مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الأربعاء، ديسمبر 30، 2009

أقوال الاباء عن الميلاد المجيد


أقوال الاباء عن الميلاد



-حملت مريم "النار"فى يديها.واحتضنت اللهيب بين زراعيها.اعطت اللهيب صدرها كى يرضع وقدمت لذاك الذى يقوت الجميع لبنها (مار أفرام السريانى).


-القديسة مريم هى معمل اتحاد الطبائع هى السوق الذى يتم فيه التبادل المبجل هى الحجال الذى فيه خطب "الكلمة"الجسد.( الاب بروكلس بطريرك القسطنطينية).






- لو أن ابن الانسان رفض التجسد فى احشاء العذراء ليأست النسوة ظانات انهن فاسدات.(القديس اغسطينوس).






- لو أن ميلاد المسيح افسد بتوليه العذراء لما حسب مولودا من عذراء.(القديس اغسطينوس).






- لا نكرم العذراء من اجل ذاتها وانما لانتسابها لله.(القديس اغسطينوس).






-افرحى ايتها الممتلئة نعمة يتنعم البشر كل بنصيب من النعمة أما مريم فنالت النعمة بكل فيضها ( الاب بطرس خريستولوجيس).


-لا نكرم العذراء من اجل ذاتها وانما لانتسابها لله.(القديس اغسطينوس).






- لقد ولد المسيح من امرأة ليواسى جنس النساء.(القديس اغسطينوس).






- حملته على ذراعيها ذلك الذى يحمل السموات وعلى ركبتيها حملته ذلك الذى تحمله الكاروبيم وبفمه قلبت ذلك فتح أفواه البكم رضع من لبن الثدى ذلك الذى اشبع ألوف من الخمس خبزات وسمكتين (القديس مار أسحق السريانى).






- أنت أرفع من السمائيين وأجل من الكاروبيم وأفضل من السيرافيم وأعظم من طغمات الملائكة الروحانيين,


وممجدة اكثر من الآباء والبنين وزائدة فى الكرامة على التلاميذ الافاضل المرسلين انت فخر جنسنا بل تفتخر البتولية وبك تكرم الطهارة والعفة أنت تفضلت على الخلائق التى ترى والتى لا ترى لآجل عظة كرامة الرب الاله المسجود له الذى اصطفاك وولد منك لأن الذى تتعبد له كل البرايا سر أن تدعى له أما.من اجل هذا كرامتك جليلة وشفاعتك زائدة فى القوة والاجابة كثيرا.(ميمر الانبا بولس البوشى اسقف مصر).






- سفينة غنية فيها ارسل كنز الأب الى المكان المحتاج ليغنى المساكين (القديس يعقوب السروجى).






- لم تستعجل مريم كمثل أمها حواء التى من صوت واحد صدقت وحملت الموت (القديس يعقوب السروجى).






- تفرح البتول اذ صارت أماّ رغم بتوليتها (القديس يعقوب السروجى).






- لا يستطيع أحد ان يعرف امك ايها الرب...هل نسميها عذراء؟ هوذا ابنها موجود


هل يسميها متزوجة؟فهى لم تعرف رجلاّ


فان كان لا يوجد من يفهم أمك,من يكون كفء لفهمك انت؟


مريم نالت من قبلك ايها الرب كل كرامة المتزوجات ...لقد حبلت بك بغير زواج ... كان فى صدرها لبن على غير الطبيعة اذ اخرجت من الارض الظمأة ينبوع لبن يفيض ... ان حملتك فبنظرتك القديرة تخفف حملها...


عجيبة هى أمك ... سيد الكل دخلها فخرج انساناّ.الرب دخلها فأصبح عبداّ.. الكلمة دخلها فصار صامتاّ داخلها..


الرعد دخلها فهدأ صوته .. راعى الكل دخلها فصار منها حملاّ .. ان بطن امك قد غيرت أوضاع الأمور يامنظم الكل.. الغنى دخلها فخرج فقيراّ .. العالى دخلها فخرج فى صورة وضيعة .. الضياء دخلها فأخفى نفسه .. معطى الطعام دخلها فصار جائعاّ .. مروى الجميع دخلها وخرج ظمأناّ..ساتر الكل خرج منها مكشوفا وعيرياناّ (مار افرام السريانى).






- عجيبة هى امك ايها الرب من يستطيع ان يدرك اعجوبة الاعاجيب هذه عذراء تحبل .. عذراء تلد .. عذراء تبقى عذراء بعد الولادة (القديس اغسطينوس).






- أم الله اتحدت عقليا بالله بدوام الصلاة والتأمل وفتحت طريقا نحو السماء جديدا. سمتبه فوق المبادىء والظنون الذى هو الصمت العقلى الصمت القلبى وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به فى قلبها. (القديس اغريغوريوس ).






-أختارت النعمة مريم العذراء دون سواها من بين كل الاجيال لانها بالحقيقة قد برهنت على رزانتها فى كل الامور ولم توجد امرأة أو عذراء فى كل الاجيال.(القديس اغريغوريوس العجايبى).






- مريم حملت الطفل الصامت الذى فيه تختفى كل الالسنة مع انه العالى حبا وحقاّ الا انه رضع اللبن من مريم هذا الذى كل الخليقة ترضع من صلاحه عندما كان يرتمى على صدر امه كانت الخليقة كلها ترتمى فى احضانة كرضيع كان صامتا لكن كانت الخليقة كلها تنفذ أمره (مار أفرام السريانى).






- فقد ولد من عذراء وحفظ بتوليتها ايضا وعذراويتها بلا تفسير (القديس اغريغوريوس الثيؤلوغوس).






- الشمعة الموقدة أمام أيقونة العذراء تعلن ان هذه هى ام النور (القديس يوحنا).






- لان العذراء القديسة وحدها تدعى وتعرف بانها والدة المسيح ووالدة الاله كونها بمفردها لم تلد انسانا بسيطا بل ولدت كلمة الله المتجسد الذى صار انساناّ ولعلك تسأل هنا قائلا : هل كانت العذراء ام اللاهوت. أعلم أنه قيل أنفاّ ان كلمة الله الحى القائم بذاته لاريب فى أنه ولد من جوهر الاب نفسه وأخذ جوهراّ خالياّ من ابتداء الزمان وهو متحد مع الوالد على هذا الوجه على أنه لم يزل معه وفيه دائما (القديس كيرلس رئيس مجمع افسس).






- قال الآب هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت ليس هو ابنى وأخر ابن مريم ليس هو واحداّ , الذى ولد فى المغارة وأخر غيره سجد له المجوس ليس هو الذى يصطبغ واخر لم يصطبغ بل هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت . لاتطلبوا لتجسده على الارض اباّ ولا تطلبوا فى السماء أماّ هو بلا اب على الارض وهو بلا أم فى السماء(القديس غريغوريوس اخو باسيليوس اسقف قيسارية).






- المولود من البتول ليس باله فقط ولا انساناّ بسيطا لأن هذا المولود عينه صير المرأة التى كانت قديما باب الخطية باب الخلاص (الاسقف بروكلس).






- قد حوت العذراء عوض الشمس شمس العدل الغير مرسوم ولا تسل هنا كيف صار هذا وكيق أمكن أن يصير الآن حيث يريد الله فهناك لا يراعى ترتيب الطبيعة . اراد . استطاع . نزل . خلص. جميع الاشياء تطيع له . اليوم الكائن يولد.لانه اذ هو اله يصير انساناّ ومع ذلك لا يسقط من اللاهوت الذى كان له ولا صار انسانا بفقده اللاهوت ولا من انسان صار الها ينمو متتابع بل الكلمة الكائن صار لحما (القديس يوحنا ذهبى الفم).






- ان مريم والدة الحياة والدة العظمة والنور والدة الله الذى ولدته بحال جديد مستغرب (الاسقف انطيوخس).






- بقوة من استطاعت مريم أن تحمله فى حضنها هذا الذى يحمل كل الاشياء.أرضعته لبنا هو هيأه فيها,وأعطته طعاما هو صنعه,كاله اعطى مريم لبنا ثم عاد فرضعه منها كابن للانسان,يداها كانتا تعزيانه اذ أخلى نفسه, ذراعها احتضنته من حيث كونه قد صار صغيرا,قوته عظيمة من يقدر ان يحدها؟ لكنه أخفى قياسها تحت الثوب فقد كانت أمه تغزل له وتلبسه اد اخلى نفسه من ثوب المجد (مار افرام السريانى).






- من أدم الرجل الذى لم يكن له أن يلد خرجت امنا حواء, فكم بالحرى يلزمنا ان نصق أن ابنته حواء تلد طفلا بغير رجل. الارض البكر حملت ادم الاول الذى كان رأسا على كل الارض واليوم حملت العذراء أدم الثانى الذى هو راس كل السموات عصا هارون أفرخت والعود اليابس أثمر, لقد انكشفت اليوم سر هذا الابن البتول حملت طفلاّ (مارأفرام السريانى).






- لقد حبلت بك أمك بغير زواج , كان فى صدرها لبن على غير الطبيعة اذ أخرجت من الارض الظمأنة ينبوع لبن يفيض ان حملتك فبنظرتك القديرة تخفف حملها, وان اطعمتك فلأنك جائع , وان سقتك فلانك عطشان , وان احتضنتك فأنت جمرة المراحم فانك تحضن صدرها (مارأفرام السريانى).






- من لا يعترف أن عمانوئيل هو اله حقيقى ومن أجل هذا أن العذراء الطاهرة هى والدة الاله لكونها ولدت جسدانيا الكلمة المتجسد الذى من الله لكون الكلمة صار جسدا ليكن محروما (القديس كيرلس).






- لنقف فى تخشع ممتلىء بالفرح أمام البذل اللا نهائى الذى حولنا من عبيد الى حرية مجد أولاد الله فتغمرنا بهجة فياضة لهذه المحبة الالهية وفى غمرة هذه البهجة تذكر أن السيدة العذراء عاشتها فى عمقها لتفهمها النعمة الفريدة التى اسبغها الله عليها باختيارها الام لابنه الوحيد (القديس كيرلس عامود الدين).






- اننا نؤكد ان الابن وحيد الجنس قد صار انسانا..حتى اذ يولد من امراة حسب الجسد يعيد الجنس البشرى فيه من جديد (القديس كيرلس الكبير).






- ان كان ابن الله قد صار ابنا للعذراء فلا تشك يا ابن ادم انك تصير ابنا لله (القديس يوحنا ذهبى الفم).






- ولد بالجسد لكى تولد انت ثانية حسب الروح ولد من امرأة لكى تصير انت ابنا لله (القديس يوحنا ذهبى الفم).






- عتيق الايام والعظيم داخل البطن جنينا بينما هو غير محدود وبذلك صارت مريم اعظم من السموات واستضاءت بنوره..فانظر الى السماء والى تلك الام البتول واخبرنى ايهما اقرب اليه ومحبوب لديه ؟ فمباركة انت فى النساء


يا مريم وممتلئة نعمة (القديس يعقوب السروجى).






- أنت يا مريم السماء الثانية وافضل من الطغمات السمائية او صارت احشائك مركبة نورانية ترتعد منها الشاروبيم وحدث هذا عندما التقت مريم العذراء باليصابات فقالت بمحبة "من اين لى هذا ان تاتى الىّ أم ربى (القديس يعقوب السروجى).






- لقد تجسد من مريم العذراء وولد بالجسد ليلدنا بالروح تواضع لكى يرفعنا اتحد بطبيعتنا ليعطينا موهبة الروح القدس لآن يوم ميلاد ملك الملوك ورب الارباب وان تجسده كان من اجل خلاصنا (القديس يعقوب السروجى).






- تعالى ايها الحكيم وانظر الطفل داخل الاقماط وتامل فى ان يكون جميع الخليقة معلقة بامره (القديس ساويرس الانطاكى ).


- تعجب منه لانه موضوع فى المذود وهو يدبر البحر واليابسة (القديس ساويرس الانطاكى ).






- بالامس صنع امه وأتى اليوم ولد منها هو الوحيد قبل ادم وبعد مريم (القديس ساويرس الانطاكى ).






- أمس واليوم هو يسوع ابن الله بغير ابتداء وشاء ان يكون تحت الابتداء (القديس ساويرس الانطاكى ).






- الطفل الموضوع فى المذود والصغير بين المساكين ترتعد منه صفوف النار بعساكرها (القديس ساويرس الانطاكى ).






- مريم حملت الطفل فى حضنها هذا الذى يحمل كل الاشياء وحملته الاذرع وهو الجالس على مركبة الكاروبيم


وارضعته لبنا وهو هيأه فيها واعطته طعاما هو صنعه كاله (القديس ساويرس الانطاكى ).






عندما كان يرضع اللبن من امه كان يرضع الكل بالحياة هذا الذى كل الخليقة ترضع صلاحه وتطلب منه الطبائع


أن يعطيها قوتها ويعطى المطر والظل لمزروعات الارض (القديس ساويرس الانطاكى ).






- النار ملفوفة بالاقمشة واللهيب يرضع حليب العذراء (القديس ساويرس الانطاكى ).






- له المجد..قوته عظيمة..من يقدر ان يجدها لكنه اخفى قياسها تحت الثوب الذى كانت امه العذراء تغزله له


وتلبسه واياه اذ اخلى نفسه من ثوب المجد (القديس ساويرس الانطاكى ).






- انفجرت ابواب الجحيم أمامه فكيف احتوته أحشاء مريم,والحجر الذى على القبر تدحرج بقوة فكيف اشتملته


ذراعا مريم العذراء (القديس ساويرس الانطاكى ).






- حينما اريد أن أنظر الى العذراء والدة الاله وأتأمل فى شخصها يبدو لى لآول وهله ان صوتا من الرب يأتى صارخا بقوة فى اذنى لا تقترب الى هنا.اخلع حذاءك من رجليك لآن الموضع الذى انت واقف عليه أرض مقدسة(خر 5:3) (القديس ساويرس الانطاكى ).من كتاب السحابة المتألقة





الثلاثاء، ديسمبر 29، 2009

أقوال القديس مار افرام السرياني

قصيدة للسيدة العذراء للقديس مار افرام السرياني


يا معشر الفتيات، إفرحن بالبتول الممتلئة عجباً...




البتول التي ولدت جباراً قيّد الشيطان وسجنه ... لئلا يغرّر بعد اليوم بالفتيات


إن ذلك المتمرد الأثيم، كان قد غرّر بأمّكن حواء... فأكلت من الثمرة المهلكة


أما أختكن مريم فقد أجهزت على شجرة الموت... يوم ولدت ثمرة الحياة


حلّت النار في أحشائها... ضمّت الحبيب إلى صدرها


فما أرهب التحدث عن هذا السر العظيم




حملت مصوّر الأجنة في الأرحام... ولدت مبدع الكائنات...


سقت مغيث العوالم حليباً نقياً... فمن يجسر على التحدث عن هذا العجب


كانت مريم عجباً كلها... فنفسها حكيمة... وجسدها يرشح قداسة...


وأفكارها رائقة مثل ندى البكور... لأنها كانت تحمل الجمرة الإلهية...


كيف يزول الدهش من نفسها... والعجب من ذهنها... والرهبة من خاطرها


وهي تعلم حق العلم... أنها ولدت دون أن يمسها بشر...


تحمل بيديها رضيعاً... وفي جسدها الطاهر آية البكارة...


يفور الحليب في ثدييها ويثور... دون أن يضطرب قلبها البكر...


ففي كل يوم عجيبة جديدة


كانت مناجاة مريم حكيمة... فإذا اقترب السامعون منها...


ناغته كما لو كان طفلاً صغيراً...


وإذا ابتعدوا، سجدت له كما تسجد لذي العزة والجبروت


بين أحضانها رضيع جميل... وفي نفسها دهشة وعجب...


كانت تفخر بأنه ابنها... وهي تعلم بأنه ربها...


كانت تحمل ابنها وربها في وقت واحد


لاحظت مريم أنها تحمل صغيراً... وبتوليتها محفوظة...


فزوّدها هذا الأمر الجديد بقوة... فهمت معه بأن من تحمله إنما إله هو


كانت البتول العجيبة حريصة على إخفاء السر العجيب... فقد عرفت من يكون،


وابن من يكون...تلك الثمرة الحلوة التي كانت تحملها...لأنها كانت حكيمة في كل شيء


في أروقة الكهنة، أظهر الرب باباً للنبي مغلقاً... وقال له:


سيظل هذا الباب مغلقاً... لأن الله ولجه





الأحد، يونيو 14، 2009

الأبدية

يقول رب المجد يسوع : " أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً ً" (يو2:14)، فما هو هذا المكان ؟ وما هى أهم سماته ؟ إنَّه السماء المسكن الذي أعدّه الله لسُكنى قدّيسيه ، ليستريحوا من أتعابهم ، ويتنعموا بعد حياة قد أثقلها المرض وأضناها التعب ذن فالموت وإن كان نهاية إلاَّ أنَّه في نفس الوقت بداية!

إننا على الأرض نأكل من شجرة امتزجت ثمارها بمرارة السقوط، فلولا الخطية ما كان الألم، أمَّا في السماء فلن تكون خطية بعد ، وهكذا تتلاشى نتائج الخطية وما تحمله من ألم .

ماذا فعلت الخطية بالإنسان ؟ أنزلته لمستوى الحيوان ! ولهذا عندما اشتهى أن يأكل أعطاه الله العشـب (تك18:3) ، الذي كان قبلاً طعام الحيوان (تك3:1).  أمَّا في السماء فسنأكل من المن المُخفى وشـجرة الحياة التي في وسط فردوس الله (رؤ7:2).
 
قبل السقوط كان آدم يحيا فرحاً، فما أن سقط حتى ملأ الخوف قلبه لكنَّ القديس يوحنَّا يقول " وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ في مَا بَعْدُ " (رؤ1:21)، فما هو المقصود بالبحر؟ 

أعتقد أنَّ الخوف والاضطراب والقلـق.. لن يكون لهم مكان بعد، وكيف نخاف ونحن بين أحضان أبينا نبع الحُب ومصدر السـلام؟! كما أننا لن نخجـل بسبب عرينا لأننا سنرتدي ثياب الطهارة والبر والتقوى..
يقول مُعلّمنا القديس بولس الرسـول: " يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ.." (1كو42:15-44)، تُرى ما هى سمات جسد القيامة؟ روحانيّ، مُمجد.. سمات كثيرة لَعَلَّ أهمها عدم قابليته للفساد وعدم ميله للخطية .. فالشهوات إذن ستبطل وكل انحراف لن يكون بعد.
لو قلنا إنَّ السماء بيت فهى أجمل بيت في الوجود ، لأنَّها بيت الله ، ولو قلنا أنَّها مدينة فهى واسعة لكي تسع كل المؤمنين، وجميلة، فقد وصف سفر الرؤيا أبوابها - رمزياً- بأنَّها من اللؤلؤ وشوارعها من الذهب، أما أساس سورها قفهو من الحجر الكريم. 

على الأرض نرى أمام أعيننا الأرض وقد تلوّثت بالقاذورات ، وما أكثر الأماكن التي نجستها الخطيـة .. والهواء هو الآخر تدنّس بدخان الحقـد والغيرة .. أمَّا في السماء فسيكون كل شيء طاهراً ، نظيفاً ، جميلاً ...
ولهذا شبّهها يوحنَّا الحبيب بعروس في يوم زفافها كتعبير عن نظافتهـا وحلاوتها .. ولكن جمال العروس هو صورة باهتة لجمال السماء، لأنَّ العروس سيأتي يوم تشيخ ويذبل جمالها، أمَّا جمال السماء فدائم وفى نفس الوقت لا يتغير.
لقد لَعَنَ الله الأرض بسبب خطية آدم (تك17:3) ، ثم لعن قايين بعدما قتل أخاه هابيل (تك10:4) ، لكن ما يُعزينا هو أن السماء لن يكون فيها لعنة (رؤ3:22).
على صفحات الجرائد نقرأ عن أُلوف البشر، الذين يئنون من الفقر ويصرخون من الحرمان لكنّهم في السماء لن يجـوعوا أو يعطشوا ، ولن تقع عليهم الشمس ولا شيء من الحر" لأَنَّ الْحَمَـلَ الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ " (رؤ16:7،17).
كما أنَّ الله سوف يمسح " كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ " (رؤ17:7)، كتعبير عن العزاء الذي سينالونه عوضاً عن آلامهم المريرة ، التي ذاقوها وهم على الأرض ، وكيف يتألمون ثانية والسـماء لا يكون فيهـا " حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ " (رؤ21: 4).
إذن فالصراخ من الاضطهاد، والوجع من المرض .. كلها آلام لن يكون لها مكان في حياتنا ، لأنَّ السماء لن يكون فيها مال لنحزن على فقـدانه، والأشرار الذين يُعذّبوننا لن يدخـلوا هذا المكان الطاهر ، أمَّا الأمـراض فلن تُصيبنا لأننا سنقوم بأجساد روحانية مُمجدة، غير قابلة للمـرض أو التعب أو حتى الموت مرّة ثانية..
إننا على الأرض كثيراً ما نشكو من الظلام المُخيف، ظلام الليل، المرض، الفشل... ولكن هل فكرت مرّة في مدينة مضيئة على الدوام ؟ لا أظن أنَّ السماء في حاجة إلى شمس أو قمر أو نجوم... لماذا ؟ لأنَّ الرب سوف ينيرها (رؤ5:22)، وما نور السماء الذي سيملأها إلاَّ انعكاساً لنور مجد الله الساكن فيها. 
قد يأتي الليل على الأرض محفوفاً بالظـلام ، ومع الليل تأتي الأخطار... لكن في السماء لن يكون شر ، ولن نسمع عن جريمة قتل أو سرقة .. ومن أين تأتي هذه الأوبئة البشرية والسماء لن يدخلها قاتل أو لص أو زاني؟

على الأرض كثيراً ما نشكو من الجهل، ولولا الإيمان لتشتت عقولنا... ولكن في السماء سوف نعرف كل شيء ونرى كل شيء، ومن هو يا تُرى الذي سيُضيء أذهاننا؟ إنَّه الله ولهذا لن يكون في السـماء غبيّ أو جاهل لأنَّ الجميع سيتعلمون من الله مباشرة.

كم مِن مرّة بكيت حزناً على موت قريب أو صديق؟ ولكن هل فكرت مرّة أنَّك في السماء سوف ترى الملائكة والقديسين الذين لم ترهـم؟ فكم ستكون فرحتنا عندما نحيا معهم ونراهم! وماذا عن رؤية الله؟!!

فلا تحزنوا على كل ما يُصيبكم من تجارب، فعمَّا قريب سينكشح ظلام الألم، فإذا افتقدكم الألم بوجهه القاسيّ، فلا تستقبلوه بـ " لا " بل بـ " نعم "، لأنَّه سيأتي يوم تعيشون في مجد دائم، وعيد لن تنقطع أفراحه، حينئذ

الخميس، مايو 28، 2009

دموع وضحكات قداسة البابا شنودة الثالث





البابا شنودة قبل كل شئ إنسان يتفاعل وينفعل كما ينفعل أى أنسان وهو رجل بسيط ويراه الناس انه واحد منهم وهذه صفة قل أن تجدها فى قائد مدنى ولكنك تجدها كثيراً فى قادة الكنيسة والبابا شنودة كان إذا بكي‏ أبكي‏ ‏الجميع‏.



.‏وإذا‏ ‏ضحك‏ أضحك‏ ‏الجميع‏.‏

يبكي من اجل الكنيسة .

يبكي من اجل الضيقات .

يبكي من اجل الشعب وازماته المتكررة فى إضطهاد يومى .



وادى النيل هو وادى الدموع



ربنا‏ ‏موجود

إن آلام الأقباط وأحزانهم فى وادى النيل هى تمس باباهم وقائدهم الروحى , وقد رأينا جميعاً دموع البابا‏ ‏التي‏ ‏سالت‏ ‏دليل على تأثره بالأحداث وتأثر‏ الجميع بدموعه ‏و‏رأينا‏ ‏هذه‏ ‏الدموع‏ ‏تسيل‏ ‏من‏ ‏عينيه‏ ‏وخاصة‏ ‏في‏ ‏وقت‏ ‏التجارب‏ ‏والضيقات‏ ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏حدث‏ ‏في‏ ‏

‏إثر‏ ‏أزمة وفاء‏ ‏قسطنطين الفترة‏ ‏الزمنية‏ ‏التي‏ ‏واكبت‏ ‏اعتكافه‏ ‏وصلاته‏ ‏في‏ ‏المقر‏ ‏البابوي‏ ‏بدير‏ ‏الأنبا‏ ‏بيشوي‏ ‏إثر‏ ‏أزمة وفاء‏ ‏قسطنطين‏ ‏وتجلي‏ ‏هذا‏ ‏بوضوح‏ ‏في‏ ‏محاضرة‏ ‏قداسته‏ ‏الأسبوعية‏ ‏يوم‏ ‏الأربعاء‏ ‏الموافق‏ 22 ‏ديسمبر‏ 2004 ‏والتي‏ ‏تحدث‏ ‏فيها‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏عن‏ ‏مكانة‏ ‏الشعب‏ ‏بالنسبة‏ ‏له‏ ‏وأنه‏ ‏يعيش‏ ‏بداخله‏ ‏وفي‏ ‏فكره‏ ‏حتي‏ ‏وهو‏ ‏في‏ ‏اعتكافه‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏هذه‏ ‏التجربة‏.‏

أكد‏ ‏قداسته‏ ‏أنه‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏هذا‏ ‏الشعب‏ ‏يحضر‏ ‏ومن‏ ‏أجله‏ ‏يعتكف‏ ‏ويعرض‏ ‏مشاكله‏ ‏وألمه‏ ‏علي‏ ‏الله‏ ‏والمسئولين‏ (‏قال‏ ‏هذا‏ ‏وصوته‏ ‏متجهش‏ ‏بالبكاء‏ ‏والدموع‏ ‏والحزن‏ ‏فالذي‏ ‏لايحله‏ ‏الناس‏ ‏يحله‏ ‏الله‏-..‏وأشار‏ ‏قداسته‏ ‏أيضا‏ ‏إلي‏ ‏أنه‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏ضيقة‏ ‏يذكر‏ ‏دائما‏ ‏ثلاث‏ ‏كلماتربنا‏ ‏موجود‏ ‏ووكله‏ ‏للخير ومسيرها‏ ‏تنتهي‏.‏


إثر‏ ‏أحداث‏ ‏الإسكندرية ‏(‏محرم‏ ‏بك‏)

الدموع‏ ‏التي‏ ‏سالت على وجنتيه‏ ‏إثر‏ ‏أحداث‏ ‏الإسكندرية ‏(‏محرم‏ ‏بك‏) ‏في‏ ‏محاضرة‏ ‏الأربعاء‏ 26 ‏أكتوبر‏ 2005 فهل جائت من فراغ بالطبع لا .. فقد ‏جاءت‏ ‏هذه‏ ‏الدموع‏ ‏نتيجة‏ ‏تساؤلات‏ ‏كثيرة‏ ‏حول‏ ‏الأحداث‏ ‏وقتها‏ ‏قال‏ ‏البابا ‏:‏ أنا‏ ‏شايف‏ ‏أسئلة‏ ‏كثيرة‏ ‏في‏ ‏موضوع‏ ‏الأحداث‏ ‏الأخيرة‏..‏شوفوا‏ ‏أيها‏ ‏الإخوة‏ ‏في‏ ‏ذهني‏ ‏كلام‏ ‏كثير‏ ‏لأقوله‏ ‏وفي‏ ‏قلبي‏ ‏كلام‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏هذا‏..‏ولكني‏ ‏أفضل‏ ‏أن‏ ‏أصمت‏..‏وأنا‏ ‏أريد‏ ‏أن‏ ‏أصمت‏ ‏لكي‏ ‏يتكلم‏ ‏الله‏..‏وثقوا‏ ‏أن‏ ‏صمتنا‏ ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏أكثر‏ ‏تعبيرا‏ ‏والله‏ ‏يسمع‏ ‏هذا‏ ‏الصمت‏ ‏ويدرك‏ ‏كل‏ ‏معانيه‏ ‏وكل‏ ‏ما‏ ‏نعانيه‏!!‏

وهنا‏ ‏أجهش‏ ‏البابا‏ ‏بالبكاء‏ ‏محاولا‏ ‏أن‏ ‏يجفف‏ ‏دموعه‏ ‏التي‏ ‏غلبته‏ ‏وأسكتته‏ ‏عن‏ ‏الكلام‏ ‏فأبكي‏ ‏معه‏ ‏الحضور‏ ‏والذين‏ ‏حاولوا‏ ‏التغلب‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏الدموع‏ ‏بالصراخ‏ ‏من‏ ‏الأعماق‏..‏وما‏ ‏أن‏ ‏تغلب‏ ‏البابا‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏الدموع‏ ‏حتي‏ ‏بدأ‏ ‏كلمته تعالوا‏ ‏إلي‏ ‏يا‏ ‏جميع‏ ‏المتعبين‏ ‏وثقيلي‏ ‏الأحمال‏ ‏وأنا‏ ‏أريحكم‏ ‏فالله‏ ‏هو‏ ‏الذي‏ ‏ينجي‏ ‏من‏ ‏التجارب‏..‏ومن‏ ‏هنا‏ ‏نترك‏ ‏التجربة‏ ‏أمامه‏ ‏وبين‏ ‏يديه‏.‏ولم‏ ‏يتمالك‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏نفسه‏ ‏فأجهش‏ ‏مرة‏ ‏ثانية‏ ‏بالبكاء‏..‏

نعم‏ ‏لقد‏ ‏بكي‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏ولكنها‏ ‏دموع‏ ‏المشاركة‏ ‏التي‏ ‏سببتها‏ ‏تجارب‏ ‏وضيقات‏ ‏سمح‏ ‏بها‏ ‏الله‏ ‏لشعبه‏ ‏ولكنه‏ ‏لم‏ ‏يتخل‏ ‏عنهم‏ ‏أو‏ ‏يخذلهم‏ ‏لأنهم‏ ‏وضعوا‏ ‏طلبتهم‏ ‏أمامه‏ ‏مشفوعة‏ ‏بهذه‏ ‏الدموع‏.‏



ضحكات‏ ‏البابا





بكي‏ ‏قداسته‏ ‏وأبكي‏ ‏الجميع‏ ‏هكذا‏ ‏ضحك‏ ‏فأضحك‏ ‏الجميع‏ ‏إذ‏ ‏يعرف‏ ‏عن‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏سرعة‏ ‏البديهة‏ ‏العالية‏ ‏جدا‏ ‏مصطحبة‏ ‏بخفة‏ ‏ظل‏ ‏حتي‏ ‏أنه‏ ‏عندما‏ ‏سئل‏ ‏عن‏ ‏الصفة‏ ‏المشتركة‏ ‏بين‏ ‏الخادم‏ ‏نظير‏ ‏جيد‏ ‏والراهب‏ ‏أنطونيوس‏ ‏السرياني‏ ‏والأسقف‏ ‏ثم‏ ‏البطريرك‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏-‏قال‏ ‏دون‏ ‏ترددروح‏ ‏المرح‏ ‏وكذلك‏ ‏في‏ ‏إحدي‏ ‏احتفالات‏ ‏الكنيسة‏ ‏الأرثوذكسية‏ ‏بعيد‏ ‏جلوسه‏ ‏قال‏:‏فيه‏ ‏حاجتين‏ ‏مقدرش‏ ‏أقاومهم‏ ‏الأطفال‏ ‏والضحك‏..‏أما‏ ‏عن‏ ‏خفة‏ ‏ظل‏ ‏البابا‏ ‏وسرعة‏ ‏بديهته‏ ‏وإجادته‏ ‏استخدام‏ ‏الكلمات‏ ‏فالأمثلة‏ ‏علي‏ ‏ذلك‏ ‏كثيرة‏ ‏حتي‏ ‏أن‏ ‏البابا‏ ‏قال‏ ‏أيضا‏:‏الناس‏ ‏افتكروا‏ ‏إني‏ ‏لما‏ ‏هابقي‏ ‏بطريرك‏ ‏هابطل‏ ‏ضحك‏..‏مقدرش‏.‏

والبابا‏ ‏لايلقي‏ ‏النكات‏ ‏بالطريقة‏ ‏المعتادة‏ ‏إذ‏ ‏يقوم‏ ‏باستخدامها‏ ‏في‏ ‏الرد‏ ‏علي‏ ‏الأسئلة‏ ‏التي‏ ‏تطرح‏ ‏علية‏ ‏في‏ ‏الاجتماعات‏ ‏فتكون‏ ‏النكتة‏ ‏حسب‏ ‏السؤال‏ ‏ورد‏ ‏الفعل‏ ‏عند‏ ‏الرد‏,‏ففي‏ ‏إحدي‏ ‏المرات‏ ‏سأله‏ ‏رجل‏ ‏صعيدي‏ ‏وقال‏:‏ياقداسة‏ ‏البابا‏ ‏أنا‏ ‏صعيدي‏ ‏وبلديات‏ ‏قداستك‏ ‏وجاي‏ ‏مصر‏ ‏علشان‏ ‏أسأل‏ ‏سؤال‏ ‏واحد‏: ‏هل‏ ‏في‏ ‏يوم‏ ‏القيامة‏ ‏هانقوم‏ ‏صعايدة‏ ‏زي‏ ‏ما‏ ‏أحنا‏ ‏

ويرد‏ ‏البابا‏: ‏في‏ ‏الدينونة‏ ‏مش‏ ‏هاتقوم‏ ‏صعيدي‏ ‏ربنا‏ ‏هايكون‏ ‏صلحك‏ ‏علي‏ ‏الآخر‏..‏وتقوم‏ ‏كملائكة‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏السماء‏..‏



في‏ ‏إحد‏ ‏اللقاءات‏ ‏سألت‏ ‏شابة‏ ‏البابا‏ ‏عن‏ ‏شخص‏ ‏تعرفت‏ ‏عليه‏ ‏في‏ ‏المصيف‏ ‏واتصل‏ ‏بها‏ ‏وخرجت‏ ‏مرة‏ ‏معه‏ ‏فهل‏ ‏إعجابه‏ ‏بها‏ ‏صادق‏..‏وبعد‏ ‏أن‏ ‏وبخها‏ ‏البابا‏ ‏علي‏ ‏طريقتها‏ ‏في‏ ‏التعامل‏ ‏مع‏ ‏الشاب‏ ‏وليه‏ ‏أعطته‏ ‏تليفونها‏ ‏سألها‏:‏إنت‏ ‏مقلتليش‏ ‏خرجتوا‏ ‏مع‏ ‏بعض‏ ‏تتكلموا‏ ‏في‏ ‏إيه‏ ‏بتتكلموا‏ ‏في‏ ‏إن‏ ‏الشاروبيم‏ ‏أعظم‏ ‏أم‏ ‏السارفيم‏!‏‏.. ‏اعقلي‏.‏



في‏ ‏إحدي‏ ‏المرات‏ ‏سأل‏ ‏واحد‏ ‏البابا‏:‏ليه‏ ‏ربنا‏ ‏خلق‏ ‏الحيوان‏ ‏قبل‏ ‏الإنسان‏ ‏فأجاب‏ ‏البابا‏..‏هذه‏ ‏ليست‏ ‏ميزة‏ ‏للحيوان‏ ‏بل‏ ‏لكي‏ ‏يكون‏ ‏الحيوان‏ ‏في‏ ‏خدمة‏ ‏الإنسان‏ ‏بس‏ ‏أوعي‏ ‏النساء‏ ‏تقول‏ ‏إن‏ ‏آدم‏ ‏اتخلق‏ ‏قبل‏ ‏حواء‏ ‏علشان‏ ‏يكون‏ ‏في‏ ‏خدمتها‏...‏



سألت‏ ‏سيدة‏ ‏البابا‏ :‏أنا‏ ‏عندي‏ ‏شهوة‏ ‏الأكل‏ ‏بدرجة‏ ‏كبيرة‏ ‏لدرجة‏ ‏إني‏ ‏مهما‏ ‏أكون‏ ‏شبعانة‏ ‏آكل‏ ‏تاني‏..‏فقال‏ ‏البابا‏: ‏الحمد‏ ‏لله‏ ‏إن‏ ‏الكاتدرائية‏ ‏مافيهاش‏ ‏أكل‏ ‏وأوعي‏ ‏تأكلي‏ ‏ذراع‏ ‏اللي‏ ‏قاعدة‏ ‏جنبك‏.


وضحكات‏ ‏البابا‏ ‏كثيرة‏ ‏فلا‏ ‏تكاد‏ ‏تمر‏ ‏محاضرة‏ ‏أو‏ ‏مناسبة‏ ‏إلا‏ ‏ويكون‏ ‏هناك‏ ‏الجديد‏ ‏الذي‏ ‏يضيفه‏ ‏البابا‏ ‏من‏ ‏فكاهات‏ ‏ومرح‏ ‏أبوي‏ ‏في‏ ‏الرد‏ ‏علي‏ ‏تساؤلات‏ ‏الناس‏ ‏ولكنها‏ ‏ضحكات‏ ‏تحمل‏ ‏في‏ ‏طياتها‏ ‏تأملا‏ ‏ونصيحة‏ ‏أبوية‏.‏





فكر البابا شنودة عن الدموع



عن‏ ‏الدموع‏ ‏يقول‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏:‏قمة‏ ‏الدموع‏ ‏هي‏ ‏أسمي‏ ‏صورة‏ ‏للدموع‏,‏هي‏ ‏قول‏ ‏الإنجيل‏ ‏في‏ ‏قصة‏ ‏إقامة‏ ‏لعازر‏ ‏من‏ ‏الموت بكي‏ ‏يسوع‏-‏يو‏11:35‏إنها‏ ‏أقصر‏ ‏آية‏ ‏في‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏ولعلها‏ ‏في‏ ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏من‏ ‏أعمق‏ ‏الآيات‏..‏ولعل‏ ‏مثلها‏ ‏في‏ ‏التأثير‏: ‏بكاء‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏علي‏ ‏أورشليم‏(‏لو‏19:41)..‏إنها‏ ‏دموع‏ ‏أعمق‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏تأملاتنا‏..‏فيها‏ ‏الحب‏,‏والتأثر‏ ‏ورقة‏ ‏القلب‏ ‏وحساسيته‏ ‏والحنو‏,‏وربما‏ ‏الحزن‏ ‏أيضا‏...‏وطوب‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏البكاء‏ ‏فقال‏:‏طوباكم‏ ‏أيها‏ ‏الباكون‏ ‏الآن‏,‏لأنكم‏ ‏ستضحكون‏- ‏لو‏6:21.‏

أما‏ ‏عن‏ ‏أنواع‏ ‏الدموع‏ ‏كما‏ ‏حددها‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ :‏دموع‏ ‏المشاركة وهي‏ ‏دموع‏ ‏لأجل‏ ‏الآخرين‏,‏أو‏ ‏مع‏ ‏الآخرين‏,‏بكاء‏ ‏مع‏ ‏الباكين‏(‏رو‏12:15) ‏كذلك‏ ‏بكاء‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏لعازر‏(‏يو‏11:35).‏

أما‏ ‏عن‏ ‏مسببات‏ ‏الدموع‏ ‏كما‏ ‏حددها‏ ‏البابا‏ ‏فهي‏ ‏التجارب‏ ‏والضيقات‏ ‏والآلام‏ ‏والكوارث‏ ‏وبخاصة‏ ‏لو‏ ‏شعر‏ ‏الإنسان‏ ‏بالتخلي‏ ‏أو‏ ‏أنها‏ ‏عقوبة‏ ‏بسبب‏ ‏خطاياه‏..‏وهنا‏ ‏يدخل‏ ‏في‏ ‏البكاء‏ ‏عامل‏ ‏روحي‏ ‏سببه‏ ‏شعور‏ ‏الإنسان‏ ‏أن‏ ‏النعمة‏ ‏قد‏ ‏فارقته‏,‏أو‏ ‏أن‏ ‏الله‏ ‏بدأ‏ ‏يسلمه‏ ‏إلي‏ ‏أيدي‏ ‏أعدائه‏..‏فيحزن‏ ‏لذلك‏ ‏ويبكي‏..‏فأحيانا‏ ‏يبكي‏ ‏توبة‏ ‏وندما‏ ‏وأحيانا‏ ‏يبكي‏ ‏في‏ ‏عتاب‏ ‏مع‏ ‏الله‏..‏ولعل‏ ‏هذا‏ ‏ما‏ ‏فعله‏ ‏داود‏ ‏في‏ ‏تجاربه‏ ‏وضيقاته‏,‏حينما‏ ‏قال‏ ‏في‏ ‏المزمور‏:‏لماذا‏ ‏يارب‏ ‏تقف‏ ‏بعيدا‏ ‏لماذا‏ ‏تختفي‏ ‏في‏ ‏أزمنة‏ ‏الضيق‏(‏مز‏10:1).‏

كذلك‏ ‏من‏ ‏مسببات‏ ‏البكاء‏ ‏الشعور‏ ‏بالعجز‏ ‏إذ‏ ‏يقول‏ ‏البابا‏ ‏الذي‏ ‏يشعر‏ ‏بقوته‏ ‏وقدرته‏ ‏وسيطرته‏ ‏علي‏ ‏المواقف‏,‏ربما‏ ‏من‏ ‏الصعب‏ ‏أن‏ ‏يبكي‏ ‏وهو‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الشعور‏..‏لكن‏ ‏يبكي‏ ‏الذي‏ ‏يشعر‏ ‏في‏ ‏أعماقه‏ ‏بأنه‏ ‏عاجز‏,‏أو‏ ‏غير‏ ‏قادر‏ ‏علي‏ ‏التصرف‏ ‏السليم‏,‏أو‏ ‏حائر‏ ‏أمام‏ ‏إشكال‏ ‏حينئذ‏ ‏يبكي‏,‏إذ‏ ‏ليس‏ ‏أمامه‏ ‏سوي‏ ‏البكاء‏,‏وقد‏ ‏يصلي‏ ‏في‏ ‏بكائه‏ ‏طالبا‏ ‏حلا‏ ‏ومعونة‏ ‏من‏ ‏القادر‏ ‏علي‏ ‏كل‏ ‏شيء‏