مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الأربعاء، أكتوبر 20، 2010

مقاومة البابا كيرلس لكتب الإمبراطور يوليانوس الجاحد


قد وصل للبابا معلومات تفيد أن الشباب فى الإسكندرية يتسلى بقراءة مقالات عشرة كتبها الإمبراطور يوليانوس بعد جحودة وإنكاره لإله المسيحيين ، وكان الوثنيين يتباهون بأن هذه المقالات ستقوض أركان المسيحية ، فقرأ البابا كيرلس هذه المقالات ونقضها حجة بحجة وبرهاناً ببرهان ، ومنذ تلك اللحظة إنشغل كتبة الإسكندرية بتسجيل كتابات هذا البابا الجليل ، وظلوا منشغلين بالكتابة طول أيام باباويته ، وقد سطعت ( من خلال كتبه ) عبقريته النادرة ، وكانت كتاباته كالسيل الجارف (1) 
ويقول الأنبا ساويرس كاتب تاريخ البطاركة : " وكان البابا كيرلس لا يتوقف عن وضع الميامر والمقالات بقوة الروح القدس الناطقة فيه حتى أن رؤساء مدينة الإسكندرية قسموا النساخ فيما بينهم لينسخوا لم ما يكتبه البابا أو يمليه علي الكتبه والنساخ ، وحدث أن قال الفلاسفة للبابا : " أن الإمبراطور يوليانوس الجاحد وضع ميامر يحتقر فيها موسى وجميع الأنبياء ، ويجعل المسيح إنساناً ساذجاً ، وكنا نقرأها (ربما يعنى يدرسونها فى مدرسة الإسكندرية) لأن ألإمبراطور وضعها وقال أن كلام الجليلى سأجعله كذباً لأنه قال لا يبقى حجر على حجر فى هيكل اورشليم إلا وينقض ، وأنا أريد أن ابنيه وأبطل قوله وهدم الإمبراطور يوليانوس  ما بقى من الهيكل ليبنية فمات ولم يبنى فيه شيئاً ، وقد صح لنا كلام المخلص وعرفنا ربوبيته ، لأنه لم يبطل شئ من كلامه "
فلما سمع البابا كيرلس هذا الكلام قلق جداً إلى أن إستطاع أن بحصل على ما كتبه يوليانوس وقرأة فوجده أشد مما وضعه أرحانس وبرفاريوس .
فلما لم يقدر البابا كيرلس أن يجمع النسخ ( كانت فى أيدى الوثنيين ) التى تفرقت من تلك الكتب وتداولها الناس ، فلم يكن أماه إلا أن يكتب إلى الإمبراطور ثيئودوسيوس وأخبره بما قاله له الفلاسفة وقال له : " إن شئت أو أردت أن تهلك ما كتبه الإمبراطور يوليانوس الجاحد وإبادة أفكاره الهرطوقية ومقاومته للسيد المسيح فإجمع هذه الكتب التى كتبها وأضل بها الناس ليرجعهم إلى الوثنية وإحرقها " ففرح الإمبراطور ثيئودوسيوس بكتابه ومجد الرب وفعل كل ما قاله له ، ورد على خطابه بكتاب يسأله أن يصلى ليبارك الرب مملكته ففرح البابا كيرلس بذلك .
ولم يكتفى البابا كيرلس بالتخلص من كتابات الإمبراطور يوليانوس الجاحد (3) بل أنه وضع ميامر ومقالات يدحض فيها كل كتابات يوليانوس ويفند أقواله حجة بحجة وبرهاناً ييرهان .
المـــــراجع
(1) تاريخ الكنيسة - باللغة الفرنسية - للأرشيمندريت جيتى ج4 ص 368 
(2) تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول 58 - 63
(3) لأن الناس كانت تخفيها ويقرأونها سراً لإتساع الإمبراطورية 

ليست هناك تعليقات: