مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الخميس، سبتمبر 09، 2010

النفى الأول : الأمبراطور قسطنطين ينفى البابا أثناسيوس ورجوع البابا إلى الإسكندرية

النفى الأول : الأمبراطور قسطنطين ينفى البابا أثناسيوس ورجوع البابا إلى الإسكندرية
أثناسيوس فى القسطنطينية



فى 30 أكتوبر سنة 335 م أثناسيوس ترك مدينة صور والمجمع هناك وأقلع للقسطنطينية سراً ومعه أربعة اساقفة ويمكث 8 ايام يتحين الفرصة لمقابلة الإمبراطور (3) يقول البابا أثناسيوس [ فيما هم منهمكون فى تدبير المؤامرات والخطط , أقلعت , وإستعدت أمام الإمبراطور صورة من السلوك غير العادل الذى سلكه يوسابيوس وأعوانه , لأنه هو الذى أمر بتشكيل المجمع وترأسه مندوبه الكونت ديونيسيوس , فلما سمع الإمبراطور تقريرى , إنفعل ( كعادته ) وكتب إلى الأساقفة المجتمعين بصور (1) كالآتى :


قسطنطين فيكتور مكسيموس أغسطس إلى الأساقفة المجتمعين فى صور :

لست اعلم ما هى القرارات التى وصلتم إليها وسط هذه الضجة والشغب , ولكن يبدو أن الحق قد أنحرف بسبب هذه الفوضى والإخلال بالنظام ... إن السبب الذى كتبت إليكم من أجله أدعوكم للحضور بهذه الرسالة ستعلمونه من الآتى :

بينما انا عائد متأخراً إلى مدينتنا السعيدة " القسطنطينية " ممتطياً جوادى , إذا فجأة يعترض طريقى الأسقف أثناسيوس ومن معه , ولأنى كنت لا أتوقع هذا أندهشت جداً , الرب الذى يعلم كل شئ هو شاهد لى إنى لم أستطع أن أتعرف عليه فى بادئ الأمر لولا أن المرافقين لى أعلمونى من هو , كما أعلمونى أيضاً بأى ظلم كان يعانى , إلا أنى لم ادخل معه فى أى حوار فى ذلك الوقت ولا سمحت له بالمقابلة , ولما ألح على أن أستمع إليه كنت رافضاً , بل وأعطيت امراً أن يستبعد من امامى , ولكنه بجرأة متزايدة أصر على طلب هذا المعروف الواحد أن أستدعيكم أمامى حتى يتسنى له فرصة أن يعرض على شكواه فى حضوركم بخصوص المعاملة التى لا قاها .

وقد تراءى لى أن هذا الطلب معقول , وأن الوقت موافق , فأمرت بمسرتى أن يكتب هذا الخطاب إليكم حتى تحضروا جميعاً بكل أعضاء المجمع المنعقد فى صور وتسرعوا جميعاً إلى البلاط بلا أى تأخير ... ] (4)

الأريوسيين يتهمون البابا أثناسيوس تهمة جديدة

وقال البابا أثناسيوس فى مذكراته :

[ فلما قرأ يوسابيوس واعوانه هذا الخطاب وأحسوا بخطورة ما صنعوه , منعوا بقية الأساقفة من الإقلاع وأقتصروا بالذهاب على أنفسهم وهم : يوسابيوس , وثيئوجينوس , وباتروفيلوس ويوسابيوس الاخر وأرساكيوس وفالنس , وهناك لم يذكروا موضوع الكأس ولا موضوع أرسانيوس , لأنه لم تكن لديهم الشجاعة أن يقدموا على هذا , ولكنهم أخترعوا إتهاماً آخر يهم الإمبراطور نفسه , فأعلنوا أمامه أن أثناسيوس هدد أنه يستطيع منع القمح الذى يرسل من الإسكندرية إلى القسطنطينية , وكان الأساقفة أدامنتيوس وأنوبيوس وأغاثامون وأريثيون وبيتر وسمعوا هذا , وقد تحقق لديهم ان الإمبراطور صدق هذا بسبب الغضب الذى ظهر عليه , فبالرغم من أنه أرسل الخطاب السابق وأدان عدم عدالتهم , إلا أنه بمجرد سماع هذه التهمة تهيج (5)

نفى البابا أثناسيوس إلى تريف

ونتيجة لأن الأساقفة الأريوسيين والمليتيين وشوا للأمبراطور بأن اثناسيوس قال : أنه يستطيع منع القمح الذى يرسل من الإسكندرية إلى القسطنطينية ولم يستطع البابا أثناسيوس الدفاه فقال [ وبدل أن يعطينى فرصة ويسمع منى أرسلنى بعيداً إلى الغال ] (6) ( ومدينة تريف كانت عاصمة الغال " فرنسا" وإسمها بالكامل أوجستا تريفوروم , وتختصر تريفيرى أو تربير أو تريفس وهى على نهر الموزل على حدود ألمانيا .

ونفاه إلى تريف وكان ذلك في فبراير 336 م. في جرأة قال البابا للإمبراطور: " الرب يحكم بيني وبينك".

وأبحر البابا أثناسيوس إلى تريف فى 10 أمشير الموافق 5 فبراير 336م (7)

أب رهبان العالم أنطونيوس يوجه خطابات للأمبراطور ليستعطفه بالعفو عن أثناسيوس

ورد الأمبراطور على خطابات الأنبا أنطونيوس أرسله إلى أهل الإسكندرية رداً على إستعطافات كثيرة أرسلها له القديس أنطونيوس الكبير من شعب الأسكندرية , وقد أحتفظ المؤرخ سوزومين فى سجلات تاريخه الكنسى :

[ وقد رفع شعب الإسكندرية صوتهم عالياً محتجين على نفى أثناسيوس , وقدموا تشفعات من أجل عودته , وأنطونيوس الراهب المشهور كتب مراراً كثيرة إلى الإمبراطور يترجاه أن لا يصدق إدعاءات المليتين بل ويرفض كل إتهاماتهم بإعتبارها مجرد مؤامرة إلا أن اإمبراطور لم يكن مقتنعاً بهذه الحجج , وكتب إلى الإسكندريين يتهمهم باتلتهور والفوضى , وامر الإكليروس والعذارى أن يلزموا الهدوء , وأعلن أنه لن يغير رأيه ولن يستدعى أثناسيوس الذى وصفه بأنه مثير للشغب , كما حكم عليه قضاة الكنيسة ( هكذا ) بحق ( هكذا )

ورد على أنطونيوس أنه لا يستطيع أن يتجاوز القوانين التى أصدرها المجمع ( فى صور ) لأنه حتى وإن كان هناك قلة من الأساقفة ( فى مجمع صور ) سلكوا بإرادة خبيثة وبرغبه إرغام الآخرين , فإنه لا يعقل ولا يصدق أن البقية , وهى الكثيرة , من الأساقفة الحكماء الممتازين ( هكذا) تكون قد إنساقت أيضاً بمثل هذه الدوافع , وأضاف أن اثناسيوس هذا التى ذكرت : إن اثناسيوس متمرد غير مطيع ومتكبر وهو السبب فى كل هذا النزاع والشغب .

( ثم يضيف المؤرخ سوزومين هذه العبارة من عنده قائلاً ) : ولأن أعداء أثناسيوس كانوا يعلمون أن الإمبراطور يمقت هذه الصفات بصورة خاصة , لذلك كانوا يتمادون بالأكثر فى إتهامه امامه بهذه الجرائم ] (8)

ثورة الأسكندرية ضد آريوس وموت آريوس

بعد مجمع صور عقد الأريوسيين مجمع في أورشليم - بعد تدشين كنيسة القبر المقدس- أصدر الأريوسيين قرارًا بعودة أريوس إلى الإسكندرية في غياب البابا المنفي، فعاد أريوس تحت حراسة مشددة لكن ثورة الشعب ضده ألزمت الوالي أن يطالب بسحبه ورده إلى القسطنطينية، فاستدعاه الإمبراطور قسطمطين قيصر أبن قسطنطين الكبير .

بذل يوسابيوس النيقوميدي كل الجهد لعودة أريوس للشركة الكنسية فكان البطريرك القسطنطيني الكسندروس مرّ النفس، ولما أُلزم بقبوله صلى إلى الله، فمات أريوس في مرحاض عام وهو في طريقه إلى الكنيسة. بعد حوالي عام إذ كان قسطنطين على فراش الموت أوصى بعودة البابا أثناسيوس إلى كرسيه

هل كان نفى الأمبراطور للبابا أثناسيوس لحماية حياته من الأريوسيين ؟ أم مجرد سياسة

هذا ما حدث تاريخياً ولكن ذكر بعض المؤرخين ان الأمبراطور نفى البابا أثناسيوس كان لحمايته من الأريوسيين والمليتين , وليس نفياً بقصد الإيذاء به وأستندوا إلى الخطاب التالى للأمبراطور قسطنطين الأبن ( القيصر) أبن الإمبراطور قسطنطين الكبير إلى اهل الإسكندرية فى مدينة تريف بحضور اثناسيوس , وذلك قبل عودة أثناسيوس للوطن مباشرة المؤرخ بتاريخ 17 يونيو سنة 337 م (9)

ويقول البابا أثناسيوس : [ ولكن لما تذكر قسطنطين الإبن المطوب , أعادنى إلى الوطن متذكراً ما كان قد كتبه ابوه وكتب هو أيضاً هذا :

إنى أعتقد أنه لم يفت على ذهنكم التقى أن أثناسيوس مفسر ناموس العبادة كان قد ارسل إلى الغال ( فرنسا ) مؤقتاً , وذلك عن قصد بسبب وحشية اعدائه المتعطشين لسفك الدماء المتأصلين فى عداوتهم , الذين تعقبوه بإضطهادهم إلى درجة المخاطرة للقضاء على حياته المقدسة , وهكذا خلص من مؤامرة لم يكن ممكناً علاجها بسبب سلوك هؤلاء الأشرار المتمردين , فلكى يجنبه ( الإمبراطور ) هذا كله أقتلعه من بين فكى خصومه , وكلفه بأن يقضى بعض الوقت تحت حكومتى , وهكذا كنا نمده بكل إحتياجاته بوفرة فى هذه المدينة ( ترييف العاصمة ) حيث عاش ( فى وسطنا ) , غير أنه بقداسته المشهورة كان فى الحقيقة يعتمد على المعونة السمائية تماماً غير عابئ على الإطلاق بالضيقات التى ألمت به .

والآن وإذ أعمل انه كان قد عزم إرادة أبى الأمبراطور قسطنطين قيصر أن يعيد الأأثناسيوس إلى مكانه وإليكم أيها الأتقياء المحبوبون , ولكن قد اخذ بغته إلى نصيبه الذى هو نصيب كل بشر , وذهب إلى راحته ( وفاة الأمبراطور ووصيته إرجاع أثناسيوس وهو على فراش الموت ) قبل أن ينفذ هذه الرغبة رأيت انه من اللائق أن أحقق هذه النية التى كانت لأبى الأمبراطور صاحب الذكرى المقدسة , هذه النية التى ورثتها أنا ايضاً منه .

وحينما يأتيكم ستعلمون منه بأى إحترام كنا نعاملة , وفى الحقيقة ليس هو أمر فائق كل ما قدمته له بالنسبة لما تكنونه أنتم من شوق إليه , لأن رؤية هذا الإنسان العظيم حركت نفسى وحثتنى أن أعمل هذا فلتحفظكم العناية الإلهية أيها الأخوة المحبوبون .

كتبت فى تريفيرى 17 يونيو 337م ] (10)

وقد أيد البابا اثناسيوس على بعض ما جاء فى الخطاب فقال : [ وهذا هو السبب الذى من أجله أرسلت إلى الغال ( فرنسا ) فمن ذا الذى لا يدرك من ذلك - وبوضوح نية الإمبراطور ؟ وروح يوسابيوس السفاك واتباعه , وأن الإمبراطور عمل هذا ليوقف نشاط مؤامراتهم اليائسة ] (11)

وعاد البابا أثناسيوس ليجد الإسكندرية كلها تترقبه على الشاطئ كملاك انحدر إليهم من السماء!

المــــــــــــــــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند ألريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 90 -94
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى ص 76 - 77
(3) NPNF, vol. IV. p.503.
(4) Apolgia contra Ar.86.
(5) Ibid.87
(6) Ibid
(7) NPNF, vol. IV. p.503.
(8) Soz., II, XXXI
(9) Gwatkin (stud. 136).
(10) Apolgia contra Ar. 87
(11) Apolgia contra Ar.88


 
قرارات مجمع صور والأنبا أثناسيوس بالقسطنطينية
قرارات مجمع صور فى غيبة أثناسيوس



قال المؤرخ (1) سوزومين : [ كان المجمع قد أتخذ قراره بغسقاط أثناسيوس من كرسيه منتهزاً فرصة غياب أثناسيوس فى القسطنطينية , وأضافوا مطالبين بإبعاده من الإسكندرية بحجة خوفهم من إثارته للقلاقل والإضطرابات ضاربين بذلك على الوتر الحساس الذى يهم قسطنطين .
وفى هذا الوقت أمر المجمع بإعادة يوحنا أسقف المليتين مع كل أعوانه إلى الشركة , وكأنهم كانوا قد أهينوا ظلماً , وأستلم كل واحد منصبة الكهنوتى كما شاءوا , وكتب الأساقفة المجتمعون فى مجمع صور خطابات إلى جميع أساقفة العالم بذلك , محذرينهم من قبول أثناسيوس فى شركتهم , أو قبول أيه خطابات منه أو إرسال خطابات إليه بصفته مقترفاً لجرائم سجلها عليه المجمع وأثبتوها كما شاءوا .
كما أعتبروا ذهابه إلى القسطنطينية هروباً من مواجهة الإتهامات وتحدياً لسلطة المجمع ومحاولة لأثارة الشغب داخل المجمع , كما أعتبروا إمتناع أثناسيوس عن حضور مجمع قيصرية الذى كان الإمبراطور قد دعا الأساقفة إليه سابقاً , تحدياً لأوامر الرؤساء وإحتقاراً للأساقفة الذين ظلوا هناك ينتظرون قدومه بلا جدوى .
كما سجلوا عليه مخالفات داخل مجمع صور منها عدم رده على كثير من الأسئلة والإتهامات التى كانت توجه إليه , كما بدر منه كثير من الإهانات كان يوجهها له شخصياً لبعض الأساقفة الذين كانوا يوجهون إليه الإتهامات , وأنه كذلك كان يرفض قبول أيه محاكمة (3) ]


وأتخذت قرارات مجمع صور بسرعة بعد سفر أثناسيوس إلى القسطنطينية بيوم واحد وأنفض المجمع وأتجهوا جميعاً لتدشين القبر المقدس
المــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند ألريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 108
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى


البابا أثناسيوس فى تريف بفرنسا - المنفى الأول
قضى البابا أثناسيوس الرسولى موسمين متتالتين لعيد الفصح فى ترييف على حدود ألمانيا عاصمة بلاد الغال (3) ( فرنسا حالياً ) ومن خطاباته الفصحية يتضح ان : خطابة الفصحى فى 8 فبراير 336م وهو نفس تاريخ بداية تنفيذ البابا أثناسيوس لنفيه الأول - حتى 17 يونيو 337م حيث أرسل قسطنطينوس قيصر من ترييف نفسها خطاباً به امراً بعودة أثناسيوس إلى وطنه مصر .



وكانت فى تريف توجد كاتدرائية وكان يجلس على كرسى الأسقفية اسقفاً وقوراً أسمه ماكسيميانوس , ولم تكن آنذاك تكامل بناؤها , وصلى البابا المصرى العيد فى هذه الكاتدرائية قبل تدشينها وقد ذكر هذه الأمور فى دفاعه لدى قسطنطيوس (الفصل 15 ) (4) أما الكاتدرائية الحالية فقد كانت أصلاً قصراً للأمبراطور حيث لا تزال الحمامات الرومانية الأثرية التى كانت ملحقة بالقصر موجودة حتى الآن (5)


الرسالة الفصحية التى بدأ البابا أثناسيوس بكتابتها فى منفاه بترييف بلاد الغال ( فرنسا ) , ويظن انه اكملها بعد رجوعه فى 30 برمهات سنة 338 م ( الرسالى 10 ) وفيما يلى مقتطفات منها : -


[ ولو أنى رحلت عنكم هذه المسافة الطويلة يا إخوة إلا أنى لم انسى العادة التى أعتدتها بينكم التى تسلمت إلينا من الآباء (6) .. لأنه بالرغم من أنى تعوقت بسبب هذه المحن التى بلا شك قد سمعتم عنها مع التجارب القاسية التى وضعت على , وقد فصلتنا هذه المسافات الطويلة , وقد تعقبنا أعداء الحق فى كل طريق ناصبين الفخاخ لكى يصطادوا أى خطاب منا إليكم بقصد أن يضيفوا بإتهاماتهم آلاماً أخرى على جروحنا , ولكن الرب قوانا وعزانا فى كل ضيقاتنا , فلم نخف البتة , حتى أننا ونحن وسط هذه المكايد والمؤامرات تمسكنا بضرورة أن نرسل إليكم لنعرفكم عن ميعاد القيامة الخلاصى حتى ولو كنا فى أقصى الأرض .


كمأ انى أوصيت كهنة الإسكندرية أن يقوموا بإطلاعكم على رسائلى التى كنت أبعثها إليهم ولو أنى اعلم مقدار الخوف الذى كان يحيط بهم من المقاومين ...


لقد أحتملت ضيقات بهذا الوصف وهذه التجارب كلها التى ذكرتها لكم كما كتبت إليكم ..


ولكن ليس لكى احزنكم , أكتب إليكم هذا بإختصار مذكراً إياكم بهذه الأمور , بل انه ليس من اللائق للإنسان أن ينسى عندما يبلغ الراحة مقدار الألم والمعاناة التى كابدها فى الضيقة , لئلا يفقد الفرصة على الشكر كشخص ينسى فيصير غير لا ئق للشركة الإلهية ... وما هو واجبنا الآن يا غخوتى بالنسبة لهذه الإمور , إلا أنى اتقدم بالشكر والتسبيح لإله ضابط الكل مبتدين بالإعتراف بكلمات المزمزر : " مبارك الرب الذى لم يسلمنا فريسة لأسنانهم " ( مز 124 : 6) ] (7)


الأريوسيين يتهمون البابا أثناسيوس أنه يسب إمبراطور الشرق


إنقسمت الأمبراطورية الرومانية إلى قسمين قسم شرقى يحكمه الأمبراطور قسطنطينوس إمبراطور الشرق وأطلق عليها المؤرخون أسم الأمبراطورية البيزنطية أو إمبراطورية الروم وعاصمتها القسطنطينية تميزاً لها عن الأمبراطورية الرومانية الغربية والتى حكمها الأخ الأكبر قسطنطين الثانى إمبراطور الغرب .


وقد كتب قسطنطينوس إمبراطور الإمبراطورية الشرقية خطاباً إلى لييريوس أسقف روما صديق أثناسيوس والمدافع عنه عند قراءة هذا الخطاب يتضح أن قلب الأمبراطور مملوء بحقد وكراهية ضد اثناسيوس نتيجة لوشاية خطيرة لفقت ضده من الأريوسيين إذ أتهموه أنه كان يتكلم ضده ويسبه علناً فى جلساته مع أخيه الأكبر قسطنطين الثانى إمبراطور الغرب ومع قسطانس أخيه الأصغر الذى تولى إمبراطورية الغرب من بعده .


[ لقد اساء هذ ( اثناسيوس ) إلى الجميع بلا إستثناء , ولكن إساءته إلى كانت أعمق من كل الإساءات , فهو لم يكتف بموت أخى الأكبر ( قسطنطين الثانى ) بل لم يكف عن إثارة قسطانس المطوب الذكر ( الذى جلس على عرش الإمبراطورية الرومانية الغربية بعد قسطنطين الثانى ) ولكنى بصبر تحملت حدتهما معاً , المهيج وفريسته ( أى أثناسيوس وقسطانس) والآن كل الإنتصارات والتى إنتصرتها ضد ماجنتوس وسلوانس لا تساوى فى نظرى الآن طرد هذا الرجل الدنئ ( اثناسيوس ) وتجريده من سلطان الكنيسة ] (8)


دفاع البابا أثناسيوس ضد التهمة بإثارة امبراطور الغرب

يقول البابا أثناسيوس (9) [ إلى تقواكم أرفع صوتى عالياً وواضحاً , ماذا يدرى , كما تعلمت من الرسول لكى " أستشهد الرب على نفسى " ( 2 كو 1: 23 ) ... أنى لم اتكلم ردياً قط فى حضرة أخيكم قسطانس صاحب العظمة ... على أن أخاكم المتأصل فى المسيحية لم يكن بالرجل الذى يوصف بالخفة , ولا كنت أنا أيضاً بمثل هذه الأخلاق حتى نتحد معاً على أمر مثل هذا , أو أتجرأ أوقع أخاً بأخيه !! أو أتسفه بكلام ردئ على الإمبراطور فى حضرة إمبراطور , فأنا لست بمختل العقل يا سيدى ولا نسيت قط القول الإلهى : " لا تلعن الملك أبداً حتى ولا فى فكرك , ولا تسب غنياً حتى وإن كنت فى مخدعك , لأن الطير فى السماء يحمل صوتك وذو الجناح يخبر بالأمر ( جا 10: 20)

على أنى لم أحظ قط بالمثول فى حضرة اخيكم منفرداً , ولا هو تكلم معى فى خلوة , بل كانوا يقدموننى إليه مع أسقف المدينة التى يتصادف أن أكون فيها ومع آخرين أيضاً ايضاً , ندخل إلى حضرته معاً ونخرج أيضاً معاً , وفرتوناتيان أسقف أكيلابا يشهد بذلك , وألب هوسيوس يشهد , كذلك أيضاً كرسيبنوس أسقف بادو ولوسيللوس اسقف فيرونا وديونيسيوس أسقفلا بييس وفنسنتيوس أسقف كمبانيا , ولو ان ماكسيمينس أسقف تريف (10) وبروتاسيوس ميلان قد تنيحا , إلا أن أوجينوس رئيس القصر يمكن أن يشهد لى , لأنه كان دائماً يقف أمام الستارة ويسمع كل ما نتوسل به لدى الإمبراطور وكل ما يجيب به ويمنحه لنا . ] (11)

محاولات يوسابيوس النيقوميدى لنشر الآريوسية فى غيبة أثناسيوس
المــــــــــــــــراجع

(1) كتاب جقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند ألريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 90 -94
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى ص
(3) بلاد الغال هى حالياً تشمل فرنسا الحديثة وبلجيكا وسهل لمبارديا وجزيرة سردينيا - ومدينة ترييف أو ترير تقع على حدود ألمانيا الجنوبية مع فرنسا ( الغال) وهى المدينة التى ولد فيها وتربى كارل ماركس مؤسس الشيوعية الإلحادية فى العالم .
(4) Apolgia ad Constant. 15.
(5) NPNF, IV.xli.
(6) منذ ايام البابا ديونيسيوس الكبير , وعادة إرسال الخطابات الفصحية قائمة فى مصر حيث توجد بقايا خطاباته - وكانت قرارات مجمع نيقية بأن كنيسة الإسكندرية مسئولة عن إعلان ميعاد الفصح لأساقفة العالم كله - وكان الخطاب الفصحى الذى يكتبه بابا الإسكندرية يرسل لمصر ولباقى أساقفة افيبروشيات فى العالم وايضاً لروما والأقطار التالية Euseb., E.H. vii, Ad Afros. 2.
(7) Letter x, 338.
(8) Theodoret, E. H. II, 13.
(9) 24 فبراير سنة 357 م
(10) ماكسيمينس أسقف تريف أعتبرته الكنيسة الرومانية احد قديسيها العظام
(11) Apolgia ad Constant. 3.


تدشين كنيسة القبر المقدس



ذكر المؤرخ سوزومين (3) أمر الإمبراطور قسطنطين بإقامة كنيسة كبرى فى مكان الجمجمة بأورشليم (1) - وكان ذلك فى السنة الثلاثين من حكم قسطنطين سنة 335 م
وأعتبر الأمبراطور أن الفرصة قد حانت لتدشين هذا " الهيكل الكبير " حيث أنه أعتبر أن الوقت قد حان لتصفية الخلافات والأحقاد بعد مجمع صور , واراد الوصول إلى حالة الصفاء اللازم للقيام بتدشين هذه الكنيسة الكبرى والهامة .. فأرسل إليهم موظفه الخاص ماريانوس المختص بالكتابة المختزلة يأمرهم بالتوجه إلى " أورشليم الجديدة " ليدشنوا الكنيسة الكبرى على وجه السرعة .


وقام الأساقفة القادمين من مجمع صور بتدشين كنيسة القيامة التى أمر ببنائها قسطنطين فى 13 سبتمبر , ولا تزال الكنيسة اليونانية تعيد رسمياً لتدشين كنيسة القيامة فى هذا اليوم .
وكان غالبية القادمين من مجمع صور من الأريوسيين , وجدوها فرصة فرحة الأمبراطور بتدشين كنيسة القيامة ليعيدوا أريوس إلى شركة الكنيسة الجامعة ويقول المؤرخ سوزومين (4) : [ فأخذتهم الغيرة أن يعقدوا مجمعاً فى أورشليم لهذا الغرض , كل هذا وأثناسيوس فى منفاة ]
المــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند ألريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 109
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) Ibid. II, 26.
(4) Sozom. 11. 27.



ليست هناك تعليقات: