مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الجمعة، سبتمبر 17، 2010

تطهير الأقاليم والأديرة من الأريوسية

وبذل البابا اثناسيوس فى السنوات العشر التى أطلق عليها المؤرخين الفترة الذهبية كل ما يستطيع لأقتلاع جذور الأريوسية من الأقاليم والأديرة من الأريوسية  وتطهيرها من مناطق الوجة البحرى حتى وصلت للصعيت وتغلغلت بها أثناء نفيه الثانى الذى أستمر 90 شهراً وقد استعمل فى اسلوب مقاومته على :

*** الإعلام : المتمثل فى كتابة الرسائل التى كان يرسلها  وكانت تقرأ فى الكنائس والتى سرعان ما كان الناس يتناقلون اخبارها من قرية إلى أخرى ومن نجع إلى نجع وكانت تتضمن الكثير من التوعية اللاهوتية والإنجيلية والتحذير من التهاون فى مواجهة الهرطقة الأريوسية وغيرها واصفاً إيها باشنع الوصاف حتى يربى فى قلوب الشعب والكهنة والرهبان الجزع من سماع تعاليمها والحقد على مبتديعيها وكانت هذه الرسائل فى بعض المناطق تنسخ وتوزع سراً وكان محظور على الأسقف أن يسلمها لأحد أو ينسخها حتى لنفسه ، وكانت هذه الرسائل تعاد بعد قرائتها كما هى إلى الباباب أثناسيوس وكان هذا من باب الحرص على أن لا تقع هذه الرسائل فى يد الأريوسيين سبباً فى أن فقد معظمها ولم يصل للمؤرخين إلا بعض منها  .

 

*** أرسل البابا أثناسيوس رسائل تحذير إلى جميع الأديرة التابعة له ألا تقبل أريوسياً على وجه الإطلاق .
*** كما حذر الرهبان والأساقفة والكهنة من إقامة الصلاة مع أى أريوسى أو حتى الصلاة عليه للبركة حياً  أو عند موته . 
*** إستعمال الأديرة كحصون ومراكز لتعليم ونشر التعليم الرثوذكسى القويم
نمازج لرسائل البابا أثناسيوس
*** نموذج لرسائل الأساقفة ، ملخص رسالة اثناسيوس لسيرابيون :
[ لقد كتبت إلى الرهبان ومرسل إلى قداستكم صورة منها ، التى منها تعلم تاريخ الحوادث التى مررت بها ، وكذلك فيما يختص بهذه الهرطقة ( تاريخ الأريوسية) .. لا تدع أسئلة بخصوص هذه الأمور تثار بينكم بل ألقوها جانباً ، كما يبق وأتفقت معكم ، ولا تعطو فرصة لأحد أن يتصل بهذه الهرطقة بل سهل التوبة أمام الذين أنخدعوا فيما سبق ، أما الذين أدانهم الرب ، فمن يقدر أن يقبلهم ؟ لأن كل من يتعاون مع من أدانه الرب يكون مداناً ومخالفاً بشدة بل ومظهراً نفسه عدو للمسيح !!
يكفى هذا لإخجال الذين يثيرون المنازعات ، لذلك أقرأ هذا أمام الذين أثاروا مثل هذه الأسئلة ، كذلك اقرأ الذى سبق أن وجهته بإختصار للرهبان ضد هذه العرطقة ، حتى يستطيع السامعون أن يحكموا بالكفر على الأريوسيين ويدركوا مدى شر هؤلاء المجانين .
لا يجوز إطلاقاً إعطاء أيه نسخة من هذه الخطابات لأى إنسان ولا تنسخها حتى لنفسك ، وقد اوصيت بهذا أيضاً للرهبان .
ولكن بإعتبارك صديقاً ومخلصاً إذ كانت هناك أمور غامضة أو ناقصة فيما كتبت ، أضفها ثم اعد الرسالة كلها فى الحال !
وسوف تدرك من الخطاب الذى كتبتع " للأخوة" أيه معاناة ومشقة تكبدتها فى كتابته ( ربما يكون هذا الخطاب هو " تاريخ الأريوسية "  المدون بقلمه فى 30 صفحة من الحجم الكبير وهو 81 فصلاً ) كما تدرك منه أيضاً أنه ليس مأمونا لمثل هذه الكتابات التى تخص شخصاً خاصاً (اثناسيوس يعنى نفسه ) أن ينسخ منها شئ ، وخاصة انها تشرح ، على أعلى مستوى العقائد الرئيسية ، كذلك أيضاً لئلا الأمور التى وردت ناقسة فى شرحها بسبب عجز أو بسبب غموض اللغة تسبب للقارئ ضرراً ( أى الذى قرأها الأنسان العادى من الشعب بدون شرح ألأسقف سيرابيون أو غيره من الفاهم للعقيدة) لأن غالبية الإيمان لا يقيمون الإيمان نفسه أو يعتبرون نية وغرض الكاتب ، ولكنهم إما بعوامل الحسد والحقد أو بروح الخصام والنزاع يفسرون المكتوب كما تشاء أهواء أنفسهم بحسب فكرة معينه وضعوها سابقاً فى اذهانهم وبمقتضاها يحرفون المعنى ليتوافق مع غرضهم ، ولكن الرب أعطى الحق والإيمان الصحيح بيسوع المسيح أن يسود بين الجميع وخاصة بين الذين ستقرأ لهم هذا ]
*** نموذج آخر لخطابات الرهبان النص كامل :
[ إلى العائشين فى الحياة الرهبانية فى كل مكان المؤسسين على الإيمان بالرب والمقدسين فى المسيح القائلين " هوذا قد تركنا كل شئ وتبعناك "
الأخوة الأعزاء المحبوبون ، المشتاق إليهم ، تحية قلبية فى الرب :
1) إستجابة لسؤالكم المخلص الذى طالما ألححتم على به ، قمت بكتابة تقرير مختصر عن المعاناه التى مررت بها شخصياً والتى جازتها الكنيسة ، ناقصاً ومفنداً لهذه الهرطقة الملعونة التى قام بها الأريوسيين المجانين وذلك على قدر إستطاعتى ، مبرهنا كيف أنها غريبة كلية عن الحق .
وقد رأيت انه من الضرورى أن أستحضر أمام ذهنكم النقى مقدار ما كلفنى كتابة هذه الأمور من مشقة ، وذلك لكى تدركوا مقدار الحق فيما قاله الرسول : " يالعمق غنى الرب فى حكمته وعلمه " ولكى تسمحوا بلطفكم أن تساندوا إنساناً ضعيفاً بالطبيعة مثلى !
لأنه بمقدار ما كنت أرغب فى المزيد من الكتابة محاولاً أن أدفه نفسى دفعاً لفهم لاهوت الكلمة ـ بمقدار ما كانت المعرفة تنسحب منى بالأكثر ! وبقدر ما كنت أتصور أنى قد أدركت ، بقدر ما كنت أعود وأدرك أنى قد أخفقت .
2)  فلو فحصنا ما قيل فى سفر الجامعة : " أنا قلت أنى اصير حكيماً ، ولكن الحكمة كانت بعيدة عنى ، فهذا الذى هو بعيد وعميق من ذا الذى يكتشفه ( جا 7: 22 و 24 ) وما قيل فى المزمور : " معرفتك عجيبة لى ، هى عالية لا أستطيع أن أبلغها " (مز 139: 6) وما قاله سليمان : " إنه لمجد الرب أخفى الأمر " ( أم 25: 2)
كم مرة صممت أن أتوقف عن الكتابة ، صدقونى عملت هذا ، ولكن لئلا أوجد مخيباً لآمالكم ، وخوفا من أن يؤول صمتى إلى كفر أولئك الذين يسألونكم الذين أستسلموا للجدال ، تحاملت على نفسى لكى أكتب بإختصار هذا الذى أرسله الآن إليكم ( يعتقد أنه فقد)
على أنه يلزم أن ندرك المعرفة كاملة للحق هى بعيدة عنا بسبب العجز وقصور البشرية ، إلا أنه ممكن كما قال الجامعة أن ندرك جنون الكفر ، فإذا أدركنا ذلك نقول : " إنه أكثر مرارة من الموت " ( جا 7: 26)
ولأنى أدركت ذلك فعلاً وتحققت منه ، بدأت أكتب عالما أنه بالنسبة للمؤمن يكون إكتشاف الكفر ، فى حد ذاته ، كافياً لمعرفة كنة التقوى .
لأنه بالرغم من إستحالة معرفة ما هو الإله ! إلا أنه من الممكن أن نقرر ما ليس هو الإله فإننا نعلم انه ليس مثل البشر ، وأنه ليس جائز أن يكون فيه أى شئ من الطبيعة المخلوقة ، وهكذا أيضاً فيما يختص بأبن الإله ، فبالرغم من أننا بعيدون جداً عن إدراكه إلا أنه من الممكن ومن السهل أن ندين تصريحات الهراطقة فيما يختص به ونقول أنه أبن الإله ليس هو كما يقولون ! ولا هو جائز أيضاً حتى أن نفتكر بأذهاننا بمثل هذا الذى يقولونه فيما يختص بلاهوته ، وبالأقل جداً أن ننطق هذا بشفاهنا .
وعلى هذا كتبت بقدر إستطاعتى , وأنتم أيها الأعزاء المحبوبون ، عليكم أن تتقبلوا هذه المراسلات ليس أنها تحوى شرحاً كاملاً للاهوت الكلمة ، بل كونها مجرد مناقضة وتفنيد لفكر أعداء المسيح ، على أنها تحوى أيضاً إقتراحات للوصول إلى إيمان نقى وصحيح بالمسيح بالنسبة للذين يرغيون ذلك .
أما إذا كان فى الكتابة قصور وعجز ، وأظن أنها كلها قصور وعجز ، فأرجو السماح من ضميركم النقى ، فقط أقبلوا بإتفاق ، جرأتى فى مقاصدى التى قدمتها دفاعاً عن التقوى بحسن نيتى .
أما فيما يختص بالأدانة المطلقة التى صارت لهرطقة آريوس ، فيكفى ان تعلموا الحكم الذى أجراه الرب بموت ىريوس ، الأمر الذى عرفتموه من آخرين ، إذ بعد هذه الاية والعلامة من ذا الذى لا يقطع بأن هذه الهرطقة مكرهة للرب ، ومهما كان لها من أعوان ..
والآن عندما تقرأون هذا التقرير ، صلوا من اجلى ثم اعيدوا هذه النسخة إلى مرة أخرى فى الحال ، ولا تسمحوا لأى أنسان أن ينسخ صورة منها ، ولا حتى تنسخوها لأنفسكم ، بل أكتفوا بقرائتها فقط ، وأعيدوا قرائتها كما تشاؤون لأن ليس مأموناً لكتابة أشياء خاصة أن تقع فى أيدى آخرين .
سلموا على بعضكم البعض بالمحبة مع كل الذين يأتون إليكم فى تقوى الإيمان ، لأنه كما قال الرسول : " كل من لا يحب الرب ليكن محروماً " نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم .. آمين ] (4)
المــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م  ص  207 وما بعدها
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى .
(3) Letter of Athanas., LIX. ad Serapion.
(4)  Letter of Athanas., LII

ليست هناك تعليقات: