مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الخميس، أكتوبر 14، 2010

قرارات مجمع السنديان ونفى القديس يوحنا ذهبى الفم

حرمان ونفى القديس يوحنا ذهبى الفم
سجل المؤرخ والأسقف بالاديوس النص الذى وجهه مجمع السنديان إلى إكليروس القسطنطينية والبلاط الأمبراطورى (1) هكذا :
إذ أتهم يوحنا ( القديس يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية ) بجرائم كثيرة ، وقد رفض الحضور ، ولكن القوانين تأمر بحرمانه ، وهذا ما فعلناه ، ولكنه أيضاً أساء إلى جلالة الإمبراطور ، لذا نطلب عزله عن كرسيه ، ولو تم قسراً ، أما بخصوص إسائته للأمبراطور فإن عقوبته عنها ليس من شأننا "
ظلم أخوته الأساقفة
وبالرغم من أن قيل فى محضر الإتهام أن القديس يوحنا ذهبى الفم أهان الإمبراطور أركاديوس Arcadius ، وأن الإهانة عقوبتها الإعدام ، فلم يشر الإمبراطور إلى الإهانة لأنه يعرف تماماً أنه لا توجد إهانة ولكنه أجاب أو بالمعنى الحديث إعتمد قرار مجمع السنديان بالموافقة على عزل وحرمان وإستبعاد ذهبى الفم بالنفى ، فأثيت أركاديوس أنه اقل قسوة من الأساقفة .
ووصل قرار مجمع السنديان إلى القديس يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية فقال فى هدوء : " أن الذى لم يغتصب الأسقفية يستطيع أن يعيش حراً ، لا يخاف من الإستعباد " وكان القديس قد تحدث طويلاً عن الإضطهاد والضيق ، وقد جاء وقت ممارسته فعلياً ، ولكن ما أقسى الإضطهاد من الأخوة الأساقفة .
والقديس يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية علامة بدقائق الأمور سابق للأحداث ويذكرها قبل أن تحدث ففى كتابه عن الكهنوت (2) أشار إلى قول السيد المسيح : " طوبى لكم إذا إضطهدوكم ... " وعلق عليها  متأملاً فقال : إن ذلك يتحقق عندما يطرد ألساقفة شريكهم فى الأسقفية حسداً ، أو إرضاء للناس ، أو حقد لسبب أو آخر " فهل تنبأ القديس يوحنا شئ غريب حقاً !!
الشعب بالقسطنطينية يرفض قرار مجمع السنديان
أحب شعب القسطنطينية قديسه فم الذهب فإلتف الشعب حول دار الأسقفية ورفض الإذعان بتنفيذ القرار ، ومنع البوليس الأمبراطورى من الأقتراب من المبنى والقبض على بطريركهم المحبوب وكانوا يحرسون المبنى ليلاً ونهاراً فخرج القديس إليهم وقال :
" المسيح معى ، ممن اخاف ! إن امواج البحر ، الرؤساء فى غضبهم ، هذا كله لا يزيد عن خيوط العنكبوت " وفى اليوم التالى قال :
" هوذا الأمواج تشتد والعاصفة تزداد عنفاً ، لكنى لا أخاف من الغرق فإنى أقف على صخرة .. إن هاج البحر لا يستطيع أن يطويها ! لترتفع المواج فإنها لا تقدر أن تبتلع سفينة يسوع ! .. قل ممن أخاف !! .. أأخاف من الموت ؟ .. لى الحياة هى المسيح والموت هو ربح (3) "
أأخاف النفى ؟ " للرب الأرض وملؤها " (6)
أأهتم بمصادرة الأموال ؟ " لم ندخل هذا العالم بشئ ولن نخرج منه بشئ " (7)
إن ما يبدو فى هذا العالم قاسياً لا يستحق منى سوى الإزدراء ، إنى أهزأ بممتلكاته ، لا أخاف الفقر ، ولا أشتهى الغنى ، لا أخاف الموت ولا أرغب الحياة إلا لكى أنمو فى القامة الروحبة .. ! "
لقد كان القديس يوحنا ذهبى الفم أن الشيطان إستخدم إناساً لتنفيذ مخططه فالحرب بين الإله والشيطان وليست بينه وبين الأمبراطورة أو ثاؤفيلس أو سفريان أو أكاكيوس وغيرهمفكان يردد تلك الكلمات الرائعة : " حقاً ليس أقوى من الكنيسة من يحاربها من يحطم قوته إذ لا يمكن محاربة السماء "
" هل أتى بى إنسان هنا حتى يقدر إنسان أن يحطمنى ؟ !! "
لقد عرف القديس كيف يحبه شعب المسيح فقد حدثتهم مرة قائلاً (4) : " إن رأيتمونى فى خطر ألا تعطونى - إن أمكن - أجسادكم مبذولة " ولكنه لم يشأ أن يموت أو يتألم واحداً بسببه ، فالمجمع غير قانونى ، والمجمع الذى يبت فى مسألته يجب أن يكون مسكونياً فطالب بمجمع مسكونى ليحسم قضيته ، ولكن رأى انه سيسيل دماء كثيرة فى المدينة بسببه فكان عليه كقبطان ماهر أن يطوى شراعة لأن ساعة هبوب الرياح قد جائت ، كما سبق وقال لشعبه  .. فليخرج إذا فى هدوء ، وبدون أن يشعر أحد من شعبه تسلل ساعة الظهيرة وحراسه من الشعب نائمين وسلم نفسه لمضطهديه . 
وليس هناك أبلغ من عبارت القديس يوحنا عن الكنيسة : " حقاً .. ليس أقوى من الكنيسة ، من يحاربها يحطم قوته ، إذ لا يمكن محاربة السماء ! "
" هل أتى بى إنسان إلى هاهنا ؟ ، حتى يقدر إنسان أن يحطمنى !! "
" إنك ( محدثاً الشيطان) لا تستطيع الإنتصار على عذراء واحدة ، فكيف تفكر فى الغلبة على هذا الشعب الكبير !! "
المـــــراجع
(1) Ibid. 47: 30
(2) De Sacerd. PG 48: 648.
(3) فى 1: 21
(4) Ibid. PG 60: 232.
(6) مز 23: 1
(7) 1ـى 6: 7

ليست هناك تعليقات: