مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الأحد، سبتمبر 19، 2010

شيخ الأساقفة يوقع بالموافقة على الشركة مع الأريوسيين

يقول البابا أثناسيوس عن طرق إجبار هوسيوس شيخ الأساقفة ( كبيرهم فى السن) للتوقيع على الشركة مع الأريوسيين :

[ لم يشعروا بالخجل أن هذا هو أب (1) الأساقفة ( بلغ من العمر 100 عام  ) ولا وقروا طول أيامه فى الأسقفية التى زادت عن ستين سنة ، ولكنهم كانوا مشغولين فقط بهرطقتهم حتى أنهم لم يكونوا يخافون الرب أو يخشون أنساناً .
... فأرسل الإمبراطور إليه يستدعيه ، بعد نفى ليباريوس مبارشرة - ولما حضر بدأ الأمبراطور يلاطفه ثم أخذ يستحثه بنفس الخداع الذى أسقط به غيره حتى يوقع ضدنا ويقيم الشركة مع الأريوسيين .
ولكن هذا الشيخ لم يطق حتى سماع هذه الكلمات .. وبدأ يعنف الأمبراطور بشدة .. وإنسحب إلى كنيسته فى قرطبة بأسبانيا .. ولكن الهراطقة لم يهدأ لهم بال وأخذوا يشتكون على عوسيوس بالأكثر ، فكتب له الأمبراطور مرة أخرى يهدده ويستدعيه ، وكرر الكتابة إليه مراراً ، فأرسل هوسيوس خطاباً إضافياً يفند فيه كل الإدعاءات ضد أثناسيوس ويحرم الريوسيين دون هوادة ، وقد أورده القديس أثناسيوس فى كتابه عبر تاريخ الأريوسية ( القسم السادس مقطع 44 ) قال فيه :
[ إنى معترف بالتعذيب للشهادة التى قدمتها فى الأضطهاد الذى جرى على يد جدك مكسيميانوس ، فإذا أردت تضطهدنى فأنا على أتم أستعداد الان أيضاً لإحتمال أى شئ دون أن أريق دم برئ ( الحكم على أثناسيوس حسبه حكماً بالذبح ) أو أخون الحق ، وأنا لا أوافق على سلوكك بالكتابة بالتهديد لى بهذه اللهجة ، فأوقف كتاباتك بالتهديد ولا تختر لنفسك نصيب آريوس ... ] (3)
وكنوع من التعذيب حدد الأمبراطور قسطنطيوس إقامة الشيخ الهرم هوسيوس فى " سيرميم " سنة كاملة ( لتعذيبه ) .. وإستخدم معه العنف وهو رجل شيخ ( سنه أكثر من مائة عام) وحبسه وضيق عليه ، حتى أنه فى النهاية إنهار من التعذيب ، وأرغموه بصعوبة على إقامة الشركة مع الأريوسين فالنس وأورساكيوس ورفاقهم ، إلا أنه لم يوقع على حرم أثناسيوس ] (4)
ويذكر أيضاً المؤرخ سوزومين بخصوص تعذيب هوسيوس أسقف قرطبة فيقول : [ وقد أحضروه بالقوة رغماً عنه ، ولما رفض الإذعان لمطالبهم ضربوه بالسياط وعذبوه وهو شيخ ، وأجبر بالقوة أن يرضخ ويوقع على وثيقة إيمانهم ] (5)
ويلخص لنا أثناسيوس مجموع عدد الأساقفة الذين وقعوا تحت التعذيب والنفى ، فى خطابه الإعتذارى لـ قسطنطيوس فيقول :
[ وعندما لاحظت كل هذه الأمور كيف تجرى لم احاول من نفسى أن أصدر حكماً ضدها بل أسرعت فى التحضير للسفر لمقابلتكم .. ولكن بعدما بدأت رحلتى عبر الصحراء ( لأن الأمبراطور كان فى إيطاليا فأراد أثناسيوس أن يعبر البحر من برقة مقابل صقلية مباشرة ، وهو يفيد بأن ليباريوس أسقف روما وهوسيوس الكبير أسقف قرطبه بأسبانيا زلزسيفر أسقف سردينيا وغيرهم من اساقفة وكهنة وشمامسة تم نفيهم بحجة رفضهم التوقيع على إدانتى ، أما فنسنتيوس أسقف كابوا وفورتوناتيان أسقف أكويلا وهيرميون أسقف تسالونيكا مع كل أساقفة الغرب فقد عوملوا بعنف غير عادى ، وتحملوا أقصى أنواع العذاب وأصيبوا بإصابات خطيرة حتى يرغموا على رفض الشركة معى ( أخبار مجمع ميلان) , وبينما انا مضطرب وحائر من سماع هذا وإذا بخبر آخر يداهمنى مؤداه أنه قد صار تحت التعذيب والنفى من مصر وليبيا تسعون أسقفاً ، وقد سلمت كنائسهم للأريوسيين ، وأن ستة عشر أسقفاً منهم أرسلوا إلى المنفى ... ] (6) 
المــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م  ص  245 وما بعدها
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) Athanas. Hist. Ar. Part. VI & 42- 44.
(4) يقول أبونا متى المسكين فى كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر ص 251 [ وردت فقرة فى هذا الخطاب الذى كتب فى 357م فى غاية الهمية بالنسبة للطقس الكنسى ، إذ يذكر هوسيوس أن الأساقفة يقدمون البخور فى العبادة حيث يذكر الخطاب أن " إن الرب وضع فى يديك المملكة أما نحن فقد إئتمنا على مهام كنيسته ، فكما أن الذى يحاول أن يسرق المملكة من يديك فإنه يحسب مقاوماً لأمر الإله ووصيته ، هكذا بالمثل ينبغى أن تخشى أنت أيضاً لئلا يأخذك أحكام وقضايا الكنيسة لنفسك تصير متهماً بذنب عظيم ، فإنه مكتوب : " أعط ما لقيصر لقيصر وما للإله للإله " فلا هو مسموح لنا أن نمارس قوانين الدولة ولا أنت يا سيدى تملك السلطان لتحرق البخور ، وهذا أكتبه لخلاصك ] ويتبين من هذه الفقرة أن البخور كان يقدم ويحرق بيد الأساقفة كعمل رسمى مميز للكهنوت فى ذلك الزمان بعكس ما يدعيه المؤرخون أنه لم يبدأ فى أستخدامه فى الكنيسة إلا سنة 500 م وقد ذكر البابا أثناسيوس البخور مرة أخرى فى خطاب آخر عندما كان يروى قصة هجوم الوالى سيريانوس على كنيسة ثيئروناس .
Ibid & 45. p. 287.
(5) Socrates. Ecc. Hist. II. chXXXI, p. 58.
(6) Athanas., Apol. Ad. Const. 27. 

ليست هناك تعليقات: