مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الأحد، يونيو 06، 2010

الشماس الشاب أثناسيوس يخدم الرب فى كنيسته

الشماس الشاب أثناسيوس يخدم الرب فى كنيسته
تدرجة فى المراتب الكنسية
وفى عام 312 م أقام البابا ألكسندروس الشاب أثناسيوس قارئاً , وفى هذه المرحلة بدأ دراسته وفى كتابه " تجسد الكلمة " (1) ذكر القديس أثناسيوس دراسته للعلوم اللاهوتية على أيدى معلمين عانوا من إضطهاد مكسيمين الثانى الذى وقع فى سنة 311 م (3) ويرجح أنه بدأ دراسته فى مدرسة الإسكندرية بعد نزوح عائلته من أخميم وهو دون الـ 15 عاماً
أثناسيوس سكرتير البابا ألكسندروس
وفى عام 318 سام البابا ألكسندروس الشاب أثناسيوس شماساً وعينه سكرتيراً له , وفى هذه الفترة ألف القديس أثناسيوس كتابين وهما " ضد الوثنية " و " تجسد الكلمة " وأكملهما قبل سنة 319 م حيث لم يكن قد تجاوز الـ 23 من العمر .

وكان البابا الإسكندرى وقتها يترأس على أكثر من 100 أسقف ينتشرون فى كل أنحاء ليبيا والخمس مدن الغربية ومصر والنوبة , فكانت وظيفة سكرتير البابا عملاً ضخماً ومتشعب حيث وضعت عليه مسئوليات كثيرة نظراً لبدء البابا ألكسندروس التقدم فى السن , ويقول القديس كيرلس عمود الدين فى خطابه لرهبان مصر : " أن أثناسيوس كان يعيش مع البابا ألكسندروس ( كإبن مع أبيه) تحت سقف واحد ( وكان محبوباً بسبب حلاوة صفاته ) (4)
الدراسات التى أكملها أثناسيوس
ومع عمله كسكرتير للبابا أنكب أثناسيوس الشاب ينهل من منابع العلم الروحى والمدنى فى ذلك الزمن , فكان يحصل علوم عصره ودرس الفلسفة والبلاغة والشعر , فقد درس هوميروس وأفلاطون وأرسطو وديموستين (5) , ومن فحص كتابته نخرج بنتيجة أنه أستخدم كل هذه العلوم التى أستطاع إستيعابها فى شرح وتوضيح أعماق الإنجيل (6) خاصة فى الدفاع عن الإيمان الأرثوذكسى والمحاجاة ضد الفلاسفة , ولما كانت مصر ولاية رومانية فيقول المؤرخ سلبيسوس ساويرس : أن أثناسيوس درس القانون الرومانى (7)
وكل هذه الدراسات والعلوم التى أستطاع أثناسيوس تحصيلها وإستيعابها لم تؤثر فى شخصيته فظل متواضعاً كما هو , ولم يتكل على بلاغته أو منطقة وقوة إقناعه فى التعالى أو الحط من مقدار محدثه , بل كان دائماً كلمة الرب هو هدف يوصله لكل الناس , ولم يكن العلوم التى أستطاع دراستها بنفسه أو على أيدى معلمين مشهورين أو فى مدرسة الإسكندرية إلا أمراً ثانوياً بجانب الأساس الكتابى فكان ينهل من هذا المنبع , وإستطاع أن يستخدم نهر الكتاب المقدس فى مؤلفاته وخاصة فى مؤلفه ( ضد الوثنيين : 1) وفى عظته ( 1: 9) والرسالة إلى أساقفة مصر وفى دفاعه عن قانون نيقية وفى كتاباته عن مجمعى أرمينيا وسلوقية , وبالإضافه إلى ما سبق أعتمد أثناسيوس على تراث مصر من مفكريها أمثال كليمندس والعلامة أوريجانوس وثيؤغنسطس , والباباوات السابقين , وقد عرف كثيرين من شهداء الإسكندرية ومعترفيها والألام التى ذاقوها أيام إضطهاد ماكسيمين Maximin , تعلم منهم الإيمان الأرثوذكسى وتتلمذ على يديهم وعرف الحب الشديد للكتاب المقدس , حقاً لم يدخل معهم حلبة الإستشهاد لكن قلبه كان ملتهباً بالحب الإلهى , يواجه كل صراع من أجل المسيح .

وكان أثناسيوس صبياً صغيراً عندما وصلته أنباء إستشهاد الأسقف فيلياس أسقف تمويس ( تمى الأمديد ) الذى قبل التعذيب حتى لفظ أنفاسه الأخيرة دون أن يحيد عن الإيمان والتكريز بأسم المصلوب
المــــــــــــــــــــــــــــــراجع
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 56
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى ص 76
(3) De Incarn. 36.
(4) Ruf.I. 1.
(5) Athanas., Orat. IV. 29, Quotation from Odyss. II. 3633.66.
(6) Ibid
(7) Salpicius Severus, II. 36; Soc. I, 31

ليست هناك تعليقات: