مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الأحد، سبتمبر 12، 2010

الأريوسيين يحاولون نشر الأريوسية أثناء نفى أثناسيوس

محاولات يوسابيوس النيقوميدى نشر الأريوسية



يحكى المؤرخ سقراط محاولة الأريوسيين غزو قصر الإمبراطور قسطنطين وإستمالة نساء القصر والخصيان والحاشية وفى أنحاء العاصمة والمدن المتاخمة والإسكندرية فقال : [ بعد موت الأمبراطور قسطنطين قام يوسابيوس النيقوميدى مع زميله اسقف ثيئوغنيس أسقف نيقية , بأعظم محاولة لمحو عقيدة الهوموؤوسيوس ( أى وحدة الجوهر مع الآب ) من الوجود ونشر الريوسية عوضاً عنها , وكان أملهم متعلقاً بعدم عودة أثناسيوس إلى الإسكندرية وإلا فالإخفاق سيحالفهم , فلكى يتمموا خططهم طلبوا مساعدة الكاهن الذى أستأمنه الأمبراطور سابقاً على عودة آريوس ( يوستاثيوس الأريوسى ) - ( وذلك لما كان لهذا الكاهن من قدرة ودهاء فى معالجة الأمور داخل القصور ) أما كيف حدث ذلك فسنشرحه الآن كالتالى :-


إن هذا الكاهن ( يوستاثيوس الأريوسى ) كان يحمل الوثيقة التى فيها نصت إرادة الإمبراطور المتوفى من نحو أبنه قسطنطيوس , فلما أطلع عليها وجد فيها كل ما يتمناه بشدة وهو أن إمبراطورية الشرق قد آلت إليه حسب رغبة والده ولذلك أخذ يعامل هذا الكاهن بإعتبار خاص , وأعطاه هدايا وأمر له بحرية الدخول إلى القصر وإلى حضرته شخصياً .
وهو لم يؤخر جهداً فى إستخدام هذا التصريح للتقرب من الإمبراطورة التى أصبحت معه فى مودة , وكذلك أيضاً صار مع خصيانها , وكان فى القصر رئيس للخصيان مكلف بغرفة نوم الإمبراطورة , هذا إستماله الكاهن للعقيدة الأريوسية فسهل من بعده بطبيعة الحال نشر الآؤيوسية بين كافة الخصيان , ومن بعدهم إنتقل الأمر إلى الإمبراطورة أيضاً بتأثير الخصيان والكاهن , فصارت الأمبراطورة تتقبل كل مذهب آريوس بسرور , ولم يدم الوقت طويلاً حتى قبل الإمبراطور أيضاً هذا المر , وهكذا أنتشرت الريوسية بالتدريج داخل القصر الإمبراطورى بأكمله فى البلاط وبين الضباط والحراس .


وإستمر المد الأريوسى حتى غطى المدينة بكل شعبها , وصارت الريوسية حديث أمناء القصر وموضوع مباحثات حتى مع النساء , فى كل بيت فى المدينة , وهكذا أنتقلت هذه المصيبة بسرعة مذهلة إلى كل المدن كالشرارة تبدأ فى الأول غير ملحوظة , وكأنها أمر غير ذى بال , ولكنها سرعان ما تثير فى السامع روح إقتناع , وبسرعة يدخل المناقشة ويجادل ... وقد انتشرت هذه البلبلة فى كل مدن الشرق , أما الغرب من الليريكون وبقية الأقاليم الغربية من الأمبراطورية فظلت هادئة تماماً , لأنهم تمسكوا بعزم شديد أن لا يغيروا شيئاً من مقررات مجمع نيقية .
وبينما هذا الخطر ينمو ويزداد ويذهب من سئ إلى أسوأ , كان فى نظر يوسابيوس النيقوميدى بمثابة خميرة شعبية تمثل لهم حظاً سعيداً , بهذا أعتقدوا انهم قادرون الآن على تعيين أسقف آخر ( بدلاً من أثناسيوس ) على الأسكندرية , من الذين يتعاطفون معهم ويحملون أفكارهم.
ولكن عودة أثناسيوس فى ذلك الوقت حطمت كل ظنونهم , خصوصاً وأنه عاد متشدداً بخطاب من أغسطس قسطنطين الثانى الذى يحمل أسم ابيه , موجهاً إلى شعب الإسكندرية من تريف ] (3)

المــــــــــــــــراجع


(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 119
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) Socrates, II: 2.

ليست هناك تعليقات: