مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الأحد، سبتمبر 19، 2010

مجمع آرل وبداية إضطهاد قسطنطيوس للبابا أثناسيوس

يقول البابا أثناسيوس فى كتابه عن تاريخ الأريوسية الجزء الرابع (3):

[ حنث أورساكيوس وفالنس : لم يستطع ورثة أفكار يوسابيوس وأتباعه فى التخطيط والإنحطاط الأخلاقى أن يحتملوا السلام الذى بدأ يستتب بين اثناسيوس ( البابا يتكلم عن نفسه ) وبين الأساقفة الذين بلغ عددهم أكثر من 400 أسقف - بحسب تجمعهم فى سرديكا / صوفيا (4) - من روما العظمى وكل إيطاليا وكالابريا وأبيولا وكامبانيا وبروتيا وسردينيا وفورسيكا وكل أفريقيا ، مع اساقفة الغال ( فرنسا) وبريطانيا وأسبانيا وعلى رأسهم المعترف العظيم هوسيوس مع أساقفة باتونيا ونوريكم وسيسيكيا ، ودلماطية ، وداردانيا وداسيا وموسيا ومكدونية وتساليا وأخائية وكريت وقبرص وليكيا ، ومعظم أساقفة فلسطين وأبشوريا ومصر وطيبة وكل ليبيا والخمس مدن .

وهكذا لم يطق هؤلاء المارقون هذا التجمع السلمى الكبير ، فإمتلأوا حسداً وحقداً وخوفاً لئلا يفلت من مصيدتهم الذين وقعوا فى غوايتهم وتبدأ ضلالة هرطقتهم تنفضح وتقاوم فى كل مكان .

وفى سنة 351 م إستطاع هؤلاء المارقون أن يستميلوا أورساكيوس وفالنس ، فعادوا إلى  قيئهم الأول وتمرغوا فى حمأة سلوكهم غير الشريف ، وكانوا يتحججون لحياتهم بحياتهم المعيبة هذه بخوفهم من الأمبراطور قسطانس الكلى القداسة !! ولكن إن أخذنا بعذرهم هذا فما الذى أجبرهم أن يخونوا زملائهم ؟ ولكن لم يكن من سبب للخوف بل هو الكذب والغش ، هذا بحد ذاته يجعلهم بالحق تحت الدينونة ! لأنه ما من جند ذهبوا إليهم ولا أمراء ولا كتيبة ولا حتى المبراطور مر بهم ، ولا أحد دعاهم أن يكتبوا هذا الخبث بأيديهم ، ولكنهم بمحض إرادتهم ذهبوا إلى روما وسجلوا على أنفسهم فى وثائق الكنيسة دون أى عوامل لتخويف أو ضغط ، حيث لم يكن هناك داع للخوف إلا الخوف من الرب وحده ولا ضاغط إلا من حرية الضمير ، وبالرغم من أنهم عادوا مرة أخرى للأريوسية ولكن للأسف ، فإن عذر الخوف الذى قدموه .. وهذا عذر غير شريف بحد ذاته ، ليسلكوا هذا السلوك المعيب لم يكن داعياً لهم للخجل ] (4)

ويقول البابا أثناسيوس أيضاً :

حدث الإمبراطور قسطنطيوس فى أقسامة

[ لقد جمع هؤلاء الأساقفة المارقون ( الأريوسيين) أنفسهم وذهبوا إلى الإمبراطور قسطنطيوس وتوسلوا إليه ضدى ( أثناسيوس) قائلين إن أثناسيوس أرسل رسائل ضد هؤلاء الأساقفة إلى جميع أنحاء العالم ، وإن الغالبية العظمى من الناس قبلوا الشركة معه ( أى معى) وحتى الذين كانوا معنا إستمال معظمهم والباقون على وشك أن ينضموا إليه ، وهكذا سنبقى لوحدنا وليس نحن فقط بل وأنت أيضاً سيلصق بنا تهمة أننا هراطقة ، والآن يتحتم أن تقمع هذا الرجل وتناصر عقيدتنا ( الأريوسية ) لأن هذا يعينك كملك هكذا كانت رسائلهم الأثيمة غير الشريفة ، ولما كان الإمبراطور فى طريقة لمحاربة ماجنتيوس ( سنة 351 م) لاحظ مقدار ترابط شركة الأساقفة جميعاً مع أثناسيوس ، فطار صوابه وإشتعلت نار الحقد فى قلبة ، وفى الحال غير رأيه وصمم على الحنث فى قسمه وتناسى كل ما كتبه (لى) بخط يده وإستهان بالواجبات التى قطعها على نفسه تجاه ذكرى أخيه ، لأن قسطنطيوس فى خطاباته لأخيه وفى مقابلته لأثناسيوس أقسم أنه لن يتصرف إلا بحسب رغبات الشعب وما يوافق عليه الأساقفة ، ولكن لأنه إذ كان ذا اخلاق دنيئة أخذته غيرته لكى يتناسى كل وعوده وأقسامه ورسائله ، كما صنع فرعون قديماً مع شعب إسرائيل حتى هلك مع كل مشيريه ] (5)   

المــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م  ص  235 وما بعدها
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) Athanas., Hist of the Arias. IV, p. 279.
(4) Athanas., Apol. countra Arianas. 50. note 10 .
(5) Hist. of the Athanas> IV. p. 279.
(55) Ibid. p. 280. 

ليست هناك تعليقات: