مكتوب ، مما يتنافى مع عدالة الإمبراطور الكريم وتصريحاته السابقة له ( فى ثلاثة خطابات أرسلها الأمبراطور لأثناسيوس وبها تعهدات له ) (6)       
المــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م  ص  254 وما بعدها
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) See Hist., Aceph., iii, Fest, Index, XXV, XXVii,
(4) Athanas., Apol. ad. const., 22.
(5) Hist. Ar. 48.
(6) راجع الخطابات الثلاثة فى ص 187 كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - التى تعطى لأثناسيوس حق التصرف وعدم تعرض الأمبراطور له 
كانت أول محاولة للأمبراطور للأيقاع بأثناسيوس عندما أرسل مونتانوس الذى وصل إلى السكندرية ومعه أوامر إمبراطورية بالمثول أمام بلاط ميلان ، وذلك كان فى 23 مايو 253م الأمر الذى رفضه اثناسيوس (1) وظل فى مباشرة عمله كأسقف للكنيسة التى أسسها مار مرقس الرسول ، وقاوم أثناسيوس فى هذه الفترة مؤامرات لا تهدأ سواء من رجال البلاط أو الأريوسيين .
 

ليست هناك تعليقات: