البابا شنوده الأول البطريرك رقم 55
أولاد يهوذا الإسخريوطى الخائن وأقباط مصر
إختيار البابا :
بدا الأساقفه يجرون مشاورات مختلفه ليختاروا من يكون مستحقا للبطريركيه بمفردهم وفى نفس الوقت كان كهنه وشعب مدينه الإسكندريه يتشاورون لمن يصلح لهذا المنصب0 وتم مثل هذا التشاور أيضا فى مدينه مصر( بابليون) 0 ولم يعلم شعب مصر أن الرب قد إختار من يرعى شعبه0
ولما طال أمر التشاور إجتمع الأساقفه مع كهنه وشعب الإسكندريه وذهبوا جميعا الى مصر بدأوا يذكرون أسماء الكهنه والرهبان والعلمانيين الذين إشتهروا بالعفه وطهاره القلب والعلم ومعرفه الكتب الإلهيه فلم يتفقوا على واحد0 فى هذا الوقت دخل إبراهيم الأرخن بسبب خراج أراضى الكنيسه فلما رأوه الآباء الأساقفه والأراخنه والشعب القبطى فرحوا به فرحا عظيما ليأخذوا رأيه لإنه كان فيه روحا مقدسه فذكر لهم بعض الأسماء 0 وكان فى دير ابو مقار رئيسا إسمه شنوده مشهورا بالصفات السابقه كما انه قام ببناء كنيسه بالدير وبنى كنائس أخرى0 وكان شنوده قد جاء لمقابله إبراهيم الأرخن ليقضى له إحتياجات الكنيسه0 ولما قضى شنوده حاجات الكنيسه ذهب الى البريه بسرعه فى ليله 27 من كيهك ليقضى عيد الميلاد فى كنيسته وفى العاده تعيد الكنيسه القبطيه عيد الميلاد المجيد إما 28 كيهك أو 29 كيهك0
وفى اليوم التالى إجتمع الجميع مره أخرى فى كنيسه القديس أبو سرجه ( سرجيوس وراخس ) بقصر الشمع (حصن بابليون) حصل أن الجميع قالوا بنفس واحده لا يصلح لهذه الرتبه إلا شنوده الراهب بدير أبو مقار وصاحوا جميعا بصوت واحد00 مستحق مستحق مستحق00 فخرجوا يبحثون عنه وذهبوا الى إبراهيم الأرخن ظانين أنه ما زال فى مصر وأعلموا إبراهيم بإختيارهم شنوده ولكنهم لم يعلموا بذهابه الى ديره بسرعه فقال لهم:إن شنوده ما زال فى طريقه الى الدير فأنا أحضره إليكم بحجه أنكم تريدون أن تسألوه عن أسماء أخرى لإختيار منها واحدا يصلح ان يكون بطريركا لإن المجتمعين لم يتفقوا على شخص حتى الآن0 ثم كتب خطابا الى شنوده الراهب بهذا المعنى .حضر شنوده الى مصر فى أول طوبه وكانت جموع الأقباط قد علمت بوصوله الى مدينه مصر فتزاحم الأقباط داخل وخارج كنيسه أبى سرجه وكانوا قد بدأوا فى صلاه القداس الإلهى0 فحدث ان الراهب شنوده حضر وهو لم يعلم حقيقه إستدعائه ودخل فجأه أثناء تلاوه صلاه القداس الإلهى وكان القس قد وصل الى عباره ( هو مستحق وعادل ) فتهلل الجمع وصاحوا بصوت عظيم 00 مستحق مستحق مستحق00 وإرتجت الكنيسه وصاحت الجموع بأكثر من السابق 00 مستحق بالحقيقه00 ووثبوا عليه ومسكوه وقيدوا رجليه بالحديد فصرخ وبكى وقال لهم: ما هذا الذى تفعلوه أمام الله ؟ أنتم تظنون أننى مستحق هذه الرتبه لا تفكروا أننى مستحق هذه الدرجه0ويقول ابن المقفع ج2 ص12 ( وكان الله إختاره وأراد أن يقدمه راعيا لهذه الأمه الضعيفه) وفرح شعب الله وقالوا أيضا مبارك الآتى بإسم الله فتفائل الأقباط بما حدث وإعتبروا ما حدث دليلا على أن الله قد إختار شنوده الراهب لهذا المنصب الخطير0 وحملوه بسرعه ليكرزوه فى مدينه الإسكندريه وكانت الأخبار قد سبقتهم الى المدينه العظيمه فلما وصلوا بالقرب من الإسكندريه خرجت جماهير الأقباط فإستقبلوه ودخلوا الى مدينه الإسكندريه بالتهليل والفرح وكرامه وكان يصحبهم جميع شيوخ ورهبان بريه شهيت (وادى هبيب) لكثره محبتهم له وكان ذلك فى يوم 11 من طوبه وحدث أنه هطل مطر غزير فى هذا اليوم ورسم فى 13من سنه 575ش من طوبه وأصبح البابا شنوده الأول البطريرك رقم 55
وكان هذا البطريرك دموعه تنساب على خديه وكان يقول فى تواضع: أنه فى تفكيرى لا يوجد أعلى من مجد عروس المسيح ( الكنيسه) وحسنها وعلوها الروحى وعندما أصبحت أنا الضعيف الخاطئ بطريركا فلا بد أن شعبك يارب قد أغضبك وأخطأ إليك0 وهكذا ظل يبكى أمام الجميع لإجل ضعفه وضعف الشعب0وتعجب الشعب من تواضعه والنعمه الباديه عليه وهيبه إسم المسيح عندما كان بتفوه بهذا الإسم المبارك ويقول ابن المقفع ج2 ص13( انه كان مثل الطفل عينه على أمه ) بما معنى أنه لا يوجد آخر تحت السماوات بإسمه يتم الخلاص
وكتب كتبا فيها وصايا للأساقفه وللأراخنه وللشعب وللأطفال لتعليمهم فى الكتاتيب ( المدارس الأوليه) كما أرسل كتبا الى كرسى أنطاكيه0
وأنتهز والى مصر هذه الفرصه ليأخذ رشوه فطلب من الأقباط مبلغا كبيرا ففر شنوده هاربا فذهب الى الأديره المجهوله فى أقصىالبلاد فلم يعرف المسلمون مقره فنهب المسلمون أمتعه القسوس وقفلوا جميع الكنائس فى الفسطاط وبابليون إلا واحده ، فلما سمع البابا أن لأولاده يعذبون بسبب هروبه رجع وسلم نفسه للوالى ، فجمع الأقباط 4000 قطعه ذهب وقدموها للوالىوتعهدوا بدفع مبلغ سنويا له إذا عفى عن البابا ففعل وقبل0 البابا شنوده والإيمان الخاطئ: كان البابا شنوده1 البطريرك55 عالما متواضعا تقيا وحدث أن أهل قريه يوحسا وهى من قرى مريوط ويسمون بالأربعه عشريه كانوا لا يزالون متمسكين ببدعتى أوطاخى وأبوليناريوس وكانوا يعتقدون أن المسيح لم يتألم فعلا على الصليب وإنما كل ما حدث كان مثل حلم فى نوم0 سمع أهالى هذه القريه بنعمه الروح القدس التى تفيض البابا شنوده فحضروا إليه بفرح عظيم طالبين أن يوضح لهم الإعتقاد الصحيح فوضح لهم أقوال الكتب المقدسه وآباء الكنيسه الأولى فقالوا له: أعطينا الآن ختم الإيمان0 فلما وجد إشتياقهم فى تقبل الإيمان المسيحى الصحيح فى أمانه ، فرح فرحا عظيما فأخذهم وأعطاهم ختم المعموديه المقدسه0 ورفضوا تعاليم كل من اغايس واوريجنس وبليناريوس ولفرناساوس وغيرهم من أصحاب البدع والفكر الذى ضد المسيح0
وعندما قصد البابا الصعيد ليتفقد رعيته هناك فوجد أن أقباط البلينا قد خرجوا على أسقفهم وإعتنقوا بدعه سابليوس وفوتيوس فكانوا يعتقدون بألام لاهوت المسيح وقت الصلب ، فوضح لهم إيمان الكنيسه القبطيه وكيف أن كلمه الله إتخذ جسدا حقيقيا منذ اللحظه التى حل فيها فى بطن العذراء مريم ليحقق الفداء0 وقد إتحد كلمه الله (اللاهوت) بالجسد (الناسوت) بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير0 وحينما صلب المسيح تألم جسده فقط لإن جسده كان تحت الألام مثلنا لإنه شابهنا فى كل شئ ما عدا الخطيه0 أما اللاهوت(كلمه الله) الذى لم يفترق عن الجسد وقت الصلب فهو غير قابل للألم ولا يجوز فيه الألم ولا يؤثر فيه الألم لإن الألم يؤثر فى الماده المرئيه الحيه0 وإستعان البابا شنوده بأقوال الآباء مثل البابا كيرلس عمود الدين لتقريب هذا المفهوم وتبسيطه للعامه من الشعب0 وهو إتحاد النار بالحديد ساعه إنصهار الحديد بالنار عند صياغته وصناعه الأدوات0 فالنار تظل محتفظه بطبيعتها الناريه مع كونها متحده بالحديد كما يظل الحديد محتفظا بطبيعته الحديديه مع كونه منصهرا بالنار0 والمطرقه حينما تهوى على الحديد لا تؤثر فى النار ولا تؤلم النار ولا تثنى النار ولا تصنع من النار شيئا0 وبهذا الإتحاد المستديم أقام لاهوت المسيح (كلمه الله) الذى لم يتأثر بالألم الجسد الميت من بين الأموات فى اليوم الثالث0 فالألم والموت لا يؤثرا على كلمه الله0 ثم طلب منهم العوده الى أسقفهم وطاعته فى خوف الله وصحبهم الى الكنيسه وناولهم من الأسرار( السنكسار الأثيوبى ترجمه من الإنجليزيه واليس بودج ج3 ص830-833 ) 0
رساله الشركه الى أنطاكيه:
وعندما عاد الى مدينه الإسكندريه كتب كتاب الشركه والمحبه الرسوليه الى كرسى أنطاكيه ويقول ابن المقفع ج2 ص14( كان كل واحد يقرأ هذا الخطاب يتعجب من كلمات النعمه التى فيه) وتضمن الخطاب أقوال كل من كيلس وأثناسيوس وساويرس وديسقوروس وبعض الآباء وحمل الكتاب داوخ أسقف ملوبولاس ويوحنا أسقف ديوسيا ومعهم بعض الكهنه وأرسلهم الى يوحنا بطريرك أنطاكيه
ولما وصلت الرساله إليه فرح جدا فأعلم كل الكنائس وبارك الله وكاتب الخطاب وكتب أيضا خطابا يشكر فيه البابا شنوده يكرمه ويبجله ويمدح أفعاله وذكر فى كتابه من يقدر ان يقول القليل من الكرامه التى تستحقها أيها الآب السمائى لإن طغمات السموات لا يسكتوا من مدح أمانتك لإنك جعلت رجائك بالرب يسوع 0 وأساس عباده الأوثان قطعتها من الكنيسه بنعمه الروح القدس يكون تحصينها عليك وعلى الأشجار التى غرستها لتنموا ثمارا جيده مائه وستين وثلاثين والمجد والكرامه لكرسى الأب الجليل مار مرقس .
فلما وصلت كتب كنيسه أنطاكيه الى الإسكندريه قرأها على الشعب وفرح بها وعندما تنيح بعض الأساقفه وكان الكتب التى كتبها البابا تأثيرا كبيرا فى أن الذين كانوا يريدون نوال رتبه ألأسقفيه بالمال لم يتقدموا إليها فرسم رجالا مجاهدين وخائفين من الله ومحافظين على الإيمان الأرثوذكسى0
البابا وفقراء الإسكندريه :
ذهب البابا شنوده 55 الى الإسكندريه وتفقد الكنائس وعمرها واصلح الباقى وحدث أن ذهب الى المكان الذى كانت فيه قلايه البطريركيه وكان يسمى باليونانيه قسطوريون .
فرأى أن المكان قد أصبح مأوى للفقراء والمساكين ، ووجد أن الماء الذى عندهم مالحا ومرا وأنهم لا يستطيعون شربه إلا بعد أن يتركوه أياما فى وعاء حتى يقدروا على شربه0فألهمه الله بفكره بأن يحفر خليجا من الخليج الذى حفره المتوكل على الله جعفر حتى يدخل الماء الى الإسكندريه وصارت المراكب تصل منه الى الأسواق وزرع الناس على ضفتيه كروما وبساتين وأشجار 0
ونزل بنفسه وفتح فم خليج صغير وجراه الى المكان المسمى قسطوريون فصار الفقراء يشربون الماء الحلو وبارك الله الإسكندريه بسببهم وبسبب إحتياجهم للماء0
كما فكر البابا فى عمل مجارى تحت الأرض ليوصل المياه الحلوه الى صهريج وتأخذ منه مدينه الإسكندريه إحتياجاتها0 وعمل فسقيه تعمل بآله ( مثل سواقى الفيوم ) وأقام إنسانا يعتنى بها ويملأها وأصلح المساقى والخنادق وكل موضع تجرى فيه الماء0
وعندما مر البابا بقريه قريبه من مريوط خرجوا إليه سكانها ليأخذوا بركته وقالوا يأبانا نحن فى تعب كبير لإن مجرى المياه يبعد حوالى ميلا فحفر فى هذه القريه بئرا فنبع منه ماءا حلوا فباركه0 فصاروا يشربون منه وروا منه أيضا دوابهم وباركوا الله وصار البابا شنوده رجل عمل وخدمه وجهاد وبالرغم من عظم الأعمال التى عملها إلا أنه لم يهمل كتابه الكتب ( الأرطستيكيا) المملوءه نعمه وروحانيه
البابا شنوده 55 المخترع والعبقرى والعالم :
من دراسه أعمال البابا شنوده 55 التى ذكرتها سابقا يتضح انه كان رجلا علامه وعميقا فى دراسته فى مختلف نواحى العلم ويقول ابن المقفع عنه ج2 ص16 أنه كان يهتم بالكتب ( الأرطستيكا ) المملؤه نعمه .
ومن كتاباته فى هذا المجال ( اننا نؤمن هكذا فى آخر الزمان لما أراد الله أن يخلص جنسنا من العبوديه المره أرسل ابنه الوحيد الى العالم متجسدا من روح القدس مساويا لنا فى كل شئ ما خلا الخطيه ذو ننفسه غير مدروكه وجعل الجسد معه واحد بغير تغيير ولا إختلاط ولا إفتراق بل طبيعه واحده وأقنوم واحد ووجه واحد تألن بالجسد عنا ومات زقام من الموت كالذى فى الكتب وصعد الى السموات وجلس عن يمين الآب فإن قلنا أن الله تألم عنا ومات فلنفهم الان بامانه انه تألم عنا بالجسد وهو الغير متألم وهو هذا الواحد كما علمنا الأباء الذى للكنيسه المقدسه وكل من يفرقه بتجديف ويقول ان الله الكلمه لم يتالم ولم يموت لكنه (ترك) لكن الإنسان هو المتألم والمائت وفرقوا المسيح الى إثنين الله الكلمه على حده والإنسان على حده وجعلوه وجهين وطبيعتين كل واحد يفعل ما يشاكلها من طبعها والله الكلمه قبل إليه بإرادته الألام بالجسد لا نشك فى الإتحاد الواحد فى كل شئ لإن الطبيعتين صارا واحدا فى البدايه لم يفترقا فى أى أمر من الأمور بتبير الله الكلمه لإنهما غير مفترقين وحتى فى الألام قبلها بجسده ( كان فونيس وسليوس قالا: أن اللاهوت بعدت وصلب الناسوت )
الإصرار على عدم التوبه :
وحدث أن الإساقفه الذين أضلوا رعاياهم فى الصعيد ( البلينا ) قائلين أن اللاهوت مات على الصليب ، أن البابا جعل الأساقفه الذين تركوا ضلالهم يقفون فى وسط جماعه الرهبان فى كنيسه أبو مقار يوم حد الفصح المقدس وعملوا مطانيه لرهبان الدير وسألوهم ان يصلوا من أجلهم لسقوطهم فى هذا الفكر البعيد عن تعاليم الأباء ، وفرح البابا والأباء الرهبان برجوع هؤلاء الأساقفه وشغبهم الى حظيره الإيمان الأرثوذكسى .
وكان موجودا مع الأباء أسقفين أحدهما أسقف سمنود والآخر أسقف منيه طانه نظروا عمل البابا مع اسقفى الصعيد قال بعضهما لبعض ما هذا التعليم الجديد أنه يأتى علينا بكلام غريب ويقول ابن المقفع ج2 ص18 ان ( البابا علم بالروح القدس " ما يفكران فيه هذين الأسقفين " ففعل هذا بأساقفه الصعيد قدامهما لكى يظهر إيمان هذين الأسقفين أمامهما فيفهما )
قال الإنجيل إن لم تتوبوا فإنكم تهلكون ولما وبخهما البابا وقطعهما الله (حرمهما الله) الذى عرف خبايا قلوبهما ، لإنهم كانوا يفكرون فى عدم الرجوع الى الإيمان الصحيح ، بل يستمروا فى هرطقتهما ، ويقول ابن المقفع انهما ماتا فى منطقه بنا قبل أن يصلا الى كراسيهما .
أولاد إلياس الوالى :
ويروى إبن المقفع أن هذا البابا كان ينظر الى السماء ويرشم علامه الصليب على وجهه ويقول: ياربى يسوع المسيح عينى وترائف عليا وإفتقدنى برحمتك وتكون هذا عندما يعلم ان امرا تقرر من قبل الله او ان امرا يشغل قلبه شيئا ، ووصل فى تلك الأيام قوما من جنس المسلمين العرب ( الخراسانيين) العباسيين وذهبوا إلى الإسكندريه ، وسألوا عن عن البابا فقالوا لهم : ماذا تطلبون منه فقالوا إننا أولاد إلياس الذى كان واليا على مصر . دعونا نتقابل مع البابا ، إن أبينا أخذه ( مال ) من البابا . فعلم الأقباط أنه والى الإسكندريه الذى أخذ ادوات الكنائس من البابا يعقوب ، وعندما أعطى كأس الى الصناع وبدأوا يكسروا الكأس خرج دم من كأس الفضه .
ووجدوا البابا فى سخا فذهبوا إليه وأعلموا البابا بأولاد إلياس ، وأن إلياس فى يوم وفاته أوصى أولاده أن يرجعوا هذا المال وحدده بالتفصيل الى كرسى الإسكندريه وقال لهم أيضا لأننى أخذته أثناء ولايتى من البابا يعقوب إسألوا البابا الذى يكون بعده وتسألوه ان يحاللنى من رباطى فلما سمع البابا لم يهمه الأمر ولم ينظر الى المال وإستمروا أولاد إلياس فى إرسال الرسل الى البابا وسأل الأقباط البابا مرارا أن يجعل هذا الإنسان فى حل كما أوصى أولاده وأولاده أوصوهم ، لانهم كانوا يلحون فى الحصول على هذا الحل وقالوا للبابا: ان لا يدع هؤلاء الناس أن يذهبوا الى بلادهم ويضيع تعبهم فكتب إليهم يقول الذى وصلتم لجله فى حل . فطابت نفوسهم وعادوا الى بلادهم فرحين .
الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون :
ذهب البابا شنوده الى أديره وادى هبيب ( وادى النطرون ) ليقضى فتره صوم الأربعين المقدسه كما هى عاده الآباء ال بطاركه ، فأشار عليه الأقباط ان لا يذهب الى هناك لإن عرب الصعيد بدأوا يهاجموا القرى فقال البابا : إن لم أذهب الى البريه المقدسه فعلت مسره الشيطان فالشعب ستبرد محبته لله بسببى ولن يتباركوا من القديسين ، فإستعان بالله وتوجه الى أديره وادى النطرون وكانت من عاده العرب الإجتماع فى وقت ما فوصل عرب الصعيد ولم يشعر بهم أحد وإنضموا الى عرب الشمال وهاجموا دير أبو مقار والحصون ونهبوا جميع ما فيها من المتاع والطعام وغير ذلك من أول برموده ونهبوا الشعب الذى اتى ليقضى العيد هناك وأخرجوهم بالسلاح وإجتمع الأساقفه والرهبان وسألوه ألا يخرجوا حتى لا يقتلوا بأيدى العربان ، وسمع البابا هذا الكلام وعرف انه خديعه وفخ من الشيطان وعلم بالروح أن الشيطان جمع الناس وأقلقهم لإنه يريد خراب البريه وهجره الآباء منها حتى لا يكون فيها من يردد إسم الله فقال بقوه قلب: الرب يضربك ايها الشيطان ويرزل مؤمراتك التى فعلتها وكان الآباء يسألوه ان يخرجوا من الحصن ويتركوا الدير ولكنه قال لهم: إغفروا لى يآبائى غننى لن أفارق هذا المكان حتى يتم الفصح ،ووقف العرب على الصخره التى فى شرق الدير ، وكانوا مثل قطاع الطرق هذه الأيام فكانو يلزمون الناس بأن يعطوهم ثيابهم وإذا رفضوا فإنهم يجرحونهم بالسيف وكان هذا يوم الخميس من جمعه الفصح ومن نفذ من الحصار فإنه يدخل باكيا مضطربا ويقولوا يأبانا أعيننا فقد قوى علينا هؤلاء العربان قطاع الطرق ، فلما رأى البابا قلق شعبه إحتدت روحه فيه فنهض وأخذ عكازه فى يده الذى عليه علامه الصليب وخرج الى العرب ليلا وقال الأصلح ان اموت مع شعب الله أو إذا رأونى يمتنع شرهم ويخلص منهم الشعب فلما رأى الأساقفه حسن نيه البابا وطيبه قلبه وأنه يريد ان يضع نفسه لإجل أحباءه مسكوه ومنعوه من الخروج وقالوا لا ندع تسلم نفسك الى هؤلاء القتله ولكنه طمأنهم وذكرهم بالصلاه لإجله ، وخرج الى العرب فلما رأوه رجعوا الى الوراء وإختفوا ولم يظهروا فى ذلك اليوم ، وسمع الأرخن اصطفن وسويرس وكان رجلا مشهورا فذهب الى الدير وقال للبابا أنا أسلم نفسى عنك وعن الشعب ، فطلب البابا من الشعب الى الكنيسه فى يوم الأحد ليناولهم من السرائر المقدسه ليلا قبل الصباح فحضر جميع الشعب من القداس والأساقفه والرهبان ، وبدا القداس وبينما كان يطوف بالبخور حول الهيكل كانت عيناه تفيضان بالدموع وكان الرهبان يبكون بحرقه فنظر الله الى زلهم ثم صرف الشعب وخرج وهو يعزيهم وكانوا يباركون الله وتعجبوا من قوه قلبه وجسارته وليس معه أى سلاح فنجا كل من فى البريه من العرب .
محاوله إصلاح ما فعله الأشرار :
عرف البابا أن الأرخنين ابراهيم وساويرس قررا أن يذهبا الى الخليفه المعتز لإمر ما فكتب البابا إليهما خطابا بالسلامه ويحفظهما الله ويعينهما على ما يريدانه من الخليفه وقال لهما إسألا الخليفه فى امر كنيسه الله التى خربت ، وقال البابا أنا اريد ان أعمرها فى أيامى وأنظر الكنائس قبل ان أنتقل من هذا العالم ، وهذا كل أمالى فى الرب المسيح ، وعندما وصلا الأرخنين الى مدينه سر من راى عند قوم من المسيحين من العاملين فى قصر الخليفه ففرحوا بذلك وقدموهم الى المعتز وأخبروه بأحوال الكنيسه وما فعله ابن المدبر ، فأجاب طلبهم وكتب لهم سجل بأن يبنوا الكنائس فى أرض مصر وثبتا السجل وقالآ : السجل محتاج لختم الخليفه . ومات الخليفه قبل ان يختم السجل ، وتولى الخلافه أخيه المستعين فكتب أبراهيم خطابا الى الخليفه الجديد يعرفه بأمر السجل الذى كتبه أخيه المعتز وانه ينتظر خاتم الخليفه ، فأمر المستعين أن يبحث عن السجل فى الديوان فأحضروه له وأمر بإتمامه وكتب " ان يستقر بأيدى الذمه بارض مصر وأكد فيه على أن من يتجاوزه سوف تحل عليه نقمه الخليفه ، كما امر بأن تعاد إليهم مأكان إغتصب سابقا من الكنائس والأديره وأوانى الكنائس والأراضى والحقول والمزارع وغير ذلك مما كان ملكا للنصارى ، فكان هناك فرحا فى أرض مصر وفرح البابا شنوده ورنم البابا قائلا الشكر لله الذى تمم رغبتى وانقذ ميراثه وجدد وجه الأرض وبنا الله خيمه داوود الساقطه ، وقابل البابا شنوده المتولى ارض مصر وساله ان يتمم أمر الخليفه فكتب الى نوابه فى جميع بلاد مصر بالتصريح بالبناء فى كل المواضع التى يختارها الأقباط ، وكتب البابا الى الأساقفه يعرفهم بأمر الخليفه .
تحديد يوم عيد القيامه :
ظن بعض الناس ان عيد القيامه كان فى اليوم 16 برموده ولكن البابا شنوده قال ان القيامه المقدسه حدثت فى سنه 5534 للعالم وأن الصلبوت كان فى يوم الجمعه 27 برمهات وهذا اليوم قد خرج فيه آدم من الفردوس والقيامه فى اليوم 29 برمها يوم الأحد
يوم المعجزات :
ذهب البابا شنوده الى دير وكنيسه مار مينا بمريوط يوم 15 من هاتور وبينما كانوا سائرين فى الطريق الى الدير هو وبعض الشمامسه والأراخنه وكان هذا فى اليوم 13 من هاتور تجمع شعب القبطى فى المنطقه لإنهم لم يجدوا ماء لإنه ام يسقط مطر طوال الثلاث سنوات الماضيه وجفت الآبار ، وحزن البابا حزنا عظيما وذهب الكنيسه وطلب إليه كل من كان ذهب ليعيد عيد مارمينا بمريوط قائلين : نرجوك يأبانا ان تدعوا الى الله ان يترائف علينا لكى لا نموت نحن وأولادنا وبهايمنا عطشا ، فكان يقول لهم : انا أؤمن أن الله سوف يرينا رحمته سريعا وبصلوات شهيده ، ولما أكمل القداس فى 15 هاتور وناول الشعب من السرائر المقدسه سأل الرب من قلبه وفكره ان يذكر شعبه المحتاج إليه فى هذه المنطقه ويرضى قلوبهم بالماء ، وحدث انه إجتمع بالناس قرب مغيب الشمس فى نفس اليوم وكانوا يأكلون معا (تسمى مائده أغابى ومعناها مائده محبه ) بدأت السماء تمطر مطرا خفيفا ثم أصبحت السماء مظلمه من كثره الغيوم ثم رفع البابا يديه الى السماء بمسره روحانيه وقال:ياربى يسوع إلهى الغنى برأفته إن كنت تريد أن ترحم شعبك فإرحمهم وليمتلؤا من مسرتك وبركتك . ودخل الى مخدعه ليستريح وينام وقبل ان يعطى لعينيه مكانا للنوم صلى صلاه النوم كعادته وسأل الله ان يذكر شعبه ، فلما تم صلاته حدث رعد عظيم من السماء وهطل مطر غزير لدرجه انه كان يجرى على الأرض مثل الأنهار الجاريه فى الصحراء وإستمر لليوم التالى فأتى الى الدير كل الموجودين بالمنطقه والذين لم يحضروا العيد فرحين وهللوا له قائلين: مباركه الساعه التى التى أتيت فيها إلينا لإن الله الله انقذنا بصلواتك الطاهره إليه ، وإمتلأت الآبار الفارغه ورويت الأراضى والكروم وقيل ان المطر كفاهم ثلاث سنين أخرى .
أما المعجزه الأخرى التى حدثت فى نفس اليوم فقد حدثت ان البابا نمى الى علمه ان كاهنا من قسوس ( ليس راهبا ) كنيسه الشهيد مار مينا ظلم إمراه ارمله كان لها قطعه أرض بجوار أرضه مزروعه بالكروم ( العنب ) فاخذ منها الأرض عنوه وضمها الى ارضه فطلب منه البابا ان يعيد الأرض الى الأرمله الفقيره فرفض فحرمه البابا من مزاوله رتبه الكهنوت ، وحدث انه لما نزل المطر غزيرا على كل أرض المنطقه ورواها إلا أرض هذا الكاهن المغتصب أرض الأرمله الفقيره .
شراء موهبه الله بدراهم :
عندما عاد البابا من رحلته الرعويه فى الصعيد ووصل مصر ساله إنسان أن يقيمه أسقفا ويأخذ منه مالا كثيرا ، وفسر البابا له كيفيه رسامه الأسقف وكيف يختار فألح كثيرا ولكن طلبه رفض ، ففكر فى أمر يخزى به البابا شنوده ، فوجد راهب سوريا من أهل سوريا
تمرد المسلمين المدالجه:
قام فى ذلك الزمان إنسان مسلم من المدالجه سكان الإسكندريه وإلتف حوله جموع كثيره من الناس وهم مقاتلين شجعان أشداء وسمع العرب اخباره فإنضموا إليه كما إنضم إليه الفعله فصاروا اعدادا غفيره من المقاتلين وكانوا يهاجمون كل موضع فيه مركز للخليفه فيستولوا عليه ويطالبوه بالمال فأحرقوا بلاد كثيره وقتلوا ناس لا حصر لها وكانوا يهاجون الجنود ويهزموهم فى كل مكان فى الوجه البحرى حتى وصلواالى بلده بنا وإستولوا عليها وجبوا الخراج لإنفسهم مريوط حتى وصلوا الى دير مارمينا بمريوط وإستولوا عليه وأيضا محله بطره ومزارع دير ابو مقارنهبوها وأكلوا زرعها وتقاسموا الأغنام والبلاد فبغوا وكثر مالهم ورجالهم ودوابهم ونسائهم وأولادهم ولما غشتدت قوتهم حاصروا مدينه الإسكندريه وطالب بإستسلامها لينهبها كما نهب غيرها من البلاد وسبى النساء والأولاد وقتل رجالهم وأخذ أموالهم وحاول ألإستيلاء عليها ولكنه لم يفلح فلم يقدر على مقاومه الحصون فحاصرها ومنع الغذاء من الدخول إليها من البحيره ومن النيل وأقام الجسور الترابيه فسد ومنع مياه النيل من دخول الى الأسكندريه . وكانوا يشربون من الأبار فقل القمح بالمدينه ولم يستطع الكهنه الحصول على الدقيق وعصير العنب ، أما سكان مدينه رشيد فعملوا مركبا وملؤها قمحا وغذاء وأقلعوا قاصدين الإسكندريه عن طريق البحر فأنقذ أهل رشيد سكان الإسكندريه من الجوع وتشاور أهل المدينه فى أمر تقويه سورها فقفلوا الفتحات التى بين مساكنهم ببناء حوائط بينهافصار هناك سورا آخر وعملوا أبوابا وقفلوا جميع الأبواب ما عدا بابا واحدا فتحصنت مدينه الإسكندريه
وكان البابا لا يجد مكانا يأوى إليه لأن المدالجه كانوا قد نهبوا كل أراضى المسيحين ومع كل هذه البلايا طالبه والى الخراج إبن المدبر بالخراج عن الأراضى وأديره الكنيسه التى إستولى عليها المدالجه ، ولما لم يكن فى إستطاعته ان يدفع شيئا خاف ان يقبض عليه إبن المدبر ويرميه فى السجن ، ففضل ان يذهب الى المحله الكبيره وأمر ان تقام قداسات وصلوات فى كل أرض مصر لإجل أهل الإسكندريه المحاصرين حتى ينجيهم الله من الجوع والعطش والأعداء وكان إذا سافر إنسان من مكان الى آخر ووجدوا معه درهما كانوا يقتلونه ويأخذون ما معه وثيابه أيضا فكان المصريين يسافرون بثياب رثه فقيره وليس معهم أى نقود ، وكتب البابا الى تجار الكتان من الشرقيه أن يأتوا بكتانهم فدفع لهم مصاريفهم وقال لهم تاجروا وما يخرج من التجاره نرسله الى أهل الإسكندريه فذهب التجار الى الريف وأعطوها الى البابا الذى أرسلها الى أهل الإسكندريه والأديره التى نهبت وكان الرهبان فى الأديره فى خوف عظيم فكان العرب يرصدون تحركهم فأذا رأوا أحدا يذهب ليملأ جرته بالماء يقتلوه ويأخذون الثياب التى عليه وأوعيه الماء ، وكان الرهبان صابرين على الحر والبرد والخوف ، ولم يتمكن أحد من الشعب من الوصول الى دير مار مينا بمريوط ، وصار الدير خرابا أثناء حصار المدالجه للإسكندريه ، وخربت جميع الكنائس بمصر خاصه كنيسه السيده العذراء بأتريب ، ولم تنجى كنائس وأديره الصعيد منهم . وتفرق الرهبان فى البرارى والصحراء والجبال النائيه .
ولما أراد الله أن يفتقد شعب مصر جعل الخليفه يرسل واليا إسمه المزاحم وتحت إمرته جيش كبير من الأتراك المقاتلين المدربين جيدا على القتال ، ولم يستطع أحد مقاومتهم لإنهم كانوا يستعملون سلاحا جديدا ، لم يستعمله المصريين من قبل وهو ، النشاب ، وعندما وصل الى الفسطاط أخذ الأموال التى جمعها ابن المدبر وأنفق على جيشه وجمع الرجال ولما علم أنهم إستولوا على بعض البلاد فى الوجه البحرى والصعيد . أرسل مقدمه جيشه وفرسان راكبين الخيل ومشاه من الرجال المقاتلين ، وأرسل من البحر أيضا أسطولا من المراكب فيه أعدادا كبيره من المقاتلين ، وحدثت الحرب بين منطقتين هما بنا ، وأبو صير فى الوجه البحرى فقتل عددا كبيرا من المدالجه بالسيف وغرق فى البحر كثير منهم ، ومن إستطاع الهرب من المدالجه أحرقوه النفاطين بالنار { كانت المراكب قديما تلقى نفطا مشتعلا بالنار} بين منطقه سندفا ، والمحله ومن قوه النيران إحترقت حوانيت ودكاكين المحله وبها البضائع ، ومن هرب الى الجهه الأخرى وإلتجأ الى البحيره لم يقدر علىالعوده لإن المراكب التى تلقى النفط كانت تنتظرهم ، ولما حدث الحريق أفتقر الأغنياء لحرق بضاعتهم ، وكان هناك تاجرين من ألأقباط متجاورين أحدهما كان غنيا ولكنه لم يعطى الفقراء والآخر كان رحوما جيد القلب ومن أرباحه يعطى الفقراء والأيتام ، وعندما احاطت النار بالمكان أحرقت كل ما للغنى من بضاعه ، اما التاجر المحب الناس أنقذه الله فى يوم شدته . وعندما عاد مقدم الجيش قتل كل من بقى من المدالجه ففرت فلولهم المنهزمه الى الجبال لإن كان معهم بعض العرب . فكان إنتقام الله منهم عظيما لتخريبهم كنيسته.
وعاد الظالم ابن المدبر الى ظلمه ففرض جزيتين وضاعف الخراج على الأقباط الذين بارض مصر ففر الناس من ظلمه ولم يستطع الأغنياء أن يجدوا الخبز وطالب البابا شنوده بالخراج على أملاك الكنيسه ودير مار مينا بمريوط الذى دمره المدالجه وطالبه أيضا بجزيه الرهبان الذين قتل بعضهم ، فصبر البابا على هذه البلايا ووفى ما عليه بعد ضنك شديد
البار والخائن :
كان البابا شنوده لا يعطى الرتب الكهنوتيه إلا للصالحين والمتبحرين فى العلوم الدينيه وكان قد أعلن بالروح عن إنسانا يفعل افعالا جيده ، كما أعلن له فى المنام أن يعطيه رتبه الأسقفيه فآمن بما رأى , فأخذه قهرا ورسمه أسقف على القيس وسماه جرجا وأصبح يفعل المعجزات وسماه الناس القديس أنبا جرجه .
وكان يوجد إنسانا مسيحيا إسمه اصطفن ابن أندوده المصرى يقول عنه ابن المقفع انه صار وعاء الشيطان فى أفكاره وإضطهاده للأخوه أبناء المعموديه وكان كاتبا لأمير إسمه يحي ابن عبد الله سأله البابا شنوده ألا يضع جزيه على الرهبان إلا انه تجهل رجاء البابا وثبت عليهم الجزيه أمام الوالى يحي ، فحدث انه ظهرت بثره فى يده اليمنى التى يمسك بها القلم ويكتب بها النميمه وكذب الكلام على آبائنا الرهبان ، وصارت البثره خراجا فأكلت كفه ثم زراعه وقرر الأطباء قطعها ولكنه رفض وتكبر لكى تتم فيه قوه الله ومات بعد ذلك .
الخليفه يلغى الجزيه ويأمر بحريه ممارسه الأقباط لعبادتهم فى مصر:
ذهب راهب قديس الى عاصمه الخلافه سر من رأى , وإستعان ببعض المسيحين الذين يعملون فى قصر الخليفه ليعضدوه فى طلبه فى إلغاء الجزيه من على الرهبان ، فكتب له سجلا عن حريه العباده فى مصر مصرحا ان يعيدوا أعيادهم علانيه , وفرح الوالى المسلم بالسجل ، ونفذ أمر الخليفه ولما إعترض بعض المتطرفين من المسلمين ، كان يستشهد بآيات قرآنيه ، ان من يرفض المعيشه فى العالم ويسكن الجبال لا يجب ان يلزم بخراج او جزيه ، وكتب الوالى سجلا آخر يثبت سجل الخليفه وأرسله الى جميع بلاد مصر .
أولاد يهوذا الإسخريوطى الخائن وأقباط مصر
إختيار البابا :
بدا الأساقفه يجرون مشاورات مختلفه ليختاروا من يكون مستحقا للبطريركيه بمفردهم وفى نفس الوقت كان كهنه وشعب مدينه الإسكندريه يتشاورون لمن يصلح لهذا المنصب0 وتم مثل هذا التشاور أيضا فى مدينه مصر( بابليون) 0 ولم يعلم شعب مصر أن الرب قد إختار من يرعى شعبه0
ولما طال أمر التشاور إجتمع الأساقفه مع كهنه وشعب الإسكندريه وذهبوا جميعا الى مصر بدأوا يذكرون أسماء الكهنه والرهبان والعلمانيين الذين إشتهروا بالعفه وطهاره القلب والعلم ومعرفه الكتب الإلهيه فلم يتفقوا على واحد0 فى هذا الوقت دخل إبراهيم الأرخن بسبب خراج أراضى الكنيسه فلما رأوه الآباء الأساقفه والأراخنه والشعب القبطى فرحوا به فرحا عظيما ليأخذوا رأيه لإنه كان فيه روحا مقدسه فذكر لهم بعض الأسماء 0 وكان فى دير ابو مقار رئيسا إسمه شنوده مشهورا بالصفات السابقه كما انه قام ببناء كنيسه بالدير وبنى كنائس أخرى0 وكان شنوده قد جاء لمقابله إبراهيم الأرخن ليقضى له إحتياجات الكنيسه0 ولما قضى شنوده حاجات الكنيسه ذهب الى البريه بسرعه فى ليله 27 من كيهك ليقضى عيد الميلاد فى كنيسته وفى العاده تعيد الكنيسه القبطيه عيد الميلاد المجيد إما 28 كيهك أو 29 كيهك0
وفى اليوم التالى إجتمع الجميع مره أخرى فى كنيسه القديس أبو سرجه ( سرجيوس وراخس ) بقصر الشمع (حصن بابليون) حصل أن الجميع قالوا بنفس واحده لا يصلح لهذه الرتبه إلا شنوده الراهب بدير أبو مقار وصاحوا جميعا بصوت واحد00 مستحق مستحق مستحق00 فخرجوا يبحثون عنه وذهبوا الى إبراهيم الأرخن ظانين أنه ما زال فى مصر وأعلموا إبراهيم بإختيارهم شنوده ولكنهم لم يعلموا بذهابه الى ديره بسرعه فقال لهم:إن شنوده ما زال فى طريقه الى الدير فأنا أحضره إليكم بحجه أنكم تريدون أن تسألوه عن أسماء أخرى لإختيار منها واحدا يصلح ان يكون بطريركا لإن المجتمعين لم يتفقوا على شخص حتى الآن0 ثم كتب خطابا الى شنوده الراهب بهذا المعنى .حضر شنوده الى مصر فى أول طوبه وكانت جموع الأقباط قد علمت بوصوله الى مدينه مصر فتزاحم الأقباط داخل وخارج كنيسه أبى سرجه وكانوا قد بدأوا فى صلاه القداس الإلهى0 فحدث ان الراهب شنوده حضر وهو لم يعلم حقيقه إستدعائه ودخل فجأه أثناء تلاوه صلاه القداس الإلهى وكان القس قد وصل الى عباره ( هو مستحق وعادل ) فتهلل الجمع وصاحوا بصوت عظيم 00 مستحق مستحق مستحق00 وإرتجت الكنيسه وصاحت الجموع بأكثر من السابق 00 مستحق بالحقيقه00 ووثبوا عليه ومسكوه وقيدوا رجليه بالحديد فصرخ وبكى وقال لهم: ما هذا الذى تفعلوه أمام الله ؟ أنتم تظنون أننى مستحق هذه الرتبه لا تفكروا أننى مستحق هذه الدرجه0ويقول ابن المقفع ج2 ص12 ( وكان الله إختاره وأراد أن يقدمه راعيا لهذه الأمه الضعيفه) وفرح شعب الله وقالوا أيضا مبارك الآتى بإسم الله فتفائل الأقباط بما حدث وإعتبروا ما حدث دليلا على أن الله قد إختار شنوده الراهب لهذا المنصب الخطير0 وحملوه بسرعه ليكرزوه فى مدينه الإسكندريه وكانت الأخبار قد سبقتهم الى المدينه العظيمه فلما وصلوا بالقرب من الإسكندريه خرجت جماهير الأقباط فإستقبلوه ودخلوا الى مدينه الإسكندريه بالتهليل والفرح وكرامه وكان يصحبهم جميع شيوخ ورهبان بريه شهيت (وادى هبيب) لكثره محبتهم له وكان ذلك فى يوم 11 من طوبه وحدث أنه هطل مطر غزير فى هذا اليوم ورسم فى 13من سنه 575ش من طوبه وأصبح البابا شنوده الأول البطريرك رقم 55
وكان هذا البطريرك دموعه تنساب على خديه وكان يقول فى تواضع: أنه فى تفكيرى لا يوجد أعلى من مجد عروس المسيح ( الكنيسه) وحسنها وعلوها الروحى وعندما أصبحت أنا الضعيف الخاطئ بطريركا فلا بد أن شعبك يارب قد أغضبك وأخطأ إليك0 وهكذا ظل يبكى أمام الجميع لإجل ضعفه وضعف الشعب0وتعجب الشعب من تواضعه والنعمه الباديه عليه وهيبه إسم المسيح عندما كان بتفوه بهذا الإسم المبارك ويقول ابن المقفع ج2 ص13( انه كان مثل الطفل عينه على أمه ) بما معنى أنه لا يوجد آخر تحت السماوات بإسمه يتم الخلاص
وكتب كتبا فيها وصايا للأساقفه وللأراخنه وللشعب وللأطفال لتعليمهم فى الكتاتيب ( المدارس الأوليه) كما أرسل كتبا الى كرسى أنطاكيه0
وأنتهز والى مصر هذه الفرصه ليأخذ رشوه فطلب من الأقباط مبلغا كبيرا ففر شنوده هاربا فذهب الى الأديره المجهوله فى أقصىالبلاد فلم يعرف المسلمون مقره فنهب المسلمون أمتعه القسوس وقفلوا جميع الكنائس فى الفسطاط وبابليون إلا واحده ، فلما سمع البابا أن لأولاده يعذبون بسبب هروبه رجع وسلم نفسه للوالى ، فجمع الأقباط 4000 قطعه ذهب وقدموها للوالىوتعهدوا بدفع مبلغ سنويا له إذا عفى عن البابا ففعل وقبل0 البابا شنوده والإيمان الخاطئ: كان البابا شنوده1 البطريرك55 عالما متواضعا تقيا وحدث أن أهل قريه يوحسا وهى من قرى مريوط ويسمون بالأربعه عشريه كانوا لا يزالون متمسكين ببدعتى أوطاخى وأبوليناريوس وكانوا يعتقدون أن المسيح لم يتألم فعلا على الصليب وإنما كل ما حدث كان مثل حلم فى نوم0 سمع أهالى هذه القريه بنعمه الروح القدس التى تفيض البابا شنوده فحضروا إليه بفرح عظيم طالبين أن يوضح لهم الإعتقاد الصحيح فوضح لهم أقوال الكتب المقدسه وآباء الكنيسه الأولى فقالوا له: أعطينا الآن ختم الإيمان0 فلما وجد إشتياقهم فى تقبل الإيمان المسيحى الصحيح فى أمانه ، فرح فرحا عظيما فأخذهم وأعطاهم ختم المعموديه المقدسه0 ورفضوا تعاليم كل من اغايس واوريجنس وبليناريوس ولفرناساوس وغيرهم من أصحاب البدع والفكر الذى ضد المسيح0
وعندما قصد البابا الصعيد ليتفقد رعيته هناك فوجد أن أقباط البلينا قد خرجوا على أسقفهم وإعتنقوا بدعه سابليوس وفوتيوس فكانوا يعتقدون بألام لاهوت المسيح وقت الصلب ، فوضح لهم إيمان الكنيسه القبطيه وكيف أن كلمه الله إتخذ جسدا حقيقيا منذ اللحظه التى حل فيها فى بطن العذراء مريم ليحقق الفداء0 وقد إتحد كلمه الله (اللاهوت) بالجسد (الناسوت) بغير إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير0 وحينما صلب المسيح تألم جسده فقط لإن جسده كان تحت الألام مثلنا لإنه شابهنا فى كل شئ ما عدا الخطيه0 أما اللاهوت(كلمه الله) الذى لم يفترق عن الجسد وقت الصلب فهو غير قابل للألم ولا يجوز فيه الألم ولا يؤثر فيه الألم لإن الألم يؤثر فى الماده المرئيه الحيه0 وإستعان البابا شنوده بأقوال الآباء مثل البابا كيرلس عمود الدين لتقريب هذا المفهوم وتبسيطه للعامه من الشعب0 وهو إتحاد النار بالحديد ساعه إنصهار الحديد بالنار عند صياغته وصناعه الأدوات0 فالنار تظل محتفظه بطبيعتها الناريه مع كونها متحده بالحديد كما يظل الحديد محتفظا بطبيعته الحديديه مع كونه منصهرا بالنار0 والمطرقه حينما تهوى على الحديد لا تؤثر فى النار ولا تؤلم النار ولا تثنى النار ولا تصنع من النار شيئا0 وبهذا الإتحاد المستديم أقام لاهوت المسيح (كلمه الله) الذى لم يتأثر بالألم الجسد الميت من بين الأموات فى اليوم الثالث0 فالألم والموت لا يؤثرا على كلمه الله0 ثم طلب منهم العوده الى أسقفهم وطاعته فى خوف الله وصحبهم الى الكنيسه وناولهم من الأسرار( السنكسار الأثيوبى ترجمه من الإنجليزيه واليس بودج ج3 ص830-833 ) 0
رساله الشركه الى أنطاكيه:
وعندما عاد الى مدينه الإسكندريه كتب كتاب الشركه والمحبه الرسوليه الى كرسى أنطاكيه ويقول ابن المقفع ج2 ص14( كان كل واحد يقرأ هذا الخطاب يتعجب من كلمات النعمه التى فيه) وتضمن الخطاب أقوال كل من كيلس وأثناسيوس وساويرس وديسقوروس وبعض الآباء وحمل الكتاب داوخ أسقف ملوبولاس ويوحنا أسقف ديوسيا ومعهم بعض الكهنه وأرسلهم الى يوحنا بطريرك أنطاكيه
ولما وصلت الرساله إليه فرح جدا فأعلم كل الكنائس وبارك الله وكاتب الخطاب وكتب أيضا خطابا يشكر فيه البابا شنوده يكرمه ويبجله ويمدح أفعاله وذكر فى كتابه من يقدر ان يقول القليل من الكرامه التى تستحقها أيها الآب السمائى لإن طغمات السموات لا يسكتوا من مدح أمانتك لإنك جعلت رجائك بالرب يسوع 0 وأساس عباده الأوثان قطعتها من الكنيسه بنعمه الروح القدس يكون تحصينها عليك وعلى الأشجار التى غرستها لتنموا ثمارا جيده مائه وستين وثلاثين والمجد والكرامه لكرسى الأب الجليل مار مرقس .
فلما وصلت كتب كنيسه أنطاكيه الى الإسكندريه قرأها على الشعب وفرح بها وعندما تنيح بعض الأساقفه وكان الكتب التى كتبها البابا تأثيرا كبيرا فى أن الذين كانوا يريدون نوال رتبه ألأسقفيه بالمال لم يتقدموا إليها فرسم رجالا مجاهدين وخائفين من الله ومحافظين على الإيمان الأرثوذكسى0
البابا وفقراء الإسكندريه :
ذهب البابا شنوده 55 الى الإسكندريه وتفقد الكنائس وعمرها واصلح الباقى وحدث أن ذهب الى المكان الذى كانت فيه قلايه البطريركيه وكان يسمى باليونانيه قسطوريون .
فرأى أن المكان قد أصبح مأوى للفقراء والمساكين ، ووجد أن الماء الذى عندهم مالحا ومرا وأنهم لا يستطيعون شربه إلا بعد أن يتركوه أياما فى وعاء حتى يقدروا على شربه0فألهمه الله بفكره بأن يحفر خليجا من الخليج الذى حفره المتوكل على الله جعفر حتى يدخل الماء الى الإسكندريه وصارت المراكب تصل منه الى الأسواق وزرع الناس على ضفتيه كروما وبساتين وأشجار 0
ونزل بنفسه وفتح فم خليج صغير وجراه الى المكان المسمى قسطوريون فصار الفقراء يشربون الماء الحلو وبارك الله الإسكندريه بسببهم وبسبب إحتياجهم للماء0
كما فكر البابا فى عمل مجارى تحت الأرض ليوصل المياه الحلوه الى صهريج وتأخذ منه مدينه الإسكندريه إحتياجاتها0 وعمل فسقيه تعمل بآله ( مثل سواقى الفيوم ) وأقام إنسانا يعتنى بها ويملأها وأصلح المساقى والخنادق وكل موضع تجرى فيه الماء0
وعندما مر البابا بقريه قريبه من مريوط خرجوا إليه سكانها ليأخذوا بركته وقالوا يأبانا نحن فى تعب كبير لإن مجرى المياه يبعد حوالى ميلا فحفر فى هذه القريه بئرا فنبع منه ماءا حلوا فباركه0 فصاروا يشربون منه وروا منه أيضا دوابهم وباركوا الله وصار البابا شنوده رجل عمل وخدمه وجهاد وبالرغم من عظم الأعمال التى عملها إلا أنه لم يهمل كتابه الكتب ( الأرطستيكيا) المملوءه نعمه وروحانيه
البابا شنوده 55 المخترع والعبقرى والعالم :
من دراسه أعمال البابا شنوده 55 التى ذكرتها سابقا يتضح انه كان رجلا علامه وعميقا فى دراسته فى مختلف نواحى العلم ويقول ابن المقفع عنه ج2 ص16 أنه كان يهتم بالكتب ( الأرطستيكا ) المملؤه نعمه .
ومن كتاباته فى هذا المجال ( اننا نؤمن هكذا فى آخر الزمان لما أراد الله أن يخلص جنسنا من العبوديه المره أرسل ابنه الوحيد الى العالم متجسدا من روح القدس مساويا لنا فى كل شئ ما خلا الخطيه ذو ننفسه غير مدروكه وجعل الجسد معه واحد بغير تغيير ولا إختلاط ولا إفتراق بل طبيعه واحده وأقنوم واحد ووجه واحد تألن بالجسد عنا ومات زقام من الموت كالذى فى الكتب وصعد الى السموات وجلس عن يمين الآب فإن قلنا أن الله تألم عنا ومات فلنفهم الان بامانه انه تألم عنا بالجسد وهو الغير متألم وهو هذا الواحد كما علمنا الأباء الذى للكنيسه المقدسه وكل من يفرقه بتجديف ويقول ان الله الكلمه لم يتالم ولم يموت لكنه (ترك) لكن الإنسان هو المتألم والمائت وفرقوا المسيح الى إثنين الله الكلمه على حده والإنسان على حده وجعلوه وجهين وطبيعتين كل واحد يفعل ما يشاكلها من طبعها والله الكلمه قبل إليه بإرادته الألام بالجسد لا نشك فى الإتحاد الواحد فى كل شئ لإن الطبيعتين صارا واحدا فى البدايه لم يفترقا فى أى أمر من الأمور بتبير الله الكلمه لإنهما غير مفترقين وحتى فى الألام قبلها بجسده ( كان فونيس وسليوس قالا: أن اللاهوت بعدت وصلب الناسوت )
الإصرار على عدم التوبه :
وحدث أن الإساقفه الذين أضلوا رعاياهم فى الصعيد ( البلينا ) قائلين أن اللاهوت مات على الصليب ، أن البابا جعل الأساقفه الذين تركوا ضلالهم يقفون فى وسط جماعه الرهبان فى كنيسه أبو مقار يوم حد الفصح المقدس وعملوا مطانيه لرهبان الدير وسألوهم ان يصلوا من أجلهم لسقوطهم فى هذا الفكر البعيد عن تعاليم الأباء ، وفرح البابا والأباء الرهبان برجوع هؤلاء الأساقفه وشغبهم الى حظيره الإيمان الأرثوذكسى .
وكان موجودا مع الأباء أسقفين أحدهما أسقف سمنود والآخر أسقف منيه طانه نظروا عمل البابا مع اسقفى الصعيد قال بعضهما لبعض ما هذا التعليم الجديد أنه يأتى علينا بكلام غريب ويقول ابن المقفع ج2 ص18 ان ( البابا علم بالروح القدس " ما يفكران فيه هذين الأسقفين " ففعل هذا بأساقفه الصعيد قدامهما لكى يظهر إيمان هذين الأسقفين أمامهما فيفهما )
قال الإنجيل إن لم تتوبوا فإنكم تهلكون ولما وبخهما البابا وقطعهما الله (حرمهما الله) الذى عرف خبايا قلوبهما ، لإنهم كانوا يفكرون فى عدم الرجوع الى الإيمان الصحيح ، بل يستمروا فى هرطقتهما ، ويقول ابن المقفع انهما ماتا فى منطقه بنا قبل أن يصلا الى كراسيهما .
أولاد إلياس الوالى :
ويروى إبن المقفع أن هذا البابا كان ينظر الى السماء ويرشم علامه الصليب على وجهه ويقول: ياربى يسوع المسيح عينى وترائف عليا وإفتقدنى برحمتك وتكون هذا عندما يعلم ان امرا تقرر من قبل الله او ان امرا يشغل قلبه شيئا ، ووصل فى تلك الأيام قوما من جنس المسلمين العرب ( الخراسانيين) العباسيين وذهبوا إلى الإسكندريه ، وسألوا عن عن البابا فقالوا لهم : ماذا تطلبون منه فقالوا إننا أولاد إلياس الذى كان واليا على مصر . دعونا نتقابل مع البابا ، إن أبينا أخذه ( مال ) من البابا . فعلم الأقباط أنه والى الإسكندريه الذى أخذ ادوات الكنائس من البابا يعقوب ، وعندما أعطى كأس الى الصناع وبدأوا يكسروا الكأس خرج دم من كأس الفضه .
ووجدوا البابا فى سخا فذهبوا إليه وأعلموا البابا بأولاد إلياس ، وأن إلياس فى يوم وفاته أوصى أولاده أن يرجعوا هذا المال وحدده بالتفصيل الى كرسى الإسكندريه وقال لهم أيضا لأننى أخذته أثناء ولايتى من البابا يعقوب إسألوا البابا الذى يكون بعده وتسألوه ان يحاللنى من رباطى فلما سمع البابا لم يهمه الأمر ولم ينظر الى المال وإستمروا أولاد إلياس فى إرسال الرسل الى البابا وسأل الأقباط البابا مرارا أن يجعل هذا الإنسان فى حل كما أوصى أولاده وأولاده أوصوهم ، لانهم كانوا يلحون فى الحصول على هذا الحل وقالوا للبابا: ان لا يدع هؤلاء الناس أن يذهبوا الى بلادهم ويضيع تعبهم فكتب إليهم يقول الذى وصلتم لجله فى حل . فطابت نفوسهم وعادوا الى بلادهم فرحين .
الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون :
ذهب البابا شنوده الى أديره وادى هبيب ( وادى النطرون ) ليقضى فتره صوم الأربعين المقدسه كما هى عاده الآباء ال بطاركه ، فأشار عليه الأقباط ان لا يذهب الى هناك لإن عرب الصعيد بدأوا يهاجموا القرى فقال البابا : إن لم أذهب الى البريه المقدسه فعلت مسره الشيطان فالشعب ستبرد محبته لله بسببى ولن يتباركوا من القديسين ، فإستعان بالله وتوجه الى أديره وادى النطرون وكانت من عاده العرب الإجتماع فى وقت ما فوصل عرب الصعيد ولم يشعر بهم أحد وإنضموا الى عرب الشمال وهاجموا دير أبو مقار والحصون ونهبوا جميع ما فيها من المتاع والطعام وغير ذلك من أول برموده ونهبوا الشعب الذى اتى ليقضى العيد هناك وأخرجوهم بالسلاح وإجتمع الأساقفه والرهبان وسألوه ألا يخرجوا حتى لا يقتلوا بأيدى العربان ، وسمع البابا هذا الكلام وعرف انه خديعه وفخ من الشيطان وعلم بالروح أن الشيطان جمع الناس وأقلقهم لإنه يريد خراب البريه وهجره الآباء منها حتى لا يكون فيها من يردد إسم الله فقال بقوه قلب: الرب يضربك ايها الشيطان ويرزل مؤمراتك التى فعلتها وكان الآباء يسألوه ان يخرجوا من الحصن ويتركوا الدير ولكنه قال لهم: إغفروا لى يآبائى غننى لن أفارق هذا المكان حتى يتم الفصح ،ووقف العرب على الصخره التى فى شرق الدير ، وكانوا مثل قطاع الطرق هذه الأيام فكانو يلزمون الناس بأن يعطوهم ثيابهم وإذا رفضوا فإنهم يجرحونهم بالسيف وكان هذا يوم الخميس من جمعه الفصح ومن نفذ من الحصار فإنه يدخل باكيا مضطربا ويقولوا يأبانا أعيننا فقد قوى علينا هؤلاء العربان قطاع الطرق ، فلما رأى البابا قلق شعبه إحتدت روحه فيه فنهض وأخذ عكازه فى يده الذى عليه علامه الصليب وخرج الى العرب ليلا وقال الأصلح ان اموت مع شعب الله أو إذا رأونى يمتنع شرهم ويخلص منهم الشعب فلما رأى الأساقفه حسن نيه البابا وطيبه قلبه وأنه يريد ان يضع نفسه لإجل أحباءه مسكوه ومنعوه من الخروج وقالوا لا ندع تسلم نفسك الى هؤلاء القتله ولكنه طمأنهم وذكرهم بالصلاه لإجله ، وخرج الى العرب فلما رأوه رجعوا الى الوراء وإختفوا ولم يظهروا فى ذلك اليوم ، وسمع الأرخن اصطفن وسويرس وكان رجلا مشهورا فذهب الى الدير وقال للبابا أنا أسلم نفسى عنك وعن الشعب ، فطلب البابا من الشعب الى الكنيسه فى يوم الأحد ليناولهم من السرائر المقدسه ليلا قبل الصباح فحضر جميع الشعب من القداس والأساقفه والرهبان ، وبدا القداس وبينما كان يطوف بالبخور حول الهيكل كانت عيناه تفيضان بالدموع وكان الرهبان يبكون بحرقه فنظر الله الى زلهم ثم صرف الشعب وخرج وهو يعزيهم وكانوا يباركون الله وتعجبوا من قوه قلبه وجسارته وليس معه أى سلاح فنجا كل من فى البريه من العرب .
محاوله إصلاح ما فعله الأشرار :
عرف البابا أن الأرخنين ابراهيم وساويرس قررا أن يذهبا الى الخليفه المعتز لإمر ما فكتب البابا إليهما خطابا بالسلامه ويحفظهما الله ويعينهما على ما يريدانه من الخليفه وقال لهما إسألا الخليفه فى امر كنيسه الله التى خربت ، وقال البابا أنا اريد ان أعمرها فى أيامى وأنظر الكنائس قبل ان أنتقل من هذا العالم ، وهذا كل أمالى فى الرب المسيح ، وعندما وصلا الأرخنين الى مدينه سر من راى عند قوم من المسيحين من العاملين فى قصر الخليفه ففرحوا بذلك وقدموهم الى المعتز وأخبروه بأحوال الكنيسه وما فعله ابن المدبر ، فأجاب طلبهم وكتب لهم سجل بأن يبنوا الكنائس فى أرض مصر وثبتا السجل وقالآ : السجل محتاج لختم الخليفه . ومات الخليفه قبل ان يختم السجل ، وتولى الخلافه أخيه المستعين فكتب أبراهيم خطابا الى الخليفه الجديد يعرفه بأمر السجل الذى كتبه أخيه المعتز وانه ينتظر خاتم الخليفه ، فأمر المستعين أن يبحث عن السجل فى الديوان فأحضروه له وأمر بإتمامه وكتب " ان يستقر بأيدى الذمه بارض مصر وأكد فيه على أن من يتجاوزه سوف تحل عليه نقمه الخليفه ، كما امر بأن تعاد إليهم مأكان إغتصب سابقا من الكنائس والأديره وأوانى الكنائس والأراضى والحقول والمزارع وغير ذلك مما كان ملكا للنصارى ، فكان هناك فرحا فى أرض مصر وفرح البابا شنوده ورنم البابا قائلا الشكر لله الذى تمم رغبتى وانقذ ميراثه وجدد وجه الأرض وبنا الله خيمه داوود الساقطه ، وقابل البابا شنوده المتولى ارض مصر وساله ان يتمم أمر الخليفه فكتب الى نوابه فى جميع بلاد مصر بالتصريح بالبناء فى كل المواضع التى يختارها الأقباط ، وكتب البابا الى الأساقفه يعرفهم بأمر الخليفه .
تحديد يوم عيد القيامه :
ظن بعض الناس ان عيد القيامه كان فى اليوم 16 برموده ولكن البابا شنوده قال ان القيامه المقدسه حدثت فى سنه 5534 للعالم وأن الصلبوت كان فى يوم الجمعه 27 برمهات وهذا اليوم قد خرج فيه آدم من الفردوس والقيامه فى اليوم 29 برمها يوم الأحد
يوم المعجزات :
ذهب البابا شنوده الى دير وكنيسه مار مينا بمريوط يوم 15 من هاتور وبينما كانوا سائرين فى الطريق الى الدير هو وبعض الشمامسه والأراخنه وكان هذا فى اليوم 13 من هاتور تجمع شعب القبطى فى المنطقه لإنهم لم يجدوا ماء لإنه ام يسقط مطر طوال الثلاث سنوات الماضيه وجفت الآبار ، وحزن البابا حزنا عظيما وذهب الكنيسه وطلب إليه كل من كان ذهب ليعيد عيد مارمينا بمريوط قائلين : نرجوك يأبانا ان تدعوا الى الله ان يترائف علينا لكى لا نموت نحن وأولادنا وبهايمنا عطشا ، فكان يقول لهم : انا أؤمن أن الله سوف يرينا رحمته سريعا وبصلوات شهيده ، ولما أكمل القداس فى 15 هاتور وناول الشعب من السرائر المقدسه سأل الرب من قلبه وفكره ان يذكر شعبه المحتاج إليه فى هذه المنطقه ويرضى قلوبهم بالماء ، وحدث انه إجتمع بالناس قرب مغيب الشمس فى نفس اليوم وكانوا يأكلون معا (تسمى مائده أغابى ومعناها مائده محبه ) بدأت السماء تمطر مطرا خفيفا ثم أصبحت السماء مظلمه من كثره الغيوم ثم رفع البابا يديه الى السماء بمسره روحانيه وقال:ياربى يسوع إلهى الغنى برأفته إن كنت تريد أن ترحم شعبك فإرحمهم وليمتلؤا من مسرتك وبركتك . ودخل الى مخدعه ليستريح وينام وقبل ان يعطى لعينيه مكانا للنوم صلى صلاه النوم كعادته وسأل الله ان يذكر شعبه ، فلما تم صلاته حدث رعد عظيم من السماء وهطل مطر غزير لدرجه انه كان يجرى على الأرض مثل الأنهار الجاريه فى الصحراء وإستمر لليوم التالى فأتى الى الدير كل الموجودين بالمنطقه والذين لم يحضروا العيد فرحين وهللوا له قائلين: مباركه الساعه التى التى أتيت فيها إلينا لإن الله الله انقذنا بصلواتك الطاهره إليه ، وإمتلأت الآبار الفارغه ورويت الأراضى والكروم وقيل ان المطر كفاهم ثلاث سنين أخرى .
أما المعجزه الأخرى التى حدثت فى نفس اليوم فقد حدثت ان البابا نمى الى علمه ان كاهنا من قسوس ( ليس راهبا ) كنيسه الشهيد مار مينا ظلم إمراه ارمله كان لها قطعه أرض بجوار أرضه مزروعه بالكروم ( العنب ) فاخذ منها الأرض عنوه وضمها الى ارضه فطلب منه البابا ان يعيد الأرض الى الأرمله الفقيره فرفض فحرمه البابا من مزاوله رتبه الكهنوت ، وحدث انه لما نزل المطر غزيرا على كل أرض المنطقه ورواها إلا أرض هذا الكاهن المغتصب أرض الأرمله الفقيره .
شراء موهبه الله بدراهم :
عندما عاد البابا من رحلته الرعويه فى الصعيد ووصل مصر ساله إنسان أن يقيمه أسقفا ويأخذ منه مالا كثيرا ، وفسر البابا له كيفيه رسامه الأسقف وكيف يختار فألح كثيرا ولكن طلبه رفض ، ففكر فى أمر يخزى به البابا شنوده ، فوجد راهب سوريا من أهل سوريا
تمرد المسلمين المدالجه:
قام فى ذلك الزمان إنسان مسلم من المدالجه سكان الإسكندريه وإلتف حوله جموع كثيره من الناس وهم مقاتلين شجعان أشداء وسمع العرب اخباره فإنضموا إليه كما إنضم إليه الفعله فصاروا اعدادا غفيره من المقاتلين وكانوا يهاجمون كل موضع فيه مركز للخليفه فيستولوا عليه ويطالبوه بالمال فأحرقوا بلاد كثيره وقتلوا ناس لا حصر لها وكانوا يهاجون الجنود ويهزموهم فى كل مكان فى الوجه البحرى حتى وصلواالى بلده بنا وإستولوا عليها وجبوا الخراج لإنفسهم مريوط حتى وصلوا الى دير مارمينا بمريوط وإستولوا عليه وأيضا محله بطره ومزارع دير ابو مقارنهبوها وأكلوا زرعها وتقاسموا الأغنام والبلاد فبغوا وكثر مالهم ورجالهم ودوابهم ونسائهم وأولادهم ولما غشتدت قوتهم حاصروا مدينه الإسكندريه وطالب بإستسلامها لينهبها كما نهب غيرها من البلاد وسبى النساء والأولاد وقتل رجالهم وأخذ أموالهم وحاول ألإستيلاء عليها ولكنه لم يفلح فلم يقدر على مقاومه الحصون فحاصرها ومنع الغذاء من الدخول إليها من البحيره ومن النيل وأقام الجسور الترابيه فسد ومنع مياه النيل من دخول الى الأسكندريه . وكانوا يشربون من الأبار فقل القمح بالمدينه ولم يستطع الكهنه الحصول على الدقيق وعصير العنب ، أما سكان مدينه رشيد فعملوا مركبا وملؤها قمحا وغذاء وأقلعوا قاصدين الإسكندريه عن طريق البحر فأنقذ أهل رشيد سكان الإسكندريه من الجوع وتشاور أهل المدينه فى أمر تقويه سورها فقفلوا الفتحات التى بين مساكنهم ببناء حوائط بينهافصار هناك سورا آخر وعملوا أبوابا وقفلوا جميع الأبواب ما عدا بابا واحدا فتحصنت مدينه الإسكندريه
وكان البابا لا يجد مكانا يأوى إليه لأن المدالجه كانوا قد نهبوا كل أراضى المسيحين ومع كل هذه البلايا طالبه والى الخراج إبن المدبر بالخراج عن الأراضى وأديره الكنيسه التى إستولى عليها المدالجه ، ولما لم يكن فى إستطاعته ان يدفع شيئا خاف ان يقبض عليه إبن المدبر ويرميه فى السجن ، ففضل ان يذهب الى المحله الكبيره وأمر ان تقام قداسات وصلوات فى كل أرض مصر لإجل أهل الإسكندريه المحاصرين حتى ينجيهم الله من الجوع والعطش والأعداء وكان إذا سافر إنسان من مكان الى آخر ووجدوا معه درهما كانوا يقتلونه ويأخذون ما معه وثيابه أيضا فكان المصريين يسافرون بثياب رثه فقيره وليس معهم أى نقود ، وكتب البابا الى تجار الكتان من الشرقيه أن يأتوا بكتانهم فدفع لهم مصاريفهم وقال لهم تاجروا وما يخرج من التجاره نرسله الى أهل الإسكندريه فذهب التجار الى الريف وأعطوها الى البابا الذى أرسلها الى أهل الإسكندريه والأديره التى نهبت وكان الرهبان فى الأديره فى خوف عظيم فكان العرب يرصدون تحركهم فأذا رأوا أحدا يذهب ليملأ جرته بالماء يقتلوه ويأخذون الثياب التى عليه وأوعيه الماء ، وكان الرهبان صابرين على الحر والبرد والخوف ، ولم يتمكن أحد من الشعب من الوصول الى دير مار مينا بمريوط ، وصار الدير خرابا أثناء حصار المدالجه للإسكندريه ، وخربت جميع الكنائس بمصر خاصه كنيسه السيده العذراء بأتريب ، ولم تنجى كنائس وأديره الصعيد منهم . وتفرق الرهبان فى البرارى والصحراء والجبال النائيه .
ولما أراد الله أن يفتقد شعب مصر جعل الخليفه يرسل واليا إسمه المزاحم وتحت إمرته جيش كبير من الأتراك المقاتلين المدربين جيدا على القتال ، ولم يستطع أحد مقاومتهم لإنهم كانوا يستعملون سلاحا جديدا ، لم يستعمله المصريين من قبل وهو ، النشاب ، وعندما وصل الى الفسطاط أخذ الأموال التى جمعها ابن المدبر وأنفق على جيشه وجمع الرجال ولما علم أنهم إستولوا على بعض البلاد فى الوجه البحرى والصعيد . أرسل مقدمه جيشه وفرسان راكبين الخيل ومشاه من الرجال المقاتلين ، وأرسل من البحر أيضا أسطولا من المراكب فيه أعدادا كبيره من المقاتلين ، وحدثت الحرب بين منطقتين هما بنا ، وأبو صير فى الوجه البحرى فقتل عددا كبيرا من المدالجه بالسيف وغرق فى البحر كثير منهم ، ومن إستطاع الهرب من المدالجه أحرقوه النفاطين بالنار { كانت المراكب قديما تلقى نفطا مشتعلا بالنار} بين منطقه سندفا ، والمحله ومن قوه النيران إحترقت حوانيت ودكاكين المحله وبها البضائع ، ومن هرب الى الجهه الأخرى وإلتجأ الى البحيره لم يقدر علىالعوده لإن المراكب التى تلقى النفط كانت تنتظرهم ، ولما حدث الحريق أفتقر الأغنياء لحرق بضاعتهم ، وكان هناك تاجرين من ألأقباط متجاورين أحدهما كان غنيا ولكنه لم يعطى الفقراء والآخر كان رحوما جيد القلب ومن أرباحه يعطى الفقراء والأيتام ، وعندما احاطت النار بالمكان أحرقت كل ما للغنى من بضاعه ، اما التاجر المحب الناس أنقذه الله فى يوم شدته . وعندما عاد مقدم الجيش قتل كل من بقى من المدالجه ففرت فلولهم المنهزمه الى الجبال لإن كان معهم بعض العرب . فكان إنتقام الله منهم عظيما لتخريبهم كنيسته.
وعاد الظالم ابن المدبر الى ظلمه ففرض جزيتين وضاعف الخراج على الأقباط الذين بارض مصر ففر الناس من ظلمه ولم يستطع الأغنياء أن يجدوا الخبز وطالب البابا شنوده بالخراج على أملاك الكنيسه ودير مار مينا بمريوط الذى دمره المدالجه وطالبه أيضا بجزيه الرهبان الذين قتل بعضهم ، فصبر البابا على هذه البلايا ووفى ما عليه بعد ضنك شديد
البار والخائن :
كان البابا شنوده لا يعطى الرتب الكهنوتيه إلا للصالحين والمتبحرين فى العلوم الدينيه وكان قد أعلن بالروح عن إنسانا يفعل افعالا جيده ، كما أعلن له فى المنام أن يعطيه رتبه الأسقفيه فآمن بما رأى , فأخذه قهرا ورسمه أسقف على القيس وسماه جرجا وأصبح يفعل المعجزات وسماه الناس القديس أنبا جرجه .
وكان يوجد إنسانا مسيحيا إسمه اصطفن ابن أندوده المصرى يقول عنه ابن المقفع انه صار وعاء الشيطان فى أفكاره وإضطهاده للأخوه أبناء المعموديه وكان كاتبا لأمير إسمه يحي ابن عبد الله سأله البابا شنوده ألا يضع جزيه على الرهبان إلا انه تجهل رجاء البابا وثبت عليهم الجزيه أمام الوالى يحي ، فحدث انه ظهرت بثره فى يده اليمنى التى يمسك بها القلم ويكتب بها النميمه وكذب الكلام على آبائنا الرهبان ، وصارت البثره خراجا فأكلت كفه ثم زراعه وقرر الأطباء قطعها ولكنه رفض وتكبر لكى تتم فيه قوه الله ومات بعد ذلك .
الخليفه يلغى الجزيه ويأمر بحريه ممارسه الأقباط لعبادتهم فى مصر: