مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الخميس، مايو 13، 2010

شهــــداء الإسكندرية


شهــــداء الإسكندرية

هذه الصفحة منقولة من كتاب المؤرخ تاريخ الكنيسة لـ يوسابيوس القيصرى




يذكر يوسابيوس القيصري (1) تحت عنوان شهداء الأسكندرية فيقول : " 1 - ويروى نفس الكاتب - فى رسالة إلى فابيوس (أو فابيانوس) أسقف أنطاكية - الألام التى قاساها الشهداء فى الأسكندرية فى عهد ديوينسيوس [البابا ديوينسيوس البطريرك رقم 14 (246 - 264م ) ] كما يلى : " لم يبدأ إضطهادنا بصدور الأمر الملكى , بل سبقه بسنة كاملة (2) وأن مخترع مصدر الشرور فى هذه المدينة , أيا كان سبق فحرض وهيج ضدنا جماعات الأممين , ونفث فيهم من جديد سموم خرافات بلادهم



2 - " وإذ هيجهم بهذه الكيفية ووجدوا الفرصة كاملة لإرتكاب أى نوع من الشر , أعتبروا أن اقدس خدمة يقدمونها لشياطينهم هى أن يقتلونا
3 - فألقوا القبض أولاً على رجل متقدم فى السن أسمه متراس ( أو مطرا أو مترا بالقبطى ), وأمروه بأن ينطق بكلمات كفرية , ولكنه أبى أن يطيعهم , فضربوه بالهراوات , ومزقوا وجهة وعينية بعصى حادة , وجروه خارج المدينة ورجموه .
4 - بعد ذلك حملوا إلى هيكل صنمهم أمرأة مؤمنة أسمها كوينتا , لعلهم يجبرونها على عبادته , ولما أستقبحت الأمر أوثقوا رجليها , وجروها فى كل المدينة على الشوارع المرصوفة بالحجارة , ورضضوا جسمها فوق حجارة الطاحون , وفى نفس الوقت جلدوها (3) , وبعد ذلك أخذوها إلى نفس المكان ورجموها حتى فاضت روحها .
5 - " ومن ثم هجموا كلهم بنفس واحدة على بيوت الأتقياء , وأخرجوا منها كل ما أرادوا , ونهبوهم وسلبوهم , وأخذوا لأنفسهم كل الأمتعة النفيسة , أما الغثة , والمصنوعة من الخشب , فبعثروها وأحرقوها فى الشوارع , وبذا بدت المدينة كأن عدواً قد غزاها .

6 - على أن الأخوة أنسحبوا وغادروا المدينة , قابلين سلب أموالهم (4) مأولئك الذين شهد لهم بولس , ولست أعرف واحداً إلى الآن أنكر الرب , إلا أن كان أحد قد وقع فى أيديهم , وهذا أمر مشكوك فيه .

7 - وبعد ذلك ألقوا القبض على تلك العذراء الجليلة القدر .. أبولونيا .. وهى سيدة متقدمة فى السن , وضربوها على فكيها فكسروا كل أسنانها , وأوقدوا ناراً خارج المدينة وهددوها بالحرق حية إن لم تشترك معهم فى هتافاتهم الكفرية , وبعد صلاة قصيرة فقزت بحماسة إلى النار فإحترقت .

8 - ثم ألقوا القبض على سرابيون فى بيته , وعذبوه بقسوة ووحشية , وبعد أن كسروا كل أطرافة قذفوه من طابق عالى , ولم يكن هنالك مفتوحاً أمامنا شارع أو طريق عام أوعطفة , نهاراً أم ليلاً , لأنهم كانوا يصيحون دوماً وفى كل مكان بأنه إن كان أحداً لا يردد كلماتهم الكفرية وجب أن يجر فى الحال خارجاً ويحرق .

9 - " وأستمر الحال على هذا المنوال طويلاً , ولكن فتنة وحرباً أهلية نشبتا بين الشعب التعس , فحولتا قسوتهم ضدنا إلى بعضهم البعض , وهكذا تنفسنا الصعداء قليلاً , إذ كفوا عن هياجهم ضدنا , ولكن سرعان ما أذيع نبأ الحكم الرحيم بحكم قاس (5) , فتملكنا خوف شديد مما هددونا به .

10 - " لأن الأمر الأمبراطورى وصلنا , وكادت الحالة تماثل تلك الحالة المروعة التى سبق أن أنبأ بها الرب , التى تضل لو أمكن المختارين أيضاً (5) , والواقع أن الجميع أنزعجوا .

11 - وتقدم فى الحال الكثيرون (7) من البارزين ممن أشتدت بهم حالة الخوف , وأنجرف آخرون بتيار واجباتهم الرسمية , إذ كانوا فى الخدمة العامة (8) , والآخرون دفعوا دفعاً بواسطة معارفهم , ولدى المناداة بأسمائهم أقتربوا من الذبائح الدنسة , وأصفر وجه البعض , وأرتعشت فرائضهم , كأنهم كانوا يساقون لا لكى يقدموا ذباتئح للأوثان , بل لكى يقدموا هم أنفسهم ذبائح لها , لذلك هزأت بهم الجماهير التى كانت واقفة حولهم , لأنه كان واضحاً لكل واحد أنهم كانوا خائفين من أن يقتلوا إن لم يذبحوا للأوثان .

12 - على أن البعض تقدموا إلى مذابح الأوثان بكل جرأة , معلنين أنهم لم يكونوا قط مسيحيين , وعن هؤلاء تصدق نبوة ربنا بأنهم يعسر خلاصهم (9) , أما الباقون فالبعض تبعوا هذه الجماعة والآخرون تبعوا جماعة أخرى , البعض هربوا والآخرون ألقى القبض عليهم .

13 - وبعض هؤلاء الآخرين ظلوا امناء حتى القيود والسجون , والبعض جحدوا الإيمان قبل تقديمهم للمحاكمة , حتى بعد سجنهم أياماً كثيرة وألآخرون تراجعوا بعد أن تحملوا التعذيب وقتاً ما .

14 - أما أعمدة الرب الثابتون المباركون فإنهم إذ نالوا قوة وقدرة يتناسبان مع الإيمان الذى تمسكوا به , أصبحوا شهوداً رائعين لملكوته .


15 - كان أول هؤلاء يوليانوس , وكان يشكو كثيراً من داء المفاصل حتى عجز عن الوقوف أو المشى ( قال الأنبا ساويرس عنه فى تاريخ البطاركة ص 22 " أنه كان رجلاً حسيماً كبير البطن لا يقدر أن يمشى " ) , فقدموه مع أثنين آخرين يحملانه , وللحال أنكر أحدهما الإيمان , أما ألاخر وأسمه كرونيون يونس فبعد أن أعترف بالرب كع يوليانوس نفسه المتقدم فى السن حملاً على الجملين فى كل المدينة , وهى كبيرة جداً كما تعلم , وفى هذا الوضع المرتفع ضرباً , وأخيراً أحرقا بنار شديدة , تحيط بهم كل العامة .


16 - على أن جندياً أسمه بيساس وبخ معيرهما إذ كان واقفاً بجوارهما وهما يساقان , فصاحوا فى وجهة , وحوكم هذا البطل العظيم , وقطعت رأسه بعد أن وقف نبيلاً فى النضال من أجل التقوى .

17 - وطلب القاضى من آخر بعنف أن ينكر الإيمان , وقد كان ليبى المولد ( من ليبيا ) وأسمه مقار , وهو خليق بهذا الأسم , مبارك حقاً (10), وإذ لم يذعن أحرق حياً , وبعدهم بقى بيماخوس والإسكندر فى القيود مدة طويلة , وتحملا آلاماً لا تحصى بالمقشطة ( آلة للتعذيب ) (11) والجلدات , ثم أحرقا فى نار متلظية .

18 - وكان معهما أربع نساء هــن : أموناريوم وهى عذراء عفيفة عذبها القاضى بلا هوادة ولا رحمة , لأنها حرصت منذ البداية على أن لا تنطق بأيه كلمة مما أمرها به , وإذ بقيت أمينة لعهدها جروها خارجاً , والأخريات من مركوريا , وهى أمرأة مشهورة جداً متقدمة فى السن .. وديونيسيا وكانت أماً لأبناء كثيرين , لم تحب أبنائها أكثر من الرب (12) , ولأن الوالى خجل من أن التعذيب بلا جدوى , ولأن النساء كن دواماً ينتصرون عليه , فقد قتلن بالسيف دون محاولة للتعذيب , لأن البطلة أموناريوم تحملت التعذيب عوض الجميع (13) .
19 - وقد سلم المصريون ... هيرون , واتر , وايسيذوروس , ومعهم ديسقوروس , وهو صبى عمره نحو 15 سنة , حاول القاضى فى فى البداية أن يضلل الصبى بكلمات معسولة كأنه كان من الميسور التأثير عليه بسهولة , ثم يضغط عليه بالتعذيب ظاناً أنه من الميسور أن يستسلم بسهولة , ولكن ديسقوروس بم يقتنع ولم يستسلم .

20 - وإذ لبث الباقون ثابتين جلدهم بوحشية ثم اسلمهم للنيران , ولما اعجب بالطريقة التى بها أبرز ديسقوروس نفسه جهاراً , وبأجوبته الحكيمة تلقاء الإغراءات التى قدمت إليه , طرده قائلاً أنه سيعطيه فرصة للتوبة نظراً لحداثة سنة , ولا يزال ديسقوروس التقى هذا بيننا الآن , فى أنتظار إضطهاد أطول وتعذيب أشد .


21 - وأتهم شخصاً أسمه نمسيون , وهو مصرى أيضاً , بانه ينتمى لعصابة لصوص , ولما برا نفسه أمام قائد المائة من هذه التهمة البعيدةعن الحق كل البعد وشى به بأنه مسيحى , واخذ فى القيود أمام الوالى , أما ذلك الوالى الظالم فقد حكم عليه بالتعذيب وجلدات ضعف ما كان يحكم به على اللصوص , ثم أحرقة بين لصين , وهكذا اكرم ذلك الرجل المبارك بأنه شبهه بالمسيح .


22 - وكان واقفاً أمام جماعة من الجند هم أمون وزينو وبطليموس وأنجينس , ومعهم رجل متقدم فى السن أسمه ثيوفيلس , وإذ ظهر أن شخصاً معيناً يحاكم كمسيحى كان على وشك أنكار الإيمان , أصروا على اسنانهم لأنهم كانوا واقفين إلى جواره , وأشاروا بوجوههم ومدوا ايديهم وحركوا أجسادهم .

23 - وعندما أتجهت أنظار الجميع إليهم , وقبل ان يلقى أى واحد الأيدى عليهم , أندفعوا نحو المحكمة قائلين : أنهم مسيحيون , حتى أنزعج الوالى هو ومجلسه , فإزدادت شجاعة الذين يحاكمون , ولم يرهبوا الألام , أما قضاتهم فإرتعدت فرائضهم , وهكذا خرجوا من المحاكمة فرحين بشهادتهم , لأن الرب نفسه مجدهم فى أنتصارهم .
المـــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السادس الفصل 41 (ك6 ف 41)
(2) صدر أمر ديسيوس سنة 250 م ولذا فيكون الإضطهاد فى الأسكندرية بدأ سنة 249 م
(3) يقول الأنبا ساويرس فى تاريخ البطاركة عن هذه الشهيدة : " أنهم ضربوها وعروها وربطوا رجليها وجروها على الحجارة حتى تقطع لحمها وجرى دمها على الأرض فى الشوارع وكانوا يجلدونها وأخيراً أخرجوها من المدينة وقتلوها ورموها هناك " تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول ص 22
(4) (عب 10 : 34)
(5) إشارة إلى موت فيليب وتقلد ديسيوس الحكم بدلاً منه وقد كان مضطهداً للمسيحية .
(6) ( مت 24: 24)
(7) أى تقدموا ليذبحوا للأوثان
(8) كان كا موظف حكومى ملزما بتقديم الذبائح للأصنام لدى قبوله وظيفته , وكذا فى مناسبات أخرى معينه فى الأعياد الوثنية وغيرها .
(9) (مت 19: 23)
(10) أسم "مقار" يعنى فى اليونانية مبارك
(12) آلة تعذيب أستعملت فى أضطهاد المسيحيين وكانت تمر فوق الجسم فتمزقة .
(13) قيل بأن اسم الرابعة ذكر بعد ذلك مباشرة , وأخرى أسمها أموناريا .

رسالة البابا ديسيوس إلى فابينوس بطرك أنطاكية يصف كيف أستشهد الأقباط فى عصره ؟
وبالأضافة إلى ما سبق ذكره يوسابيوس القيصرى عن شهداء مصر المسيحيين فى رسالة البابا ديسيوس [البابا ديسيوس البطريرك رقم 14 (246 - 264م ) ] التى أرسلها إلى فابيوس بطرك أنطاكية ذكرها ايضاً الأنبا ساويرس فى تاريخ البطاركة مفصلة ونورد هنا ما يلى وهو ما وجدناه زائداً عن الرسالة المذكورة السابقة


: " فى هذا الزمان أستشهد بولس الأسكندرانى وأخذ أكليله بفرح ... ولم يكن للمؤمنين ملجأ ولا مسكن لا نهاراً ولا ليلاً فمكثوا هكذا زماناً كثيراً وكان هذا من فعل داكيوس الملك وأستشهد شهداء كثيرين لا تحصى أسماؤهم ... وكان كثير من الشرطة متحفذين لعذاب الناس وأخذوا واحداً فصرخ يارب تقبلنى سريعاً فقطعت رأسه وأحرق بالنار وأثنان آخران أستشهدا معه , وآخر يسمى الأكسندروس ومعه جماعة ساقوهم إلى الحبس ثم اخرجوهم منه وقتلوا , وأمرأة تركت أولادها وقتلوها , وأمرأة مؤمنة أيضاً من شدة غيرتها ليمانها بالمسيح دعت على الوالى فقتلها , وجماعة كثيرة لا تحصى كانوا يتقدمون للأستشهاد على أسم السيد المسيح بفرح عظيم كمثل من يسعى إلى عرس , وكذلك جماعة من أهل القرى أستشهدوا , وساح فى الجبال جماعة كثيرة لا تحصى هربوا من الوثنيين , ومات منهم كثير بالجوع والعطش والحر , وشيخ (كبير فى السن ) أسقف مدينة تسمى مليج من قرى مصر هرب ومعه أمرأة تتبعه فلم يقدروا عليهما ولم يعرف عنهم خبر , وكان جماعة من الشرطة يقبضون على المسيحيين ويأخذون منهم رشوة ويطلقوهم , وقوم هاموا على وجوههم ولم يعودوا هذا كله لم أقله انا ديسيوس [البابا ديسيوس البطريرك رقم 14 (246 - 264م ) ] هشاً ولا باطلاً لكنى أعلمت ابوتك أخى فابيوس (أو فابيانوس) أسقف أنطاكية .. جميع البلايا التى أحاطت بنا وما صبرنا عليه ولقيناه وقد أستحق الملكوت , كل ما ذكرته لك يا اخى بتعبهم وجهادهم على أسم السيد المسيح وممن كان أنكروا فى الشدة جماعة عادوا غلينا فقبلناهم بفرح لمعرفتنا بفرح من يريد توبة الخاطئ ولا يريد موته حتى يرجع فيحيا .

وبحكم ما أحققته من مشاركتك لى أيها أيها الأخ الحبيب فابيوس شرحت لك ما نالنا لأجل أنا روح واحدة وأمانة واحدة وكذلك أنتم أيضاً الأخوة والأولاد أردت ان اذكر هذا لكم بسبب الأولاد المباركين وصبرهم لتعلموا ما نال أخوتكم المؤمنين من الجهاد على الأمانة الأررثوذكسية , وما صاروا إليه من النعيم بصبرهم , لأجل من صبر على الألام عنا وعنهم وأشترى جميعنا بدمه فصبروا من أجله ولم يجحدوه فى مجلس الوثنيين وفى محبته لم يهلهلم (يرعبهم) حد السيف , ولا نهب الأموال ولا حريق النار فأظهر الرب فضائلهم فى الدنيا ولهم فى الآخرة جزيل الثواب وحسن المآب .
المــــــــــــــــــــــراجع
(1) تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول ص 21 - 27
الإضطهـــــاد الذى قابلة المسيحيين فى قرى وبلاد مصر

ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1) آلام بعض حالات الإضطهاد الذى قابلة المسيحيين فى مصر تحت عنوان " أشخاص آخرون تحدث عنهم دبوسيوس " فكتب يقول : " 1 - وهنالك آخرون كثيرون , فى المدن والقرى , مزقتهم الوثنيون إرباً , وسأتحدث عن واحد فقط كمثل للباقيين , كان أسخيوس يعمل كوكيل لأحد الحكام , ولما امره رئيس أن يذبح للأوثان رفض , فأهانه رئيسه , ولما ظل ثابتاً فى رفضه أساء إليه , ولما أستمر فى ثباته أمسك عصا طويلة ودفعها فى أحشائة فقتله .
2 - وهل يحتاج الأمر للتحدث عن الجماهير التى تجولت فى البرارى والجبال , وهلكوا بسبب الجوع والعطش والبرد والمرض واللصوص والوحوش ؟ فإن الباقيين الذين نجوا منهم شهود للدعوة التى أتتهم ولنصرتهم
3 - على أننى سأذكر حادثة واحدة من باب التمثيل , فان كرمون وكان متقدماً جداً فى السن , وكان أسقفاً لمدينة تدعى نيلوس (2) هذا هرب مع زوجته إلى جبل العرب ( أى الجبل الشرقى ) ولم يعودا , ورغم أن الأخوة جدوا فى البحث عنهما فإنهم لم يجدوهما ولا وجدوا جثتيهما .
4 - والكثيرون ممن هربوا إلى نفس الجبل أخذزهم العرب أسرى , وقد أفتدى بعضهم بصعوبة بثمن باهظ , وألآخرون لم يفتدوا إلى ألان , وإننى لم أرو هذه الأمور يا أخى بلا غاية , بل لكى تعلم مقدار وفرة وشدة الضيقات التى حلت بنا والذين كانت لهم إختبارات أوفر فيها هم أكثر الناس معرفة بها فعلاً .
5 - وبعد ذلك بقليل يضيف قائلاً : " وهؤلاء الشهداء المباركون الذين بيننا , الجالسون مع المسيح ألان شركاء فى ملكوته , وشركاء فى الدينونة , ويدينون معه , قد قبلوا بعض الأخوة الذين سقطوا وأتهموا بجريمة الذبح للأوثان , فلما أدركوا أن تجديدهم وتوبتهم كافياً ليقبلا أمام ذاك الذى لا يشاء موت الخاطئ قط بل توبته . , أختبروهم فقبلوهم ثانية , وأعادوهم , وإلتقوا بهم , وأشتركوا معهم فى الصلوات والولائم (3) .
6 - فأية نصيحة تقدمونها إلينا أيها أفخوة عن مثل هؤلاء الأشخاص ؟ ماذا نفعل ؟ هل نعطى نفس الحكم الذى أعطوه , ونراعى قرارهم ومحبتهم , ونظهر الرحمة أن اشفقوا عليهم ؟ أم نعلن بأن قرارهم ظالم , ونقيم أنفسنا كقضاة لرأيهم , ونتحدى الرحمة ونقلب النظام . .. هذه هى الكلمات التى أضافها ديونيسيوس بحق عند التحدث عن الذين ضعفوا وقت الإضطهاد .
وعن الحكم قال المؤرخ يوسابيوس القيصرى (5) : ويتحدث ديونيسيوس عن جالوس (6) بالكلمات التالية وهو يكتب إلى هرمامون . : ولم يعترف جالوس بخبث ديسيوس (7) , ولا فكر فيما أدى به إلى الهلاك بل عثر بنفس الحجر , ورغم أنه كان ملقى أمام عينيه , لأنه إذ كان حكمه مزدهراً , والأمور تسير وفق إرادته , هجم على الرجال الأتقياء الذين كانوا يتوسلون إلى الرب من أجل سلامة وخيره , وهكذا بإضطهاده إياهم حرم نفسه بنفسه من صلواتهم لأجله
المـــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السادس الفصل 42 ( ك6 ف 42)
(2) كانت فى جزيرة بالنيل جنوب منف
(3) أى فى الجبل الشرقى
(4) الأرجح أن المقصود وليمة العشاء الربانى .
(5) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السابع الفصل 1 (ك7 ف 1)
(6) حكم جالوس من سنة 251 إلى سنة 253 حيث قتله جنوده هو وأبنه
(7) حكم ديونيسيوس من سنة 249 حتى سنة 251 م قتله أبنائه

ليست هناك تعليقات: