مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الثلاثاء، سبتمبر 14، 2010

البابا أثناسيوس يقابل إمبراطور الشرق قسطنطيوس

ألح أمبراطور الشرق قسطنطيوس على البابا أثناسيوس ليرجع إلى كرسيه طيله 10 شهور فأرسل له ثلاث خطابات هذا غير الوفود الرسمية التى أرسلها إليه ، حتى أنه ترجى أخيه قسطانس أمبراطور الغرب ليتوسط فى أمر عودة البابا اثناسيوس إلى الإسكندرية وكرسيه ، وكان البابا فى أشد الريبة من تصرفات الإمبراطور الذى يتردد بين النقيضين وكان واقعاً تحت تأثير أساقفة الشرق الأريوسيين ، ولكنه أخيراً قرر البابا المجازفة والذهاب ليقابل الإمبراطور قسطنطيوس مع وفد من ألأكليروس (1) ، وقد كان يشك فى حرية إرادته أكثر مما يشك فى نيته تجاهه ، فطلب البابا أثناسيوس أولاً أن يستوثق أولاً من أساقفته ويحضرهم أمامه ويحاججهم أمامه ( ألإمبراطور) ليكشف كذبهم وضلالهم حتى لا يعودوا إلى فعل المؤامرات مرة ثانية .



وهذا ما سجله البابا أثناسيوس وكان يتكلم عن نفسه بصفة الغائب :


[ ولما ضغط عليه هكذا بكتاباته وأرسل يستحثه ويشجعه بواسطة كثيرين ، لأنه جعل جماعة من أشرف الولاة الذين يثق فيهم أثناسيوس يكتبون إليه مثل بوليميوس وداتيوس وبارديون وثالاسسوس وتوروس وفلورنتيموس ، سلم أثناسيوس الأمر كله للرب الذى حرك ضمير قسطنطيوس ليصنع هذا ، وحضر إليه مع أصدقائه وقد أصغى إليه الإمبراطور بكل فبول ، وشيعه إلى وطنه وإلى كنائسه ، وكتب إلى الولاة فى كل مكان الذين سبق وأن أمرهم أن يحرسوا الطرق ( ليقبضوا عليه ويقتلوه ) بأن يعطوه الآن حرية المسير والعبور .


ولما اشتكى الأسقف ( أثناسيوس يتكلم عن نفسه ) مما أصابه سابقاً من الألام التى عاناها ومن الخطابات التى وجهها الإمبراطور ضده ، متوسلاً إليه أن لا تعود الإتهامات الباطلة ولا تتجدد بواسطة أعداءه بعد رحيله قائلاً : " إن حسن فى عينيك أرجوك أن تدعول هؤلاء الأشخاص لكى تكشف سلوكهم فيما يختص بنا ، وهم لهم الحرية فيما يواجهوننا " ، فلم يشأ الأمبراطور ذلك ولكنه أمر أن كل ما كتب من وشاية وإفرتاء فى حقه بمزق ويلغى ، مؤكداً أنه لن يصغى مرة أخرى لمثل هذه الإتهامات وأن فكره ثابت ولن يتزحزح ، وهو لم يقل هذا بمجرد الكلام فقط ، وإنما ختم أقواله هذه بقسم مستشهداً الرب فيما قال وأقسم ( للأسف حنث الأمبراطور بهذا القول وبكل ما أقسم به فيما بعد ) وشيعه بكلام تشجيع ، ولكى يثق فى ذلك أرسل هذه الخطابات للأساقفة والولاة ] (3)

الأريوسيين يحاولون أخذ موافقة لكنيسة أريوسيه فى مصر

المؤرخ سقراط سجل الحوار الخطير التالى الذى جرى بين الأمبراطور قسطنطيوس أمبراطور الشرق والبابا أثناسيوس :
[ وصل أثناسيوس غلى الشرق ومعه خطابات الدعوة الثلاثة ، ولم يقابلة الأمبراطور بعداء ( كعادته معه ) إلا أنه بتحريض الأريوسيين حاول الأمبراطور أن يلف عليه ويخدعه قائلاً : " هوذا أنت تعود إلى كرسيك بمقتضى قرار المجمع وموافقتنا ، ولكن وبما أن بعض الشعب فى الإسكندرية يرفض أن يقيم الشركة معك ، فإسمح أن يكون لهم كنيسة خاصة بهم فى الإسكندرية "
وإذاء هذا الطلب أجاب اثناسيوس فى الحال بقوله : " يا صاحب السلطان أنت لك القوة أن تأمر وتنفذ أيضاً كما تشاء ، وأنا أيضاً بناء على ذلك أستأذنك أن تمنحنى من فضلك شيئاً " فأجاب المبراطور على الفور بالقبول , فإستطرد أثناسيوس فى الحال أنه يرغب فى أن يمنح هو أيضاً نفس الشئ الذى طلبه الإمبراطور منه : أى أن فى كل مدينة تمنح كنيسة للذين يرفضون إقامة الشركة مع الأريوسيين ! ولكن الأريوسيين سرعان ما لمحوا من غرض أثناسيوس الأذية والضرر الذى سيحيق بهم هم (4) فاجلوا طلبهم وأنسحبوا معطيين التصرف للإمبراطور .
وقد منح الأمبراطور لأثناسيوس وبول ومارسيللوس واسكلباس ولوقيوس العودة إلى كراسيهم ، لن هؤلاء جميعاً قبلهم مجمع سرديكا / صوفيا ،

ولكن من جهة أثناسيوس كتب الإمبراطور خطابات توصية للأساقفة والكهنة والشعب لتصير مقابلته بسرور ، على أن تسترد جميع الخطابات التى كانت تحمل أوامر ضده وتلغى ] (5)

ويضيف المؤرخ سوزومين أن : [ الأمبراطور قسطنطيوس أمر بأن تكون رحلة أثناسيوس فى العودة سريعة وعلى وسائل مواصلاته الخاصة ] (6)

المــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 191 وما بعدها
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) Hist of Arains., 22.
(4) يذكر المؤرخ سوزومين 3: 20 أن الأساقفة الأريوسيين أستطاعوا ان يعينوا بواسطة تأثيرهم على أباطرة الشرق الكثير منهم فى مركز الأساقفة لأيبروشات الشرق وكان يساندهم بعض الكهنة وقلة فليلة من الشعب إلا أن الغالبية من الشعب ظلت متمسكة بالأيمان القويم الذى نص عليه مجمع نيقية
(5) Socrates, Ecc. H.II 23.
(6) Sozom., Ecc. H.III 20.

ليست هناك تعليقات: