مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الأحد، سبتمبر 12، 2010

القديس أنطونيوس ينزل من الجبل إلى الإسكندرية لمساعدة البابا أثناسيوس

أشاع الأريوسيين أن كثيرييين من رهبان مصر يؤمنون بالأريوسية وتمادوا فى إشاعاتهم وقالوا أن القديس العظيم أنطونيوس أب رهبان العالم قد آمن بما يقولون من جهة المسيح , وسرعان ما أرسل بعض الأساقفة الأرثوذوكس وأراخنة الشعب بلحون على الأنبا أنطونيوس بالحضور (1) ليدحض أقوالهم , فإستجاب لدعوتهم ونزل من الجبل ودخل إلى الإسكندرية وهى فى قمة إضطرابها , .. وكانت مفاجأة أن قديساً عظيما يقف فى وسط الشعب فى الكنيسة بمظهرة المهيب وشهرته فى القداسة وإتيان المعجزات , فجذب إليه وبالتالى للمسيحية جموع الوثنيين ومن المسيحيين من الذين كانوا قد إنضموا للأريوسيين وكانوا يتزاحمون لرؤيته يتلهفون لسماع كلمات النعمة الخارجة من فمه وكان الناس يجتهدون للمس ثوبه , وكان أنطونيوس هدفه دحض الأريوسية كأردأ هرطقة خرجت ضد الكنيسة وأستمر يومين , ثم غادر الإسكندرية فى 3 مسرى الموافق 27 يوليو سنة 338م (3) بصحبة البابا القديس أثناسيوس ووسط جموع الشعب .


وقد كتب البابا أثناسيوس ما حدث كشاهد عيان ومسجل لأقوال القديس أنطونيوس : [ ومرة ايضاً إدعى الأريوسيين بتأكيد أن آراء أنطونيوس مثل آرائهم , فلم يرتاح غلى ذلك وغضب عليهم , فلما دعاه الأساقفة وكافة الإخوة نزل من الجبل , ولما دخل الإسكندرية فضح الأريوسيين قائلاً : إن هرطقتكم هى آخر الكل والسابقة لمجئ المسيح الكاذب , وعلم الشعب أن إبن الإله ليس هو مخلوقاً ولم يجئ إلى الوجود من العدم , ولكنه كان الكلمة والحكمة الأزلى من جوهر الآب , لذلك هو كفر أن يقال : " أنه كان يوجد وقت لم يكن فيه موجوداً لأن الكلمة كان دائماً مساوياً للآب فى الوجود , ولهذا لا يكن لكم شركة مع الآريوسيين الكقرة لأنه ليست شركة بين النور والظلمة , وأنتم مسيحيون صالحون , وأما هم فلأنهم يقولون إن إبن ألاب كلمة الإله هو مخلوق لا يفترقون شيئاً عن الوثنيين لأنهم يعبدون شيئاً مخلوقاً وليس الإله الخالق .

وصدقونى إن الخليقة نفسها فى سخط عليهم لأنهم يحسبون الخالق سيد الكل الذى به كان كل شئ مع الأشياء التى خلقت .

وتهلل كل الشعب لما سمعوا أن الهراطقة التى هى ضد المسيح قد حرمها مثل هذا الإنسان وكل شعب المدينة كان يتدافع ليرى أنطونيوس , حتى اليونانيون ( الوثنيون ) مع من يسمونهم كهنتهم , حضروا فى كنيسة طالبين هكذا : " نحن نسأل أن نرى رجل الإله لأنهم كانوا يدعونه هكذا , وحدث فى ذلك المكان أن الرب طهر كثيرين من الذين عليهم شياطين وشفى مجانين , وكثير من اليونانيين ( الوثنيين ) سألوا حتى يسمح لهم أن يلمسوا الشيخ فقط لأنهم كانوا يؤمنون أنهم ينتفعون .

ويؤكد لكم أن كثيرين صاروا مسيحيين فى هذه الأيام القليلة ( يبدو أن أنطونيوس مكث فى الإسكندرية أكثر من يومين ) بما يساوى ما يراه الإنسان يحدث فى سنة كاملة .

وعندما ظن البعض أن الإزدحام الكثير قد أزعجه وحاولوا ان يفضوا الجموع عنه قال لهم بدون إنزعاج إن هذا الجمع ليس بأكثر من الشيايطين الذين صارعهم فى الجبل .

ولما كان يغادر المدينة ( يتضح من هذه العبارة أن البابا أثناسيوس كان حاضراً وشاهداً وسامعاً ومسجلاً ) كنا معه نهديه الطريق , وبينما نحن نقترب من الباب ( باب مدينة الإسكندرية المعروب بـ " باب الشرق " ) وإذ بإمرأة تصرخ خلفنا : " أنتظر يا رجل الرب الإله فإبنتى تتعذب مصروعة بشيطان , أنتظر أتوسل إليك لئلا أنا أيضاً تصاب نفسى من الجرى " فلما سمعها الشيخ ( القديس أنطونيوس ) وسألناه فى ذلك , وقف بسرور , فلما اقتربت المرأة إنطرحت الطفلة معافاة , لأن الروح النجس كان قد خرج منها , فباركت ألم الرب أما نحن فقد قدمنا شكراً للرب , وانطونيوس نفسه خرج ايضاً وإنطلق إلى الجبل وكأنه ذهب إلى بيته الخاص " ] (4)

المــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 126
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) ترك هذا التاريخ أحد المؤرخين المجهولين فى نهاية القرن الرابع أن بعد نياحة أثناسيوس بفترة قصيرة , وفى أيام باباوية ثاؤوفيلس 23 - وتعتبر هذه الوثيقة من أهم الوثائف التاريخية فى تاريخ الكنيسة قاطبة وهى تنطبق على ما جاء فى سيرة أنطونيوس بقلم اثناسيوس تمام الإنطباق .
(4) Life of antony 69- 71.


الموافقة على إقامة  مجمع أنطاكية ومؤامرات الأريوسيين الملتوية
بعد عامين من تولى الأمبراطور قسطنطين الصغير فى معركة بـ أكويلا , وتسلط يوسابيوس أسقف نيقوميديا الذى له ميول أريوسية على الإمبراطور قسطنطيوس الذى تخضع له الإسكندرية , وأستمر الأريوسيين وحلفائهم المليتيين فى تلفيق إتهامات وإفتراءات جديدة (1) هى


*** أتهم بإثارة قلاقل وقتن كان من نتيجتها سفك الدماء .

*** حجز لنفسه الغلال التى أمر الأمبراطور قسطنطين بأعطائها للأرامل والكهنة وتقدم الأساقفة فى ليبيا والكهنة براهين تبرهن كذب هذا الأفتراء تبرر موقف البابا وتفضح كذب متهميه (3)

وقال أثناسيوس عن التهم الذى رفعها الوالى فيلاجريوس إلى الإمبراطور : [ لم يكتفى غريغوريوس بالدماء التى سكبها , بل أقنع زميله فى الإفتراس والتوحش فيلاجريوس الوالى , أن يرفع دعوى إتهام ضدى وكأنها بأسماء الشعب أمام الإمبراطور قسطنطيوس , تحمل إتهامات شنيعة لا يمكن أن ينتظر الإنسان منها النفى فقط بل عشرة ألاف من الميتات ] (5)

نقل العاصمة من نيقوميديا إلى القسطنطينية - الأريوسيين ينفون ويقتلون أسقف القسطنطينية

فى عام 338 م كان الأمبراطور قد نقل عاصمة الأمبراطورية الشرقية رسميا من نيقوميديا إلى القسطنطينية , وكان يوسابيوس النيقوميدى منهمكاً يجاهد لنقل نفسه من أسقفية نيقوميديا إلى أسقفية القسطنطينية (6)
وكان يوسابيوس النيقوميدى يتخذ وسائل دنيئة فأطاح بـ بولس أسقف القسطنطينية وعمل على نفيه وأمر بتعذيبه فى المنفى حتى مات مخنوقاً حسب ما ذكر أثناسيوس نفسه (7) وخلا كرسى القسطنطينية وبدأ يحكم المؤامرات والخطط ضد اثناسيوس .
ولم ينتهى عام 338 م إلا ويوسابيوس النيقوميدى قد اقنع الإمبراطور بعقد مجمع للأساقفة فى أنطاكية بعيداً عن القسطنطينية حتى يعطى المجمع صفة كنسية وبعيدا عن سيطرة السلطة الحاكمة حتى يستطيع أن يفعل ما يشاء وفى أنطاكية أستصدر أمراً بعزل البابا أثناسيوس (5) بعد أن اقنع الأمبراطور بتمرد البابا المصرى واضاف إلى الإتهامات : ان رجوع أثناسيوس عمل غير قانونى كنسياً , لأنه كما أن نفى أسقف يحتاج لمجمع عام كذلك عودته يحتاج كذلك لمجمع عام (8)
ثم أرسل الأمبراطور خطاباً ( هذا الخطاب مفقود ) معنفاً سلوك البابا أثناسيوس , كما أرسل يوسابيوس رسالة إلى يوليوس أسقف روما يعلنه فيه بعزل أثناسيوس وعدد فى هذا الخطاب الإتهامات التى خطط لها الأريوسيين , فأرسل يوليوس أسقف روما إلى اثناسيوس خطاباً يستفسر من أثناسيوس عن صحة هذه التهم .
البابا أثناسيوس يجمع مجمع محلى بالإسكندرية
فجمع البابا اثناسيوس مجمعاً محلياً فى الإسكندرية فى أواخر سنة 338 م وأوائل سنة 339 م حضره جميع اساسقفة مصر والصعيد وليبيا والخمس مدن الغربية وكان عددهم 100 أسقف كما ذكر البابا اثناسيوس : [ لأن امر قضيتى لا يحتاج إلى مزيد من محاكمات , لأن حكماً صدر فى هذا الأمر لا مرة واحدة ولا مرتين بل مرات كثيرة , فأولاً وقبل الكل فقد تم فى بلدى فى مجمع يضم مائة أسقف .. ] (9)
وإجتمع الأساقفة وأرسلوا رسائل إلى اساسقفة العالم بعد تهديد الإمبراطور قسطنطيوس وقد تضمن الدفاع عن أثناسيوس ضد الإتهامات الأريوسية ومنها إختلاس قمح الفقراء والأرامل فقالوا : [ وانه من الضرورى أن تعلموا حقيقة التقرير الذى قدم ضد اثناسيوس شريكنا فى الخدمة الذى به تفحصونه جيداً تدركون مدى خبث هؤلاء الشرار وتبينون ن نيتهم التى بيتوها للحكم بقتله .
حدث أن وهب الإمبراطور قسطنطين الكبير كمية من القمح لإعالة عدد معين من الأرامل جزء منهم فى ليبيا وجزء منهم فى مصر , وهؤلاء جميعاً أستلموا هذه الحصة بأكملها حتى هذه اللحظة , وأثناسيوس لم يأخذ شيئاً من ذلك قط , إلا تعبه وجهاده ( فى توزيعها) ومساعدتهم .
والآن وبينما أصحاب هذه العطية لم يشتكوا بل يؤكدون جميعاً أنهم قد حصلوا على نصيبهن , إذ تجد الشكوى تقول إن أثناسيوس قد باع كل كمية القمح وأستحوز على المكسب لنفسه , وقد كتب الإمبراطور بخصوص هذا الأمر غاضباً ومتهما إياه بالتسبب فى هذه الشكاوى التى قدمت فى حقة .
ومن هؤلاء أصحاب الشكاوى ؟ أليسوا هم أنفسهم المتهمون بإضطهاده الذين لم يحتشموا أن يضيفوا على ذلك إتهاماً آخر ؟

خطط ومؤامرات الأريوسيين
ومن هم المسؤولون الحقيقيون عن الخطابات المرسلة من الإمبراطور ؟ أليسوا هم الأريوسيين أنفسهم الذى أخذهم الحماس والغيرة ضد أثناسيوس ولم يخجلوا قط يتكلموا ويكتبوا كل شئ ممكن ضده ؟ وليس من الصعب أن يدرك الإنسان نية هؤلاء فى إثارة الشكوك هكذا من نحو الآخرين فى هذا الموضوع , نعم , فالعلة فى تقديمهم لهذه الشكوى تظهر لنا غاية فى الوضوح إذ أنهم يتحرقون شوقاً - وإنما بصورة مغطاة - لكى يستولوا هم على القمج الممنوح للكنيسة ويعطوه للأريوسيين , وهكذا يتضح من واقع الحال أساس الشكوك التى يفكر فيها هؤلاء الذين لا يتةرعون عن إختلاق الإتهامات الموحية لقتل أثناسيوس وذلك بإثارة حقد الإمبراطور لدفعه للتحامل عليه , ولا عن تدبير الإتهامات التى تمكنهم من إنتزاع قوت الفقراء المسلم لإكليروس الكنيسة , وهذا كله فى الواقع يهدف أن يربح الهراطقة الموقف كله . ] (10)

وأستطاع الأريوسيين أن يحكموا قبضتهم على الأسكندرية فقد أرسل يوسابيوس النيقوميدى الكثير من أعوانه من الشمامسة من أهل بلدته إلى الإسكندرية فدبروا المؤامرات والخطط حتى أن حزب الأريوسيين من الكهنة والأساقفة ورهبان قد تقوى , حتى أستطاعوا أخيراً ان يستولوا على كل السلطات المدنية والكنسية فى المدينة فى هذه اللحظة رأى فيها اثناسيوس أن يغادر المدينة قاصداً إلى روما حيث صديقة أسقفها وكذلك ألمبراطور قسطنطين وقسطانس أخوه وكانا معجبان بإيمانه ونشاطه وقام البابا أثناسيوس بعرض الأمور الخطيرة الكنسية عليهما وقال البابا أثناسيوس : [ وأكثر من هذا فقد ارسلوا شمامسة لجماعة الأريوسيين المختلين الذين أشتركوا معهم فى إجتماعاتهم علناً , وبدأوا يكتبون خطابات إليهم ( إى إلى القسطنطينية ) ويتلقون الردود منهم وهكذا أحدثوا بالفعل إنقساماً فى الكنيسة , وكانوا يواظبون معهم على الشركة ( الصلاة والتناول ) وهؤلاء أرسلوا خطابات إلى كل مكان يمتدحون هرطقتهم ويذمون الكنيسة , وكل هذا يمكنكم أن تلاحظوه من صيغة الخطابات التى أرسلوها إلى أسقف روما , بل وربما يكونون قد أرسلوا لكم أنتم أيضاً بذلك .
وهكذا تدركون أيها الأحباء أن هذه الأمور تستوجب النقمة والغضب , فهى فى الحقيقة خطيرة وغريبة عن منهج المسيح ...
ونحن ندعوكم أن تقتصوا من أصحاب هذا الظلم مذكرين إياكم بقول الرسول : " إعزلوا الخبيث من بينكم " وبالحقيقة إن كل طرقهم خبيثة ولا تستحق شركتكم , فلا تلتفتوا إليهم مهما كتبوا إليكم ضد الأسقف أثناسيوس , لأن كل ما يخرج من تحت أيديهم هو كذب حتى ولو وقعوا خطاباتهم بأسماء أساقفة مصريين ] (11)
وكانوا يريدون قتل البابا اثناسيوس كما ذكر هو : [ وكيف أن الذين كانوا يتباكون على كسر الكأس ( الإفخارستيا ) يطلبون الان بنشاط كيف يقتلون الأسقف الذى يقيم به الأسرار ؟ لو كان فى إستطاعتهم الآن أن يقتلوه لقتلوه .
أو كيف أن الذين يتباكون على كرسى الأسقف المغطى بالحرير لأنه أنطرح على الأرض يطلبون الان بنشاط أن يحطموا الأسقف الذى كان يجلس عليه ؟ أليس ذلك لغرض واحد وهو أن يظل الكرسى بلا أسقف وأن يبقى الشعب محروماً من العقيدة الإلهية ؟ ] (12)

[ لقد جاهدوا ليجعلوا الإمبراطور يتحامل عليه , وكم مرة هددوه بالمجامع , وأخيراً وبعدما إجتمعوا فى صور , وإلى هذا اليوم (13) ( سنة 338 م ) ولم يكفوا عن الكتابة ضده ] (14)

[ أيها ألأخوة الأحباء ( الأساقفة فى العالم) كنا نود أن نقدم لكم دفاعاً عن أخينا اثناسيوس بخصوص المؤامرات التى يحيكها يوسابيوس وأعوانه ضد أثناسيوس , ونشتكى إليكم من جهة العذابات التى جازها على أيدى هؤلاء الناس , كنا نود أن نشرح لكم كل إتهاماتهم الباطلة سواء التى كانت منذ البداية أو التى حدثت عند عودته إلى الإسكندرية ( من المنفى بتريف) ولكن الظروف لم تكن تسمح آنئذ كما تعلمون , وأخيراً وبعد عودة أثناسيوس كنا نظن أن الأريوسيين يكفون , قد غطاهم الخجل بسبب إفتضاح ظلمهم علناً , وإلى ذلك كنا متحكمين فى أنفسنا وظللنا صامتين .
ولكن بعد هذه العذابات المريعة التى عاناها , ونفيه فى بلاد الغال , وإغترابه بعيداً جداً فى هذه البلاد , وبعد أن ضيق عليه الأعداء الخناق لقتله حتى أستطاع ان يفلت من أيديهم وشكاياتهم بصعوبة ( حين ترك المجمع فى صور وذهب إلى القسطنطينية ) ... هذه الأحزان التى لو حدثت من أقسى الأعداء لأكتفوا بها وارعووا - إلا أنهم لم يكفوا ولم يحسوا بالخجل , وها هم إلى ألان يخططون ضد الكنيسة وضد أثناسيوس بلا حياء , فبمجرد حصوله على العفو بدأوا بلا أى خوف يدبرون خططاً جديدة أكثر شناعة ..

إذاء ذلك لم نستطع السكوت أبداً ..

إنظروا كيف لم يهدأوا قط عن الهمس فى أذن الإمبراطور بالوشايات الجديدة والإيعاز بكتابة الخطابات ( من مصر) التى تحوى الإتهامات التى تستوجب حكم الموت !! كل ذلك للأنهاء على أثناسيوس وإهلاكه , وذلك لأنه عدو لكفرهم , وها هم قد كتبوا أخيراً إلى الإمبراطور ضده متهمين إياه بالمجزرة التى يدعون أنها حدثت ( بالأسكندرية فى يوم إستقباله) وهى لم تحدث قط , واخيراً يطالبون بدمه جزاء قتل إرتكبه وهو برئ كلية ] (15)

المــــــــــــــــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 128

(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) عزل الإمبراطور ثيؤوذوروس لأنه ضبط جماح الأريوسيين وأرسل بدلاً منه فيلاجريوس الوالى المستبد الذى يميل إلى الأريوسيين فحضر إلى مصر فى أغسطس 338 م ( وهى أول السنة الحكومية فى التقويم القبطي ) بدأت القلاقل تزداد , فأعد فيلاجريوس تقريراً بالتهمة التى تمناها يوسابيوس النيقوميدى وهى تهمة إختلاس القمح وبيعها لحسابه الخاص وقبض الربح لنفسه .
(4) Epist. Encycl, 5.
(5) ليست هذه المرة الأولى لينقل يوسابيوس النيقوميدى نفسه من أسقفية إلى اخرى فقد نقل نفسه من أسقفية بيروت إلى أسقفية نيقوميديا بينما تقول القوانين الكنسية أن الأسقف يكون لأسقفية واحدة لا يغيرها .
(6) Hist. Arian. !:7.
(7) NPNF, 2nd ser., vol. IV, p, 97.
(8) كان يوسابيوس النيقوميدى يناقض نفسه , لأنه هو شخصياً كان قد نفى بأمر الأمبراطور قسطنطين فى مجمع نيقية , ثم عاد من منفاة وباشر سلطانه الكنسى بدون أمر عودة من مجمع !
(9) Apol., contra Aria.1.
(10) Apol., contra Ar. 18.
(11) Apol., contra Ar.19.
(12) Ibid. 16.
(13) N. P. N. F. IV, xlii.
(14) Apol., contra Ar.6 .
(15) Apol., contra Ar. 3.


ليست هناك تعليقات: