مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الأربعاء، سبتمبر 07، 2011

البابا قزما البطريرك رقم 54

البابا قزما البطريرك الـ 54

شهوه قلبه أعطيته ولم تمنعه إراده شفتيه

إختيار راعيا :
بعد نياحه البابا يوساب1 تذكر الآباء الأب القس خائيل الذى كان أغومنس (رئيس الدير) بدير أبو يحنس بوادى هبيب0 وكان عفيفا حكيما عارفا بالكتب الإلهيه لأنه كان كاتبا للبابا يوساب المتنيح ولكنه إشتاق أن ينطلق الى البريه المقدسه وبعد تقدمه فى سلم الفضيله وبإراده الله إستحق ان يصير أغومانس بعد ان رسمه البابا يوساب قسا0فأخذه الآباء وهو غير راضى وذهبوا الى مدينه الإسكندريه ورسموه وأجلسوه على كرسى مرقس رسول المسيح الى أرض مصر فى24 من هاتور ويقال 24 من كيهك فى نفس السنه التى توفى فيها البابا يوساب فى تذكار البطريرك الشهيد بطرس وأصبح خائيل الثانى البطريرك الثالث والخمسون من سلسله باباوات الإسكندريه وعاصر الخليفه المتوكل بن المعتصم وظل يعلم الشعب القبطى ويبث فيهم روح الفضيله بما تعلمه من علوم الآباء حتى تعجب الشعب من موهبه الوعظ والتعليم والإرشاد0 إلا أنه كان ضعيف الجسد0 وألزمه الوالى بالخراج فزاق طعم البلايا والأوجاع0 كما طلبوا منه مبالغ طائله على سبيل الرشوه وإلا سيمنعونه من قياده شعبه فإضطر ان يبيع مقتنيات الكنائس حتى يشبع محبه الولاه فى جمع المال بالطرق غير المشروعه0 ولعدم مقدرته على تحمل أعباء المسؤليه بكى بدموع غزيره قائلا: أنت تعلم يإلهى وربى يسوع المسيح أننى أحب الإنفراد والعزله وكان هذا هو هدفى من حياتى معك وليس لى مقدره على التغلب على هذه التجارب وأنت عارف بضعف جسدى يوما بعد يوم وعدم تحمله لهذه المشقات وقلت أصرخ إليك فى وقت الضيق فتنقذنى فأمجدك فلا تدع عبدك يواجه تجارب أخرى فإننى غير قادر على حملها0 وحدث أن توجه البابا خائيل الى أديره وادى النطرون ليقضى الصوم الأربعين المقدسه حسب عاده الآباء البطاركه ولما إنصرفت أيام عيد الفصح (عيد القيامه المجيد) أحس بألم وأوجاع شديده وتنيح فى الثانى والعشرين من برموده سنه 667 ش ويقال بل 568 ش 851م ولم تطل مده البابا خائيل سوى سنه واحده وخمسه أشهر0

الإضطهاد الشديد للمسيحين عامه والأقباط خاصه
إختيار البابا :
بعد نياحه البابا خأئيل الثانى إتفق الآباء الأساقفه والشعب القبطى بمدينه الإسكندريه على أنتخاب الشماس قزمان من كنيسه دير ابو مقار وتمت رسامته فى 24 من أبيب 567ش ويقال 568ش فى نفس السنه التى توفر فيها البابا خائيل الثانى 0 وأصبح قزمان الثانى بابا الإسكنريه وبطريرك الكرازه المرقسيه رقم 54 وعاصر هذا البابا الخليفه المتوكل 0 ولما كانت الكنيسه فى هدوء وسلام فلم يحب الشيطان ترك الأقباط فى راحه من أعماله الرديه0 فكان واضحا فى هذه المره أفعاله الخبيثه فحدث فى السنه الأولى من جلوس البابا قزما وقبل عيد الشهيد مار مينا العجائبى بمريوط0جاء الشعب القبطى من المدن والقرى ليقدموا قرابينهم يصلون ويحتفلون بالشهيد العظيم0 وقد احضر بعضهم قوم بهم شياطين أملا فى أن يخرجها الشهيد مار مينا0 فوثب واحد منهم عليه شيطان على آخر مثله0 وتعارك الإثنين وضربا بعضهما بعضا إلى أن مات أحدهما0 فسمع والى الإسكندريه بما حدث وكان إسمه أحمد ابن دينار فامر بالقبض على قزما ووضعه فى السجن وعذبه وطلب منه كل ما دفع من صدقات فى هذا العيد التى كانت تصرف على الكنائس طوال العام ويستخدم بعضها للصرف على الفقراء0 فاخذ منه كل الصدقات المقدمه من الشعب الى الله فى هذه السنه0 ولم يتوقف عند هذا الحد بل أنه أمر بألا يغادر البابا القبطى مقره الباباوى بالإسكندريه0 وسمع أرخنين بما حدث من والى الإسكندريه الذى وقف فى صف الشيطان ضد كنيسه الله0وكان الأرخنين محبين لله إسم أحدهما مقاره ابن يوسف كاتب صاحب الديوان وله إتصالات بوالى الفسطاط والآخرإبراهيم ابن ساويرس وكان يتولى جمع المال ومن أمانته وكله الوالى بتوصيل الأموال الى الخزينه0 تشاور الإثنين بحكمه لإنتزاعه من يد والى الإسكندريه فذهبا الى والى مصر الفسطاط وإسمه عبد الواحد ابن يحى الوزير0 فقالوا له: نكتب إلى البطريرك ليحضر الى هنا لنكتب عليه الخراج لإنه جديد وقد ولى فى هذه الأيام0 فأرسل الوالى الوزير مرسالا لإحضار البابا قزما من الإسكندرية0 فلما سمع والى الإسكندريه بإستدعاء البابا الى مصر من قبل والى مصر بسبب الخراج لم يقدر على منعه من مغادره الإسكندرية ولما وصل الى مصر سلم على الوالى عبد الواحد الوزير0 ثم ذهب الى مدينه شرقى مصر أسمها بدميره كان كل من يسكنها من الأقباط0 وإعتنا الأرخنان المذكوران بأمور الكنيسه وكان أبراهيم ضامنا لحساب الضرائب ويدفعه من عنده0 ولم يدع أحدا يخاطب البطريرك0 وكان الأقباط لأمانتهم يتولون ديوان الخليفه فأراحوا البطريرك وفرغ الأقباط للصلاه وعمل القداسات والخير0
الإضطهاد العنصرى والدينى للأقباط :
أمر جعفر المتوكل الخليفه العرب العباسى بأوامر بالإضطهاد العنصرى والدينى فى جميع الولايات وهى
أولا: 00هدم الكنائس كلها كما منعوا من إيقاد أنوارا أو عمل إحتفالات التناصير أو العماد أو زواج ومنعوا أيضا من إستعمال علامه الصليب ،
 ثانيا:00حظر الغير مسلمين ( فئات النصارى واليهود) من لبس الملابس البيضاء المعتاد لبسها فى هذا الوقت بعد صدور هذا الأمر وعليهم لبس ملابس ملونه تظهرهم من المسلمين وعلى القبطى ان يخيط رقعه عسليه أو صفراء اللون فى ثيابه طولها أربعه قراريط وكانت نساء تلك الأيام يلبسن المناطق والأحزمه والحياصات وهى علامه الحشمه والتواضع أما الرجال فلا يجوز لهم التمنطق بهذه الأشياء ، فصدر أمر حينئذ بمنع القبطيات من إستعمال هذه الأحزمه وأن رجال الأقباط يلبسونها بدلا من النساء والغرض من ذلك هو تحقير الرجال وإذا خالف الرجال هذا الأمر قتلوهم وسلبوا ما عندهم وأن كل سيده قبطيه تلبس برقعا عسلى اللون ( وكان هذا البرقع العسلى اللون تلبسه النساء الساقطات والمنحرفات فقط فأمر أن تلبسه نساء الأقباط بالرغم من المعروف عن طهارتهن) تماديا فى إزلال هذه الفئات والسخريه منهم وهو ما يطلق عليه فى العصر الحديث الإحساس بالتفوق العنصرى للعرب ووضع باقى المواطنين فى درجه أدنى أو أقل وقد إضطرت النساء القبطيات الى لبس البرقع فى العصور المتأخره حتى إذا سارت فى الشارع لا يميزها أحد عن المرأه المسلمه فالمرأه الغير مغطاه الرأس كانت تتعرض للسب والشتم والإهانه0
ثالثا: كما أمر بوضع صور على الخشب تسمر على أبواب الغير مسلمين ( فئات النصارى واليهود) قال عنها ساويرس بن المقفع المؤرخ من القرن العاشر أنها صور مفزعه(تاريخ البطاركه ج2 ص3 ) نسناسا أو كلبا أو عفريتا،
رابعا:00إكراه المسيحين بالتدين بدين الإسلام0
خامسا:00 لا يجوز لغير المسلمين (فئات المسيحين المختلفه واليهود) من العمل فى خدمه الخليفه ودوائر الحكومه المختلفه وجمع الضرائب والكتبه والوظائف العموميه المختلفه0 ولم يقتصر الأمر عند عدم قبول الفئات السابقة فى الوظائف الجديده بل أنه طرد الموظفين المسيحين الذين يعملون فعلا فى الظائف المذكوره السابقه0وأدى هذا التعصب الى أن قل صبر المسيحين وقلت المحبه من قلوب الكثيرينفأنكروا المسيح وقد عدد المؤرخ السابق أسباب تحولهم عن المسيحيه تحت نير الإضطهاد فقال: ان منهم من تحول الى الإسلام بسبب الوظيفه ومكانه فى هذا العالم 00 والبعض لما لحقهم من فقر وجوع00وتقول ا0 ل0 بوتشر فى كتاب الأمه القبطيه ج1 ص239 أن الأقباط سئموا وتململوا من هذه الأوامر الثقيله ولكن الأساقفه بذلوا جهدهم فى تحميل (إقناع) الشعب على قبولها حتى لا يسيئوا الى الحكام المسلمين إساءه تعود عليهم بالإضطهاد والقتل والسلب والنهب ( كما جرت عاده المسلمين فى مثل هذه الأحوال )

وكان أصعب شئ على القبطى أن يلبس المنطقه التى يستعملها النساء لإنهم رأوا فيها دليلا تصغيرهم وإذلالهم وكانوا يشعرون بخجل ولكن الأساقفه أقنعوهم بأنها ضد ذلك فهى فى معناها تدل على التواضع والحشمه ولهذا يجب لبسها حتى فى الكنيسه ووقت الصلاه ( ليرى الله ماذا فعلت بهم الأمم) وعندما تضايق الأقباط من ركوب الحمير الصغيره قال لهم الأساقفه أن سيدنا المسيح نفسه ركب جحشا ابن أتان ولم يخجل وأن الخيل المطهمه علامه على الكبرياء والعظمه وهى تستعمل فى الحروب
فريسى ويهودى يستخدمه جعفر المتوكل ليذل الأقباط
وكان جعفر المتوكل قد بدأ خطته خارج مصر أولا ثم أرسل رجل غير مسيحى وذكرابن المقفع المؤرخ انه فريسى والفريسين فئه من فئات اليهود وإسمه00 عبد المسيح ابن إسحق00 وولاه لجمع الخراج والولايه أيضا وأمره أن يفعل فى مصر كما فعل ببغداد0 فلما وصل الى مصر بدأ بالأقباط
أولا لإنه يهودى أصلا فأذل الأقباط وأحزنهم وأضفى على خطته نوعا من التمثيل والخداع فيتظاهر بأنه يفعل كل ما يأمره به الإسلام ليوهم المسلمين بأنه أكثر إيمانا وتمسكا بالإسلام منهم حتى يأمن شرهم ويستطيع قيادتهم لإنه غير مسلم المولد كما أنه ليس عربى الأصل0 وإستطاع أن يصل الى هدفه بهذا الإسلوب لدرجه انهم كانوا يقولون عنه: إننا لم نرى أحدا وصل الى مصر مثل هذا الإنسان يتمم أحكام الإسلام0 وكان هذا الرجل يكره سيدنا المسيح والصليب المقدس , وحدث أنه فى يوم جمعه وهو فى طريقه الى الجامع راجلا مع جيشه ليحضروا صلاه الجمعه0 هجم على الكنائس وكسروا الصلبان ومنع المسيحيين من لبس علامه الصليب0 ولم يستطع الآقباط الصلاه بالصوت العادى فى الكنائس حتى لا يسمعهم المسلمين فصاروا يصلون همسا بحيث لا يسمع أى إنسان مارا بجانب الكنيسه أصوات صلوات ولا تسبحه لله0 أما المسلمون فقد منعوا الأقباط من أقامه الجنازات والصلوات على من يموت منهم فى هذا الوقت وأن لا يوقد القبطى نارا فى مكان بدون باب ولا يطبخ طعاما على مرأى من الناس كما جرت العاده فى كل بلاد المشرق( راجع تاريخ الأمه القبطيه ا0ب0 بوتشر ج2 ص239 ) ولا يجوز لقبطى ان يركب سوى حمارا صغيرا أو بغل ذميم على بردعه أو سرج وسخ عليه علامه خاصه ، وتكون الركابات خشب بدل حديد واللجام قطعه من حبل فقط00 ومنع ضرب الأجراس00
ولما لم ينجح هذا الوالى فى الوصول الى أهدافه00 أمر بمنع الصلاه فى الكنائس لله00 وأمر بمنع صناعه وعمل النبيذ وكان يقصد بعدم إقامه الصلوات التى يمثل النبيذ الأحمر دم المسيح والمخلوط بمثله ماء علامه موت المسيح على الصليب وهى ذبيحه الخبز والخمر بدلا من الذبيحه الدمويه فى الأديان السمائيه الأخرى0 وكان لإمره تأثيرا جانبيا آخر وهو أنه إفتقر كل من كانوا يبيعون ويشترون النبيذ0 وقال إبن المقفع ولما لم يجد المسيحين ماده النبيذ إستخدموا بدلا منه عيدان الزرجون يبلونها فى الماء ويعطرونها ويقيمون صلوات القداس فى منازلهم أو فى أماكن بعيده0 وتقول ا0ل0بوتشر فى تاريخ الأمه القبطيه ج1 ص241 أن الإكليروس القبطى لم يكف عن الصلاه وعمل القداس فى ذلك الوقت وكان لا يخاف الموت ولا يخشى الإضطهاد ولا التعذيب ولكنهم كانوا يأتون بالعنب سرا من البلاد الأجنبيه ولكن هذا العنب يصبح ذبيبا يضعه الكاهن فى الماء بضع ساعات ثم يعصره قبل ان يختمر لعدم وجود الوقت الكافى وهذه العاده التى سار عليها كهنه الأقباط فى ذلك الزمن تجددت مره أخرى بعد مضى مائه وخمسين سنه لحدوث إضطهاد شديد وقد إعتقد بعض المؤرخين هو ان الأقباط يستعملون على الدوام نبيذا غير مختمر للمناوله0 ولكن الأقباط إستعملوا النبيذ غير المختمر فى ظروف حرجه ولهم العذر فى ذلك ولكنهم لم يمارسوه على الدوام ثم طرد المظفين الأقباط من الدواوين الحكوميه وأبدلهم من المسلمين 00 وألزم الأقباط بوضع الصور المفزعه ويسمرونها على أبواب منازلهم بأشكال مختلفه مثل شيطان عليه رؤوس كثيره لها نابين تمتطى خنزيرا مخوف المنظر00 ليعطى إنطباعا للمسلمين بأن الأقباط إنما هم شياطين لإنهم مسيحين وخنازير لإنهم يأكلون لحومها00 ولا يركب قبطى فرسا (حصانا )00 ومن الذين أنكروا المسيح بسبب الإضطهاد رجلا إسمه اصطفن ابن اندوده وأرادوا ان ينالوا مكافئه من المسلمين لشكهم فى إسلامه فكان يتقول على الأقباط بالألفاظ السيئه وكان الرهبان فى هذا العصر يلبسون الملابس بدون أكمام فقال ابن اندوده: أذا كان آباء الأقباط يلبسون ملابس بدون أكمام فلماذا لا يلبس الأقباط ملابس مثل آباءهم0 وزاد الآشرار فى شرهم وقالوا ليس للأقباط إله0 ووصل كتاب من الخليفه يأمر فيه الوالى على مصر00 الغير عبد المسيح ابن إسحق بالعوده إليه ومعه مال الخراج الذى جمعه وحساب الخراج على الأراضى التى جمعها الكتاب المسلمين الذين إستخدمهم بدلا من النصارى0 فلما وصله الخطاب وعرف أن الخليفه إكتشف حقيقه أمره وخداعه لكل من حوله0 وكان المسلمين من قبل قد فرحوا بإسلامه وظنوا أنهم كسبوا واحدا مثله لدين الإسلام0 وكان هذا الوالى قد تزوج بمصر وإقتنى السرارى وإمتلك مساكن ورزق بأولادا وإعتقد انه ملك مصر ودامت له الأرض وليس هناك إله0 ولما قرأ كتاب الخليفه أصيب بالفالج (شلل كامل) ولم بستطيع أن يحرك يديه أو رجليه ومات بعد واحد وعشرين يوما بعد ذلك كما ذكر كاتبه تادرس0وفرح المسلمون بموته فرحا لا يوصف0وكان سبب فرح المسلمين بموته أن هذا الوالى أذل المسلمين أيضا وخسر التجار المسلمين أموالهم وقلل رزق الباعه وأصحاب الأعمال0 وإغتصب أجود الأراضى وأخصبها من أصحابها المسلمين وأخذها قهرا بدون وجه حق0 ومن أعماله الإجراميه أنهأ إذا أراد شراء حقولا جيده الثمار خصبه الأرض يحضر صاحبها ويغصبه على بيعها ويحضر شهوده ويسلم له المال أمامهم وبعد تنفيذ البيع كان يستعيد المال الذى دفعه مره أخرى بالإكراه والإرهاب0 ولم ينجى من مؤامراته إلا رجلين كانا أخوين ورثا دارا عن أبيهما وكان ألأب أسمه ابن سعيد الأصفهانى قبل أن يموت قد صرف على هذا المنزل أموالا طائله حتى أصبحت كالجنه وكان المنزل على النيل وسماها المصريين دار ابن سعيد الأصفهانى0 وعندما طمع الوالى ليستولى على هذا المنزل فلما أحضر الأخوين أمامه وطلب منهم دار أبيهم0 قالا له: أننا لا نأخذ ثمنا لها ولا نكتب كتابا لكننا قد وهبناك إياها ولا نرجع فيما قلناه والشاهد علينا الله وقالا سنرحل منها بعد ثلاثه أيام0 وعندما خرجا من عنده نقلا كل ما يملكان وأخليا الدار ليسكن فيها الوالى0 وأصيب الوالى بالفالج وشل فى هذا البيت ومات فيه0وحدثت فوضى فى مصر عندما مات الوالى وقام الناس الذى سرق أرضهم الوالى بإستعاده أملاكهم كما نهب المسلمون ما كان فى بيوته من مال ومتاع وعفش0 وما كان من الأخوين السابق ذكرهما إلا أن أتيا إلى الدار ووقف على بابها وكان يقولا للناس أن هذه الدار هى ملكنا وجميع ما فيها وأن هذا الوالى قد إغتصبها مننا0 وكان المسلمين بعرفون ما حدث بين الأخوين والوالىفإنصرفوا عنها0 ولما دخلوا البيت أصبحا أغنياء جدا لما وجداه فيها مما كدسه الوالى فى هذا البيت وكان الوالى المتوفى له ولدا كبيرا وكان قلبه شريرا مثل قلب أبيه ووصل كتابا من الخليفه فيه أمرا بتعيين إبنه واليا مكان أبيه الوالى المتوفى0 وبدأ يتخذ طريق أبيه فى الظلم0 وأراد ان ينتقم من المصريين الذين أستردوا الممتلكات التى إغتصبها ابيه منهم0 فخاف المصريين وتزايدت أعمال هذا الوالى الرديه يوما بعد يوم وكانت يده الظالمه ثقيله على كل أهل مصر ولا سيما الأقباط فكسرت الصلبان وتوقف دق الأجراس الذى صوته يطرد جنود شيطان الكسل وينشط ألإنسان ليصلى الى إلهه0
كلك عجائب يا مدينه الله :
حدث فى سنه 569 ش قبل مجئ الوالى الغير عبد المسيح ابن إسحق الذى إضطهد الأقباط أن ظهر شيئ عجيب لم يظهر فى مصر من قبل وهو أن رهبان دير أبو مقار شاهدوا صوره السيد المسيح تنذف دما من جانب المسيح الصوره كانت فى كنيسه القديس سويرس المبنيه على الصخره فخاف الجميع وتسائل البعض عما يقصده الله بهذه العلامه0ولم يصدق بعض الناس أنه دم حقيقى فأخذوا من الدم ووضعوه على ناس بهم أمراض مختلفه فشفوا من أمراضهم0
وأراد الله أن يظهر للأقباط قوه الرجاء به وبصليبه الذى دمره المسلمين فصارت عيون القديسين فى جميع الصور تفيض دموعا الموجوده بالأديره الموجوده فى وادى هبيب الذى فيه دير أبى مقاره وغيره ويقول ابن المقفع المؤرخ ج2 ص7 أن الدموع التى كانت تذرفها عيون القديسين فى الصور كانت مثل ينابيع المياه0 فعلموا ان هذا بسبب ما فعلوه ولاه السو والظلمه فى إخفاء الصليب وكانت هذه العجائب تصبرهم وتثبتهم على ما يفعله الولاه وقضاه الظلم0
إستغلال هجوم الروم على دمياط لإضطهاد بالأقباط:
حدث فى عصر البابا قزما 54 أن هاجم الروم مدينه دمياط فإحتلوها ونهبوها وأقاموا بها ثلاثه أيام بعد أن أخذوا ذهبها وفضتها0 فأصر الوالى على صناعه مراكب جديده للإسطول فى ميناء الإسكندريه0 وكانوا يصلحون ما تعطل منها0 ويجددوا ما تحطم منها0 وكان الإسطول المصرى يبحر الى بلاد الروم ويحاربوهم0 وكان ينفق على الإسطول أموالا لا حصر لها يدفعه الأقباط فقط0 وكانوا يجبرون الأقباط فى العمل بالمراكب ولا يدفعون لهم أجرتهم وكان المتولى( المسئول عن هذا العمل) يبغض المسيحين فعمل إحصاء لمصر كلها وكان يلزم كل قريه من قرى الأقباط بإمداده بعدد معين من الرجال يستعملهم للتجديف فى السفن والحرب مع الروم والعمل المضنى فى إعداد وتصليح المراكب0 وكان لا يعطيهم السلاح ليحاربوا به وكان يتفقدهم ويمر عليهم للتفتيش فإذا وجد واحدا عنده سلاحا ناقصا يغرمه ويجعله يدفع مالا له ويجبره بشراء الآسلحه0 ومن تجبره كان المسلمون يختارون رجالا ضعفاء وليس لهم خبره بالبحر وليس لهم قوه أو مقدره على القتال0 فكان هؤلاء الضعفاء يدفعون كل ما يملكوه لمن يقبل أن يحل محلهم ويقاتل الروم ولما إشتكوا من هذه الخدمه الإلزاميه أمر بأن يدفع كل واحد من الأقباط دينارين وأذا قبل أحد من المسلمين أن يكون بديلا عنه فى هذه الخدمه الإلزاميه فيدفع القبطى خمسه عشر دينارا0 فأشتهى بعض الأقباط الموت0 ولكن لم تطول هذه الأيام وقصرها الله0 فقد أرسل الخليفه بعزل هذا الوالى وعين واليا جديدا إسمه يزيد ابن عبدالله وأراح الناس فهدأت أرض مصر0 وزاد محصول الأرض فى هذه السنة0 وزاد خير مصر وأحس المصريين بالنعمه أما الخليفه جعفر المتوكل إهتم لتحصين المدن بأرض المشرق ومصر، خاصه بالأماكن القريبه من البحر فساهم فى بناء أسوار على تنيس ودمياط وصرف عليها من خزينته وحصن أيضا مدينه الإسكندريه وأشمون والطنه ورشيد ونستروه خوفا من أى هجوم مفاجئ للروم مره أخرى ويقول أبن المقفع ج2 ص9 عن الخليفه جعفر المتوكل ( انه عمل تذكارات كثيره فى أرض مصر عوضا عما فعل بالنصارى) ولكنه لم يوضح ماذا فعل ليرضى النصارى الأقباط ؟ ولكنه يقول أنه عين قاضيا كان عادلا ولم يظلم أحدا أى انه عين الوالى والناظر والقاضى كانوا كواحد فى فعل الحق والخير واننى أعتقد أن ما فعله الخليفه فى تعين هؤلاء الثلاثه وإصلاح الحصون كان لخير مصر وما دام عمل شيئا لخير مصر فقد أصلح ما فعله بالمسيحيين0 وأعظم شيئ فعله الخليفه جعفر المتوكل فى مصر منذ قرون من الحكم العربى هو أن المياه لم تعد تغطى فرع النيل (إرتفع مستوى سطح الأرض قاع فرع النيل) التى تصب فى البحر بفعل الزمن وعدم صيانتها وكانت المراكب لا تصل إلى الإسكندريه إلا عند الفيضان لإرتفاع مياه النيل فى وقت الفيضان0 فأمر بفحر هذا المجرى وإزاله الأتربه من قاعه فإمتلأ بالمياه لأن مياه النيل والبحر أصبحا فى مستوى واحدا وقاع المجرى( فرع النيل) أصبح يسمح للمراكب الكبيره بالرسو فى المراسى فى وسط مدينه الإسكندريه وأصلحت القناطر وأقيمت الكبارى فخرج ماء البحر المالح من فرع النيل لإنه إمتلأ من المياه الحلوه فكثرت مراكب التجار وبدأ الناس فى زراعه الأشجار والعنب والبساتين على الخليج لكثره مياه النيل وبدأ العمران يدب بالإسكندريه ووصل إمتداد المدينه الى الموضع المسمى ممطرمور ومجد الأقباط الله على هذه النعمه ودعوا للخليفه جعفر0 اما البابا قزما فقد كان ساكنا فى بلده دميره بهدوء وسلامه طول أيامه وكان الأراخنه يتولون أموره يتحملون أثقاله فلم يحتاج الى أحد من الشعب ليقدم خراجا أو ما يحتاجه فى حياته ومعيشته وتلاميذه 00
وعاد الى مصر بعض الأقباط الذين هجروها لما سمعوا بالنعيم الذى أعطاه الله الى مصر بعد ضيقات شديده0 ووصل الى مصر ناظر آخر إسمه سليمان وعند وصوله توفى الإرخن مقاره أحد الأرخنين الذين حملا أتعاب الكنيسه فى هذه الفتره0 أما إبراهيم فقد إستمر فىفعل الخير ويقول أبن المقفع ج2 ص11 أنه ( كان مقيما على فعل الخير ولم يفتر عنه وإهتم بأمور الكنيسه وحمل أمور البابا وكذلك فعل مع أساقفه أرض مصر وكان يبذل نفسه عنهم فى أسبابهم يقضى كل إحتياجاتهم لعظم محبته للمسيح وكان الله يعظم مكانته عند الولاه وكان يعلم أنه لا بد للشرير ان ينزل البلايل على الكنيسه كعادته التى يفعلها فى كل مكان وكل زمان) وفى أيام هذا البابا أمر قيصر الروم بمحو الصور والصلبان من الكنائس فبعث إليه البابا رساله فإقتنع بها فرجع عن تكسير الصلبان والصور بل انه أمر بأعاده الصور التى محاها الى وضعها الأصلى كما كانت0 ولبث البابا قزمان جالسا على كرسى مرقس الرسول مده 7 سنواتوسبعه أشهر و13 يوما وتنيح فى 21 من هاتور سنه 576ش 859م

ليست هناك تعليقات: