مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الاثنين، فبراير 01، 2010

القديس الأنبا أغاثون

القديس الأنبا أغاثون




هو أحد آباء البرية في القرن الرابع، عاش متغربًا لا يستقر في موضع، ولا يملك شيئًا قط، استطاع بحكمته الفائقة وتجرده مع محبته ولطفه أن يكون له أثره الفعّال في حياة الكثيرين من الرهبان. تتلمذ وهو حدث على يدي القديس بيمين، فكان الأخير يوقره، حتى إنه إذ كان يتحدث مع بعض المتوحدين وجاء ذكره دعاه "أبا أغاثون" فدهشوا لذلك، ولما سأله الأب يوسف أجاب أن فمه أكسبه هذا اللقب، إذ عُرف بالحكمة. ذهب إلى الإسقيط وعاش زمانًا مع تلميذيه إسكندر وزويل، اللذين صارا بعد نياحته تحت إرشاد القديس أرسانيوس. ترك الإسقيط ربما بعد هجوم البدو الأول وعاش مع تلميذه إبراهيم بجوار النيل بالقرب من طره. تعرف على الآباء القديسين أمون ومقاريوس ويوسف وبطرس في الأيام الأولى من الإسقيط.














فيما يلي بعض ملامح حياته:






1. محبته مع ما اتسم به القديس من حياة نسكية قاسية كان همّه الأول منصبًا على حياته الداخلية، خاصة نقاوة قلبه من جهة علاقته مع الله والناس، يحرص ألا يشوب قلبه شيئًا، لذا قال: بدون حفظ الوصايا الإلهية لا يستطيع أحد أن يتقدم ولا في فضيلة واحدة! إني ما رقدت قط وأنا حاقد على أحد، وحسب طاقتي لم أترك أحدًا يرقد وهو حاقد عليّ. الغضوب وإن أقام ميتًا لن يكون مقبولاً لدى الله. لو كان ممكنًا أن ألتقي بأبرص أعطيه جسدي وآخذ جسده لكنت سعيدًا جدًا، لأن هذه هي المحبة الكاملة. يروى عنه أنه نزل يومًا إلى المدينة ليبيع عمل يديه فالتقى به مقعد على الطريق، فسأله أن يصنع به معروفًا ويحمله إلى المدينة، فحمله. وإذ باع بعض السلال سأله أن يشتري له كعكة بالثمن، وإذ باع أخرى طلب أطعمة أخرى، وهكذا حتى باع كل السلال. وعندئذ سأله المقعد أن يحمله إلى حيث وجده أولاً. جاء به إلى الموضع؛ اختفي الرجل وهو يقول له: "مبارك أنت في السماء وعلى الأرض" فأدرك أنه ملاك الرب أرسل لتزكيته.






2. اهتمامه بالحياة الداخلية يقدم لنا الأب أغاثون فهمًا حقيقيًا للحياة الرهبانية بل وللحياة المسيحية، بكونها ليست نضالاً نسكيًا بحتًا، وإنما هي حياة داخلية مقدسة ترتبط بالحياة النسكية بلا انفصال، إذ قيل: [ سأل أحدهم أبا أغاثون: أيهما أفضل: النسك الجسدي أم السهر الداخلي؟ فأجابه الشيخ: الإنسان يشبه شجرة، أوراقها النسك الجسدي والثمر هو السهر الداخلي. وإذ كُتب: "كل شجرة لا تأتي بثمر تقطع وتلقى في النار" (مت 3: 10)، فمن الواضح أنه يلزمنا الاهتمام بالثمار أي الاهتمام بالروح، ولكنها تحتاج إلى حماية الأوراق وزينته أي للنسك الجسدي ].






3. تجرده عاش الأنبا أغاثون متجردًا من كل شيء، لا يملك شيئًا سوى سكينًا يشق بها الخوص أينما وُجد، لذا كان يغير مكانه دون تعب ولا حاجة أن يأخذ معه مؤونة. قيل أنه إذ كان يسير بين الحقول مع تلاميذه وجد أحدهم على الطريق حزمة من الحمص الأخضر (ملانه) فاستأذن أن يأخذها. نظر إليه الأب بتعجب، وقال: "هل أنت الذي وضعتها هنا؟ لماذا إذن تريد أن تأخذ ما لم تضعه في هذا المكان؟" "قدم له واحد من الشعب مالاً، فاعتذر عن قبوله، معلنًا له أن عمل يديه يكفي معيشته، فأصّر الرجل أن يقبل العطية ويقدمها للآخرين، فأجابه القديس: "إنه لأمر مخز أن أقبل ما لا حاجة لي، وأُعرض نفسي للتجربة بالمجد الباطل بإعطائي الآخرين مالاً ليس لي!"






4. حكمته اتسم القديس أغاثون بالحكمة، فقد جاءه الأب بطرس تلميذ الأب لوط يسأله كلمة منفعة، إذ كان يريد أن يقيم مع الإخوة، فأجابه: "ضع في ذهنك أنك غريب كل أيام حياتك مثل أول يوم تدخل فيه معهم، ولا تكن لك دالة معهم، وتدخل معهم فيما لا يعنيك، فسوف تقضي زمان غربتك في راحة". وإذ كان الأب مقاريوس حاضرًا سأله: "ماذا تصنع هذه الدالة؟" أجاب: "إنها تشبه ريحًا قوية محرقة، أينما حلّت يهرب كل شيء من أمامها، وتفسد ثمار الأشجار". عندئذ قال الأب مقاريوس: "هل لهذه الحرية في الكلام مثل هذا التأثير السيء؟" أجاب: "ليس هناك هوى أشر من اللسان غير المضبوط، إذ هو والد كل الأهواء..." إذ سمع أحد الإخوة عن نعمة التمييز التي اتسم بها، أرادوا أن يجربوه ليروا إن كان يغضب، فقالوا له: "أأنت هو أغاثون الذي نسمع عنك أنك متعظم؟" فقال: "نعم الأمر هو كذلك كما تقولون"، قالوا له: "أأنت أغاثون المهذار المحتال؟" قال لهم: "نعم أنا هو". قالوا له: "أأنت أغاثون الهرطوقي". أجاب: حاشا وكلا، إني لست مهرطقًا". ولما سُئل لماذا احتمل كل الإهانات ما عدا الاتهام بالهرطقة، أجاب: إنني أرى كل التهم الأولى في نفسي، وقبولها يعود عليّ بالنفع، أما أن يكون الإنسان هرطوقيًا، فهذا يعني أنه قد انفصل عن الله، وأنا لا أريد أن أنفصل عنه". فلما سمعوا هذا تعجبوا من هذه النعمة.






هذا وقد قيل عنه أنه في بدء حياته الرهبانية كان يضع في فمه حجرًا صغيرًا ليتدرب على السكون، وذلك لمدة ثلاث سنوات. لكن ما هو أعظم أنه لم يكن صامتًا بلسانه فحسب، وإنما بقلبه لا يسمح لنفسه أن يدين أحدًا، يعرف أن يبني نفسه كما غيره بصمته كما بكلماته. بقى حريصًا على خلاص نفسه إلى النفس الأخير، ففي رقاده الأخير سأله الإخوة ماذا ينظر فقال لهم إنه ينظر دينونة الله... ولما ألحوا عليه أن يتكلم قال: "اصنعوا محبة ولا تتكلموا الآن لأني مشغول"، ثم رقد بفرح، وكانوا يرونه يرحل عنهم كمن يودع أصدقاء أحباء له.




قيل عن القديس الكبير أنبا أغاثون: إن أناساً مضوْا إليه لما سمعوا بعظمِ إفرازِهِ وكثرةِ دعته. فأرادوا أن يجرِّبوه فقالوا له: «أأنت هو أغاثون الذي نسمعُ عنك أنك متعظمٌ»؟ فقال: «نعم، الأمرُ هو كذلك كما تقولون». فقالوا له: «أأنت أغاثون المهذار المحتال»؟ قال لهم: «نعم أنا هو». قالوا له: «أأنت أغاثون المهرطق»؟ فأجاب: «حاشا وكلا، إني لستُ مهرطقاً». فسألوه قائلين: «لماذا احتملتَ جميعَ ما قلناه لك ولم تحتمل هذه الكلمة»؟ فأجابهم قائلاً: «إن جميعَ ما تكلمتم به عليَّ قد اعتبرتُه لنفسي ربحاً ومنفعةً إلا الهرطقة، لأنها بعدٌ من اللهِ، وأنا لا أشاءُ البعدَ عنه». فلما سمعوا عجبوا من إفرازِهِ ومضوْا منتفعين







جاءه أخٌ مرةً وقال: «يا أبي أريدُ أن أسكنَ مع أخٍ، فارسِم لي كيف أقيمُ معه»؟ فقال له الشيخُ: «كن معه دائماً كمثلِ اليومِ الذي بدأتَ سكناك عنده. واحفظ غربتَك هكذا كلَّ أيامِ حياتِك، وإياك أن تكون بينكما دالةٌ». فقال له الأخُ: «ولماذا نتحاشى الدالةَ»؟ أجابه الشيخُ: «إن الدالةَ تشبه ريحَ السمومِ. عند هبوبها يهربُ الناسُ جميعاً من أمامِها وهي تُهلك ثمارَ الأشجارِ». فقال الأخُ: «أبهذا المقدارِ تكون الدالةُ رديئةً»؟ أجابه أنبا أغاثون: «لا يوجد وجعٌ آخر أردأ منها، لأنها مصدرُ كلِّ الأوجاعِ. لذلك يجبُ على الراهبِ الحريص أن لا تكونَ له دالةٌ حتى ولا على القلاية ولو كان وحيداً فيها. لأني رأيتُ أخاً يسكنُ في قلايةٍ زماناً، وكان له فيها مضجعٌ، وقال لي: إني خرجتُ من القلاية، ولما عدتُ إليها لم أعرف المضجعَ لو لم يدلُّني آخر عليه.. وهكذا يجبُ أن يكونَ العمَّالُ المجاهدُ»






وقال أيضاً: إن الدلالَ والمزاحَ والضحكَ أمورٌ تُشبه ناراً تشتعلُ في قصبٍ فتُحرقُ وتُهلكُ






وقال أيضاً: إن الراهبَ هو ذلك الإنسانُ الذي لا يَدَع ضميرَه يلومُهُ في أمرٍ من الأمورٍ






وقال أيضاً: بدونِ حفظِ الوصايا الإلهية لا يستطيعُ أحدٌ أن يقتربَ إلى واحدةٍ من الفضائلِ






وقال أيضاً: ما رقدتُ قط وأنا حاقدٌ على إنسانٍ، ولا تركتُ إنساناً يرقدُ وهو حاقدٌ عليَّ حسب طاقتي






وقيل عنه: إنه مكث زماناً يبني مع تلاميذهِ قلايةً، فلما تمت وجلسوا فيها ظهر له في الأسبوعِ الأولِ أمرٌ ضايقه. فقال لتلاميذه: «هيا بنا ننصرفُ من هنا». فانزعجوا جداً قائلين: «حيث إنك كنتَ عازماً على الانصرافِ فلماذا تعبنا في بناءِ القلايةِ؟ ألا يصبح من حقِّ الناسِ الآن أن يشكُّوا قائلين: إن هؤلاءَ القومِ لا ثبات لهم»؟ فلما رآهم صغيري النفوس هكذا، قال لهم: «إن شكَّ قليلون منهم فكثيرون سوف ينتفعون ويقولون: طوبى لأولئك الذين من أجلِ الربِّ انتقلوا واختبروا كلَّ شيء. فمن أراد منكم أن يتبعني فليجئ لأني قد اعتزمتُ نهائياً على الانصرافِ». فما كان منهم إلا أن طرحوا أنفسَهم على الأرضِ طالبين إليه أن يأذنَ لهم بالمسيرِ معه






وقيل عنه أيضاً: إنه لما كان ينتقلُ، ما كان يرافقُه أحدٌ سوى الجريدةِ التي كان يشقُّ بها الخوصَ لا غير


وسُئل مرةً: «أيهما أعظمُ؛ تعبُ الجسدِ أم الاحتفاظُ بما هو من داخلِهِ»؟ فأجاب وقال: «إن الإنسانَ يشبه شجرةً، فتعبُ الجسدِ هو الورقُ، أما المحافظةُ على ما هو من داخلٍ فهي الثمرةُ، لذلك فكلُّ شجرةٍ لا تُثمرُ ثمراً جيداً تُقطع وتُلقى في النيرانِ. فلنحرص على الثمرةِ التي هي حفظُ العقلِ، كما يحتاجُ الأمرُ أيضاً إلى الورقِ الذي يغطي الثمرةَ ويزينها، وما الورقُ إلا تعبُ الجسدِ كما ذكرنا»






سأل بعضُ الإخوةِ الأنبا أغاثون قائلين: «أيُّ فضيلةٍ أعظمُ في الجهادِ»؟ فقال: «اغفروا لي، ليس جهادٌ أعظمَ من أن نصلي دائماً للهِ، لأن الإنسانَ إذا أراد أن يصلي كلَّ حين حاول الشياطين أن يمنعوه. لأنهم يعلمون بأن لا شيءَ يُبطل قوَّتهم سوى الصلاةِ أمام الله. كلُّ جهادٍ يبذُلُه الإنسانُ في الحياةِ ويتعبُ فيه لا بدَّ أن يحصدَ منه الراحةً أخيراً. إلا الصلاة فإن من يصلي يحتاجُ دائماً إلى جهادٍ حتى آخرِ نسمةٍ»






كان أغاثون القديسُ حكيماً في معرفتِهِ، بسيطاً في جسمِهِ وكُفئاً في كلِّ الأمورِ، في عملِ اليدين وفي طعامِه وفي لبسِه. فقد حدث مرةً بينما كان سائراً مع تلاميذِه؛ أن وَجدَ أحدُهم جُلْباناً أخضرَ في الطريقِ (أي حمص أخضر). فقال له: «يا معلم هل تأذن لي أن آخذَه»؟ فنظر إليه الشيخُ متأملاً وقال: «هل أنت تركتَه»؟ فقال: «لا». فقال له الشيخُ: «وكيف تأخذ شيئاً ليس لك»؟






أتاه أخٌ مرةً يريدُ السكنى معه، وقد أحضر معه قليلاً من النطرون وجده في الطريقِ أثناء مجيئهِ. فلما رآه الشيخُ قال له: «من أين لك هذا النطرون»؟ قال له الأخُ: «قد وجدتُه في الطريقِ وأنا سائرٌ». فأجابه الشيخُ قائلاً: «إن كنتَ تشاءُ السُكنى مع أغاثون امضِ إلى حيث وجدتَه وهناك ضعه»






قيل عن الأنبا أغاثون والأنبا آمون: إنهما لما كانا يبيعان عملَ أيديهِما كانا يقولان الثمنَ مرةً واحدةً، وما كان يُعطى لهما كانا يأخذانه بسكوتٍ. كذلك إذا احتاجا لشيءٍ يشتريانه كانا يقدمان المطلوب بسكوتٍ ولا يتكلمان






أخبروا عن الأنبا أغاثون: إنه وضعَ في فمهِ حجراً ثلاثَ سنين حتى أتقنَ السكوتَ






وقد كان يقول: «لو أن الغضوبَ أقام أمواتاً فما هو بمقبولٍ عندِ اللهِ. ولن يُقبِل إليه أحدٌ من الناسِ»






وقال أيضاً: «إن أنا ربحتُ أخي فقد قدمتُ قرباناً»






وسأله الإخوة بخصوصِ قتالِ الزنى فقال: «امضوا واطرحوا ضعفَكم قدامَ اللهِ فتجدوا راحةً»






وقال أنبا يوسف مرةً بخصوصِ المحبةِ: إن أخاً جاء إلى أنبا أغاثون فوجد معه مَسلَّة خياطة، فأُعجب الأخُ بها لأنها كانت جيدةً، فما كان من الشيخِ إلا أنه لم يتركه يمضي إلا بها






مضى الأب أغاثون مرةً ليبيعَ عملَ يديه، فوجد إنساناً غريباً مطروحاً عليلاً وليس له من يهتمُ به. فحمله وأجّر له بيتاً وأقام معه يخدمُه ويعملُ بيديه ويدفعُ أجرةَ المسكنِ وينفقُ على العليلِ مدة أربعة أشهر حتى شُفي. وبعد ذلك انطلق إلى البريةِ. وكان يقولُ: «كنتُ أشاءُ لو وجدتُ رجلاً مجذوماً يأخذ جسدي ويعطيني جسدَه»






قيل عنه إنه كان يَحرِصُ على إتمامِ كلِّ الوصايا، ولما كان يعبُرُ النهرَ كان يُمسِكُ المجدافَ بنفسِه. وإذا رافق أخاً كان يهيئُ بنفسِه المائدةَ لأنه كان مملوءاً حلاوةً ومحبةً ونشاطاً






حدث مرةً أن مضى إلى المدينةِ ليبيعَ عملَ يديه، فوجد إنساناً مجذوماً على الطريقِ، فقال له المجذومُ: «إلى أين تذهبُ»؟ قال له: «إلى المدينةِ». فقال له المجذومُ: «اصنع معي رحمةً وخذني معك». فحمله وأتي به إلى المدينةِ. ثم قال له المجذومُ: «خذني إلى حيث تبيعُ عملَ يديك»، فأخذه. ولما باع عملَ يديه سأله المجذومُ: «بكم بعتَ»؟ فقال: «بكذا وكذا». فقال له المجذومُ: «اشترِ لي شبكةً». فاشترى له. ومضى وباع ثم عاد وقال له المجذومُ: «بكم بعتَ»؟ فقال: «بكذا وكذا». فقال له المجذومُ: «خذ لي كذا وكذا من الأطعمةِ»، فأخذ له. ولما أراد المُضي إلى قلايتهِ قال له المجذومُ: «خذني إلى الموضعِ الذي وجدتني فيه أولاً». فحمله وردَّه إليه. فقال له الرجلُ: «مباركٌ أنت من الربِ إلهِنا الذي خلق السماءَ والأرضَ». فرفع أنبا أغاثون عينيه فلم يره لأنه كان ملاكَ الربِّ أُرسِل إليه ليجربَه






وقيل عنه: إنه كان إذا تصرّف في أمرٍ وأخذ فكرُه يلومُه، فكان يخاطبُ نفسَه قائلاً: «يا أغاثون، لا تفعل أنت هكذا مرةً أخرى»، وبذلك كان يُسكِّن قلبَه






وقال أيضاً: «إن كان أحدٌ يحبني وأنا أحبه للغايةِ، وعلمتُ أنه قد لحقني نقيصةٌ بسببِ محبتهِ فإني أقطعه منى وأنقطع منه بالكليةِ»






وقيل أيضاً: لما كان الأب أغاثون عتيداً أن ينطلقَ إلى الربِّ، مكث ثلاثةَ أيامٍ وعيناه مفتوحتان لا يتحرك. فأقامه الإخوةُ وقالوا له: «يا أبانا أنبا أغاثون: أين أنت»؟ فقال: «أمام مجلسِ قضاءِ الله أنا واقفٌ». فقالوا له: «أتفزع أنت أيضاً»؟ فأجابهم قائلاً: «على قدرِ طاقتي حفظتُ وصايا الله. إلا إنني إنسانٌ، من أين أعلمُ إن كان عملي أرضى اللهَ». فقالوا له: «ألستَ واثقاً بأن عملَك مرضيٌ أمام الله»؟ فقال الشيخُ: «لن أثقَ دونَ أن ألقى الله، لأن حكمَ الناسِ شيءٌ وحكمَ اللهِ شيءٌ آخر». فطلبوا منه أن يكلِّمهم كلمةً تنفعهم. فقال لهم: «اصنعوا محبةً، ولا تكلموني لأني مشغولٌ في هذه الساعة». وللوقت تنيح. فأبصروا وجهَه كمن يُقَبِّل حبيبَه. فهذا القديس كان متحفِّظاً جداً إذ كان يقول: «بغيرِ تحفظٍ كثيرٍ لا يقدرُ أحدٌ أن يصلَ إلى الفضيلةِ»







ليست هناك تعليقات: