مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الثلاثاء، نوفمبر 30، 2010

البابا تيموثاوس الثالث البطريرك رقم 32


الحكام المعاصرين

كانت مصر ولاية تابعة للإمبراطورية البيزنطية الشرقية وكانت عاصمتها القسطنطينية وكانوا يرسلون ولاه يحكمون مصر
1 - الإمبراطور انسطاسيوس أو أناستاسيوس  Anastasius  491 – 518 م مسيحى - لا خلقدوني
2 - الإمبراطور جوستنيانوس1 Justinian I   527 – 565 م : مسيحى - خلقدونى

إنتخاب البابا تيموثاوس الثالث البطريرك رقم 32

أختار الشعب القبطى  تيموثاوس الثالث ليكون البطريرك رقم 32 ويجلس على كرسى مار مرقس رسول المسيح لأرض مصر فى 1 هاتور 235 ش التى توافق 8 نوفمبر 518 ش فى نهاية حكم الإمبراطور انسطاسيوس أو أناستاسيوس وكان هذا ألمبراطور من المتمسكين بعبارة النبا ديسقوروس الشهيرة "طبيعة واحدة للكلمة المتجسد "
ولما كانت الكنيستين الأنطاكية والقبطية مشتركتين فى الإيمان ولذلك جدد البابا المصرى تيموثاوس الثالث البطريرك رقم 32 العلاقات مع مار ساويرس بطريرك أنطاكية عندما إستلم مقاليد لارئاسة وكتب له رسالة متضمنة الإيمان الصحيح
تقول المؤرخة مسز بتشر (1) : "  كان من سوء حظ مصر أنه مات البطريرك ديسقوروس ولحق به ألإمبراطور أناستاسيوس ففقدت مصر بموتهما رجلين عملا على تقدمها وإجتهدا على إحلال السلام فحلت الرفاهية والراحة فى ربوعها ، وجلس على كرسى العرش البيزنطى بالقسطنطينية الإمبراطور يوستنيان أو يوستنيانوس الأول  أو جوستنيانوس الأول وكان رجلاً عسكرياً بسيطاً أمياً من الجنس السلافى المغولى فقادة طبعة وجهله إلى السير ضد الخطة الحكيمة التى سار فيها الإمبراطور السابق أناستاسيوس بترك كل أسقف يعتنق ما يراة صحيحاً ، بالإضافة إلى أن كان مؤيد لقرارات مجمع خلقيدونية (خلكيدونية)

محاولة القيصر إخضاع مسيحى أنطاكية وأقباط مصر لعقيدته الخلكيدونية

فلما جلس الإمبراطور جوستنيانوس1 على كرسى القيصر بالقسطنطينية صمم على أن يجبر كل المسيحيين الأرثوذكسيين فى إمبراطوريته الذين لا يعترفون بقرارات مجمع خلكيدونية إلى الإعتراف بهذا المجمع المشئوم ووجه نظره خاصة إلى مسيحى مصر قاصداً إضطهادهم لأنهم كانوا أكثر من غيرهم فى ولايات افمبراطورية كراهة لمجمع خلكيدونية وررسالة (طومس) لاون ، فأرسل قوة عسكرية إلى الإسكندرية لكى ترغم أهلها على قبول قرارات مجمع خلكيدونية المشئوم .
ولما عرف البابا تيموثاوس 3 الخطر المحدق برعيته سعى للسلام وأرسل وفداً إلى القيصر بالقسطنطينية يطلب منه إلغاء هذه الإجراءات خوفاً من حدوث ثورة بالإسكندرية تذهب بالأخضر باليابس ، وتقابل الوقد مع زوجة القيصر الإمبراطورة ثيؤوذوره وكانت ترفض أيضاً قرارات مجمع خلكيدونية وعلى عقيدة المصريين فأقنعت القيصر بالعدول عن خطته بإضطهاد من يعتقد بالطبيعة الواحدة للكلمة المتجسد فقبل وأرسل الأوامر للفرقة التى أرسلها إلى الإسكندرية بالتوجه إلى شمال أفريقيا .
 
أحداث مجمع القسطنينية
 
ولكن عاد القيصر لهدفه ولكن بطريقة أخرى فأعد خطة لعقد مجمع بالقسطنطينية كان هدفه بالطبع إجبار الأرثوذكسيين (2) الذين لا يعترفون بقرارات مجمع خلكيدون على الإعتراف به ودعا إليه جميع بطاركة الكنائس فى ذلك الوقت .. فحضر منهم كليسوس أسقف روما (لأول مرة يحضر اسقف روما مجمعاً بالأمبراطورية الشرقية) وابوليناريوس الذى عينه القيصر جوستنيانوس1 بطريركا ملكياً تابعا له على الإسكندرية فيما بعد ، كما حضره بالطبع أوطيخيوس بطريرك القسطنطينية والأساقفة الذين تحت أيديهم .
مذبحة الأقباط ونفى البابا
وكان أول من كان يريده حضور هذا المجمع المدبر هو البابا المصرى تيموثاوس الثالث البطريرك32 ومار ساويرس بطريرك أنطاكية ، ولما كان للبطريرك السكندرى تجربة مع هذا الإمبراطور من قبل عندما أرسل فرقة عسكرية لبلاده لكى تجبر المصريين على قبول قرارات مجمع خلكيدونية ففهم أن الغرض من هذا المجمع هو إجبارهم على مجمع خلكيدون فأبى قبول هذه الدعوة ورفض الذهاب إلى القسطنطينية وإستمر فى مكانه يرعى رعيته ، فهاج لذلك غضب القيصر فأصدر أمراً بالقبض عليه لينفيه فقام الشعب الأرثوذكسى ليدافع عن بطريركه وهددوا كل من يمد يده إليه ، فأمر الإمبراطور جوستنيانوس1 والى الإسكندرية بأن يستخدم القوة معهم فحدثت مجزرة كبيرة فى الإسكندرية وسالت دماء المصريين فى شوارعها وقتل عدد كبير من اهلها الأرثوذكس المسيحيين الأقباط ، وإقتفى الوالى آثار البطريرك وتمكن من القبض عليه ونفيه ثلاث سنوات قاسى فيها شدائد عظيمة جداً وبعدها عاد إلى أسقفيته ومكانه كبطريرك للكنيسة القبطية المصرية الوطنية .
مارساويرس أسقف أنطاكية فى مجمع القسطنطينية
أما مار ساويرس أسقف أنطاكية قد قبل دعوة القيصر لحضور المجمع وكان شجاعاً وذهب ومعه بعض الأساقفة من العلماء منهم فيلوكسينوس أسقف مابوغ ، فلما وصل إلى القسطنطينية أكرمه الإمبراطور يوستنيان أو يوستنيانوس1 أو جوستنيانوس1 إكراماً عظيماً وقد ظن أنه قد يستميله إلى الإعتراف بقرارات مجمع خلكيدون ويساعده على تعميم طومس لاون ، ولكن لما أتى موعد إنعقاد المجمع حضر جميع الأساقفة إليه ليترجوا ساويرس الشجاع لحضور المجمع  فوقف بينهم مثل الأسد يزار  وقال : " إن لم تحرموا أولاً طومس لاون والمجمع الخلكيدونى المشئوم والمرزول فلا أقبل الإجتماع مع احد "
وفى الحال أخبروا القيصر فأصدر أمراً بالقبض عليه وعلى أساقفته وألقى فى السجن هو وبعض أساقفته أما الباقيين منهم فنفاهم الإمبراطور ، وعين افمبراطور مكانه رجل يتبع مجمع خلكيون وأسمه بولس ، وبعد سنين أفرج عنه بعد أن ترجت الإمبراطورة ثيؤوذوره زوجها الأمبراطور ، (تعليق من الموقع : يظهر أنه كان محب للنقاش حول موضوع الطبيعة الواحدة للكلمة المتجسد فلم يسكت بالقسطنطينية) وحدث أنه هرب من القسطنطينية وذهب إلى مصر فقابلة البابا تيموثاوس الثالث البطريرك رقم 32 الذى رحب به أما عن سبب هروبه فقد ذكرت المؤرخة مسز بتشر (3) : " قيل أن الإمبراطور يوستنيان أو يوستنيانوس1 أو جوستنيانوس1 أمر بالقبض على مار ساويرس وقطع لسانه ففر هارباً إلى الإسكندرية حيث أضر باهلها لأنه أوجد فيه ميلاً للمناقشات والنزاعات المذهبية لولا أن البابا تيموثاوس الثالث البطريرك رقم 32 كان عاقلاً وحكيمأً أبى هذا البطريرك أن يجعل مصر متحزبة مع أنه كان يكره قرارات مجمع خلكيدون ولكن هذا الكره لم يكن مطلقاً ومن ناحية اخرى هرب مار ساويرس من ألسكندرية وكان يهرب من مدينة إلى أخرى ومن دير إلى آخر خوفاً من القبض عليه ثم إستقر فى مدينة سخا (محافظة الغربية) وإختفى فى بيت أرخن (4) أسمه درتاوس ، وكان مشهوراً بالأهتمام بأمور الشيوخ والرهبان الذين رفضوا ضلال يوليانوس الهرطوقى ، وكان مار ساويرس اسقف أنطاكية يكتب رسائل ويرسلها غلى اصدقائة اساقفة مصر الذين بالإسكندرية وباقى أبروشيات مصر وكان يعزيهم ويصبرهم ويقويهم ويوصيهم أن بثبتوا امام الشدائد ولاضيقات .
أما البابا المصرى تيموثاوس الثالث فبعد رجوعه من منفاة بمدة ظهر فى الإسكندرية يوليانوس الإليكربشى قادماً من القسطنطينية وقام بنشر بدعة أوطاخى فحرمه البابا المصرى وفصله من شركة الكنيسة ، وخرج مار ساويرس من مكان إختفائه  وإشترك مع البطريرك السكندرى فى مقاومة هذه البدعة وكتب مار ساويرس رسالة غلى يوليانوس يفند فيها بدعته . 
 نياحة البابا تيموثاوس الثالث البطريرك رقم 32
وتمتعت مصر بالسلام فى مدة الخمس سنين الأولى من حكم الإمبراطور يوستنيان أو يوستنيانوس1 أو جوستنيانوس1 القصية المدى لأنه كان مشغولاً بتدعيم أواصر حكمه فى المشرق والمغرب وعمل على الصلح بين الكنيسة اليونانية وكنيسة روما ، ثم حول أنظاره لمصر قاصداً إضطهاد المسيحيين المصريين لأنه كان من أتباع مجمع خلكيدون ، ولما كان البابا تيموثاوس الثالث البطريرك رقم 32 بعيداً عن الإسكندرية أمره بالحضور إلى المدينة فإنصاع (3) البطريرك المصرى ورضخ للأمر وأخذ يستعد للسفر ولكنه اصيب بمرض خطير كان السبب فى لإنتقاله ليس من الإسكندرية إلى القسطنطينية ولكن من هذه الإرض إلى السماء فإستراح بعد أن أبلى بلاءاً حسنا فى تمسكه بالإيمان الأرثوذكسى وظل البابا تيموثاوس مجاهداً فى سبيل الإيمان المستقيم مشتركاً مع مار ساويرس ودحض جميع مقالات يوليانوس الذى كان ينشر البدعة الأوطاخية بالإسكندرية وكانت مدة إقامة البابا تيموثاوس على كرسى مار مرقس رسول المسيح لمصر 17 سنة و 3 أشهر .
وقد تنيح فى 13 أمشير 252ش التى توافق 8 فبراير 536 م بركة صلاة هذا البطريرك العظيم تكون معى ومعكم يا آبائى وأخوتى آمين .
مـــــــــــــراجع
 
(1) كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الثانى ص 81
(2) اريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص265
(3) كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الثانى ص 82

الامبراطور طيباريوس 578 – 582 م

Tiberius II (I) Constantine (578-582 A.D.)
الامبراطور طيباريوس2 قنسطانطين 578 – 582 م
عملة ذهبية للامبراطور طيباريوس2  578 – 582 م
ولد طيباريوس فى أواسط القرن السادس الميلادى فى مقاطعة ثيراس التى تتكلم اللغة اللاتينية وكان صديقاً حميما للأمبراطور السابق الامبراطور يوستنيوس

 الثانى 565 – 578 م وقد قام بتعيين مساعدين مخلصين له وكان لدعمه الدور الأساسي في السماح لـ يوستنيوس (جستن) الثاني الجلوس على العرش بعد وفاة الامبراطور يوستنيانوس (جستينايان) 527 – 565 م : ( مسيحى - خلقدونى ) 
وعندما أصيب جستن الثاني لانهيار عقلي فى سنة 573 بعد اأن وردت أنباء بأن الجيش الفارسي غزا سوريا  وسقطت مدينة دارا  Dara قامت صوفيا زوجة الإمبراطور يوستنيوس الثانى 565 – 578 م وطيباريوس بإدارة أعمال الحكومة وإستطاعا الحصول على هدنة من الحرب مع الفرس مدتها سنة واحده ما عدا أرمينيا لقاء دفع 45 ألف سوليدى 45,000 solidii (عملة)
وفي كانون الأول / ديسمبر 574 م وصل تأثير صوفيا على زوجها بأنها إستطاعت تعيين طبريوس قيصر كما وانه تم تغيير اسمه إلى  طيباريوس2 قنسطانطين وبهذا أصبح طيباريوس مشاركاً للحكم مع  الامبراطور يوستنيوس (جستن) الثانى 565 – 578 م
ورأى طيباريوس أن الامبراطور يوستنيوس (جستن) الثانى كان متحفظاً جداً ماليا ولا يريد صرف النقود والإمبراطورية فى حالة حرب فبدأ على الفور فى إنفاق النقود وقد أستطاع فرض رغبنته هذه على أساس أن الجيش وأتباعه فى الحكومة أكسبه شعبية ودعم ، فقام بتمويل العديد من مشاريع البناء الهامة مثل القصر الكبير فى القسطنطينية ، وقام بإلغاء الضراءب التى فرضها شريكه فى الحكم الإمبراطور  يوستنيوس (جستن) الثانى على الخبز والخمر ، وقدم هدايا باهظة لمؤيديه
وقام بدفع 80 ألف سوليدى فى السنة لحراسة حدود نهر الدانوب وبهذا إستطاع نقل قوات الجيش الذى يحرس هذه المنطقة إلى الشرق للتركيز بشكل أساسى للحرب ضد الفرس وتقوية ودعم الجيش البيزنطى بقوات إضافية ، وأدت سياسته فى صرف النقود إلى إفراغ خزينة الدولة التى تراكت فيها الأموال بمجهود أسلافه
الإمبراطور طيباريوس والأقباط
أنهى الإضطهاد على اللاخلقيدونيين (الأقباط فى مصر والأنطاكيين فى سوريا)  لأن الفرس كانوا قد أستولوا على أجزاء من سوريا

خطاء في السياسة

 في 575 م بدأ طيباريوس حملة تجنيد واسعة النطاق لزيادة تعزيز القوات البيزنطية الشرقية للتحضير للحملة المقبلة المحتملة والحرب ضد الفرس. وكانت مدة الهدنه معهم سنة واحدة عقد إنتهت صلاحيتها ، وعرض الفرس تجديد العمل بمعاهدة الهدنة وتمديدها لمدة 5 سنوات أكثر ، ولكن طيباريوس لم يوافق على تمديدها لأكثر من مدة 3 سنوات وبسعر مخفض 30 ألف سوليدى solidi في السنة (ومرة أخرى باستثناء أرمينيا) .
هذا التمديد لمعاهدة السلام سمح لطيباريوس إلى التركيز على مجالات أخرى من الإمبراطورية. في إيطاليا ، وأسفرت عن قتل الملوك لومبارد المتعاقبة ، Alboin في 573 وCleph  في  574، وإستطاع أن يقسم مؤقتا قوات لومبارد تحت شكل مختلف
تيبريوس أعرب عن امله في الاستفادة من الوضع فأرسل قواته مع Baduarius ، زوج أبنه الإمبراطور جستن الثاني الى ايطاليا لمعرفة ما إذا كان الوضع غير مستقر في لومبارد يمكن إستثماره في التوسع البيزنطي. هذا الأمل إنتهى في 576 عندما فقد Baduarius حياته وكذلك المعركة الهامة ضد اللومبارديين ولم يسطيع اكتساب المزيد من الأراضي في إيطاليا. قبل طبريا يمكن ان ترسل المزيد من القوات الى ايطاليا قام الفرس بغزو أرمينيا. وأصبح غير قادر على ارتكاب المزيد من القوات لمكافحة اللومبارديون
طيبريوس اضطر إلى اللجوء إلى المكائد السياسية وأأنفق أكثر من 200 ألف سوليدى  solidi شراء ولاء لومبارد بإبراز العديد من الذين منعوا من ثم انتخاب رئيس جديد لومبارد الملك
الفرس وأرمينيا
 وكان الملك الفارسي أستطاع النجاح المبدئي فى الحرب ضد البيزنطيين وأستولى على مدن سيباستيا و ملتين Sebastea and Melitene. ولكن قائد الجيوش البيزنطية الشرقية جستنيان ، استطاع في النهاية اجبار الجيش الفارسي على التراجع. هذا التراجع للفرس فقط ثبت الهدنة المؤقتة الموقعة بين الطرفين لأن الحرب كانت فى أرمينيا التى لم يشملها الإتفاق ، وفي الصيف التالي من 577 غزا الفرس مرة أخرى أرمينيا وهزم جستنيان ، الذي توفي في وقت قريب بعد هزيمته.
ثم عين تيبريوس الكونت موريس الحالية للExcubitors مكان جستينايان قائد الجيش في الشرق واررسلت المزيد من القوات الى الحرب ضد الفرس
  ، قبل وقت قصير من اإنتهاء الثلاث سنين معاهدة سلام كان لهذه الغاية في عام 578، قام الفرس بغزو الأراضي البيزنطية التي تقع في بلاد ما بين النهرين. انتقاما على غزو موريس الأراضي الفارسية واستولوا على مدن Aphumon وSingara
 
الإمبراطور طيباريوس يحكم الإمبراطورية منفرداً
كان طيباريوس شريكا فى الحكم  مع الامبراطور يوستنيوس (جستن) الثانى 565 – 578 م
في أواخر عام 578 ، توفي جستن الثاني تاركا  تيبريوس كحاكم وحيدا   للاحتفال بهذا الحدث ،
طيباريوس تحويل 25 ٪ من الضرائب لمدة 4 سنوات القادمة وقامت صوفيا أرملة الإمبراطور جستن الثاني بالضغط على الإمبراطور طيباريوس ليطلق زوجته  (اناستازيا) ويتزوجها. وكان طيباريوس قادراًعلى تجنب الوقوع في شرك مؤامرات وكان تأثيرها قد  ضعف لأن الإمبراطور طيباريوس قد تنامت شعبية. وقد حقق القائد موريس نجاحا في الشرق سمح لطيباريوس لمرة أخرى ارسال قوات الى ايطاليا ، فضلا عن المشاركة في أسبانيا وشمال أفريقيا. للأسف ، فإن الوضع في النصف الشرقي من الامبراطورية سرعان ما طالب طيباريوس الاهتمام به مرة أخرى.
في عام 580 ولاحظ الأفار Avars وعدم وجود لقوات الإمبراطورية البيزنطية في مناطق البلقان ، فطالبوا الإمبراطور طيباريوس بالتخلي عن السيطرة على مدينة سيرميوم لهم. وعندما رفض طيباريوس، هاجموا المدينة. وفى الوقت الذى فرض الأفار حصارا على المدينة ، قام السلاف أيضا بغزو البلقان في أعداد متزايدة.
وسارع الملك الفارسي الجديد هرمز الثاني Hormizd II  للاستفادة من المشاكل البيزنطية في منطقة البلقان ، ورفض الموافقة على معاهدة سلام. فقام موريس على الفور بسلسلة من الغارات الناجحة على مدى السنوات القليلة المقبلة على القوات الفارسية التى تسيطر على أرمينيا. وكان قد أجبر على تركيز جهوده العسكرية على الفرس ، وأعطى طيباريوس في الأفار مطالب والتخلي عن السيطرة على سيرميوم المحاصرة في سنة 582. من أجل السماح لإجلاء مواطني المدينة بأمان ،
 اضطر طيباريوس الى توافق على دفع الأفار الإعانات غير المسددة التي كانت مستحقة لآخر 3 سنوات ، وهو مبلغ 240 ألف سولدى solidi . في أواخر عام 582 تيبريوس أصبح مريضا. عين موريس وجرمانوس Germanus ورثته وكانا الأثنين قد تزوجا بنات طيباريوس ليستطيعا أن يحصلا على رتبة قياصرة
بعض المؤرخين أن يشعر طيباريوس كان في البداية يهدف الى تقسيم الإمبراطورية إلى قسمين جرمانوس السيطرة على الغرب في حين يسيطر موريس على الشرق. ع
ومع ذلك قام طيباريوس بتتويج  موريس فقط أوغسطس. وتوفى الإمبراطور طيباريوس فى اليوم التالي توفي ليصبح موريس وأصبح الإمبراطور الوحيد

الامبراطور يوستنيوس الثانى أو جوستنيوس الثانى 565 – 578 م

Justin II 565 – 578
الامبراطور يوستنيوس الثانى 565 – 578 م
ولد الامبراطور يوستنيوس الثانى أو جوستنيوس الثانى فى سنة 510م وحكم من Justin II  565 – 578 م وقد إعتلى العرش فى 15 نوفمبر سنة 565م ومات فى 5 أكتوبر 578م
وعاد يوستنيانوس الثاني (565-578) الى الحرب ضد الفرس ، فحاصر نصيبين، إلا أن انو شروان ردّه عنها، ثم قطع الفرات، واستولى على أفاميا، و زحف حتى ملطيا (575)

الخميس، نوفمبر 25، 2010

الامبراطور يوستنيانوس الأول أو جستينوس الأول 527 – 565 م

Flavius Justinianus I  527 – 565

الامبراطور يوستنيانوس الأول بالمتحف المسيحى بأثينا

الامبراطور يوستنيانوس (جستينايان) 527 – 565 م : ( مسيحى - خلقدونى )
جلس االامبراطور يوستنيانوس الأول  أو جوستنيانوس الأول على العرش فى 1 أغسطس سنة 527م وحكم من  م ولد سنة 482م ومات ميتة طبيعية فى 14 نوفمبر سنة 565م :  مسيحى - خلقدونى
 
تقول المؤرخة مسز بتشر (1) : "  وجلس على كرسى العرش البيزنطى بالقسطنطينية الإمبراطور يوستنيان أو يوستنيانوس الأول  أو جوستنيانوس الأول وكان رجلاً عسكرياً بسيطاً أمياً من الجنس السلافى المغولى   
قام الإمبراطور يوستينوس الاول (518- 527)، بشنّ حرباً عواناً على أتباع الكنائس اللاخلقيدونية فى سنة 519 آمراً باقفال اديارهم ، وتشتيت جموعهم ، وسجن رهبانهم، ولم يأتِ هذا الاضطهاد إلا بازدياد الدعوة إلى تعزيز الانشقاق داخل الإمبراطورية
وأضاف الى ذلك يوستنيانوس 1 (527- 565) إضطهاداً آخر بأن حرمهم من الوظائف العامة وحتى من الحقوق المدنية ، لكن زوجته تيودورا أخذت بناصرهم ، فعمد الإمبراطور إلى سياسة اللين والاتفاق، فانطلق المونوفيزيون في أعمالم التبشيرية، لاسيما في آسيا الصغرى وبلاد العرب والنوبة، مدى ثلاث سنوات (540- 543). إلى أن بلغوا أوجهم في عهد اسقفهم يعقوب البرادعي، ونصبوأ احدهم بولس بطريركاً على ابطاكية (550)، فاضطرّ يوستنيانوس ان يتقرّب منه، ويحرّم النسطورية؛ ولكن مساعيه ذهبت ادراج الريح
 وكان الفرس يستفيدون غالباً من كل هذه التقلبات، اذ يجدون المسيحيين متفككين، فيضطهدون من كان على مذهب الإمبراطور ، ويستميلون من لم يكن على مذهبه. وغالباً ما كانت المناوشات تقتصر على هاتين الفئتين، وقد حفل بها القرن السادس.
من مثال ذلك أن الروم أطلقوا أعوانهم الغساسنة على المناذرة، حلفاء الفرس، فظهر الحارث بن جبلة الغساني (530-570) على المنذرة بن ماء السماء الحميري في موقعة قنّشرين (544)، رداً لهجمات كسرى انو شروان (531- 578) الذي كان أسقط منبج و أحرق حلب و سبى أهل انطاكيا الى قطسيفون (540)، )، وعاد يحاصر الرُّها (544)، الى أن تعهّد يوستنيانوس بدفع ضريبة سنوية، لقاء الرجوع إلى الحدود السابقة، حيث أقام تحصينات جديدة على الفرات، ولقاء الإعتراف بحرية المسيحيين الدينية
 
عملة معدنية برونزية قيمتها فلس Follis سكت فى عصر الامبراطور يوستنيانوس الأول  أو جوستنيانوس الأول  Justinian I  527 – 565 م
الوجه عليه شكل نصفى للامبراطور يوستنيانوس يلبس ملابس الحرب من خوذة ودرع ويمسك كرة صغيرة تشير إلى الأرض وعليها صليب ويوجد صليب فى الجهة اليمنى .
الوجه الآخر للعملة حرف لاتينى كبير M وعلى اليمين كلمة ANNO وعلى اليسار حكم السنةXII وأعلاه علامة الصليب والعملة قطرها 38 ملم

عملة معدنية ذهبية قيمتها فلس Follis سكت فى عصر الامبراطور يوستنيانوس الأول  أو جوستنيانوس الأول  Justinian I  527 – 565 م
الوجه عليه شكل نصفى للامبراطور يوستنيانوس يلبس ملابس الحرب من خوذة ودرع ويمسك كرة صغيرة تشير إلى الأرض وعليها صليب ويوجد صليب فى الجهة اليمنى
الوجه الآخر للعملة ملاك يقف ويمسك بيده صليب له يد طويلة وكره تمثل الأرض وعليها صليب وعلى اليمين كلمة CONOB وزن العملة 4.1
مـــــــــــــــــراجع
 
(1) كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الثانى ص 81


الامبراطور جوستينيوس 518 – 527م

Justin Justinus   518 – 527
الامبراطور يوستينوس أو جستينوس  518 – 527 م   ولد فى 450 م إعتلى عرش الأمبراطورية البيزنطية فى 10 يوليو سنة 518 ومات ميتة طبيعية فى 1 أغسطس 527م : ( مسيحى - خلقدونى )
 
قام الإمبراطور يوستينوس الاول (518- 527)، بشنّ حرباً عواناً على أتباع الكنائس اللاخلقيدونية فى سنة 519 آمراً باقفال اديارهم ، وتشتيت جموعهم ، وسجن رهبانهم، ولم يأتِ هذا الاضطهاد إلا بازدياد الدعوة إلى تعزيز الانشقاق داخل الإمبراطورية.
 
عملة ذهبية للامبراطور يوستينوس أو جستينوس Justin  518 – 527

الاثنين، نوفمبر 22، 2010

البابا ديسقوروس2 البطريرك 31


الحكام المعاصرين
 الإمبراطور انسطاسيوس أو أناستاسيوس  Anastasius  491 – 518 م مسيحى - لا خلقدوني  (1)
إنتخاب البابا ديسقوروس2
كان للبابا يوحنا 2 كاتب بمثابة سكرتير له وكان الكاتب أسمه ديسقوروس وإبن عم البابا تيموثاوس ، وكان رجلاً محبوباً من الشعب حتى طلب القيصر نفسه تعيينه ، إلا أن الكنيسة القبطية لم ترضى مطلقاً فى تاريخها بتدخل القيصر أناستاسيوس فى إنتخاب بطاركتها ، وزاد حنق الأقباط ودفعهم الغضب إلى حافة الثورةولكن قام ديسقوروس بتهدئة خواطر الشعب القبطى ووعده برفض تعيين القيصر ويقوم بوضع نفسه لمقارنته بالآخرين ولهم الحق فى إنتخابه أو عدم إنتخابه حسب ما يتفق مع إرادتهم ومع قوانين الكنيسة ، فلبث المصريين مدة دون أن يرسموا أحداً وهدأت الأحوال ولم يجدوا أفضل منه فأقيم بطريركاً بكنيسة مار مرقس وتمت رسامته فى 3 بؤونه 232 ش التى توافق 29 مايو 516 م فى عهد  الإمبراطور انسطاسيوس أو أناستاسيوس وطافوا فى شوارع الإسكندرية  فى إحتفال عظيم ، وقام البطريرك بالخدمة وتناول الأسرار المقدسة  .
البابا ديسقوروس2 فى القسطنطينية
 ولكن حدث أن العامة جالوا فى شوارع الإسكندرية يهيجوان الناس ويزأرون ويخربون (تعليق من الموقع : يعتقد أن هؤلاء الفئة كانوا ضد إنتخاب البابا ديسقوروس2 بطريركاً على الكنيسة القبطية ) بينما الصلوات تقام فى الكنيسة طول يوم الإحتفال والصلوات حتى عثروا فى طريقهم بـ ثيئودوسيوس أبن الوالى المرسل من القسطنطينية ليحكم مصر فقتلوه ومزقوه ، وقد قبض على المجرمين فيما بعد وقد لاقوا جزاء إثمهم وشرهم ولكن غضب الإمبراطور وحدث أن الإمبراطور انسطاسيوس أو أناستاسيوس غضب على قوم بالإسكندرية فخاف الجميع وطلبوا من البابا ديسقوروس أن يذهب لمقابلة القيصر بالقسطنطينية ويتوسط لديه حتى يرضى عنهم فسافر البطريرك للقسطنطينية وقابل الإمبراطور (2) وتمكن أن يحصل منه على عفو عام للكل ، وقال المؤرخون أن هذا البابا الموقر صادف تعديات كثيرة وإهانات مرة من أتباع مجمع خلكيدون فى القسطنطينية ولكنه إحتملها بصبر ولم يرد أو يجاوب على أولئك الأشرار بكلمة واحدة بينما كانوا يوجهون إليه قوارص الكلام أثناء مروره فى شوارع القسطنطينية العمومية .

لم تطول حياة هذا البطريرك العظيم فلم يلبث على الكرسى البطريركى سوى سنتين و 4 أشهر و15 يوماً وتنيح فى 17 بابة 235 ش التى توافق 15 أكتوبر 518 م
 
السنكسار القبطى تحت يوم 17 بابة
نياحة البابا ديوسقورس الثاني ال3 ( 17 بــابة)
في مثل هذا اليوم من سنة 511 ميلادية تنيح الأب القديس ديسقورس الحادي والثلاثون من باباوات الإسكندرية. وقد قدم بطريركا بإرشاد الروح القدس بعد نياحة سلفه القديس يوحنا. كان هذا الأب وديعا في أخلاقه، فاضلا في علمه وعمله، كاملا في حياته. حتى أنه لم يكن من يشبهه في جيله. فقدم بطريركا بإرشاد الروح القدس، وكانت باكورة أعماله أنه بعد ارتقائه الكرسي المرقسي كتب رسالة جامعة إلى الأب القديس ساويرس بطريرك إنطاكية ضمنها القول عن الثالوث الأقدس المساوي في الجوهر والألوهية، ثم شرح التجسد، وأن الله الكلمة قد اتحد بجسد بشرى كامل في كل شئ بنفس عاقلة ناطقة، وانه صار معه بالاتحاد ابنا واحدا، ربا واحدا، لا يفترق إلى اثنين، وأن الثالوث واحد قبل الاتحاد وبعده، لم تدخل عليه زيادة بالتجسد.

ولما وصلت هذه الرسالة إلى الأب ساويرس، قرأها وفرح بها وتلاها على الشعب الإنطاكي، فاستبشر بها وكتب إلى القديس ديسقورس رد الرسالة يهنئه بالرئاسة المسيحية وأن يعتمد في جميع أقواله وأفعاله على الأمانة التي وضعها الثلاثمائة والثمانية عشر بنيقية، وعلى ما أمروا به من القوانين والسنن، ولما وصلت هذه الرسالة إلى الأب ديسقورس قبلها بفرح وأمر بتلاوتها فقرأت من فوق المنبر ليسمعها كل الشعب. وكان هذا الأب مداوما على التعليم والقراءة وحض الكهنة في كل بلد وتوصيتهم على حراسة الرعية.
ولما أكمل سعيه تنيح بسلام.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. آمين
مـــــــــــــــــراجع
 
(1) http://www.coptichistory.org/new_page_5675.htm أناستاسيوس 1 حكم 481 - 518 م
(2) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 264

البابا يوحنا الثانى البطريرك رقم 30


الحكام المعاصرين
 انسطاسيوس أو أناستاسيوس  Anastasius  491 – 518 م  مسيحى - لا خلقدوني وكان أناستاسيوس قائداً من قواد الجيش البيزنطى وعندما مات الإمبراطور زينوا تزوجته إرملته اريادن فأصبح أناستاسيوس إمبراطورا طبقاً للمثل العامى " من يتزوج الإمبراطورة يصبح إمبراطوراً " ..  (1)
إنتخاب يوحنا 2
ترهب يوحنا فى دير الغار الذى كان على مقربة من بلبيس (محافظة الشرقية) وقد اقام فى مكان واحد (قلاية أو مغارة) لا يغادره ناسكاً ومتعبدا مدة طويلة لذلك أطلق عليه الحبيس ، وكان قريباً لسلفه البابا المتنيح يوحنا 1 البطريرك رقم 29 وقد رسم بابا فى 3 بؤونه 221 ش التى توافق 29 مايو 505 م
العلاقة بين البابا يوحنا 2 والكنائس الأخرى .. ولقد استمرت حالة السلام ولم تكن الكنيسة مقيدة بالإضطهاد فإستثمرت مناخ الحرية الذى عاشته فإتسع تبشير الكنيسة القبطية لتجمع بنى مصر حولها وأستمرت فى إسترداد مراكز الأسقفية والمدن والقرى التى فقدتها عندما كان يعين الأباطرة اساقفة ملكيين خلقيدونين غرباء على مصر وقد تلقى هذا البابا عقب جلوسه على كرسى مار مرقس رسول المسيح لأرض مصر رسائل من اساقفة الكنائس الأخرى وكانوا يؤيدون الإعتراف بالإيمان الصحيح ويرفضون كل الهرطقات خاصة هرطقات نسطور وأوطاخى وأبوليناريوس معترفين بجملة البابا ديسقوروس الشهيرة " طبيعة واحدة للمسيحة الكلمة المتجسد " 
وقد إستمرت الرسائل المتبادلة بينه وبين مار ساويرس بطريرك انطاكية الذى كان مقيماً بالأسكندرية قبل رسامته على أنطاكية ، وقد عينه الأمبارطور مار ساويرس أسقفاً على أنطاكية ، وكان بطريرك أنطاكية لاخلكيدونى (لاخلقيدونى) أى أنه لا يتبع قرارات هذا المجمع المشئوم ، قد اشتهر بالحماس والتعصب للطبيعة الواحدة للمسيح الكلمة المتجسد وكان يجادل ويناقش ويتعصب لفكره وقد كان ما يفعله ضد سياسة الإمبراطور انسطاسيوس أو أناستاسيوس الذى ترك كل أسقف حسب عقيدته الدينية حتى أنه ترك اليهود وعبدة الأوثان يمارسون عباداتهم أيضاً ، وقد حاول القيصر أن يجعله يتنازل عن تعصبه هذا ضد ألاخرين سواء بالقوة أو باللين فلم يجد إلا إصراراً على موقفه فتركه .  
*** ويقول المؤرخ القس منسى يوحنا (1) : " وقد ارسل الأنبا ساويرس بطريرك انطاكية هذا الذى جلس على كرسى القديس اغناطيوس الكبير سنوديقا (رسالة شركة) إلى البابا يوحنا الإسكندرى بالإتحاد فى الأمانة ويبشر فيها بالإتفاق فيما بينهما فى المانة الواحدة الأرثوذكسية وفى جميع انحاء الكرازة المرقسية وأصعدوا صلوات وشكروا السيد المسيح الذى اعاد العضاء المقطوعة إلى مواضعها ، وكتب أيضا البابا يوحنا إلى القديس ساويرس جواباً يشرح فيه الأمانة المستقيمة ، ففرح به هذا الأب فرحاً عظيماً "
نياحة البابا يوحنا الأول البطريرك رقم 30
وأقام البابا يوحنا 2 البطريرك رقم 30 يرعى الشعب القبطى ويعمل من اجل كنيسة المسيح فى مصر لمدة 10 سنين و 11 شهر و 23 يوماً واخيراً إنضم إلى آبائه واخوته الآساقفة السابقين وتنيح فى 27 بشنس 232ش التى توافق 22 مايو 516 م
 وما زال القديسين وآباؤننا البطاركة والآباء الكهنة وشعب المسيح يعمل فى كرم الرب ويكافحون من أجل جذب النفوس للمسيح ، وما زال كلمة الرب تنموا وتزداد فى أرض مصر .
مـــــــــــــــــراجع
(1) http://www.coptichistory.org/new_page_5675.htm أناستاسيوس 1 Anastasius I حكم 481 - 518 م
(2) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 263 - 264

الأحد، نوفمبر 21، 2010

البابا يوحنا الأول البطريرك رقم 29

البابا يوحنا الأول البطريرك الـ 29 - لقب بيوحنا الراهب

الحكام المعاصرين
 انسطاسيوس أو أناستاسيوس  Anastasius  491 – 518 م  مسيحى - لا خلقدوني وكان أناستاسيوس قائداً من قواد الجيش البيزنطى وعندما مات الإمبراطور زينوا تزوجته إرملته اريادن فأصبح أناستاسيوس إمبراطورا طبقاً للمثل العامى " من يتزوج الإمبراطورة يصبح إمبراطوراً " ..  (1)
إنتخاب يوحنا 1
ذكرت المؤرخة مسز بتشر أن يوحنا (2) : " قضى بضع سنين راهباً متعبداً  فى دير الغار الذى كان على مقربة من بلبيس (محافظة الشرقية) وعلى مايبدوا ذهب إلى دير الأنبا مكارى حيث قضى السنين الطوال فى الجهاد الروحى فعطر برية شهيت ( وادى النطرون) بسيرته الحسنة التى فاحت فقصده وفد من الأساقفة والأراخنة لمقابلتة فى برية شهيت والإعراب له عن رغبتهم فى إنتخابه ، فإمتنع فى بداية الأمر لزهدة ولكنه أعلن عن خواطره لزواره فأكد أنها كرامة لا يستحقها ولكنه يقبلها إذ يشعر أنها ضرورة موضوعة عليه من الرب وسيبذل كل ما فى وسع بأن يجاهد فى سبيل الإيمان بكل ما أوتى من قوة ، وفرح مندوبو الشعب حين سمع هذه الكلمات وإستصحبوا الناسك يؤنس (يوحنا) معهم إلى الإسكندرية حيث تمت رسامته فى 1 بابه 213 ش التى توافق 29 سبتمبر  496م بإسم الأنبا يوأنس البابا السكندرى الـ 29
ولم يركن الأقباط قادة وشعباً بالكنيسة المصرية إلى الكسل فبعد أن ساد السلام وتوقف إضطهاد اباطرة البيزنطيين للكنيسة حتى عمل الأقباط على جذب ما فقدوه نتيجة لتأثير السلطة العالمية فإستردت ما فقدت من محافظات كان اساقفتها قد انضموا إلى الأسقف الدخيل الملكى المعين من الأمبراطور ، كما أنه بدأت تأخذ مكانتها ثانية بين مراكز كنائس العالم فقد تلقى البابا يوحنا عقب جلوسه رسائل عديدة من رؤساء الساقفة الشرقيين الرثوذكسيين يهنئونه بوصيتة ويؤيدون له الإعتراف بالإيمان المستقيم معترفين بوحدة طبيعة المسيح الكلمة المتجسد 
العلاقة بين البابا يوحنا1 والكنائس الأخرى
الكنيسة المصرية والكنيسة الأنطاكية
ذكرت المؤرخة مسز بتشر (3) : " تبادل البابا يوحنا الرسائل الدينية بينه وبين انطاكية وظلت هذه الرسائل مستمرة بين بطريرك الإسكندرية وبطريرك أنطاكية متبادلة على مر العصور حتى يومنا هذا ، وكان بطريرك انطاكية فى ذلك الوقت أسمه ساويرس وقد إشتهر فى الحزب القائل بأن المسيح طبيعة واحدة للكلمة المتجسد ، وكان ضد حزب مجمع خلكيدونية ، وكان قبل رسامته مقيماً فى الإسكندرية فإختاره الإمبراطور بطريركاً لأنطاكية ، ولما كان الإمبراطور أناستاسيوس لا يسمح بنقاش الخلاف الدينى بين الكنائس فقد أسف فيما بعد لتعيين ساويرس فى هذا المنصب لأنه كان لا يعرف التسامح بل كان يضطهد كل من لا يقبل عقيدته .
الكنيسة المصرية والكنيسة الأثيوبية (الحبشية)
وكانت الكنيسة الأثيوبية تحافظ على مبدأ الطاعة والخضوع لأمها الكنيسة المصرية فرفضت قرارات مجمع خلكيدونية ولم تعترف برئاسة البطاركة ألأروام (الملكيين) الدخلاء الذين كان الإمبراطور يعينهم على الكرسى المصرى ويجبر المصريين على قبولهم ، وكان رسامة مطران أثيوبيا تتم على يد بطريرك الأقباط فى مصر وكان يستحيل على الأثيوبيين قبول أى مطران آخر لا يعينه بطريرك مصر وقد ظلوا محافظين على هذا المبدأ حتى إنفصلوا بعد أن قامت الثورة الشيوعية فى العصر الحديث .
غزو الفرس
فى سنة 501 غزا مصر الجيش الفارسى وإحتل الوجة البحرى حتى وصل إلى أسوار مدينة الإسكندرية ، ولكن قامت الجيوش البيزنطية بهجوم مضاد فصدتهم عن المدينة وهزمتهم فى مواقع عديدة ، وأجبراتهم على الإنسحاب من مصر بعد أن اخرب الفرس المدن والقرى والزرع وأستولوا على المواشى والأغنام فوقع الشعب المصرى فى مجاعة ، وحدث فى يوم عيد القيامة المجيد أن احد يهود مدينة الإسكندرية كان قد أعتنق المسيحية تبرع بتوزيع مقدار كبير من القمح على الفقراء والجياع فحضرت جموع غفيرة من هؤلاء الناس حول الكنيسة للحصول على الصدقات فتكالبوا وإزدحموا كل يريد منهم الحصول على نصيبة فسقط بعضهم على الأرض وداستهم أقدام ألاخرين فمات فى ذلك اليوم نحو 300 شخصاً . 
الشاعر القبطى كريستودوروس الأقصرى
ونبغ فى هذا العصر شاعر قبطى لا تزال قصائدة الرائعة ونثره الرقيق مكتوبة فى الكتاب الخامس من منتخبات الأشعار عند اليونان ، وكانت قد نشرت أعمالة بعد موته بفترة قصيرة فى القسطنطينية وأسم هذا الشاعر  كريستودوروس من مدينة طيبة (الأقصر) وكان قد عانى صعوبات كثيرة فى نسخ أشعاره لنشرها ، لأن الكتاب والشعراء والمؤلفين كانوا يجدون صعوبات كثيرة لتسجيل أفكارهم ومؤلفاتهم لأن ورق البردى كان يستورد من مصر ، وما تزال مصر تصدر إلى أنحاء العالم كله حتى الآن أعمال بنيها بعد أن تكتشفها الأيدى الأجنبية والمحلية أو بطريق الصدفة فى القبور القديمة أو الأبنية المهجورة والمعابد والمدن المطمورة وفى الأديرة والمناسك ايضاً .
العالم القبطى ديسكورويدس
ومن أشهر كتاب وضعه عالم قبطى ايضاً أسمه ديسكورويدس عن علم النبات بناء على طلب احدى أميرات البيزنطيين والكتاب مزين بالرسوم الجميلة محلى بالصور والنقوش التى تبهر وتدهش من يراها وهذا الكتاب موجود فى مكتبة فينا فى النمسا إلى يومنا هذا
سفر التكوين
  فى مكتبة فينا فى النمسا ايضاً نسخة من سفر التكوين كتبت فى مصر فى بداية القرن الخامس وبها أكثر من 88 صورة تختص بمواضيع تاريخية دقيقة الصنع جميلة الرسم
نياحة البابا يوحنا الأول البطريرك رقم 29
وأقام البابا يوحنا 1 البطريرك رقم 29 يرعى الشعب القبطى ويعمل من اجل كنيسة المسيح فى مصر ثمانى سنين وسبعة أشهر وتنيح فى 4 بشنس 221 ش التى توافق 29 أبريل 505م
 وما زال القديسين وآباؤننا البطاركة والآباء الكهنة وشعب المسيح يعمل فى كرم الرب ويكافحون من أجل جذب النفوس للمسيح ، وما زال كلمة الرب تنموا وتزداد فى أرض مصر .
مـــــــــــــــــراجع
(1) http://www.coptichistory.org/new_page_5675.htm أناستاسيوس 1 Anastasius I حكم 481 - 518 م
(2)  مسز بتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية طبعة 1900 م المجلد الأول جـ 2 ص77
(3) مسز بتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية طبعة 1900 م المجلد الأول جـ 2 ص 78
(4) مسز بتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية طبعة 1900 م المجلد الأول جـ 2 ص 79 - 80

السبت، نوفمبر 20، 2010

الإمبراطور أناستاسيوس الأول 481 - 518

الأمبراطور أناستاسيوس 1   481 - 518
حكم 481 - 518 م ولد فى 431 م وإعتلى عرش الإمبراطورية البيزنطية فى 11 أبريل سنة 491م ومات ميتة طبيعية فى 1 يولية سنة 518م
  وتزوجته أريادن أرملة زينو وقد رفعته إلى العرش - ويقول الأنبا أيسيذوروس (1) أن اصله من مدن إيطاليا ومن عائلة غير معروفة فإرتقى بمهارته فى درجات الجندية حتى وصل لأن يكون ضابط فى القصر الملكى فرأته أرياتدن وتزوجته بعد موت زوجها وأجلسته على العرش وكان مثل ألأباطرة السابقين فى إحترامه للمذهب القويم وإمداده لهم ببناء وتعمير الكنائس وألأديرة وأحسن للرهبان ودفع المرتبات  السنوية لهم .
عملة ذهبية لأمبراطور أناستاسيوس 1   481 - 518

عملة معدنية من البرونز bronze سكت (ضربت) فى أثناء حكم الأمبراطور أناستاسيوس 1 Anastasius I حكم 491 - 518 م الوجه صورة للأمبراطور  أناستاسيوس قيمتها  follis فلس
ANASTASIVS يلبس ملابس مموجة ودرع ورتبته العسكرية على اليمين - والوجه ألآخر للعملة حرف M كبير كتب بين نجمين وفوق هذا الحرف صليب وقطر العملة 31 ملم ووزنها  15.9 جم
المراجــــــع
(1) راجع الأنبا إيسيذوروس فى الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 ص 584



 



العصر القبطى المسيحى فى مصر


العصر القبطى المسيحى فى مصر
فى عام 540 م بدات الحرب بين جيوش الأمبراطورية البيزنطية وجيوش الفرس بقيادة كسرى ملك الفرس .. فقام الأمبراطور جوستنيان إلى تحويل الأديرة المسيحية إلى معاقل وحصون عسكرية لتأمين الطرق المؤدية إلى مصر عبر سيناء
وفى عام 553 م عاد الأمبراطور جوستنيان إلى الأيمان بعقيدة المصريين فى المسيح وترك مذهب الطبيعتين .
فى عام 565 م توفى الأمبراطور جوستنيان وجلس على العرش البيزنطى أبن اخته الأمبراطور جوستين الثانى .
فى عام 567 م جلس على الكرسى المرقسى الأنبا بطرس ليصبح البطريرك رقم (34)
فى عام 571 م مات الأمبراطور تيروس وتولى بدلاً منه الأمبراطور موريس وقد كان يحكم مصر فترة من الزمن كوالى
فى عام 602 م هاجم أحد قواد الجيوش البيزنطية واسمه فوكاس الأمبراطور موريس وأعدمة وجلس على الغرش البيزنطى مكانه
فى عام 606 م أنتخب الشعب القبطى نسطاسيوس ليصبح البطريرك رقم (36)
فى عام 610 م هاجم قائد الجيوش فى شمال افريقيا وأسمه هيرقل القسطنطينية عن طريق البر وهزم فوكاس ونودى بهرقل أمبراطوراً للأمبراطورية البيزنطية .
فى عام 616 م أنتخب الشعب الأنبا روتيكوس ليصبح البطريرك رقم (37)
فى عام 622 م سقطت مصر فى يد الفرس .
فى عام 623 أنتخب الشعب الأنبا بنيامين ليصبح البطريرك رقم ( 38)
فى عام 623 م هاجم هرقل القوات الفارسية وقضى عليها
فى عام 631 م حاول الأمبراطور هرقل أن يوحد المسيحية وأرسل قيرس لفرض وجهه نظرة .. وقام قيرس بأضطهاد الأقباط وقتل اخى الأنبا بنيامين وهرب الأنبا بنيامين إلى القصر ومكث فى أحد اديرة الصعيد
فى عام 640 م هاجم عمرو بن العاص مصر وأحتلها
فى عام 641 م مات أمبراطور الأروام هيرقل

إنتشار السلام بين الكنائس الشرقية فى الإمبراطورية البيزنطية


إنتشار السلام فى الإمبراطورية البيزنطية
وهيأ الرب الظروف حيث جلس على عرش الإمبراطورية الأمبراطور أناستاسيوس الذى كان منفياً فى مصر وعرف وفهم كل الخلافات الدينية ومدى تدين المصريين ويعتقد أنه أحيط علما بمقررات مجمع خلكيدونية والإنقسامات التى أحدثها ، فعمل مع البابا المصرى على إعادة السلام فى ربوع شرق الإمبراطورية عموماً وفى مصر خاصة
سياسة القيصر الإمبراطور أناستاسيوس
بعد أن أعتلى الإمبراطور العرش حتى أرسل أسقف روما مندوبان يحملان رسالة ، تضمنت هذه الراسلة تهنئته بالعرش وما كتب رجاؤه أن ينشر مرسوماً يلغى وينسخ وينقض منشور زينون " أساس الوحدة " "الهنوتيكون" بحجة أن المنشور الجديد سيعيد كنيسة الإسكندرية إلى الشركة مع الكنيسة الغربية ولما وصلت هذه الرسالة لم يحب ان يتدخل فى العلاقات الكنسية فرأى الإمبراطور أن يجمع بين المندوبين الغربيين وبين سفراء البطريرك المصرى أثناسيوس الثانى فى القسطنطينية العاصمة الشرقية ، وعرب البطريرك المصرى بفحوى هذه الرسالة فزود سفرائه بمذكرة تفصيلية تضمنت وجهة نظر الكنيسة المصرية فى العقيدة ، وأوضح البابا المصرى أن الباعث على إنشقاق الكنيسة هو طومس لاون الذى جعل من المسيح الواحد مسيحين منفصلين ، وقد حرم فى المذكرة نفسها كل من نسطور وأوطيخا .
ولم يريد الغربيون مناقشة عقيدتهم مع المصريين والوصول لحل ولكنهم كانوا يريدون أن يجبروهم بمجامع أو بالأباطرة ، وكان الغربيون يعرفون تماماً أن المصريين لن يعترفوا بمجمع خلكيدونية الذى لعنوه مراراً وتكراراً ، إذ جدد حرمة كل باباوات الإسكندرية الذين تعاقبوا بعد الأنبا ديسقوروس على السدة المرقسية (1)  ورفض الإمبراطور أناستاسيوس طلب أسقف روما ولم يصدر منشوراً ينقض منشور افمبراطور زينو إذ لم يجد أن إصدار منشور مثل هذا من مبرر . 
وكانت سياسة الأمبراطور أنستاسيوس ألا يدع أحداً يدخل فى مناقشات دينية وأنه ينبغى أن تترك الحرية لكل إنسان فى إختيار أى مذهب أو دين أو عقيدة يختارها وأن تتبع البلاد إعتقاد أسقفها ، وأن يكف هؤلاء الرؤساء عن محاكمة ومطاردة كل من يخالف عقيدتهم ، وقد قال احد المؤرخين أنه  ولما رأى بعض الأساقفة ميالين لكى يكدروا صفو الكنيسة مرة أخرى أصدر الأوامر بإبدالهم أو نقلهم إلى أماكن نائية حتى لا يعودون يبثوا الفرقة والخلاف لغاية فى نفوسهم ولكى يحرمون من يقر أو لا يقر بمقررات مجمع خلقيدونية وقلت الإنقسامات والتحزبات فى أنحاء الإمبراطورية فترك الإمبراطور الحرية لكل فريق ليعيش وفق عقيدته التى يدين لها بالولاء (2) ،  ساد روح السلام على الكنائس الشرقية بأسرها وخاصة الأربعة كنائس الرسولية الكبرى وهم : الإسكندرية والقسطنطينية وأورشليم وانطاكية  إلا الكنيسة الكاثوليكية فى الغرب اللذان لم يختلفا مع الأحياء بل مع الموتى أيضاً حيث أنهما طلبا شطب البابا ديسقوروس وبطريرك القسطنطينية الذى إتحد مع بطرس بطريرك الإسكندرية من قائمة الأساقفة ،  ثم حدثت قلاقل وإضطرابات فى أنحاء الإمبراطورية البيزنطية ماعدا مصر حتى فى القسطنطينية نفسها حيث تعدى الرعاع على الأمبراطور وأهانوه فتهددهم بالتنازل عن العرش وإلقاء الحكم على غاربها فتحدث فوضى لا تحمد عقباها إذا هم لم يرجعوا عن إهانتهم ومضايقتهم له ، إلا أنه حدث أن تفشى فى مصر مرض غريب قيل أنه نوع من الجنون أصاب الأهالى على إختلاف أعنارعن وجنسياتهم فكان المصاب يطوف فى الشوارع وهو ينبح ويسهل كالكلب إلى أن يفقد النطق ويعتريه الصمم ، وقال بعضهم أنه مرض الكلب وقال ىخرون أنه نوع من الصرع المعدى !!    
إستمرار الشركة بين الإسكندرية والقسطنطينية
إستمر الإتحاد الذى عقدة بطريرك الإسكندرية مع أكاكيوس بطريرك القسطنطينية وفى عصر البابا المصرى البابا أثناسيوس الثانى البطريرك كانت الكنيسة متحدة فى الإيمان بعقيدة الكنيسة المصرية "الطبيعة واحدة للكلمة المتجسد" ولكن حدث أن توفى أكاكيوس أسقف القسطنطينية بطريرك العاصمة وكان الذى بعده أسمه أفراويطاوس وكان مستقيمى الإيمان ولم تطل حياته فخلفه أوفيميوس الذى مال فى آراءه لمجمع خلقيدونية وتحزب ضد الأرثوذكسيين فى القسطنطينية العاصمة فعقد ضده مجمع وأسقطه وحرمه وعزله ونفاه الإمبراطور وأقيم بدله مكدونيوس  
هيروكليس الفيلسوف القبطى الوثنى والطبيب أتيوس
وذاق المسيحيين طعم السلام بين كنائسهم كما ذاق الوثنيين طعم الراحة والسلام أيضاً (2) ، ومنهم هيروكليس ومما يذكر أن مشاهير فلاسفة الأقباط الوثنيين مرارة الإضطهاد والعذاب لأجل أفكاره حتى جلدوه أمام الأهالى فى شوارع القسطنطينية فى أوائل القرن الخامس ، وقد تمتع بأيام السلم وعاد إلى وطنه وهو يشكر على نعمة العدل والمساواة التى مرت فيها البلاد .
وكان هيروكليس هذا ضمن العلماء الذين بذلوا جهوداً شاقة ليوفقوا الفلسفة فى الوثنية والديانة المسيحية وأن يطابق بين آداب وتعاليم تلك بهذه ، ولا تزال بعض مؤلفاته باقية حتى يومنا هذا ولم تدرس كتاباته دراسة كافية لأنه بدراستها يمكن أن تغطى فترة نمو العقيدة المسيحية .
أما باقى الكتاب والمؤلفين لا يوجد من يستحق الكتابة عنه إلا أتيوس الطبيب وهو طبيب قبطى بارع ولد فى أنطاكية وتربى فى الإسكندرية وأعتنق مذهب آريوس وتطرف فى التحيز له ، والذى يراجع تاريخ هذا الطبيب المشهور يكتشف أنه كان وثنى وعندما إعتنق المسيحية هرطق فيها ، وقد كتب هذا الطبيب كتاباً كله أموراً لا يصدقها عقل وقد كتب فى مقدمته بعض العبارات التى تبين مقدار اهمية الطبيب فى ذلك العصر ، وكذلك مدى سطوته وكثرة اصدقائة ، وكان أتيوس هذا يعتقد أنه توجد منافع عديدة لمياة النيل وفيه شفاء للناس ، ويزعم أن حجر اليشب إذا وضعه الإنسان فى خاتم ولبسه فى أصبعة أثر مزاجه تأثير حسناً .     
نياحة البابا أثناسيوس الثانى
وجلس البابا أثناسيوس الثانى البطريرك الـ 28 على كرسى مار مرقس الرسول كاروز الديار المصرية 6 سنوات و 9 أشهر و 21 يوما كانت كلها خالية من الإضطرابات والخلافات وكانت الكنيسة سالمة وكانت كلمة الرب تنمو وتزداد وكان هو البطيريرك الوحيد على كل أرض مصر وتنيح فى 20 توت 213 ش   التى توافق 17 سبتمبر 496م
بركة هذا البابا تكون معى ومعكم يا آبائى وأخوتى وابنائى آمين
مـــــــــــــــــراجع
(1) تاريخ الكنيسة باللغة الفرنسية للأرشيمندريت جيتى جـ 5 ص 58 
(2)  تاريخ الكنيسة باللغة الفرنسية للأرشيمندريت جيتى جـ 5 ص 53
(3) مسز بتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية طبعة 1900 م المجلد الأول جـ 2 ص 73 - 77

الخميس، نوفمبر 18، 2010

البابا أثناسيوس الثانى البطريرك رقم 28

وفى المجمع السابق رقى البابا بطرس منغوس ليكون فى درجة أسقف القسطنطينية وأسقف روما .
الحكام المعاصرين
1 - زينون/ زينو  البار  Zeno   474 – 491 م & مسيحى - لا خلقدوني (1)
2 - انسطاسيوس أو أناستاسيوس  Anastasius  491 – 518 م  مسيحى - لا خلقدوني وكان أناستاسيوس قائداً من قواد الجيش البيزنطى وعندما مات الإمبراطور زينوا تزوجته إرملته اريادن فأصبح أناستاسيوس إمبراطورا طبقاً للمثل العامى " من يتزوج الإمبراطورة يصبح إمبراطوراً " ..  (2)
إنتخاب أثناسيوس بطريركاً
وعندما تنيح البابا بطرس أقيم بطيريرك أسمه أثناسيوس إنتخبة الشعب والإكليروس  بالأجماع كعادة إنتخاب بطاركة الأقباط المصريين ولذلك كان إنتخابه قانونياً حسب تقليد للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وسيم فى 2 كيهك 206 ش التى توافق 27 نوفمبر 489 م فى عهد الإمبراطور زينون وكان أثناسيوس كاهناً فى كنيسة الأسكندرية وكيلاً لكنائسها مشهوراً بتقواة وإستقامة إيمانه .. ومن الأسماء التى أطلقت على البابا اثناسيوس تمييزاً له عن البابا أثناسيوس الرسولى فاطلق عليه اسم البابا أثناسيوس الثانى أو البابا أثناسيوس الصغير تميزا له عن البابا أثناسيوس الذى لقب بالكبير (*) ، وكانت ايام هذا البابا أيام سلام لأن جميع الكنائس الرسولية رفضت قرارات مجمع خلكيدونية وحرمت رسالة لاون ، وكان هو البطيريرك الوحيد على كل أرض مصر ولم يناوئه أى أسقف معين من قبل الخلقيدونيين (الملكيين).
علاقة الإمبراطور البيزنطى أناستاسيوس بمصر
ذكرت المؤرخة مسز بتشر (3) عن علاقة أناستاسيوس بمصر فقالت : " كان الإمبراطور أناستاسيوس عارفاً بأحوال مصر ملماً بأخلاق شعبها والسبب أن سلفه ألإمبراطور زينوا كان قد نفاه إلى مصر  ولم نعرف سبب نفى أناستاسيوس حيث أقام فى مركز منوف (محافظة المنوفية) وكان له اصدقاء مصريون كثيرون ، وحدث أن واحداً من أغنياء منوف أشار على أناستاسيوس وهو منفى بزيارة راهب مشهور أسمه أرميا كان يقطن إحدى قرى هذه المنطقة وإنتشرت تقواة وسمعته الطيبة وقداسته بين الناس ، وكان يأمل أن يزيح حزن أناستاسيوس وغمته ويفرج عنه ، فسمع اناستاسيوس لصديقه المصرى وذهب إليه مع بعض من أصدقائه حتى وصلوا إلى ارميا وسألوه أن يمنح أناستاسيوس بركة ويطلب من الرب فى صلواته أن يحقق له أمنياته ويعيده إلى مكانته بالقسطنطينية ، وقبل الراهب أرميا طلبهم وباركهم جكيعاً ولم يخص أناستاسيوس بكلمة واحدة .
 ولكن بعد أن إنصرفوا من أمامه إلتفتوا إلى أناستاسيوس وجدوه مغتماً مهموماً لأنه توهم أن هذا الناسك المتعبد علم خفايا قلبه  وظهر له أنه إنسان غير مستقيم النية فلم يمنحه بركه خاصة لأنه لا يسنحقها ، فحاول أصحابه المصريين أن يصرفوا عنه هذا الفكر الذى أزعجته فلم يقدروا ، ولذلك رجع من أصحابه إلى مكان نسك الراهب إيليا وأخبروه ان أناستاسيوس الذى وفدوا إليه من أجل إراحته نفسياً خرج من عنده حزيناً كيئباً مغموم النفس ، وعندما سمه الراهب الناسك هذا طلب منهم أن يأتوا بأنستاسيوس مرة ثانية ، فلما قابله مع أصدقائه طلب أن يختلى به مع ثلاثة فقط من أصحابه الذين يثق فى إخلاصهم ، وشرح لهم السبب الذى لأجله لم يمنح أناستاسيوس بركة خاصة وذلك لأنه رأى فى رؤيا وإذ بيد إلهية موضوعة على رأس أناستاسيوس ، فلا حاجة إذا له بطلب المزيد من البركة ما دام الرب بنفسه باركه .
وبدأ الراهب المصرى أرميا يوصى أناستاسيوس قائلاً : إن الرب بارك اسمه إختارك من بين ملايين من البشر لترعى شعبه وأوكل إليك فى الدفاع عن رعيته ، فإذا تمت هذه النبوة التى أنبأتك بها اليوم ، فيتحتم عليك أن تتمم أنت ايضاً ما أوصيك وهو ان لا ترتكب الخطايا ولا تسير بقدمك نحو الشرور والآثام وأن لا تعمل عملاً لمقاومة عقيدة المسيح وأن لا تصادق على مجمع خلكيدونية لأن الموافقة على قراراته تغيظ الرب وتغضبه "
أعمال أناستاسيوس فى مصر بناء قلعة على البحر الأحمر وترميم منارة الأسكندرية
ولما أصبح اناستاسيوس أمبراطوراً بالقسطنطينية أرسل وطلب بعض الأقباط من تلامذة أرميا لكى يزوروه فيكرمهم كما أكرموه فى شدته (4) كما وقفوا معه فى الأيام السيئة ، فذهب إليه وفد من تلاميذ الراهب مينا وكان معهم راهب أسمه وريدنوس قريب لمينا الراهب ، وكان الراهب مينا قد أوصاهم أن : " لا يقبلوا هدية أو عطية من الإمبراطور لأنفسهم ولكنهم ممكن أن يقبلوا بخور أو اوانى مقدسة أو ادوات للكنيسة يرسلها جلالته لكى تقوم الكنائس بخدمتها للشعب ، فتذكر الإمبراطور أنه عندما كان منفياً فى أرض مصر بنى كنيسة كبرى فوق الصومعة التى كان يسكنها الراهب فأرسل إليها مع هذا الوفد أوانى من ذهب وفضة وبخوراً ونذوراً ثمينة القيمة ، كما أنه بعث بهدايا فاخرة لأصدقائة المحبين المصريين الذين كانوا حوله فى أرض غربته فى مصر ، ولم يكتفى الإمبراطور بذلك بل أنه عين بعضاً منهم حكاماً ومديرين فى الأقاليم ، ومن ضمن أعماله فى مصر أنه أمر ببناء قلعة على شاطئ البحر الأحمر ، وقام بترميم منارة الإسكندرة المشهورة وكانت آلت للسقوط والدمار ، ولم يقم بين الأباطرة الرومانيين إمبراطوراً كان محباً لمصر ومحبوباً  من المصريين مثل أناستاسيوس .
مـــــــــــــــــراجع
(1) http://www.coptichistory.org/new_page_5655.htm الإمبراطور البيزنطى زينو أو زينون 474-491 م
(2) http://www.coptichistory.org/new_page_5675.htm أناستاسيوس 1 Anastasius I حكم 481 - 518 م
(3) مسز بتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية طبعة 1900 م المجلد الأول جـ 2 ص 73 - 74
(4) تاريخ الكنيسة القبطية منسى يوحنا ص 361 - 362
(*) يرى بعض المؤرخين أن الإمبراطور أناستيوس لم يجلس على العرش إلا بعد نياحة الأنبا أثناسيوس الثانى ، على أن جدول الباباوات الملحق بدليل المتحف القبطى لمرقس سمية باشا جـ 2 ص 161 - 168 يسجل لأن هذا الإمبراطور بدأ حكمه فى باباوية الأنبا أثناسيوس الثانى ولما كان هذا الجول من الجداول المعتمدة فى الكنيسة القبطية - وقد إعتمدنا فى هذا الموقع جدول البطاركة للشماس كامل صالح نخلة مع بعض التعديل البسيط  ألتزمنا فى هذا الموقع بهذا الجدول الذى يعتبر أدق جدول حتى الآن   http://www.coptichistory.org/new_page_240.htm

الثلاثاء، نوفمبر 16، 2010

أحداث حدثت بعد إتحاد الكنيسة المصرية مع كنيسة القسطنطينية


الآباء بطاركة القسطنطينية الذين أتحدوا مع بطاركة الإسكندرية
وبعد أن أتحد البابا بطرس منغوس بطريرك الكنيسة المصرية الـ 27 مع أكاكيوس بطريرك القسطنطينية ثم بعد مدة توفى أكاكيوس جاء بعده أفراويطاوس ولم تطل حياته فخلفه أوفيميوس فأرسل إليه البابا بطرس خطاباً عن رسائل سلفه أفراويطاس يحرم فيه المجمع الرابع ، ولكن كان أوفيميوس على مذهب الملكيين ومؤيد لقرارات مجمع خلكيدونية فقطع العلاقات الأرثوذكسية مع البابا بطرس ، أما الذين اتحدوا مع باباوات الإسكندرية من بطاركة القسطنطينية  (1) وكان كل بطريرك يجلس على كرسى بطيريرك القسطنطينية يشهر إتحاده مع بطريرك الإسكندرية فى عصره وكانوا يتبادلون رسائل الشركة ومنهم : اقراوابطاس سنة 491 .. وتيموثاوس الأول سنة 511 م وأنتيموس سنة 535 وسرجيوس سنة 608 وبيروس سنة 639 م وبولس سنة 643 وبطرس سنة 652م وتوما سنة 656 وتاوروس سنة 666 ويوجنا سنة 712 م 
بابا روما ومشروع أساس الإتحاد
لم يوافق فيلكس أسقف روما على منشور الإتحاد وقاوم هذا المشروع ،  وحدث أن بعض أنصار مجمع خلكيدون كتبوا رسالة لأكاكيوس أسقف القسطنطينية يلومونه فيها على إعادة الشركة والإتحاد مع البطريرك المصرى بطرس منغوس فلم يكترث أكاكيوس بكتاباتهم بل أقنع كثيرين منهم على الموافقة على منشور الإتحاد ، ولكن لم يوافق بعضهم وأرسل واحداً منهم أسمه كيرلس وكان رئيس لدير أشتهر هذا الدير بأسم الذين لا ينامون إلى اسقف روما يستنجد به وفى تلك ألأثناء أرسل فيلكس خطاباً إلى الإمبراطور زينوا رجا منه فيه أن يتوسط لدى البربر المغيرين على كنيسة أفريقيا ليحول دون إغتصابهم إياها (تونس والجزائر والمغرب)  .. قد حمل الخطابان مندوبان كما حملا أيضاً رسالتين آخريين : واحدة إإلى الإمبراطور أيضاً والثانية إلى أكاكيوس الأسقف القسطنطينى ، ومن المستغرب أن فيلكس أسقف روما حذر مندوبيه من الإتصال بأكاكيوس على الرغم من أنهما حملهما رسالة إليه ، وأن لا يعملا شيئاً بلا أتفاق مع كيرلس وبدلاً من أن يخاطب ويتكلم مع الأساقفة فى هذا الشأن أرسل الخطابات السابق ذكرها ، ولكن حدث أن الإمبراطور زينو علم من عيونه وأرصاد بالغرض من إرسال اسقف روما لمندوبيه ، فأمر بالقبض عليهما وأودعهما السجن ، كما أمر بإنتزاع جميع الأوراق التى يحملانها ، وكانت الرسالة التى أرسلها أسقف روما إلى قيصر زيو أو زيون طالباً نفى بابا الإسكندرية بطرس وإعادة يوحنا التلاوى وسحب كتاب الإتحاد وإرسال أكاكيوس إلى روما ليعتذر عن نفسه .
وبينما مندوبى اسقف روما فى السجن بعث إليهما الإمبراطور زينو برسول خاص أقنعهما بالإتصال بأسقف القسطنطينية أكاكيوس فوافقا ، وعندما صدر الأمر بالإفراج عنهما فإستأنفا رحلتهما إلى القسطنطينية وحين زصلاها إتصلا على الفور بأسقفها كما أتصلا بسفراء الأنبا بطرس الثالث ، وكانت مقابلتهما للأسقف القسطنطينى ولسفراء البابا السكندرى فى وضح النهار وعلى مرأى من أهالى القسطنطينية
، ورد الإمبراطور زينو علي فيلكس اسقف روما وقال له : بأن يوحنا نفى لحنثه فى القسم وأن بطرس إيمانه صحيح ، أما اكاكيوس بطريرك القسطنطينية من كتابات أسقف روما التى تدل على كبرياء متناهية وأصر على الشركة والوحدة مع البابا بطرس ،
وإغتاظ اسقف روما مما حدث فعقد اسقف روما مجمعاً حرم فيه البابا بطرس وأكاكيوس ، ولم يكتفى بذلك بل أنتدب مندوباً ثالثاً ليحمل حرمه هذا إليهما (فى القسطنطينية) على أنه من المفارقات أن هذا المندوب الثالث وقع بدوره تحت تأثير رجال البلاط الإمبراطورى وإنضم إلى مار أكاكيوس أسقف القسطنطينية والأنبا بطرس الثالث البطريرك المصرى
ولما بلغهما الخبر عقد كل منهما فى عاصمة بطريركته مجمعاً محلياً حرم يه أعمال مجمع خلكيدون ورسالة لاون .
على أن هذه الحروم لم يكن لها أثر على الإطلاق لأن كنيستى الأسكندرية والقسطنطينية ظلتا تعدان البابا بطرس الثالث والأسقف أكاكيوس الحبرين الشرعيين لهما ، كما عدتا فيلكس السقف الرومانى متدخلاً فيما ليس يعنيه كذلك ظلت الكنيستان على صلة المودة التى جاهد كل من ألنبا بطرس ومار اكاكيوس فى سبيل دعمهما (2) 
مجمع محلى بالأسكندرية والذين لا رأس لهم
وحدث أن اساقفة مصر لما احسوا بأن بطريركهم الأنبا بطرس عقد إتحاداً مع كاكيوس بطريرك القسطنطينية الذين كانوا يعلمون أنه كان أحد أعضاء مجمع خلكيدون وأشترك فى التوقيع قراراته التى نصت على عزل الأنبا ديسقوروس وطومس لاون وأعترف بالطبيعتين فى المسيح ، وكان من ضمنهم يعقوب أسقف صاة ومينا اسقف مينة طامة فتدارك البطريرك هذا الأمر ودعى أساقفة الأقاليم والبلاد إلى مجمع محلى بالإسكندرية وعرض عليهم صورة المكاتبات التى تمت بينه وبين أكاكيوس بطريرك القسطنطينية وعرض عليهم صورة مرسوم الإتحاد الذى وقع عليه فإقتنعوا غير أن شرذمة منهم رفضت هذا الإتحاد وأرادوا توقيع الحرم والحكم ضد أكاكيوس فرفض البطرك وباقى الأساقفة طلبهم فإنفصلوا من شركته وقطعوا العلاقة معه وأستقلوا بأنفسهم وعرفوا من خلال التاريخ بأن اطلق عليهم المؤرخون لقب "الأسيافين" ..(أ .. الذين لا رأس لهم) لأنهم حرموا رأسهم وقائدهم  .
نياحة البابا بطرس
وفى 2هاتور 206ش التى توافق 29أكتوبر 489 م تنيح البابا المصرى بطرس الثالث وقد جلس على كرسيه 12 سنة وشهر واحد 29 يوماً .. وفى أكتوبر سنة 490 توفى أكاشيوس بطريرك القسطنطينية ، والأمبراطور زينوا مات فى أبريل سنة 491 م أما بطريرك روما فيلكس الذى قطع كل صله بينه وبين الكنائس الشرقية فقد تنيح فى فبراير سنة 492م
وبعد كل هذا الخلاف والخصام تنيح جيلاً من قادة الكنائس المسيحية ، والظاهر لمعظم المؤرخين أن الخصام كان خلاف على العقيدة ولكن الحقيقة كانت على خلاف ذلك فمعظم الخلاف أنهم تشاحنوا على المركز الأول والمفضل وفيما يكون منهم أولاً وكانت الكرة هى الكنيسة المصرية التى كانوا يريدون إمتلاكها من كلتا العاصمتين القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية الشرقية وروما عاصمة الإمبراطورية الغربيية

مـــــــــــــــــراجع
(1) راجع الأنبا إيسيذوروس فى الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 ص 556 - 557
 (2) تاريخ الكنيسة ( بالغة الفرمسية) للأرشيمندريت جيتى جـ 5 ص 48 - 51 .. على أنه مما يؤسف له أنه لما تولى يوستينوس الحكم إنصاع لـ هروميسناس أسقف روما وتناسى أساس الإتحاد "الهينوتيكون" راجع مقال وسنكوت فى قاموس السهر والآداب والمذاهب والعقائد : جمع سميث روبين ونشره جون مورى فى لندن سنة 1877 جـ 1 ص 14 ما ترجته : أن سياسة أكاكيوس تداعت حين لم يستطع إضفاء الحياة عليها مدى سنوات قليلة تفكك كل ما كان قد جاهد لأجله ، وفشل مشروع الإتحاد "أساس الإتحاد " "الهينوتيكون" فى إعادة الوحدة إلى الشرق ، وفى سنة 519 إنصاع الإمبراطور يوستينوس لـ هورميسداس أسقف روما وصادقت الكنيسة القسطنطينية على إدانة أكاكيوس اسقف القسطنطينية الذى كان قد مات

رسالة بطرس الثامنة إلى أكاكيوس ورسالة أكاكيوس السادسة

رسالة أكاكيوس السادسة إلى بطرس
من أكاكيوس رئيس أساقفة القسطنطينية إلى قداسة المعترف بالإيمان الأنبا بطرس رئيس أساقفة الأسكندرية (1) :
إنى لا اكف من أن أوليك العجب أيها ألأب الأقدس وبالأخص لإنى أمجد الرب الذى منحنا هكذا هذه النعمة العظيمة أن نعرف بإعلان لى "إرادته" لأنه بالحقيقة قد أقتنعت أنك كلما تصعد الذبيحة المقدسة المحيية ترى مجد الرب بإعلان وتنظر عظمته : وأنا قد رأيت كما كتبت لى سابقاً ، رأيت أيها ألاب الأقدس أسراراً عظيمة يوم الأحد بعدما أرسلت لك مرسوم الإتحاد لتصطلح الكنائس لأنى كنت أتضرع إلى الرب بدون فتور أى يغفر لى كل ما فعلت فإن نعمته أقنعتنى كما قلت ، إنى بينما كنت واقفاً أصعد الذبيحة المقدسة فى يوم الرب فى الساعة الثالثة من النهار فى شهر بؤونة فى اليوم الخامسر عشر منه وحينما كنا نرتل للرب ترنيمة الثلاث تقديسات أضاء حولى نور عظيم لا ينطق به ولم اره قط وأكتنفنى أنا وكل المذبح ورأيت رسم المسامير عليه وكان متئاً على الصينية والكأس الموضوعين على المذبح كما على سرير وبغته أنتزع منى الخوف والجزع وإمتلأت من الفرح وكنت أظن إننى لست على الأرض وقد سمعته يقول هكذا والرب يعلم ذلك : " تقووا يا كهنتى تقووا ياشعبى جميعاً فقد نزعت عار توقيع الكفر الذى وقعتموه على الطومس الذى للاون ومجمع خلكيدون " وبعد ذلك لم ار ابداً ولم اسمع صوته ولم أرى هذا النور المبهج فلذلك أنا أشكر إلهنا الصانع العجائب العظيمة ولقد قصصت على أبوتك هذه الأمور لكى تصلى عنى أنا الحقير وبدون فتور إلى الرب الذى يحبك الذى رأيته الذى لم تنكره الذى إعترفت به امام ملوك والرؤساء والذى رأيته أنا ايضاً رغماً عن عدم إستحقاقى ، وإنى اشكره بدون إنقطاع لأن له المجد والملك الدائم الآب والإبن والروح القدس ألآن وإلى كل الأجيال آمين .

رسالة بطرس الثامنة إلى أكاكيوس
من بطرس رئيس أساقفة الأسكندرية إلى أكاكيوس شريكى فى الإيمان (1) :
هوذا قد إستحققت ايها الأب الأقدس أن ترى الرب وتسمع اقوال الإبن المتجسد فهوذا الرب قبل توبتك ومنح الحرية الكاملة لك ولجميع الشعب أيضاً ، هذا السر {ايته أنا ايضاً منذ البدء كما أعلنه لك الرب ولجميع الشعب أيضاً ، والآن أيضاً فى هذا الشهر الذى أرسلت لى فيه (الأمر) فى يوم الأحد فى الساعة الثالثة من النهار بينما كنت فى كنيستى الخصوصية أصنع شركة الذبيحة المقدسة وأرتل للرب ترنيمة الثلاث تقديسات التى للقوات السمائيين ظهر لى بمجده متكئاً على الصينية والكأس كما رأيته انت وسمعت ما سمعت ولم ارى وأسمع شيئاً أكثر مما رأيت وسمعت كما يعلم الرب ، احظ ذلك إذا بثبات الإيمان الأرثوذكسى فى سيدنا يسوع المسيح الذى ظهر لنا الذى تجسد بدون تحويل أو إختلاط ولا إفتراق ، وولد بلا تكييف ولا إدراك من أم الإله القديسة مريم وتألم وصلب عنا وقام من الأموات فى اليوم الثالث وقضى أربعين يوماً يظهر لتلاميذه فى أغلب الأحيان آكلاً وشارباً معهم وهكذا صعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب وفى آخر الزمان يأتى من السماوات بمجد رهيب بظهوره الثانى لكى يدين الحياء والأموات ، فعسانا نجد رحمة ودالة وتستحق أن تسمع منه ( تعالوا يا مباركى ابى رثوا الملك المعد لكم منذ إنشاء العالم) فليكن لنا جميعاً أن نستحق ذلك بنعمة ورأفه ومحبة البشر التى لسيدنا ومخلصنا يسوع المسيح الذى من قبله يجب له مع ألاب والروح القدس المحى المساوى معه كل المجد وكل كرامة وكل سجود الآن وكل أوىن وإلى دهر الداهرين آمين .
مـــــــــــــــــراجع
(1) راجع الأنبا إيسيذوروس فى الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 ص 553 - 557

رسالة بطرس السابعة إلى أكاكيوس ورسالة أكاكيوس الخامسة

رسالة أكاكيوس الخامسة إلى بطرس
من أكاكيوس رئيس أساقفة القسطنطينية إلى قداسة الأنبا بطرس رئيس أساقفة الأسكندرية وأبيها (1) :
إنه لما حضر إلى هذه المدينة المالكة الأساقفة القديسون والأكليروس وشيوخ البرية والمحبون للعمل قضى الرب أن كل شئ يتم ويكمل العمل الحسن لأن الإمبراطور زيمو خصص ذاته بمسرة قلب زائدة لنصيب الإيمان الأرثوذكسى وأرسل إلى مفتشاً ، ولكن لا أقول لك ما حدث لأنك تعرف كل شئ من الرجال المحبين للرب الذين حضروا لتلك المدينة ، أنه أمر بمرسوم الإتحاد ( بالأنوتيكن) الذى حرم فيه طومس لاون ومجمع خلكيدون وكل هرطقة المرسوم المؤيد بالإيمان الأرثوذكسى الذى سلمه إلينا الرسل الأطهار .
فهوذا مرسوم الإتحاد قد استلمه المحتشم (برجام) [ربما يكون ى رتبه عالية تشبه رئيس الوزراء فى أيامنا ] من يد الملك ومن يدى ومن أيدى الذين ذهبوا إليك والذين أرسلتهم إلينا أستلمه وأختبره ووقع عليه وبسط نور الأرثوذكسية الحقيقى : ومصباح الإيمان القويم الذى كاد ينطفئ خذه وأنر به جميع البشر وحلنا من قيود الكفر وأستلم كرسيك من الرب ومن عروسك الروحية المحبوبة كنيسة الأسكندرية وأفرح ايها المعترف بالمسيح لأن القاضى العادل وضع على هامتك إكليل الأرثوذكسية لأنك قبلتنا تائبين وأنقذتنا من ضلال مجمع خلقيدون ، وكل الشعب أختبر رحمة الرب ، المجد للآب والإبن والروح القدس منذ الدهور آمين .

رسالة بطرس السابعة إلى أكاكيوس
من بطرس رئيس أساقفة الأسكندرية إلى أكاكيوس رئيس أساقفة الإسكندرية (1) : إنى قبلت بالري الذين وافو من المديمة المالكة (القسطنطينية عاصمة الأمبراطورية البيزنطية) وهم الأساقفة المحبوبون للرب شركائى والأكليروس وشيوخ البرية ومجدت محبة إلنا للبشر الذى أقنع بواسطتك الأمبراطور زينو العالدل حتى أصدر مرسوم الإتحاد الذى إستلمته من المحتشم "برجام" ولما قرأته علمت بأيه قوة حرم طومس لاون ومجمع خلكيدون أيضاً وكل هرطقة ووجدته يوافق الإيمان الأرثوذكسى الذى للآباء 318 الذين أجتمعوا فى نيقية والـ 150 الذين أجتمعوا فى القسطنطينية والمجمع الذى عقد فى أفسس مع القديس كيرلس ، ولذلك أنا ايضاً شكرت الرب وقعت عليه " أى على مرسوم الإتحاد حارما طومس لاون ومجمع خلكيدون وكل هرطقة ، فأشكر الرب المحب للبشر وأمجد أسمه القدوس لأنه رد الضالين وجمع قطيعه المتبدد وصالح كنائسة المقدسة فى الإيمان الأرثوذكسى الرسولى ، ليكن أسمه مباركاً فى جميع الأجيال آمين .
قد أستلمت برأفته كرسيى الذى لمرقس الإنجيلى وجلست عليه مع عروسى الطاهرة الروحية الكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية فى اليوم 18 من بشنس الذى هو اليوم السادس من الأسبوع .
مـــــــــــــــــراجع
(1) راجع الأنبا إيسيذوروس فى الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 ص 551 - 553

الأحد، نوفمبر 14، 2010

رسالة بطرس السادسة ومنشور الإتحاد

رسالة بطرس السادسة إلى أكاكيوس
من بطرس رئيس أساقفة الأسكندرية إلى أكاكيوس رئيس أساقفة القسطنطينية (1) : غنى كما كتبت لأخوتك قد قضيت 40 يوما صائماً وأستغفرت عنك لى يغفر لك الرب ويقبل توبتك كعظيم رحمته وصلاحه ، والآن قد أقنعتنى أنه من خير الرب انه قبلك ومنحك الحل سيما انك حرمت معى مجمع خلكيدون وحفظت أفيمان الرثوذكسى الذى إستلمناه من 318 أسقفاً ولذلك قد أرسلت إلى الإمبراطور كما كتبت لى رهباناً محبين للرب من البرية من الأديرة وإناسا ذو تقوى ومحبين للعمل ، فألان اسرع ايها الحبيب وأقنع الإمبراطور لكى بتم تدبير صلح الكنائس فى ألإيمان الإرثوذكسى  ، وقد أرسلت لك يا أبت الحل كمسرة الرب افله فإن صلاح الإله ومحبته من نحو البشر أعلمنى أنه قد غفر لك وقبلك وأظهر لى أنا الخاطئ الغير مستحق سراً عظيماً وقت القداس ، ومن اللازم ظهوره لك أيضاً لكى إذاً كل تدبير صلح الكنائس فى أفيمان الأرثوذكسى نمجد أسمه المقدس منذ الدهر وإلى كل الدهور آمين
الإمبراطور البيزنطى زينون أو زينوا Zeno يكتب منشور الإتحاد (بالأنوتيكن)
وحدث أنه بعد أن ذهب شيوخ برية مصر والعلمانيين المحبون للعمل من اجل المسيح إلى القسطنطينية كتب الإمبراطور زينو منشور الإتحاد التالى (1) :-
 
[ من الإمبراطور القيصر زينو التقى الغالب الظافر العظيم جدا الأوغسطس المحترم إلى كنيسة الإسكندرية والليبين وأهل الخمس مدن الغربية والأساقفة والشعب :
إننا نعلم أن رأس مملكتنا وقوتها وقدرتها وأسلحتها المنيعة هى من قبل الأيمان الأرثوذكسى البارة وحدها التى قررها ألاباء القديسون 318 الذين إجتمعوا فى مدينة نيقية بقوة الروح القدس وأيدها 150 اباً الذين غجتمعوا فى القسطنطينية ، ونحن ، نأمر ليلاً ونهاراً بكل صلاة وبكل إجتهاد وناموس بالتمسك بهذا الإيمان بثبات بكل مكان من الكنيسة الجامعة الرسولية لكى ننمو فى الإيمان الأرثوذكسى الرسولى لأنها هى أم مملكتنا الغير المضمحلة الدائمة ولكى يكون الشعوب الأتقياء نصطلحين ومتحدين ويقدموا الإبتهالات عن مملكتنا ، فإنه إذا قبل عبادتنا وتمجيدنا سيدنا وإلهنا المسيح الذى أخذ جسداً من العذراء مريم القديسة وتمجد بذلك نقهر القبائل الثائرة ويمنح الرب البشر السلامة والخيرات والعافية والأثمار الصالحة وكل ما هو حميد .
وألان قد قدم لنا محبو الإله أرشيمندريتيون وشيوخ البرية وإناس آخرون أتقياء رجاء سائلين منا بدموع أن نجرى صلح "إتحاد" الكنائس ونجمع الأعضاء التى مزقها عدو الخير لتشترك ببعضها .
ولهذا بادرنا لإستماع (ذلك) وإتمام هذا العمل الصالح ، فإذا نعلمكم أن أى بحث كان أو تحديد إيمان آخر كان خارجاً عن ألإيمان التى قرروها الآباء 318 فإننا نرفضة بل إن كان يتخذ أمانة أخرى خارجاً عن التى سبقنا وأخبرنا عنها فذلك نجعله غريباً عنا لأن إيمان الآباء 318 كما قلنا آنفاً نعرفها إننه ليس فيها عيباً وإنها مستقيمة تلك التى أيدها ألاباء القديسون الـ 150 بالقسطنطينية وأتبعها آباؤنا القديسون الذين إجتمعوا مع القديس كيرلس وعزلوا المنافق نسطور وقبلوا ايضاً الإثنى عشر فصلاً التى للطوبانى كيرلس ، ونحن ايضاً تحرم نسطور وأوطاخى الخيالى وكل من ظن بإيمان آخر خارجاً عن الإيمان الذى سبقنا وأخبرنا عنه التى للآباء القديسين 318 ونعترف بان الإله الوحيد الجنس إلهنا وربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذى صار إنساناً بالحقيقة المساوى للإله بحسب اللاهوت وهو مساو لنا ايضاً بحسب الناسوت الذى تنازل وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء القديسة ونعترف به أنه ابن واحد لا إثنان ، والألام والعجائب نعرفها إنها لواحد أعنى به إبن الإله ، وأما الذين يفرقون أو الذين يجعلونه أثنين أو أيضاً يظنون فيه خيالاً أو إمتزاجاً فلا نقبلهم كلية لأن المولود من العذراء لم يزد إبناً آخر ، لأن الثالوث ثبت ثالوثاً من بعد صار كلمة الإله الواحد من الثالوث جسداً .
وإعلموا ايضاً .. أيها الأحباء إننا لا نحن ولا الكنائس قاطبة ولا أساقفة الكنائس الأرثوذكسيين تقبل إيماناً آخراً ولا تحديداً آخر خارجاً عن إيمان ألاباء القديسين الـ 318 لأنها هى وحدها الأمانة التى يصطبغ بها فلنتفق (لنتحد) إذاً مع بعضنا بعضاً غير خائفين من احد ولا صائرين ذوى قلبين ، وكل من آمن وظن بنوع آخر أن كان الآن أو قبل هذه الأيام فى المجمع الخلكيدونى أو بأى غجتماع آخر خارجاً عن الإيمان الذى بدأنا به وقلنا عنه الذى للآباء 318 هذا نحرمه ونجعله غريباً عن الكنيسة الجامعة ، وبالأخص نسطور الذى إعترف بطبيعتين والذين إرتأوا مثله وأوطيخا الخيالى فإننا نحرمهم .
فإصطلحوا إذاً مع الأم الروحية هى الكنيسة الجامعة كأبناء أحباء وهى تراعيكم مريدة أن تحتضنكم بعظم بركة لكى يسر الرب بنا جميعاً ونفرح بكم كملائكة الإله .

مـــــــــــــــــراجع
(1) راجع الأنبا إيسيذوروس فى الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 ص 584 - 551