مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الاثنين، أكتوبر 04، 2010

خمس رسائل عقائدية لسيرابيون أسقف تمى

الخطاب الثانى فقط يختص بالدفاع ضد الأريوسيين وهو موجود فى هذا الموقع ، أما الثلاثة الباقيين فهى رسائل عن الروح القدس .

مقدونيوس أسقف القسطنطينية وتعاليمه عن الروح القدس
لم يشير الأسقف سيرابيون اسقف تمى فى اسئلته التى بعث بها إلى البابا أثناسيوس إلى مقدونيوس أسقف القسطنطينية وكذلك لم يشير البابا اثناسيوس فى إجابته فى ثلاث رسائل إلى هذا الأسقف .

ولكن من الواضح أن الأسئلة محور الشكوى كانت عن تعليم غريب ضد الروح القدس أنتشر بسرعة يقول أن " الروح القدس مخلوق ، ولكن اعلى رتبه من الملائكة " ، وقد رد البابا أثناسيوس على هذا التعليم الجديد غير فاحص عن الذين بدأوا فى نشره وغير مهتم بمن هم ؟ وقد تغاضى عن أسمائهم لأنه كان يرجوا عودتهم ، لأن مقدونيوس كان من جماعة النصف أريوسيين مع كل من بالسيليوس أسقف أنقرة ، وكيرلس أسقف أورشليم لأنه من السهل من هم فى الوسط الرجوع إلى الإيمان لهذا كان يعاملهم بود .
ولكن ما لبث أن حدث خلاف بين مقدونيوس والأريوسيين المتطرفين بزعامة أكاكيوس فعزل مقدونيوس وأنزل عن كرسيه بالقسطنطينية ، فى مجمع القسطنطينية نفسها وبتحريض من ألأمبراطور قسطنطيوس ، وكان السبب هو نقل رفاة والدة قسطنطين من كنيسة إلى اخرى ، مما أعتبره الشعب تعدياً على التقاليد ، ولأن الأمبراطور كان مشاركاً فى مجمع نيقية مثله مثل الأساقفة فإعتبروا هذا الأمر تحدياً لنجمع نيقية ، وحدثت مذبحة فى داخل الكنيسة حيث تسبب فى قتل مجموعة كبيرة من قوة الحرس الإمبراطورى بسبب عدم سياسته الحكيمة والتى بسببها هاج الشعب ضد الحرس عندما أستخدم القوة ضد الشعب 
 وعندما عزل مقدونيوس سنة 360 م وأنزل من على كرسى القسطنطينية بدا يثير القلاقل وينشر تعليمه عن الروح القدس بإعتباره خادماً كبقية الملائكة ، وهذا كان فى الحقيقة هو نفس تعليم الأريوسيين ، ولكنه تبناها هو مركزاً على أقنوم الروح القدس : [ إن المثل الرئيسى لتعاليم الريوسيين للروح القدس هو مقدونيوس ]  (4)
ويلاحظ أن أثناسيوس بمجرد عودته من المنفى أقام مجمعاً فى ألأسكندرية سنة 362م وناقش فيه قضية التجديف على الروح القدس موضحاً صلتها بالأريوسية ، بإعتبار أن أصل هذا التجديف منشأه الأريوسية نفسها فقال :
[ لأن هؤلاء الذين يدعون أنهم يعترفون بإيمان مجمع نيقية ويتجرأون على التجديف على الروح القدس ، فإنهم بينما يدعون إنكارهم لهرطقة الأريوسيين يكونون قد أحتفظوا بهذه الهرطقة فى أفكارهم ] (5)
خطابات أثناسيوس عن الروح القدس
وقد وضح البابا أثناسيوس النقاط التالية :
أن علاقة الآب بالأبن وضحت وقررت فى مجمع نيقية ، أما علاقة الروح القدس بالأبن فهى قائمة بوضوح فى السفار المقدسة ، هاتان المقدمتان المنطقيتان اللتان بنى عليهما أثناسيوس دفاعه عن ألوهية الروح القدس معتبراً أن التساوى فى الجوهر " الهوموؤوسيا" بالنسبة للروح القدس هو نتيجة حتمية .
فالروح القدس هو روح الإبن وله نفس الإتحاد والوحدة معه كما للأبن مع الآب ، فإذا كان الإبن غير مخلوق يصبح من المستحيل أن يكون الروح القدس مخلوقاً .
وبما أنه مستحيل أن نفصل الروح القدس عن ألبن لذلك يكون إعتبار الأريوسيين أن الروح القدس مخلوقاً هو بمثابه إدخال طبيعة غريبة على الثالوث ، وبهذا يهدمون عقيدة الثالوث المتحد .
وخطأهم بخصوص الروح القدس نشأ عن خطأهم بالنسبة للأبن ، وهذا بالتالى ينشئ خطأ تجاه الاب (فصل 1: 2 ، 1: 9 و 21)
" فثالوث الإله واحد " (فصل 1: 7) غير منقسم بل منسجم ومتحد .
وإن الحياة وكل المواهب التى يمنحها الروح القدس تجعله غير مخلوق بل إلهاً ( فصل 1: 22 و 23)
ولا يوجد أى سند فى كل السفار المقدسة يشير - بأى طريقة _ أنه ملاك ( فصل1: 10- 14)
والروح القدس ليس أبناً ولكنه " منبثق " من الآب (فصل1: 16) فالآب يسمى دائماً " الآب" ، والأبن هو دائماً " الإبن " ، والروح القدس يدعى دائماً " الروح القدس " (فصل4: 6)
فحينما نستقبل الحياة من الروح القدس ، فالمسيح نفسه يسكن فينا والأعمال التى يعملها فينا هى أيضاً أعمال الآب (فصل1: 19)
وكل الأشياء التى للآب هى أيضاً للأبن فى الروح القدس هى عطايا الآب ، وهى معطاه من الآب بالأبن فى الروح القدس (فصل1: 30) ] يقول الأب متى المسكين (1) يلاحظ أن هذه العبارة التقليدية المميزة للذكصا الأخيرة لكنيسة الإسكندرية منذ بداية المسيحية ] والكل يأتى من الإله الواحد (فصل3: 5)
والروح القدس هو صورة البن ، وقيل فى الكتاب المقدس إنه ينبثق من ألاب ، لأنه يشرق ويرسل ويعطى بواسطة اللوغس ( الكلمة ) الذى هو من ألاب (فصل1: 20) فالوح القدس ليس غريباً عن الإله (فصل1: 25)
وقد قيل أنه من الإله نفسه وفى الإله نفسه .
فلن الإبن من الآب ، لذلك فهو مساو له فى الجوهر ، لذلك يكون بالتالى الروح القدس هو مساو للآب فى الجوهر ، وهو من ذات لاهوت الآب وفيه يكمل الثالوث (فصل1: 25)
وهذا هو التقليد القديم وتعاليم وإيمان الكنيسة الجامعة التى تسلمناها من الرب : " عمدوهم بإسم الاب والإبن والروح القدس " (مت28: 19) 
المــــــــــــــــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة - الطبعة الثانية 2002 م  ص 54 ، ص 293
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) Sozom., Early Hist., of Ch. Doctrine ., Beth ., Bak., pp. 212 f.
(4) Eary Hist., of Ch. Doctrine ., Beth ., Bak., pp.212. 213.
(5) Idam.

ليست هناك تعليقات: