مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الأربعاء، يونيو 09، 2010

أثناسيوس يصبح البابا الـــ 20 للأقباط

أثناسيوس يصبح البابا الـــ 20 للأقباط
قبل سيامة أثناسيوس بابا الأسكندرية
كان من ضمن مقررات مجمع نيقية هو تكليف الكرسى الأسكندرى بدء الصوم الكبير وتحديد عيد القيامة بإعتبار المصريين أقدر أساقفة العالم فى ذلك الوقت من جهة الحسابات الفلكية , ثم بدء فى خطاب فصحى دورى إلى أساقفة العالم بتحديد مواعيد وأزمنة الصوم الكبير وعيد القيامة وبعد فترة حوالى 5 شهور من نهاية أخر جلسة فى مجمع نيقية تنيح البابا ألكسندروس فى 22 برمودة الموافق 17 أبريل أى فى الموسم الفصحى سنة 328 م .
[ وقد وصف المؤرخ روفينوس (3) البابا ألكسندروس بالقديس اللطيف الهادئ ولم تكن نياحته دون إشارة إلهامية من الروح القدس بخصوص من سيخلفه على الكرسى , من أجل هذه المهمة السماوية الخطوة التى بدأها الإله على يديه إلا وهى الدفاع عن الإيمان الصحيح والشهادة للاهوت المسيح .
فإلكسندروس وهو فى النزاع الأخير , وكل الإكليروس مجتمعون حولة يتباركون منه , بدأ ينادى بإلحاح : " أثناسيوس ... أثناسيوس " ولكن لأن اثناسيوس كان يخشى هذه اللحظة وما يمكن أن يكون وراءها من مسئولية , فهرب , فلما كرر البابا نداءه : " أثناسيوس ... أثناسيوس " رد عليه أحد الإكليروس من الواقفين وكان أسمه اثناسيوس أيضاً , فإستنكر البابا رد هذا المدعى , ثم أستمر ينادى أثناسيوس , ولكن عندما تحقق من عدم وجوده قال : " وهل تظن أن بهروبك يمكنك أن تفلت ؟ ... لا يمكن ]
الأساقفة المليتينين يقاومون رسم أثناسيوس بابا للأسكندرية
كان فى الكنيسة القبطية 35 أسقفاً من المليتينين ( تابعين للأسقف لمليتيوس وكانوا قد أنضموا للأريوسيين سراً ) وحدث أن أسقف منطقة مارمريكا كان من المليتينيين قطع من الشركة ( حرم من الكنيسة القبطية ) أسمه نيثوناس كان المليتنيين قد تجرأوا ورسموه اسقفاً , وكانوا يريدون تقديمه ليكون بابا للكنيسة القبطية ولكنهم لم يستطيعوا لإتحاد رأى الأساقفة الباقيين حول إختيار أثناسيوس ليكون البابا رقم 20 للكنيسة القبطية وكان عددهم يقترب من المائة ( 94 أسقفاً إختاروا اثناسيوس مقابل 35 من المليتينيين ) من الأسكندرية ومصر وليبيا (4) وربما النوبة , وكان إعتراضهم أن سن أثناسيوس فى ذلك الوقت كان قد قارب الثلاثين من عمره وهو اقل من السن القانونى بحسب التقليد الكنسى .
وقرر الأساقفة فى رسالة لهم لأخوانهم أساقفة العالم قالوا فيها : [ إنه قد أختير بأغلبيتنا العظمى على مرأى من جميع الشعب وبإستحساناته , ونحن الذين أقمناه نشهد بذلك كشهود عيان , وتعتبر شهادتنا أصدق من الذين لم يحضروا رسامته وجاءوا الآن لينشروا تقاريرهم المزيفة , وهوذا لا يزال يوسابيوس ( أسقف نيقوميديا عاصمة الأمبراطورية ) يجد أخطاء فى غختيار أثناسيوس أسقفاً , الذى هو نفسه ربما لا يتلقى أيه موافقة عند إختياره على الإطلاق , وحتى ولو قد حاز على موافقة فهو نفسه قد جعلها بلا قيمة ] (5)
وقال المؤرخ جيبون عن هذه الوثيقة الهامة فى تاريخ الكنيسة القبطية [ ولا يمكن أن يعقل أنهم يشهدون هكذا رسمياً لحادثة يمكن أن تكون مكذوبة ] (6)
وأشار القديس غريغوريوس النزينزى عن وجود حضور شعبى قوى فى إنتخاب البابا أثناسيوس فقال : [ إنه بأصوات الشعب كله وتشفعاته - وليس بالعنف وإراقة الدماء التى سادت بعد ذلك - بل إنما فى وقار رسولى وروحانى أقيم أثناسيوس على عرش مار مرقس ] (7)
مركز كنيسة الإسكندرية بين كنائس العالم فى ذلك الوقت
بلغ عدد أساقفة كنيسة الأسكندرية ( كرسى مار مرقس الرسولى فى ذلك الوقت ) 129 أسقفاً من مصر والخمس مدن الغربية وربما النوبة معها , وكانت الإسكندرية تعتبر المدينة الثانية ( بعد روما ) أو الثالثة بعد القسطنطينية فى الأهمية السياسية , ولكنها من الناحية الدينية فقد كانت مدينة الإسكندرية تعتبر أكثر تقدماً فى المعرفة الإنجيلية واللاهوتية ورائدة العالم من الناحية الروحية


ألقاب القديس أثناسيوس
تنقسم الألقاب التى أطلقت على القديس أثناسيوس إلى : -

ألقاب عالمية : وهى الألقاب التى أطلقها أساقفة غير محليين وغير تابعين له :
يقول ابينا متى المسكين (1) ص 67 : [ كانت كنيسة الأسكندرية " أم كنائس العالم " وبهذا يكون أسقفها هو عظيم الأساقفة بلا منازع , أو بحد تعبير القديس باسيليوس " أسقف الأساقفة " ] وقد قال القديس غريغوريوس النزيزى عن ألقديس أثناسيوس : [ لأت رأس كنيسة الأسكندرية هو رأس العالم .] (8) , أما القديس باسليوس الكبير فكان يعتبر القديس أثناسيوس أنه " أسقف الأساقفة " وقد أرسل إليه مستغيثاً ليتدخل فى مشكلة أنطاكية ويستميل إليه مناصرة الغرب , وخاطب أثناسيوس بقوله : [ إن حسم النزاع فى مشكلة كنيسة أنطاكية منوط بك وحدك بوصفك أسقف الأساقفة )
والموقع يفسر هذا القول : إن الكنيسة القبطية لا تتطلع إلى الرئاسة إنما قصد الجملة السابقة ان الغوص فى الكتاب المقدس جعل أثناسيوس فى المرتبة الأولى على العالم فى العلم الروحانى والمعرفة اللاهوتية لهذا أستحق أن يطلق عليه أسقف الأساقفة , ولكن لا يرث اساقفة باباوات الأقباط هذا اللقب لأنه لقب خاص بفرد استطاع الفوز فى السباق فإستحق التكريم بإطلاق هذا اللقب الذى كان يسبق ذكر أسمه .
ولا شك ان الكنيسة الجامعة العالمية أطلقت عليه أسم أثناسيوس الرسولى لأنه حافظ على الإيمان القويم .
ألقاب محلية : وهو لقب بابا ,هو لقب محلى وسرعان ما إستعاره أسقف الكاثوليك الذى يطلق عليه اليوم أسم بابا روما !!

لقب بابا : يقول ابينا متى المسكين (1) ص 68 : [ على أن اللقب الكنسى الذى كان يذكر به ( الأنبا أثناسيوس ) فى الكنيسة عامة كان لقب " بابا " أو " باباس " وأن أول من أطلق عليه هذا اللقب ÷و هيراكلاس البابا الــ 13 , وهو لقب روحى صرف يفيد معنى الأبوة العزيزة )
وكان لقب الأنبا أثناسيوس المحبوب لدى المصريين هو " أبونا " ولكن فى أعلى معنى للكلمة , كما ورد فى الحوار التالى وهو بين الدوق أرتيميوس المرسل من الأمبراطور للبحث عن الأنبا أثناسيوس والقبض عليه سنة 359 - 360 م وبين رهبان دير بافو الذى كان يقيم فيه القديس باخوم مع أولاده , فعندما وصل هذا الدوق إلى الدير سائلاً عن البابا أثناسيوس جاوبه الرهبان هكذا : [ وإن كان أثناسيوس هو أبونا بعد الرب إلا أننا لم نرى وجهه حتى الآن ]
لقب رئيس أساقفة ألأسكندرية : وفى حوالى سنة 359 - 360 م أرسل الأنبا أثناسيوس رسالة إلى كافة رهبان البرارى كان عنوانها هو : [ أثناسيوس رئيس أساقفة الإسكندرية ]
المـــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 66 - 70
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) Ruf., Ec. Hist, 1, 1
(4)a. Epiphan., Haer. 68.
b. Gwatkin, op., p. 66.
c. Church. quarterly Rev., XVI. p. 393.
(5) Apologia contra Ar. 6.
(6) Gibbon, D. & F., ch. 21.
(7) Greg., Naz., Orat. 21, ch. 8.
(8) Dean stanley, op. cit., p. 231.


ليست هناك تعليقات: