مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الثلاثاء، سبتمبر 21، 2010

خداع الشعب المصرى والهجوم على الكنائس

خداع الشعب المصرى بالأسكندرية


السلطات الإحتلال الرومانية المدنية فى مصر وجدت نفسها عاجزة عن القيام بالمهمة التى أمر بها الأمبراطور بنفى أثناسيوس خوفاً من ثورة الشعب ، وبعد أن قامت ببعض المضايقات لهم إضطرت إلى عقد معاهدة مع زعماء شعب الإسكندرية أتفقوا فيها معهم
على إيقاف كل الإجراءات والأعمال العدوانية حتى تتأكد لهم مشيئة الأمبراطور فى وضوح أكثر .

وإنخدع الشعب بهذا الأمان المزيف والإعتدال الظاهرى (3) وكان الأجدر بأن يطلب الشعب المصرى تمسكه بالبابا أثناسيوس وعدم قبوله لمقررات المجامع الأريوسية التى عقدت بأمر الأمبراطور بعد أن استطاع إرهاب ونفى الساقفة الذين لم يوقعوا على مقررات هذه المجامع ، وفى نفس الوقت الذى صنعوا معهم أماناً صدرت ألوامر السرية إلى وحدات الجيش الرومانى (الحاميات) بمصر العليا وليبيا بالتجمع بسرعة بالحضور إلى الإسكندرية ومباغتة مدينة الإسكندرية .. التى كانت تشتعل بالحماس الدينى المسيحى المستقيم ، وكان موقع الإسكندرية بين البحر وبحيرة مريوط عاملاً سهلاً على الجيوش أن تقترب من المدينة وتدخل قلب المدينة ( من الغرب) قبل أن تتخذ أى خطوات لغلق البواب أو إحتلال مراكز الدفاع الهامة .   
الهجوم على المصلين الأقباط وقتلهم فى داخل كنائس الإسكندرية
وفى منتصف اليوم 23 من توقيع المعاهدة الكاذبة قاد سريانوس أمير مصر حملة مكونة من خمسة الاف جندى مسلحين للقتال وهجم هجوماً فجائياً على كنيسة القديس ثيؤناس ( موضعها الان كنيسة القديسة ريتا بجوار باب جمرك السكندرية ) حيث كان البابا أثناسيوس والكهنة والشعب يصلون صلاة السهر الليلية ( إستعداداً لقداس الصلاة فى الصباح )
وبالرغم من أن الأبواب كانت مغلقة غلا أنها تداعت تحت وطأة الهجوم الذى اقترن بكل الفظائع وإراقة الدماء ، وبقيت جثث القتلى وبقايا السلحة الحربية التى أستخدمت فى الهجوم المفاجئ ( حيث أحتفظ بها الشعب بالقوة  ) (4) لتبقى دليلاً قاطعاً فى حوزتهم ] (5)
ويقول البابا اثناسيوس : [ وحينما حضر إلى الإسكندرية ديوجنيس أمين اسرار الإمبراطور ( فى أغسطس سنة 355م) لم يحضر معه لى أى خطابات ..
ولما دخل الجنرال سيريانوس الإسكندرية بعد ذلك ( فى 5 يناير 356 م أى قبل عيد الميلاد بيومين) وصارت هناك شائعات يقولها ألأريوسيين أن ألمور الآن تسير كما يرغبون تماماً ، سألت سيريانوس هل أحضر معه أى رسائل بهذا الخصوص ؟ وإنى أعترف أنى كنت أسأل عن رسائل تحمل أوامركم ، فلما رد بالنفى ، كلبت من سريانوس نفسه أو من مكسيموس والى مصر أن يكتبوا إلى فيما يخص هذا الأمر ، وانا لما طلبت هذا كنت أعتمد على خطاباتاكم السابقة لى أن لا أنزعج من أى شخص ولا أهتم بأى أنسان يحاول أن يخيفنى وأنا ابقى فى رئاستى على الكنائس دون خوف ، وهذا هو مضمون خطاباتكم (الثلاثة) التى حملها لى .. فى حينها .. بالليديوس رئيس القصر الإمبراطورى .. فهل لم أكن محقاً ؟ وأنا أحتفظ بهذه الرسائل منكم أن أسأل القادمين ( لطردى من الأسكندرية ) عن أى رسائل معهم ، أو لم أكن محقاً عندما رفضت أن أستجيب لإدعاتهم ( الشفوية) ؟ أو ليس تصرفهم هذا يخالف تماماً روح تعليماتكم لى ، خصوصاً وأنهم لم يحملوا أى أوامر رسمية منكم ؟ .. لقد تصرفت تصرفاً سليماً ، سيدى الأغسطس الكلى الوقار .. لأنه كما عدت إلى وطنى بأوامر منكم فلا ينبغى أن أتركها لإر بأمر منكم حتى لا أتهم بعد ذلك أنى هجرت الكنيسة .. بل وهذا ما ألح على به شعبى أن أفعله ، الذين ذهبوا إلى سبيريانوس مع الكهنة وجمع كبير من شعب المدينة حتى يثبتوا ( للوالى) أن ليس سوى الأقلية الضئيلة معهم ( أى الهراطقة الأريوسيين) وكان مكسيموس والى مصر حاضراً وطلبوا منه إما أن يكتب طلباته منى رسمياً وإلا فعليه يتحمل إضطرابات الكنائس .. ووافق سيريانوس على ذلك فى حضور هيلارى واعداً برفع الأمر إلى تقواكم ... والذى جعلنى أشك فى تصرفات ( سيريانوس) أنه لم يعلن صراحة أن لديه أوامر منكم ، بل والأكثر من ذلك أن جمعاً من الأريوسيين كان يرافقهم وكانوا يجلسون على المائدة معهم ويستشيرونهم ، وكانوا يخططون بخداع لإغتيالى ، ولم يكن سلوكهم سلوك مرسلين من لدن الإمبراطور يعملون بمقتضى سلطانه ! ولكن كانت تحركهم أهوائهم كأعداء . .
وبعدما أعطى سيريانوس وعده ، سرت فرحة لدى كل الشعب وأجتمعوا فى كل الكنائس بأمان ، ولكن بعد 23 يوماً ( وبالتحديد فى 8 - 9 فبراير سنة 356م ) أقتحم الكنيسة بجنود بينما كنا منشغلين بالسهر فى الصلاة .. زهذا بالضبط ما كان قد سبق الأريوسيين وتوعدونا به ] (6)  
المــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م  ص  254 وما بعدها
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) الشعب القبطى دائماً شعب محب ومسالم ويميل إلى تصديق كل ما يقال لهم كما أنه محب لرؤسائهم وطاعتهم سواء أكان مدنى فى العالم أم من الكهنة ، وويل لهذا الشعب إذا تسلط عليهم رئيس يستغل هذه الشمائل التى جعلتهم فى القديم قوة فى عصور السر الفرعونية أستطاعت أت تعيش كأمة حرة الاف السنين .
(4) راجع خطاب الشعب فى كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين
(5) المؤرخ جيبون تاريخ إضمحلال الإمبراطورية الرومانية الجزء الول الفصل 21 . 
(6) Athanas., Apol. Ad Const., 22, 23, 24, 25.

ليست هناك تعليقات: