مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الاثنين، سبتمبر 13، 2010

مجمع أنطاكية المشهور بمجمع التدشين سنة 341م

لماذا إجتمع الأريوسيين فى أنطاكية ؟


إجتمع مجمع أنطاكية سنة 339 م بأغلبية أريوسية بعد أن نفوا كثير من الأساقفة الأرثوذكسيين وكان من قراراته عزل البابا أثناسيوس وتعيين غريغوريوس الكبادوكى الأريوسى بدلاً منه , وذهب هذا الأريوسى إلى الأسكندرية ومعه فرقة من الجند عددها 500 جندى لقمع أهل مصر .


وذهب البابا أثناسيوس إلى روما وأستقبله يوليوس اسقف روما وجعله فى شركته وأرسل إلى الأريوسيين رسالة لرأب الصدع فى جسم الكنيسة وإزالة الإنشقاقات ولكن الأريوسيين لجأوا إلى الخداع فحجزوا رسله مدة طويلة حتى تعدى ميعاد المجمع ثم ارسلوا خطاباً يحتوى على عبارات غاضبة ولوم وحاد اللهجة لإستضاقته البابا أثناسيوس , فعقد يوليوس أسقف روما مجمعاً فى وقت آخر فى روما " مجمع روما " فى نهاية " ديسمبر" سنة 340 م حضره 50 أسقفاً وكان من قراراته تكليف أسقف روما بالرد على خطاب الأريوسيين ( أساقفة الشرق) فأرسل لهم خطاباً وصلهم فى بداية سنة 341 م فأثار الخطاب حفيظة الأريوسيين (1) الذى يترأسهم يوسابيوس وصمموا على مناوأة يوليوس , وحدث أن الكنيسة الكبرى المذهبة بأنطاكية قد أكتمل بناؤها وحان موعد تدشينها خاصة أن كثيرين من الأساقفة كانوا قد ذهبوا للأحتفال بيوم تدشين هذه الكنيسة , فإنتهزوا الفرصة وعقدوا مجمعاً حضره 87 أسقاً معظمهم من المتحفظين ولكن ترأسه الأريوسيين وحضره يوسابيوس النيقوميدى الذى لم يكن يتبقى على نهاية حياته غير بضعة شهور ، أما يوسابيوس بامفيليوس القيصرى فكان قد مر على موته سنتين وخلفه أكاكيوس على قيصرية فلسطين وهو تلميذ يوسابيوس بامفيليوس - وقد ترأس مجمع أنطاكية الثانى ديانيوس أسقف قيصرية كبادوكيا .

وقد غلب الأنفعال على أعضاء مجمع انطاكية عندما قرأ عليهم خطاب يوليوس أسقف روما الذى برأ فيه البابا أثناسيوس وأساقفته الذين أضطهدهم ونفاهم الأريوسيين وقد سجل المؤرخ سقرط صورة لما حدث : [ ولما اعتبر هؤلاء الأشخاص ( الساقفة الأريوسيين ) أن توبيخات يوليوس أهانت كرامتهم ، دعوا إلى مجمع فى أنطاكية إجتمعوا فيه معاً وأملوا خطاباً رداً على خطابات يوليوس كتعبير علم عن الشعور الواحد المتضامن للمجمع بأكملة ، فلم يكن من أختصاصة ، كما قالوا ، أن يقاضى قراراتهم بخصوص أى من الذين يريدون طرده من كنائسهم ، بالمثل كما أنهم لم يعرضوا أنفسهم ضده عندما طرد نوفاتس من الكنيسة ، هذه الأمور أبلغها اساقفة الشرق إلى يوليوس أسقف روما ] (3)

وقد تطرق المؤرخ سوزوم إلى تفاصيل ما حدث فقال : [ وأجتمع الأساقفة (الشرقيون) فى أنطاكية وصاغوا رداً على يوليوس نمقوه بحذق ومهارة قانونية فائقة ، غير أنهم ملأوه بالتهكم والتهديدات / وأعترفوا فى هذا الخطاب أن كنيسة روما تقلدت بكرامة مسكونية ، لأنها كانت مدرسة الرسل وصارت أم التقوى منذ البدء ، غير أن الذين جلبوا لها هذه العقيدة وأستقروا فيها جائوا من الشرق ، ولكنهم أضافوا أن الدرجة التالية من الكرامة لا ينبغى ان تكون من نصيبهم بسبب كونهم لم يحوزوا على مدن أكبر أو عدد أكثر فى كنائسهم ، لأنهم يفوقون الرومانيين فى الفضيلة وفى القدرة على الفصل والحكم ! ثم دعوا يوليوس لتقديم حساب عن قبوله أثناسيوس واتباعه فى الشركة ، وأفصحوا له عن سخطهم ضده لأنه اهان مجمعهم وأبطل قوانينهم ، وهاجموا أعماله بإعتبارها غير عادلة ومتعارضة مع الحق الكنسى .

وبعد هذه التوبيخات والإحتجاجات بدأوا يهددون أنه إذا أعترف بعزل الأساقفة الذين طردوهم وبالآخرين الذين حلوا محلهم ، فإنه يعدونه بالسلام والزمالة ، وإلا فإنهم سيعلنون مقاومتهم له علناً ] (4) ومما يذكر أن هذا الخطاب مماثل لصيغة الخطاب الذين كانوا قد أرسلوه ليوليوس قبل عقده لمجمع روما - ويجمع كل من سقراط وسوزوم أنه : بعد أنقضاض المجمع حدث زلزال مروع فى منطقة أنطاكية (5)


المــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 173 وما بعدها
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) Socrates., E, H. II. 15.
(4) Sozom., E, H. 3:8.
(5) Socrat., II. 10; Sozom.,III. 6.

ليست هناك تعليقات: