مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الثلاثاء، أكتوبر 12، 2010

مجمع السنديان والأخوة الطوال

حرم ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى أوريجين وكتاباته وكل من يقرأ كتاباته وحرم ونفى رهبان نتريا بقيادة الأخوة الطوال فإضطروا أن يهربوا من مصر خوفا من إنتقام البابا لهم وذهبوا إلى أورشليم ولكن ضاقت بهم الدنيا بعد أن ألب عليهم  ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى برسائله اساقفة البلاد فإضطروا إلى الرحيل إلى القسطنطينية وتعريف يوحنا ذهبى الفم بقضيتهم فلم يستطع عمل شئ فقدموا شكواهم للأمبراطور ولكن حدث أن غضبت الأمبراطورة من يوحنا ذهبى الفم أدى إلى رجوح كفة البابا القبطى وتمييع قضيتهم
عندما طلب ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى من الأخوة الطوال الحضور إلى مجمع السنديان Synodad Quercum لمحاكمتهم كان الأخ الثانى ديسقوروس قد تنيح قبل إنعقاد المجمع ، ودفن فى كنيسة الشهيد موشتيس (1) وقد صمم ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى على إحضار الأنبا آمون  أكبر الأخوة الطوال (2) وقائد رهبان نتريا فى العمر فأحضروه له على محفة إلى مجمع السنديان وهو فى لحظات عمره الأخيرة وما أن رآه فى هذه الحالة البائسة التى وضعها هو فيها بكى وندم على الأحزان والألام التى سببها لهؤلاء الرهبان البؤساء الذين قاسوا منه ويلات التشرد والتشرد فى بلاد العالم بعد نفيه لهم وهربهم من مصر خوفاً من بطشه وقسوة إنتقامه منهم .
وتوفى بعد أن بكاه ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى ومدحه قائلاً : " إنه لا يجد راهباً مثله فى زمانه " (3) وقد دفن فى مقبرة تسمى روفينيانا Rufinianae حيث تمت معجزات شفاء كثيرة من مقبرته ، وكانت مقصداً لكثيرين يقصدون التبرك أو الشفاء .
وبعد نياحة  ألب أمونيوس دخل الأب هيراكس إلى البرية الداخلية وإختفى هناك ليقضى حياته فى العبادة ، وفى نفس العام أى فى 403م تنيح الأب القديس أيسيذوروس
أما بقية رهبان نتريا الذين هربوا ووصل عددهم 80 راهباً ويقول القمص العلامة / تاردرس يعقوب ملطى (4) ارسل ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى يقول أنه : " يفتح ذراعيه لهم وقد نسى الماضى ولن يفكر فى أذيتهم ، وضغط عليهم الأساقفة المصريون أن يعتذروا حيث تظاهروا أنهم يشفعون لهم لديه .... فجاء الآباء الرهبان إلى المجمع وقد خجلوا من هيئة المجمع ولم يفكروا فى إثارة أى ضجة بل فتحوا قلبهم وإعتذروا للبابا الذى قبل شركتهم وقال إن المشكلة قد إنتهت (5) لم يطلب منهم أن يعترفوا بالإيمان الأرثوذكسى ولا أن يتخلوا عن قراءة كتب أوريجانوس ... فقد ظهر جلياً أن المشكلة لم تكن " حول كتابات أوريجين " لكنها دوافع شخصية .
إنتهت مشكلة ألخوة الطوال وعاد الرهبان مع باباهم .. لكن بعد أن لطخ البابا تاريخه بهذا المجمع الذى دعاه المؤرخ الأسقف بالاديوس " مجمع المتوحشين " (6) إذ صار ثاؤفيلس البطريرك الإسكندرى أداة لتحقيق رغبات الإمبراطورة الشريرة ، تجمع حولها أذناب معادية لروح الحق .
ولم يكن يطلب هؤلاء الرهبان إلا الصلح والرجوع لوطنهم مصر الحبيبة بعد النفى والحرمان وقد تحقق لهم هذا الأمل ليعيشوا فى هدوء فى صحراء مصر وبراريها يدرسون ويفحصون ويفتشون جميع الكتب التى قال عنها الرب يسوع أنها تشهد له ، " وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا " 

ليست هناك تعليقات: