مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

السبت، سبتمبر 11، 2010

عودة آريوس إلى القسطنطينية وموت آريوس

وكتب سقراط المؤرخ فى كتابه الأول :



[ وفى السنة الثلاثين من حكم قسطنطين (325م ) عاد آريوس وأتباعه إلى الإسكندرية وأحدث إضطراباً فى المدينة كلها , لأن شعب الإسكندرية كان فى أشد حالات السخط بسبب عودة هذا الهيراطيقى العنيد الذى لا يريد أن يصلح مع مشايعيه , وبسبب نفى القديس أثناسيوس أسقفهم .


فلما أخبروا بموقف آريوس المتمرد أرسل يستدعيه إلى القسطنطينية ليعطى جواباً عن سبب هذه الفتنة التى أحدثها فى الأسكندرية ] (1)


عودة آريوس إلى القسطنطينية


يقول المؤرخ سوزومين:


[ بعد مجمع أورشليم ذهب آريوس إلى مصر , ولكنه لم يستطع أن يحصل على أذن لكى يقيم الشركة مع كنيسة الأسكندرية , فعاد إلى القسطنطينية , فإجتمع فى القسطنطينية مع كل الذين تعاطفوا معه , وكل زمرة يوساب النيقوميدى بقصد خبيث هو إقامة مجمع فى القسطنطينية , لإإنبرى لهم ألكسندر الأسقف المسئول عن المدينة وجاهد بكل قواة لكى يبدد مشورة إقامة هذا المجمع رافضاً علناً إقامة أى عهد مع آريوس ] (3)


ويؤكد أبيفانيوس أسقف قبرس أن الأريوسين نجحوا فعلاً فى إقامة هذا المجمع فيقول : [ وفى سنة 336م عقد الأريوسيين مجمعاً فى القسطنطينية حكموا فيه بوجوب إعتبار آريوس أرثوذكسياً وبعزل الأساقفة الذين بخالفون هذا الحكم . ] (4)


وكان الآريوسيين قد اتهموا آريوس بإثارة الشغب والقلاقل بالأسكندرية , ولكن هوذا أثناسيوس فى المنفى فى تريف ببلاد الغال (فرنسا حاليا) فليس إذا أثناسيوس هو مثير الشغب ولكن الهرطوقى آريوس هو الذى أثار شعب الإسكندرية , شعب الإسكندرية الذى حمل أمانة الإيمان الأرثوذكسى الإيمان قبل نيقية وبعد نيقية قبل أثناسيوس وبعده منذ تسليم مرقس الرسول الإيمان لهم وحتى اليوم


ويقول البابا أثناسيوس :


[ وهكذا حينما أستدعى آريوس مبتدع الهرطقة وشريك وزميل يوسابيوس النيقوميدى للمثول أمام الإمبراطور , حسب رغبة يوسابيوس الخاصة , وطلب منه أن يعلن عن إيمانه كتابة فكتب المحتال إيمانه , ولكنه أخفى منه العابارات الخاصة بكفره , وإدعى كالشيطان تمسكه بالآيات التى فى الإنجيل ذات الكلمات البسيطة كما هى مكتوبة , ولما أستفسر منه قسطنطين مطوب الذكر , وهل لديك أفكار اخرى تتمسك بها فى عقلك خلاف هذا ؟ قل الحق ليكون شاهداً عليك !! والرب ينتقم منك إذا أقسمت كذباً , أما هذا الرجل التعس فأقسم أنه لا يتمسك بشئ آخر وانه قط لم يتكلم أو يفتكر بخلاف ما قد كتبه الآن ولكن حالما خرج سقط وكأنه يدفع ثمن جريمته , " وإذ سقط على وجهه إنشق من الوسط فإنسكبت أحشاؤه كلها " ( أع 1: 18)


أما الموت بحد ذاته هو النهاية المحتمة لكل بشر , ونحن لا نتشفى من ميت , مع انه عدو , لأننا كلنا نموت أيضاً وربما بنفس الميتة , لكن نهاية آريوس لم تكن ميتة عادية بحسب ظروفها , لذلك فهى جديرة بأن تحكى للعبرة والقصة كالآتى :-

كان يوسابيوس واعوانه يهددون أنهم سيدخلون عنوة إلى الكنيسة , فقاومهم ألكسندر أسقف القسطنطينية , أما آريوس فقد أعتمد على القوة والعنف متكلاً على مناصرة يوسابيوس , وكان اليوم سبتاً , وكان يتوقع أن يدخل ليشترك فى يوم الأحد , فكانت هناك مشادة كبيرة بينهم , هؤلاء يهددون وهؤلاء مع ألكسندر يصلون ! ووقف الرب قاضياً فى الأمر وحكم ضد الأثيم , فلم تغرب الشمس إلا وأحس بحاجة الطبيعة تلح عليه , فذهب حيث سقط فى المرحاض ميتاً , فحرم من الشركة والحياة معاً .
وعندما سمع بذلك قسطنطين البار , فى الحال أخذ يالدهش إذ كيف حل عليه العقاب بهذه النقمة السريعة بسبب القسم الذى قسمه حنثاً وزوراً , وصار معلوماً بالبرهان الإلهى لدى الجميع أن كل تهديدات يوسابيوس هى بلا قيمة , وقد ذهب رجاء آريوس باطلاً , كما أنه صار ظاهراً أن جنون آريوس قد إنتهى به إلى القطع من الشركة لا يقسم المجمع فقط بل بواسطة مخلصنا الرب نفسه , فالكنيسة حرمته هنا والرب حرمه فى السماء ... ] (5)

المــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند ألريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 112
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) Sozom., E. H. II, 29
(4) Epiphan., Hear. 97. 10
(5) Ad. Episc. Aegypt. 18, 19


 
موت الأمبراطور قسطنطين وعودة البابا أثناسيوس إلى شعبه



قال سقراط المؤرخ (1) : [ مضى على حادث موت آريوس سنة كاملة كان بعدها قد بلغ قسطنطين الخامسة والستين من عمره , حيث أنتابه المرض فترك القسطنطينية وسافر إلى هيلينوبوليس (3) ليتطبب بمياهها الطبيعية الساخنة , ولكن إزدادت علته فتركها وسافر إلى نيقوميدية وأستقر فى إحدى ضواحيها حيث تقبل هناك المعمودية المسيحية , وكتب وصيته وسلمها ليد الكاهن الذى كان أستدعى آريوس (4) , وأوصاة أن لا يسلمها ليد أحد آخر سوى أبنه قسطنطيوس الذى أعطاه الولاية على الإمبراطورية الشرقية (5)


ومات قسطنطين فى قصره المعروف بأسم " آشيريون Achyrion " وحنطوا الجسد ( وألبسوه الحلة الملوكية والتاج ) وأستودعوه تابوتاً من ذهب .. وشيعوه إلى القسطنطينية ووضعوه على منصة عالية فى ردهه القصر وأقاموا حوله الحراس وأولوه الكرامة اللائقة به التى كانت له وهو حى , ... إلى أن وصل قسطنطيوس من الشرق ( وهو أكثر أبناءه قدره وموهبة ) فأقاموا له قبراً إمبراطورياً داخل " كنيسة الرسل " التى كان قد امر المبراطور ببنائها لهذا الغرض قبل موته , وقد عاش قسطنطين 65 عاماً أمضى منها 31 سنة فى الحكم ومات فى 22 مايو 337م - وكان موافقاً ليوم عيد العنصرة ( الخمسين ) ] (6)


وصية الإمبراطور وهو على فراش الموت

ذكر ثيتودوريت المؤرخ : [ وأمر الإمبراطور أن يعود أثناسيوس الكبير إلى ألسكندرية , وافصح عن تصميمه هذا فى حضور يوسابيوس الذى حاول ما أمكن أن يثنى الإمبراطور عن تصميمه هذا . ] (7)
وأثار يوسابيوس النيقوميدى أعصاب جميع المؤرخين بلا إستثناء فى محاولاته الدنيئة وخططه الشريرة حتى أن تيمون وبارونيوس وهما أهدأ من كتب فى التاريخ لم يستطيعا أن يلقبا يوسابيوس النيقوميدى إلا بلقب " المستشار الشرير الشيطان يوسابيوس "

المــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند ألريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 117
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) وهى المدينة التى أسماها الإمبراطور قسطنطين على أسم امه الملكة هيلانة وهى فى إقليم بيثينية بآسيا الصغرى .
(4) وهو يوستاثيوس الكاهن الأريوسى أب إعتراف قسطنطيا أخت الأمبراطور , ولكن كثيرين يشكون فى صدق هذه الرواية , ويقال أن يوسابيوس نفسه هو الذى عمد المبراطور هو الذى حفظ الوصية .
(5) قسم قسطنطين مملكته وهو حى على أولاده الثلاثة وترك لهم وصية مكتوبة بذلك :
أ - قسطنطين الأبن الأكبر ودعى بقسطنطين الثانى , تولى أقليم الغال ( فرنسا وبلجيكا ولمبارديا وسردينيا ) وبريطانيا وأسبانيا وجزء من افريقيا .
ب - قسطنطيوس وتولى المبراطورية الشرقية وهى الجزء الأكبر من العالم فى ذلك الوقت
جـ - وقسطانس وتولى أقليم الليركون وإيطاليا وبقية افريقيا
وفى عام 340 م قام قسطنطين بالحرب على أخيه قسطانس وتقابلا فى معركه أكويلا وتقابل الجيشان , ولكن جنرالات قسطنطين الثانى خانوا أمبراطورهم وذبحوه فتولى قسطانس إمبراطورية الغرب أيضاً أنظر سوزومين المؤرخ 3 : 2
(6) Socrates,op. cit., 1.30.
(7) Theodoret, op. cit., 1. 30.

ليست هناك تعليقات: