مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الثلاثاء، ديسمبر 28، 2010

البابا سيمون الأول الـ 42

سوريا يصبح بطريركيا على الأقباط

البابا سيمون الأول الـ 42 من 692 م - 700 م

الخلفاء والولاه الذين عاصروا هذا البابا:
البابا سيمون الأول البطريرك رقم (42) كان سورى الأصل0 وعاصر الوالى عبد العزيز بن مروان
وهو شقيق الخليفه عبد الملك بن مروان0
والوالى عبد العزيز بن مروان بن الحكم ويكنى أبا الاصبع وليها من قبل ابيه فى رجب 65 هـ / فبراير 685 م. وأقره عليها أخاه عبد الملك عندما تولى إمارة المؤمنين ... توفى عبد العزيز وهو وال عليها فى جمادى الأولى 86 هـ / مايو 705 م - وكانت ولايته عشرين سنة وعشرة أشهر وأياما
نشأه البابا سيمون:

والغريب فى قصه حياه سيمون أن أبواه من أهل سوريا ويعتقد أنهما قدما لزياره قبر ساويرس أسقف انطاكيه (هرب أسقف أنطاكيه من بطش الإمبراطور يوستينيان الى مصر منذ قرن من الزمان وكان جسد القديس ساويرس فى تابوت فى الدير وكان السورين يحضرون قرابين ونذور) وقد قدما إبنهما منذ صباه لخدمه الهيكل قرباناً ( يعتقد انه نذر لله) وقال مؤرخين آخرين بل أنهما كانا سوريان يقيمان باللإسكندريه00وأخذه تادرس أرخن مدينه الأسكندريه فى أيام البابا أغاثو وأرسله إلى الأب يوحنا الى دير الزجاج ليكمل تعليمه ويصبح راهبا وبدا يدرس العلوم اللاهوتيه والفلسفيه والعالميه0 ونال سيمون رتبه الشموسيه بها 0
وكان تحت رعايه البابا أغاثوا الكامله ورأى ميله للنسك والتعبد والوحده حيث درس الكتب المقدسه العهد القديم(كتب اليهود المقدسه) العهد الجديد ( الإنجيل -بشاره سيدنا المسيح) وعندما زار البابا أغاثوا الدير إندهش من تقدم سيمون فى العلوم والمعرفه وتقدمه فى حياته الروحيه المسيحيه فكان تقيا متواضعا بارا فما كان منه إلا أنه رسمه قسيسا0
وحدث بعد ذلك ان رهبان الدير إنتخبوه وكيلا لديرهم تقديرا منهم لخدمته المتواصله لهم0 فما ان ألقيت على عاتقه هذه الدرجه حتى تفانى فى خدمتهم أكثر مما كان وهكذا عندما كان أمينا على القليل اقامه الله على الكثير0 وبالرغم من سلطته على قلوب كل من كان بالدير إلا انه كان مطيعا لرئيس الدير يوحنا
0
قصة إختيار هذا البابا العجيبه :
حدث انه عند إنتخاب وترشيح خليفه البابا الراحل ان قام جدال وخلاف بين الأقباط فرشح فريق كهنه الكنيسه المرقسيه الراهب يوحنا (يؤنس) رئيس دير الزجاج (احد أديره وادى النطرون)0 بينما رشح الفريق الثانى كهنه كنيسه الإنجيلين بالإسكندري راهبا إسمه بقطر (فكتور) من دير تفسر(تاريخ الكنيسه القبطيه)0 اما العلمانيين من الكتبه من الشعب وهم طبقه المثقفين فى هذا العصر إنحازوا للمرشح الأول يوحنا0 ولما كان الهدف واحد إتفق الجميع على التشاور وعدم التحيز أو التشبث بالرأى لخير الكنيسه والشعب0فإتفقت كلمتهم على إختيار مرشح واحد هو يوحنا، فذهبوا جميعا الى الوالى فى الفسطاط لكى يحيطوه علما بقرارهم ونظر عبد العزيزالوالى الى يوحنا وإرتاح لقرارهم0 فقد إختاروا شيخا وقورا متواضعا حكيما0 ولكن يقول العامه( العبد فى التفكير والرب فى التدبير)
وحدث أن وقف أسقفا كهلا كان هو الوحيد الذى شذ عن الإجماع بإنتخاب يوحنا ووقف بدون مشاوره ولا موافقه أحد، وقال بلا تردد: " هذا لا يكون لنا بطرك " فعند ذلك نزل على الجميع سكوت ولم يجاوبه أحد بحرف واحد ! فقال الأمير : " فمن يصلح لهذا المكان فى رأيك " فقال الأسقف : " إن الراهب المستحق هو سيمون" 0 وسأله الوالى: من هو سيمون؟0فأشار إليه، وهنا قال البعض: " ولكنه سريانى " فبدت الدهشه على الوالى وقال: " أليس من الأفضل للمصريين أن يكون باباهم مصريا0!! فقال الأساقفه:" نعم، وقد إخترنا يوحنا وهو مصرى"0
ونظر الوالى الى سيمون ليعرف رد فعله، ولم ينتظر سيمون أن يسأله الوالى فقال: " إن يوحنا هو أبويا الروحى وهو قائدا ورئيسا على دير وهو أولى بأن يكون مدبرا للكنيسه وراعيا للشعب، وإنى أشهد، أنه كالملائكه فى الطهاره والبر، وقد علمنى ما أعرفه من مختلف العلوم العالميه والعلوم الدينيه والروحيه0وهو أبى الروحى وقد ربانى منذ صغرى " وكانت إجابه سيمون مثار دهشه الجميع لإنها أعطت معلمه الكرامه اللائقه وأظهرت محبته لمعلمه كما أوضحت عنصرا هاما من عناصر شخصيته هو" التواضع " لإنه فضل معلمه عن نفسه فى هذه الرتبه العاليه فأعجب به الجميع وجذب إليه كل من كان موجودا 0 فما كان إلا أنهم قالوا فى صوت واحد: " إن سيمون مستحق لنوال هذه الرتبه وبركتها " **
ودهش الأمير وتعجب لهذا التحول المفاجئ فى قرار الشعب والكتبه والأساقفه والكهنه لأجل إنسان غريب لا يعرفونه بالجمله إلا منذ يومين ثم قال لهم: " أنتم أصحاب الرأى0 وليس لى إلا أن أقر بالموافقه على قراركم لمن إنتخبتموه" فمضوا من عنده الى كنيسه الإنجيلين بالإسكندريه ورسم بطريركا فى 23 كيهك 409 ش التى توافق 19 ديسمبر 692 م 0
وكان فى الأصل أنه لما جاء مندوبوا الأساقفه ليأخذوا يوحنا أسقف الدير الى الفسطاط فذهب سيمون معهم مؤيدا لإنتخاب رئيسه إلا أن تفانيه وامانته فى الخدمه ومحبته النقيه بدون غرض أو هدف أديا الى أن ينال رتبه وكرامه الباباويه فى لحظه0 وإستمرت محبته للآخرين ووداعته حتى بعد أن أصبح رئيسا لأقباط مصر وكبيرا بين عظمائها 0
ولم تؤثر عليه السلطه الباباويه فقد عهد الى يوحنا أبيه بإداره الشئون الكنسيه كما لو كان يوحنا هو الجالس على العرش الباباوى0 شاعرا بالطمأنينه لحسن إداره معلمه التى رآها عن قرب فى إداره الدير0
ومن تواضعه الشديد أنه بعد أن أصبح أب للأقباط ورئيسهم وكبيرالمصريين( بابا ) كان يدعوا يوحنا معلمه فى الدير يا( أبى) وظل رباط المحبه يربط بين الشيخ الراهب وتلميذه فسقطت الحواجز الفاصله بينهما فلا يمكن ان تعرف0 من هو الرئيس والمرؤوس؟0ومن ألأب ومن هو ألإبن؟ 0 كما لم يدخل بينهما الحسد أو الغيره0 بل اصبحا الإثنين واحدا فى المسيح، وفى خدمه شعبه وكنيسته ومن منبع الحب ظل الأقباط فى ظلال كنيستهم شامخين مسجله فى سطور التاريخ على مر العصور0ويقول ابن المقفع " أنه بعد ثلاث سنين تنيح أبوه يوحنا بسلام وإستحق أن يجعل المغبوط سيمون البابا يده على عينيه حتى أنه كفنه بيده وأخذ بركه أبيه وحمله للدير ودفنه وقام فى صلاه أربعين يوما حتى تم بناء قبره ودفنه فيه ووسعه لنفسه حتى إذا مات يدفن بجانبه , ولا يستطيع أحد أن أن يصف المحبه الإلهيه لهذا البابا لكل الناس غير القول الإلهى :" المحبه قويه كالموت "
المؤرخ الوحيد الذى شاهد وسجل الإحتلال العربى الإسلامى لمصر

الأنبا يوحنا النقيوسى
نشأه الأسقف يوحنا النقيوسى: 

قالت الأستاذه الكبيره أيريس حبيب المصرى " المعروف ان هذا المؤرخ أنه ترهب فى دير الأنبا مكارى الكبير فى برية شهيت , حيث إشتهر بعلمه الواسع وتقواه الفائقة ومقدرته التى بلا حدود فى الإطاره والتنظيم , فإستعان به البابا أغاثوا (39) وعينه ضمن سكرتيريته فأخلص فى خدمته إلى الحد أنه عندما إنتقل هذا البابا إلى بيعه الأبكار إستبقاه البابا يوحنا الثالث (40) , وإستمر يوحنا النقيوسى فى خدمه البابا أسحق (41) الذى جلس على كرسى القديس مرقس العظيم وكان يلازم البابا إسحق ملازمه الظل حتى أنه كان يلازمه أيضا كلما ذهب لمقابلة أمير البلاد , فقد كان هذا البابا العلاٌمة يثق فيه وقد انعم ربنا على يؤنس بعمر مديد فخدم الأنبا سيمون (42) خليفه الأنبا إيساك فيكون بذلك خدم أربعه باباوات بالتتالى مع أن يؤنس كان قد بلغ سن الشيخوخة .. زلكن رأى هذا البابا أن يكافئه لخدكاته الكثيره فرسمه أسقفا لمدينه نقيوس ... ورئيساً على الأديرة ولهذا السبب أطلق عليه معاصروه لقب " مدير الأديرة " قصه الكنيسة القبطية د/ أيريس حبيب المصرى الكتاب الثانى الطبعه السابعه سنة 2000
عندما مات يوحنا معلم البابا سيمون فتش البابا سيمون عن راعيا خبيرا بأحوال الرهبان والإداره , وكان يوحنا النيقيوسى أو النيقاوى خبيرا بأحوال الرهبان وشئونهم أسقفا لأبروشيه نقيوس فى النصف الثانى من القرن السابع ( نسبه إلأى نقيوس بمركز منوف وتسمى باللغه القبطية " أبشاتى" وحور العرب إسمها وأصبحت ابشادى وهى قريبه الآن من زاويه رزين وكانت فى ذلك الزمن جزيره كبيره بين فرعى النيل ولا تزال توجد بها آثار الهياكل التى شادها الفراعنه ما زالت آثار الكنائسالتى بناها المسيحيون فى العصور المسيحيه الأولى باقيه بها حتى الآن بعد أن هدمها العربان وجارت عليها أيدى الحدثان بعد أن مال الزمان ) وقام المستشرق الفرنسى دارسى سنة 1912 بحفريات حول قريه رزين فلم يعثر بعا إلا على تمثال واحد لرمسيس الثانى وعلى بعض الأحجار المبعثره والجدران المتداعية كانت فى يوما من الأيام تكون كنائس للعبادة المسيحية , أما ما تبقى لعا من شهره فهى مرتبطه بإسم بؤنس وغيره من الأساقفة الذين إعتلوا سدتها حين كانت مدينه عظمى ومقراص لأسقفيع شهيره " حول مدينة نيقيو " مقال للأستاذ لبيب حبشى نشره فى رساله مار مينا العدد الرابع سنة 1950 ص 183- 184
ولا يعرف بالضبط المده التى قضاها يوحنا فى رعاية الأديره ولكنه من المعروف أنه قاسى فى سبيل هذا العمل متاعب ومشاق يقاسيها كل من كان يخدم الشعب بغيره وإخلاص , ومما زاد من متاعبه أن أحد الرهبان المحبين للشهوات أخرج عذراء من ديرها ودخل بها وادى هبيب وإرتكب معها اٌثم وإرتكب خطيئه الزنى , فلما إنتشر الخبر وظهر الأمر بين الرهبان جزعوا وفزعوا وإرتعبوا من هذا العمل الشيطانى فى أرض مقدسة , ووصل الخبر إلى مسامع الأنبا يوحنا فقام بتأديب الرهب وضربه ضربا مبرحا وموجعا حتى مات بعد عشرة أيام من شدة الضرب 0

بلغ أمر موت الراهب الإكليروس فهاجوا فى ثوره شنعاء لولا أن اساقفه مصر تداركوا الأمر فإجتمعوا سرا ةسألوا الأنبا يوحنا عن القضية فإعترف أمامهم أنه هو الذى ضربه ضربا موجعا أدى إلى وفاته فأوجبوا عليه القطع لأنه كان قاسيا وتعدى واجب الأسقفيه , وحرموا عليه أن يتقدم لرفع الأسرار الربية بل يتناولها كراهب 0
فلما سمع الحكم وقف فى وسطهم وقال : " لقد قطعتمونى ظلما , هكذا يجعلكم الهنا غرباء عن كراسيكم إلى تمام الومان الذى حكمتم به على "
وجرى فعلا أن بعض الأعيان كانوا يخالطون غير زوجاتهم ولما منعهم الأساقفه وشوا بهم إلى الوالى المسلم فإستحضرهم من بلادهم وظل مده يستوجبهم حتى مات الأنبا يوحنا وكان قد بلغ من العمر أقصاه – ويظهر أن تلك الإساءه قد أحزنته فقضت عليه
وعندما رفع الأقباط الخطاة قضيتهم للوالى المسلم عبد العزيز, ظنوا أنه سوف يوافق على طلبهم وسيحكم لهم طبقا لما يأمر به دينه لأن هذا مباح فى الإسلام 0 إلا أن هذا الوالى كان عادلا فى هذه المشكله فلم يحقق آمالهم وينفذ لهم غاياتهم الشهوانيه , فالخطيئه مثل المرض تنتقل عن طريق الإختلاط وقد إنتقلت عدوى الطلاق للأقباط خاصه والمسيحين عامه من المسلميين0 0
ظهرت هذه البدعه الجديده بأن طلب الأقباط من أساقفتهم بوضع قائمه قواعد تسمح للأقباط أن يطلقوا نسائهم , فلم يوافق الأساقفه على وضع هذه القواعد لإباحه الطلاق ، ولكن أعضاء هذه البدعه رفعوا الأمر الى الوالى المسلم عبد العزيز ، فقد إستدعى كل أساقفه مصر على إختلاف مذاهبهم وطلب منهم تشكيل مجمع دينى للنقاش وإتخاذ قرار فى هذا الأمر.
إحتشد فى المجمع 64 أسقفا الغالبيه العظمى من الأقباط ، والباقى من الكنيسه الملكيه الخلكيدونيه وغيرهم فى سنه 695م فى بابليون وبدأوا يناقشون الموضوع بروح خاليه من العداء وكان من بين الأساقفه الهراطقه، ثاوفيلس الخلكيدونى، وتادروس الأوطاخى، وجرجس البرسنوفى0


وجه الشر الوالى عبد العزيز يهاجم الكنائس :
وقبل ان تنفض جلسات المجمع وردت أنباء من القسطنطينيه تذكر أنه حدثت ثوره فيها إنتهت بخلع الإمبراطور يوستنيانوس وتنصيب قائد شجاع إسمه ليونتيوس مكانه فلما سمع الوالى هذه الأخبار أحس بإنهيار وتفكك قوه الإمبراطوريه الرومانيه.
ومن الظاهر أنه كان يتملق المسيحيين خوفا من الهجوم البيزنطى وإنضمام الأقباط معهم فى القتال. فلم يعبأ بعد ذلك بمعاملتهم معامله حسنه كما كان يفعل من قبل وظهر وجهه الشرير وتلون بلون آخر كما يتلون الثعبان ، وراح فى جهله يشنع عليهم قائلا: أنهم كفره يجعلون لله زوجه وولدا
ولأنه ديكتاتورا ولا يفهم غير السيف والخوف طريقا لإنهاء أى نقاش فعيرهم بعدم إتفاقهم فى هذا الأمر وأمور أخرى كثيره0 ثم سأل الأساقفه الثلاثه قائلا: من من هؤلاء الأساقفه أقرب إليك ؟ فأجاب بصوت عال: لا أحب ولا أقترب الى واحد منهم وأحرم هرطقاتهم المرزوله، فصادق الجميع على كلامه0 وحكم المجمع بقطع كل من لم يتركوا النساء الغريبات ويرجعوا الى نسائهم الذين تزوجوهم بمعنى بطلان زواجهم الثانى0
وضايق الوالى الأقباط كثيرا ونهب أموالهم وسلب مقتنياتهم وكان البطريرك المصرى فى مثل هذه الأحوال هدفا للمصائب والرزائل ولذا وقع سيمون تحت طائله سخط الوالى ورجزه كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج2 ص 169


الوالى عبد العزيز يطلب جزية من الرهبان
يتشدق المسلمين بشريعتهم الإسلامية التى منعت عن الرهبان الجزية ولكننا نجد أن هذه الشريعة لم تطبق انما كانت حبراً على ورق فقد طلب الوالى الأموى عبد العزيز جزيه من الرهبان والبطريرك بعد أن كانوا معافيين منها 0 ولم يكتفى هذا الوالى بهذا ولكنه كان الوالى عبد العزيز يدخل الكنائس ويعبث بصورها وصلبانها ويكتب على الحوائط رقعا يقول فيها: " محمد رسول الله وعيسى رسول الله والله لا يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد " ولم يعرف هذا الجاهل أن هذا هو إيمان الأقباط وأن قرآنه إنما كتبها ضد بدعه نصرانية وكان يلصق رقعه على الأسوار والأبواب داخل وخارج الكنائس0 ويقول ميخائيل السورى المؤرخ ميخائيل السورى المؤرخ ج2 ص 475 عن الوالى عبد العزيز: " إنه ذكى وكثير الإطلاع " وهذا رأى المؤرخ ولكن ما فعله عبد العزيز يشير الى ضيق الأفق وضحاله فى التفكير و كل حكمته السابقه مبنيه على مصلحه فى التعامل0
وكان يوحنا النقيوسى أسقفاً غزير الإطلاع واسع الثقافه خبيرا بصحف الأقدمين متبحر فى المعرفه الدينيه والأدبية والتاريخية ومن أهم مآثره القيمه ذلك المؤلف الضخم الذى كتبه فى تاريخ مصر باللغه القبطية , وهو يعد من أفضل ما كتب فى التاريخ نظراً لإحتوائه على الكثير من الحوادث التى جرت فى أيام الإحتلال العربى لمصر والتى شاهدها بعينه وعاصر أحداثها , وقد ترجم هذا المؤلف الثمين من القبطيه إلى اليونانيه فالحبشيه ثم العربيه , ولم تبقى من ترجماته يوى النسخه الحبشيه التى نقلهاإلى العربيه الشماس غبريال المصرى الراهب الذى كان قائدا للجيش الحبشى منذ 300 سنة , وإهتم الدكتور زوتنبرج بنشر هذا المؤلف الثمين باللغتين الفرنسيه والحبشيه تاريخ الكنيسه القبطيه القس منسى يوحنا مكتبه المحبه القاهره سنة 1983 ص302
وقد إطلعت مسز بتشر على ترجمه من الترجمات العربيه وكتب عليها تاريخ الترجمه ووجدت كثير من الأغلاط فقالت قال أنه ترجمها " سنة 7594 للخليقة – 1947 للأسكندر – 1594 للشهداء – 980 للهجره أو 1010 قمرية " ولكننا لا يمكن أن نأخذ إعتراضها على هذه التواريخ لأنه ما زالت بعض التواريخ خاطئه للآن كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج2 ص 167,168
قسم الأنبا يؤنس تاريخه إلى 120 قسما والموضعات التى تكلم فيها هى المصريين أول شعب صاغ الذهب وإستخرج المعادن من المناجم – من أسس مدينه أون ( هيلوبيلوس) تأسيس مدينه أبى صير – تأسيس مدينه سمنود والبرابى – بدء الزراعه فى مصر – الإحتفاء بذكرى سيزوستريس وهو أول ملك فرض الضرائب وحفر القنوات – بناء الأهرامات الثلاثه فى ممفيس – الملك بروسوبيس الذى أبدل اسم بلده أبشادى بإسم نيقيو وقام بتحويل مجرى النهر من الشرق إلى الغرب عند هذه البلده – منشآت مدينه الأسكندرية – بناء حصن بابليون – حكم دقلديانوس المصرى – الإحتفال بذكرى البابا ثيؤوفيلس بابا الأسكندرية , وهو من ممفيس – الثورة فى مصر على الإميراطور فوقا
وقدم يوحنا النيقيوسى فى الفصل الأخير ملخصا للموضوعات التى ذكرها بالتفصيل فى كتابه ثم توجه إلى إلهنا بالشكر لأنه أعانه فمكنه من أن يكمل كتابه فى التاريخ العام " صور من تاريخ القبط " رسالة مار مينا الرابعه طلعت بالأسكندرية سنة 1950 الفصل الخاص بيوحنا النقيوسى للدكتور مراد كامل ص 169 - 179
وفى الفصل المائه والحادى عشر كتب عن الإحتلال العربى لمصر وكان الوصف موجزا مختصراً على عكس باقى الفصول الكتاب التى كتبت بالتفصيل مما يرجح أن الذى قام بالترجمة إلى اللغة الأثيوبية فد أغفل الكثير من التفاصيل إلا أن ما وصل إلينا من كتابه الثمين يعتبر مصدراً أساسياً لكل باحث عن الحقيقه وخاصه أن المؤرخين العرب أمثال عبد الحكم وغيرهم أرخوا هذه الفتره بعد أكثر من مائه سنة من حدوثها , فقد قدم هذا الأسقف خدمه جليله لأجيال مصر اللاحقه
وذكرت د/ أيريس حبيب المصرى أن المستشرق زوتنبرج الذى ترجم كتابه من الأثيوبيه إلى الفرنسيه وهو من الباحثين فى سيره حياته يقول : " أن يوحنا نفى إلى إحدى جزر النيل حيث قضى الجزء الأخير من شيخوخته , وأنه أصيب بفقد بصره فى تلك الفتره , وكان بعض المؤمنين منالأقباط فروا من شده الإضطهاد فإعتنوا به إلى أن تنيح بسلام يوميات يؤنس النيقيوسى – النص الأثيوبى مع الترجمه الفرنسية ترجمه زوتنبرج طبع فى باريس سنة 1883 ص 418 - 419
رساله البابا سيمون الى أنطاكيه:

 ارسل رساله شركه الى يوليانوس أسقف أنطاكيه فى ذلك الوقت وعندما قرأها فرح لما كانت تحتويه من تفسير وشرح للعقائد اللاهوتيه الإرثوذكسيه الواحده والتى تربط بين الكنيستين وبلغ من إعجابه بهذه الرساله أنها كانت موضوع عظته التى ألقاها الأحد التالى لإستلامه الخطاب ثم أرسل رساله ردا على رسالته مملؤه بالفرح والتهنئه على رتبته وراجيا من الله ان يزيده حكمه وعمقا فى معرفه الأسفار والأسرار الإلهيه0 كما أرسل هديه بمناسبه إعتلائه كرسى الإسكندريه (مرقس الرسول) وكتب له جوابا0

مجمع كنسى يدعوا ممثلا غير شرعى لمصر:
 
فى السنه الأولى لباباويه سيمون عقد الإمبراطور يوستينياس مجمعا يعرف بإسم إن ترلو (عقده الإمبراطور تحت قبه فى قصره) ودعى فيه البطاركه والأساقفه ودعى أيضا فيه بطريرك الملكيين على اساس أنه يمثل لقب خليفه ( مرقس الرسول الذى ارسله الله للمصريين) مع كونه دخيلا ومعين من الخارج وليس مصريا بل كان منقولا من إحدى الولايات الغربيه للإمبراطوريه ولم ينتخبه المصريين وبهذا فلا يكون ممثلا شرعيا أو قانونيا كما لا يكون له الحق فى أن يتكلم نيابه عن المصريين ولم يدعى الإمبراطور الممثل الشرعى لمصر وهو البابا سيمون0 والعجيب أن المجمع الذى تجاهل البابا القبطى المصرى الإسكندرى0 قد أعلن( أن الأساس التى تقوم عليها القوانين الكنسيه هو الرسائل العقيديه التى كتبها كلا من ديونيسيوس ، بطرس خاتم الشهداء ، الكسندروس ، أثناسيوس ، وكيرلس) وكل هؤلاء الذين ذكرهم المجمع هم أقباط مصريين، ومن سلسله باباوات الإسكندريه العظماء الذى كان البابا سيمون خليفتهم ورقم 41 الذى سلبوا حقه فى الدعوه لحضور هذا المجمع، ورؤيتهم يمجدون أسلافه الذين شردوهم ونفوهم وضربوهم فى بعض الأحيان فى سبيل ان يحفظوا لنا إيماننا اليوم0على ان هذا التجاهل لم ولن يخدم الوحده فى المسيح انما يدل على عدم إتساع الأفق وإنعدام المحبه وتدخل الأباطره فى القوانين والعقائد اللاهوتيه الدينيه ومزج الدين بالسياسه أدى إلى إنهيار الوحده فى الحقوق والواجبات بين الشعوب المختلفه المكونه لإمبراطوريتهم0

 قوه الله تغلب قوة الشر والسحر:

 كان هذا البابا ناسكا عابدا ومن الأمور التى سجلها التاريخ له أنه ظل محافظا على قوانين الرهبنه القاسيه، فظل محافظا لتقشفه، فلم يكن يعطى لنفسه راحه بل ظل يعمل بلا إنقطاع ليلا ونهارا، لم يمتع نفسه بأكل أو شرب، ولم يلذذ نفسه بطيب الأكل، وكان كل أكله خبزا وملحا مخلوطا بكمون او بقول0 لم يأكل لحما قط0 لم يخالط الكهنه او الأساقفه لصلاته الدائمه والإنفراديه0 كان يحرض الكهنه على النسك والتقشف وترك الإنهماك والإنغماس فى ترف المعيشه وبهرجه الحياه0
فضجر منه الكهنه وأبغضوه، فتآمروا على إهلاكه وقتله، فإتفقوا مع ساحرا ليركب له سما قاتلا، فأخذوا السم ووضعوه فى الإناء الذى يشرب فيه وقدموه إليه القتله ليشرب منه0 بعد تناول الأسرار الإلهيه، فلم يصاب بأذى، فأعادوا عملهم الشرير مره أخرى، فلم يناله أذى، وهكذا تحقق قول الإنجيل للمؤمنين(يحملون حيات وإن شربوا شيئا مميتا فلا يضرهم ) (إنجيل مرقس 16:18)
فإندهش الساحر والكهنه مما حدث ونسوا أن هناك قوه الله التى إؤتمنوا عليها بل إستعانوا بالشرير، وتمادى الكهنه فى شرهم مصممين على قتله، فأخذوا تينا ووضع لهم الساحر فيه سما قويا، وكلفوا أحد الكهنه كان قاسيا القلب بإطعامه التين المسمم قبل أن ان يأكل شيئا0 فأكل المسكين التين المقدم له ، فتحركت أحشاؤه، وأحس بالضعف والوهن يدب فى أوصاله، فلزم الفراش وإستمر أربعين يوما، والمجرمين ينتظرون موته، غير أن الرب أقامه وشفاه، وكان الوالى قدسمع وهو فى الفسطاط بمرض البابا فذهب لزيارته بالإسكندريه، فلما رآه فى ضعفه بعد المرض، قال باقى الكهنه أن أربعه من الكهنه سقوه سما0
فأمر الوالى بحرق الأربعه كهنه أحياء مع الساحر، وقبض عليهم الشعب وذهبوا إلى موضع يقال له الفاروس ليحرقهم هناك إلا أن البابا المحب سقط على وجهه أمام الوالى وبكى بدموع غزيره وطلب منه ان يسامحهم ويعفوا عنهم0 فتعجب الوالى من مسامحته للذين كانوا يريدون قتله، ولكنه أحرق الساحر عبر لغيره


الشر يعطى للوالى فرصه ليظهر حقده:
حدث فى أيامه أن المسيحيين الأرثوذكس خاصه من إقليم [ مليبار] بالهند كانوا يرسلون بطلبات رسم آساقفه لهم من كنيسه أنطاكيه 0 فأرسلوا وفدا الى البلاد السوريه ولسبب ما وصل كاهن هندى الى الإسكندريه وطلب من البابا القبطى أن يقيم أساقفه للهند فقال البابا: إن الكنيسه القبطيه والكنيسة هما واحدا فى الإيمان ، وليس هناك ما يمنعنى من رسامه أسقف لبلادكم0غير أننى أنصحكم أن تتصلوا بالوالى فى مصر( يقصد بابليون) فهو الحاكم لإبلاغه بما تريدون0 وعندما غادر القس الهندى الكنيسه الباباويه 0
عرف الملكيون بما يريده الكاهن الهندى بطريقه ما0 وأقنعوهم بالذهاب الى الأسقف الملكى، فإقتنعوا برأى الملكيين ورسم لهم الملكيين أسقفا وكاهنين، ثم غادروا مصر للعوده الى الهند 0
وبعد أن قطعوا مسيره 20 يوما00قبض العرب على ثلاثه منهم على الحدود أما الكاهن الهندى فقد هرب وظنوا أنهم جواسيس وأحضروهم الى الخليفه عبد الملك وإعتقد الخليفه أن هذا الوفد إنما مرسل من المسيحيين فى مصر الى المسيحيين فى الهند ليتفقوا معا لطرد المحتلين المسلمين فقطع الخليفه أيديهم وأقدامهم وأعادهم بكتاب توبيخ الى أخيه الوالى عبد العزيز لأنه سمح لهؤلاء الجواسيس بالخروج من مصر0 وأمره بضرب عنق البابا إذا كانوا جواسيس ، كما أمره إما أن يضرب البابا القبطى 100 جلده لتجاسره على إرسال أولئك الكهنه بدون إذن منه أو يدفع البابا غرامه ماليه إذا لم يكونوا جواسيس0 فقبض عبد العزيز على البابا سيمون فى الساعه الثانيه من الليل بعد وصلته رساله أخيه فروى له البابا ما حدث بالضبط فلم يصدقه الوالى وتوعده وأخبره بما حكم الخليفه وأنه سيزيد عليه أنه سوف يهدم الكنائس ويضطهد المسيحيين ويقتل الأساقفه0 فسأله بأن يأتى بالأشخاص الثلاثه ويسألهم: من الذى رسمهم ؟ فقال له الوالى: انا لا أعرف بطريركا غيرك ولا أعرف ان للمسيحيين رئيسا غيرك0 ولما لم يسمع له الوالى طلب مهله من الوالى 7 أيام ليدعوا الله ويصلى ليكشف الله الأمر للوالى ويعلن له الحقيقه، فقال له الوالى: لعلك تريد أن تهرب أو تقتل نفسك!! فقال له البابا: أنا تحت تصرفك وإن كنت تريد أن تفعل شيئا إفعله ، فأعطاه مهله 3 أيام0
ثم ذهب البابا ليستغيث بالله لينقذ كنيسته من مؤامره الشيطان عليها، فسأل الله بدموع غزيره حتى يظهر الحقيقه وينهى المحنه ببدئ إضطهاد يعصف بكنيسته0 وحدث أن الله إستجاب لرجل الصلاه فعند مغيب شمس اليوم التالى ان أحد كتبه البطريرك رأى القس الهندى ماشيا على شاطئ البحر فمضى به الى البطريرك فأخذه فى اليوم الثالث الى الوالى وإلتمس منه أن يعفوا على المتسبب فى هذه البليه بعد وضوح الحقيقه 0 وقدم له القس الهندى الذى أعلمه بتفاصيل ما حدث0 فكتب الوالى الى أخيه أن أقباط مصر ليس لهم اى دخل فى هذا الموضوع وأنهم أبرياء وأصدر الوالى أحكامه بالعفو عن البطريرك سيمون ، وطرح القس الهندى فى السجن ، وشنق البطريرك الملكى تاودروس


سارق الرب الإله :
حدث ان قسا إسمه مينا أقامه البابا وكيلا على الوقف ( أملاك الكنيسه) المخصص للصرف على الكنائس وترك له حريه التصرف على كل ما تملكه الباباويه ، إلا أنه أساء التصرف وبدد اموال الوقف0 وأخبر بعضهم البابا فكان يحذر القس مينا قائلا: إحذر من أن تبقى فى منزلك شيئا يخص الله لئلا ينزل بك مصائب00 فلم يسمع لقوله ، بل تمادى السارق فى شره وسلط لسانه على البابا سيمون وقام بنشر الأكازيب والأقوال الغير لائقه0
فوقعت عليه صاعقه قويه أثناء يوم عاصف مملوء سحب كثيفه فى الشتاء، وتركته أخرس عاجز عن الكلام، فحزن البابا عليه وعلى أموال الكنيسه التى يتصرف فيها، وسأل الله أن يشفيه، ولما كان نصف الليل جاء خبر للبابا أن مينا أشرف على الموت، فأرسل كاتبا إليه ليسأل زوجته: هل هى على علم بمال الوقف أم لا ؟ فلما وصل الكاتب البيت كان مينا قد مات ! ولما توفى ألبسوه ثوب الكهنوت ووضعوه على السرير كعاده أهل الإسكندريه0 ودخل عليه الكاتب رسول البابا وإنحنى عليه ليقبله قبله الوداع 0
فقام الميت فى الحال وتعلق برقبته فإنزعج الكاتب وخاف فقال مينا الذى كان ميتا : الله الواحد ، ابونا الطوباوى سيمون 0 الله الواحد ، أبونا الطوباوى سيمون وأخذ مينا يشكر لله على رحمته وللبابا سيمون فأسرع الكاتب وأخبر البابا بما حدث0 وما كان من القس مينا ان توجه الى البابا طالبا الصفح والغفران لما فعله وما سببه من متاعب له وللكنيسه كلها وسلم للبابا جميع الأموال التى فى حوزته


نهايه كفاحه:
 
رسم البابا سيمون عده أساقفه تفوقوا فى العلوم الآهوتيه والعالميه مشهود لهم بالتقوى منهم زكريا أسقف سخا وأطلموس أخوه اٍسقف منوف العليا، وتمت الرسامه يوم الخميس فى مدينه حلوان ، وإعتلت صحته فجأه فقال لتلميذه هيا بنا نمضى الى وادى هبيب لنأخذ بركه القديسين فى الأديره ثم ذهب الى الإسكندريه حيث توفى فى 24 أبيب 416 ش التى توافق 18 يولية 700 م دفن بدير الزجاج كطلبه0 وكانت مده رياسته 7 سنين 8 أشهر ، وذكرت بعض المراجع العالميه وكذلك مؤرخوا الأقباط أن المسلمين بذلوا ما فى وسعهم ليدسوا السم للبابا ونجحوا ( لإشتهاره بالمعجزات ) ومات مسموما وبعد موته بالسم لم يتجاسر الأساقفه بإنتخاب بابا يخلفه لرئاسة الكنيسة القبطية فعهدوا إلى غريغوريوس أسقف القيس ( مركز بنى مزار بكديريه المنيا ) بإدارة أعمال الكنيسة حتى سنة 703 م ( 84 هـ) راجع تاريخ الأمه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ص 171
والظاهر أن الأقباط شكوا فى عبد العزيز الوالى المسلم فعندما تراجع يا أخى القارئ طرق موت البطاركه الذين عاصروا هذا الوالى تجدها متشابهه وكانوا كلهم معه قبل أن يصابوا فى أمعائهم أدى إلى وفاتهم وربما كان هذا التفسير خاطئا

البابا إسحق البطريرك الـ 41

البابا إسحق البطريرك الـ 41 من 690م - 692 م
الحكام المعاصرون
1 - الخليفة أبو الوليد / عبد الملك بن مروان 685 - 705م
http://www.coptichistory.org/new_page_5077.htm الخليفة السادس لبنى أمية : أبو العباس / الوليد بن عبد الملك
وكان يحكم الأمبراطورية البيزنطية فى ذلك الوقت :
1 - الأمبراطور جستنيان الثاني (685–695) فى فترة حكمه الأول

  لقد أعلن للبابا يوحنا الذى تنيح أن الأب أسحق هو الذى سيجلس بعده على الكرسى المرقسى لأن الكتاب المقدس يقول : " أن الرب أفتقد أصفياءه " وقال ايضاً : " لا يأخذ أحد كرامة من نفسه إلا أن تعطى من الرب من السماء , وقال فى المزمور : طوبى لمن أصطفيته (أخترته) وقبلته إليك .
وعندما تنيح البابا يوحنا ومضى إلى الرب بالذكرى الحسنة , أجتمعوا الأساقفة وكان فى مقدمهم أسقف القيس (مركز بنى مزار ) أغرغوريوس ويعقوب أسقف أرواط , ويوحنا أسقف نقيوس , ومجموعة أخرى من الأساقفة والشعب المسيحى فتشاوروا مع كهنة الإسكندرية كما أشركوا معهم الكاتب المتولى جمع الخراج وأتفقوا فى أن يقدموا الشماس جرجة وهو من سخا بطركاً من غير مشاورة الأمير عبد العزيز , وقالوا إن هو تحامل علينا أو تقمقم (تضايق) قلنا له : " أن أبا يوحنا البطريرك تقدم إلينا أن يكون هذا يجلس مكانه من بعد وفاته , وأنه أخذ علينا العهود وامنا على بذلك فلم يمكنا مخالفته " ثم أخذوا الشماس جرجه وقسموه قساً وألبسوه ثوب البطريركية وأعدوه وأخرجوه بتعظيم , وكانوا مجتهدين فى رسمه , وحدث أن أجتمعوا بأرشيدياقن المدينة وكان أسمه مرقس , وكان رجلاً حكيماً فاهماً بتقاليد الكنيسة وقوانينها فقال لهم " إن لم تجيئوا يوم الأحد على ما جرت العادة والقوانيين ويجتمع جميع أهل المدينة وإلا فلن أرسمة , وهذا أمر من الرب ليقدم من أصطفاة (أختاره) أولاً وهو البابا أسحق الراهب من أهل شبرا فلما كان الغد (اليوم التالى) وصل قوم من أصحاب الأمير وقالوا : أين الذى أوسمتموه بطركاً وأين الأساقفة والكهنة الذين أوسموه نمضى بهم إلى مصر موكلين بهم فأخذوهم وساروا فلما كشفوا الأمر وجدوا الكتب تشهد أنه ليس الذى قال عنه البابا يوحنا البطريرك فى حياته فغضب الأمير عبد العزيز , وأبطل أمر جرجه , وأمر بتقديم أسحق حسب ما قال البابا المتنيح , وكان الأمر من الرب , فمضوا به الأساقفة وأوسموه بطريركاً فى 8 طوبة 406ش التى توافق  3 يناير 690م
وجلس على الكرسى المرقسى حوالى ثلاث سنين
أعمال البابا أسحق
 وكان الرب معه يعينه حتى بنى الكنيسة الكبيرة التى للقديس مرقس عندما مالت حيطانها وأصبحت آيلة للسقوط - والأبسقويين (دار أو بيت الأسقفية ) , وتجددت على يديه قداديس كنائس الأقباط الأرثوذكس التى لم يتمكنوا من أن يفعلوها أولاً وبنى كنيسة بحلوان لأن مدينة حلوان أسسها عبد العزيز وكان قد امر أراخنة الصعيد وباقى القرى والأقاليم أن يبنى لكل واحد منهم مسكناً فى مدينة حلوان .
وقد ذكر أبو المكارم المؤرخ (5) : " (فصل) هذا يوحنا البطريرك الـ 40 وقد عاصر الوالى عبد العزيز بن مروان عندما كان والياً على مصر وأصبح خليفة فيما بعد وقد أعتقل عبد العزيز الوالى البطريرك القبطى وعذبه وطلب منه أتاوة ولم يكن معه مالاً ولكن أوعزوا إليه الكتبة سرا أنهم سيقومون بدفع 10 ألاف دينار ، وقد تنيح هذا البابا ودفن جسده بالكنيسة المرقسية (القمجة) فى المكان الذى بناه لنفسه قبل نياحته وكان حيطانها قد ضعفت وتشققت فجدد بنائها إسحق البطريرك الـ 41 فى ولاية عبد العزيز بن مروان . "
وكان بطاركة الإسكندرية يصعدون (يذهبون) إلى الصعيد حتى بطريكية الأنبا  إسحق البطريرك الـ 41 وعندما نما إلى علم الأنبا أسحق أن هناك خلاف بين ملك النوبة والأحباش فكتب الأنبا أسحق إلى إمبراطور الحبشة وملك النوبة بأن يصطلحا فوشى أحدهما إلى الوالى عبد العزيز أبن مروان فأنكره وامر الوالى عبد العزيز بطاركة ألأقباط من الذهاب إلى الصعيد وإستمر هذا حتى الآن
 
وكتب البابا إلى ملك الحبشة وملك النوبة أن يصطلحا ولا يكون بينهما خلاف بينهما , فسعى قوم من أهل المكر وقالوا كلاما عبد العزيز ليوقعوا بينه البابا القبطى إلى  فغضب جداً وأمر بإحضار البابا ليقتله فكتبوا الكتاب غير الكتب وأعطوها للرسل الذين أرسلهم ملك الحبشة وأخذوا الكتب القديمة خوفاً على البطريرك وقد فعلوا هذا حتى لا تقع الكنيسة تحت الإضطهاد الإسلامى , وقبل وصول رسل الأمير عبد العزيز عرفوه أن رسل الحبشة موجودين فى مصر ومعهم الكتب فأمر بسرعة وطلبهم وأخذ الكتب منهم فاما أطلع عليها لم يجد شيئاً مما ذكر الوشاة له فسكن غضبه وأمر بإعادة البطريرك للأسكندرية ولم يدعه أن يصعد بعد ذلك إلى القبلة
الأمير عبد العزيز يأمر بكسر الصلبان فى جميع أرض مصر
حينئذ أمر بكسر جميع الصلبان التى فى أرض مصر حتى صلبان الذهب والفضة فإضطرب الأقباط المسيحيين . وكان يدخل الكنائس ويعبث بصورها وصلبانها
وكتب رقاع ( أوامر كتابية والكلمة جاءت من كلمة رقعة )  وأمر بكتابة هذه الجملة على جميع أبواب كنائس مصر والريف وعلى أسوارها فى الداخل والخارج يقول فيها : " محمد الرسول الكبير الذى لله وعيسى أيضاً رسول الله , وأن الله لم يلد ولم يولد "
 نياحة البابا إسحق
وتنبح البابا ومضى إلى الرب بسلام وهو يحفظ الإيمان الأرثوذكسى لابس أكليل البر مع القديسين وبعد نياحتة ووصى بأن يدفن جسدة فى المكان الذى أنشأة وأعدة فى كنيسة مارى مرقس بقراءة وتسبيح وكان الشعب والكهنة مهتمين فى من يقدمونه بعدة ليجلس على الكرسى المرقسى 
أما عن مدة مدة مكث أبيتا البطريرك أنبا أسحق على الكرسى الرسولى سنتان وتسعة أشهر وتنيح فى 9 هاتور 4-9 ش التى توافق 5 نوفمبر 692 م
 , ومضى إلى السيد المسيح حافظاً إيمانه ضابطاً رعيته وقد ذكر لى فى نسخة أخرى أنه مكث فى البطريركية سنتين وعشرة أشهر ويومين الرب يرحمنا بصلاته من أرضاة بأعماله آمين .
 
كنيسة بها 140 كاهناً
ووقع بين مهنة مارى جرجس الأنجيلى وكهنة كنيسة الأنجيليون فى الأسكندرية خصام فقوم يؤيدون يوحنا الأغومنس بدير الزجاج ويسمى بالرومية طوهانادون ويقولون أنه مستحق لأنه رجل عالم وكان كاتب أشبين الكاتب المتولى وآخرون يؤيدون شخص آخر أسمه بقطر أغومانس دير تفسر , وكان أيضاً رجلاً فاضلاً , ولما عرفوا أهل كنيسة الإنجيليون لأجل يوحنا , وساعدهم الكاتب فى أشياء كثيرة لأن الكنيسة كبيرة وبها 140 كاهناً وكتب لهم تاودروس أرخن مدينة الأسكندرية إلى الأمير عبد العزيز يذكر لخ يوحنا أغومنس دير الزجاج هو الذى وقع الإختيار عليه ليصير بطريرك

    الجزء التالى منقول من مخطوط تاريخ البطاركة لأبن المقفع تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول من ص 108 - 110 مع بعض التعديل البسيط الذى أجرى من الموقع لتلائم لغته لغة العصر مع الأحتفاظ  بالمعنى .

البابا إسحق البطريرك الـــ 41
أظهر الرب للبابا يوحنا الـ 40 أن الأب أسحق يجلس من بعده على الكرسى الرسولى , ويقول مخطوط تاريخ البطاركة ص 108 : " لأن الكتاب يقول أن الرب يفتقد أصفياءه , وقال أيضاً لا يأخذ أحد كرامة لنفسه إلا أن يعطيها الرب له من السماء , وقال فى المزمور طوبى لمن أصطفيته وقبلته إليك لما أن مضى أنبا يوحنا إلى الرب بالذكرى الجيدة "
وأجتمع الأساقفة وكان مقدمهم (كبيرهم أو أكبرهم سناً أو مكانه تقابل الآن درجة قائممقام ) أسقف القيس (مركز بنى مزار) أغريغوريوس , ويعقوب أسقف أرواط , ويوحنا أسقف نقيوس , ومجموعة أخرى من الأساقفة والشعب المسيحى , وتشاوروا مع كهنة الأسكندرية فأشركوا معهم الكاتب المتولى (على الخراج) وأتفقوا أن يقدموا الشماس جرجه الذى من سخا بطريركاً من غير مشاورة الأمير عبد العزيز وقالوا : إن هو وجد علينا أو تقمقم قلنا له أن : ابا يوحنا البطرك قدمه إلينا وقال ان هذا يجلس مكانه من بعد وفاته وأخذ علينا عهوداً ولإيماناً بذلك فلم يمكنا مخالفته .
ثم أخذوا الشماس جرجه وأقسموه قساً وألبسوه أسكيم الرهبنة ثم نادوا فى الكنيسة أنه فى الغد يقسم بطرك , وسهوا عن قول الكتاب : الرب يغير أراء الأمم ويبطل أفكار الشعوب ويوقف أمور الملوك : ولما كان بالغداة (فى اليوم التالى) ألبسوه ثوب البطريركية وأعدوا حوائجهم وأخرجوه بتعظيم وكانوا مجتهدين فى إصلاحه وأجتمعوا بإرشيدياقن المدينة وكان أسمه مرقس وكان رجلاً فاهما حكيماً فاضلاً مميزا فى المدينة فقال لهم : " إن لم تجيئوا يوم الأحد على ما جرت به العادة فى القوانين ويجتمع أهل المدينة وإلا فلن أوسمه " وكان هذا امر من الرب

المــــــــــــراجع
(1)  سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول من ص 100 - 102 مع بعض التعديل البسيط الذى أجرى من الموقع لتلائم لغته لغة العصر مع الأحتفاظ بالمعنى .
(3)  تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة
(4) الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج2 للأسقف الأنبا أيسذورس
(5) مخطوط تاريخ أبو المكارم - تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن "12" بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها 1999م  ص 145 - 146

الثلاثاء، ديسمبر 21، 2010

البابا يؤنس ( يوحنا ) الثالث البطريرك الـ 40

البابا يؤنس ( يوحنا ) الثالث البطريرك الـ 40
البابا يوحنا السمنودى 680 م - 689 م
رسامة أغاثون ليكون البابا ال  39
خدم يوحنا الأقباط مع البابا أغاثو فإكتسب شهرة بينهم فى المحبة والخدمة فإنتخبه الشعب بالإجماع ليكون البطريرك الـ 40 1 كيهك 379 ش 27/11/680 م وسمى يوحنا الثالث (يؤنس الثالث) لأنه كان ثالث بابا رسم بإسم يوحنا فى سلسلة تاريخ البطاركة الذين سبقوه
الحكام المعاصرون
3 - يزيد بن معاوية 680 - 683م ويقدر المؤرخون مدة حكمه من 10 شهور إلى ثلاث سنين
http://www.coptichistory.org/new_page_643.htm خلفاء الأسرة الأموية - مخازى ومعائب بنى أمية - خلفــاء الفرع السوفيانى  الخليفة الثانى : يزيد ين معاوية كان يشرب الخمر ويلعب بالقرود -   الخليفة الثالث معاوية بن يزيد بن معاوية

معاوية وزيد ومعاوية أبنه
ومروان أبن الحكم
 وعبد الملك بن مروان

ولما شاخ البابا أغاثوا القديس وإعتلت صحته وقارب على الإنتقال من عالمنا الأرضى قام تاودروس الخلقيدونى الملكى ( تابع للكنيسه اليونانيه البيزنطية) المسئول بتحصيل الجزية من الإسكندريه والوجه البحرى من قبل الخليفه الأموى يزيد بن معاويه بوضع يده على كل ما للكنيسة القبطية من الأموال والكنائس الباقية والأراضى وختم بالشمع عليها , حتى أنه عندما تنيح البابا لم يجدالمعزيين ولا الرهبان والقسوس شيئا يأكلونه فى يوم وفاته سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع نشره سيبولد طبع ببيروت عام 1904م وطبعه ايفتس  Evetts    طبعه باريس1904  ج1 ص 103
أما مسز بوتشر فقد قالت " ثم غالى تاودروس من أتباع كنيسه الأروام ( اليونانين ) فى القحه والبذائه فأصدر امرا يحتم على البطريرك القبطى بالإنكماش فى كنيسته وان لا يبرح صومعته فيها وإلا يحل رجمه بالأحجار وقتله وكان ذلك بسبب ذلك البغض والحقد الكامنين فى صدر هذا الرومى ضد أغاثو , حتى أنه عندما توفى هذا البطريرك أسرع هذا الحاقد , وأغلق جميع أبواب البطريركيه وختمها بالشمع بدون مسوغ شرعى وبدون قانون يخول له هذا التدخل المذموم , وقالت مسز بوتشر معلقه على ما حدث من الأروام المسيحين : " وكانت النتيجه أن حاشيه البطريرك إستائت من هذه الوقاحه ورفعت دعواها إلى حاكم مسلم الذى نظر فى الأمر ورفع هذا الحيف الثقيل " كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج2 ص 160
ويؤكد مخطوط تاريخ البطاركة الذى جمعه أبن المقفع سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول من ص 102 ما فعله هذا الرومى : " ولما تنيح البابا القديس أنبا أغاثون وضع تاوضروس الأنطونى يده على كل شئ (فى البطريركية) حتى أنهم لم يجدوا خبزاً يأكلونه يوم وفاته , لأنه ختم على كل ما له وعلى جميع ما عندهم "
وأوضحت مسز بوتشر رأيها عن وضع الطائفتين الشقيقتين وتلاعب المسلمين بهما فقالت " أن عوامل العداوه والشقاق بين الأقباط والأروام قد أضر بالطائفتين " كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج2 ص 160
الإنتقام الإلهى:
 ولما كان تاودروس الخلقيدونى الرومى محبا للحياه محبا للسلطة محبا للمال0وكما هو معروف انه لا يوجد فى الحياه إلا شهوه جسد وشهوه بطن وتعظم معيشة0 فأعطى هذا المغرور لنفسه كل ما تشتهيها وراح يأكل بنهم شديد0
 فإنتقم الرب منه بضربه ضربه قويه فضربه فى أحشاءة وأصابة بعلة ألإستسقاء فصار يأكل بدون أن يشبع وقيل أنه كان يقدم له 12 رطلا من الخبز و24 رطلا من اللحوم وكميه كبيره من التين ويشرب زقا واحداً نبيذ من أجود أنواع نبيذ مريوط الذي كانت مريوط مشهوره بصناعتة فى هذا الوقت0 , ولا يشبع ولا يرتوى ولا يمتلئ بطنه ومات بموته سوء .
وتولى إبن تاودروس مكانه فى جباية الجزيه من الأقباط ولكنه لم يكن مثل والده بل كان هادئا الطباع وعندما رأى ما حدث لأبيه حاول جهده أن يتخذ طريقا صالحا ويكفر عن سيئات أبيه , وصار للبابا يوحنا كالولد فصار يخدم البابا يوحنا , وكان البابا يحبه ويثق به ويهديه إلى الطرف المستقيمه , إلا أنه بالرغم من قوه هذه العلاقه , وقالت أيريس حبيب المصرى : " لكنه لم يفض الأختام التى كان وضعها أبوه على الكنائس القبطيه عنوه وإقتدارا "ً قصه الكنيسه القبطية بقلم أيريس حبيب المصرى – الطبعه السابعه سنة 2000 ج2 ص 258
ويقول تاريخ البطاركة سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول من ص 102 : " وولو ولده بدلاً منه وصار لأبينا البابا يوحنا كولده وكان له أمانه فيه ومحبة وكان الأب البطريرك يهديه كأبنه " 
الحكام والولاه المعاصرون للبابا يوحنا:
عاصر هذا البابا كل من الخليفه يزيد بن معاويه , والخليفه مروان بن الحاكم والخليفه عبد الملك بن مروان ويصفه مخطوط تاريخ البطاركة : أنه : " كان مثل أسد إذا خرج من الغابة جائعاً يأكل ويدوس الباقى برجليه وقد ملك الشرق والفسطاط وولى أولاده كل الكور (المدن) وكان أكبر أولاده أسمه عبد الملك أعطاه ولاية دمشق , والولد الثانى  عبد العزيز أعطاة مصر وكان المصريين يخافون مروان , وكان المصريين يترجون وصول إنسان أخر أسمه أبن الزبير فوصل وغلب جيش مروان , ووضع كاتبان أرثوذكسيان على جميع بلاد مصر ومريوط ومراقية ودبلو (ليبيا) أسم أحدهما أثناسيوس وكان له ثلاثة أولاد وأصله من أهل الرها التابعه لسوريا وأسم الآخر أسمه أسحق هو وولده من أهل شبرا وصفه تاريخ البطاركة قائلاً : وهم قوم من أحسن الأرثوذكس     , .
وقد عاصر هذا البابا سعيد بن يزيد ألزدى الوالى فى عصر الخليفة يزيد بن معاوية , وعاصر أيضاً مسلمة بن عقبة المرسى الوالى فى خلافة يزيد , وعاصر أيضاً عبد الرحمن بن جحدم فى خلافة عبدالله بن الزبير .
ثم عاصر عبد العزيز الوالى وهو أبن الخليفة مروان بن عبد الحكم
أخبار من بيزنطة
ووردت أنباء فى بداية جلوس البابا يوحنا عن قتل طيباروس الملك على بيزنطية وأخذ ولده الملك وأسمه أوغسطس , ولما ملك وجه إهتمامه على أستعادة السواحل التى غزاها المسلمون فإستعادها وأخذ جزائر كثيرة كان المسلمين قد غزوها ومنها جزيرة صقلية ,  وذهب هذا الملك إلى القسطنطينية للحرب فقتله أحد وزرائه ذبحاً وولى الملك بعده ولده يوسنسيانوس مكانه وكان ملكاً جريئاً فوقع خوفه فى قلوب المسلمين وقال مخطوط تاريخ البطاركة يصف هذا الملك : " كان مثل أسد يثب على الذئاب  "  
فتنه بسبب مجمع خلقيدونية فى القسطنطينية
وقام راهب فى مدينة القسطنطينية أسمه مكسيموس وأثار القلائل وصنع إضطراباً كبيراً قائلاً إن كنتم على إيمان مجمع خلقيدونية حقاً فإعترفوا بقول المجمع بطبيعتين وشخصين وأقنومين وإرادتين ومشيئتين فتبعه جمع كثير فوقع عداء بين شعب القسطنطينية وغضب قسطنطين عليه فنفاة قسطنطين فسكنت الفتنة
الوالى عبد العزيز بن مروان وفك الأختام :
ولى الخليفه مروان أولاده الأربعة على ولايات خلافته فأعطى إبنه الكبير ولايه دمشق وإسمه عبد الملك وأعطى الثانى ولايه مصر وإسمه عبد العزيز  
وعين الوالى عبد العزيز الكاتبين أورثوذكسين السابقين لجمع الجزيه على مصر وهما أثناسيوس من أهل الرها إحدى بلاد سوريا وكان له ثلاثه أولاد , أما الآخر فكان إسمه إسحق وله ولد واحد من شبرا 0  
أما الكنائس الأرثوذكسية فى الإسكندرية فقد ظلت مغلقة وأستولى علي بعضها الأروام الملكين ( اليونان ) يصلون بها , فكتب البابا يوحنا الثالث إلى هذين الكاتبين يعرفهما حال الكنائس التى صارت فى يد الأروام الذين لقله عددهم فى أحياء كبيرة لم تكن لهم القدرة على إدارتها وشغلها والصلاه فيها فأغلقوها بالشمع وختموا عليها حتى لا يصلى فيها الأقباط وإستخدم هاذان الكاتبان نفوذهما لدى الخليفة وأرسلا كاتبان بأمر فك الأختام والشمع وتسليم جميع الكنائس المغلقة التى للكنيسة القبطية إلى البطريرك القبطى البابا يوحنا الثالث.
البابا يوحنا قبل رسامته
(الجزء التالى منقول من مخطوط تاريخ أبو المكارم - تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن "12" بالوجه القبلى - إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها 1999م ص 94) ناحية سيله (ناحية سيله مركز الفيوم) دير] (دير) الدير المعروف بدير الأخوة وبه كنيسة على أسم الشهيد أبو مينا وكان يأوى فيه القس يوحنا السمنودى (خلف البابا أغاثو الـ 39 أى أصبح بطريركاً بأسم البابا يوحنا الثالث الـ 40) وكان هذا القس عالماً متواضعاً معزى بتعاليمه لكل من يأتى إليه ويسمع أقواله وهذا صار بطريركاً فى الإسكندرية .
  قداسة البابا يوحنا الثالث :
 كان البابا يوحنا الثالث بهى الطلعه نعمه إلهنا ظاهره عليه ويقول إبن المقفع أن وجهه كان مثل موسى لم يستطع أحد أن ينظر إلى وجهه , ولم يقدر أحد أن يميز محاجر عينيه من كثره النور , وكان الرب معه فكان يشفى كثيراً من أمراض شعبه بدعائه , وكان بتول النفص والجسد , مسالما لجميع الناس , وعندما فاقت عجائبه وزاعت فى بلاد الأرض , وبلغت المعجزات التى كان يعملها البابا بقوة المسيح إمبراطور القسطنطينية ومستشاريه والحاشيه التى بقصره  فأرسلوا إليه الهدايا النفيسه سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع نشره سيبولد طبع ببيروت عام 1904م   وطبعه ايفتس          Evetts    طبعه باريس1904    ج1  ص 105 بالرغم من خلافهم العقائدى مع الأقباط 0
الحادثه الأولى من نوعها  المسلمين يقومون بتعذيب بابا قبطى
قصة تعذيب والى مسلم لبابا القبطى
 هذه اول حادثه من نوعها تحدث من المسلمين بتعذيب بابا قبطى ثم توالى الولاه فى التفنن فى سرقه أموال المسيحين بتهديدهم وإضطهادهم وقتلهم وإبتزازهم – وقد أشار المؤرخين قبل الإحتلال الإسلامى أن آباؤنا البطاركة فد أضطهدوا وعذبوا ونفوا بسبب تمسكهم بإيمانهم المسيحى – ولكن سيكتشف القارئ أن سبب تعذيب المسلمين لهم هو جشع الولاه ونهمهم للحصول على مال من هؤلاء الرهبان المتقشفين الذين تركوا كل شئ فى العالم من شهوه أكل وملبس وتعظم معيشة يعظون كل الناس كل حين قائلين أن " المال اصل كل الشرور " 
الوالى عبد العزيز يبتز البابا القبطى
حدث أن ذهب الوالى عبد العزيز إلى الإسكندرية ( ذكر بعض المؤرخون أن الوالى صاحب هذه الحادثة هو سعيد بن يزيد الأزدى) فى أول سنة من ولايته ليأخذ خراجها ووصل إلى المدينة سراً فلم يشعر به أحداً , فلم يعلم البابا بقدومه ليلقاه بالحفاوه اللائقه بأمير عربى يحكم مصر مزودا بالهدايا الثمينه والعطايا الكثيرة , ولما كان الأروام متولين أمر الخراج فى مصر فعلموا بوصول الأمير وكان لهم السبق فى الإجتماع به فسعى قوم من أشرار الروم ومنهم ثاوفانيس زوج أخت تاودروس ( ذكر بعض المؤرخين أن إسمه ثيودوسيوس ) فأوغلوا صدرالأمير حقدا على البابا وإنتهز هذه الفرصه ووشى بالبطريرك إلى الوالى المسلم وقال له " أنه لم يخرج ليتلقاك لكثره تجبره وكبرياؤه لكثره ماله " فغضب الوالى غضبا شديداً وأمر بإحضار البابا يوحنا إلى الإيوان ( الديوان – مكان جمع الجزية) فلما وقف بين يديه قال الوالى : " ما سبب غلظ رقبتك وعدك قدومك لتفدم ولائك وطاعتك مثل باقى كبار المدينة " فأجاب البابا : " أننى لم أعلم بحضورك ويعلم الرب ألإله أنى لم أفعل هذا لغلظ رقبه ولكن لضعفى ولأنى لا أتمكن من الخروج من المدينة إلى موضع آخر "
ان الأمير قد قرر العقاب سابقا فسلمه إلى قائد مسلم لإحدى الأبراج إسمه سمد ( ذكرت مسز بوتشر أن الشخص الذى تولى تعذيب البابا هو الوالى سعيد بن يزيد وذكرت بعض المراجع أن إسمه سعد راجع كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900  ص 161 ) وكان هذا الرجل مشهورا بغلظه القلب والقسوه سيئا فى طباعه تسلم البابا وأخذه إلى بيته ليعذبه حتى يدفع ما قرره الأمير وكان ذلك فى اليوم الأول من أسبوع الفصح ( الالام ) , وكان مع البابا رجلان من أخيار القبط هما أراس القس الأمين والمسؤول على أموال البيعه ( الكنيسه ) وكان رجلا حكيما معروف بالتواضع والوداعه عند أهل المدينه , والآخر هو الشماس كاتبه حيث كان من الأمور المعتاده أن يكون لكل بابا كاتباً 0
المسلمون يعذبون البابا القبطى
 أوقف رجل الشر سمد ( سعد ) أمامه البابا وقال له : " أريد منك أن تدفع مائه ألف قطعه ( دينار) ذهب التى أمر بها الأمير " فأجاب البابا بهدوء وسكينه: " تطلب منى مائه ألف قطعه ديناراً وأنا لا أملك مائه ألف درهم , لأن إلهى فى شريعته أمرنى أن لا أقتنى المال لأنه أصل كل شر , وما شئت أن تفعل إفعل , وجسدى أمامك بيدك ونفسى وجسدى بيد سيدى يسوع المسيح " ولما سمع الكافر إسم المسيح حنق على البابا للغايه كأن مسه شيطان وأمر عبيده بإحضار قصريه من النحاس مملوءاً جمراً من نار وأوقف البطريرك عليه حتى يدفع ما أمر به الوالى وذاب شحم رجلى البابا من شدة النار وقوتها وشهد الواقفين أن البابا لم يتحرك ولم يلفظ كلمة إستغاثه أو تأوه وأعطاه الرب إلهنا قوة الصبر وإحتمال النار وخيل للواقفين إنما هو يقف على وثير الفراش وناعم الرياش – ولكن إلهنا العظيم لم يرضى بهذا الظلم والإضطهاد فأوقع بزوجه الوالى ضيقه عظيمه وأرسلت أستاذها (رئيس الحرس أو المتولى شئون البيت) إلى سمد ( سعد ) وقالت : " إحذر أن تفعل سوءاً برجل الله البطرك الذى سلموه لك لأن أصابنى بسببه بلايا عظيمه فى هذه الليله " فأوقف تعذيبه ووضعه بالسجن مع رجليه الأخيار الصالحين إلى الغد ليفكر ماذا سيصنع به ؟
وفى الفجر عند صياح الديك ذهب إلى الأمير فأمره الأمير عبد العزيز قائلا : " إياك أن تمس جسده بسؤ لأجل ما نالنا فى هذه الليلة بسببه , لكن مهما قدرت خذه منه بلطف وإلا فلا تقربه بسؤ لأن الله قد أظهر لى أنه عبده فعاد سمد إلى بيته وكان هذا هو يوم الثلاثاء من أسبوع الالام 0
فأحضره أمامه والأغلال فى عنقه والسلاسل فى يديه وكلمه كلاما كثيرا وظن أنه بتهديده سوف يدفع المال الذى طلبه الوالى وأن البابا يظهر فقره ولديه كنوز العالم ,  فإستحضر ثياب يهودى وأقسم أنه إن إن لم يدفع ما هو مقرر عليه سيلبسه ملابس اليهود إحتقارا له ويلطخ وجهه بالرماد كما تفعل النساء فى حاله الحزن ويطوف به حول المدينه فأجاب البابا بشجاعه وقوه قلب : " إن لم يخلصنى الرب إلهى من يديك لأنه ليس لك القدره أن تفعل فى شيئا إلا بأمره " فقال سمد الشرير : " سأترك لك خمسين ألف ديناراً وتقوم بدفع خمسين ألف دينارا لكى أطلقك لتحصلها " . فأجابه البابا وقال له : " الذى أقدر عليه هو ثيابى التى على جسدى " وإستمر الرجل يفاصله وينزل بالمبلغ حتى وصل إلى عشره ألاف فقال له البابا : " لا أقول ما لا أقدر عليه "  
ووصل الخبر إلى الكتبه من الأقباط الموظفين بالأسكندرية أن المبلغ المطلوب إنتهى إلى عشره الاف ديناراً – فأوعزوا له سراً أن يقبل الدفع وقسموا المبلغ على الأساقفه والكتاب الذين يعملون فى الدواوين وجمعوا له المبلغ سراً خوفاً من يقوم الوالى بإضطهاد الأقباط وقتلهم كعادة المسلمين للحصول على المال .
أمضى البابا فى السجن أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء من أسبوع البصخه وفى يوم خميس العهد وهو ذكرى إجتماع السيد المسيح بتلاميذه تقدم الأقباط إلى الوالى وطلبوا منه أن  يحضر البابا ليسمع منه قوله فلما أحضره ونظر إليه رآه كأنه شبه ملاك الرب فأمر بإحضار مخده كبيره ( وسادة للجلوس عليها حسب عادة العرب ) وقال له الأمير : " ألا تعلم أن السلطان لا يقاوم " فأجاب القديس قائلا : " السلطان يسمع منه أمره فيما يجب ويخالف لأمره فيما يغضب الرب الإله وقال ربنا فى الإنجيل لا تخافوا ممن يقتل الجسد وليس له سلطان على النفس والروح ولكن خافوا ممن يقدر أن يهلك النفس والجسد جميعاً وهذا يعنى أن الرب هو الذى له القدره على ذلك وحده " فأجاب الأمير : " إلهك يحب الصدق والحق " فقال البابا : " إلهى كله حق وليس فيه كذب بل يهلك كل من ينطق بالكذب " فأجاب الأمير وقال له : " أنا أصدقك , إن أى مبلغ دفعه لك النصارى بسبب مطالبتى لك إدفعه لى ولا أريد منك غيره فأشار الكتاب الموظفين أن يقبل فقبل وأطلقه الأمير بعد أن ظن أعداء البيعه أنهم نالوا من  الأقباط فرأوا فرحهم بخروج باباهم راكبا والأقباط يحيطون به وإستمروا يسبحون إلههم ويرتلون ويشكرونه على خلاصهم من هذه المكيده ووصلوا إلى الكنيسه فى يوم خميس العهد فصلى على اللقان وغسل البابا أرجل شعبه تماماً كما فعل السيد المسيح وصلى فى وسطهم مقدسا وحاملا الأسرار وقرب الشعب ثم رجع إلى قلايته بسرور زائد يمجد الرب القدير . لى النقمه أنا أجازى يقول الرب:
  أما الأروام فنالهم غم وخزى شديد وإنتقم ربنا من ثاوفانيس رئيس مريوط مدبر المكيده فقبض عليه الأمير بسرعه وسلمه إلى احد كتابه ومعه أمراً بإلقائه فى السجن ثم قام بتعذيبه عذاباً شديداً , ثم أرسل أمرا آخر بقتله . 
وأعطى الرب البطريرك نعمه وقبولا وحظوه لدى الأمير فأصدر الأمير أمراً إلى جميع من فى المدينة : " أن لا يخاطب أحد بطريرك الأقباط إلا بالكلمات الحسنه ولا ينبغى لأحد أن يذكر أمامه عنه كلمه سوء , وأن لا يتعرض له أحد فى دخوله ولا فى خروجه "  
أعمال البابا يوحنا الثالث:
سأل البابا يوحنا الرب أن يظهر له من يصلح أن يجلس من بعده على كرسى العظيم مار مرقس رسول المسيح , فعلم عن أخ فاضل متعبد فى دير القديس أنبا مقار بوادى هبيب إسمه إسحق , أخذه أسقف إسمه زكريا وصار يوحنا ولداً له وكان مملوء من نعمة المسيح التى كانت تعينه وتقويه وكانت له هيبة ووقار وإتضاع وكانت أعماله حسنة ورأى الناس إتضاعه وحسن أعماله فأرسل البابا يوحنا وأحضره إليه وصار يحافظ عليه مثل حدقه عينه ودربه على الكتابه والنسخ وتسجيل أعمال الكنيسة  وإدارة الكنيسة
وقام هذا البابا بمساعده شعبه القبطى المحب للمسيح ببنيان كنيسه الشهيد الجليل مار مرقس الإنجيلى , وأتم بناؤها فى ثلاث سنين وزينها بمكان يليق ببيت إله , وإشترى لها أملاكا فى مصر ( يقصد الفسطاط ) وأخرى فى مريوط والأسكندرية للصرف عليها وعلى القائمين فيها .
يقول أبو المكارم المؤرخ (5): " كنيسة مار مرقس وهى التى كان يطلق عليها أسم القمجة (كلمة قمجة تعنى بالقبطية النزهة) وكانت خارج الثغر ومعنى كلمة القمجة هو النزهــة جدد بنائها السمنودى البطريرك الـ 40 وظل ثلاث سنين يرمم بنائها وأكملها  ثم يكرز فيها الرتب  وكرزت أولاً فى 6 أمشير وأشترى لها املاك فى مصر والإسكندرية وفى مريوط ، وأنشأ طاحون ومعصرة وآدر وساعدة المسيحيون القباط ببعض ما إحتاجه فى البناء الأخير . "
أيـــام الغــــلاء :
وحدث غلاء فى أيام هذا البابا أستمر لمدة ثلاث سنين , وأعان الرب هذا البابا للقيام بسد جوع شعبه الفقير والمساكين طوال تلك المده ولولا أن الرب دبر وجوده لماتوا وهلكوا من شده الجوع  وبنى طاحون كعك ومعصرة للزيت الحار وباركه الرب الإله فى كل أعماله كما بارك يوسف البار  
وكان هذا البابا كثير الصدقات فكان يدفع لفقراء المدينه قوتهم على دفعتين كل أسبوع ويدفع لهم دراهم ليشتروا باقى إحتياجاتهم
وكانت طاحونه الكعك لا تبطل ليلا ولا نهارا تعمل دائما ولا تتوقف ويقول عنه إبن المقفع :" أنه كان يدفع صدقات مثل رمل البحر"  سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع نشره سيبولد طبع ببيروت عام 1904م   وطبعه ايفتس          Evetts    طبعه باريس1904    ج1  ص 107
موت إبن عمرو بن العاص :
 قيل أنه عندما إستولى مروان بن عبد الحكم على الفسطاط أن إبن عمر بن العاص مات فى منزله وكان قد مكث فى منزله ولم يبارحه طيله حياته , كما لم يكن له أى دور فى الشئون الحربية السياسية التى ذخرت بها الأمة العربية الإسلامية وكذلك المجاعه التى هددت البلاد , فى هذه الأحوال السيئه مات إبن أكبر قائد للمسلمين , ولم يحتفل به المسلمون بل دفنوه فى حفره تحت جدار منزله  
مرض البابا يوحنا الثالث :
 وشاءت إراده الرب أن يصاب هذا البابا بمرض النقرس فى رجليه فاعذب منه كثيراً جداً وكان الأطباء من الأقباط يعالجونه بمشورة أهله والمحيطين به وحدث أن قرر الوالى عبد العزيز السفر إلى مصر ( الفسطاط) فصحبه البابا فى رحلته إلى أن وصلا حتى أحس بنغس ونخس فى جنبه فأخبروا الأمير بذلك فحزن حزناً شديداً فأمر كتابه بإعداد مركبا تقله إلى مدينة الإسكندرية فلما وصل إلى مدينة الإسكندرية إنتشر الخبر أن البابا متوعك ووصل إلى جماعه الأساقفه  فدخلوا إليه والذين زاروه هم أغريغوغريوس أسقف القيس وأبا يوحنا اسقف نيقيوس وأنبا يعقوب أسقف أرواط وأنبا يوحنا أسقف سخا وأنبا ثيدر أسقف مليدس , أما الشعب المحب لراعيه فكانوا حزانى لألامه ومرضه ولما رأوا راعيهم يتسلم دعوته لينتقل من الأرض إلى السماء , وأنه كان خادمهم قبل أن يكون رئيسهم وأنه لم يقم فى جيلهم من فعل أفعاله ةتحمل المشقات والآلام فى صبر عجيب ووصل البابا يوحنا منهكا متعبا إلى الكنيسه التى بناها لمار مرقس الإنجيلى التىبناها ب لحكمه يراها الرب الغير مدركه للبشر حملوه ودخلوا به إلى المذبح الكبير فتحامل على نفسه ووقف بالرغم من أنه فى لحظات عمره الأخيره وأنشد إلى إلهه صلاه الشكر يشكر الرب على صنيعه وقوته التى أعطاها له ليخدم شعبه وعندما أكملها غاب عن الوعى فحملوه ودخلوا به إلى مخدعه فأسلم الروح فى يد المسيح بمجد وكرامه 0 وكانت مدة جلوسه على كرسى مار مرقس الرسول تسع سنين وتنيح1 كيهك 406 ش
27 نوفمبر 689 م  ودفن فى المكان الذى بناه لنفسه فى كنيسه القديس مرقس بركات هذا القديس الذى جاهد الجهاد الحسن وجلس على الكرسى البطريركى لمدة 9 سنين  وكان مركز الكرسى المرقسى بالكنيسة المرقسية بالأسكندرية وأكمل سعيه فى سلام تكون معنا آمين
العلاقه بين البابا يوحنا والوالى عبد العزيز:
 قالت أيريس حبيب المصرى : " أن الأطباء أشاروا على عبد العزيز بأن يقيم فى حلوان للأستشفاء آثر الإقامة فى دير أبى سيفين بطموة – وهو يقع على الضفة الغربية للنيل المقابله لحلوان , وشائت العنايه الإلهيه أن يتال عبد العزيز الشفاء من دائه بسرعه لم يكن يتوقعها ومنح الرهبان عشرين ألف دينار فى تلك الزيارة 
  ومما يجب ذكره أن العمله الأولى للإمبراطورية الإسلامية منذ نشأة الإسلام قد سكها عبد العزيز وهو مقيم فى دير أبى سيفين بـ طموه فى مصر وكانت تشبه العملات البيزنطية عبارة عن هلال على عمود قائم على سلالم   0
ومما يذكره المقريزى أن عبد العزيز بن مروان الوالى الأموى قد وجد كنزا من كنوز مصر مدفونه تحت الأرض وقد أستخدم الذهب وباقى الكنوز فى صناعة أول عملة إسلامية وهذا ما قاله المؤرخ المقريزى عن إكتشافه الكنز المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  - الجزء الأول   9 / 167  : " قال المسعوديّ‏:‏ ولمصر أخبار عجيبة من الدفائن والبنيان وما يوجد في الدفائن من بالمطالب إلى هذه الغاية وقد أتينا على جميع ذلك فيما سلف من كتبنا‏.‏
فمن أخبارها ما ذكره يحيى بن بكير قال‏:‏ كان عبد العزيز بن مروان عاملًا على مصر لأخيه عبد الملك بن مروان فأتاه رجل متنصح فسأله عن نصحه فقال‏:‏ بالقبة الفلانية كنز عظيم‏.‏ قال عبد العزيز‏:‏ وما مصداق ذلك‏.‏ قال‏:‏ هو أن يظهر لنا بلاط من المرمر والرخام عند يسير من الحفر‏.‏
ثم ينتهي بنا الحفر إلى باب من الصفر تحته عمود من الذهب على أعلاه ديك عيناه ياقوتتان تساويان ملك الدنيا وجناحاه مضرجان بالياقوت والزمرد ورأسه على صفائح من الذهب على أعلى ذلك العمود فأمر له عبد العزيز بنفقة لأجرة من يحفر من الرجال في ذلك ويعمل فيه‏.‏
وكان هناك تل عظيم فاحتفروا حفيرة عظيمة في الأرض والدلائل المقدّم ذكرها من الرخام والمرمر تظهر فازداد عبد العزيز حرصًا على ذلك وأوسع في النفقة وأكثر من الرجالة ثم انتهوا في حفرهم إلى ظهور رأس الديك فبرق عند ظهوره لمعان عظيم‏.‏
لما في عينيه من الياقوت ثم بان جناحاه ثم بانت قوائمه وظهر حول العمود عمود من البنيان بأنواع الحجارة والرخام وقناطر مقنطرة وطاقات على أبواب معقودة ولاحت منها تماثيل وصور أشخاص من أنواع الصور الذهب وأجرنة من الأحجار قد أطبق عليها أغطيتها وسبكت‏.‏فركب عبد العزيز بن مروان حتى أشرف على الموضع فنظر إلى ما ظهر من ذلك فأسرع بعضهم ووضع قدمه على درجة من نحاس ينتهي إلى ما هناك فلما استقرّت قدماه على المرقاة ظهر سيفان عاديان عن يمين الدرجة وشمالها فالتقيا على الرجل فلم يدرك حتى جزآه قطعًا وهوى جسمه سفلًا‏.‏فلما استقرّ جسمه على بعض الدرج اهتز العمود وصفر الديك صفيرًا عجيبًا أسمع من كان بالبعد من هناك وحرّك جناحيه وظهرت من تحته أصوات عجيبة قد عملت بالكواكب والحركات إذا مال وقع على بعض تلك المرج شيء أو ماسها شيء انقلبت فتهاوى من هناك من الرجال إلى أسفل تلك الحفرة وكان فيها ممن يحفر ويعمل وينقل التراب وينظر ويحوّل ويأمر وينهي نحو ألف رجل‏.‏
فهلكوا جميعًا فخرج عبد العزيز وقال‏:‏ هذا ردم عجيب الأمر ممنوع النيل نعوذ باللّه منه وأمر جماعة من الناس فطرحوا ما أخرج من هناك من التراب على من هلك من الناس‏.‏  "
وذكرت مسز بوتشر معلومه هامه لدارسى التاريخ : " أنه لما مات البابا يوحنا أصدر عبد العزيز أمراً باتا يقضى فيه على الأقباط بأن ينتخبوا بطريركهم الجديد فى بابليون التى أصبحت فى ذلك العهد من ضواحى الفسطاط , وكانوا ينتخبونه قبلا فى الأسكندرية" كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900  ص 164وذكرت أيضا أنه من ذلك الحين حتى القرن الحادى عشر وبطاركه الأقباط ينتخبون فى بابليون ولك رسامتهم تتم فى كنيسة رئيس الملائكه ميخائيل بالإسكندرية , وكان البطريرك المنتخب يتعهد بدفع من إيراده الرسمى مبلغا سنويا من المال لقسوس الأسكندرية إعانه لهم على تعمير كناس هذه المدينة 0
ومن مآثر هذا البطريرك أنه شيد كنيسة فى الثغر على أسم مار مرقس وبنى له منامة (أى مدفن) فيها فى مدة ثلاث سنين وأشترى لها اوقافاً فى ثغر الإسكندرية ومصر ومريوط وشيد بها طاحون كعك ومعصرة زيت حار وفى مدة الغلاء الذى أستمر ثلاث سنين كانت الطاحون تدور بلا إنقطاع وكان يعطى مجاناً منه للفقراء والمعوزين الخبز والكعك بإستمرار
المــــــــــــراجع
(1)  سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول من ص 100 - 102 مع بعض التعديل البسيط الذى أجرى من الموقع لتلائم لغته لغة العصر مع الأحتفاظ بالمعنى .
(3)  تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة
(4) الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج2 للأسقف الأنبا أيسذورس
 (5) مخطوط تاريخ أبو المكارم - تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن "12" بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها 1999م  ص 145 - 146

البابا أغاثون البطريرك رقم 39 فى سلسلة باباوات الإسكندرية


البابا أغاثون البطريرك رقم 39 فى سلسلة باباوات الإسكندرية ومدة رئاسته من 662 م - 682م
ولما عاد المجاهد العظيم ضابط ألإيمان بالسيد يسوع المسيح ومعلم الإيمان الأرثوذوكسى البابا بنيامين من النفى وجلس على الكرسى الأنجيلى بكنيسة الرب , جدد ما هدمة هرقل وأتباعه من مجمع الخلقيدونيين وهو أبروطاريوس , وأعاد هذا البابا الأنبا بنيامين بناء الكنائس ورتب إداره الكنيسة بمعونة الراعى الصالح السيد المسيح الذى بذل نفسه عن الخراف كما قال فى أنجيله الطاهر أن الراعى الصالح يبذل نفسه عن خرافه فمشى بنيامين فى آثار سيده وحمل صليبه وتبعه فى صبر على البلايا والشرور والتجارب العظيمة إلى الموت من أجل الإيمان المستقيم , لم يتخل ولا رجع إلى وراءه فى جهاده إلى أن تممه وأخذ النعمة مع القديسين آبائه الذين سبقوه كما قال داود النبى فى سفر المزامير : " كريم أمام الرب وفاة أصفيائه "
الحكام المعاصرون
وكانت مصر واقعة تحت الإحتلال الإسلامى العربى القريشى الذى كان يحكمها الخليفة الأموى العربى المسلم :
1 - الخليفة على بن أبى طالب  656 ــ 661م
2 - معاوية بن سوفيان 661م - 680م
http://www.coptichistory.org/new_page_1117.htm الخليفة الأول : معاوية بن أبى سوفيان
3 - يزيد بن معاوية 680 - 683م ويقدر المؤرخون مدة حكمه من 10 شهور إلى ثلاث سنين
http://www.coptichistory.org/new_page_643.htm خلفاء الأسرة الأموية - مخازى ومعائب بنى أمية - خلفــاء الفرع السوفيانى  الخليفة الثانى : يزيد ين معاوية كان يشرب الخمر ويلعب بالقرود -   الخليفة الثالث معاوية بن يزيد بن معاوية

وكان يحكم الأمبراطورية البيزنطية فى ذلك الوقت :
1 - كونستانس الثاني 641–668م
2 - قسطنطين الرابع بوجوناتوس 668–685م
رسامة أغاثون ليكون البابا ال  39
وعندما مات البابا بنيامين حدث أن  الشعب القبطى المؤمن الخائف من الرب يسوع أخذوا القس الخائف من الرب أغاثون ويعبر أبن المقفع فى تاريخ البطاركة عن أختيارهم له فقالً : " وأجلسوه بطريركاً لأنهم وجدوا أن هناك أتفاق بين أسمه أى معنى أسمه وأفعاله أذ أن معنى أغاثون صالح وأعماله صالحة أيضاً مزين بكل فعل جميل مملوء نعمة الروح القدس والإيمان الأرثوذكسى "وكان تاريخ سيامته فى 14 طوبه 378 ش التى توافق 9يناير 662 
البابا القبطى أغاثون يشترى العبيـــد المسيحيين الأروام الملكيين من العرب المسلمين ويحرر أسرهم
وكان المسلمون يقاتلون الروم بغضب , وكان لهم ملك أسمه طيباريوس (2) قد ملكوه وله عدة جزائر , فأسروهم من بلادهم إلى بلاد غريبة كذلك صقلية وجميع مناطقها أستعمروها وأخربوها وأتوا بسبيها إلى مصر  , فحزن قلب البابا أغاثون إذ يرى أعضاء الرب يسوع فى أيدى الأمم , عرضهم الغزاة العرب المسلمين للبيع فكان يشتريهم ويعتقهم , وذكر القس منسى هذا الحدث وقال : " ولما فتح العرب عدة ولايات وجزر الروم وكان ذلك فى أمشير 364 ش وسنة 659م  فى عهد خلافة على ابى طالب ونهبوا كل ما فيها وسبوا اهلها وأتوا بهم غلى مصر فكان البابا أغاثو يبتاع منهم الرجال والنساء بالفضة والذهب ويأتى بهم إلى بيوت المسيحيين خوفاً من أن يسلموا !! " ولم يكن هؤلاء من المسيحيين التابعين للكنيسة القبطية ولكنهم كانوا من أصحاب بدع الهارسيس (الهراطقة) المعروفيين بالغابانببن الذين لا يتقربون , والبرسنوفية , وقسم الأساقفة فى كل موضع  فى مصر ليردوا الخراف الضالة التى أضلها الشيطان إلى كنيسة المسيح -
تاوضروس الخلقيدونى يريد قتل البابا القبطى
لهذا أوقع به الشيطان تعباً عظيماً من أجل طهارة قلبه وفضائلة والنعمة التى حصل عليها فقد حدث أن تولى فى تلك الأيام أمر الإسكندرية  إنسان أسمه تاوضروس (ذكر القس منسى يوحنا أن أسمه ثيودوسيوس) من الروم وكان رئيساً فى كنيسة الروم الخلقيدونيين وكان مقاوم للأقباط الأرثوذكس (التاوضوسيين) , فذهب إلى دمشق وقابل خليفة المسلمين يزيد بن معاوية الأموى أخذ منه سجلاً (أمرا) يحكم به شعب الأسكندرية ومريوط وكل البلاد التى تتبعها , ولا يكون لحاكم مصر عليه حكم لأنه دفع له مالاً جزيلاً وعاد وتأمر فى البابا أغاثون وأقلقه وطلب منه مالاً ووضغ عليه غرامة ماليه وأخذ منه 36 ديناراً جزية كل سنة عن تلاميذة , وليس هذا فقط بل كان علي البابا أن ينفق على النواتية (بحارة أسطول مصر) وكل ما يخسره يلزم البابا بدفعه , حتى الرووم الخلقيدونيين أبناء ملته لم يختلطوا بهذا الرجل وكان البابا يحتاج إلى سبعة ألاف لتاوضروس الخلقيدونى فوق ما كان البابا يدفعه للخراج .
ومن شدة قسوة وبغضة هذا الرجل للبابا أنه منع البابا من الخروج من قلايته لأجل إيمان البابا الأرثوذكسى المستقيم (التاوضوسيين) , وأصدر هذا الشخص أمراً قال فيه : " أن من رأى بابا التاوضوسيين بخرج ليلاً ونهاراً فليرجمه بالحجارة ويقتله وأنا سأجاوب عن من يسأل عن قتله " وكان يعتقد إنه عندما يقتل أحد البابا القبطى سيجلس على كرسى البابا القبطى بدلاً منه ، ولم يتمكن البابا بالخروج من باب قلايته وظل البابا فى داخل قلايتها ولم يغادرها أيام ذلك المتسلط المنافق كوصية الأنجيل أحبوا اعدائكم باركوا لاعنيكم .
ويقول المؤرخ  الأنبا إيسوذورس (4) : " ولكن عاجلة تاودروس الملكى الخلقيدونى المنية وقيل أنه مرض بداء الإستقساء وصار يأكل كل يوم 12 رطلاً من الخبز و 24 رطلاً لحم ورطلين من التين ويشرب زقاق نبيذ من مريوط فلا يشبع .
إنتشار الخدمة فى عصر البابا أغاثو
وفى عصر البابا أغاثون أنتشر العمران فى أبى مقار وأنتشر بناء الكنائس وأمتلأ الدير بالرهبان حتى أنهم بنوا القلالى فرب البسلس (البهلس) وكان النمو بنعمة السيد المسيح  وكانوا الأخوة يعينون كل من يريد التوحد .
يوحنــــــــــا السمنودى الراهب التقى - مرضه وشفاءه
وفى هذه الأيام ظهر راهب من الدير طاهر الجسد نقى القلب عارف ومتمكن من العلوم الكنسية المسيحية والدنيوية أسمه يوحنا من أهل سمنود وقد مرض مرضاً خطيراً وظن بعض شيوخ الرهبان أنه لن يشفى من مرضه , فرأى ليلة من الليالى مناماً كان أنسانا مضئ عظيم المجد جالس على كرسى السارفيم ومعه مجموعة نزل وأقترب من باب قلايته , ونظر فى حلمه مجموعة من الآباء الشيوخ القديسين من الذين فى البرية , وتقدموا ليأخذوا بركة من الجالس على الكرسى , فقال فى فكره : لو أن لى أنسانا يمسكنى أنا أيضاً لأتقدم لهذا الملك السمائى العظيم وآخذ بركته فلعلى أستريح من هذا المرض واوجاعه وألامه , فعندئذ تقدم له واحد ممن كان حول الكرسى والجالس عليه لابس ملابس البطاركة الرسل وعلى صدره كتاب يشبه أنجيل فقال له : " تختار أن أقدمك لسيدنا لينعم عليك بالعافية " فسجد له بدموع وطلب إليه وقال له : " أرحمنى يا سيدى وأمضى بى إليه لأننى فى تعب عظيم  " فأجاب القديس البطريرك وقال له : " يا يوحنا (لأنه كان كاهناً ) قل لى إنك إذا عوفيت من الرب تكون لى ولداً وأنا أمضى بك إليه "  فعاهده فى الرؤيا بأن يكون له ولداً إلى يوم وفاته , فأمسك بيده وقدمه إلى مخلص العالم , فخر يوحنا ساجداً على رجليه فقال له المخلص : " يا يوحنا لماذا تحبون الباطل يا بنى البشر وترفضون الحق وتطلبون الكذب , إذا ظننت أنك جئت إلى هاهنا لتبنى قلاية من طين وهى تنهار بعد قليل , أو جئت غلى هنا لتكنز لك كنوزاً فى السما وتبنى لك موضعاً فى أورشليم السمائية المدينة الجديدة , فهو بيت مبنى على الصخر لا يقع " فوقع يوحنا على رجليه وطلب منه العفو , فأقامه الرب وقال له : " ألان وقد انعمت عليك بالعافية لأجل مرقس الإنجيلى فإمضى فكل ما يأمرك به أفعله " وصعد الرب يسوع إلى السماء بمجد وكرامة .
وأستيقظ يوحنا بعد هذه الرؤيا معافى من مرضه وبصحة جيدة , وفكر قائلاً ماذا أفعل الان ؟ فذهب إلى أحد أديرة الفيوم ومعه تلميذاه وأختفى هناك بين رهبانه , وظهر للبابا أغاثون رؤيا من يقول له : " أرسل إلى يوحنا القس الذى هو من سمنود ليعينك ويساعدك , وهو الذى سيجلس على الكرسى من بعدك " وأرسل البابا كهنة مع رسالته إلى أسقف الفيوم التى يطلب فيها أن يرسل إليه يوحنا , وكان أسقف الفيوم يحب يوحنا ويسترشد بآارائه الحكيمة ولكنه لم يقدر أن يخالف أمر البابا فأرسل إلى الدير فأخذوه إلى النيل ثم حملوه فى مركب وذهبوا به إلى الإسكندرية , ولما رآه البابا لأنه كان حكيماً جداً , فسلم له إدارة الكنيسة وجعل كل شئ تحت أمره فى الكنيسة والمدينة , وطلب بعض الأقباط من البابا أن يرسمه أسقفاً على الصعيد, وآخرون طلبوا رسامته على كراسى أخرى ولكن الرب حفظه لوداعته مثل مثل داود حتى يتم ما هو موعود به فى الرؤيا بوادى هبيب , وكان البابا أغاثون مهتم فى كل أيامه برسامة الكهنة الأتقياء المستحقين للشرطونية الخائفين من الرب والناس
وكان فى أيام هذا البابا الأسقف المبارك أغريغوريوس أسقف القيس , وسريانى أسمه يوسف ,
وفى أيامه ظهر هارسيس (هرطقة) فيماناخوس النجسة  .
ثورة سخا - التخلص من تاوضروس الخلقيدونى
وحدث أن أميراً من المسلمين أسمه مسلمة جمع سبع أساقفة وأرسلهم إلى سخا بسبب ثورة سخا فقد قاموا بحرق النار فى القوم المستخدمين الذين يجمعون الجزية والخراج , فذهبوا وأجتمعوا مع أرخن بسخا أسمه  إسحق , فسدوا ما عليهم , وأعفوا مما فعلوه من الحرائق , وإجتمع أسحق مع والى سخا وأتفقوا على تاوضروس الخلقيدونى المتحكم فى الأسكندرية لأجل قسوته مع البطريرك , وكان أسحق الذى تولى حل المشاكل للوالى قد تولى جميع القرى والمناطق
وقال أبو المكارم فى موضع آخر مخطوط تاريخ أبو المكارم - تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن "12" بالوجه القبلى  - إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها 1999م  ص 100 - 101 جزيرة الأشمونيين (هو أقليم الأشمونيين بين النيل وبحر يوسف) نيسة السيدة العذراء مريم بها عدة مذابح وأعمده رخام أحد الأعمدة بالكنيسة يعرف فى كل وقت ، وفيه أثر يد السيد المسيح - وخارجها شجرة مخيط شامى وثمر مخيطها أحمر وهى قريبة من البربا (معبد فرعونى وثنى) وهذه لما مر بها السيد المسيح والسيدة العذراء نكست رأسها ساجدة له وأمر والى المدينة بقطعها وكان تحت هذه الشجرة أغاثو البطريرك الـ 39 (662- 680م) فضرب قاطع الشجرة فيها بالفأس فإرتد الفأس فى وجهه فخاف الوالى ورجع فى أمر قطعها وحمل إلى البطريرك ذهباً من ماله وسأله أن يقبله منه ويصرفه فيما أراد فى وجوه الخير
نياحة البابا أغاثون
وكبر البابا فى السن ومرض ثم أكمل ايامه , وقد أقام 3 يوم 9 أشهر 18 سنة على كرسى مار مرقس الرسول , وتنيح فى 16 بابة 397 ش التى توافق 13 أكتوبر 680 م  وكان مركز الكرسى المرقسى بالكنيسة المرقسية بالأسكندرية
 وجعل جسده كما فى سيرة ابى مقار مع البابا بنيامين , وقد حفظ الإيمان الأرثوذكسى ولبس أكليل البر مع جميع القديسين فى كورة الأحياء إلى ابد ألابدين .
المــــــــــــراجع
(1)  سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول من ص 100 - 102 مع بعض التعديل البسيط الذى أجرى من الموقع لتلائم لغته لغة العصر مع الأحتفاظ بالمعنى .
(2) لم يوضح ابن المقفع من هو طيباريوس هذ ؟  الذى حدث الغزو العربى لجزائر الروم فى عصره الإمبراطور لأن طيباريوس أصبح إمبراطوراً من 698-705 م وكان الأمبراطور البيزنطى كونستانس الثاني (641–668) هو المعاصر للبابا أغاثون البطريرك رقم 39 والتى كانت مدة رئاسته من 662 م - 682م وقال القس منسى يوحنا أن الغزو العربى تم فى عهد خلافة على أبن أبى طالب وقد يكون طيباريوس هذا مجرد والياً على الجزر وليس إمبراطوراً ، هذه الأحتمالات التى نراها تتطابق مع هذه الحقبة
(3)  تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة
(4) الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج2 للأسقف الأنبا أيسذورس ص 120