مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الأحد، سبتمبر 12، 2010

الإضطهاد الأريوسى لأقباط مصر

حضر غرغوريوس الكبادوكى ( الأريوسى ) إلى مصر بصفته أسقفاً وكان معيناً بواسطة الإمبراطور بدلاً من أثناسيوس , وكان معه قوة عسكرية وتوصيات بإستعمال العنف ضد الأقباط وفيما يلى بعض الإضطهادات التى واجهها الأقباط كما وصفها المؤرخون والبابا أثناسيوس الرسولى : -


الإضطهاد الأريوسى لأقباط مصر

ويذكر البابا أثناسيوس مرحلة تعيين غريغوريوس (1) ( الكبادوكى , ألأريوسى) أسقفاً بأمر الأمبراطور بدلاً منه فيقول : [ فبينما نحن مواظبون على إجتماعاتنا فى سلام كالمعتاد , وبينما الشعب فى إبتهاج بسبب إجتماعاتنا هذه يتقدمون بواسطة الأحاديث الإلهية , وبينما زملائنا فى الخدمة فى كل نواحى مصر وطيبة وليبيا فى وؤام ومحبة وسلام كل مع الآخر ومعنا , إذ فجأة يعلن والى مصر منشوراً يحمل صورة مرسوم بإعلان أن واحداً يسمى غرغوريوس من كبادوكيا فى طريقة إلينا من البلاط الإمبراطورى لكى يحل محلى .

وبمجرد إعلان هذا المنشور على الشعب صار الكل فى إرتباك لأن هذا الإجراء كان غريباً كلية ولأول مرة يسمع به , وبناء عليه أخذ الشعب يتجمع فى الكنائس بصورة مستمرة لأنهم كانوا واثقين أنه لا هم أنفسهم ولا أى أسقف أو كاهن ولا أى واحد على وجه العموم أشتكى ضدى , إلا الأريوسيين فقط كانوا يحسبون فى صفة , كما أدركوا أنه ( غريغوريوس ) أريوسى وأن يوسابيوس هو الذى أرسله ليكون على الأريوسيين ] (3)

وقال مؤرخ كجهول كتب تاريخ أثناسيوس بعد نياحته بقليل أن ألريوسيين كانوا يبحثون عن البابا أثناسيوس يريدون قتله : [ وفى الثانى والعشرين من برمهات الموافق 18 مارس سنة 339 م وفى يوم الأحد مساء اخذ يبحث عنه المطاردون ويتعقبونه بالليل , وفى صباح اليوم التالى هرب أثناسيوس من كنيسة ثيؤوناس بعد أن عمد كثيرون , وبعد أربعة ايام من هذا الحادث أى فى 22 مارس دخل غريغوريوس الكبادوكى مدينة الإسكندرية بوصفة الأسقف ] (4)

[ وبدخوله ( دخل غريغوريوس أريوسى فى 22 مارس سنة 339م ) الأسكندرية بدأت الإعتداءات على الشعب وإنتهاك الحرمات , فكان حدثاً جلب على المدينة شروراً جسيمة , وحاول الشعب أن يعتصم فى الكنائس فى غجتماعات دائمة لكى يصد كفر الريوسيين , وبمنعهم من الإختلاط بالمؤمنين , وفيلاجريوس الذى صار والياً على مصر له تاريخ سابق فى مباشرة الإضطهاد على الكنيسة وعلى العذارى , وهو أيضاً كافر وزنديق , وهو من نفس المدينة التى منها غريغوريوس الكبادوكى (5) فهم أهل مواطنة واحدة , وغريغوريوس هذا هو أيضاً لا أخلاق له مملوء حقداً على الكنيسة , وقد استطاع أن يجمع فى صفة جماعة الوثنيين وجماعة اليهود وخصوصاً المتشردين منهم , وذلك بواسطة وعود كثيرة حققها لهم بالفعل فيما بعد , هؤلاء أثار حفيظتهم ( أثارهم ضد المسيحيين ) وأرسلهم جماعات بسيوف وعصى ليقتحموا الكنائس ويفتكوا بالشعب ] (6)

[ فقد جمع جماعة كبيرة من الرعاع وتجار المواشى , وكثيراً من الشبان المتشردين من الأسكندرانيين وسلحهم بالسيوف والعصى , وأجتمعوا معاً وهجموا على كنيسة كيرينيوس فذبحوا بعضاً وداسوا بعض , وضربوا بعضاً وألقوهم فى السجن ونفوا آخرين , وجروا النساء من شعورهن وألقوهن فى السجن .. كل ذلك بدون سبب وإنما لإجبار الشعب على الإنضمام إلى الأريوسيين وليخضعوا لغريغوريوس ( الكبادوكى الأريوسى ) الذى أرسله ( عينه أسقفاً ) الأمبراطور ] ( 7)

[ الكنيسة والمعمودية المقدسة أشعلوا فيهما النار وإرتفعت أصوات الشعب بالصراخ والعويل فى كل المدينة ..

عروا العذارى وضربوهن بالسياط وداسوا الرهبان , وبعضهن مات بالسيف وبالعصى , وبعضهم جرح ... ونجسوا المائدة المقدسة .. وجدفوا على المسيح وأحرقوا الكتب المقدسة ... ودخل اليهود إلى المعمودية وخلعوا ملابسهم وصنعوا قباحات يخجل الإنسان أن يذكرها ... كل ذلك على مرأى ومسمع من الأساقفة ( الأريوسيين ) ] (8)

[ ولما جازت هذه الأعمال رضى غريغوريوس وأشبعت غريزة الحقد والنقمة فيه , أراد أن يجازى هؤلاء اليهود الوثنيين على ما أبدوه من شرور نحونا , فأعطاهم هذا التصريح أن ينهبوا الكنيسة ( كنيسة كيرينيوس) وبمجرد أعطاهم هذا التصريح بدأت أعمال النهب والسلب , كل ما وقع فى أيديهم , فذخائر الكنيسة من الزيت والشمع والخمر نهبوها , وخلعوا أبواب الهيكل وقضبانه الحديدية ... ونزعوا الشمعدانات من الحائط ... وهجموا على الكهنة والعلمانيين ( الذين يخدمون فى الكنيسة ) ومزقوا لحمهم ... وكل هذه الأمور حدثت فى الصوم الكبير (9) وعيد القيامة على الأبواب

وفى يوم الجمعة الكبيرة ( الموافقة 13 أبريل سنة 339 م ) ذهب غريغوريوس هذا مع الوالى فيلاجريوس ودخل الكنائس ( كمن يفتقدها ) فإعتبره الشعب كمن يقتحم كنائسهم عنوة , وواجهوه بإحتقار شديد وبغضة , فما كان منه إلا أن أوعز إلى الوالى أن يستخدم القوة , فجلد منهم فى ساعة واحدة 24 بين عذراء وسيدة ورجال من علية القوم , وألقاهم فى السجن , وبينهم كانت عذراء تحمل كتاب التسبحة أثناء ما كانوا يجلدونها علناً , فأمسكوا بالكتاب أيضاً ومزقوه قطعاً وألقوها فى السجن ] (10)

ويقول البابا أثناسيوس : [ وعندما عملوا كل هذا , لم يكفوا ايضاً بل فكروا كيف يعملون نفس الشئ فى الكنيسة الأخرى ( المسماه ثيئوناس ) التى كنت دائماً أقضى فيها هذه الأيام , لأنهم كانوا يتحرقون شوقاً كيف يمتدون بجنونهم إلى هذه الكنيسة أيضاً حتى أقع فى أيديهم ويقتلوننى , وهذا ما كان سينتهى إليه أمرى حتماً لولا أن نعمة المسيح ساعدتنى , حتى ولو بنجاتى أستطيع فقط أن أقص هذه الأمور التى أقترفوها .

لأننى لما رأيت جنونهم ضدى بهذه الصورة غير المعقولة , ولما كنت حريصاً للغاية أن لا يساء للكنيسة أو إلى عذارها متجنباً أن لا تراق دماء جديدة ولا ينزعج الشعب , سحبت نفسى من وسطهم متذكراً كلمة المخلص : " إذا طردوكم من مدينة فإهربوا إلى أخرى " لأنى رأيت من سلوكهم الشرير تجاه الكنيسة الأولى أنهم لن يؤخروا جهداً فى الضرر بالكنيسة الأخرى , وفى هذه الكنيسة أيضاً لم يوقروا حتى يوم الرب الذى للعيد المقدس ( وقع فى تلك السنة فى يوم 20 برمودة سنة 339 م ) لأنهم قبضوا على من فى الكنيسة وسجنوهم فى اليوم الذى نعيد فيه لذكرى المناداة للمأسورين بالإطلاق من قيود الموت , الذى أكمله الرب بقيامته من الأموات , هذا بينما أغريغوريوس وأتباعه وكأنهم يحاربون ضد مخلصنا معتمدين فى قوتهم على الوالى , وقلبوا يوم الفكاك والحرية إلى بكاء وعويل لخدام المسيح .

وما كان اعظم سرور الوثنيين لهذا العمل لأنهم يبغضون هذا اليوم ( عيد القيامة ) ولكن غريغوريوس إنما كان ينفذ أوامر يوسابيوس وأتباعه , وبأعمال العنف هذه أستولى الوالى على الكنائس وأعطاها لغريغوريوس وللأريوسيين مختلى العقل . ] (11)

[ وبهذه الطريقة أرسلوا غريغوريوس إلى الإسكندرية وهم فى حرص شديد لئلا يصيبهم الخجل مرة أخرى ( كما حدث فى مؤامرة أرسال بستوس ) إذا نحن أسرعنا بالكتابة ضدهم , لذلك إستخدموا هذه المرة العنف والقوة ضدى بصورة غير عادية , حتى إذا ما تيسر لهم الإستيلاء على الكنائس بسرعة يتخلصون من ريبة الشعب فيهم كونهم أريوسيين .

ولكنهم فى ذلك أيضاً مخطئون ! لأن ليس واحد من شعب الكنيسة أنضم إليهم إلا الهراطقة والمحرومون من الشركة بسبب إدانتهم بتهم مختلفة والذين تظاهروا بالإنضمام تحت إرغام وتهديد الوالى .

هذه هى مأسآة يوسابيوس وأتباعه التى طالما خططوا لها منذ زمن بعيد , لقد صمموها ونجحوا فى تنفيذها على أساس الإتهامات الكاذبة التى قدموها للأمبراطور ضدى , وياليتهم أكتفوا بهذا , وهدأوا , ولكنهم وبعد كل هذا يطلبون نفسى ! ] (12)


المــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 138 - 142
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) Epist. Encyc.2.
(4) Fest. Endex., N.P.N.F, IV. p.503
(5) إشتهر العالم القديم بمثل يقول : أن هناك ثلاثة أصول من البشر إشتهروا بالشر فى العالم تبدأ بحرف " كيا " اليونانى وهم .. الكبادوكيين , والكريتيين , والكيليكيين , ولكن اشرهم الكابادوكيين - ومع ذلك أشتهر ثلاثة آباء عظام من كبادوكية هم باسيليوس , وغريغوريوس , ويوحنا ذهبى الفم .
(6) Epist, Encyc. 3.
(7) Ibid
(8) Ibid
(9) لإن معظم الإضطهادات وقعت فى موسم الصوم الكبير وعيد القيامة المجيد وعلى سبيل المثال إضطهاد يوستينا التى أخبر عنها أمبروسيوس , وإضطهاد ذهبى الفم فى القسطنطينية - ويمكن أن يكون هذا الموضوع بحث يضم جميع الإضهادات التى حدثت لأقباط مصر فى جميع العصور بما فيها العصور الإسلامية .
(10) Epist. Encyc.4.
(11) Festal Index., N.P.N.F. IV, p. 503.
(12) Epist. Encyc.6.

ليست هناك تعليقات: