مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الخميس، سبتمبر 30، 2010

الرسائل العامة التى أرسلها البابا اثناسيوس

ثانياً - الرسائــــل

 

  الرســـــــــائل الفصحية التى أعتاد باباوات الأسكندرية إرسالها إلى الكنائس التابعة لهم .

 


الرسالة العامة إلى الأساقفة: يحتج فيها على خلعِه (عام 340).

 


 رسالة عن قرارات مجمع نيقيا يدافع فيها عن قرارات المجمع.

 

كتبت هذه الرسالة فى الفترة الذهبية وهى فترة السلام بعد نفى البابا  الثانى الذى أستمر 90 شهراً ، كتب البابا أثناسيوس هذه الرسالة للدفاع عن مجمع نيقية وقراراته وفيها لم يذكر أسم  يوسابيوس النيقوميدى وهذا يدل على أنه كتب هذه الرسالة بعد موت يوسابيوس الذى مات سنة 342م ويرجح المؤرخون أنها كتبت بين 351 - 355م .


وقد أعترض الأريوسيين على إستخدام مصطلح غير أنجيلى فى مجمع نيقية وهو " الهوموؤسيون" قد أرسل هذه الرسالة لشخص عثر عندما سمع إعتراض الأريوسيين ، وهذه الرسالة هامة جداً لأنها الأثر الوحيد المتبقى من زمن عقد مجمع نيقية ، وتعطى لنا صورة  لأحداث جرت داخل المجمع من شاهد عيان ، كما تحوى الكثير من الإقتباسات اللاهوتية ذات أهمية تاريخية من آباء الإسكندرية السابقين على أثناسيوس كالبابا ديونيسيوس الكبير ، وتحتوى هذه الرسالة على شرح دقيق للأصطلاح اللاهوتى " الهوموؤسيون" وإصطلاحات أخرى والوصف الذى سجله مجمع نيقية واصفاً الإبن أنه " مولود غير مخلوق "

 
الرسالة العامة إلى أساقفة مصر وليبيا (عام 356).

 

كتبت فى فترة النفى الثالث الإختيارى وعن هذه الفترة يقول الأب متى المسكين (1) ص 278 : " وكان البابا اثناسيوس فى صحراء ليبيا حينما حل عيد القيامة سنة 356 م (5) وقد امضاه هناك ، ومن هناك أيضاً كتب أثناسيوس خطابه للأساقفة - الذين تحت رعايته فى مصر وليبيا ، وهو فى القيروان وبعدها عاد فى حوالى شهر أبريل حينما شاعت لدى الأمبراطور أخبار تبدوا متعمدة ( من اعوان أثناسيوس) أن أثناسيوس أنطلق نحو أثيوبيا .
ومما يؤكد أن الخطاب كتب فى عيد القيامة سنة 356 م هو أنه وصلت اخبار تفيد قرب وصول جورج الكبادوكى ( ويقال انه كان أمين الخزانة كما يقال أنه كان يورد الخنازير) المعين اسقفاً من الأمبراطور بدلاً من البابا اثناسيوس الذى حرمه الأريوسيين فى مجمعهم .  
ويذكر أثناسيوس فى الخطاب تسلسل حوادث الأريوسيين وأعمالهم منذ أبتداء المنفى الثالث ، ويحض الأساقفة على الإحتراس من منشور دورى كانت الحكومة بصدد إصداره لتهديد الأساقفة بالنفى إذا لم يوقعوا على قانون الإيمان الجديد قانون مجمع " سيرميم " الذى صدر سنة 353 (*) ولم تكن له بعد الصيغة الأريوسية العميقة ، ولكن كان يهدف نحو التملص من نقطة الإمتحان فى قانون نيقية كما يتضح من الفصل 10 فى الخطاب
لذلك يبدأ ( من فصل 1- 4) بتحذير من جهة هذا الأمر أن ينتبهوا حتى لا يغرر بهم بالكلام أو التوضيحات (فصل5) فيتمسكوا بقانون نيقية ولا يتزحزحوا عنه بالمماحكات المخالفين (فصل 6 - 8) ولا يقبلوا أى قوانين مختصرة أو يغتروا بتجديف الأريوسيين الواضح ( فصل 9- 11)
وفى الجزء الثانى من الخطاب يشير إلى العقيدة فهو فى (فصل 12) يوضح موقف الأريوسيين الأساسى من فى الإيمان ويوضحة فى (فصل 13) بادلة من الكتاب ، ثم يتحدى الأريوسيين فى ( فصل 14) إن كانوا يستطيعون أن يقدموا إعتقاداً واضحاً صريحاً عن " طبيعة الكلمة" ليمكن التوفيق بين إقتراحاتهم وفروضهم وبين الكتب المقدسة (فصل15- 16) ثم يشرح سفر الأمثال 8: 22 فى التجسد ويتهم الأريوسيين لأنهم يشرحون هذه الحقيقة كالوثنيين (فصل17) كما يتهمهم جميعاً وبالأخص آريوس بالنفاق ومداهنة الإمبراطور (فصل18)
ثم يصف موت آريوس ويدفع بالقضية بإعتبارها جريمة إنسان تم عليه قضاء الرب (فصل19) ويحض الأساقفة (فصل 20- 21) على الثبات والإستعداد للإعتراف موبخاً تذبذب المليتين (فصل 22) والأريوسيين ويشرح أخيراً قناعته (فصل 23) أن الإمبراطور قسطنطيوس سوف يضع فى النهاية حداً لمهاتراتهم حينما تصله المعلومات الصادقة عن حقيقة الأمر ( وكان هذا أملاً ظل يداعب فكر البابا اثناسيوس حتى يئس تماماً من الأمبراطور بعد مضى سنتين من كتابة هذا الخطاب ) [ راجع مقتطفات من رسالتة فى  كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر ص 49- 50]
 

 أربع رسائل إلى الأسقف سيرابيون.

 


 رسالة إلى سينودس رميني في إيطاليا وسلوقية (عام 259)

 


 رسائل تعليمية عن " تعليم ديونيسيوس " و " قوانين نيقية " مع رسالة تعالج موضوع التجسد

 

الرسالة على أفكار ديونسيوس :  كتبت هذه الرسالة فى الفترة الذهبية وهى فترة السلام بعد نفى البابا  الثانى الذى أستمر 90 شهراً ، وهذه الرسالة دفاع عن أفكار ووجهة نظر البابا ديونسيوس الكبير ، وقد كان البابا ديونسيوس الكبير إستخد إصطلاحات وأفكار عن " ناسوت المسيح " لمقاومة الهرطقة السابيليانية فقام الأريوسيين وإستخدموا بعض هذه الإصطلاحات لكى يثبتوا بها أن آرائهم صحيحة .

رسائل إلى لوسيفر

 
المــــــــــــــــــــــــــــــراجع
 
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة - الطبعة الثانية 2002 م  ص 54 ، ص 216
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى ص 79
(3) John Adam Mohler (1796 - 1838 ), Great R. c.
(4) Life of athanasias. 2Vol, 1827.
(5) Athanas., De Synod. 27.
(6) Socrates., II, 28, III, 8.
(8) Theodoret, H. E> II, 15
 

مؤلفات وكتب وكتابات ورسائل البابا أثناسيوس الرسولى

وفى خضم دفاعه عن الإيمان الأرثوذكسى ضد الأريوسيين والمناقشات اللاهوتية والعقائدية والدراسات الإنجيلية فى كتاباته كتب البابا أثناسيوس دون أن يدرى مساحة من المساجلات والأحداث التاريخية التى غطت تقريباً القرن الرابع كله فى ما يختص بأقوى وأخطر نزاع عقائدى ظهر فى تاريخ المسيحية ، ويسلمها للأجيال التالية من حملة شعلة الإيمان فى صورة قضية مَسلم بها ومقطوع فيها الحق وفصل عن الباطل ، لتكون نوراً يهدى أقدام المسيرة الإيمانية حتى مدى الدهور .


1 -  كتابات دفاعية وعقيدية :


 كان الغرض منها صد الهجوم الفكرى ضد العقيدة المسيحية أو مهاجمتهم:

قبل رسامته أسقفاً


 ضد الوثنيين


 تجســـد الكلمــــة


 بدأ إنتاج القديس أثناسيوس الفكرى والروحى فى سن مبكرة جداً (1) بالكتابين السابقين قبل حوالى سنة 318 م فلم يذكر فيهما أى شئ عن الهرطقة الأريوسية الذى بدأ 319 م , وكان فى مرحلة شبابه حيث كان يبلغ 23 عاماً كما كانت رتبته شماس فقط , والكتابان السابقين كتبهما للتبشير بالمسيحية وليس كلاهوتى متمرس , وبالنسبه لكتابه ضد الوثنيين يشرح العقيدة المسيحية للوثنيين بعد دخولهم فى الإيمان , ومن الملاحظ أن تجسد الكلمة يكمل كتابه ضد الوثنيين الذى يدحض أراء الوثنيين والثانى يثبت الإيمان المسيحى , ويعتبر العالم موللر (3) وهو لاهوتى  كاثوليكى رومانى ذائع الصيت ( 1796 - 1838 م ) فى كتابه الذى ألفه عن أثناسيوس (4) انه يعتبره فى المكانة اللاهوتية الثانية بعد " بوسوية " ويقول : [ إن كتاب تجسد الكلمة يعتبر أول محاولة لشرح المسيحية وتقديم حياة المسيح بأسلوب علمى دقيق , حيث برز فكر أثناسيوس العميق المرهف النابع من روح مسيحية رصينة واثقة وهو يوجه كل شئ نحو شخصية الفادى , ويرسو بكل حقيقة لترتاح برفق على المسيح فيظهر المسيح فى النهاية يملأ كل شئ ] وهذه شهادة أكبر علامة لاهوتى فى زمانة تعطي تقريظاً ومدحاً لأثناسيوس الشاب المصرى القبطى .


ولم تمر فترة حتى ظهر آريوس وهو قس ليبى حقود متعظم قام ليطعن فى البابا متهماً إياه بالسابيلية كذباً فسقط فى هرطقة خطيرة مفادها :
1 - تجريد السيد المسيح من أزليته .
2 - مما ترتب عليه أنه أسقط السيد المسيح من خالق إلى مخلوق .
  

 ثلاث كتب مقالات ضد الأريوسيين


 و فى مقالاته ضد الأريوسيين يقول القديس أثناسيوس الرسولى : " فليقولوا لنا إن كانت هناك حكمة فى المخلوقات أم لا ؟ و إذا لم تكن فكيف يقول الرسول " لأَنَّهُ إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ اللهِ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِالْحِكْمَةِ اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ " ( 1 كو 1 : 21 ) "
و كيف إذا يقول الكتاب : " إِنَّ كَثرَةَ الحُكَماءِ خَلاصُ العالَم. ( 6 : 24) "
" الدفاع ضد الأريوسيين " كتبت هذه الرسالة فى الفترة الذهبية وهى فترة السلام بعد نفى البابا الثانى الذى أستمر 90 شهراً ، وقد أضاف إليه الكثير من الأفكار الدفاعية بعد هذه الفترة وقد ذكرت جماعة " البولاندست" أن هذا المؤلف التاريخى اللاهوتى بدأ سنة 342 م وإستمرت الإضافات عليه بعد ذلك حتى أصبح مرجع من المراجع التاريخية والهوتية الهامة عن هذه الحقبة .

 الصلاة: ضد الأمم وعن تجسد الكلمة.


2 - الرسائــــل العامة التى أرسلها البابا اثناسيوس

 

 الرســـــــــائل الفصحية التى أعتاد باباوات



الأسكندرية إرسالها إلى الكنائس التابعة لهم .



الرسالة العامة إلى الأساقفة: يحتج فيها على خلعِه (عام 340).



رسالة عن قرارات مجمع نيقيا يدافع فيها عن قرارات المجمع.

 
الرسالة العامة إلى أساقفة مصر وليبيا (عام 356).


 أربع رسائل إلى الأسقف سيرابيون.


 رسالة إلى سينودس رميني في إيطاليا وسلوقية (عام 259)


 رسائل تعليمية عن " تعليم ديونيسيوس " و " قوانين نيقية " مع رسالة تعالج موضوع التجسد


رسائل إلى لوسيفر


3 كتابات تاريخية جدلية

 

 الدفاع ضد الأريوسيين

 

 الدفاع ضد قسطنطينوس

 

 الدفاع ضد هروبه


الدفاع الموجّه إلى الامبراطور قسطنطين (عام 357).


 تاريخ الآريوسيين إلى الرهبان (عام 358)


 الرسالة إلى الأنطاكيين (عام 362)..


كتابين ضد  الأسقف أبوليناريوس أسقف اللازقية بسوريا


4 - كتابات تفسيرية ونسكية

 

مقالات عن البتولية.


حياة القديس أنطونيوس التي ترجمت إلى اللاتينية.

بدراسة مقدمة كتاب حياة القديس الأنبا أنطونيوس بقلم اثناسيوس الرسولى ان نستدل على أنه كتبه فى السنة الأولى من نياحة أنبا أنطونيوس ، ولما كان الأنبا انطونيوس تنيح سنة 356م فيكون الكتاب إذاً كتب فى هذه السنة

 حياة سنكنبكى المنسوب لأثناسيوس .

 مفتطفات من مقالاته عن البتولية باللغات التالية : القبطية - السريانية - الأرمينية .


5 - كتابات تفسيرية

 تعليقات على المزامير , وسفر الجامعة , وسفر نشيد الأنشاد , وسفر التكوين
 شرح وتفسير سفر المزامير..

عظة لأبينا القديس الأنبا أثناسيوس الرسولى  رئيس أساقفة الإسكندرية تقال فى البصخة المقدسة بركته المقدسة تكون معنا آمين.
لأن المسيح جاء بذاته ولمحبته مات عنا لأنه لم يخلقنا نحن الخطاة مثل آدم ويصيرنا بشراً فقط بل لما أهلكنا أنفسنا بالخطية جاء وتألم عنا وأحيانا بمحبته لأنه قد جاء إلينا كطبيب معلناً لنا ذاته لأنه لم يأتي لنا كمرضى بل كموتى بهذا لم يشفنا نحن المرضى بل أقامنا نحن الأموات الذين ابتلعنا الموت ففكنا من رباطاته. لهذا مات المسيح الرب عنا لكى نحيا معه إلى الأبد لأنه إن لم يكن الرب قد شارك البشرية فى آلامها فكيف يخلص الإنسان لأن الموت سقط تحت أقدام المسيح وانهزم وهو مسبى مضطرب والجحيم مع قوته رجع إلى خلف لما سمع صوت الرب ينادى الأنفس قائلاً: أخرجوا من وثاقكم أنا أبشركم بالحياة لأنى أنا هو المسيح إبن الله الأبدي. فلنختم موعظة أبينا القديس الأنبا أثناسيوس الرسولى الذى أنار عقولنا وعيون قلوبنا باسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين
 
المــــــــــــــــــــــــــــــراجع
 
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة - الطبعة الثانية 2002 م  ص 54 ، ص 216
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى ص
(3) John Adam Mohler (1796 - 1838 ), Great R. c.
(4) Life of athanasias. 2Vol, 1827.
(5) Athanas., De Synod. 27.
(6) Socrates., II, 28, III, 8.
(8) Theodoret, H. E> II, 15



الثلاثاء، سبتمبر 28، 2010

نياحة البابا أثناسيوس رقم 20 بالسنكسار القبطى

شهر بشنس
نياحة البابا أثناسيوس الرسولى ال20 (7 بشــنس)

في مثل هذا اليوم من سنة 89 ش (373) تنيح البابا العظيم الأنبا أثناسيوس الرسولي العشرين من باباوات الكرازة المرقسية وقد ولد هذا الأب من أبوين وثنيين نحو سنتي 295 و298 م. وحدث وهو في المكتب أن رأي بعض أولاد المسيحيين يقومون بتمثيل الطقوس المسيحية فجعلوا البعض منهم قسوسا والبعض شمامسة وأحدهم أسقفا فطلب أن يشترك معهم فمنعوه قائلين: أن وثني ولا يجوز لك الاختلاط بنا فقال لهم: أنا من الآن نصراني ففرحوا به وجعلوه عليهم بطريركا وأجلسوه في مكان عال وصاروا يقدمون له الخضوع واتفق عبور البابا الكسندروس في تلك الساعة فلما رآهم علي هذه الحال قال للذين معه عن أثناسيوس لابد أن يرتقي هذا الصبي إلى درجة سامية يوما ما.
ولما مات والد القديس أثناسيوس أتت به أمه إلى البابا الكسندروس فعلمهما أصول الدين المسيحي وعمدهما وفرقا كل مالهما علي المساكين ومكثا عند البابا البطريرك فعلم أثناسيوس علوم الكنيسة ورسمه شماسا وجعله سكرتيرا خاصا له فتضاعفت عليه مواهب الروح واختير للبطريركية في 8 بشنس سنة 44 ش 5 مايو 328 م بعد نياحة البابا الكسندروس
وكان البابا الكسندروس قد أوصي بانتخاب أثناسيوس شماسه الذي انفرد مع القديس أنطونيوس أب الرهبان واخذ منه النسك والذي ظهر نبوغه في فضح أريوس في المجمع المسكوني عندما قال أريوس عن السيد المسيح (المشابه في الجوهر) فقال أثناسيوس (المساوي في الجوهر) وبهذا ظهر نبوغه.
ولكن أثناسيوس بعد وفاة البابا اختفي في الجبال - لاعتقاده بعدم أهليته لهذا المركز الخطير - فسعي الشعب وراءه إلى أن عثر عليه وأحضره إلى الأساقفة فرسموه بابا سنة 327 م. وقد شهد سقراط المؤرخ (في ك 2ف 387) قائلا " ان فصاحة أثناسيوس في المجمع النيقاوي جرت عليه كل البلايا التي صادفها في حياته ".
وبعد أن صار بابا رسم لأثيوبيا أول مطران لها هو الأنبا سلامة فاستقرت الأمور الدينية فيها بعد أن تبعت الكرازة المرقسية.
وقد نفي البابا عن كرسيه خمس سنوات
الأولى
عندما حاول أريوس بعد حرمه أن يرجع ثانية إلى الإسكندرية وقدم للملك قسطنطين خطابا مملوءا بعبارات ملتبسة تأثر بها الملك وطلب من أثناسيوس البابا أعادته فرفض البابا قبوله لما في ذلك من مخالفة لقرار المجمع المسكوني. فقام الأريوسيون بإلصاق بعض التهم بالبابا منها:
1 – انه يساعد البابا فيلومينس الثائر علي الحكومة
2 – انه كسر كأس القس اسكيرا وهدم مذبحه
3 – أنه قتل الأسقف أرسانيوس واستخدم ذراعيه في السحر
4 – أنه اغتصب أيضا راهبة
وقد برأ البابا نفسه من التهمة الأولي وانعقد مجمع في صور ضد البابا أغلبه من الأريوسين ونظر المجمع في التهم ففي الأولي حرك الرب قلب القس اسكيرا الذي اتفق معهم علي شهادة الزور وبرأ البابا. وفي التهمة الثانية حضر الأسقف أرسانيوس عن اتفاقهم الذي اتهم البابا زورا بقتله فحفظه البابا في غرفة مجاورة وكان الأريوسين قد أحضروا ذراعي ميت. وادعوا أنهما لأرسانيوس ولكن أرسانيوس أظهر ذراعيه للجمع وأظهر ندامته فقال الأريوسيون أن أثناسيوس سحار استطاع أن يوجد ذراعين وهاجوا ضده فخرج أرسانيوس من وسطهم ومضي للملك
ثم نظرت تهمة الراهبة وأتوا بفاجرة ادعت هذا الادعاء علي القديس فقال القس تيموثاوس من حاشية البابا " كيف تتجاسرين وتقولين أني نزلت ببيتك وقهرت أرادتك ؟ " فظنت أنه أثناسيوس لأنها لم تكن تعرفه وقالت: " أنت هو " فافتضح أمرها .
أما البابا فلم يستطع مقابلة الملك بسبب تدخل الأريوسين الذين اتهموه لدي الملك أنه يمنع تصدير الغلال من الإسكندرية إلى الملك فأصدر الملك أمره بنفي البابا إلى تريف في فرنسا في 5 فبراير سنة 335 م حيث قابله أسقفها بإكرام جزيل ، ولكن أريوس مات ميته شنيعة كما قال سقراط (ك 1 ف 68) "إنما أمات الله اريوس في مرحاض عمومي حيث اندلقت أمعاؤه وقد اعتبر الشعب هذه الميتة انتقاما للعدل الإلهي، فلما بلغ الملك ذلك عرف براءة البابا وأوصي سنة 337 م بإعادته وهو علي فراش الموت وقسمت المملكة بعده إلى قسطنطين الصغير علي فرنسا وصارت مصر تابعة لقسطنديوس وإيطاليا إلى قسطاس. وبتوسط قسطنطين رجع البابا سنة 338 م فاستقبله الشعب بفرح وصار كل بيت ككنيسة.
النفي الثانيالأريوسين لم يسكتوا، فعقدوا مجمعا حرموا فيه أثناسيوس وعينوا بدله غريغوريوس وبعثوا بالقرار إلى يوليوس أسقف روما فعقد البابا سنة 340 م مجمعا بالإسكندرية أحتج فيه علي الأريوسين ثم حرر رسالة دورية لجميع الكنائس فظهرت منها براءته، ولكن الأريوسين أثروا علي فيلوغوريوس ليساعد بطريركهم للاستيلاء علي كنائس الإسكندرية وأثروا علي الإمبراطور قسطنديوس أيضا، فأرتاع الشعب الإسكندري وقرر المقاومة إلا أن الأريوسين هجموا علي الكنائس يوم جمعة الصلب وهتكوا العذارى وذبحوا كثيرين من المصلين. فاستغاث البابا بكل الكنائس في العالم وترك كرسيه وسافر إلى روما وانعقد مجمع في سرديكا وقرروا أولا براءة البابا أثناسيوس، وثانيا تثبيت قانون مجمع نيقية، وثالثا حرم الأساقفة الأريوسين، ورابعا عزل غريغوريوس. وانتدبوا أسقفين ليقابلا الإمبراطور قسطاس حاكم إيطاليا الذي وافق علي ما قرره المجمع وهدد شقيقه بالحرب ان لم يرجع أثناسيوس وفي هذه الأثناء قام الشواذ من المصريين بقتل غريغوريوس سنة 349 م فعاد البابا إلى كرسيه مرة ثانية واستقبل الشعب البابا كما قال غريغوريوس الثيئولوغي واضع القداس " كان ازدحامها أشبه بالنيل عند فيضانه " وأشار إلى سعوف النخل والابسطة وكثرة الأيدي المصفقة.
النفي الثالث: خروج البابا للمرة الثالثة بسبب قسطنديوس
احتمل الأريوسيون علي مضض رجوع أثناسيوس إلى أن مات قسطاس حاكم إيطاليا وأوغروا صدر قسطنديوس فحكم بمجمع أريوس بنفي البابا أثناسيوس فذهب الجند إلى كنيسة السيدة العذراء التي بناها البابا ثاونا. وكان البابا يصلي صلاة الغروب ويقول " لأن إلى الأبد رحمته فاندفع الجند بشدة إلى داخل الكنيسة للقبض علي البابا لكن الله وضع غشاوة علي عيونهم فلم يميزوه عن الشعب وانطفأت المصابيح وخرج البابا وذهب إلى الصحراء وبقي مدة مع الآباء الرهبان وعين الأريوسيون جورجيوس الكبادوكي أسقفا على الأرثوذكس فلم يقبلوه، فاستولي علي أوقاف الكنائس، إلا أن الوثنيين الذين اضطهدهم قتلوه واحرقوا جسده.
عودة البابا بسبب يوليانس ثم تركه الكرسي للمرة الرابعة.
لم يستمر الحال هكذا فقد مات الإمبراطور قسطنديوس وقام ابن عمه يوليانس وكان يريد أن يجذب قلوب الشعب فطلب إرجاع أثناسيوس فعقد البابا مجمعا سنة 362 م ووضع شروط قبول الأريوسيين الراجعين كما اهتم بالتبشير وسط الوثنيين فلم يلق هذا قبولا لدي يوليانس الذي كان يحب الوثنيين، فطلب القبض علي أثناسيوس فخرج البابا من الإسكندرية وركب مركبا إلى الصعيد فتبعه الوالي في مركب أخرى ولما اقتربت من مركب البابا سألوا عن مركب البابا أثناسيوس فقالوا أنها كانت ذاهبة إلى طيبة وهو ليس ببعيد عنكم فأسرع الوالي بمركبه في طريقه ولما وصل إلى أقرب مدينة لم يعثر علي أثناسيوس لأنه كان قد اختفي في مكان أخر، وقد تأثر من حوله لكثرة الاضطهادات التي وقعت عليه فأظهر لهم أنه في وقت الاضطهاد يشعر بسلام داخلي وبازدياد شموله بنعمة الله أكثر من الوقت العادي، ثم زاد في قوله " ان اضطهاد يوليانس كسحابه صيف سوف تنقشع وبينما هم في هذه الأحاديث أتاهم الخبر أن يوليانس قد قتل في حرب الفرس وقد قتله مرقوريوس أبو سيفين وقد لفظ الدم من جسده وهو يقول " لقد غلبتني يا ابن مريم "
عودة البابا وانفراده للمرة الخامسة بعيدا عن كرسيه، وذلك في مقبرة أبيه
بعد أن قتل يوليانوس تولي يوبيانس ثم تولي فالنز وكان أريوسيا وفي سنة 367 م أصدر قرارا بنفي البابا فاضطر أن يهجر الإسكندرية ويختفي في مقبرة والده. قتل في أثنائها الملك ثلاثين أسقفا من الموالين لأثناسيوس. ومع هذا رأي صلابة الأقباط فقرر رفع الاضطهاد عنهم وإعادة أثناسيوس إلى كرسيه سنة 368 م
ومع أن أثناسيوس كان قد بلغ من العمر 72 سنة إلا أنه لم يقصر في واجباته ولثبات البابا في الحق أتي المثل الإفرنجي " أثناسيوس ضد العالم ". وللبابا أثناسيوس كتب عدة عن الأريوسيين وفي التجسد وغيرها، وقد قرظ الأنبا قزمان هذه المؤلفات في قوله: من يجد شيئا منها فليكتبه حالا علي قرطاس ومن لم يجد فليدونه علي ثيابه، وهذا البابا هو أول من لبس زي الرهبنة من يد القديس أنطونيوس وجعله زيا لكل البطاركة والأساقفة وهو الذي رسم القديس أنطونيوس قسا فقمصا وتنيح بسلام بعد أن قضي علي الكرسي المرقسي خمسا وأربعين سنة.
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما. آمين

أعمال أثناسيوس الأخيرة

لم يستطع المؤرخين أن يجوا مصادر لأعمال اثناسيوس الأخيرة فإعتمدوا على الخطابات الهامة الستة (59 - 64 ) وكذلك من الخطابات التى ذكرها فى كتاباته الأخيرة مثل ( خطاب 77 ) التى تظهر لنا مدى وداعة وحكة أثناسيوس وسعيه لربح النفوس الضعيفة ومدى قدرته لعلاج المواقف التى يمكن أن ينجم عنها نزاعات خطيرة دون المساس بالإيمان .

أسقف يتعدى على إختصاصات أثناسيوس فى رسامة الأساقفة :

كان أسقف المنطقة (أربنزم ) أسمه أوريون فى شيخوخة متقدمة ، وكان سكان القريتين الكبيرتين فى الإيبارشية فى حزن بسبب عدم الرعاية ، وكانوا يلحون فى طلب سيداروس أسقف  ، وكان سيداروس ضابط شاب يتبع قوة الجيش المرابط فى ليبيا وكان فى مأمورية مدنية .

ولما رأى أحد الأساقفة ذلك قام برسامة سيداروس بمفرده وكان أسم ذلك الأسقف فيلو ، ولم يراع قانون الرسامة الذى ينص على ضرورة وجود أثنين آخرين للمساعدة وحتى بدون إخطار أثناسيوس الذى هو رئيس الأساقفة ، ووصلت اخبار هذه الرسامة للبابا اثناسيوس الذى تفهم الموقف الذى دفع هذا الأسقف لهذه الرسامة ، ولكن هذه الرسامة تعتبر ناقصة ، وبعد الإطلاع على نشاط سيداروس الأسقف رقاة إلى رتبة متروبوليس بتولماس ، وأضاف القريتين المذكورتين إلى إبروشيته بعد نياحة أوريون (3)

وفى الوقت الذى أجاز البابا أثناسيوس هذا التعدى على قوانين الكنيسة ، إذ لم يكن عبداً لهذه القوانين بل طوعها لصالح الخدمة ولكنه فى نفس البلدة حكم على أحد الحكام ليبيا بالحرم الكنسى بسبب سوء أخلاقه ، وأنتشر خبر هذا الحرم وصار معلوماً فى طول الدنيا وعرضها .

صداقة باسيليوس أسقف قيصرية

رسم باسيليوس سنة 370 أسقفاً على قيصرية الكبادوك وهى مسقط رأسه ( وهى ألان قيصرية فى وسط تركيا ) وبدأ منذ رسامته فى مراسلة القديس أثناسيوس وقد فقدت للأسف جميع رسائل أثناسيوس وبقيت رسائل باسيليوس .

وكانت رسائل باسيليوس تدور حول الإنقسام القديم الذى حدث فى أنطاكية ، وكان باسيليوس يسأل بإلحاح أن يتدخل اثناسيوس وكان يتعذر على أثناسيوس فى التأثير على ميليتس وأساقفته فكان عليه أن يستخدم نفوذه على بولينوس ويقنعه بالتراجع ، لأن ميليتس كان يشعر بمرارة بسبب تأييد أثناسيوس الشديد لبولينوس ، ولكن بولينيس كان ضعيف الإستجابة (4)

وحصل أثناسيوس على مؤازرة ضخمة من باسيليوس وذلك بتوسطه عند أساقفة روما والغرب بخصوص قضايا الشرق تجاه الأريوسيين ، ولكن للأسف لم يكن أساقفة الغرب فى ذلك الوقت على مستوى المسؤولية أبداً (5)

تبادل الإحترامات
وكان باسيليوس يجل أثناسيوس ويحترمه إحتراما كبيراً فكان يقول : [ له الإحترام الكلى بغير حدود ! صاحب الوعى العميق والمبادرة العملية والرقة افنجيلية رأس الكنيسة ، الرجل صاحب النفس الكبيرة الرسولية الأب الروحى ]

وعبر البابا اثناسيوس عن إعجابه لباسيليوس وإحترامه له فى إتجاه مقاوميه الذين يحاولون التشكيك فى أرثوذكسيته فكان يعنفهم بقوله داعياً إياه : [ أسقف تتمنى كل كنيسة أن يكون أسقفها ] (6)
نشاطه حتى نفسه الأخير ضد ابوليناريوس أسقف اللاذقية
وفى سنة 372 م كتب البابا اثناسيوس كتابين ضد اخطاء أبوليناريوس فى غاية العمق والغنى اللاهوتى ، وهى الصفات التى ميزت كتبه منذ أن كتب حتى نهاية حياته ..
ولكنه بذكاءه المعتاد ذكر الأخطاء ولم يذكر فاعلها أبوليناريوس لأنه كان صديقاُ قديماً له (7) وكان ممثلاً مع أثناسيوس فى مجمع الإسكندرية سنة 362م بواسطة وفد رسمى من قبله ، وختم ووقع على مقررات المجمع ، ولكن للأسف زاغ فكرأبوليناريوس عن روح الإنجيل .
لأثناسيوس عبارات روحية جديدة وعميقة وقاطعة ومحددة المعنى وشاملة ذكرها البابا أثناسيوس فى الكتابين ضد ابوليناريوس وهذه العبارة جائت فى حديثه المطول عن الأريوسية أن المسيح : إله حقيقى فى الجسد ، وجسد حقيقى فى الكلمة (8) 
المــــــــــــــــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة - الطبعة الثانية 2002 م  ص 315
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) D.C.B., Fuller. IV. p. 777.
(4) Basil. ep. 60, 66, 63, 80, 82, 89. Theaodoret, Ecc. Hist. V, 23.
(5) Basil. ep.61, 67, 69, 80, 82.  D.C.B., p. 200.
(6) Ibid.
(7) Epiphan, Hear., 66.2.
(8) Oration. III. 41.

مجمع الإسكندرية سنة 369م

بالرغم من أن البابا اثناسيوس قد بلغ من العمر 71 عاماً إلا أن عقله كان يقظاً ، فقد ظل حارساً على إيمان قوانين نيقية بالرغم من كبر سنه لا ينام ولا يغمض له جفن طالما بقى أريوسياً هرطوقياً واحداً فى العالم .

وقد نما إلى علمه إعتلاء داماسوس سنة 366م كرسى أسقفية روما خلفاً لليبريوس ، وبعدما تأكد بعد مضى ثلاثة أعوام من تباطئ داماسوس فى تأمين الكنيسة الكاثوليكية فى إيطاليا ذاتها من الأريوسيين الهراطقة ، متخاذلاً أمام أوكسنتيوس (3) أحد زعماء مجمع أريمينيم الأريوسى الكفرى الذى كان باقياً جالساً ومتربعاً على أهم إبروشية فى إيطاليا " ميلان" وينفث فى وسط الإكليروس والشعب سموم الأريوسية ليحيها من جديد .

لم يطق البابا اثناسيوس ذلك ابداً وكان مدركاً تماماً كما أدرك المؤرخ تيمون (8: 400) أن داماسوس لا حول له ولا قوة فمن ذا يقدر أن يخلع هذا النمر الكبادوكى من كرسيه ؟ ولكن هذا المنطق الإنهزامى لم يفهمه أثناسيوس وهو الذى عاصر أكثر من ستة من الأباطرة ونفى خمسة مرات ولم ينثن له عزيمة وظل مصراً على حماية إيمان مجمع نيقية ضد العالم كله حينما اصبح أريوسياً ، فإيمانه الأرثوذكسى المستقيم لا يعرف خوفاً ولا قهراً ولا الإعتراف بالأمر الواقع .

لذلك جمع الأساقفة فى مجمع بالأسكندرية وصل عددهم 90 أسقفاً من مصر وليبيا (فصل 10) وأرسلوا إحتجاجاً وتحذيراً وشرحاً مفصلاً لجميع اساقفة مصر وأفريقيا ( يقصد جميع الأجزاء الشمالية التابعة لإقليم قرطاجنة ) (4) كما أرسلوا رسالة تشجيعية لداماسوس كى يتحرك ويقاول هذا النمر الكبادوكى .. ولكنه لم يتحرك وظل هذا الأريوسى قابعاً على كرسيه حتى مات سنة 374م وكان هذا هو الهدف الأول لهذا المجمع .

وكان الهدف الثانى هو نشر الوعى للمجمع النيقاوى وقراراته الأرثوذكسية المستقيمة فى كل أنحاء الغرب سواء شمالاً فى إيطاليا أو اسبانيا أو فى الجنوب حتى على شواطئ أفريقيا الشمالية ، لأنه كان يخشى أن يبقى مجمع إريمنيم ومقرراته عالقاً فى اذهان الإكليروس لأنه كان آخر مجمع أريوسى قوى جمعه الإمبراطور قسطنطيوس بالقهر والسلاح تحت التهديد بالنفى والترغيب بالذهب ووصل المر بالتصفية الجسدية وقتل الأساقفة .

وفى فصل من كتباباته (1- 3) يقارن بين قوانين مجمع نيقية مع قوانين مجمع إريمينم ، كمعلم للمسكونة لا يمل من الشرح والإعادة والتلخيص حتى تثبت المعلومات فى الأذهان .

ثم يعود ويتباهى بعظمة نيقية ومجمعها الإلهى يستنطب من مفهومات قراراته ويحققها على أصولها من الأسفار المقدسة الإلهية ، كمعلم حاذق يعرف كيف يرد الفروع للأصول وكيف يتعمق بها حتى يصل للجذور ( فصل 4: 8)

ثم يدور مرة أخرى (فصل 5و 6) ويركز على براهين ومماحكات الأريوسيين ويخليها من معانيها ويجردها من أسانيدها ويصل لمضمونها فتصبح بعيدة عن أى سند لاهوتى أو إنجيلى وفى (الفصل 6و 9) يدافع بقوة ونعمة عن مجمع نيقية الذى لم يخترع شيئاً من ذاته فلا إصطلاحات ولا مفهومات كما يدعى يوسابيوس ، بل أنه تحصيل ومفهوم إنجيلى واضح ومسلم ايضاً من ألاباء .

وفى فصل (7) يهاجم الهومويان (أصحاب عقيدة التشابه أى تشابه ألاب والإبن) ويحاصرهم ويصف فكرهم بالفكر المتذبذب ، وكأن اللاهوت فيه حل وسط بين التساوى وعدم التساوى فى الجوهر .

ويقول الب متى المسكين (1) أن اكب رالمواضيع حداثة والتى لم يطرقها البابا أثناسيوس هو موضوع الأوسيا ou[ia   والهيبوستاس  الذى جاء فى مجمع الأريوسيين فى بلدة nike أو نيس فة اقليم تراقيا وهذا فى (الفصل 4) حبث عاد إلى الأسفار المقدسة مبتدئاً من الخروج 3: 14 ( كما سبق واشار فى كتاباته السابقة " على القوانين " : 22 و " على المجامع " : 29) ثم عاد وطبق على المفهوم المقابل لهما فى الإصطلاحين ، والحقيقة أنه كان اشد قرباً من المفهوم الغربى لمفهوم الإصطلاحين مما تعودنا أن نسمعه فى التفسير الشرقى .

ومن ألمور المفرحة ما ذكر فى نهاية المجمع أن :

كل مصر صار يجمعها مرة اخرى الإيمان الواحد وقد اشار إلى ذلك فى( فصل 10) وأن جميع الأساقفة صاروا فكراً واحداً وروحاً واحداً إلى الدرجة التى يمكن فيها أن يوقع أسقف مكان اسقف آخر إطمئناناً إلى مدى الثقة التى  صارت لدى الجميع فى الروح الواحدة التى جمعت شمل الأساقفة فى مصر وليبيا (5)

المــــــــــــــــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة - الطبعة الثانية 2002 م  ص 315
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) أوكسنتيوس : هذا أصلاً مواطن كبادوكى وليس إيطالياً ، بل وكما يقول أثناسيوس لا يعرف أن يتكلم اللاتينية ( راجع تاريخ الأريوسيين : 75) وقد رسمه قساً فى الإسكندرية الأسقف الدخيل الأريوسى جريجورى ( 329 - 346م) " لأنه بلدياته أى من بلده " وبعد طرد ديونيسيوس من كرسى ميلان سنة 355م عينه قسطنطيوس على هذا الكرسى ، وقد تزعم حركة الأريوسيين فى مجمع أريمنيم الهرطوقى الأريوسى مع أورساكيوس وفالنس ، وقد تمسك بكرسيه فى ميلان بتشجيع الإمبراطور إرغاماً وقد مات سنة 374 م وحل محله أمبروسيوس العظيم .
(4) D.C.B., Athanas, p. 200.
(5)  N.P.N.F. 2nd ser. Athanas.p. 488.

محاولات الأريوسيين للعودة للأسكندرية

عندما وصل البابا أثناسيوس من العمر السبعين عاماً حدث حادثين :

الحادث الأول : شعب الإسكندرية يريد ان يفتك بالأسقف الأريوسى

 فى سنة 367م قام لوقيوس وهو الأسقف الدخيل الأريوسى المعين من خارج البلاد ورسموه فى انطاكية بالسفر إلى مدينة الإسكندرية ويستولى على إحدى الكنائس ويضم إليه أريوسيين حتلا لا تنعدم الإسكندرية من هذه الهرطقة حيث أن الإسكندرية كانت مهدها .

وصل لوقيوس نصف الليل كعادة اللصوص ليبدأ عمله فى الظلام يوم 24 سبتمبر ، ولكن ما أن طلع النهار وفاحت رائحة هذا الغريب القادم لينفث سموم الفرقة فثار شعب الإسكندرية ذو المزاج الحار ورتبوا أنفسهم للقيام بثورة إنتقامية على غرار ما فعلوه مع جورج الكبادوكى منذ سنين قليلة !

ولكن فى آخر لحظة إستطاعت قوة من الجيش والشرطة أن تطوق المكان وتنقذه بالقوة من أيدى أهل الإسكندرية ، وفى يوم 26 سبتمبر وضعوه فى مركب لترحل به بعيداً عن البلاد (3)
الحادث الثانى : إحراق كنيسة السيزاريوم ( القيصرية )

حدث فى السنة التالية لخروج لوقيوس من الإسكندرية مطروداً أن قام الوثنيون بإحراق كنيسة السيزاريوم ( القيصرية) ولكن صدرت الأوامر الإمبراطورية فى الحال بمعاقبة المسئولين وإعادة بناء الكنيسة على حساب الدولة والتى كان قد تم بناؤها فى مايو سنة 368م (4)
وفى 22 سبتمبر سنة 368م بدأ البابا أثناسيوس بناء كنيسة فى حى " Mendidium" وقد يكون بنائه لهذه الكنيسة بمناسبة بلوغه 40 عاماً على كرسى الأسقفية (5) وقد تم تدشينها فى 7 أغسطس 370 م وتسميت بعد ذلك بإسم أثناسيوس .
المــــــــــــــــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة - الطبعة الثانية 2002 م  ص 315
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) N.P.N.F. 2nd ser. Athanas. P, Ixii.
(4) Ibid.
(5) Hist. Aceph. VII.

النفى الخامس والأخير للبابا أثناسيوس الرسولى

فى  فبراير من عام 364 م مات الأمبراطور جوفيان وأصبح فالنتيان أمبراطوراً , وكان فالنتيان من مؤيدى قوانين المجمع النيقوى , ولكنه قام بتعيين فالنس الأريوسى الميول إمبراطوراً فى الشرق .

وأصدر إمبراطور شرق الإمبراطورية الرومانية (البيزنطية) فالنس أمراً إلى المقدونيين أتباع الهرطقة الأريوسية بإقامة مجمع يضعوا قانون للإيمان طبقاً للهرطقة الأريوسية ويجمع فئاتها المتشرزمة وأفكارها المختلفة ، وكان يظن أنه يستطيع أن يوحد صفوف الأريوسيين مع أكاكيوس وإفدوكسيوس بعد الإنقسامات التى حدثت بينهم وبدأوا يتفككون .
ثم ذهب إلى أنطاكية ليطمئن على حدود البلاد بعد معاهدة الصلح مع الفرس التى حدثت بعد مقتل الإمبراطور يوليان والتى عقدها الإمبراطور جوفيان معهم ، وأثناء وجوده فى أنطاكية بدأ يضطهد أصحاب عقيدة نيقية - فنفى ميليتس وكل أتباعه - وكل من رفض الشركة مع إيوزوبوس ، ولم يكتفى بذلك ولكنه أخرجهم من كنائسهم وعاقبهم وسلبهم أموالهم ، وأمر بإغراق بعض منهم فى نهر الأورونتس (3)  
   

أمـــــر بالنفى لخامس مرة ( 5 مـــايو 265 م - 1 فبراير 366 م )

لم يكد البابا اثناسيوس يجلس على كرسية يلتقط أنفاسه ويدبر شئون الكنيسة المصرية وأمور شعبة حتى فوجئ بأمر الأمبراطور فالنز أو فالنس بنفى كل الأساقفة الذين نفاهم الإمبراطور قسطنطينوس وأعادهم الأمبراطور يوليانوس ثم نفاهم وأعاده الأمبراطور جوفيانى , حتى أمر إمبراطور شرق الإمبراطورية الرومانية (البيزنطية) فالنس الأريوسى فى منشور أرسله للأسكندرية أن جميع الأساقفة الذى نفاهم يوليانوس يعودوا إلى منفاهم ، وعند عدم التنفيذ يقبض عليهم وأن يدفعوا غرامة ثقيلة

وبالطبع كان الإمبراطور يقصد حامى الأيمان البابا أثناسيوس الذى بلغ من العمر 67 سنة  ولكن لم يرضى الشعب المصرى بهذا الأمر فهب غاضباً ، وأمام كثافة الجماهير وإصرارهم وعدهم الحاكم برفع مظلمة سريعة للإمبراطور (4) وأرخت بتاريخ 8 مايو 365م

وفى يوم 5 أكتوبر وصل أمر إمبراطورى سرى كعادة دنيئة تظهر سلوك رخيص للحكومات العاجزة ، وهجمت فرقة كاملة من الحرس على كنيسة القديس ديونوسيوس ليلاً بحثاً عن البابا اثناسيوس ، ولكن لم يكن الصيد الثمين موجوداًُ فقد أحس البابا رائحة غدر الصيادين فغادر الإسكندرية فى تلك الليلة بدون أن يشيع ذلك فى المدينة وإلتجأ إلى بيت ريفى له على النهر " النهر الجديد " (5) ولكن ذكر سقراط المؤرخ أنه إختبأ أربعة أشهر فى مقبرة أبيه (6) ويقول إن هذا " النهر الجديد" يفصل الإسكندرية عن ضواحيها فى الغرب ( ربما هو ترعة المحمودية الان )

ولم يحتمل الشعب هذا الظلم والإستبداد ، فقامت فى الخريف ثورة فى كل الشرق وإشتركت الإسكندرية فى الثورة ولم تستطع قوات الإمبراطور أن تتصدى لها وأصبحت المدينة فى خطر .
عودة البابا أثناسيوس لكرسيه
وفى 1 فبراير 7 أمشير 366م وقف براسيداس مسجل الإمبراطور على المنصة وأعلن للشعب عودة البابا أثناسيوس !! وذهب براسيداس بنفسه مع قوة من رجال الإدارة إلى ضاحية الإسكندرية وأحضروا أثناسيوس بكل كرامة حتى كنيسة ديونيسيوس (6)   
المــــــــــــــــــــــــــــــراجع
(1) كتاب جقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند ألريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 326 وما بعدها  
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى ص 79 - 80
(3) Socrates IV, II
(4) Hist. Aceph. X, followed by Sozom. IV, 12.
(5) Ibid, First Index.
(6) Socrates IV,13.

ألإمبراطور فالنس إمبراطوراً على ولايات شرق الإمبراطورية الرومانية

نصب الأمبراطور فالنتنيان أخيه ألإمبراطور فالنس إمبراطوراً على ولايالت شرق الإمبراطورية الرومانية (البيزنطية) ، وقد ولد فالنس سنة 328م فى بانونيا Pannonia (هنجريا الآن ) بالقرب من ادرينابول Adrianople

 

وخلفه ابنه جراتيان Gratian على عرش الإمبراطورية في الغرب، وسار فيها سيرة أبيه عاماً أو عامين، ثم أطلق العنان للهو والصيد، وترك أزمة الحكم إلى موظفين فاسدين عرضوا جميع المناصب والأحكام للبيع. لهذا خلعه القائد لكسموس عن العرش وغزا إيطاليا ليحاول تنحية فلنتنيان الثاني خلف جراتيان وأخيه غير الشقيق عن ولاية الملك، ولكن ثيودوسيوس الأول الأكبر الإمبراطور الجديد على الشرق زحف غرباً، وهزم الغاصب، وثبت الشاب فلنتنيان على عرشه في ميلان (388 م).
وكان ثيودوسيوس من أصل أسباني، أظهر مواهبه الحربية ومهارته في القيادة أسبانيا، وبريطانيا، وتراقية. وكان قد أقنع القوط المنتصرين بالانضواء تحت لوائه بدل أن يحاربوه، وحكم الولايات الشرقية بحكمة وروية في كل شيء إلا في عدم تسامحه الديني؛ فلما تولى الملك روع نصف العالم بما اجتمع فيه من صفات متناقضة هي جمال خلقه، ومهابته، وغضبه السريع ورحمته الأسرع، وتشريعاته الرحيمة، وتمسكه الصارم بمبادئ الدين القويم. وبينا كان الإمبراطور يقضي الشتاء في ميلان حدث في تسالونيكي (سالونيكا) اضطراب كان من خصائص تلك الأيام. وكان سببه أن بُثريك Botheric نائب الإمبراطور في ذلك البلد قد سجن سائق عربة محبوب من أهل المدينة جزاء له على جريمة خلقية فاضحة، فطلب الأهلون إطلاق سراحه، وأبى بثريك أن يجيبهم إلى طلبهم، وهجم الغوغاء على الحامية وتغلبوا عليها، وقتلوا الحاكم وأعوانه ومزقوا أجسامهم إرباً، وطافوا بشوارع المدينة متظاهرين يحملون أشلاءهم دلالة على ما أحرزوه من نصر. ولما وصلت أنباء هذه الفتنة إلى مسامع ثيودوسيوس فاستشاط غضباً وبعث بأوامر سرية تقضي بأن يحل العقاب بجميع سكان تسالونيكي. فدعى أهل المدينة إلى ميدان السباق لمشاهدة الألعاب، ولما حضروا انقض عليهم الجند المترصدون لهم وقتلوا منهم سبعة آلاف من الرجال والنساء والأطفال، (390). وكان ثيودوسيوس قد بعث بأمر ثان يخفف به أمره الأول ولكنه وصل بعد فوات الفرصة.

المــــــــــــــــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة - الطبعة الثانية 2002 م  ص 315
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى

الإمبراطور فالنتينان Valeninian II (371 – 15 May 392)

بعد موت الإمبراطور جوفيان غادرت الحامبة التى كانت ترافقة إقليم غلاطية ووصلت لمدينة نيقية العتيقة فى بيثينه حالا ، وإستغرقت سبعة ايام فى الوصول سيراً على الأقدام للقسطنطينية ، وهناك أعلن الضباط بصوت واحد فالانتينيان إمبراطوراً  نقل الجيش ومجلس الشيوخ تاج الإمبراطورية إلى فلنتنيان فى 25 فبراير سنة 364م وإسمه بالكامل Flavius Valentinianus فلافيوس فالينينيانوس

ولد فلافيوس فالينينيانوس فى سنة 371 م فى بانونيا ( ما بين يوغسلافيا والنمسا) من مدينة سيباليس ، وكان أبنا للأمبراطور Valentinian I  وكان  جندي فظ مقطوع الصلة بالثقافة اليونانية يذكرنا بفسبازيان ، أما من الناحية العسكرية فقد كان قائداً ماهراً راجح العقل جداً يبدوا عظيماً بل أعظم من أى تكريم يقدم إليه ، وكان وفياً للإيمان الأرثوذكسى ، موقراً لمقررات مجمع نيقية 
وعين فلنتنيان أخاه الأصغر فالنز ( فالنس ) وأسمه Flavius Valens  بعد ثلاثين يوماً من تنصيبه إمبراطوراً ، بموافقة مجلس الشيوخ، أوغسطس وإمبراطوراً على الشرق أى شريكاً فى الإمبراطورية co-emperor فى  28 مارس 364م ، واختار هو لنفسه الغرب الذي كان يبدو أشد خطراً من الشرق ، وكان فالنس أريوسياً وذلك لأنه تعمد على يدى إفدوكسيوس أسقف القسطنطينية الأريوسى ، وكان كل منهما ، الأمبراطور فالنتينان وأخوه فالنس يناصر فريقه بشئ من الحماس الزائد .
إنطلق فالنتينان نحو الغرب ، وأستقر فالنس فى القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية الشرقية البيزنطية يدير شئون ولايات الإمبراطورية الشرقية .
 ثم أعاد تحصين حدود إيطاليا وغالة، وأعاد إلى الجيش قوته ونظامه، وصد مرة أخرى الغزاة الألمان إلى ما وراء نهر الرين، وأصدر من عاصمته ميلان تشريعات مستنيرة حرم فيها على الآباء قتل الأبناء، وأنشأ الكليات الجامعية، ووسع نطاق المساعدات الطبية الحكومية في روما، وخفض الضرائب، وأصلح النقد الذي انخفضت قيمته، وقاوم الفساد السياسي، ومنح جميع سكان الإمبراطورية حرية العقيدة والعبادة. وكان لهذا الإمبراطور عيوبه ونقاط ضعفه. من ذلك كان يقسو أشد القسوة على أعدائه؛ وإذا جاز لنا أن نصدق سقراط المؤرخ فإنه شرع الزواج باثنتين لكي يجيز لنفسه أن يتزوج جستينا ، التي غالت زوجته في ووصف جمالها له. ومع هذا كله فقد كان موته العاجل (375 م) مأساة كبرى حلت بروما.
المــــــــــــــــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة - الطبعة الثانية 2002 م  ص 315
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) راجع هذا الموقع لمزيد من المعلومات   http://www.edu-prog.com/folder5/index.htm

الاثنين، سبتمبر 27، 2010

البرابرة والقبائل والشعوب تريد الإنقضاض على الإمبراطورية البيزنطية

التخوم المهددة
الفرس لم تكن بلاد الفرس إلا قطاعاً من تخوم يبلغ طولها عشرة آلاف ميل تتعرض فيها الإمبراطورية الرومانية المؤلفة من مائة أمة مختلفة للغزو في أية نقطة وفي أية ساعة على أيدي قبائل لم تفسدها الحضارة، ولكنها تطمع في ثمارها. وكان الفرس وحدهم مشكلة مستعصية على الحل، فقد كانوا يزدادون قوة لا ضعفاً ؛ ولم يمض إلا قليل من الوقت حتى استعادوا كل ما كان دارا الأول يبسط عليه سلطانه قبل ألف عام من ذلك الوقت - إلا قليلاً منه. بلاد العرب : وكان في غرب بلادهم العرب، ومعظمهم من البدو الفقراء؛ ولو إن إنساناً في ذلك الوقت قد قال إن أولئك الأقوام الرحل الواجمين قد كتب لهم أن يستولوا على نصف الإمبراطورية الرومانية وعلى بلاد الفرس كلها لسخر من قوله هذا أحكم الساسة وأنفذهم بصيرة.

جنوب الإمبراطورية البيزنطية : وكان في جنوب الولايات الرومانية الإفريقية الأحباش، واللوبيون، والبربر، والنوميديون، والمغاربة، وكان هؤلاء كلهم يتربصون بالإمبراطورية الدوائر، وينتظرون على أحر من الجمر تداعي الحصون الإمبراطورية أو قوى البلاد المعنوية.

 

ولاح أن أسبانيا ستظل رومانية آمنة من الغزو وراء جبالها المنيعة وبحارها التي لا يستطيع المغبرون اجتيازها؛ ولم يكن أحد يظن أنها ستصبح في هذا القرن الرابع ألمانية، وفي القرن الثامن بلاداً إسلامية.

النيوتون : أما غالة فقد كانت وقتئذ تفوق إيطاليا اعتزازاً برومانيتها، كما تفوقها في النظام وفي الثراء، وفي الآداب اللاتينية من شعر ونثر؛ ولكنها كان عليها في كل جيل أن تدفع عن نفسها غارات النيوتون الذين كانت نساؤهم أعظم خصباً من حقولهم.

الاسكتلنديين والبكتيين أهل الشمال والقراصنة السكسون: ولم يكن في وسع الدولة الرومانية أن تستغني إلا عن حامية قليلة لتدفع بها عن بريطانيا غارات الاسكتلنديين والبكتيين من الغرب والشمال؛ وغارات أهل الشمال والقراصنة السكسون من الشرق أو الجنوب؛ فقد كانت شواطئ النرويج بجميع أجزائها معششاً لهؤلاء القراصنة، وكان أهلها يرون الحرب أقل مشقة من حرث الأرض، ويعتقدون أن الإغارة على السواحل الأجنبية عملاً شريفاً لذوي البطون الخاوية وفي أيام الفراغ.

ويدعي القوط أن موطنهم الأول هو جنوبي السويد وجزائرها الصغرى، ولا يبعد أن يكون ذلك الموطن هو الإقليم المحيط بنهر الفستيولا Vistula؛ ولكنهم أياً كان موطنهم انتشروا باسم القوط الغربيين نحو نهر الدانوب الجنوب، واستقروا باسم القوط الشرقيين بين نهري الدنيستر Dniester والدون Don. وفي قلب أوربا -الذي تحده انهار الفستيولا والدانوب، والرين-

قبائل رحالة: كانت تجول قبائل قدر لها أن تغير خريطة أوربا وتبدل أسماء أممها: هي قبائل الثورنجيين Thuringians، والبرغنديين، والإنجليز، والسكسون، والجوت، والفريزيين Frisians، والجبيديين Gipidae، والكوادي Quadi، والوندال، والألماني، والسوفي Suevi، واللمبارد، والفرنجة.

 ولم يكن للإمبراطورية كلها -عدا بريطانيا- أسوار تصد تيار هذه الأجناس، وكل ما كان لها من هذا القبيل هو حصون أو حاميات في أماكن متفرقة على طول الطرق البرية أو مجاري الأنهار التي كانت في أطراف الدولة الرومانية. وكانت تفوق البلاد الخارجية عن حدود الدولة الرومانية في نسبة مواليدها: وتفوقها هي على هذه البلاد في مستوى معيشة أهلها، مما جعل الهجرة إليها أو الإغارة عليها قضاء محتوماً لا مفر لها منه في ذلك الوقت، كما أنهما الآن قضاء محتوم على أمريكا الشمالية.
 نعم إن اليونان والرومان حين أطلقوا على أولئك القبائل الألمانية لفظ برابرة Barbari لم يكونوا يقصدون بذلك الثناء عليهم، وأكبر الظن أن هذا اللفظ يقابل لفظ فرفارا Varavar في اللغة السنسكريتية، ومعناه الفظ الجلف، غير المثقف ؛ وهو شديد الصلة أيضاً بلفظ بربر Berber؛ ولكن اتصال الألمان مدى خمسة قرون بالحضارة الرومانية عن طريق التجارة والحرب كان لا بد أن يترك فيهم أثراً قوياً؛ وقبل أن يحل القرن الرابع بزمن طويل كانوا قد تعلموا الكتابة وأقاموا لهم حكومة ذات قوانين ثابتة.وكانت مبادئهم الأخلاقية من الناحية الجنسية أرقى منها عند الرومان واليونان إذا استثنينا منهم قبائل الفرنجة المروفنجيين؛ وكثيراً ما كانوا يفوقون الرومان في الشجاعة، وكرم الضيافة، والأمانة، وإن كانت تعوزهم رقة الحاشية ودماثة الخلق، وهما الحلتان اللتان يتصف بهما المثقفون. . وكانت نزعتهم فردية إلى حد الفوضى، على حين أن الرومان كانوا في الوقت الذي نتحدث عنه رُوِّضوا على حسن المعاشرة والميل إلى السلم. وكان أهل الطبقات العليا منهم يقدرون الآداب والفنون بعض التقدير، وقد اندمج منهم استلكو Stilicho، ورسمر Ricimer، وغيرهما من الألمان في الحياة الثقافية العليا التي كانت تسود المجتمعات في روما، وكتبوا أدباً لاتينياً أقر سيماكوس Simmachus أنه وجد فيه كثيراً من المتعة. وكان الغزاة بوجه عام -وخاصة القوط- يبلغون من الحضارة درجة تمكنهم من أن يعجبوا بالحضارة الرومانية ويعترفوا أنها أرقى من حضارتهم، ويسعون لاكتسابها لا لتدميرها؛ وظلوا قرنين من الزمان لا يطلبون أكثر من أن يسمح لهم بالدخول في بلاد الإمبراطورية والاستقرار في أراضيها المهملة؛ وطالما اشتركوا في الدفاع عنها بجد ونشاط. ولهذا فإنا إذا ما ظللنا نستخدم لفظ البراءة في حديثنا عن القبائل الألمانية في القرنين الرابع والخامس، فإنما نفعل ذلك بحكم العادة التي جعلت هذا اللفظ يجري به القلم، مع مراعاة هذه التحفظات والاعتذارات السالفة الذكر.
وكانت هذه القبائل التي تكاثر أفرادها قد دخلت بلاد الإمبراطورية في جنوب نهر الدانوب وجبال الألب بطريق الهجرة السلمية وبدعوة من الأباطرة في بعض الأحيان.

وقد بدأ أغسطس هذه السياسة، فسمح للبرابرة أن يستقروا داخل حدود الإمبراطورية ليعمروا ما خلا من أرضها، ويسدوا ما في فيالقها من ثغرات بعد أن عجز الرومان عن تعمير أولاها وسد ثانيتها لقلة تناسلهم وضعف روحهم العسكرية. وجرى على هذه السنة نفسها أورليوس، وأوليان، وبروبوس. وقبل أن ينصرم القرن الرابع كانت كثرة السكان في بلاد البلقان وفي غالة الشرقية من الألمان. وكذلك كان الجيش الروماني، وكانت مناصب الدولة السياسية منها العسكرية في أيدي التيوتون. وكانت الإمبراطورية في وقت من الأوقات قد صبغت أولئك الأقوام بالصبغة الرومانية، أما في الوقت الذي نتحدث عنه فإنهم هم الذين بربروا الرومان ؛ فقد أخذ الرومان أنفسهم يرتدون ملابس من الفراء على طراز ملابس البرابرة، وأخذوا كذلك يرسلون شعورهم مثلهم، ومنهم من لبسوا السراويل، (البنطلون)، واستثاروا بذلك غضب الأباطرة، فأصدروا في غيظهم مراسيم بتحريم هذه الثياب. (397،416). وجاءت القوة التي دفعت هذه القبائل إلى غاراتها الكبرى على الإمبراطورية الرومانية من سهول المغول النائية. وتفصيل ذلك أن الزيونج-نو Hsiung-nu أو الهيونج-نو Hung-nu أو الهون Hun-وهم فرع من الجنس الطوراني، كانوا في القرن الثالث الميلادي يحتلون الأصقاع الواقعة في شمال بحيرة بلكاش وبحر آرال. وكانت سحنتهم، كما يقول جرادنيس Jordanes هي أقوى أسلحتهم:
فقد كانت ملامحهم الرهيبة تلقي الرعب في قلوب أعدائهم؛ ولعلهم هم لم يكونوا أقدر على الحروب من هؤلاء الأعداء. فقد كان أعداؤهم يستول عليهم الفزع فيفرون من أمامهم لأن وجوههم الكالحة كانت تقذف الرعب في القلوب.. ولأنهم كانت لهم في مكان الرأس كومة لا شكل لها فيها ثقبان بدل العينين. وهم يقسون على أولادهم من يوم مولدهم، لأنهم يقطعون خدود الذكر بالسيف حتى يعودهم تحمل ألم الجروح قبل أن يذوقوا طعم اللبن، ولهذا فإنهم لا تنبت لهم لحى إذا كبروا وتشوه ندب جروح السيوف وجوههم. وهم قصار القامة، سريعو الحركة، خفاف مهرة في ركوب الخيل، بارعون في استعمال الأقواس والسهام، عراض الأكتاف صلاب الرقاب؛ منتصبو الأجسام على الدوام.

وكانت الحروب صناعتهم، ورعاية الماشية رياضتهم، وبلادهم كما ورد في أحد أمثالهم "هي ظهور خيلهم". وتقدم أولئك الأقوام إلى الروسيا حوالي عام 355، مسلحين بالأقواس والسهام، مزودين بالشجاعة والسرعة، يدفعهم من خلفهم جدب بلادهم وضغط أعدائهم الشرقيين، فهزموا في زحفهم قبائل الألاني Alani، وعبروا نهر الفولجا (372؟)، وهاجموا في أكرانيا القوط الشرقيين الذين كادوا أن يصبحوا أقواماً متحضرين. وقاومهم إرمنريك Ermanaric المعمر ملك القوط الشرقيين مقاومة الأبطال، ولكنه هزم زمات بيده لا بيد أعدائه كما يقول بعض المؤرخين. واستسلم بعض القوط الشرقيين وانضووا تحت لواء الهون، وفر بعضهم متجهين نحو الغرب إلى أراضي القوط الغربيين الواقعة شمال الدانوب. والتقى جيش من القوط الغربيين بالهون الزاحفين عند نهر الدنيستر، فأوقع به الهون هزيمة منكرة، وطلب بعض من نجوا من القوط الغربيين إلى ولاة الأمور الرومان في البلاد الواقعة على نهر الدانوب أن يأذنوا لهم بعبور النهر والإقامة من مؤيزيا Moesia وتراقية. وأرسل الإمبراطور فالنز Valens إلى عماله أن يجيبوهم إلى طلبهم على شرط أن يسلموا أسلحتهم ويقدموا شبانهم ليكونوا رهائن عنده. وعبر القوط الغربيين الحدود، ونهب موظفو الإمبراطورية وجنودها أموالهم غير مبالين بما يجللهم عملهم هذا من عار. واتخذ الرومان الذين افتتنوا ببناتهم وغلمانهم، أولئك الغلمان والبنات عبيداً لهم وإيماء، ولكن المهاجرين استطاعوا بفضل الرشا التي نفحوا بها ولاة الأمور الرومان أن يحتفظوا بأسلحتهم. وبيع لهم الطعام بما يباع به في أيام القحط، فكان القوط الجياع يبتاعون شريحة اللحم أو رغيف الخبز بعشرة أرطال من الفضة أو بعبد، بل إن القوط قد اضطروا في آخر الأمر أن يبيعوا أطفالهم بيع الرقيق لينجوا من هلاك جوعاً. ولما بدت عليهم أمارات التمرد دعا القائد الروماني زعيمهم فرتجيرن Fritigern إلى وليمة وفي نيته أن يقتله؛ ولكن فرتجيرن نجا وأثار حمية القوط المستيئسين وحرضهم على القتال، فأخذوا ينهبون، ويحرقون، ويقتلون، حتى أصبحت تراقية كلها تقريباً خراباً يباباً تعاني الأمرين من جوعهم وغيظهم. وأسرع فالنز من بلاد الشرق لملاقاتهم والتحم بهم في سهول هدريانوبل Hadrianople، ولم يكن معه إلا قوة صغيرة معظم رجالها من البرابرة الذين كانوا في خدمة روما (378). وكانت النتيجة، كما يقول أميانوس "أشنع هزيمة حلت بجيوش الرومان منذ واقعة كاني Cannae" التي حدثت قبل ذلك اليوم بخمسمائة وأربع وتسعين سنة. وفيها تفوق الفرسان القوط على المشاة الرومان، وظلت حركات الفرسان وفنونهم العسكرية من ذلك اليوم حتى القرن الرابع عشر هي المسيطرة على فن الحرب الآخذ في الاضمحلال. وهلك في هذه المعركة ثلثا الجيش الروماني، وأصيب فالنز نفسه بجرح بالغ، وأشعل القوط النار في الكوخ الذي آوى إليه، ومات الإمبراطور ومن كان معه محترقين بالنار. وزحفت الجموع المنتصرة إلى القسطنطينية، ولكنها عجزت عن اختراق وسائل الدفاع التي أقامتها ومنيكا أرملة فالنز. وأخذ القوط الغربيون، ومن انضم إليهم من القوط الشرقيين والهون الذين عبروا الحدود غير المحمية عند نهر الدانوب، يعيثون فساداً في بلاد البلقان من البحر الأسود إلى حدود إيطاليا

المــــــــــــــــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة - الطبعة الثانية 2002 م  ص 315
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) راجع هذا الموقع لمزيد من المعلومات   http://www.edu-prog.com/folder5/index.htm

الأمبراطور جوفيان - إمبراطوراً لمدة ثمانية أشهر فقط

مات الإمبراطور يوليانوس الجاحد متأثراً بجراحه بعد أصيب بسهم وهو يحارب الفرس ، فإجتمع ضباط الجيش وكانوا فى إرتباك كبير بسبب المعركة التى لم تزل دائرة والإحتمال الكبير فى هزيمتهم لموت الإمبراطور يوليانوس ، فأسرعوا فى إنتخاب أحد قادة الجيش وكان برتبة جنرال وأسمه " جوفيان" ونادوا به إمبراطوراً لروما ، وهو رجل من سلالة نبيلة موطنا وميلاداً .

وجمع جوفيان حولة قادة الجيش ومشيرية وبحثوا حالة الجيش ومعنوياته ، وقرروا عقد معاهدة صلح مدتها 30 سنة ، وبناء على هذه المعاهدة فقدت الإمبراطورية الرومانية كل حودها شرق نهر دجلة مع مدينة نصيبين ، وإنسحب من بلاد فارس دون فقدان وإذلال للشرف العسكرى (3)

الإمبراطور جوفيان وخطاب خاص لأثناسيوس
كان جوفيان أمينا لعقيدة نيقية ، موقراً للإيمان بالمسيح فى ضوء مفهوم " الهوموؤوسيون " وأول أمر أصدره بمجرد عودته لأنطاكية هو عودة الأساقفة المنفيين فى أيام يوليانوس أو قسطنطيوس ، وأمر بإلغاء مراسيم الدولة للعبادة الوثنية التى أمر بها الأمبراطور السابق يوليانوس ، كما أرسل خطاباً خاصاً ودياً وتشجيعياً للقديس أثناسيوس يدعوه فيه للعودة إلى كرسيه وتدبير شئون الكنيسة (4)

البابا اثناسيوس يعود لمقر كرسيه بالإسكندرية

 دخل البابا أثناسيوس الإسكندرية ليلاً (5) وبقى فيها سراً ، ووصله على وجه السرعة خطاب من الإمبراطور الجديد جوفيان يطلب منه أن يباشر خدمته ويكتب قانون الإيمان فى صورة كاملة ليصبح هو " الإيمان العام " للكنيسة الجامعة " الكاثوليكى = تعنى الجامعة " فعقد البابا أثناسيوس مجمعه فى الحال وحرر خطاباً مجمعياً أى " سنوديقيا" فيه كل الإيمان النيقاوى بالتفصيل / مؤيداً من الأسقار المقدسة ، وهو لا يزال حتى اليوم يتلى فى كثير من كنائس العالم ومنها بريطانيا على وجه خاص ، واخذه معه وسافر .

البابا اثناسيوس فى انطاكية
وخرج البابا اثناسيوس من الإسكندرية فى طريقه إلى أنطاكية عبر هيرابوليس إلى أديسا ليقابل الإمبراطور جوفيان حاملاً معه خطابه المجمعى ( 6 سبتمبر سنة 363 م الجدول الفصحى ) وقابله الإمبراطور هناك بترحاب كثير وعاد نعه إلى انطاكية التى غادرها الإمبراطور فى 21 ديسمبر سنة 363 م ورجع البابا أثناسيوس إلى الإسكندرية فوصلها فى 14 فبراير سنة 364م ( حسب الجدول لافصحى ) حاملاً معه خطاب من الأمبراطور ليضع يده على كل الكنائس التى أغتصبها الأريوسيين من الكنيسة الوطنية التى أسسها كاروز الديار المصرية .
وهكذا أنتهى نفيه الرابع الذى أستغرق 15 شهراً وأثنين وعشرين يوماً (6)
أعمال البابا اثناسيوس فى أنطاكية
مكث البابا أثناسيوس فى أنطاكية أربعة شهور ونصف (كل فصل الشتاء) ويبدو أن زيارته لنطاكية كانت هامة ، حيث نعثر على هذا الخبر مسجلاً فى الجول الفصحى والتاريخ المعنون (hist. Aceph) ، وكذلك من وصية بامون الراهب ، وكان البابا أثناسيوس فى سباق مع الزمن (فأسرع وقابل الإمبراطور الجديد) وهذا هو السبب فى انه عبر على الإسكندرية ولم يمكث بها تحاشياً للتعويق ، وأخذ عدداً من الأساقفة المعينين وآخرين من الساقفة القدامى وكانوا هؤلاء يمثلون الأغلبية فى كنيسة مصر ، أما لماذا فعل البابا اثناسيوس هذا فلأن الأريوسيين لما سمعوا بخبر افمبراطور الجديد أسرعوا هم ألاخرون لإرسال وفد كبير يمثلهم ( من مصر) وكان مهمة هذا الوفد هو
1) إبقاء الحال كما هو عليه
2) الشكوى ضد اثناسيوس من جهة أخرى
3) ويطلبون أسقفاً على الإسكندرية (طبعاً أريوسى)
وقد رافق هذا الوفد أسقفاً مؤيداً له اسمه لوقيوس ، ولكن رحلة البابا اثناسيوس السرية والسريعة كانت مناورة ماهرة حكيمة حقق بها البابا اثناسيوس اهدافاً قوية خاصة انها جائت فى وقت قصير بسفره لأنطاكية قلب المائدة على رؤوس الأريوسيين الهراطقة ، وقد حاز أثناسيوس إحتراماً وترحاباً فوق العادة ، كما يقول سوزومين (7) وأعطاه الإمبراطور جوفيان خطاب موجز يامره فيه بالعودة إلى كرسيه ليباشر جميع إختصاصاته كرئيس للكنيسة المصرية ، كما سلم البابا اثناسيوس بدوره الرسالة السينوديقية التى يشرح فيها موقفه الثابت من قرارات مجمع نيقية كما رتبها فى مجمع الإسكندرية وخاصة فيما يتعلق بالروح القدس (8)
البابا أثناسيوس يتأخر فى العودة للأسكندرية    
لم يترك البابا اثناسيوس الساحة للأريوسيين ينفذون خططهم فى غيابه بالرغم من حصوله على أمر المبراطور برجوعه لكرسيه فتاخر فى العودة لسببين
1) لإكمال المصالحة بين الفريقين المختلفين فى أنطاكية ، كما عمل أيضاً لتنظيم شئون الكنيسة فى أنطاكية (10).
2) لمراقبة ألأريوسيين وإفساد خططهم وعرقلة مساعيهم عن كثب .
وقد حاول الأريوسيين بإستماته الضغط على الإمبراطور جوفيان ووصف "جواتكن" مقابلته لهم أنه : إستخدم الخشونة العسكرية ، كما كان بادئ الإزدراء بهم وهذه هى المحادثة التى تمت بينهما :
الأريوسيون بإلحاح شديد : " ياسيادة ألإمبراطور " أى إنسان ىخر غير أثناسيوس " !!
الإمبراطور جوفيان  : " لقد قلت لكم ان موضوع اثناسيوس أنا إنتهيت منه نهائياً " !
 الأريوسيون يلحون...
الإمبراطور جوفيان للعساكر الواقفين حوله : " إستخدموا العصى " !!
وقد هزأ الأنطاكيون من لوقيوس فى مرأى من الإمبراطور (9)
ويقول ألب متى المسكين (1) : " وهنا لا يفوتنا أن ننبه ان اثناسيوس كان له تأثير ليتورجى على كنيسة انطاكية كما حدث فى روما أيضاً لأنه ظل يصلى بالقداس القبطى ( باللغة اليونانية ) مدو أربعة شهور فى أنطاكية مع أساقفته (الذين بلا شك تفرقوا فى الكنائس)
موت الإمبراطور جوفيان المفاجئ :
لم يمكث هذا الإمبراطور الطيب القلب الذى إبتدأ يصلح الإنقسامات فى داخل الإمبراطورية ، والذى أحبه الجيش وكل الهيئات السياسية والمدنية فى الإمبراطورية بالإضافة إلى الكنيسة الذى توسمت فيه حكماً صالحاً فى ايامه .
ولكن حدث أنه بعد سفر الإمبراطور جوفيان من أنطاكية فى 21 ديسمبر 363م وصل إلى طرسوس ، وهناك أدى مراسم التجنيز اللازمة نحو يوليان سلفه بحسب الصول الرومانية لأباطرتها المتوفيين ، وترك طرسوس متجهاً ناحية اسيا الصغرى , وإستراح فى مدينة داداستانا على الحدود بين غلاطية وبيثينية ، وهناك قابله فيلسوف الإمبراطور مع السناتوا أى أعضاء مجلس الشيوخ بالقسطنطينية ، وقرأوا امامه خطبة التنصيب ، وكان من المفروض إعادة قرائتها بالقسطنطينية بعد ذلك ، ولكن داهمة المرض فى داداستان ويقال أنه إنسداد فى الوردة مباشرة ، ويقول مؤرخ ىخر أنه نام فى غرفة حديثة البياض بالجير ، وان مواقد الفحم كانت كثيرة فنشعت الجدران بأول أكسيد الكربون فمات فى يوم 17 فبراير سنة 365م (11)
المــــــــــــــــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة - الطبعة الثانية 2002 م  ص 315
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) Socrates III, 22, IV. 2.
(4) Socrates III,24.
(5) D.C.B. Athanas, p. 199.
(6) hist. Aceph
(7) Sozom, VI, 5.
(8) Athanas. Letter no. 56, p. 567.
(9) N.p.N.f, 2nd Ser., Athanas., p, 586. sq.
(10) hist. Aceph, Sozom, VI, 5
(11) Socrates III, 26, Sozom, VI, 6.

ثورة أهل انطاكية وموت الإمبراطور يوليانوس الجاحد

ولد فلافيوس كلوديوس يوليانوس Flavius Claudius Julianus في القصر الإمبراطوري في القسطنطينية في عام 332 أوسنة 331  في النصف الثاني من  في ميسية على الدانوب. وكان ابن أخي قسطنطين.. ؛  ابن يوليوس ابن قسطنديوس الأول كلوروس. وهو أخو غالوس لأبيه كما أن والده يوليوس أخا قسطنطين لأبيه. ووالدة يوليانوس باسيلينة نسيبة  يوسبيوس اسقف نيقوميذية الآريوسي.
طفولة يوليانوس الجاحد البائسة
 وما أن مضت أشهر حتى توفيت والدته فنقل إلى القسطنطينية ونشأ في قصر لجدته في آسية لا يبعد كثيراً عن العاصمة. في السادسة من عمره شهد  وقد قتل أبوه، وأخوه الأكبر، ومعظم أبناء عمه، في المذبحة التي حدثت أيام حكم أبناء قسطنطين ونجا هو وأخوه غالوس باعجوبة. وعاشا مدة من الزمن مراقبين محصورين فشبَّ يوليانوس مضطرب العصب يكره قسطنطين وذريته. وأرسل هو إلى نقوميديا ليتلقى فيها العلم على يد الأسقف يوسبيوس الأريوسى وتولى أمره في هذه الفترة أسقف نيقوميذية. فوكل أمر تهذيبه إلى خصي يدعى مردونيوس، كان شديد الإعجاب بهوميروس الشاعر اليوناني. ولما بلغ السابعة من عمره بدأ يدرس الآداب القديمة على مردونيوس Mardonius، وسرى حب هومر وهزيود والتحمس لآدابهما من الخصي الهرم إلى تلميذه، ودخل إلى عقل يوليان إلى عالم الأساطير اليونانية الشعري الزاهر بدهشة وبهجة عظيمتين. وتوفي  يوسبيوس

في سنة 341 فنفي قسطنطيوس الأميرين  يوليان وأخوه جالوس Gallus إلى قصر في قبدوقية على مسافة قريبة من قيصرية لأسباب غير معلومة. فقضى يوليانوس ست سنوات يدرس ويطالع مؤلفات أعاره إياها كاهن يكادان أن يكونا فيها سجينين في حصن ماسلوم Macellum . وفي سنة 347 أمر قسطنطيوس بانتقال غالوس إلى افسس ويوليانوس إلى القسطنطينية. وأقام يوليانوس في عاصمة الدولة سبع سنوات احتك فيها بعالمين شهيرين أحدهما وثني والآخر مسيحي وتعلم مبادئ اللاتينية.

 ولكن مرح الشباب، وما امتاز به من إخلاص وذكاء ورحّب الجمهور بالأمير الصغير حباه إلى الشعب  حباً أقلق بال الإمبراطور؛ فدخلت الريبة نفس قسطنديوس فأمر بنقله إلى نيقوميذية أما محاضرات ليبانيوس فقد حرمها عليه هذا، ولكنه استطاع أن يحصل على مذكرات وافية لدروس هذا المعلم ، وكان ليبانيو العالم الوثني الأنطاكي قد ترك نيقوميذية فلم يتسنى ليوليانوس الأخذ عنه مباشرة. لكنه طالع بعض مصنفات ليبانيوس وأكب عليها فأثرت في نفسه. ومن هنا التشابه في أسلوب الاثنين. . وكان وقتئذ شاباً في السابعة عشرة من عمره، بهي الطلعة، جياش القلب بالعواطف، متأهباً لأن يبهره سحر الفلسفة الخطر، وبينا كانت الفلسفة، وبينا كان التفكير الحر يأتيان إليه بكل ما فيهما من إغراء، كانت المسيحية تُعرض عليه بوصفها مجموعةً من العقائد التعسفية التي لا تقبل الجدل؛ وكنيسةً تمزقها الإنقساتمات ، والأريوسيين الهراطقة الذين كانوا حوله إشتهروا بالفضائح والمكائد والخداع.
 وأكرمه.
وفي عام 351 رضى الإمبراطور عن الأميرين جعل جالوس قيصراً أي ولياً للعهد- وعهد إليه حكم أنطاكية وأعاد إلى يوليانوس ارثه فأصبح غنياً ؛ وأحس يوليان وقتاً ما بأنه آمن من ريبة الإمبراطورية فأخذ يتنقل من نيقوميديا إلى برجموم ثم إلى إفسوس، يدرس فيها الفلسفة على إدسيوس Edssius، ومكسموس، وكريسنثيوس Chrysanthius  فأمَّ برغامون في آسية الصغرى. واتصل فيها بأديسيون الفيلسوف الأفلاطوني الجديد وبتلميذه خريسانطيوس الفيلسوف الفيثاغوري. وتردد إلى أفسس فاتصل بفيلسوفها مكسيميوس وكان هذا يمارس السحر. فوقع يوليانوس تحت تأثير شعوذته. ودخل في زمرة أتباعه. وإعتنق سراً العقيدة  الوثنبة.
وفي عام 354 استدعى قسطنطين الأخوين جالوس Gallus ويوليان إلى ميلان حيث كان يعقد محكمة للنظر في أمرهما. ذلك أن جالوس تعدى حدود السلطة المخولة له، وحكم الولايات الأسيوية حكماً بلغ من استبداده وقسوته أن ارتاع له قسطنطين نفسه. وحوكم الرجل أمام الإمبراطور، ووجهت إليه عدة تهم، وأدين، وصدر عليه الحكم بالإعدام، ونفذ على الفور. وأما يوليان فقد ظل تحت الحراسة في إيطاليا عدة أشهر، حتى أفلح أخيراً في أن يقنع الإمبراطور المرتاب أن السياسة لم تكن له على بال في يوم من الأيام، وأن اهتمامه كله موجه إلى الفلسفة. واطمأن قسطنطيوس إذ عرف أن غريمه ليس إلا رجلاً فيلسوفاً، فنفاه إلى أثينة (355). وإذ كان يوليان قبل هذا النفي يتوقع الإعدام ، فإنه لم يجد صعوبة في الرضا بالنفي إلى بلد هو منبع العلم، والدين، والتفكير الوثني.
تعلم يوليانوس الفلسفة الوثنية
وقضى في مدينة أثينا ستة أشهر والتحق بجامعتها ، كانت من أسعد أيام حياته، يدْرس الفلسفة في الغياض التي استمعت إلى صوت أفلاطون في الزمن القديم، وعقد فيها أواصر الصداقة مع ثامسطيوس Themistius وغيره من الفلاسفة المخلدين والمنسيين ، وكان بين رفقائه فيها القديس غريغوريوس النازينزي وصديقه القديس باسيليوس الكبير الذين أعجبوا بشغفه بالعلم، وكسب قلوب أهل المدينة برقة شمائله، وتواضعه، وجميل مسلكه. وكان يُشَبِّه هؤلاء الوثنيين المثقفين المهذبين الذين ورثوا ثقافة قرن عشرة بعلماء الدين الوقورين الذين كانوا يحيطون به في نقوميديا أو بأولئك الساسة والحكام الأتقياء الذين رأوا من الواجب عليهم أن يقتلوا أباه واخوته وكثيرين غيرهم من خلق الله؛ وخلص من هذا كله إلى أنه ليس ثمة وحوش أكثر تعطشاً للدماء من المسيحيين. وكان إذ سمع أن معابد مشهورة قد دمرت ، وأن كهنة وثنيين قد حكم عليهم بالنفى ، وأن أملاكهم قد وزعت على الخصيان وأشياع السلطان أجهش بالبكاء. وكان هذا في أغلب الظن هو الوقت الذي قبل فيه أن يتعلم سراً وفي حذر شديد طقوس إليسيز الخفية وأسرارها؛ وكانت المبادئ الأخلاقية الوثنية تتجاوز عما لجأ إليه في ارتداده من مخادعة ورياء. هذا إلى أن أصدقاءه ومعلميه على سره لم يكونوا يوافقون على أن يجهر بهذا الارتداد، فقد كانوا يعرفون أنه إذا فعل سيتوجه قسطنطيوس في غير الوقت الملائم، بتاج الشهداء. وكانوا هم يتطلعون إلى الوقت الذي يرث فيه صنيعتهم عرش الإمبراطورية، ويعيد إليهم رواتبهم وآلهتهم. ولهذا قضى يوليان عشر سنين كاملة يؤدي جميع الشعائر والعبادات المسيحية الظاهرة، بل لقد بلغ من أمره أن كان يقرأ الكتاب المقدس علناً في الكنيسة.
يوليان يصبح قيصر فى غاليه
وفي وسط هذا التخفي والخوف استدعى مرة أخرى إلى المثول بين يدي الإمبراطور في ميلان؛ وتردد أول الأمر في الذهاب خشية العقاب، لكن الإمبراطورة يوزيبيا أرسلت إليه تبلغه أنها دافعت عنه لدى الإمبراطور، وأنه لن يصاب بمكروه، وما كان أشد دهشته حين زوجه الإمبراطور من أخته هلينا Helena، وخلع عليه لقب قيصر، وعهد إليه حكم غالة (355). وارتدى الرجل الأعزب الحي الذي قدم على الإمبراطور في ثياب الفيلسوف الخشنة حلة القائد الرسمية على مضض، وقام بواجبات الزوجية. وما من شك في أنه قد ضايقه فوق هذا وحيره أن يعرف أن الألمان قد اغتنموا فرصة اشتعال نيران الحرب الأهلية التي كادت تقضي على ما للإمبراطورية في الغرب من قوة حربية، فغزوا الولايات الرومانية الممتدة على ضفاف الرين، وشتتوا شمل جيش روماني، ونهبوا المستعمرة الرومانية القديمة في كولوني، واستولوا على أرع وأربعين مدينة غيرها، وفتحوا الألساس كلها، وتقدموا مدى أربعين ميلاً في غالة، ولما أن واجه قنسطنطيوس هذه الأزمة العصيبة، طلب إلى الشاب الذي يرتاب فيه ويزدريه أن يبذل نفسه من فوره فيجعل منها نفس جندي حازم وإداري حازم، وأعطى يوليان حرساً مؤلفاً من ثلثمائة وستين رجلاً، وكلفه بإعادة تنظيم الجيش المربط في غالة، وأمره بعبور جبال الألب.
وقضى يوليان الشتاء في فين Vienne ويانه على نهر الرون، يدرب نفسه التدريب العسكري، ويدرس فنون الحرب دراسة الرجل المجد المتحمس لأداء واجبه. وفي ربيع عام 356 جمع جيشاً عند ريمس Reims صد به الغزاة الألمان واسترد منهم كولوني؛ ولما حاصرته قبيلة الألماني -التي أصبح اسمها علماً على ألمانيا كلها - في سنس Sens ظل يصد هجمات المحاصِرين ثلاثين يوماً، واستطاع أن يحصل على ما يحتاجه جنوده وأهل المدينة من المؤن حتى نفد صبر الأعداء. ثم زحف نحو الجنوب والتقى بجيش قبيلة الألماني الأكبر عند استرسبورج، ونظم جيشه على شكل إسفين هلالي، وقاده قيادة الرجل العارف بأفانين الحرب المملوء القلب بالشجاعة، فانتصر نصراً على قوات العدو التي تفوق قواته عدداً ، وتنفست غالة الصعداء بعد هذا النصر المؤزر؛ ولكن قبائل الفرنجة الضاربة في الشمال كانت لا تزال تعيث فساداً في وادي الموز Meuse، فزحف عليها يوليان بنفسه، وأوقع بها هزيمة منكرة، وأرغمها على عبور الرين ، ثم عاد إلى باريس عاصمة الولاية متوجاً بأكاليل النصر، ورحب به أهل غالة وشكروا له حسن صنيعه ورأوا في القيصر الصغير يوليوساً Julius جديداً؛ وما لبث جنوده أن هجروا بأملهم في أن يجلس عما قريب على عرش الإمبراطورية.
وبقى في غالة خمس سنين، يعمر الأرض المخربة بالسكان، ويعيد وسائل الدفاع عن نهر الرين. ويمنع استغلال الأهلين الاقتصادي والفساد السياسي، ويعيد الرخاء إلى الولاية، ويملأ خزائنها بالمال، ويخفض في الوقت عينه ما كان مفروضاً على البلاد من الضرائب. وعجب الناس كيف استطاع هذا الشاب الغارق في التفكير، الذي لم ينتزع من بين كتبه إلا من وقت قريب، أن يبذل نفسه فيجعل منها - كأنما قد مسته عصا ساحر- قائدأ محنكاً، وحاكماً عظيماً، وقاضياً عادلاً . وكان هو الذي وضع في القضاء ذلك المبدأ القائل : " بأن المتهم يعد بريئاً حتى تثبت إدانته ". وكان سبب تقرير هذا المبدأ أن نومريوس Numerius أحد حكام غالة النربونية السابقين اتهم باختلاس الأموال التي عهد إليه تحصيلها  ولكنه أنكر التهمة ، ولم يكن من المستطاع دحض حجة من الحجج التي أدلى بها. وأغتاظ القاضي Delfedius لنقص الأدلة التي تثبت التهمة عليه فصاح قائلاً: "أي قيصر عظيم! هل يمكن أن يدان إنسان إذا كان مجرد إنكاره التهمة يكفي لبراءته؟" فكان جواب يوليان. "وهلا يمكن أن يبرأ إنسان إذا كان كل ما في الأمر أنه اتهم؟" "وكان هذا" كما يقول أمنيانوس شاهداً من الشواهد الكثيرة، الدالة على فلسفته والحكمه الدنيوية التى ظل يدرسها طيله حياته ".

غير أن إصلاحاته قد خلقت له أعداء. فالموظفون الذين كانوا يخشون بحثه وتنقيبه، أو يحسدونه لحب الناس له، أخذوا يتهمونه سراً لدى قنسطنطيوس بأنه يعمل للاستيلاء على عرش الإمبراطورية. فلما علم بذلك يوليان رد عليهم بأن كتب يمتدح الإمبراطور مدحاً فيه كثير من المبالغة. ولكن ذلك لم يبدد شكوك قنسطنطيوس، فاستدعى إليه سالست Sallust الذي كان من أخلص أعوان يوليان. وإذا جاز لنا أن نصدق أميانوس فإن الإمبراطورة يوزيبيا، التي لم يكن لها ولد، والتي كانت الغيرة من يوليان وزوجته تأكل قلبها، قد رشت بعض حاشية زوجة يوليان بأن يعطوها عقاراً مجهضاً كلما حملت. ولما أن وضعت هلينا. على الرغم من هذا، طفلاً ذكراً، قطعت القابلة حبل سرته قريباً من جسمه إلى حد نزف من الدم حتى مات.

جنود يوليان ينادون به إمبراطوراً

وبينا كانت هذه المتاعب كلها تحيط بيوليان تلقى في عام 360 أمراً من قنسطنطيوس بأن يبعث بخير عناصر جيوشه في غالة لينضموا إلى الجيش الذي يحارب فارس ، وكان لعمل قنسطنطيوس هذا ما يبرره. فقد طالب شابور الثاني 0الإمبراطور الفارسى ) أن ترد إليه بلاد النهرين وأرمينية (358)، فلما رفض قنسطنطيوس هذا الطلب حاصر شابور أميدا Amida (ديار بكر الحالية في ولاية كردستان التركية). ونزل قنسطنطيوس الميدان وأمر يوليان أن يمد جيوش الإمبراطورية بثلثمائة رجل من كل فيلق من الفيالق الغالية لتشترك في هذه الحرب الأسيوية. ورد يوليان على هذا الطلب بأن هؤلاء الجنود قد تطوعوا في تلك الفيالق على ألا يدعوا إلى الخدمة وراء حدود جبال الألب؛ وحذر الإمبراطور من عاقبة هذا العمل قائلاً أن غالة لن تأمن على نفسها إذا ما تعرض جيشها لهذا النقص الكبير، (وقد حدثت أن عجز الألمان في غزو غالة بعد ست سنين من ذلك الوقت) ولكنه مع ذلك أمر جنوده أن يطيعوا رسل الإمبراطور، غير أن الجنود عصوا هذا الأمر، وأحاطوا بقصر يوليان، ونادوا به أغسطساً Augustus أي إمبراطوراً، ورجوه أن يستبقيهم في غالة، فنصحهم مرة أخرى بإطاعة أمر الإمبراطور، ولكنهم أصروا على الرفض، وأحس يوليان، كما أحس قيصر آخر من قبله، أن الأقدار قد قررت مصيره، فقبل اللقب الإمبراطوري، واستعد للقتال لإنقاذ الإمبراطورية وإنقاذ حياته، وأقسم الجيش الذي أبى قبل أن يغادر غالة أن يزحف على القسطنطينية ويجلس يوليان على العرش.

وكان قنسطنطيوس في كليكية حين بلغته أنباء الفتنة، وظل عاماً آخر يقاتل الفرس، معرضاً عرشه للضياع في سبيل الدفاع عن بلاده. ثم عقد هدنة مع شابور وزحف بفيالقه غرباً لملاقاة ابن عمه. وتقدم يوليان نحوه ومعه قوة صغيرة في صيف 361 إلى الشرق ، ثم وقف بعض الوقت عند سرميوم Sirmium (بالقرب من بلغراد الحالية)، وفيها أعلن إلى العالم اعتناقه الوثنية، وكتب إلى مكسموس رسالة حماسية قال فيها: إننا الآن نجهر بعبادة الأرباب، وكذلك يخلص في عبادتها جميع الجنود الذين اتبعوني. وقد ساعده الحظ فأنجاه من مأزق حرج: ذلك أن قنسطنطيوس توفي في نوفمبر من عام 361 على أثر حمى أصيب بها في طرسوس، وكانت وفاته في الخامسة والأربعين من عمره. وبعد شهر من وفاته دخل يوليان القسطنطينية ودخلها في الحادي عشر من كانون الأول 361 م وجلس على العرش دون ان يلقى مقاومة، وأشرف على جنازة ابن عمه قنسطنطيوس بجميع مظاهر الحب.

ومنح يوليانوس الشعب حرية المعتقد فانطلق الوثنيون فرحين مهللين. وراحوا يعترفون له بهذا الفضل ويخلدون ذكرى هذا الإنطلاق. ولا تزال بعض نقوشهم الكتابية موجودة تنطق بالجميل حتى هذا اليوم في عنز إلى الجنوب من صلخد حوران وفي جنينة وجرش وفي بيروت.


ثورة أنطاكية
في أنطاكية: ودبَّ النشاط في صفوف قبائل القوط في قطاع الدانوب وحسب يوليانوس لذلك حسابه. ولكنه آثر العمل في الشرق لأنه اعتبر نفسه الاسكندر في دور ثانٍ. فقام إلى أنطاكية قاعدة الشرق الحربية في حزيران سنة 362. وفي أثناء مروره في طرسوس أمر بإعادة أعمدة كانت قد انتزعت من هيكل وثني لتشييد كنيسة منذ أكثر من ثلاثين سنة. ووصل أنطاكية في التاسع عشر من تموز يوم انتحاب العذارى على مقتل اذوناي عشيق عشتروت. وكان ليبانيوس الفيلسوف الأديب في أنطاكية ليعلم فيه إخوته الأنطاكيين، فاستقبل الأمبراطور الجاحد. ولكن أنطاكية كانت قد أصبحت مسيحية فهال يوليانوس إعرض أهلها عن "الدين القويم-الوثني" وقلة اكتراثهم بهياكل "دفنة" المقدسة. فقال في إحدى رسائله إلى الأنطاكيين ما معناه. "هوذا الشهر العاشر شهر لوس الذي تبتهجون فيه بعيد أبولون الإله الشمس. وكانت من واجبكم أن تزوروا دفنة. وكنت أنا أتصور موكبكم لهذه المناسبة شباناً بيضاً أطهاراً يحملون الخمور والزيوت والبخور ويقدمون الذبائح. ولكني دخلت المقام فلم أجد شيئاًَ من هذا. وظننت أني لا أزال خارج المقام فإذا بالكاهن بنبئني أن المدينة لم تقدم قرباناً هذه المرة إلا وزة واحدة جاء بها هو من بيته".
وأكرم يوليانوس ليبانيوس الفيلسوف الوثني ورقى عدداً من الوجهاء إلى رتبة المشيخة فجعلهم أعضاء سناتوس أنطاكية. ووهب للمدينة مساحات كبيرة من أراضي الدولة. ولكن الأنطاكيين المسيحيين قابلوه بالهزء ووجدوا في النقيضين لحيته الطويلة وقامته القصيرة مجالاً واسعاً للعبث والسخرية. وعبثاً حاول ليبانيوس أن يوفق بين الأمبراطور وبين رعاياه الأنطاكيين. ثم اشتد الخلاف وتفاقم الشر حين أخرج الأمبراطور بقايا شهيد أنطاكية القديس بابيلاس من قبره. فغضب المسيحيون لكرامتهم وأحرقوا في الثاني والعشرين من تشرين الأول هيكل أبولون. فأقفل الأمبراطور كنيسة أنطاكية الكتدرائية وأمر بنهبها وتدنيسها. فكسَّر المسيحيون تماثيل الآلهة. واحتج افظويوس أسقف أنطاكية فلم يلقَ إلا الذل والهوان.
وتمادى يوليانوس في ضلاله وأطلق لنفسه العنان فنزع عن ميومة مرفأ غزة رتبتها المدينية لأنها مسيحية وجعلها ضاحية من ضواحي غزة الوثنية. وأعمل السيف في رقاب الكهنة والعذارى في غزة وعسقلان ورمى بأجسادهم إلى الخنازير لتدوسها. وفي بانياس أنزل تمثالاً للسيد المخلص عن قاعدته وحطمه تحطيماً وأقام محله تمثالاً لنفسه. وأحرق القومس مغنوس كنيسة بيروت. وأشعل اليهود النيران في كنيستين من كنائس دمشق. ولقي شماس بعلبك حتفه لأنه اجترأ في عهد قسطنطين فأقدم على قلب الأصنام. وأُحرقت قبور المسيحيين في حمص وحُوّلت كنيستها إلى هيكل لباخوس. وفي حماه أُقيم تمثال لباخوس على مذبح الكنيسة.
وجمع يوليانوس الإمبراطور كثيراً من أموال المسيحيين بدعوى إعا حملة ضد الفرس ، وإمعاناً فى إذلال المسيحيين فى أنطاكية أصدر قانوناً أثناء وجوده فى أنطاكية بتخفيض أسعار المعيشة لكى يستطيع ان يمون جيشة قبل الرحيل بأرخص الأسعار والتكاليف فأدى إلى كساد إقتصادى للبلاد وترك كثير من التجار تجارتهم ، لأنهم فقدوا القوة الشرائية للممولين ، وأدى وجود الجيش وإبتلاعه البضائع والأغذية مرة واحدة وبكثافة شديدة أصبحت جميع الإسواق خالية من البضائع وأفلس التجار وفقدوا مورد رزقهم وإرتفعت البطالة فى البلاد .

فقام ألنطاكيون بمظاهرات صاخبة لأنه شعب لا يحتمل الإثارة ، وليسخروا مما فعله الإمبراطور صنعوا صوراً لذقن الإمبراطور ( وكانت طويلة جداً على حسب ما وصف ) وأخذوا يصرخون بضرورة جزها لعمل حبال المدينة ، لأن الحبال أخذها الجيش ، والحبال تمثل رمز لسلعة واحدة من عشرات من السلع الأخرى . 

محاولة بناء هيكل سليمان
وأراد الإمبراطور يوليان الجاحد أن يظهر أمام الشعب أن ذبائح للآلعة ليست أمراً غريباً ، فاليهود كانوا يقدمون ثيراناً ذبيحة لإههم الذى هو نفس إله المسيحيين  وعلم يوليانوس أن يسوع تنبأ بأن لا يبقى من الهيكل في أورشليم حجر على حجر. فلكي يكذب الكتب اهتم لإعادة بناء الهيكل. فارسل لليهود وطلب منهم ضرورة بناء هيكل سليمان القديم مرة أخرى وتقديم الذبائح عليه ، وحينما سمع اليهود ذلك فأسرعوا بكل قوة وغيرة وحماس لتنفيذ أمر الإمبراطور الذى يوافق مشيئتهم ، وانهم لن يتكلفوا شيئاً بالأمر الإمبراطورى تضمن أن : جميع مصاريف إعادة بناء الهيكل ستكون على حساب الخزينة العامة للدولة ، فأرسل إلى أورشليم أحد أمنائه اليبيوس ليشرف على العمل. وتقاطر اليهود واجتمع عدد كبير منهم في مكان الهيكل. فجرفوا المكان وحفروا الأرض كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً. وهكذا أستطاع اليهود بمعونة الدولة فى تجهيز كل أدوات البناء والحجار والأخشاب وغيرها . ولما انتهوا من هدم الأساسات القديمة وأوشكوا أن يضعوا الأساسات الجديدة حدثت زلزلة هدمت الأبنية المجاورة وما كان قد بقى من الأسوار العالية سواء للمدينة أو للهيكل ، وقتلت بعض الفعلة وملأت الحفر تراباً ، وإرتعب اليهود حول الركام المتهدم وإذا بنار تخرج وتحرق كل الأدوات والأخشاب التى أعدت للبناء وظلت النيران مشتعلة فيها يوماً كاملاً .

واشاع اليهود أن ما حدث نتيجة لوجود مقابر للمسيحيين بجوار مقابر الهيكل ملاصقة لجدرانه ، فأشاروا على مندوبى الإمبراطور بإزالة المقابر وحرق الجثث ، ولعلم المسيحيين بأهمية تراث الاباء تحايلوا على أمر حرق الجثث وأعطوا لرجال افمبراطور أموالاً وحملوا اجساد القديسين وكان منها ، إليشع النبى ويوحنا المعمدان ، وكانا فى قبر واحد وحملوها للأسكندرية وقموها لأثناسيوس (5) وليس صحيحاً بالمرة ما يدعيه البعض أن الأجساد لحقتها آثار الحريق . 

وكان الإمبراطور قد صك نقوداً تحمل صورة ثور بقر ( عجل أبيس رمز الإله الذى نادى بعبادته الإمبراطور ، فأخذوا يتشائمون ويصرخون على هذا الرسم وقالوا أن الثيران سوف تختفى من العالم ، لأن الجيش لم يبقى على ثور واحد ، بالإضافة إلى الذبائح الكثيرة التى قدمها الإمبراطور على مذبح الإله ابيس .

موت يوليانوس وقولته الشهيرة " لقد غلبتنى أيها الجليلى "
ونهض يوليانوس في ربيع 363 إلى الفرات وزحف إلى بابل وانتصر على ذي الأكتاف شابور الفرس عند سلوقية فاستأنف الزحف على طيسفون ، وإجتاح جزءاً كبيراً منهاوإستولى على مدن كثيرة ، ولما طلب إمبراطور الفرس الهدنة والتسليم والصلح رفض لأن قواده ومشيريةأوهموه أن روح الإسكندر الكبر قد حلت عليه والآلهة تؤازره مما دفعه للكبرياء والصلف ورفض الصلح ، وكان يركب حصانه بدون درع معتقداً فى حماية آلهته الوثنية وأصابه سهم فى ذراعه وأصاب جنبه عقبه نزيف فتوفي وقيل أن فارساً مسيحياً من فرسانه رماه بهذا السهم للقضاء عليه ،  وهو يحدث أصدقاءه عن صفات النفس السامية فى 26 يونية سنة 363م ، ومما سجله المؤرخون أن يوليانوس قبل أن يموت مباشرة أخذ حفنه من دمائه وقذفها ناحية السماء قائلاً " لقد غلبتنى أيها الجليلى "

وتشاور رؤساء الجند في من يكون خلفاً ليوليانوس فأجمعوا على يوفيانوس. وكان هذا رئيس الخدم في القصر. مسيحياً نيقاوياً أرثوذكسياً فوقع صلحاً مع الفرس وعاد إلى أنطاكية في خريف 363 م.


تمرد بروسوبيوس
تعليق  : لم يلاحظ أو يعلق أحد من المؤرخين نهاية عائلة قسطنطين الأمبراطور فى الحكم ، فقد بدأ قسطنطين فى حكم الإمبراطورية الرومانية بأن أعلن أن المسيحية هى دين رسمى تعترف به الإمبراطورية وشجع الشعوب على إعتناق المسيحية ووهب أموالاً وعطايا للأساقفة حتى بتنا نرى مئات الأساقفة الذين ورثوا الإثنى عشر تلميذاً والسبعين رسولاً يتبعهم الملايين من ولايات الإمبراطورية الرومانية ، وظل حكم الإمبراطورية الرومانية حتى يوليانوس الذى أعتنق الوثنية وراح يبخر للأوثان وإضطهد المسيحيين وقتل فى حربه مع الفرس ، والواضح امامنا أن هذه العائلة بدأن حكمها بالمسيحية وذهب منهم الحكم حينما إعتنق أحدهم الوثنية .
ولم يتبقى من عائلة قسطنطين غير أبن عم أسمه Procopius بروسوبيوس تمرد على إمبراطور الشرق فالنس Flavius Valens وأعلن أنه قريب لقسطنطين وبدأ يظهر مع إبنه أرملة الإمبراطور قسطنطيوس ويستخدمها كسلم يوصلة لحكم الإمبراطورية ولكن بعد حروب قطعت رأسه وارسلت لمبراطور الغرب فالنتنين 2     
المــــــــــــــــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة - الطبعة الثانية 2002 م  ص 330
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) لمزيد من المعلومات راجع هذا الموقع  http://web.orthodoxonline.org/history/04-09/joulianous.htm
(4) Socrates Ecc> Hist. II, 20.
(5) التاريخ النقيوسى ص 437 ؛ تاريخ البطاركة لأبن المقفع ولاروس القرن العشرين الجزء الرابع ص 209
(6) راجع هذا الموقع لمزيد من المعلومات   http://www.edu-prog.com/folder5/index.htm