مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الاثنين، سبتمبر 27، 2010

النفى الرابع والخامس للبابا أثناسيوس الرسولى

*** النفى الرابع للبابا أثناسيوس الرسولى: فى 21 فبراير 362 م المدة : 362 - 363 م أمر بالنفى الأمبراطور يوليان الجاحد

*** النفى الخامس للبابا أثناسيوس الرسولى : أول فبراير سنة 366 م المدة 363 - 366 م  أمر بالنفى الأمبراطور فالنس  
رجع البابا أثناسيوس إلى الإسكندرية وعقد مجمعاً فى الإسكندرية ، وحدث أن وصل إلى ولاة الإسكندرية رسالة من الإمبراطور يوليانوس الجاحد (رسالة 26) تحتوى على تنبيه أنه أمر برجوع الأساقفة من النفى إلى بلادهم وليس إلى كراسيهم (1) ، ولكن اثناسيوس هذا الذى حكم عليه عدة مرات كان ينبغى له أن يستأذن فى العودة ، وعليه أن يغادر لا الإسكندرية فقط ولكن مصر كلها ، وإلا ستوقع عليه غرامات .  

وعندما سمع أغنياء المدينة وكبار رجال الأمبراطور فيها هذا الأمر أرسلوا للأمبراطور يترجوه العفو عنه ولكن دون جدوى .
وفى شهر أكتوبر فيما يعتقد وصل خطاب من الأمبراطور يوليانوس يلوم الوالى أكريكيوس أوليميوس على عدم تنفيذه أوامره مهدد بغرامة شديدة إذا لم يغادر أثناسيوس (عدو الآلهة ) الإسكندرية ومصر كلها ، وكان السبب الذى أغاظ الأمبراطور هو " أنه تجرد فى عهدى وعمد سيدات شريفات ، أى أنهن كانوا فى الوثنية وأعتنقوا المسيحية (رسالة 6)
ومن الظاهر أن هذا افنتظار كان لتجميع قوة الرومان من شرق السكندرية وليبيا للهجوم المباغت على الإسكندرية والقبض على البابا اثناسيوس كما حدث قبلاً .
الإمبراطور يوليان الجاحد يمتدح ألآلهة أبيس
 وأرسل المبراطور يوليانوس الجاحد رسالة أخرى ( رسالة 51) خاصة غلى شعب الإسكندرية ممتدحاً الإله أبيس ومعنفاً العبادة المسيحية وأمر بطرد أثناسيوس فى موعد أقصاة أول ديسمبر وقد وصف البابا اثناسيوس بأنه " هذا الزميل القصير الحقير " معبراً عن ضيقه وشعوره الممتعض نحو أثناسيوس " أنه وقف ضد الأمبراطور قسطنطيوس كملك يحارب ملكاً !! (3) وأن أثناسيوس أصبح فى مصر قوة أعظم من قوته وصاحب سلطان يفوق سلطانه .
وإذا البابا اثناسيوس زعيماً سياسياً له اطماع فى السلطة الدنيوية والحكم الأرضى كان قد إستغل هذه الرسالة الحمقاء التى ارسلها الإمبراطور يوليانوس الجاحد ، ولو كان كذلك لأستغلها وأشعل الثورة ولا شك أن كثيرين من المصريين كانوا فى سلك الجندية الرومانية وكان يستطيع قيادتهم أو حتى على الأقل يضع واحداً من السياسيين كقائد وما عليه إلا البركة ولكنه لم يكن كذلك ، حقناً للدماء وأنه رجل تابع للمسيح ولم يكن سافكاً للدماء فأحنى رأسه فى هدوء للعاصفة وإنسحب من الإسكندرية فى الوقت المناسب (23 من أكتوبر 362م ) وذلك قبل أن يقتحمها الوالى بجنوده كما فعلوا قبلاً أيام الإمبراطور قسطنطيوس .
ولم يكن إنسحاب البابا اثناسيوس يرضى اصدقاءه وأهل الإسكندرية فتوسلوا غليه ان لا ينحنى ولا ينثنى أمام طغيان الظلم ، ولكن كان البابا اثناسيوس له حكته وخبرته فى التعامل مع الأباطرة فكان يرى ما وراء الغيوم فرد عليهم قائلاً " إنها سحابة وسوف تنقشع " (4)
البابا أثناسيوس يغادر الإسكندرية
البابا يرد على الجواسيس الذين يسعون وراءة بالنيل
وركب قاربه النيلى الخفيف وحمله القارب مسرعاً على صفحة نيل مصر العظيم متجهاً إلى اعالى الصعيد ، فكان كالطير الرشيق الذى يرف على وجه المياة بالرغم من سنة قد وصل إلى 65 سنة ! ولكن كانت هناك عيود الجواسيس ترصد تحركاته ويتتبعونه ، فلما أحس بذلك وكان فى وسط النيل قفل راجعاً فقابلهم المركب الذى يتتبعه وهم يسعون خلفه ، فسألوه : هل رأيت اثناسيوس ؟ رد عليهم بنفسه : " أسرعوا وراءه وهو لا يزال أمامكم فهو ليس ببعيد عنكم " وترك البابا أثناسيوس بذكائه كلاب الصيد تجرى وراء ظله بلا طائل فكيف يمسكون خيالاً ؟ وهذا المشهد الساخر يصف البابا اثناسيوس بنفسه (5) أما هو فقفل راجعاً ونزل فى مدينة قرب ممفيس تدعى كايرو (6Chaereau
وبعد مدة وياس الرومان من البحث عنه ورجعوا مخزولين وزال الخطر إعاد البابا أثناسيوس إلى قاربه وأستقله بقيادة الرهبان الباخوميين الأشداء والأتقياء إلى أعالى النيل مرة أخرى .. إلى مدينة هرموبوليس ومدينة أنتينوبوليس       
المــــــــــــــــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة - الطبعة الثانية 2002 م  ص 315
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) Greg. Nazianzy .
(4) Sozom. V, 14.
(5) Theodoret, Ecc. Hist.iii, 9 . Socrates.,iii. 14.
(16) Vita Anton., 86.

ليست هناك تعليقات: