مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الجمعة، مايو 21، 2010

نيبوس وبدعة الألف سنة


ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1) تحت عنوان " نيبوس وبدعته "
1 - وعلاوة على كل هذه فإنه هو الذى كتب أيضاً الكتابين عن المواعيد , أما سبب كتابتهما فهو أن نيبوس (2) أحد أساقفة مصر نادى يأن المواعيد التى أعطيت للأتقياء فى الأسفار الإلهية يجب أن تفهم بروح يهودية , وأنه سوف يكون هنالك ألف سنة تقضى فى تمتع جسدى على هذه الأرض .
2 - وإذ توهم بأنه يستطيع أن يدعم رأيه الشخصى من رؤيا يوحنا كتب كتاباً عن هذا الموضوع عنوانه " تفنيد الرأى القائل بتفسير الكتاب مجازياً (3) "
3 - ويقاوم ديونيسيوس هذا الكتاب فى كتابيه عن "المواعيد" ففى الأول يبين رأيه عن العقيدة , وفى الثانى يتحدث عن رؤيا يوحنا , وإذ يذكر أسم نيبوس فى البداية يكتب عنه ما يلى :
4 - ولأنهم يقدمون مؤلفاً لـ نيبوس , يعتمدون عليه كلية , كأنه قد أثبت أثباتاً قاطعاً أن هنالك سيكون ملك المسيح على الأرض , فإننى أعترف بتقديرى ومحبتى لـ نيبوس من نوا أخرى كثيرة , لأجل أيمانه ونشاطه وأجتهاده فى الأسفار المقدسة , ولأجل تسابيحه العظيمة التى لا يزال الكثيرون من الأخوة يتلذذون بها , ويزداد أحترامى له لأنه سبقنا إلى راحته على أن ألحق يجب أن يحب ويكرم قبل كل شئ , ومع أننا يجب أن نمتدح ونصادق على كل ما يقال صوابا , دون أى تحيز , فإننا يجب أن نمتحن كل ما يبدو أنه لم يكتب صواباً و ونصححه .
5 - لقد كان يكفى أن يكون موجوداً لشرح رأيه شفوياً وأقناع مقاوميه دون حاجه إلى تدوين مناقشاته كتابة , ولكن نظراً لأن البعض يظنون أن مؤلفة لا غبار عليه , ونظراً لأن بعض المعلمين يعتبرون أنه لا أهمية للناموس والأنبياء , ولا يتبعون الأناجيل , ويستخفون بالرسائل الرسولية , وينتظرون إلى المواعيد - وفق تعليم هذا الكتاب - كأنها أسرار خفية , ولا يسمحون لأخوتنا البسطاء بتكوين آراء سامية رفيعة عن ظهور ربنا المجيد الإلهى , وقيامتنا من ألأموات , وأجتماعنا إليه , وتغييرنا على صورته , بل بالعكس يدفعونهم إلى أن يرجوا أمور تافهة زمنية فى ملكوت الرب , أموراً كالموجودة الآن - نظراً لأن هذا هو الموقف , فمن الضرورى أن نناقش أخانا نيبوس كأنه موجود ." وبعد ذلك يقول :
6 - ولما كنت فى أقليم أرسينوى (4) حيث سادت هذه التعاليم زمناً طويلاً كما تعلم , الأمر الذى نشأ عنه أنشقاق بل أرتداد كنائس برمتها دعوت قسوس ومعلمى الأخوة فى القرى والأخوة الذين أرادوا أيضاً الحضور ونصحتهم بفحص هذا الأمر علانية .
7 - وإذ قدموا إلى هذا الكتاب , كأنه سلاح ماض وحصن لا يغلب , وجلست معهم من الصباح إلى المساء ثلاثة أيام متوالية , جاهدت لتصحيح ما كتب .
8 - وأغتبطت بمثابرة وإخلاص الأخوة ودماثة خلقهم إذ كنا نبحث بالترتيب وبهدوء المسائل والصعوبات التى تحت البحث , والنقط التى أتفقنا عليها , وقد تحاشينا كلية , من دون نزاع , الدفاع عن أى رأى كنا نعتقده سابقاً , إلا إذا أتضحت صحته , كما أننا لم نتجنب أى أعتراض , وأجتهدنا على قدر أستطاعتنا أن نثبت ونؤيد الأمور المعروضة علينا وإن أقنعتنا بالبراهين المقدمة لم نخجل من تغيير آرائنا وموافقة الآخرين , بالعكس أننا بكل أخلاص ونزاهة , وبقلوب مكشوفة أمام الرب , قبلنا كل ما أيدته بالبراهين تعاليم الأسفار الإلهية .
9 - وأخيراً أعترف منشئ وباعث هذا التعليم - ويدعى كوراسيون - على مسمع كل الأخوة الحاضرين , وشهد لنا بأنه لن يتمسك بعد يهذا الرأى أو يناقشة , أو يذكره أو يعلم به , إذ أقتنع أقتناعاً كلياً بفساده , ,ابدى بعض الخوة الآخرين سرورهم بالمؤتمر , وبروح الصفاء والوفاق التى أظهرها الجميع .
الجزء التالى نقل من كتاب المؤرخ القس منسى عن هرطقة نيبوس (5) وقد اضفنا إليه بعض العناويين للتسهيل على القارئ :
من هو نيبوس ؟
كان نيبوس أسقفاً لأيبروشية أرسينو عاصمة محافظة الفيوم , وقد كانت له صفات وأخلاق جيدة فكان شعبه يحترمه احتراماً زائداً , وفى اثناء تعليمه لشعبه أكد إقتراب الوقت الذى يملك فيه المسيح ألف سنة على الأرض كأحد ملوك العالم مفسراً ما قيل فى سفر الرؤيا عن المجئ الثانى تفسيراً حرفياً , وكتب كتاباً أسماه " مضادة المتغزلين " وأزدرى بمن يقاومون فكره عن الأف سنة , وأعترض فيه على من يعتقدون أن ما جاء فى سفر الرؤيا يدخل تحت باب المجاز , فوجدت هرطقته أرضاً خصبة لأنه أجهد نفسه فى أقناع رعيته بتلك البدعة فقبلوها بدون فحص .
أصل هذه البدعة
ولم يكن أعتقاد نيبوس فكراً جديداً فقد أنتشر فى عهد العلامة أوريجانوس فقاومة وأستطاع إفناؤه حيث انه فسر الايات التى تصرح بملك المسيح ألف سنة أنها تشير إلى الفراح السمائية الروحية المناسبة لطبيعة الأرواح التى تقوم كاملة وهذا لا يكون فى هذا العالم بل العالم الآتى . وقصد نيبوس إحياء هذه العقيدة مرة أخرى بعد إضمحلالها , ثم بعد موت نيبوس أخذ رجل أسمه كراسيوس على عاتقه إحياء هذه البدعة وكان رجلاً غنياً من الأشراف وخبيراً وذو سطوة .
وحدث أن البابا ديونيسيوس كان يتفقد رعيته فى الأقاليم سنة 255 م وذهب إلى أرسينوى عاصمة الفيوم فى ذلك الوقت , فعرض تابعوا هذه الهرطقة عليه أن يحكم فيها فإستعمل الحكمة المتناهية وجذبهم إليه باللطف والرقة , فعقد مجمعاً لمدة ثلاثة ايام متوالية , ذكر أتباع هذه الهرطقة حججهم التى رددها على مسامعهم نيبوس وبعدها كتب البابا رسالة بها نبذة فى " المواعيد الإلهية " فند فيها آراء نيبوس ودحض فيها تلك الأفكار .
ولم يكتف البابا ديونيسيوس بذلك بل وضع شرحاً لسفر لارؤيا قاعدته أنه لا يجب أن يفسر عبارات هذا السفر تفسيراً حرفياً , لأنه عبارة عن رموز وتنبؤات بعضها تم وبعضها سيتم فى وقته .
ويقول بعض المؤرخون أن هذا البابا كان يرى أن يوحنا الرسول ليس هو الذى كتب سفر الرؤيا بل وضعه يوحنا آخر غير أنه أعترف بأنه سفر موحى من الرب الإله يجب قرائته مع الحذر الكلى .
المـــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السابع الفصل 24 (ك7 ف 24 )
(2) Nepos لم يكن هو الوحيد الذى انحرف فى تفسير الوعد بالألف سنة , بل تعداه الأمر إلى طوائف كثيرة هذه الأيام تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (ك3 ف 39 :12 )
(3) والواضح أنه موجه ضد أوريجانوس ومن تمشوا معه فى رأيه .
(4) Arisnoe على الشاطئ الغربى للنيل جنوب غربى ممفيس .
(5) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 118



كتابه عن رؤيا يوحنا ورسائله




كتب البابا ديونيسيوس كتابين الأول عن " المواعيد " والثانى عن سفر الرؤيا
ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1) ملخصاً كتاب البابا ديونيسيوس عن سفر الرؤيا تحت عنوان " رؤيا يوحنا "
1 - بعد هذا تحدث (2) هكذا عن رؤيا يوحنا : " لقد رفض البعض ممن سبقونا السفر وتحاشوه كلية , منتقدينه إصحاحاً إصحاحاً , ومدعين بأنه بلا معنى , وعديم البراهين , وقائلين بأن العنوان مزور .
2 - لأنهم يقولون أنه ليس من تصانيف يوحنا , ولا هو رؤيا لأنه يحجبه حجاب كثيف من الغموض , ويؤكدون أنه لم يكتبه أى واحد من الرسل , أو القديسين , أو أى واحد من رجال الكنيسة , بل أن كيرنثوس مؤلف الشيعة التى تدعى الكيرنثيون , إذا أراد أن يدعم قصته الخيالية نسبها إلى يوحنا .
3 - وهذا ما نادى به : أن ملكوت المسيح سوف يكون ملكوتاً أرضياً , ولأنه كان منغمساً فى ملذات الجسد , وشهوانياً جداً فقد علم بأن الملكوت سوف يكون قائما على الأشياء التى يحبها , أى شهوة البطون والشهوة الجنسية أو بتعبير آخر فى ألأكل والشرب والتزوج والولائم والذبائح وذبح الضحايا ظناً منه بأنه تحت هذا الستار يستطيع إشباع شهواته بطريقة أكثر قبولاً (3)
4 - على أننى لم أتجاسر أن أرفض السفر لأن الكثيرين من الأخوة كانوا يجلونه جداً ولكننى أعتبر أنه فوق أدراكى , وأن فى كل جزء معانى عجيبة جداً مختفية لأننى إن كنت لا أفهم الكلمات فأظن أن ورائها معنى أعمق .
5 - واننى أريد أن أقيسها أو أحكم عليها بعقلى , بل أعتبرها أعلى من أن أدركها , تاركاً مجال أوسع للأيمان , ولست أرفض ما لا أدركه , بل بالعكس أتعجب لأننى لا أفهمه .
6 - بعد هذا يفحص كل سفر الرؤيا وبعد أن يبرهن أستحالة فهمه حرفياً يبدأ القول : " وبعد أن أكما النبى كل النبوة , كما دعيت يصرح بغبطة من يحفظونها وغبطة نفسه إذ يقول : طوبى لمن يحفظ أقوال نبوة هذا الكتاب , ولى أنا يوحنا الذى كان ينظر ويسمع هذا (رؤ 22 : 7و 8)
7 - ولأجل هذا لا أنكر أنه كان يدعى يوحنا , وأن هذا السفر كتابة شخص يدعى يوحنا , وأوافق أيضاً أنه من تصنيف رجل قديس ملهم بالروح القدس , ولكننى لا أصدق بأنه هو الرسول أبن زبدى , أخ يعقوب كاتب أنجيل يوحنا والرسالة الجامعة (4)
8- لأننى أستطيع الحكم من طبيعة كليهما , ومن صيغة التعابير , ومن مضمون كل السفر , أنه ليس من تصنيفه , لأن الإنجيلى لم يذكر أسمه فى أى مكان , ولم يعلن عن ذاته لا فى الأنجيل ولا فى الرسالة .
9 - وبعد ذلك يضيف قائلاً : " ويوحنا لم يتحدث قط مشيراً إلى نفسه , أو أى شخص آخر (5) أما كاتب السفر الرؤيا فيقدم نفسه فى البداية : أعلان (رؤيا) يسوع المسيح الذى أعطاه له ليرى عبيده سريعاً , وهو أرسله وبينه بيد ملاكه لعبده يوحنا الذى شهد بكلمة الرب وبشهادته بكل ما رآه (رؤ 1: 1و 2)
10 - ثم كتب رسالة أيضاً : يوحنا إلى السبع الكنائس التى فى آسيا نعمة لكم وسلام (رؤ 1:4) أما ألنجيلى فإنه لم يصدر حتى الرسالة الجامعة بإسمه , بل يبدأ بسر ارؤيا الإلهية نفسها دون أيه مقدمة : الذى كان من البدء الذى سمعناه ورأيناه بعيوننا (1يو 1:1) لأنه من أجل أعلان كهذا بارك الرب ايضاً بطرس قائلاً : " طوبى لك ياسمعان بن يونا لأن لحماً ودماً لم يعلن لك لكن أبى السماوى (مت 16:1 - 17)
11 - وأسم يوحنا لم يظهر حتى فى رسالتى يوحنا الثانية والثالثة المشهورتين رغم قصرهما بل تبدآن بهذه الكلمة " الشيخ " دون ذكر أى أسم أما هذا المؤلف فإنه لم يكتفى بذكر أسمه مرة ثم يبدأ مؤلفه , بل يكرره ثانية : أنا يوحنا أخوكم وشريككم فى الضيقة وفى ملكوت يسوع المسيح وصبره كنت فى الجزيرة التى تدعى بطمس من أجل كلمة الرب وشهادة يسوع (رؤ1: 9) وقبيل الختام يتحدث هكذا : طوبى لمن يحفظ أقوال نبوة هذا الكتاب , ولى أنا يوحنا الذى كان ينظر ويسمع هذا (رؤ22 : 7 - 8)
12 - ولكن يجب التسليم بأن كاتب هذه المور كان يدعى يوحنا كما يقرر هو , ولو أنه غير واضح من هو يوحنا هذا , لأنه لم يقل كما قيل مراراً فى الأنجيل , أنه التلميذ المحبوب من الرب (يو13: 23 و19 : 26 ..) أو الذى أتكأ على صدره (يو 13: 23 و25) أو أخ يعقوب , أو الذى شهد وسمع الرب .
13 - لأنه لو أراد أن يبين بوضوح لذكر هذه الأمور , ولكنه لم يذكر منها شيئاً , بل تحدث عن نفسه كأخينا وشريكنا وشاهد ليسوع المسيح ومغبوط لأنه رأى وسمع الرؤي .
14 - وفى أعتقادى أنه كان هنالك كثيرون بنفس أسم الرسول يوحنا , الذين بسبب محبتهم له وأعجابهم به وأقتدائهم به ورغبتهم فى أن يكونوا محبوبين من الرب مثله , أتخذوا نفس اللقب كما يسمى الكثيرون من أبناء المؤمنين بولس وبطرس .
15 - فمثلاً يوجد أيضاً يوحنا آخر ملقب مرقس , ذكر أسمه فى سفر اعمال الرسل (أع12: 12 و25 و 13: 5 ..) أخذه بولس وبرنابا معهما , وقيل عنه أيضاً : وكان معهما يوحنا خادماً (أع13: 5) ولكننى لا أقصد القول أنه هو الذى كتب هذا السفر لأنه لم يكتب أنه ذهب معهما إلى آسيا , بل قيل : " ولما قلع من بافوس بولس ومن معه أتوا إلى برجه بمفيلية , وأما يوحنا ففارقهم ورجع إلى أورشليم (أع13: 13)
16 - ولكننى أعتقد أنه كان شخصاً آخر ممن كانوا فى آسيا , إذ يقولون أنه يوجد نصبان تذكاريان فى أفسس يحمل كل منهم أسم يوحنا .
17 - ومن مجموعة الآراء , ومن الكلمات وترتيبها , يستنتج أن هذا يختلف عن ذلك (6)
18 - أن الإنجيل والرسالة يتفقان مع بعضهما , ويبدآن بأسلوب واحد , الأول يقول : فى البدء كان الكلمة , والثانى يقول : الذى كان من البدء .. الأول يقول : والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من ألاب , والثانى يقرر نفس الأمر مع تغيير طفيف , الذى سمعناه الذى رأيناه بعيوننا , ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحيوة فإن الحياة أظهرت .
19 - ولأنه يبدأ بهذا متمسكاً بها - كما يتضح مما يلى - أحتجاجاً على من قالوا أن الرب لم يأت فى الجسد , ولذلك حرص أيضاً على أن يقول : وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التى كانت عند الآب وأظهرت لنا : الذى رأيناه وسمعناه نخبركم به أيضاً .
20 ثم انه يتمسك بهذا ولا يتحول عن موضوعه , بل يناقش كل شئ تحت نفس رؤوس المواضيع والأسماء , سوف نذكر بعضها بإيجاز .
21 - والباحث المدقق يجد هذه التعابير تتردد مراراً فى كليهما : " الحياة - النور - الأنتقال من الظلمة "
وبصفة مستمرة أيضاً ترد هذه العبارات : " الحق - النعمة - الفرح - جسد ودم الرب - الدينونة - مغفرة الخطايا - محبة الرب نحونا - الوصية أن نحب بعضنا بعضاً - وأن نحفظ كل الوصايا - دينونة العالم وأبليس وضد المسيح - موعد الروح القدس - التبنى للرب - الإيمان "
المطلوب منا بصفة مستمرة
: " الآب والأبن .. هذه وردت فى كل مكان , والواقع أنه يمكن بوضوح أن يرى نفس الطابع الواحد يحمله النجيل والرسالة
22 أما سفر الرؤيا فيختلف عن هذه الكتابات وغريب عنها , ولا يمس موضوع السفرين من قريب أو بعيد ويكاد يخلوا من أى تعبير يوجد فيهما .
23 - والأكثر من هذا الرسالة , ولأتجاوز عن الأنجيل , لا تذكر سفر الرؤيا ولا تضمن أيه أشارة لها , كذالك لا يشير سفر الرؤيا إلى الرسالة , مع أن بولس فى رسائله يشير إلى رؤاه ولو لم يدونها منفردة . 24 - وعلاوة على هذا فإن أسلوب الأنجيل والراسلة يختلف عن اسلوب سفر الرؤيا .
25 - لأنهما لم يكتبا فقط دون أى خطأ فى اللغة اليونانية , بل أيضاً بسمو فى التعبير والمنطق وفى فحواهما بكليته , أنهما أبعد ما يكون عن أعثار أى بربرى أو عامى , لأن الكاتب كانت له على ما يظهر موهبتا الحديث , أى موهبة العلم , وموهبة التعبير , اللتين وهبه الرب أياهما .
26 - وأنا لا أنكر أن الكاتب الآخر رأى رؤيا ونال علما ونبوة .
المـــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السابع الفصل 25 (ك7 ف 25)
(2) أى البابا القبطى ديونيسوس هو الذى يتحدث
(3) راجع تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (ك3 ف 28 )
(4) بخصوص الأنجيل والرسالة راجع راجع تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (ك3 ف 24 )
(5) أى أنه لم يتحدث عن نفسه بصيغة المتكلم مثلاً " أنا يوحنا " .. ولا بصيغة الغائب كقوله مثلاً " عبده يوحنا "
(6) أى ان كاتب سفر الرؤيا يختلف عن كاتب الأنجيل والرسائل .




الرسالة الثانية من البابا ديونيسيوس إلى جرمانوس الأسقف




ذكر المؤرخ القس منسى يوحنا (1) أن : " تلقى البابا ديونيسيوس اثناء نفيه فى رسالة من احد أساقفة مصر وهو جرمانوس يلومه فيها على أبطال الإجتماعات العمومية فرد البابا ديونيسيوس بكتاب يصف فيه كيفية القبض عليه فقال :
" ولما حللنا سيفرد (2) ألتف حولنا جم غفير من ألخوة الذين جاءوا معنا من الأسكندرية ومن الذين وفدوا إلينا من مصر بعد وصولنا إلى هنا وهكذا مهد الرب سبيلاً لكلمته فى هذه الجهة كما فى كل الأماكن الأخرى .
صحيح أن أعدائنا فى بادئ الأمر أضطهدونا ورشقونا بالأحجار ولكن أخيراً ترك كثير من الوثنيين أصنامهم ونبذوها ظهرياً وأقبلوا غلى الرب بقلوبهم لأن كلمته غرست فى أفئدتهم كما يغرس البذار فى ارض ذات زرع وكانوا لم يسمعوا عنها من ذى قبل , وكان الرب أراد أن يأتى بنا إلى هذا المنفى لنذيع بشارة الخلاص فيه فلما تم ذلك وأفلحنا شائت مشيئته أن ننتقل إلى مكان آخر لهذه الغاية عينها , وذلك أن غيمليانوس أبن ألمبراطور قصد أن ينقلنا إلى اماكن أشد ضرراً وأكثر تعباً ومشحونة بالمخاوف والمخاطر .
ثم امر سكان أقليم مريوط أن يلتئموا فى مكان واحد خصصة لهم وعين لهم قرى معرفة يقيمون فيها فيما بعد , أما نحن والذين تبعونا فأوصوا أن نبقى مطروحين فى الطريق بلا مأوى ولا ملجأ لأنه لم يكن شك فى اننا أناس لا نركن إلى الفرار ولا نميل إلى الهروب بل وثق أنه متى أراد يسهل عليه القبض علينا بدون مشقة ولا أخفى أننى عندما صدر لى الأمر بالأرتحال إلى سيفرد هذه لم اكن هذه ولم اكن اعلم إلى اين أسير ولا أعرف شيئاً عن المكان الذى أنفى أليه بل كنت بالكاد أعرف أسمه من قبل ولكنى كنت فرحاً جزلاً لعلمى لعلمى أن هذه إرادة الرب , إلا أنهم امرونى بالأنتقال إلى مكان أسمه كولونيوس تأثرت تأثيراً شهدة الحاضرون لأننى علمت أن هذا المكان سيكون كسجن لى لا أستطيع فيه أن اتمم العمل المطلوب منى ولذلك تضايقت أولاً بالنسبة لهذا الخبر وثقل سماعه على أذنى مع اننى كنت عالماً بهذا القليم وأكثر خبرة به من عيرى ولكن قيل لى أنه خال من الأخوة المسيحيين وليس فيه أحد من الأفاضل الرجال لاذين تتلذذ النفس لمعاشرتهم فضلاً عن انه عرضة لوقاحة المسافرين ورذائلهم ومكمن للصوص وقطاع الطرق إلا أن بعض إلا أن بعض الأخوة واسونى إذ أخبرونى أنه قريب من مدينة الأسكندرية , ومما يسر القلب أن سيفرد التى نفينا إليها جمعتنا بكثيرين من الأخوة المسيحيين , الذين لم نكن لنراهم لولاها وبواسطة إجتماعاتنا وأتباطاتنا تمكنا من نشر كلمة الرب وإذاعة خبر الخلاص بطريقة لم تكن لنحصل عليها لوللا هذا المنفى , وإذ كانت الأسكندرية قريبة من هذا المكان الذى كنا نقيم فيه تمتعنا كثيراً بمشاهدة الذين نحبهم ونميل إليهم وقد كانوا يجيئون لزيارتنا دائماً ويمكثون معنا طويلاً ولذلك كنا نمثل جمعية عظيمة كانت تلتئم فى أقصى مكان فى الأسكندرية , ولم تزل هذه الجمعيات توالى أنعقادها لسماع كلمة الرب حتى بعد أن تركناها ورجعنا إلى مدينتنا " أ .
المـــــــراجع
(1) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 87
(2) سيفرد بلدة شمالى القطر المصرى

ليست هناك تعليقات: