مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الجمعة، مايو 21، 2010

نهاية إضطهاد فالريان

السلام الذى فى أيام الأمبراطور بيليوس
يذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1)تحت عنوان السلام الذى ساد فى عهد جالينوس :
1 - وبعد هذا بوقت قصير وقع فالريان أسيراً فى أيدى البرابرة (2) , وأما أبنه فإذ صار الحاكم الوحيد , أدار الحكم بأكثر حكمة , وللحال أوقف الأضطهاد الحال بنا بنداء علنى , وطلب من الأساقفة أن يمارسوا وظائفهم المعتادة بحرية , وذلك بأمر كتابى جاء فيه :
2 - الأمبراطور قيصر بيليوس ليسينيوس جالينوس , بيوس فيلكس أوغسطس , إلى ديونيسيوس وبيناس وديمتريوس والأساقفة الآخرين , لقد أصدرت أمرى بإغداق هباتى على كل العالم , وأن يبتعدوا عن أماكن العبادة (3) , ولهذا يمكنكم أستخدام هذه الصورة من أمرى لكى لا يزعجكم أحداً , وهذا الذى تستطيعون فعله الآن شرعاً قد سبق أن منحته منذ زمن طويل (4) , لذلك فسيتولى تنفيذ أمرى هذا الذى أعطيته أوريليوس كيرينيوس المتولى إدارة جميع الشئون . " .. هذا ما ترجمته من اللغة اللاتينية ليسهل فهمه , ولا يزال باقياً أمر ملكى آخر أصدره ووجهة إلى أساقفة آخرين يسمح لهم فيها بإمتلاك أماكن عبادتهم ثانية
المـــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السابع الفصل 11 ( ك7 ف 11)
(2) أسره ملك الفرس حوالى سنة 260 م ومات فى الأسر , وبمجرد أسره تولى الأمبراطورية أبنه جالينوس Gallienus الذى كان يشترك فى الحكم معه .
(3) أن يبتعد الوثنيون عن أماكن العبادة المسيحية .
(4) يشير إلى الحرية التى يتمتعون بها والتى قد أصدر بها امراً منذ زمن طويل بعد أرتقائه عرش الأمبراطورية مباشرة ولكنها لم تنفذ فى مصر فى الحال بسبب مكريانوس الوالى الشرير
الأقباط الأبطال والجوع والوبأ فى أرض مصر
يذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1) تحت عنوان " رسائل ديونيسيوس الفصحية التى فيها يقدم أيضاً قانونا فصحياً " : وعلاوة على رسائل ديونيسيوس , السابق ذكرها , فقد كتب أيضاً فى ذلك الوقت رسائله الفصحية التى لا تزال باقية (2) , يستخدم فيها كلمات ثناء وتبجيل عن عيد الفصح , وقد وجه أحدى هذه إلى فلافيوس وأخرى إلى دومتيوس وديديموس , بين فيها قاعدة ممارسة الفصح لثمانى سنوات , موضحاً أنه لا يليق ممارسة عيد الفصح إلا بعد الأعتدال الربيعى , وعلاوة على هذة أرسل رسالة أخرى إلى زملائة قسوس الأسكندرية , وكذا رسائل أخرى لأشخاص مختلفين أثناء الإضطهاد .
يذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (ك7 ف 21) تحت عنوان " الحوادث التى تمت فى الأسكندرية " :
1 - لم يكد السلام يستقر حتى عاد مرة أخرى إلى الأسكندرية ولكن إذ أثيرت الفتنة والحرب مرة أخرى , مما جعل الأمر مستحيلاً عليه أن يفتقد كل الأخوة الذين بعثرتهم القلاقل فى أمكنة مختلفة , فقد وجه إليهم رسالة أخرى يوم عيد الفصح كأنه لا يزال منفياً من الإسكندرية .
3 - وفى رسالة فصحية أخرى كتبها فيما بعد إلى هيراكس أحد أساقفة مصر , يذكر الفتنة التى كانت ثائرة فى الأسكندرية وقتئذ , وذلك كما يلى : " أيه غرابه أن عسر على الأتصال بالرسائل بمن يقيمون بعيداً طالما كان فى غير مقدورى محاجة نفسى , أو مشاورة أحد لأنقاذ حياتى ؟
3 - أننى أريد أن أرسل بعض الرسائل لمن هم كأحشائى (فليمون 12) وهم أخوة يعيشون فى بيت واحد , بنفس واحدة , وأبناء كنيسة واحدة , ولكننى لست أعرف كيف أرسل هذه الرسائل , لأنه أيسر أن يعبر الإنسان لا حدود المملكة فحسب , حتى من الشرق غلى الغرب , عن أن يذهب من الأسكندرية إلى الإسكندرية نفسها .
4 - فقلب المدينة شائك جداً , وإجتيازة أصعب من أجتياز الصحراء الواسعة المقفرة التى عبرها جيلان من بنى أسرائيل , أما موانئنا الهادئة فقد أصبحت كالبحر الذى أنشق , وأصبحت له أسوار , وعبره أسرائيل , وأبتلع فيه المصريون , لأنها كثيراً ما بدت كالبحر الحمر بسبب كثرة القتلى فيها .
5 - وأما النهر الذى يجرى بجوار المدينة فكان يبدوا احياناً أجف من البرية , وأشد فقراً من تلك التى إذ عبرها إسرائيل قاسوا مرارة العطش , حتى تذمروا على موسى , ففاضت المياة من الصخرة , بنعمة ذاك الذى يستطيع وحده صنع العجائب .
6 - وكانت تفيض بغزارة شديدة حتى غطت الأراضى المجاورة والطرق والحقول , مهددة بإعادة الفيضان الذى حدث أيام نوح , وكانت تفيض بصفة مستمرة , وملوثة دواماً بالدماء والقتلى والغرقى , كما حدث لفرعون على يد موسى , عندما تحولت إلى دم وأنتنت .
7 - وأى مياة أخرى تطهر المياة التى تطهر كل شئ ؟ كيف يستطيع المحيط العظيم , الذى يعجز البشر عن إجتيازه , أن يطهر هذا البحر المر لو أنه سكب فيه ؟ أو كيف يستطيع النهر العظيم , الذى فاض من عدن , أن يطهر الفساد لو انه سكب رؤوسه الأربعة التى يتفرع إليها عند نهر جيجون ؟
8 - أو كيف يمكن أن يتطهر الجو وقد تسمم بهذه الأنفاس النجسة ؟ فالأبخرة تتصاعد من الأرض , والرياح من البحر , والنسيم من النهر , والضباب من الموانى , واصبح الندى كأنه أفرازات الجثث التى تعفنت وتحللت إلى كل العناصر المحيطة بنا .
9 - ومع ذلك فالناس يتعجبون ولا يستطيعون أن يدركوا من اين هذه الأوبئة المستمرة , والأمراض الشديدة , والأسقام القاتلة من كل نوع , وحالات الهلاك المختلفة , وأفناء البشرية على نطاق واسع , لماذا لم يعد بهذه المدينة مثل تلك الكثرة من السكان , من ألأطفال الرضع إلى المتقدمين فى السن كما كانت تضم من قبل من بين أولئك الذين كانت تدعوهم شيوخاً أقوياء فالرجال من سن الأربعين إلى السبعين كانوا وقتئذ أكثر عدداً حتى أصبح عددهم الآن لا يوازى السكان من سن ألربعة عشرة إلى الثمانين , عند عمل الأحصائية من أجل مؤونة الطعام العامة .
10 - وأصبح شكل الصغر كأنه مساو فى العمر لمن كانوا سابقاً أكبر , ورغم أنهم يرون الجنس البشرى فى تناقص مستمر , ورغم أن حالات الأفناء العامة فى تزايد , فإنهم لا يرتعبون ولا يقشعرون " يذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (ك7 ف 22) تحت عنوان " الوبأ الذى حل بهم "
1 - وبعد هذه الحوادث حل مرض وبائى فى أثر الحرب , وغذ أقترب العيد كتب أيضاً إلى الأخوة واصفا الآلام التى نتجت من هذه المصيبة .
2 - قد يبدو لأشخاص آخرين (يقصد الوثنيين) أن هذا الوقت ليس مناسباً للعيد , والواقع أنه لا هذا الوقت مناسباً لهم ولا غيره , فلا الأوقات المحزنة مناسبة , ولا حتى التى يظن أنها مبهجة , نحن الآن لا نرى ألا الدموع , وكل واحد ينوح , والعويل يرن صداه كل يوم فى المدينة بسبب كثرة الموتى .
3 - لأنه كما كتب عن أبكار المصريين هكذا حدث الآن صراخ عظيم , لأنه لم يكن بيت ليس فيه ميت (خر12: 30 ) وليت الأمر اقتصر عند هذا الحد .
4 - فقد حدث أمور مروعة كثيرة , أولاً أنهم طردونا , لكننا أحتفلنا بالعيد حتى فى ذلك القوت , ونحن وحدنا , مضطهدون , ومحكوم علينا بالموت من الجميع , وكل مكان كابدنا فيه المصائب كان لنا مكان أعياد , الحقول والبرارى والسفن والفنادق والسجون , أما الشهداء الذين كملوا جهادهم فقد أحتفلوا بأبهج عيد , لإذ عيدوا فى السماء .
5 - وبعد هذا حل الحرب والمجاعة , الأمر الذى تحملناه بالسوية مع الوثنيين , أما نحن فقد تحملنا وحدنا تلك المور التى عذبونا بها , وفى نفس الوقت تحملنا نتائج ما عذبوا به بعضهم البعض , ثم أننا فرحنا بسلام المسيح الذى وهبه لنا وحدنا .
6 - ولكن بعد أن تمتعنا نحن وهم , بفترة راحة قصيرة داهمنا هذا الوبأ , وقد كان مروعاً جداً أشد من أى شئ آخر مخيف , كما كان عديم الأحتمال , أشد من أيه مصيبة أخرى , وكما قال أحد كتابهم كان هو الوحيد الذى ينتقى معه كل رجاء , أما لنا فلم يكن الأمر كذلك , بل كان كغيره فرصة للتدريب والأختبار , ومع أننا لم نكن بمأمن منه إلا أنه هاجم الوثنيين بأشد قسوة .
7 - وبعد ذلك يضيف الآتى : " ولقد كان أكثر أخواننا أسخياء جداً فى محبتهم الزائدة وعطفهم الأخوى فإزدادت رابطتهم بعضهم ببعض , وزاروا المرضى بلا خوف , وخدموهم بصفة مستمرة , خادمين إياهم فى المسيح , وماتوا معهم بأعظم فرح متحملين نكبات ألاخرين , وناقلين المرض من جيرانهم إلى أنفسهم , ومتقبلين آلامهم عن طيب خاطر , وكثيرين ممن كانوا يعانون من المرض كانوا يخدمون الذين عندهم المرض أشد ثم ماتوا هم أنفسهم , وقد حققوا بالفعل المثل السائر الذى كان يبدو دواماً مجرد تعبير للمجاملة , با،هم أعتبروا أقذار الآخرين وسيلة إرتحالهم .
8 - والواقع أن صفوة أخوتنا أرتحلوا من هذه الحياة بهذه الكيفية , بما فى ذلك بعض القسوس والشمامسة , وأبرز الشخصيات بين الشعب , وهكذا أصبح هذا النوع من الموت لا يقل شأناً عن الأستشهاد , بسبب ما تجلى فيه من التقوى العميقة والإيمان القوى .
9 - وقد أخذوا أجساد القديسين على أيديهم , وفى أحضانهم , وأغمضوا عيونهم وأغلقوا أفواههم , وحملوهم على أكتافهم , وأخرجوها خارجاً , وتشبثوا بها وعانقوها , ورتبوا لها كل ما يليق بها من غسل وأكفان , وبعد قليل كانوا هم أنفسهم يلقون هذه المعاملة , لأن الذين كانوا ينجون من الموت بصفة مستمرة يلحقون سابقيهم .
10 - أما الوثنيين فكان كل شئ على العكس من هذا , فقد كانوا يهجرون كل ما بدأت تدب فيهم أعراض المرض , ويهربون من أعز أصدقائهم , وكانوا يطرحونهم خارجاً فى الشوارع عندما يوشكون على الموت , ويتركونهم موتى كالزبالة دون نفيهم , وكانوا يتجنبون أى أتصال بالموتى , ولكنهم كل ما أتخذوه من أحتياطات , فلم ينجوا من الموت .
11 - بعد هذه الرسالة إذ عاد السلام إلى المدينة , كتب رسالة فصحية أخرى للأخوه فى مصر , ثم رسائل أخرى عديدة علاوة على هذه , وهنالك أيضاً رسالة أخرى , لا زالت باقية , عن السبت وأخرى عن التدريب .
12 - وعلاوة على ذلك كتب أيضاً رسالة إلى هرمامون والأخوة فى مصر , متحدثاً فيها بالتفصيل عن شر ديسيوس وخلفائه عن السلام فى عهد جالينوس .
المـــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السابع الفصل 20 و 21 (ك7 ف 20 و 21)
(2) ذكر ناشر الترجمة الأنجليزية : " كانت من عادة أساقفة الأسكندرية إرسال رسالة قبل عيد الفصح فى كل سنة تتضمن بعض النصائح وتحدد وقت العيد , وكانت عادة جمبع الأساقفة فى تلك الأجيال القديمة , ولكن لم يبق من هذه الرسائل سوى يعض منها لأثناسيوس , وقليل لـ ثاؤفيلس , وثلاثين لكيرلس .
(3) أى ديونيسيوس

ليست هناك تعليقات: