مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الثلاثاء، سبتمبر 28، 2010

أعمال أثناسيوس الأخيرة

لم يستطع المؤرخين أن يجوا مصادر لأعمال اثناسيوس الأخيرة فإعتمدوا على الخطابات الهامة الستة (59 - 64 ) وكذلك من الخطابات التى ذكرها فى كتاباته الأخيرة مثل ( خطاب 77 ) التى تظهر لنا مدى وداعة وحكة أثناسيوس وسعيه لربح النفوس الضعيفة ومدى قدرته لعلاج المواقف التى يمكن أن ينجم عنها نزاعات خطيرة دون المساس بالإيمان .

أسقف يتعدى على إختصاصات أثناسيوس فى رسامة الأساقفة :

كان أسقف المنطقة (أربنزم ) أسمه أوريون فى شيخوخة متقدمة ، وكان سكان القريتين الكبيرتين فى الإيبارشية فى حزن بسبب عدم الرعاية ، وكانوا يلحون فى طلب سيداروس أسقف  ، وكان سيداروس ضابط شاب يتبع قوة الجيش المرابط فى ليبيا وكان فى مأمورية مدنية .

ولما رأى أحد الأساقفة ذلك قام برسامة سيداروس بمفرده وكان أسم ذلك الأسقف فيلو ، ولم يراع قانون الرسامة الذى ينص على ضرورة وجود أثنين آخرين للمساعدة وحتى بدون إخطار أثناسيوس الذى هو رئيس الأساقفة ، ووصلت اخبار هذه الرسامة للبابا اثناسيوس الذى تفهم الموقف الذى دفع هذا الأسقف لهذه الرسامة ، ولكن هذه الرسامة تعتبر ناقصة ، وبعد الإطلاع على نشاط سيداروس الأسقف رقاة إلى رتبة متروبوليس بتولماس ، وأضاف القريتين المذكورتين إلى إبروشيته بعد نياحة أوريون (3)

وفى الوقت الذى أجاز البابا أثناسيوس هذا التعدى على قوانين الكنيسة ، إذ لم يكن عبداً لهذه القوانين بل طوعها لصالح الخدمة ولكنه فى نفس البلدة حكم على أحد الحكام ليبيا بالحرم الكنسى بسبب سوء أخلاقه ، وأنتشر خبر هذا الحرم وصار معلوماً فى طول الدنيا وعرضها .

صداقة باسيليوس أسقف قيصرية

رسم باسيليوس سنة 370 أسقفاً على قيصرية الكبادوك وهى مسقط رأسه ( وهى ألان قيصرية فى وسط تركيا ) وبدأ منذ رسامته فى مراسلة القديس أثناسيوس وقد فقدت للأسف جميع رسائل أثناسيوس وبقيت رسائل باسيليوس .

وكانت رسائل باسيليوس تدور حول الإنقسام القديم الذى حدث فى أنطاكية ، وكان باسيليوس يسأل بإلحاح أن يتدخل اثناسيوس وكان يتعذر على أثناسيوس فى التأثير على ميليتس وأساقفته فكان عليه أن يستخدم نفوذه على بولينوس ويقنعه بالتراجع ، لأن ميليتس كان يشعر بمرارة بسبب تأييد أثناسيوس الشديد لبولينوس ، ولكن بولينيس كان ضعيف الإستجابة (4)

وحصل أثناسيوس على مؤازرة ضخمة من باسيليوس وذلك بتوسطه عند أساقفة روما والغرب بخصوص قضايا الشرق تجاه الأريوسيين ، ولكن للأسف لم يكن أساقفة الغرب فى ذلك الوقت على مستوى المسؤولية أبداً (5)

تبادل الإحترامات
وكان باسيليوس يجل أثناسيوس ويحترمه إحتراما كبيراً فكان يقول : [ له الإحترام الكلى بغير حدود ! صاحب الوعى العميق والمبادرة العملية والرقة افنجيلية رأس الكنيسة ، الرجل صاحب النفس الكبيرة الرسولية الأب الروحى ]

وعبر البابا اثناسيوس عن إعجابه لباسيليوس وإحترامه له فى إتجاه مقاوميه الذين يحاولون التشكيك فى أرثوذكسيته فكان يعنفهم بقوله داعياً إياه : [ أسقف تتمنى كل كنيسة أن يكون أسقفها ] (6)
نشاطه حتى نفسه الأخير ضد ابوليناريوس أسقف اللاذقية
وفى سنة 372 م كتب البابا اثناسيوس كتابين ضد اخطاء أبوليناريوس فى غاية العمق والغنى اللاهوتى ، وهى الصفات التى ميزت كتبه منذ أن كتب حتى نهاية حياته ..
ولكنه بذكاءه المعتاد ذكر الأخطاء ولم يذكر فاعلها أبوليناريوس لأنه كان صديقاُ قديماً له (7) وكان ممثلاً مع أثناسيوس فى مجمع الإسكندرية سنة 362م بواسطة وفد رسمى من قبله ، وختم ووقع على مقررات المجمع ، ولكن للأسف زاغ فكرأبوليناريوس عن روح الإنجيل .
لأثناسيوس عبارات روحية جديدة وعميقة وقاطعة ومحددة المعنى وشاملة ذكرها البابا أثناسيوس فى الكتابين ضد ابوليناريوس وهذه العبارة جائت فى حديثه المطول عن الأريوسية أن المسيح : إله حقيقى فى الجسد ، وجسد حقيقى فى الكلمة (8) 
المــــــــــــــــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة - الطبعة الثانية 2002 م  ص 315
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) D.C.B., Fuller. IV. p. 777.
(4) Basil. ep. 60, 66, 63, 80, 82, 89. Theaodoret, Ecc. Hist. V, 23.
(5) Basil. ep.61, 67, 69, 80, 82.  D.C.B., p. 200.
(6) Ibid.
(7) Epiphan, Hear., 66.2.
(8) Oration. III. 41.

ليست هناك تعليقات: