مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الأحد، مايو 23، 2010

شهداء الفيــــــــــوم وديــر المــلاك غبريــال ببرية النقلون

توجد بعض أجساد شهداء الاباء الرهبان فى الفيوم بكنيسة الملاك ميخائيل والأنبا بيشوى بسيدنى فى أستراليا وقد سمعت أحدى السيدات صراخ مصدره الدولاب الزجاجى المحفوظ به اجسادهم فى الكنيسة وساحاول الإتصال بهذه السيدة لكتابه ماحدث .

مجزرة الرهبان فى برية النقلون بالفيوم

يعتبر دير الملاك غبريال أو جبرائيل هو الدير الوحيد فى مصر بهذا الأسم وقد بدأت حياة الرهبنه فى هذا الدير فى عصر مبكر إذ وجدت مخطوطات بها قوانين الرهبنة أرسلها الأنبا أنطونيوس لرهبان هذه البرية قبل نياحته أى يمكننا أعتبار أن بداية الرهبنة ونشأة هذا الدير منذ 356 م أى فى القرن الرابع الميلادى وقد أستمر الدير عامراً برهبانه على مر السنين حتى القرن 18 حيث تم بناء كنيسة الدير الحالية ويرجع زمن رسم الأيقونات الموجوده بها إلى سنة 1573 م

كيف بنيت الكنيسة ؟
وقصة بناء الكنيسة قصة شيقة حيث بدأت جذورها فى بلاد فارس فى نهاية القرن الخامس فقد حدث أن تزوج رجل ساحر أسمه إيراشيت من أبنة الملك أمبراطور الفرس بدون علمه وبدون رغبته , وكانت ثمرة الزواج بها أنها أنجبت طفلاً أسماه أور ربوه فى سرية كاملة بعيداً أنظار الملك وبعد فترة ماتت الأميرة أبنه الملك وكان عمر الطفل حينئذ ثلاث سنوات - وحدث أن عرف الملك بزواج الساحر بأبنته وأن له أبن منها فأعتبر ان الأمر مهينا له كملك ومهيناً للمملكة وكان عمر حفيده الطفل أور فى هذا الوقت 8 سنوات , فأمر الملك بقتل الساحر وأبنه (حفيده) ولما علم أور بالأمر هربا مع ولدين آخرين لأبراشيت من زوجه أخرى ماتت قبل زواجه من الأميرة امه , ووصلا فى رحله هروبهما غلى أورشليم ثم غلى مصر ثم ذهبوا وأختبئوا فى برية النقلون بالفيوم , ومات الساحر بعد وصولهم إلى البرية بثمانية شهور ومات بعده أبنا الساحر .

ولم يبق من هذه العائلة البائسة إلا اور الذى عرف طريق الرب يسوع وظهرت له القديسة الطاهرة مريم ومعها رئيسين من رؤساء الملائكه وهما الملاك ميخائيل والملاك جبرائيل (غبريال) الذى كلفه ببناء كنيسة هناك .
وحدث فى هذه الأيام أن مات الملك وملك أبنه عوضاً عنه , ورأى الملك ان امه دائما مكتئبة وحزينة وسألها عن السبب فكانت رغبتها الوحيده أن ترى أور أبن أبنتها فأرسل الملك الوفود إلى جميع البلاد وملوكها للبحث عنه فأحضروه من النقلون وأحتفلوا بعودته اياماً عديدة ولكن كان قلب أور فى أرض برية النقلون فى الفيوم وتذكر أن عليه بناء كنيسة هناك حسب أمر الملاك جبرائيل وعندما صرح برغبته فى العوده أصر ملك الفرس (خاله) وأمر بعدم عودته , فظهرا له رئيسا الملائكة ميخائيل وغبريال وأمر بأن يطلق أور للعودة من حيث أتى , فأطلقه محملاً بالهدايا الثمينة المادية والعينية وعاد ليبنى كنيسة الرب يسوع ولكن الشيطان كان يعطل العمل ..
جاء الشيطان إلى القديس الراهب أور يطلب الرهبنة وقال له سأساعدك فى بناء الكنيسة فأحضر لك الماء مع الباقيين , فكان يشغل العمال ويلقى بالأوانى الفخارية المملوءة بالمياة على الرض فتنسكب المياه أو يكسرها حتى يملوا فيتركوا المكان ويبطل بناء الكنيسة , فلما أحسوا أنه يفعل هذه الشياء كلفوه بعمل آخر وهو قطع الأحجار وجمعها ونقلها ونحتها , فكان يلقى الأحجار على العمال فقتل بعضهم وأصيب البعض الاخر بجروح وكسور أفقدتهم القدرة على العمل فهرب الباقون وبقى الراهب أور بمفردة فطلب إرشاد الرب يسوع , فأرسل إليه الملاك غبريال / جبرائيل فأرشده وعلمه حيل الشياطين وخداعهم فأخذ حذره منهم . فى الصورة المقابلة رأس مهشمة لشهيد
فإستطاع أن يكمل بناء الكنيسة وحدث أن حضر أسقف الفيوم الأنبا إسحق فدشن الكنيسة بالميرون المقدس ورشم اور كاهناً عليها , وطلب من شعبه ان يختاروا أور أسقفاً على الفيوم بعد نياحته فتحقق ذلك بالفعل فأصبح أور أسقفاً على مدينة الفيوم فرعى شعب الرب بأمانة ومحبة وتنيح بسلام بركة صلوات هذا القديس الفارسى الذى احب مصر وإيمان الأقباط فيها بالمسيح واصبح اسقفاً عليهم معى ومعكم يا آبائى وأخوتى آمين .

الرب يسوع يكشف أجساد الاباء الرهبان الشهداء فى برية النقلون بالفيوم

عجيبة هى أعمالك يارب وما ابعد أحكامك يارب عن الفحص وطرقك عن الأستقصاء لم يكن هناك خطه بشرية للبحث عن أجساد الآباء رهبان برية النقلون ولكن حدث هذا عندما كانوا يحفرون فى الجهة القبلية القريبة من الدير لعمل خزان صرف صحى .
وقد اختار موقع الخزان مفتش ومهندس الاثار , وقد كان خادم الدير غير مرتاح للحفر فى هذه المنطقة ولكن مع أصرار رجال الحكومة وافق على الحفر هذا الموقع الذى يبعد مسافة 100 متر عن دورة المياة .
فى الصورة العليا راس طفلة أو امرأة مكسورة الفك ويعتقد أنها امرأة مستشهده , قد يكون أستشهدت فى مكان آخر ودفنت فى الدير أو أنها أحضرت ربما انها أحد اقرباء راهب من الدير وقتلت أمامه قبل قتله .
مراحل أكتشاف أجساد شهداء الفيوم
 المرحلة الأولى : فى عام 1991 م وقبل صوم السيدة العذراء مريم بحوالى عشرة ايام .. عثر على ثلاث مقابر لأباء الرهبان فى برية النقلون بالفيوم , وقد تم التأكد من أنهم رهبان من الزى الرهبانى الذى كان مع عظامهم , وكانت ملابسهم يحيط بها صلبان حسب عادة وتقليد الرهبان الأقباط من كل أتجاه , فتم إيقاف الحفر لحين حضور لجنة من هيئة الآثار .

فى الصورتين العلويتين الكثير من اجساد الرهبان الشهداء الكاملة التى تم العثور عليها فى برية النقلون بالفيوم .
المرحلة الثانية : بدأ الحفر مرة أخرى فى برية النقلون بالفيوم فى 25 / 8/ 1991 م وعثر على المزيد من أجساد الرهبان الشهداء بعضها فى الرمال والبعض فى صناديق .
وعثر على جسدين متلاصقين هناك أحدهما بدون رأس , والجسد الاخر رأسه منفصلة عن الجسد وفى يديه حلقات من الحديد وفى صدره وجبهته آثار حريق .
فى الصورة المقابلة يلاحظ وجود أطواق حديديه فى يد الشهيد
 
فى الصورة المقابلة العديد من جماجم الشهداء التى تم العثور عليها من رهبان برية النقلون بالفيوم
 
 
العثور على طفل صغير  
فى يوم 1/ 9/ 1991 م عثر أثناء الحفر على صندوق صغير وجد به طفل كثيف الشعر , وقد تم فحص جسده وكانت النتيجة أن جميع أجزاء جسمه موجودة ما عدا الأذن اليسرى , وتم التأكد أنه ولد , وقد لوحظ أن لسانه خارج عن فمه مما يؤكد أن موته كان نتيجه للخنق , كما تم التأكد من أنه كان من ضمن الآباء الرهبان مع صغر سنه وكان الدليل الذى قاد إلى هذا الأعتقاد هو أن غطاء الرأس يشبه تماماً أغطيه رأس الاباء الرهبان الذى تم أكتشاف أجسادهم من قبل ولكنها تهالكت وبليت ولا يمكن تثبيتها على رؤوسهم اليوم .

وقد كان بعض الأطفاليترهبنون فى سن مبكرة فى الأزمنة القديمة مثل ماحدث مع مع القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين , فقد كان يعيش مع خاله الأنبا بيجول فى دير الرهبان الذى كان قد تنبأ عنه أنه سيصير ابا لجمهور من الرهبان
فى الصورة المقابلة راس الطفل الذى أستشهد بالخنق وجسده الذى وجد كاملاً .
ويحتفل بهؤلاء الأبطال الشهداء فى 1/ 9 أول سبتمبر من كل عام

هل كان سقوط سقف الكنيسة معجزة ؟
فى يوم السبت من الأسبوع الأول من الصيام الكبير تم إبلاغ هيئة الآثار أن سقف الكنيسة (الجزء العلوى) منه آيل للسقوط ولكن لم يوفق على أعداد محضر التشغيل إلا فى يوم الجمعة التالى , وحدث أن الكنيسة كانت مكتظة بالزوار فى يوم الجمعة أثناء القداس وبعده الذين اتوا من كل صوب فى بلاد مصر للتبارك من أجساد القديسين وأغلقت الكنيسة بعد انصرافهم الساعة الخامسة والنصف .



وفى تمام السابعة صباح التالى دخل الكاهن الكنيسة فوجئ بسقف الكنيسة على الأرض , وجلس الكاهن متأملاً قائلاً فى نفسه : " ماذا لو حدث ذلك فى اليوم السابق حيث كانت الكنيسة ممتلئة بالزوار ؟ " وماذا كان يحدث للرهبان والب المسئول بالدير لو حدثت والزوار موجودين ؟
والرهبان والكاهن بدير الملاك غبريال /جبرائيل يشكرون ملاك جبل وبرية النقلون الدير الملاك غبريال على حراسته الدائمة لنا ..
الصورتين الموجدين اعلي أقدام مكسورة من التعذيب الشديد لشهداء الرهبان فى برية النقلون بالفيوم
 

البابا مكسميوس البطريرك رقم 15

البابا مكسميوس البطريرك رقم 15

الأباطرة المعاصرون

جاللوناوس و كلوديوس و اوريليانوس و تاسيتوس و بربوس و كاروس

محل أقامة البطريرك مدة الرئاسةالدومينيكوم الديونيسي
محل الدفنكنيسة بوكاليا

ولد البابا مكسيموس من أبوين مسيحيين تقيين في مدينة الإسكندرية فى عصر حكم الأمبراطور الرومانى جاللوناونوس ( غالينوس) وعلماه وهذباه وألحقاه بمدرسة الإسكندرية عندما أن كان العلامة القبطى أوريجانوس مديرًا لها ، وقد فاق أقرانه في تعلم اللغة اليونانية ثم درس العلوم الدينية والفلسفية وتفوق فى دراسته ، وكان رجلاً يحب الرب يسوع ويسير على تعاليمه فرسمه البابا ياروكلاس الثالث عشر شماسًا على كنيسة الإسكندرية ثم رسمه البابا ديونيسيوس الرابع عشر قسًا وعينه واعظًا للكنيسة المرقسية فتفانى في خدمة الشعب وتعليمه.
وأشتهر القس مكسيموس في الفضيلة والعلم اختاره الآباء الأساقفة لكرسي البطريركية بعد نياحة البابا ديونيسيوس ، وقد تمت رسامته بطريركًا لما كان مشهودًا به من أنه قد تحمل الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور ديسيوس بصبرٍ عجيبٍ وهدوء ورضى، فذكر له الشعب هذا الاحتمال وانتخبه ليكون الخليفة الخامس عشر للقديس مرقس. وقد تمت رسامته في 13 هاتور 9/11/ 264م وفي عهده استتب السلام لأن نار الاضطهادات التي كانت مشتعلة في رئاسة البابا ديونيسيوس كانت قد أخمدت.
البابا يتلقى رسائل إيمانية

بعد مدة يسيرة أرسل مجمع إنطاكية المكاني ويقول الأنبا ساويرس فى تاريخ البطاركة (1) : " رسائل إلى ديونوسيوس بطرك روما ومكسيموس بابا الأسكندرية وإلى جميع أساقفة المسكونة ( العالم ) والقسوس والشمامسة وجميع بنى المعمودية والبيعة السمائية المتفقة (2) أنهم أتفقوا بإجماع روحانى على حرم بولس السميساطي وأتباعه وأسباب الحرم , : " أنه لا يجب ( أى بولس السميساطى ) أن يسمى بأسم بولس الرسول " ، فانتهز البابا هذه الفرصة وقرأها على كهنة الإسكندرية ثم حرر رسالة إلى شعبه يطلعه فيها على سموم هذه البدعة وحذره من الانزلاق فيها. كذلك حذرهم من بدعة ماني، فكتب رسالة أوضح فيها ما تنطوي عليه من ضلال فكانت هذه الرسالة الرعوية أشبه بالبلسم الشافي للقلوب الجريحة وتعريف بالهرطقات .

أما سقراطيس فقد توفى فى لادقية وجلس بعده أوساويوس ثم جلس بعده أناطوليوس وكانا كلاهما مؤيدين بالروح القدس والتعاليم الروحانية ومن بعدهما جلس أسطفانوس على كرسى لادقية وكان رجلاً ممتلئاً حكمة فبنى الكنائس التى كانت هدمت فى مدينته ورمم الباقية منها بمعونة الرب

وكان ثاودتوس الأسقف فى زمان الأضطهاد , وكان مسحقاً الأسمين أسمه وأسم أسقفيته فقد كان معنى أسمه عطية الرب , وكان محباً للشعب وراعياً وطبيباً ماهراً لصلاح نفوسهم حتى قيل أنه لم يكن له شبه فى محبته .

وكان أغابيوس أسقف قيصرية فلسطين مثله أيضاً وكان قد تعب مع شعبه بمحبة عظيمة وكان محباً للفقراء وممسكا شعبه مثل عبد أمين للرب , وأستحق بعد ذلك نوال أكليل الشهادة مع كثيرين من قسوس الأسكندرية , وأستشهدوا أيضاً اللذين معهم بيروس ومليطيوس الذى صار أسقف بنطس وهو الذى أطلق عليه أسم " العسل الشهد " لأجل حلاوة لسانه المملوء من تعاليم الرب ونعمته وكان محباً للصدقة على المساكين ولا يدخر شيئاً , وكانت تعاليمه من الأنجيل يحث الناس على الثبات فى المسيح فى زمن تشتيتهم وأضطهادهم.

وعندما تنيح همنايوس أسقف أورشليم جلس بعده زيداس , ولما تنيح صار بعده ارمون , وكان هذا متعباً فى زمان الأضطهاد

حصار الأسكندرية

وزحف عسكر من روما إلى مدينة الأسكندرية وحاصرها وكان أناطوليوس المعلم ما زال فى المدينة وكان يريد السلام وأقاذ الناس من الحرب فأجتمع مع كبار رجال المدينة وأقترح عليهم أن : يخرجوا الرجال العجائز والأطفال والنساء من المدينة لأنهم غير مطلوبين فى الحرب وقال لهم : " وأفعلوا أنتم ما تريدون بمدينتكم , وتبقون فى أيديكم الغلات المخزونة عندكم " فأقتنعوا بهذا الأقتراح وأجتمعوا فى اليوم التالى جند المدينة ورؤساءها وتشاوروا فى ذلك فرأوا أن يخرج الشيوخ والعجائز والنساء والأطفال فأخرجوهم من الأبواب فى الليل - فأمر الملك كلاديوس بعد هذا بقتل جند المدينة لأنهم أخرجوا الأهالى منها وخربو المدينة - وكان أوسابيوس أسقف لادقية قد جاء إلى الأسكندرية أثناء الحصار ومعه أسقف آخر ومعهم المعلم أناطوليوس من أجل المجمع الذى أجتمع بأنطاكية من أجل مناقشة بولس السميساطي , فكان بين المتحاربين مثل الطبيب أو الأب الذى يداوى المصابين من الجهتين , وبعد أنتهاء القتال بالأسكندرية كتب المعلم أناطوليوس تعاليم كثيرة وأقبل عليها اهل مدينة الأسكندرية لما فيها من كلمات منفعة , ومن الكتابات التى كتبها : حساب الفصح .

وفى أول يوم من الشهر بعد المجمع الذى كان بأنطاكية لمناقشة بدعة بولس السميساطي أقيم ثاوتكنص أسقفاً على كرسى قيسارية فلسطين
وبدأ حكم أوريليانوس فى اضطهاد الكنيسة ولكن لم تكن معونة الرب معه فيما أراد أن يفعله , ومات بعد 6 سنين وحكم تاسيتوس بعده الأمبراطورية الرومانية وفى أثناء حكمه ظهر مانى ( راجع ما قاله الأنبا ساويرس فى كتاب تاريخ البطاركة (3) )

وفى تلك اليام توفى فيلكس بطرك روما وقد مكث فيلكس فى البطريركية 5 سنين وجلس بعده أوطيخيانوس وكانت مدته قصيرة فقد جلس عشرة شهور وتنيح وجلس بعده مرقلينوس

وأيضاً فى ذلك الزمان أخذ بطريركية أنطاكية بعد دمنوس تيماوس

ومات الأمبراطور اورليانوس وحكم بعده بربوس الذى ظل يحكم ست سنين ثم مات ثم حكم بعده كاروس وكرنوس ونوماريانوس فحكموا ثلاث سنين وماتو وحكم بعدهم الأمبراطور دقليديانوس الذى أمر باضطهاد المسيحيين يعتبر من ضمن أقسى الأضطهادات التى واجهتها المسيحية فهدم الكنائس وأحرق كتب المقدسة وكتب الصلوات وغيرها وقتل الساقفة والكهنة وعدد لا يحصى من المسيحيين .
استمر هذا البطريرك في رعاية شعبه مجاهدًا وحارسًا لهم ومثبتًا للإيمان بالعظات والرسائل الرعوية والإنذارات. على أن ما اشتهر به من قداسة ومداومة على التعليم جعلت شعبه يجله مدى حياته وبعد مماته. وقد قضى في الكرسي البابوي مدة ثمانى عشر سنة وخمسة أشهر وانتقل في 14 برمودة سنة 282 م.

المراجع

(1) تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول ص 28 - 31

(2) ربما قصد الرهبان أو ربما الأساقفة - لأن الأنبا ساويرس قال فى تاريخ البطاركة تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول ص 28 - 33 : عن البيعة السمائية المتفقة ويسمونهم ويقولون فى كتابهم : -

البنس وهمانوس وتاوفيلس وتاوتكنص ومكسيموس وبرقلس ونيقوموس وأيليانوس وبولس وبروطغونوس وولانوس وهيركس وأوطاخيوس وتادروس وملخيون ولوكسيوس وبقيتهم الذين فى المدن والقرى القريبة منا قد كتبنا إليكم اخوتنا الساقفة القديسين والشعوب المحبين للسيد المسيح أبن الآب ندعوكم إلى الصلاة للرب أن يزيل عنكم مؤامرة بولس السيمساطى الذى معه تعليم يولد الموت أكثر من أى واحد لكى تكونوا مهنا بقلب واحد مثل ديونيسيوس بطرك الأسكندرية وبرمليانوس أسقف قادوقية الذين كتبوا إلينا إلى أنطاكية حتى هدمنا رئيس الضلالة الذى لم يعلموا شيئاً من أقاويلة الردية لأننا نحن الذين قرأنا كتبه فى المجمع بأيمانه الفاسد وشهدنا بهذا ومن معنا وبعد ذلك عاهدنا بولس أن يتوب , وكان يهزأ ويغدر بنا وقسى فلبه ولم يتب وظل على ضلاله مفترياً على الرب وعلى مسيحه فأنكر وجحد الرب فى إيمانه ووصف وضع بولس السميساطى أنه أنتقل من الإيمان الأرثوذكسى إلى الضلالة والهلاك وكان شخصاً فقيراً لم يرث شيئاً من آبائه وأسلافه ولم يرزق شيئاً من عمل صنعه بيده , ولكنه أغتنى من مال البيعة ( الكنيسة ) فكان ينهب الهياكل بالناموس ( القانون ) وكان إذا قضى بين الناس فكان يأخذ نقوداً رشوة وإذا دفع الخصوم أكثر كان ينحاز معهم على الآخرين , وكان يظهر للناس أنه عابد للرب وكان يسير فى الشوارع وحوله أعوان ويتسلط ويتحكم على الضعفاء , ويحب أن يسمى بأسم ألسقفية ويقلق الناس ويزعجهم بكثرة من يصحبهم من الأعوان والأصحاب , ويحمل كتب يقرأها كأنه يطلب الخراج ( الجزية ) ويوهم الناس أنه مقدم (جامع للضرائب) ومعه رجال مسلحين يسيرون قدامة وخلفة يأتمرون بأمره , وكان يبغض التعاليم المسيحية الروحية , ويحب التعاليم الغريبة الفلسفية , ويرفض أى غريب يدخل إلى الكنيسة , ويطلب الكرامة ممن حوله فيمجدونه ويعظموا أعمالة , ويحب المجد العالمى الفارغ بكل أنواعه , لدرجة انه وضع كرسى له منبر عالى كأنه تلميذ السيد المسيح وهو غريب عن البيعة ( الكنيسة ) ويعمل أعمالاً ليست من اعمال التلاميذ , وكان قد أمر النساء أن يقرأن فى ليالى العياد وفى جمعة الفصح بدلاً المزامير والتسابيح , وكان ألأخوة المسيحيين هناك يسدون آذانهم إذا قاموا يقرأن , وكان لا يقبل الكتب , ولا يقول أن المسيح هو ابن الآب وكلممته , ولا نزل من السماء وتجسد من مريم العذراء , بل كان يجدف تجديفاً كثيراً , ويظهر أنه تابعاً لنا , فإجتمعنا فى مجمع , وقطعناه ( حرمناة ) , وأقمنا بدلاً منه إنساناً محباً للرب أسمه دمنوس أبن الطوبانى ديمتريانوس وهو الآن فى البيعة ( الكنيسة ) مستحق لمجدها كاتبناكم ( أى أرسلنا رسالة ) بهذا لتكاتبوا هذا الأسقف الجديد وتقبلوا كتبه (رسائلة) كترتيب (نظام) الكنيسة فأما بولس السميساطي فقد مرق من الإيمان وأخذ دمنوس أسقفيته , ونحن بانطاكية

(3) بدعة مانى فى عصر الأمبراطور بريوس ظهر أنسان ردئ يسمى مانى وفعل أفعالاً رديئة وجدف على الرب ضابط الكل وعلى الأبن الوحيد وعلى الروح القدس المنبثق من ألاب وجسر على القول أنه (أى مانى ) هو البارقليط , وكان مانى عبداً لأمرأة أرملة ثرية جداً وكان قد آوت رجلاً ساحراً مشهور من أهل فلسطين , ولكنه وقع من فوق السطح ومات , فلما أصبحت وحيدة أشترت هذه المرأة ذلك العبد السوء (يقصد مانى ) فعلمته المرأة الكتابة والقراءة أيضاً فعلمته ما تعرفه فلما كبر أعطته كتب السحر التى كان الساحر يستعملها , فلما قرأها وعرف منها السحر ذهب إلى الفرس الذين كانوا يشتهرون بالسحر فى ذلك العصر ومن هناك ذهب إلى المكان الذى يجتمع فيه السحرة والعرافون والمنجمون , فتعلم هناك الألاعيب الشيطانية وأصبح حاذقاً فى العلوم الشيطانية وعرف علوم السحر كلها فى المنطقة الممتدة من فلسطين إلى فارس فظهر له الشيطان وقواة وحبب له مقاومة الكنيسة , فأضل قوماً بسحرة , وحمل الناس الأموال إليه وأشترى صبياناً وصبايا يخدمون شهواته النجسة . وكان يستعبدهم بسحرة ويضل جماعة من الناس ويقول لهم أنه البارقليط الذى وعد به السيد المسيح فى أنجيل يوحنا بإرساله .

وكان هناك أنسان مسيحى غنى أسمه مرقاس رئيس مدينة فى أحدى مدن الشام , وكان أسقف مدينته أسمه أرشلاوس , وكان مرقاس معه روح وبركة أبراهيم وأسحق ويعقوب وهو تلميذ فى الكنيسة وهو يتواجد فيها بصورة مستمرة فى صلوات العشية وباكر وكان مع غناه مثل الفقير الذى لا شيئ له , وكان يسمع مواعظ الأسقف كما يجب ويفعل الخير من ماله مع أهل مدينته , وكان بابه مفتوح لكل من يأتيه من المساكين والمظلومين بسبب الخراج ( الضرائب) وغيرهم وكان مثل أيوب قديس العهد القديم , ولما أستولوا الفرس على ضيعة (بلد) قريبة منه وأخربوا البلد وقتلوا كثيراً من أهلها فذهب إليهم أهل المسبيون وسألوه أن يصنع معهم رحمة فأجاب سؤالهم بمحبة فأستدعى قائد الفرس وأخذ منه عدداً من المسبيين فلما حضر إليه أخرج له ولمن معه من الجند مالاً وقال لهم خذوا ما شئتم عن هؤلاء المسبيين فلما رأوا أنه يفعل الخير لهؤلاء الناس ولن يستفيد هو شيئاً لأمتنعوا عن أخذ المال كله وقالوا : " لن نفعل كما قلت ولكن أدفع أنت ما شئت للرجال الجنود الذين معنا " فأتفقوا بينهم على ثلاثة دنانير عن كل شخص مسبى فخلص جميع المسبيين الذين كانوا معهم , ودفع المال عنهم , وتسلم السبى من الفرس وأعالهم سبعة أيام وكان يمر ويعالج المرضى مثل أولاده , وأرسسلهم إلى بلدهم ودفن من قتله الفرس , ثم بنى للأحياء الذين ليس لهم مأوى مساكن وأطمأنت قلوب أهل البلد وبنى لهم كنائس بدلاً من التى هدمها الفرس , وكان ما فعله هذا الرجل العظيم موضع حديث كل الشام وكثر ماله وحصل على محبة أهل بلدته ولما سمع الهرطوقى مانى عنه ففكر وقال : إن أنا أقنعته وأنضم لى فجميع أهل الشام يكون تحت أمرى وينضموا إلى " فكتبوا إليه رسالة يقول له فيها : " البارقليط مانى يكتب إلى مرقاس أنى سمعت عن جودة أعمالك فعرفت انك تكون لى تلميذ مصطفى لى لأعرفك الطريق المستقيم الذى أمرنى المسيح لأعلم الناس بها والآن فقد أضلكم معلموكم إذ يقولوا ان الإله حل فى بطن أمرأة وقال الأنبياء قولاً غير الحق عن المسيح لأن إلاه العهد القديم شرير لا يريد أن يؤخذ منه شئ أما إلاه العهد الجديد فهو إلاه صالح إذ أخذوا منه لا يصيح ولا يسمع صوته .. " وقال كلاماً كثيراً فيه تجديف ولا يجوز ذكره ولم يقل الشيطان مثله , وسلم الرسالة إلى واحد من أتباعه وذهب ليسلمها إلى مرفاس , فلما سار الرسول فى طريقه فى الشام لم يقبله أحد فى طريقه ليأويه عنده ولم يبيع أحد له غذاء فى الطريق فجاع وكان يأكل الحشائش ووصل بصعوبة إلى مرقلس فلما اخذ مرقلس الرسالة وقرأة ثم أرسلها إلى الأسقف أرشلاوس وجعل الرسول فى مكان وقام وذهب إلى الأسقف ثم أرسل إلى الرسول ليأتى إلى الأسقف الذى سأله عن سيرة مانى هذا وكيف حاله .. فأعلمه الرسول , ولكن الرسول عندما علم بحسن ضيافة الأسقف ومرقلس وطيبتهما وأعمالهما الحسنة رغب ألا يغادر المكان ويقيم عندهما عندما سمع كلامهما المختلف عن مانى , ولكن عرض مرقلس عليه بالرجوع بجواب الرسالة ودفع للرسول ثلاثة دنانير , فقال أغفر لى يا سيدى : " أننى لن أعود إليه " ففرح بخلاص نفسه من شباك هرطقة الموت , وكتب مرقلس إلى مانى بجواب وبعثه غليه مع أحد عبيده , وقال الأب أرشلاوس لهذا العبد : " لا تأخذ منه شيئاً ولا تأكل ولا تشرب عنده " ولكن بعد سبعة أيام وجدوا مانى قد وصل إلى المدينة التى بها مرقلس وكان يلبس أسكيماً وأستخارة (يعتقد قميص شفاف من تحته ) ويلبس عليهما رداء نازل على رجليه مزين بصور من قدامة وخلفه وكان يصحبه 32 صبياً وصبية يمشون أمامه وخلفه , وعندما دخل منزل مرقلس ذهب مباشرة إلى كرسى فى وسط المنزل وجلس عليه , وكان مانى يظن أنهم أستدعوه ليتعلموا منه , فأرسل مرقلس وأستدعى الأسقف أرشلاوس , فلما حضر ورأى مانى جالساً فى وسط المنزل تعجب على قلة حيائة , فسأله ألأسقف أرشلاوس قائلاً : " ما هو أسمك ؟ " .. فقال : " أسمى البارقليط " قال له أرشلاوس : " أنت البارقليط الذى قال السيد المسيح يرسله إلينا " .. فقال : " نعم " فقال الأسقف : " كم عمرك ؟ " قال 35 سنة " فقال أرشلاوس الأسقف : " المخلص المسيح قال لتلاميذة : وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ، بَلْ يَنْتَظِرُوا « مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي، 5 لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ " ( أع 1 : 4 - 5 ) والبارقليط الذى هو الروح القدس بعد عشرة ايام من صعودة كما قال حل البارقليط على الرسل فى عيد العنصرة , وهو بعد تمام 50 يوماً بعد الفصح , وإذا كنت أنت البارقليط فبلا شك لكان ما زال التلاميذ ينتظرونك فى أورشليم , وهذا الأمر من السيد المسيح مر عليه 300 سنة ولكن التلاميذ خرجوا من اورشليم وبشروا بعد أن حل عليهم الروح القدس وخرجت أصواتهم فى جميع الأرض وأنتهى كلامهم إلى اقطار المسكونة , لو كان الأمر كما قلت ما كانوا بشروا ولظلوا احياء فى أورشليم إلى الآن , ومن أين رأيت السيد المسيح وعمرك 35 سنة فقط , وشيئاً آخر لقد أمر السيد المسيح ألا نجلس فى صدور المجالس , وها أنت قد جلست فى أعلى موضع فى البيت ..

فقال له مانى : " أليس الأنجيل يقول : " أنى أرسل إليكم البارقليط " فقال له أرشلوس : " إن كنت تؤمن بالأنجيل فهو يقول للسيدة العذراء مريم : " فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: « اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ الإِله " ثم أحضر رسالته التى أرسلها إلى مرقلس وفيها يجحد ميلاد المسيح من أمرأة وينكر موته وقيامته من بين الأموات , فبدأ مانى يتكلم ويقول بهرطقته : أنه إلاهين أحدهما للنور والآخر للظلمة وكثيراً من أفكاره الهرطوقية " فقال له الأسقف أرشلاوس : إذا أنا أفحمتك على مقدار كذبك فأنت تثبت لى عن أفكارك بحجج ولكنى سأحضر لك أمه لا يعرفون إله السماء ليفحموا كلامك " وأرسل وأحضر رجلين أحدهما طبيب , والآخر كاتب وقالا لهما اسمعا ما يقوله ما يقوله هذا الرجل : " هل فى كتبكم كلام تقبلونه وكلام ترفضونه " فقالا : " إذا كان فى كتبنا فسوف نقبله ولا نرفض منه شيئاً ولكن إذا أختلف عما هو موجود فلن نستطيع قرائته ولن نقبله " فقال الأسقف لهما : " هذا الرجل (مانى) يبشر ويقول : أنه تلميذ المسيح ويرفض أوامر المسيح " فقالا له : " لن نقبله ولن نقترب من شئ يفعله " وهنا تكلم مانى وسمع جميع الحاضرين تجديفه ووثبوا عليه ليقتلوه , فمنعهم الأسقف وقال لهم : " نحن لا نمد أيدينا بالدماء : " يقتل بيد غيرنا " ثم نفاة من المدينة وقال له : " أحذر أن تحضر إلى منطقتنا لئلا تموت " .

وخرج من بيت مرقاس والمدينة التى يرأسها وذهب إلى بلدة أخرى بها قس يحب أضافة الغرباء فأضافه عنده وآواة لمدة شهر ولم يكن يعرفه فبدأ مانى يكلم القس عن بدعته وهرطقته الرديئة .. فقال له القس : " لم أسمع قط بهذا الكلام , ولكنى سأرسل إلى أرشلاوس ليأتى ويسمع منك ما تقوله , فإن كان صحيحاً قبلناه " فلما سمع مانى أسم أرشلاوس قلق لذلك لمعرفته بشجاعة هذا الأسقف وحكمة الرب التى فى فمه , فقرر مغادرة الشام وعودته إلى بلاد فارس .

ويقول الأنبا ساويرس أبن المقفع فى تاريخ البطاركة : " وذهب مانى إلى بلاد فارس وأستمر على عادته فى النجديف فحكم عليه البارقليط الحقيقى بحكمته وسلط عليه أمبراطور الفرس .. فسلخ جلده ورماه للوحوش فأكلوه .

(4) بطاركة عظماء لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية (ج 1)، صفحة 66

الجمعة، مايو 21، 2010

نيبوس وبدعة الألف سنة


ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1) تحت عنوان " نيبوس وبدعته "
1 - وعلاوة على كل هذه فإنه هو الذى كتب أيضاً الكتابين عن المواعيد , أما سبب كتابتهما فهو أن نيبوس (2) أحد أساقفة مصر نادى يأن المواعيد التى أعطيت للأتقياء فى الأسفار الإلهية يجب أن تفهم بروح يهودية , وأنه سوف يكون هنالك ألف سنة تقضى فى تمتع جسدى على هذه الأرض .
2 - وإذ توهم بأنه يستطيع أن يدعم رأيه الشخصى من رؤيا يوحنا كتب كتاباً عن هذا الموضوع عنوانه " تفنيد الرأى القائل بتفسير الكتاب مجازياً (3) "
3 - ويقاوم ديونيسيوس هذا الكتاب فى كتابيه عن "المواعيد" ففى الأول يبين رأيه عن العقيدة , وفى الثانى يتحدث عن رؤيا يوحنا , وإذ يذكر أسم نيبوس فى البداية يكتب عنه ما يلى :
4 - ولأنهم يقدمون مؤلفاً لـ نيبوس , يعتمدون عليه كلية , كأنه قد أثبت أثباتاً قاطعاً أن هنالك سيكون ملك المسيح على الأرض , فإننى أعترف بتقديرى ومحبتى لـ نيبوس من نوا أخرى كثيرة , لأجل أيمانه ونشاطه وأجتهاده فى الأسفار المقدسة , ولأجل تسابيحه العظيمة التى لا يزال الكثيرون من الأخوة يتلذذون بها , ويزداد أحترامى له لأنه سبقنا إلى راحته على أن ألحق يجب أن يحب ويكرم قبل كل شئ , ومع أننا يجب أن نمتدح ونصادق على كل ما يقال صوابا , دون أى تحيز , فإننا يجب أن نمتحن كل ما يبدو أنه لم يكتب صواباً و ونصححه .
5 - لقد كان يكفى أن يكون موجوداً لشرح رأيه شفوياً وأقناع مقاوميه دون حاجه إلى تدوين مناقشاته كتابة , ولكن نظراً لأن البعض يظنون أن مؤلفة لا غبار عليه , ونظراً لأن بعض المعلمين يعتبرون أنه لا أهمية للناموس والأنبياء , ولا يتبعون الأناجيل , ويستخفون بالرسائل الرسولية , وينتظرون إلى المواعيد - وفق تعليم هذا الكتاب - كأنها أسرار خفية , ولا يسمحون لأخوتنا البسطاء بتكوين آراء سامية رفيعة عن ظهور ربنا المجيد الإلهى , وقيامتنا من ألأموات , وأجتماعنا إليه , وتغييرنا على صورته , بل بالعكس يدفعونهم إلى أن يرجوا أمور تافهة زمنية فى ملكوت الرب , أموراً كالموجودة الآن - نظراً لأن هذا هو الموقف , فمن الضرورى أن نناقش أخانا نيبوس كأنه موجود ." وبعد ذلك يقول :
6 - ولما كنت فى أقليم أرسينوى (4) حيث سادت هذه التعاليم زمناً طويلاً كما تعلم , الأمر الذى نشأ عنه أنشقاق بل أرتداد كنائس برمتها دعوت قسوس ومعلمى الأخوة فى القرى والأخوة الذين أرادوا أيضاً الحضور ونصحتهم بفحص هذا الأمر علانية .
7 - وإذ قدموا إلى هذا الكتاب , كأنه سلاح ماض وحصن لا يغلب , وجلست معهم من الصباح إلى المساء ثلاثة أيام متوالية , جاهدت لتصحيح ما كتب .
8 - وأغتبطت بمثابرة وإخلاص الأخوة ودماثة خلقهم إذ كنا نبحث بالترتيب وبهدوء المسائل والصعوبات التى تحت البحث , والنقط التى أتفقنا عليها , وقد تحاشينا كلية , من دون نزاع , الدفاع عن أى رأى كنا نعتقده سابقاً , إلا إذا أتضحت صحته , كما أننا لم نتجنب أى أعتراض , وأجتهدنا على قدر أستطاعتنا أن نثبت ونؤيد الأمور المعروضة علينا وإن أقنعتنا بالبراهين المقدمة لم نخجل من تغيير آرائنا وموافقة الآخرين , بالعكس أننا بكل أخلاص ونزاهة , وبقلوب مكشوفة أمام الرب , قبلنا كل ما أيدته بالبراهين تعاليم الأسفار الإلهية .
9 - وأخيراً أعترف منشئ وباعث هذا التعليم - ويدعى كوراسيون - على مسمع كل الأخوة الحاضرين , وشهد لنا بأنه لن يتمسك بعد يهذا الرأى أو يناقشة , أو يذكره أو يعلم به , إذ أقتنع أقتناعاً كلياً بفساده , ,ابدى بعض الخوة الآخرين سرورهم بالمؤتمر , وبروح الصفاء والوفاق التى أظهرها الجميع .
الجزء التالى نقل من كتاب المؤرخ القس منسى عن هرطقة نيبوس (5) وقد اضفنا إليه بعض العناويين للتسهيل على القارئ :
من هو نيبوس ؟
كان نيبوس أسقفاً لأيبروشية أرسينو عاصمة محافظة الفيوم , وقد كانت له صفات وأخلاق جيدة فكان شعبه يحترمه احتراماً زائداً , وفى اثناء تعليمه لشعبه أكد إقتراب الوقت الذى يملك فيه المسيح ألف سنة على الأرض كأحد ملوك العالم مفسراً ما قيل فى سفر الرؤيا عن المجئ الثانى تفسيراً حرفياً , وكتب كتاباً أسماه " مضادة المتغزلين " وأزدرى بمن يقاومون فكره عن الأف سنة , وأعترض فيه على من يعتقدون أن ما جاء فى سفر الرؤيا يدخل تحت باب المجاز , فوجدت هرطقته أرضاً خصبة لأنه أجهد نفسه فى أقناع رعيته بتلك البدعة فقبلوها بدون فحص .
أصل هذه البدعة
ولم يكن أعتقاد نيبوس فكراً جديداً فقد أنتشر فى عهد العلامة أوريجانوس فقاومة وأستطاع إفناؤه حيث انه فسر الايات التى تصرح بملك المسيح ألف سنة أنها تشير إلى الفراح السمائية الروحية المناسبة لطبيعة الأرواح التى تقوم كاملة وهذا لا يكون فى هذا العالم بل العالم الآتى . وقصد نيبوس إحياء هذه العقيدة مرة أخرى بعد إضمحلالها , ثم بعد موت نيبوس أخذ رجل أسمه كراسيوس على عاتقه إحياء هذه البدعة وكان رجلاً غنياً من الأشراف وخبيراً وذو سطوة .
وحدث أن البابا ديونيسيوس كان يتفقد رعيته فى الأقاليم سنة 255 م وذهب إلى أرسينوى عاصمة الفيوم فى ذلك الوقت , فعرض تابعوا هذه الهرطقة عليه أن يحكم فيها فإستعمل الحكمة المتناهية وجذبهم إليه باللطف والرقة , فعقد مجمعاً لمدة ثلاثة ايام متوالية , ذكر أتباع هذه الهرطقة حججهم التى رددها على مسامعهم نيبوس وبعدها كتب البابا رسالة بها نبذة فى " المواعيد الإلهية " فند فيها آراء نيبوس ودحض فيها تلك الأفكار .
ولم يكتف البابا ديونيسيوس بذلك بل وضع شرحاً لسفر لارؤيا قاعدته أنه لا يجب أن يفسر عبارات هذا السفر تفسيراً حرفياً , لأنه عبارة عن رموز وتنبؤات بعضها تم وبعضها سيتم فى وقته .
ويقول بعض المؤرخون أن هذا البابا كان يرى أن يوحنا الرسول ليس هو الذى كتب سفر الرؤيا بل وضعه يوحنا آخر غير أنه أعترف بأنه سفر موحى من الرب الإله يجب قرائته مع الحذر الكلى .
المـــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السابع الفصل 24 (ك7 ف 24 )
(2) Nepos لم يكن هو الوحيد الذى انحرف فى تفسير الوعد بالألف سنة , بل تعداه الأمر إلى طوائف كثيرة هذه الأيام تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (ك3 ف 39 :12 )
(3) والواضح أنه موجه ضد أوريجانوس ومن تمشوا معه فى رأيه .
(4) Arisnoe على الشاطئ الغربى للنيل جنوب غربى ممفيس .
(5) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 118



كتابه عن رؤيا يوحنا ورسائله




كتب البابا ديونيسيوس كتابين الأول عن " المواعيد " والثانى عن سفر الرؤيا
ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1) ملخصاً كتاب البابا ديونيسيوس عن سفر الرؤيا تحت عنوان " رؤيا يوحنا "
1 - بعد هذا تحدث (2) هكذا عن رؤيا يوحنا : " لقد رفض البعض ممن سبقونا السفر وتحاشوه كلية , منتقدينه إصحاحاً إصحاحاً , ومدعين بأنه بلا معنى , وعديم البراهين , وقائلين بأن العنوان مزور .
2 - لأنهم يقولون أنه ليس من تصانيف يوحنا , ولا هو رؤيا لأنه يحجبه حجاب كثيف من الغموض , ويؤكدون أنه لم يكتبه أى واحد من الرسل , أو القديسين , أو أى واحد من رجال الكنيسة , بل أن كيرنثوس مؤلف الشيعة التى تدعى الكيرنثيون , إذا أراد أن يدعم قصته الخيالية نسبها إلى يوحنا .
3 - وهذا ما نادى به : أن ملكوت المسيح سوف يكون ملكوتاً أرضياً , ولأنه كان منغمساً فى ملذات الجسد , وشهوانياً جداً فقد علم بأن الملكوت سوف يكون قائما على الأشياء التى يحبها , أى شهوة البطون والشهوة الجنسية أو بتعبير آخر فى ألأكل والشرب والتزوج والولائم والذبائح وذبح الضحايا ظناً منه بأنه تحت هذا الستار يستطيع إشباع شهواته بطريقة أكثر قبولاً (3)
4 - على أننى لم أتجاسر أن أرفض السفر لأن الكثيرين من الأخوة كانوا يجلونه جداً ولكننى أعتبر أنه فوق أدراكى , وأن فى كل جزء معانى عجيبة جداً مختفية لأننى إن كنت لا أفهم الكلمات فأظن أن ورائها معنى أعمق .
5 - واننى أريد أن أقيسها أو أحكم عليها بعقلى , بل أعتبرها أعلى من أن أدركها , تاركاً مجال أوسع للأيمان , ولست أرفض ما لا أدركه , بل بالعكس أتعجب لأننى لا أفهمه .
6 - بعد هذا يفحص كل سفر الرؤيا وبعد أن يبرهن أستحالة فهمه حرفياً يبدأ القول : " وبعد أن أكما النبى كل النبوة , كما دعيت يصرح بغبطة من يحفظونها وغبطة نفسه إذ يقول : طوبى لمن يحفظ أقوال نبوة هذا الكتاب , ولى أنا يوحنا الذى كان ينظر ويسمع هذا (رؤ 22 : 7و 8)
7 - ولأجل هذا لا أنكر أنه كان يدعى يوحنا , وأن هذا السفر كتابة شخص يدعى يوحنا , وأوافق أيضاً أنه من تصنيف رجل قديس ملهم بالروح القدس , ولكننى لا أصدق بأنه هو الرسول أبن زبدى , أخ يعقوب كاتب أنجيل يوحنا والرسالة الجامعة (4)
8- لأننى أستطيع الحكم من طبيعة كليهما , ومن صيغة التعابير , ومن مضمون كل السفر , أنه ليس من تصنيفه , لأن الإنجيلى لم يذكر أسمه فى أى مكان , ولم يعلن عن ذاته لا فى الأنجيل ولا فى الرسالة .
9 - وبعد ذلك يضيف قائلاً : " ويوحنا لم يتحدث قط مشيراً إلى نفسه , أو أى شخص آخر (5) أما كاتب السفر الرؤيا فيقدم نفسه فى البداية : أعلان (رؤيا) يسوع المسيح الذى أعطاه له ليرى عبيده سريعاً , وهو أرسله وبينه بيد ملاكه لعبده يوحنا الذى شهد بكلمة الرب وبشهادته بكل ما رآه (رؤ 1: 1و 2)
10 - ثم كتب رسالة أيضاً : يوحنا إلى السبع الكنائس التى فى آسيا نعمة لكم وسلام (رؤ 1:4) أما ألنجيلى فإنه لم يصدر حتى الرسالة الجامعة بإسمه , بل يبدأ بسر ارؤيا الإلهية نفسها دون أيه مقدمة : الذى كان من البدء الذى سمعناه ورأيناه بعيوننا (1يو 1:1) لأنه من أجل أعلان كهذا بارك الرب ايضاً بطرس قائلاً : " طوبى لك ياسمعان بن يونا لأن لحماً ودماً لم يعلن لك لكن أبى السماوى (مت 16:1 - 17)
11 - وأسم يوحنا لم يظهر حتى فى رسالتى يوحنا الثانية والثالثة المشهورتين رغم قصرهما بل تبدآن بهذه الكلمة " الشيخ " دون ذكر أى أسم أما هذا المؤلف فإنه لم يكتفى بذكر أسمه مرة ثم يبدأ مؤلفه , بل يكرره ثانية : أنا يوحنا أخوكم وشريككم فى الضيقة وفى ملكوت يسوع المسيح وصبره كنت فى الجزيرة التى تدعى بطمس من أجل كلمة الرب وشهادة يسوع (رؤ1: 9) وقبيل الختام يتحدث هكذا : طوبى لمن يحفظ أقوال نبوة هذا الكتاب , ولى أنا يوحنا الذى كان ينظر ويسمع هذا (رؤ22 : 7 - 8)
12 - ولكن يجب التسليم بأن كاتب هذه المور كان يدعى يوحنا كما يقرر هو , ولو أنه غير واضح من هو يوحنا هذا , لأنه لم يقل كما قيل مراراً فى الأنجيل , أنه التلميذ المحبوب من الرب (يو13: 23 و19 : 26 ..) أو الذى أتكأ على صدره (يو 13: 23 و25) أو أخ يعقوب , أو الذى شهد وسمع الرب .
13 - لأنه لو أراد أن يبين بوضوح لذكر هذه الأمور , ولكنه لم يذكر منها شيئاً , بل تحدث عن نفسه كأخينا وشريكنا وشاهد ليسوع المسيح ومغبوط لأنه رأى وسمع الرؤي .
14 - وفى أعتقادى أنه كان هنالك كثيرون بنفس أسم الرسول يوحنا , الذين بسبب محبتهم له وأعجابهم به وأقتدائهم به ورغبتهم فى أن يكونوا محبوبين من الرب مثله , أتخذوا نفس اللقب كما يسمى الكثيرون من أبناء المؤمنين بولس وبطرس .
15 - فمثلاً يوجد أيضاً يوحنا آخر ملقب مرقس , ذكر أسمه فى سفر اعمال الرسل (أع12: 12 و25 و 13: 5 ..) أخذه بولس وبرنابا معهما , وقيل عنه أيضاً : وكان معهما يوحنا خادماً (أع13: 5) ولكننى لا أقصد القول أنه هو الذى كتب هذا السفر لأنه لم يكتب أنه ذهب معهما إلى آسيا , بل قيل : " ولما قلع من بافوس بولس ومن معه أتوا إلى برجه بمفيلية , وأما يوحنا ففارقهم ورجع إلى أورشليم (أع13: 13)
16 - ولكننى أعتقد أنه كان شخصاً آخر ممن كانوا فى آسيا , إذ يقولون أنه يوجد نصبان تذكاريان فى أفسس يحمل كل منهم أسم يوحنا .
17 - ومن مجموعة الآراء , ومن الكلمات وترتيبها , يستنتج أن هذا يختلف عن ذلك (6)
18 - أن الإنجيل والرسالة يتفقان مع بعضهما , ويبدآن بأسلوب واحد , الأول يقول : فى البدء كان الكلمة , والثانى يقول : الذى كان من البدء .. الأول يقول : والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من ألاب , والثانى يقرر نفس الأمر مع تغيير طفيف , الذى سمعناه الذى رأيناه بعيوننا , ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحيوة فإن الحياة أظهرت .
19 - ولأنه يبدأ بهذا متمسكاً بها - كما يتضح مما يلى - أحتجاجاً على من قالوا أن الرب لم يأت فى الجسد , ولذلك حرص أيضاً على أن يقول : وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التى كانت عند الآب وأظهرت لنا : الذى رأيناه وسمعناه نخبركم به أيضاً .
20 ثم انه يتمسك بهذا ولا يتحول عن موضوعه , بل يناقش كل شئ تحت نفس رؤوس المواضيع والأسماء , سوف نذكر بعضها بإيجاز .
21 - والباحث المدقق يجد هذه التعابير تتردد مراراً فى كليهما : " الحياة - النور - الأنتقال من الظلمة "
وبصفة مستمرة أيضاً ترد هذه العبارات : " الحق - النعمة - الفرح - جسد ودم الرب - الدينونة - مغفرة الخطايا - محبة الرب نحونا - الوصية أن نحب بعضنا بعضاً - وأن نحفظ كل الوصايا - دينونة العالم وأبليس وضد المسيح - موعد الروح القدس - التبنى للرب - الإيمان "
المطلوب منا بصفة مستمرة
: " الآب والأبن .. هذه وردت فى كل مكان , والواقع أنه يمكن بوضوح أن يرى نفس الطابع الواحد يحمله النجيل والرسالة
22 أما سفر الرؤيا فيختلف عن هذه الكتابات وغريب عنها , ولا يمس موضوع السفرين من قريب أو بعيد ويكاد يخلوا من أى تعبير يوجد فيهما .
23 - والأكثر من هذا الرسالة , ولأتجاوز عن الأنجيل , لا تذكر سفر الرؤيا ولا تضمن أيه أشارة لها , كذالك لا يشير سفر الرؤيا إلى الرسالة , مع أن بولس فى رسائله يشير إلى رؤاه ولو لم يدونها منفردة . 24 - وعلاوة على هذا فإن أسلوب الأنجيل والراسلة يختلف عن اسلوب سفر الرؤيا .
25 - لأنهما لم يكتبا فقط دون أى خطأ فى اللغة اليونانية , بل أيضاً بسمو فى التعبير والمنطق وفى فحواهما بكليته , أنهما أبعد ما يكون عن أعثار أى بربرى أو عامى , لأن الكاتب كانت له على ما يظهر موهبتا الحديث , أى موهبة العلم , وموهبة التعبير , اللتين وهبه الرب أياهما .
26 - وأنا لا أنكر أن الكاتب الآخر رأى رؤيا ونال علما ونبوة .
المـــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السابع الفصل 25 (ك7 ف 25)
(2) أى البابا القبطى ديونيسوس هو الذى يتحدث
(3) راجع تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (ك3 ف 28 )
(4) بخصوص الأنجيل والرسالة راجع راجع تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (ك3 ف 24 )
(5) أى أنه لم يتحدث عن نفسه بصيغة المتكلم مثلاً " أنا يوحنا " .. ولا بصيغة الغائب كقوله مثلاً " عبده يوحنا "
(6) أى ان كاتب سفر الرؤيا يختلف عن كاتب الأنجيل والرسائل .




الرسالة الثانية من البابا ديونيسيوس إلى جرمانوس الأسقف




ذكر المؤرخ القس منسى يوحنا (1) أن : " تلقى البابا ديونيسيوس اثناء نفيه فى رسالة من احد أساقفة مصر وهو جرمانوس يلومه فيها على أبطال الإجتماعات العمومية فرد البابا ديونيسيوس بكتاب يصف فيه كيفية القبض عليه فقال :
" ولما حللنا سيفرد (2) ألتف حولنا جم غفير من ألخوة الذين جاءوا معنا من الأسكندرية ومن الذين وفدوا إلينا من مصر بعد وصولنا إلى هنا وهكذا مهد الرب سبيلاً لكلمته فى هذه الجهة كما فى كل الأماكن الأخرى .
صحيح أن أعدائنا فى بادئ الأمر أضطهدونا ورشقونا بالأحجار ولكن أخيراً ترك كثير من الوثنيين أصنامهم ونبذوها ظهرياً وأقبلوا غلى الرب بقلوبهم لأن كلمته غرست فى أفئدتهم كما يغرس البذار فى ارض ذات زرع وكانوا لم يسمعوا عنها من ذى قبل , وكان الرب أراد أن يأتى بنا إلى هذا المنفى لنذيع بشارة الخلاص فيه فلما تم ذلك وأفلحنا شائت مشيئته أن ننتقل إلى مكان آخر لهذه الغاية عينها , وذلك أن غيمليانوس أبن ألمبراطور قصد أن ينقلنا إلى اماكن أشد ضرراً وأكثر تعباً ومشحونة بالمخاوف والمخاطر .
ثم امر سكان أقليم مريوط أن يلتئموا فى مكان واحد خصصة لهم وعين لهم قرى معرفة يقيمون فيها فيما بعد , أما نحن والذين تبعونا فأوصوا أن نبقى مطروحين فى الطريق بلا مأوى ولا ملجأ لأنه لم يكن شك فى اننا أناس لا نركن إلى الفرار ولا نميل إلى الهروب بل وثق أنه متى أراد يسهل عليه القبض علينا بدون مشقة ولا أخفى أننى عندما صدر لى الأمر بالأرتحال إلى سيفرد هذه لم اكن هذه ولم اكن اعلم إلى اين أسير ولا أعرف شيئاً عن المكان الذى أنفى أليه بل كنت بالكاد أعرف أسمه من قبل ولكنى كنت فرحاً جزلاً لعلمى لعلمى أن هذه إرادة الرب , إلا أنهم امرونى بالأنتقال إلى مكان أسمه كولونيوس تأثرت تأثيراً شهدة الحاضرون لأننى علمت أن هذا المكان سيكون كسجن لى لا أستطيع فيه أن اتمم العمل المطلوب منى ولذلك تضايقت أولاً بالنسبة لهذا الخبر وثقل سماعه على أذنى مع اننى كنت عالماً بهذا القليم وأكثر خبرة به من عيرى ولكن قيل لى أنه خال من الأخوة المسيحيين وليس فيه أحد من الأفاضل الرجال لاذين تتلذذ النفس لمعاشرتهم فضلاً عن انه عرضة لوقاحة المسافرين ورذائلهم ومكمن للصوص وقطاع الطرق إلا أن بعض إلا أن بعض الأخوة واسونى إذ أخبرونى أنه قريب من مدينة الأسكندرية , ومما يسر القلب أن سيفرد التى نفينا إليها جمعتنا بكثيرين من الأخوة المسيحيين , الذين لم نكن لنراهم لولاها وبواسطة إجتماعاتنا وأتباطاتنا تمكنا من نشر كلمة الرب وإذاعة خبر الخلاص بطريقة لم تكن لنحصل عليها لوللا هذا المنفى , وإذ كانت الأسكندرية قريبة من هذا المكان الذى كنا نقيم فيه تمتعنا كثيراً بمشاهدة الذين نحبهم ونميل إليهم وقد كانوا يجيئون لزيارتنا دائماً ويمكثون معنا طويلاً ولذلك كنا نمثل جمعية عظيمة كانت تلتئم فى أقصى مكان فى الأسكندرية , ولم تزل هذه الجمعيات توالى أنعقادها لسماع كلمة الرب حتى بعد أن تركناها ورجعنا إلى مدينتنا " أ .
المـــــــراجع
(1) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 87
(2) سيفرد بلدة شمالى القطر المصرى

نهاية إضطهاد فالريان

السلام الذى فى أيام الأمبراطور بيليوس
يذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1)تحت عنوان السلام الذى ساد فى عهد جالينوس :
1 - وبعد هذا بوقت قصير وقع فالريان أسيراً فى أيدى البرابرة (2) , وأما أبنه فإذ صار الحاكم الوحيد , أدار الحكم بأكثر حكمة , وللحال أوقف الأضطهاد الحال بنا بنداء علنى , وطلب من الأساقفة أن يمارسوا وظائفهم المعتادة بحرية , وذلك بأمر كتابى جاء فيه :
2 - الأمبراطور قيصر بيليوس ليسينيوس جالينوس , بيوس فيلكس أوغسطس , إلى ديونيسيوس وبيناس وديمتريوس والأساقفة الآخرين , لقد أصدرت أمرى بإغداق هباتى على كل العالم , وأن يبتعدوا عن أماكن العبادة (3) , ولهذا يمكنكم أستخدام هذه الصورة من أمرى لكى لا يزعجكم أحداً , وهذا الذى تستطيعون فعله الآن شرعاً قد سبق أن منحته منذ زمن طويل (4) , لذلك فسيتولى تنفيذ أمرى هذا الذى أعطيته أوريليوس كيرينيوس المتولى إدارة جميع الشئون . " .. هذا ما ترجمته من اللغة اللاتينية ليسهل فهمه , ولا يزال باقياً أمر ملكى آخر أصدره ووجهة إلى أساقفة آخرين يسمح لهم فيها بإمتلاك أماكن عبادتهم ثانية
المـــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السابع الفصل 11 ( ك7 ف 11)
(2) أسره ملك الفرس حوالى سنة 260 م ومات فى الأسر , وبمجرد أسره تولى الأمبراطورية أبنه جالينوس Gallienus الذى كان يشترك فى الحكم معه .
(3) أن يبتعد الوثنيون عن أماكن العبادة المسيحية .
(4) يشير إلى الحرية التى يتمتعون بها والتى قد أصدر بها امراً منذ زمن طويل بعد أرتقائه عرش الأمبراطورية مباشرة ولكنها لم تنفذ فى مصر فى الحال بسبب مكريانوس الوالى الشرير
الأقباط الأبطال والجوع والوبأ فى أرض مصر
يذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1) تحت عنوان " رسائل ديونيسيوس الفصحية التى فيها يقدم أيضاً قانونا فصحياً " : وعلاوة على رسائل ديونيسيوس , السابق ذكرها , فقد كتب أيضاً فى ذلك الوقت رسائله الفصحية التى لا تزال باقية (2) , يستخدم فيها كلمات ثناء وتبجيل عن عيد الفصح , وقد وجه أحدى هذه إلى فلافيوس وأخرى إلى دومتيوس وديديموس , بين فيها قاعدة ممارسة الفصح لثمانى سنوات , موضحاً أنه لا يليق ممارسة عيد الفصح إلا بعد الأعتدال الربيعى , وعلاوة على هذة أرسل رسالة أخرى إلى زملائة قسوس الأسكندرية , وكذا رسائل أخرى لأشخاص مختلفين أثناء الإضطهاد .
يذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (ك7 ف 21) تحت عنوان " الحوادث التى تمت فى الأسكندرية " :
1 - لم يكد السلام يستقر حتى عاد مرة أخرى إلى الأسكندرية ولكن إذ أثيرت الفتنة والحرب مرة أخرى , مما جعل الأمر مستحيلاً عليه أن يفتقد كل الأخوة الذين بعثرتهم القلاقل فى أمكنة مختلفة , فقد وجه إليهم رسالة أخرى يوم عيد الفصح كأنه لا يزال منفياً من الإسكندرية .
3 - وفى رسالة فصحية أخرى كتبها فيما بعد إلى هيراكس أحد أساقفة مصر , يذكر الفتنة التى كانت ثائرة فى الأسكندرية وقتئذ , وذلك كما يلى : " أيه غرابه أن عسر على الأتصال بالرسائل بمن يقيمون بعيداً طالما كان فى غير مقدورى محاجة نفسى , أو مشاورة أحد لأنقاذ حياتى ؟
3 - أننى أريد أن أرسل بعض الرسائل لمن هم كأحشائى (فليمون 12) وهم أخوة يعيشون فى بيت واحد , بنفس واحدة , وأبناء كنيسة واحدة , ولكننى لست أعرف كيف أرسل هذه الرسائل , لأنه أيسر أن يعبر الإنسان لا حدود المملكة فحسب , حتى من الشرق غلى الغرب , عن أن يذهب من الأسكندرية إلى الإسكندرية نفسها .
4 - فقلب المدينة شائك جداً , وإجتيازة أصعب من أجتياز الصحراء الواسعة المقفرة التى عبرها جيلان من بنى أسرائيل , أما موانئنا الهادئة فقد أصبحت كالبحر الذى أنشق , وأصبحت له أسوار , وعبره أسرائيل , وأبتلع فيه المصريون , لأنها كثيراً ما بدت كالبحر الحمر بسبب كثرة القتلى فيها .
5 - وأما النهر الذى يجرى بجوار المدينة فكان يبدوا احياناً أجف من البرية , وأشد فقراً من تلك التى إذ عبرها إسرائيل قاسوا مرارة العطش , حتى تذمروا على موسى , ففاضت المياة من الصخرة , بنعمة ذاك الذى يستطيع وحده صنع العجائب .
6 - وكانت تفيض بغزارة شديدة حتى غطت الأراضى المجاورة والطرق والحقول , مهددة بإعادة الفيضان الذى حدث أيام نوح , وكانت تفيض بصفة مستمرة , وملوثة دواماً بالدماء والقتلى والغرقى , كما حدث لفرعون على يد موسى , عندما تحولت إلى دم وأنتنت .
7 - وأى مياة أخرى تطهر المياة التى تطهر كل شئ ؟ كيف يستطيع المحيط العظيم , الذى يعجز البشر عن إجتيازه , أن يطهر هذا البحر المر لو أنه سكب فيه ؟ أو كيف يستطيع النهر العظيم , الذى فاض من عدن , أن يطهر الفساد لو انه سكب رؤوسه الأربعة التى يتفرع إليها عند نهر جيجون ؟
8 - أو كيف يمكن أن يتطهر الجو وقد تسمم بهذه الأنفاس النجسة ؟ فالأبخرة تتصاعد من الأرض , والرياح من البحر , والنسيم من النهر , والضباب من الموانى , واصبح الندى كأنه أفرازات الجثث التى تعفنت وتحللت إلى كل العناصر المحيطة بنا .
9 - ومع ذلك فالناس يتعجبون ولا يستطيعون أن يدركوا من اين هذه الأوبئة المستمرة , والأمراض الشديدة , والأسقام القاتلة من كل نوع , وحالات الهلاك المختلفة , وأفناء البشرية على نطاق واسع , لماذا لم يعد بهذه المدينة مثل تلك الكثرة من السكان , من ألأطفال الرضع إلى المتقدمين فى السن كما كانت تضم من قبل من بين أولئك الذين كانت تدعوهم شيوخاً أقوياء فالرجال من سن الأربعين إلى السبعين كانوا وقتئذ أكثر عدداً حتى أصبح عددهم الآن لا يوازى السكان من سن ألربعة عشرة إلى الثمانين , عند عمل الأحصائية من أجل مؤونة الطعام العامة .
10 - وأصبح شكل الصغر كأنه مساو فى العمر لمن كانوا سابقاً أكبر , ورغم أنهم يرون الجنس البشرى فى تناقص مستمر , ورغم أن حالات الأفناء العامة فى تزايد , فإنهم لا يرتعبون ولا يقشعرون " يذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (ك7 ف 22) تحت عنوان " الوبأ الذى حل بهم "
1 - وبعد هذه الحوادث حل مرض وبائى فى أثر الحرب , وغذ أقترب العيد كتب أيضاً إلى الأخوة واصفا الآلام التى نتجت من هذه المصيبة .
2 - قد يبدو لأشخاص آخرين (يقصد الوثنيين) أن هذا الوقت ليس مناسباً للعيد , والواقع أنه لا هذا الوقت مناسباً لهم ولا غيره , فلا الأوقات المحزنة مناسبة , ولا حتى التى يظن أنها مبهجة , نحن الآن لا نرى ألا الدموع , وكل واحد ينوح , والعويل يرن صداه كل يوم فى المدينة بسبب كثرة الموتى .
3 - لأنه كما كتب عن أبكار المصريين هكذا حدث الآن صراخ عظيم , لأنه لم يكن بيت ليس فيه ميت (خر12: 30 ) وليت الأمر اقتصر عند هذا الحد .
4 - فقد حدث أمور مروعة كثيرة , أولاً أنهم طردونا , لكننا أحتفلنا بالعيد حتى فى ذلك القوت , ونحن وحدنا , مضطهدون , ومحكوم علينا بالموت من الجميع , وكل مكان كابدنا فيه المصائب كان لنا مكان أعياد , الحقول والبرارى والسفن والفنادق والسجون , أما الشهداء الذين كملوا جهادهم فقد أحتفلوا بأبهج عيد , لإذ عيدوا فى السماء .
5 - وبعد هذا حل الحرب والمجاعة , الأمر الذى تحملناه بالسوية مع الوثنيين , أما نحن فقد تحملنا وحدنا تلك المور التى عذبونا بها , وفى نفس الوقت تحملنا نتائج ما عذبوا به بعضهم البعض , ثم أننا فرحنا بسلام المسيح الذى وهبه لنا وحدنا .
6 - ولكن بعد أن تمتعنا نحن وهم , بفترة راحة قصيرة داهمنا هذا الوبأ , وقد كان مروعاً جداً أشد من أى شئ آخر مخيف , كما كان عديم الأحتمال , أشد من أيه مصيبة أخرى , وكما قال أحد كتابهم كان هو الوحيد الذى ينتقى معه كل رجاء , أما لنا فلم يكن الأمر كذلك , بل كان كغيره فرصة للتدريب والأختبار , ومع أننا لم نكن بمأمن منه إلا أنه هاجم الوثنيين بأشد قسوة .
7 - وبعد ذلك يضيف الآتى : " ولقد كان أكثر أخواننا أسخياء جداً فى محبتهم الزائدة وعطفهم الأخوى فإزدادت رابطتهم بعضهم ببعض , وزاروا المرضى بلا خوف , وخدموهم بصفة مستمرة , خادمين إياهم فى المسيح , وماتوا معهم بأعظم فرح متحملين نكبات ألاخرين , وناقلين المرض من جيرانهم إلى أنفسهم , ومتقبلين آلامهم عن طيب خاطر , وكثيرين ممن كانوا يعانون من المرض كانوا يخدمون الذين عندهم المرض أشد ثم ماتوا هم أنفسهم , وقد حققوا بالفعل المثل السائر الذى كان يبدو دواماً مجرد تعبير للمجاملة , با،هم أعتبروا أقذار الآخرين وسيلة إرتحالهم .
8 - والواقع أن صفوة أخوتنا أرتحلوا من هذه الحياة بهذه الكيفية , بما فى ذلك بعض القسوس والشمامسة , وأبرز الشخصيات بين الشعب , وهكذا أصبح هذا النوع من الموت لا يقل شأناً عن الأستشهاد , بسبب ما تجلى فيه من التقوى العميقة والإيمان القوى .
9 - وقد أخذوا أجساد القديسين على أيديهم , وفى أحضانهم , وأغمضوا عيونهم وأغلقوا أفواههم , وحملوهم على أكتافهم , وأخرجوها خارجاً , وتشبثوا بها وعانقوها , ورتبوا لها كل ما يليق بها من غسل وأكفان , وبعد قليل كانوا هم أنفسهم يلقون هذه المعاملة , لأن الذين كانوا ينجون من الموت بصفة مستمرة يلحقون سابقيهم .
10 - أما الوثنيين فكان كل شئ على العكس من هذا , فقد كانوا يهجرون كل ما بدأت تدب فيهم أعراض المرض , ويهربون من أعز أصدقائهم , وكانوا يطرحونهم خارجاً فى الشوارع عندما يوشكون على الموت , ويتركونهم موتى كالزبالة دون نفيهم , وكانوا يتجنبون أى أتصال بالموتى , ولكنهم كل ما أتخذوه من أحتياطات , فلم ينجوا من الموت .
11 - بعد هذه الرسالة إذ عاد السلام إلى المدينة , كتب رسالة فصحية أخرى للأخوه فى مصر , ثم رسائل أخرى عديدة علاوة على هذه , وهنالك أيضاً رسالة أخرى , لا زالت باقية , عن السبت وأخرى عن التدريب .
12 - وعلاوة على ذلك كتب أيضاً رسالة إلى هرمامون والأخوة فى مصر , متحدثاً فيها بالتفصيل عن شر ديسيوس وخلفائه عن السلام فى عهد جالينوس .
المـــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السابع الفصل 20 و 21 (ك7 ف 20 و 21)
(2) ذكر ناشر الترجمة الأنجليزية : " كانت من عادة أساقفة الأسكندرية إرسال رسالة قبل عيد الفصح فى كل سنة تتضمن بعض النصائح وتحدد وقت العيد , وكانت عادة جمبع الأساقفة فى تلك الأجيال القديمة , ولكن لم يبق من هذه الرسائل سوى يعض منها لأثناسيوس , وقليل لـ ثاؤفيلس , وثلاثين لكيرلس .
(3) أى ديونيسيوس

الخميس، مايو 20، 2010

إضطهاد الأمبراطور الرومانى فاليريان والأقباط

نفى البابا ديونيسيوس القبطى إلى ليبيا

يقول المؤرخ يوسابيوس (1) فى تاريخ الكنيسة تحت عنوان " فاليران والإضطهاد الذى حل بعهده " :

1 - وبعد أن حكم جالوس (2) وغيره من الحكام أقل من سنتين قوضت عروشهم , وتقلد زمام الأمبراطورية فاليريان مع أبنه جالينوس .
2 - أما الظروف التى رواها ديونيسيوس فنستطيع معرفتها من رسالته إلى هرمانوس (3) التى يقدم فيها الوصف التالى : وهذا ما أعلن إلى يوحنا أيضاً لأنه كما يقول : أعطى فمات يتكلم بعظائم وتجاديف , واعطى سلطاناً وأثنين وأربعين شهراً (4)
3 - والعجيب أن كلا هذين الأمرين حدثا فى عهد فالريان , وعندما نتأمل فى اخلاقة السابقة نزداد تعجباً , لأنه كان لطيفاً نحور رجال الرب , ومحباً لهم , إذ لم يعاملهم أحد من الأباطرة قبله بهذا اللطف وهذه الرقة , وحتى الذين قيل عنهم علانية بأنهم مسيحيون (5) لم يظهروا لهم مثل تلك المحبة والود والكرم التى أظهرها هو فى بداية حكمة لأن بيته بأكملة كان مليئاً بالأشخاص الأتقياء وكان كنيسة للرب .
4 - ولكن معلم ورئيس مجمع المجوس المصرى أقنعه بأن يغير خطته , وحضه على قتل وأضطهاد الأتقياء , لأنهم قاوموا وعطلوا التعاويذ القبيحة الدنسة , إذ كان ولا يزال هنالك أشخاص قادرون على نشر آراء الشياطين , وإغراء على ممارسة أعمال السحر والعرافة وتقديم الذبائح المرذولة وقتل أطفال لا حصر لهم , وذبح ذرية الآباء المساكين , وشق بطون الأطفال حديثى الولادة , وتشوية خليقة الرب أو تمزيقها أرباً , كأنهم بأمثال هذه التصرفات ينالون السعادة .
5 - ثم يضيف إلى هذه ما يلى : " وكانت عظيمة حقاً تقدمات الشكر (6) التى أتى بها مكريانوس لأجل الأمبراطورية التى كانت موضوع آماله وأحلامه , ويقال أنه كان سابقاً وزير خزانة الأمبراطور , ومع ذلك لم يفعل شيئاً يستحق المدح أو يعود بالخير العام , بل تم فيه القول النبوى :
6 - " ويل لمن يتنبأون من تلقاء ذواتهم دون مراعاة للصالح العام (7) لأنه لم يدرك أعمال العناية العامة , ولا نظر إلى دينونة من هو قبل الكل وفوق الكل , لذلك صار عدو للكنيسة العامة , وأبعد نفسه عن رحمة الرب , وهرب من خلاصة لأبعد حد وبهذا أظهر حقيقة أسمه (8)
7 - وبعد ذلك يقول أيضاً : " لأن فالريان إذ أغراه هذا الرجل على هذه الأعمال حلت به التعييرات والأهانات لما قاله أشعيا : " هم أختاروا طرقهم ومكرهاتهم التى سرت بها أنفسهم , فأنا أيضاً أختار ضلالاتهم , وخطاياهم أجلبها عليهم (9)
8 - : " على أن هذا الشخص (10) أشتهى الملك شهوة جنونية , وهو غير أهل له , وإذ لم يستطع وضع الثوب الملكى على جسده الكسيح قدم أبيه لحمل خطايا أبيهما (11) وقد حق عليهما التصريح الذى صرح به الرب : أفتقد ذنوي الآباء فى الأبناء فى الجيل الثالث والرابع من مبغضى (12)
9 - لأن الرب إذ كدس على رأسى أبية شهواته الردية التى نجح فيها جلب عليهما شره وبغضته لله " هذا ما رواه ديونيسيوس عن فالريان .

المـــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السابع الفصل العاشر (ك7 ف 10)
(2) حكم الأمبراطور الرومانى جالوس Gallus وأبنه فولوسيان Volusian من أواخر سنة 251 إلى منتصف سنة 253 م وحدث أن ثار عليه عدوه أميليان Aemilian وقلب الأمبراطورية عليه وأصبح أمبراطوراً ولكن سرعان ما قتل ثم جلس فالريان على كرسى الأمبراطورية الرومانية - وكان فالريان Valerian قائد الجيش لـ جالوس الأول
(3) إذا أردت المزيد راجع كتاب تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (ك 7 ف1)
(4) رؤ 13: 5
(5) أى من الأباطرة , ومما يذكر أنه كان فيلبس أول امبراطور سابق قيل عنه أنه مسيحى راجع كتاب تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (ك6 ف 34 )
(6) أى الأرواح النجسة ويعنى : أن ألرواح النجسة وعدته بالقوة فقد أظهر شكرة لها بإغراء الأمبراطور فالريان لأضطهاد المسيحيين .
(7) حز 13: 2 و3
(8) أسمه " مكريانوس " مشتق من " مكران " وتعنى بعيد
(9) أش 66 : 3 و 4
(10) أى مكريانوس
(11) يقرر ديونيسيوس راجع كتاب تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى ( ك 7 ف 23) وقد خدع مكريانوس فالريان فى الحرب , وقد سقط فالريان فى أيدى الفرس سنة 260 م - فقام الجند بمكريانوس أمبراطوراً وكان هذا الأمبراطور اعرج وكبيراً فى السن فأشرك معه أبنيه كيتوس ومكريانوس .
(12) خر 20 : 5
نفى البابا ديونيسيوس القبطى إلى منطقة نائية فى مريوط
يذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1):
الإضطهادات التى حدثت وقتئذ لديونيسيوس والذين فى مصر
1 - أما عن الأضطهاد الذى حدث بوحشية فى عهده , والآلام التى تحملها ديونيسيوس مع غيره من أجل تقوى إله الكون , فتبينها كلماته التى كتبها رداً على جرمانوس (13) الأسقف المعاصر الذى حاول الطعن فيه , وهاك كلماته .
2 - " يقينا أننى فى خطر السقوط فى حماقة شديدة وغباوة شنيعة لإضطرارى إلى التحدث عن عناية الرب العجيبة بنا , ولكن طالما كان قبل (14) وأما سر الملك فخير أن يكتم وأما ا‘مال الرب فأذاعتها والأعتراف بها كرامة , فأننى سأذيع ظلم جرمانوس .
3 - أننى لم أذهب وحدى إلى امليانوس (15) بل ذهب معى زميلى القس مكسيموس (16) والشمامسة فوستوس (17) ويوسابيوس (18) وكميرون وذهب معى أيضاً أخ من روما كان حاضراً .
4 - على أن امليانوس لم يقل فى فى البداية : لا تعقد أجتماعات (19) لأن هذا كان أمراً خارجاً عن حدود تفكيره , وآخر ما يفكر فيه شخص يطلب إتمام الأمر لأنه لم يكن يبالى بإجتماعاتنا , بل كان كل ما يهمه أن لا نكون مسيحيين , وقد أمرنى أن أكف عن أن أكون مسيحياً , ظناً منه بأننى إن تحولت عن المسيحية تبعنى الآخرون .
5 - ولكننى أجبته , لا بطريقة خارجة عن حدود اللياقة ولا بكلمات كثيرة , بل قلت : ينبغى أن نطيع الرب أكثر من الناس (أع5: 29) وشهدت علانية أننى أعبد الرب الواحد ولا سواه , وأننى لن اتحول عن هذا , ولن أكف عن أن أكون مسيحياً , وعلى أثر ذلك أمرنا بالذهاب إلى قرية قرب الصحراء تدعى ستروا (20)
6 - لكن أصغ إلى نفس الكلمات التى قالها الطرفان كما سجلت : " إذ دعى إلى المحاكمة ديونيسيوس وفوستوس ومكسيموس ومارسيليوس وكريمون قال أمليانوس الوالى , لقد ناقشتكم شفوياً عن الرأفة التى أظهرها نحوكم حكامنا .
7 - لأنهم أعطوكم الفرصة لتنجوا أنفسكم إن رجعتم إلى ما يتفق مع الطبيعة , وعبدتم الآلهة التى تحرس أمبراطوريتها , وتركتم ما يخالف الطبيعة , بماذا تجاوبون إذاً ؟ لأننى لا أظن أنكم تنكرون جميلهم نحو رأفتهم بكم طالما كانوا يريدون أن يردوكم إلى طريق أفضل .
8 - فأجاب ديونيسيوس : " أن كل البشر لا يعبدون كل الآلهة , بل كل واحد يعبد من يستحسنة , لذلك فإننا نكرم ونعبد الإله الواحد بارئ الكل , الذى أعطى الأمبراطورية إلى الجليل الشأن .. فالريان وجالينوس المنعم عليهما من الرب , ونحن نصلى إليه دوماً من أجل أمبراطوريتهما , لكى تبقى غير متزعزعة .
9 - فقال لهم أمليانوس الوالى : " ومن أمركم أن تعبدوه إن كان إلهاً مع تلك التى هى بالطبيعة آلهة لأنكم قد أمرتم أن توقروا الآلهة , والآلهة التى يعرفها الجميع , فأجاب ديونيسيوس : " نحن لن نعبد آخر"
10 - فقال لهم أمليانوس الوالى : " أنا أرى أنكم ناكروا الجميل وغير شاعرين برأفة حكامنا , لذلك لن تبقوا فى هذه المدينة , بل سترسلون غلى أقاليم ليبيا , إلى مكان يدعى سفرو .. لأننى أخترت هذا المكان كأمر حكامنا , ولن يسمح لكم ولا لغيركم بأى حال من الأحوال بعقد أجتماعات , أو الدخول إلى مساكنكم
11- وإن رؤى اى واحد خارج المكان الذى امرتكم به , إن وجد فى أى إجتماع عرض نفسه للخطر , لأننا سوف لا نتردد عن القصاص المناسب , فإذهبوا إلى حيث أمرتم . .. " وعجلنى بالخروج رغم أننى كنت مريضاً , دون أعطائى مهلة حتى يوماً واحداً , لإايه فرصة كانت لى حينئذ لعقد إجتماعات أو عدم عقدها .
12 - وبعد ذلك يقول : " ولكننا بمعونة الرب لم نبطل الإجتماعات العلنية , بل دعوت بإجتهاد أكثر أولئط الذين كانوا فى المدينة ليجتمعوا معاً , كأننى كنت معهم , إذ كنت كما قيل حاضراً بالروح ولو كنت غائباً بالجسد (1كو 5: 3) , وفى سفرو أجتمعت معنا كنيسة عظيمة من الأخوة الذين تبعونا إلى المدينة والذين رافقونا من مصر , وهناك فتح الرب لنا باباً للكلمة (كو4 : 3)
13 - وفى بداية المر أضطهدنا ورجمنا , ولكن فيما بعد ترك الكثيرون من الأخوة العبادة الوثنية , ورجعوا إلى الرب , لأنهم إلى ذلك الوقت لم يكونوا قد سمعوا الكلمة إلى أن غرسناها نحن أولاً .
14 - وكان الرب قد أتى إليهم لهذا الغرض , وعندما أتممنا هذه الخدمة نقلنا إلى مكان آخر , لأنه يبدو أن أمليانوس الوالى أراد أن ينقلنا إلى أمكنة أردأ وأكثر شبهاً بصحراء ليبيا , لذلك أمرهم أن يجتمعوا من كل الأقطار إلى مريوط (21), وحدد لهم قرى مختلفة فى ذلك القطر , ولكنه أمر بأن نوضع نحن فى أقرب مكان للطريق لكى نكون أول من يلقى القبض عليهم , لأنه واضح أنه رتب الأمور بحيث يستطيع أن يلقى القبض على جميعنا بسهولة فى الوقت الذى يريده .
15 - وعندما صدر الأمر إلى فى بداية الأمر بالذهاب غلى سفرو لم أكن أعرف المكان , بل لم أسمع به من قبل , ومع ذلك ذهبت إليه مسروراً مبتهجاً , ولكن عندما أمرت بالأنتقال إلى أقليم كولوثيون فإن من كانوا معنا يعرفون كيف تأثرت بالخبر .
16 - وهنا سوف اتهم نفسى بنفسى , ففى البداية حزنت وأضطربت جداً , إذ أن تلك الأمكنة وإن كانت أكثر شهرة , ومعروفة لنا أكثر , إلا أنه كان يقال بأنها خالية من ألخوة , من الأشخاص ذو الأخلاق الطيبة , ومعرضة للأزعاج من المسافرين وسطو اللصوص :
17 - ولكننى تعزيت لما ذكرنى الأخوة بأنها أقرب إلى المدينة , وأنه إن كانت سفرو قد قدمت لنا فرصة واسعة للأختلاط بالأخوة من مصر (ربما قصد باقى الأقاليم لأنه كان بالأسكندرية) , وبذا أستطعنا أن نزيد الكنيسة أتساعاً , فإن قرب هذا المكان من المدينة سيقدم لنا فرصة أوسع لنرى أحباءنا وأقرب الناس إلينا وأكثرهم معزة , لأنهم يستطيعون أن يأتوا ويمكثوا معنا ويمكن عقد إجتماعات خاصة كما لو كنا فى أبعد الضواحى , وهذا حدث بالفعل . " وبعد التحدث عن أمور اخرى كتب ثانية كما يلى عما حدث له : -
18 - : " يفتخر جرمانوس بإعترافات كثيرة , وهو بكل تأكيد يستطيع التحدث عن شدائد كثيرة تحملها , ولكنه يستطيع أن يحصى ما نستطيع نحن إحصاءه من أحكام ومصادرة أملاك ونفى ونهب الممتلكات , وتشهير وأحتقار مجد العالم , وعدم مبالاة بتملق الولاة والأعيان , وتهديد الخصوم وصخب وأخطار وأضطهادات وتشريد وأحزان وكل أنواع الضيقات , كما حل بى فى عهد ديسيوس وسابينوس , ولا تزال مستمرة إلى ألان فى عهد أمليانوس ؟ ولكن أين رؤى جرمانوس؟ وأين ورد ذكره ؟
19 - وسأكف الآن عن هذه الحماقة الشديدة التى سقطت فيها بسبب جرمانوس , ولنفس السبب أتحاشى أن أقدم للأخوة وصفاً لكل ما حدث .
20 - ويذكر نفس الكاتب أيضاً - فى رسالته إلى مودتيوس ويديموس - بعض التفاصيل عن الأضطاهاد كما يلى : " نظراً لأن شعبنا كثيرون وغير معروفين لكما , فمن باب تحصيل الحاصل أن اذكر أسماءهم , ولكن أعلما أن الرجال والنساء , الصغار والكبار , الخادمات والسيدات , الجند والمدنيين , من كل جنس وعمر , قد أنتصروا فى جهادهم ونالوا أكاليلهم , البعض بالجلد والنار , والآخرون بالسيف .
21 - وفى حالة البعض لم يكن الوقت طويل كافياً لإظهارهم مقبولين أمام الرب , كما يبدو أيضاً فى حالتى أنه لم يمض الوقت الكافى , لذلك أبقانى إلى الوقت الذى يراه مناسباً قائلاً : " فى وقت مقبول سمعتك وفى يوم خلاص أعنتك (أش 49 : 8)
22 - ولأنكما أستعلمتما عن أحوالنا , وأردتما أن نخبركما عن موقفنا فقد سمعتما بالتمام أننا عندما أقادونا كأسرى - أى أنا وغايوس وفوستوس وبطرس وبولس (22) قائد المائة والولاة مع جنودهم وخدمهم إلى بعض أشخاص من مريوط وجرونا بعنف , لأننا لم نرد أتباعهم .
(23) أما ألان فإننا .. أنا وغايوس وبطرس صرنا وحدنا وحرمنا من باقى الأخوة , وأغلق علينا فى برية فى مكان جاف فى ليبيا , يبعد ثلاثة ايام عن باراتونيوم (23)
24 - وبعد ذلك يقول : " أن القسوس مكسيموس وديسقوروس وديمتريوس ولوسيوس , أخفوا أنفسهم فى المدينة وزاروا الخوة خفية , لأن فوستينوس واكيلا , وهما من أبرز الشخصيات فى العالم , يتجولان فى مصر , أما الشمامسة فوستوس ويوسابيوس وكريمون فقد نجوا من الوبأ , وقد شدد الرب يوسابيوس وأغدق عليه بعض المواهب من البداية لأتمتم الخدمة بنشاط للمعترفين المسجونين . والقيام بالمهمة الخطرة نحو دفن أجساد الشهداء المباركين الذين اكملوا جهادهم .
25 - لأن الوالبى لا يزال حتى الآن - كما قلت سابقاً - يقتل بقسوة كل من يقدمون للمحاكمة , وهو يقتل البعض بتعذيب عنيف , وألاخرين بالسجن والقيود , ولا يسمح أحد بالأقتراب منهم , بل يبحث عما إذا كان أحد قد أقترب منهم فعلاً , ومع ذلك فالرب يغيث المكروبين بغيرة الأخوة ومثابرتهم .
26 هذا ما قاله ديونيسيوس , ولكن أن يكون معلوماً أن يوسابيوس الذى يدعوه شماساً , صار بعد ذلك بوقت قصير أسقفاً لكنيسة لاودكية فى سوريا (24) وأن مكسيموس الذى يتحدث عنه بأنه كان قساً وقتئذ خلف ديونيسيوس نفسه كأسقف للأسكندرية , أما فوستوس الذى كان معه والذى أمتاز وقتئذ بأعترافه , فقد بقى حياً حتى وقت الإضطهاد الحاصل فى أيامنا (25) حيث ختم حياته بالأستشهاد بقطع الرأس , وكان قد أصبح شيخاً وشبعان اياماً " هذا ما حل بديونيسيوس فى هذا الوقت .
المـــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السابع الفصل العاشر (ك7 ف 11)
(13) لمزيد من التفاصيل راجع تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى ( ك 6 ف 40 :1 )
(14) طوبيت 12: 7
(15) أمليانوس هو والى مصر من قبل الأمبراطور الرومانى التى تمت على يديه إضطهاد الأقباط المسيحيين فى الأسكندرية فى عهد فالريان ثم بعده فى عهد جالينوس وقد تمرد هذا الوالى على جالينوس وقتل فى السجن .
(16) بعد موت ديونيسيوس أسقف المدينة العظمى الأسكندرية خلفه مكسيموس تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى ( ك 7 ف 28 و 30 و 32
(17) راجع تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى ( ك 6 ف40: 9 )
(18) أصبح فيما بعد أسقفاً لكنيسة لاودكية راجع تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى ( ك7 ف 32)
(19) كان جرمانوس قد اتهم ديونيسيوس بإهمال الإجتماعات كالعادة المتبعة والهروب لإنقاذ حياته , ومما يؤيد هذا الرأى ما ورد فى الفقرة راجع تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (ك7 : 11)
(20) يتضح من الفقرة (10) التالية أن سفرو كانت فى ليبيا
(21) كانت أقليماً واسعاً ضمن أقاليم (محافظات / مديريات) مصر كما كانت أيبروشية كبيرة ومشهورة فى التاريخ .
(22) راجع تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى ( ك6 ف 40 : 9)
(23) كان ميناء هام على البحر الأبيض المتوسط تبعد نحو 150 ميلاً عن الأسكندرية , أما المكان الذى أخذ إليه يبعد ثلاثة أيام عن باراتونيوم فكان يبعد نحو 60 ميلاً أو 70 ميلاً عنها , والأرجح إلى الجنوب حيث الصحراء الشديدة برودة ليلاً والحارة نهرارا وهذه المسافة قدرت على أساس أن يقطع المسافة بواقع 22 ميلاً فى اليوم
(24) راجع تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى ( ك 7 ف 32 : 5 )
(25) راجع تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى ( ك 7 ف 28) أى أضطهاد دقلديانوس الذى بدأ سنة 303 م



الثلاثاء، مايو 18، 2010

هرطقة / بدعة سابيليوس

من هو سابيلوس ؟

وُلد سابيليوس في نهاية القرن الثاني ومات عام 261 م تلميذ نوئيتوس الهرطوقي أحد أساقفة بطلومايس بالخمس مدن الغربية. كان قد تربى في مدينة رومية، وتتلمذ لنوئيتوس الهرطوقي وأصبح كاهنا وهو ليبـي الجنسية تعلّم في روما واستقر بها.. وأخذ عنه تعاليمه التي تنحصر في أن الإله أقنوم واحد أعطى الناموس لبني إسرائيل بصفته الآب، وصار إنسانًا في العهد الجديد بصفته الابن، وحلّ على الرسل في علّية صهيون بصفته الروح القدس
أولاً : محتوى تعاليم نوئيتوس
بدأت هذه الهرطقة بتعاليم من نوئيتوسNoetus حيث أعتقد تابعوه "مؤلّمي الآب"(*) وكانت هرطقتة بسيطة حيث ظن فى أن الإله أقنوم واحد أعطى الناموس لبنى أسرائيل بصفته الآب وصار أنساناً فى العهد الجديد بصفته الأبن وحل على الرسل فى علية صهيون بصفته الروح القدس ولهذا أعتبر أن ما حّل بالابن من آلام قد حّل على الآب , لهذا دعيت هذه الفئة بأسم " مؤلمى ألآب "
ثانياً : محتوى تعاليم سابليوس:
وقد قام سابيليوس شرح ما تُعلِّمه الكتب المقدسة عن الآب والابن والروح القدس بنوع يختلف عن نوئيتوس ، فاعتقد أن جزءً من الطبيعة الإلهية أُفرز من الله الآب وكوّن الابن بالاتحاد مع الإنسان يسوع المسيح، وأن جزءً آخر انفصل عنه فكوّن الروح القدس , وفى هذا هرطقة لسبب بسيط أنه جزء الإله , وأعتقد سابليوس أن عقيدة الثالوث فى المسيحية في الله الواحد عقيدة صعبة وغير مقبولة ومرفوضة من اليهود والوثنيين رفضاً تاماً لذا فكر سابليوس فى تبسيط وشرح هذه العقيدة فى بدعة مكونة من مراحل ثلاث كما يلى :-
المرحلة الأولى الله الأزلي الذي خلق العالم وكل ما فيه خرج عن صمته وعن راحته بخلق هذا العالم، وعندما خلقه أصبح الله الآب الخالق جوهراً واحداً وشخصاً واحداً، ووحدة واحدة وهو نفس الشخص من الخلق إلى التجسد.
المرحلة الثانية : عند التجسد، فالله نفسه، نفس الشخص والجوهر هو الذي تجسّد في الإنسان يسوع الناصري أي أن الإله الذي تجسّد في يسوع الناصري ليس الابن أو اللوغوس بل هو الله نفسه، أي أن الآب أصبح ابناً وهو الذي صُلب وتألم ومات.               
المرحلة الثالثة : بعد الصعود، فالروح الذي حلّ على التلاميذ يوم الخمسين هو نفس الشخص الذي كان يعمل في العهد القديم، وهو نفسه الذي صار ابناً أي أن الله أخذ شكل الآب في بداية الخلق، وفي التجسّد انتحل شكل الابن وبعد ذلك انتحل شكل الروح القدس.
مما سبق يمكن تلخيص نعتقده أنه يؤمن بوجود إلاه قام بأدوار ثلاثة في ثلاث حقبات مختلفة من الزمن. لاقى تفسير سابليوس رواجاً عظيماً حتى أطلق كثيرون عليه الانتحالية السابلينية، وقد اقتنع بفكره الكثير من معلمي الكنيسة لسهولتها وعدم تعقيدها.
لماذا ترك سابيليوس روما وذهب إلى مصر ؟
. نشر بدعة سابيليوس في روما ومصر أول من اعتنق بدعة نوئيتوس وسابيليوس زفيرينوس أسقف رومية وكاليستوس خليفته، وساعدا المبتدعين على نشر بدعتهما حتى انتشرت تلك الهرطقة وعمَّت أنحاء الغرب. غير أن كاليستوس سام أساقفة وقسوسًا وشمامسة من الذين تزوّجوا ثانية وثالثة، ثم أباح العماد لمغفرة الخطايا وادّعى بأن الأسقف لا يُقطَع من الكهنوت مهما ارتكب من الآثام. ولما لم يوافقه سابيليوس على ذلك حرمه، فجاء إلى مصر سنة 257م،
موقف الكنيسة من سابليوس:
قام البابا كاليستوس بإصدار حرماناً ضد سابليوس وأتباعه عام 220م، ويقول بعض المؤرخين أن سابليوس قد ظل في روما بعد حرمانه ولكن البعض الآخر يرى أنه حضر إلى مصر ونشر تعاليمه بها. وبرغم دفاع الكنيسة ضد هذا المذهب إلا أنه انتشر بسرعة كبيرة في أماكن كثيرة جداً من المسكونة.
وأخذ ينشر فيها بدعة مؤلّمي الآب فجذب إليه كثيرين، ولما اعرف بالبابا ديونيسيوس أمره قاومه بشدة، وانتهى الأمر أخيرًا بحرم سابيليوس في مجمع عقد سنة 261م. السابيلية السابيلية Sabellianism أو Modelist أو المونارخية (الوحدانية المطلقة) Monarchiaism، وفي الغرب تدعى مؤلمي الآب Patripassianism. ترجع هذه الحركة إلى عصر الشهيد يوستين الذي أدان القائلين بأن "الابن هو الآب" (حوار مع تريفو 128). جاءت هذه الحركة أولاً كرد فعل خاطئ لمقاومة الفكر الغنوصي في القرن الثاني، حيث كان الغنوصيون يتطلعون إلى الابن والروح القدس أنهما أيونان صادران عن الله الأسمى، وانهما أقل منه، فأراد البعض تأكيد الوحدانية بين الثالوث فسقطوا في نوعٍ من السابيلية. وجاءت أيضًا كرد فعل ضد الأريوسية في القرن الرابع (استخدمها مارسيلليوس أسقف أنقرة Marcellus of Ancra لنزع فكرة التدرج عند الثالوث القدوس. لقد أوضح ترتليان في مقدمة مقاله ضد براكسيس Praxeas، بأن هذه الهرطقة إنما ظهرت خلال الرغبة في تأكيد الإيمان الأرثوذكسي.
هرطقة / بدعة سابيليوس
وفى نفس الرسالة يشير أيضا إلى تعاليم سابيليوس الهرطوقية التى إزدادت إنتشاراً فى وقته ويقول : " أما عن التعليم الذى أثير الآن فى بيولمايس التى فى بنتابوليس (3) , المملوء كفراً وتجديفاً على الرب القدير الآب , وربنا يسوع المسيح , والمتضمن شكوكاً كثيرة بخصوص أبنه الوحيد بكر كل خليقة , الكلمة المتأنس , وقصوراً شديداً فى معرفة الروح القدس , فنظراً لأنه قد وصلتنى رسائل من كلا الطرفين ومن الأخوة لمناقشة الأمر , فقد كتبت بضع رسائل لمعالجة الموضوع وضعت فيها بمساعدة الرب كثيراً من التعاليم على قدر أستطاعتى , وها أنا أرسل إليك نسخاً منها
الجزء التالى نقل عن المؤرخ القس منسى يوحنا (4)
إنتشار بدعة نوئيتوس
وكان سابيليوس أول من أعتنق بدعة نوئيتوس وسابيليوس زفيرينوس أسقف روما وكاليسطوس خليفته وساعد المبتدعين على نشر بدعتهما حتى أنتشرت هذه البدعة فى الغرب , ومما زاد الطين بله أن كاليسطوس سام اساقفة وفسوساً وشمامسة من الذين تزوجوا ثانية وثالثة - ثم اباح العماد لمغفرة الخطايا - وأدعى أن الأسقف لا يقطع من الكهنوت مهما جنى من آثام -
سابسليوس فى مصر وبدعته مؤلمى الآب ولكن سابيليوس لم يوافقة على الأعمال الأخيرة فحرمه فترك روما وذهب إلى مصر سنة 257 م وأخذ ينشر فيها بدعته التى أساساها بدعة نوئيتوس وهرطقة " مؤلمى الاب "
ما هو محتوى عقيدة مؤلمى الآب ؟
وهم يعتقدون أن الذات نفسه لا أحد أقانيمه هو الذى كفر عن خطايا البشر .
مجمع محلـــــى
وقد أضل سابيليوس ببدعته هذه كثيرين من المؤمنين وبعض الأساقفة , فوقف البابا ديونيسييوس وقفة البطل الباسل وقاوم ضلالهم فى منشور أرسله إلى الأسقفين أمونيوس وأفراندر , ولما لم يتمكن من أرجاع سابيليوس حرمه فى مجمع عقده بالأسكندرية سنة 261 م بعد أن فند فى رسالة كل تعاليمه الفاسدة .
الأسقف الرومانى يحرم الأسقف المصرى
فرأى أنصار سابيليوس أنهم فى حاجة إلى من يشد أزرهم فأغراهم بعض الدخلاء من الرومانيين على الشر والشقاق فكتبوا إلى ديونيسيوس أسقف روما كتاباً فيه يرمون بطريركهم بالهرطقة والبدعة , وكان السقف الرومانى شاباً قليل الخبرة والمعرفة بالنسبة إلى البطريرك السكندرى الذى كان واسع الأطلاع كثير الخبرة فى التعامل مع الكل , فسار ديونيسيوس الرومانى سير الأعتساف وأرتكب متن الشطط وعقد مجمعا حرم فيه ديونيسيوس البطريرك المصرى , بل وأرسل يعلمه بالحكم ويسأله عما إذا كان عنده شئ يدافع به عن نفسه , الأمر الذى عده البطريرك المصرى جسارة من أسقف روما وأهانة له , غير أنه لعظم تقواة وتمسكه بأوامر الديانة المسيحية , لم يرض أن يقابل الشر بالشر بل عمد إلى قلمه وأرسل إليه رساله يوضح له فيها العبارات التى أشكل عليه فهمها , فكانت تلك الرسالة حداً فاصلاً فى النزاع الذى يسميه المؤرخون " نزاع الديونيسيين " وأقتنع الأسقف الرومانى بأنه تسرع وأخطأ فى عمله وأحترم البابا الأسكندرى ووقف بجانبة فى دحض بدعة بولس السيماساطى أسقف أنطاكية
المـــــــراجع

(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السابع الفصل السادس (ك7 ف 6)
(2) كان رئيس شيعة فى روما أثناء أسقفية زفيرينوس ( 198- 217 م)
(3) الخمس مدن الغربية (ليبيا ألان)
(4) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 88
البدع و الهرطقات في القرون المسيحية الأولى (2) الأب/ أنطون فؤاد (5) الانتحالية (موداليسم) Modalisme أ- تعريفها : عندما نتتبع تاريخ الفكر المسيحي، وخاصة التعاليم المختصة بشخص الرب يسوع، نلاحظ ظهور عدداً كبيراً جداً من المذاهب والمعلمين الذين يحاولون الإجابة على سؤال السيد »من يقول الناس إنى أنا«. وكما سبق ورأينا كيف حاد الكثيرون عن الطريق الصحيح عند محاولتهم الإجابة على هذا السؤال. وأثناء هذا نادى بعض اليهود المسيحيين بوحدانية الله وبأن الله واحد سامٍ عظيم لا يمكن تقسيمه واشترك بعض المعلمين في هذه الطريقة ولكنهم بعد فترة خرجوا بتعليم جديد يُسمى موداليسم وظهر العديد حوالي عام180م، منهم نوتوس المسميرني، وانتشر هذا المذهب في روما في أيام البابا زفيرنوس (202-217).
(*) هذه الفقرة من حاشية المؤرخ القس منسى يوحنا ص 117 : " أن اول من نشر بدعة "مؤلمى ألاب" هو أبراكسياس الذى وفد على رومية من أسيا الصغرى وفتح مدرسة بث فيها ضلالة وأستطاع أن يجذب إلى هرطقته زنيرينوس أسقف روما وكاليسطوس خليفته وقام بعد أبرااكسياس تلميذة نوثيتوس بنشر بدعته , فلما علم البابا ديونيسيوس أن هذه البدعة أخذت تتسلط على عقول الرومانيين كتب لثوثيتوس رسالة طويلة شرح فيها التعليم الصحيح وفند بدعته , التاريخ لا يقر الباباوين فى صحة أعتقادهم لأنهم الذين ينادون بصحة (عصمة) باباواتهم , ولولا باباوات الأسكندرية لأصبحت الكنيسة الرومانية مجموعة من الهرطقات (تعليق من الموقع : الروح القدس هو الذى يحرك قادة الكنيسة فى الدفاع عن الأيمان والرب يسوع هو الذى يفرحنا بخدمة كلمته , ولكن الرب يستخدمنا هو الذى ينمى , ولا يوجد واحد معصوم من الخطأ ألا الرب يسوع الذى قال من منكم يبكتنى على خطية , والكتاب قال الجميع زاغوا وفسدوا ... ليس من يعمل صلاحاً ولا واحد )
(5) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 117 - 118

توبة الهراطقة والمعمودية

هل الراجعين من الهرطقة يجب أن يتطهروا بالمعمودية ؟
كيف نادى كبريانوس ومن معه من الأساقفة بأن الراجعين من الهرطقة يجب أن يتطهروا بالمعمودية ؟
قال المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1) : وأول كل شئ اصر كبريانوس راعى كنيسة قرطاجنة , على أنهم يجب أن لا يقبلوا إلا إذا تطهروا بالمعمودية من زلاتهم , ولكن أستفانوس أشتد غضبه ورآه غير ضرورى إدخال أيه بدعة تخالف التقليد السارى منذ البداية .
الرسائل التى كتبها ديونيسيوس عن هذا الموضوع :
وإذ راسله ديونيسيوس بتوسع بصدد هذا الموضوع , بين له أخيراً بأنه طالما كان الإضطهاد قد خفت وطأته فإن الكنائس فى كل مكان بدعة نوفاتوس وصارت فى سلام بين بعضها البعض , وقد كتب ما يلى :
الهدوء الذى جاء عقب الإضطهاد :
1 - لكن أعلموا الآن يا أخوتى أن جميع الكنائس فى الشرق , وما بعد الشرق , التى كانت منقسمة , قد أتحدت كلمتها , وأصبح جميع ألأساقفة فى كل مكان برأى واحد , مغتبطين جداً بالسلام الذى جاء , فوق ما كان منتظراً , هكذا أغتبط ديمتريانوس فى أنطاكية (2) , وثيوكتستوس فى قيصرية (3) , ومازابانس فى آليا , ومارينوس فى صور (كان الأسكندر تنيح) وهليودورس فى لادوكية ( بعد موت ثيليميدرس ) وهيلينوس فى طرسوس , وجميع كنائس كيليكية , وفرميليانوس , وجميع كبادوكية , ولم أذكر سوى أبرز الأساقفة لكى لا تكون رسالتى طويلة , وكلماتى ثقيلة .
2 - وجميع سوريا وبلاد العرب التى ترسلون إليها المساعدات عند الحاجة , والتى كتبتم إليها ألان مباشرة , وما بين النهرين وبنطس وبيثينيا , وبالإيجاز أن الجميع فى كل مكان مغتبطون , ويمجدون الرب من أجل الوحدة والمحبة الأخوية " هذا ما ذكرة ديونيسيوس .
3 - أما أستفانوس فإذ شغل مركزة سنتين خلفه زيستوس , وقد كتب إليه ديونيسيوس رسالة أخرى عن المعمودية , بين له فيها فى نفس الوقت رأى وحكم أستفانوس والأساقفة الآخرين , وروى ما يلى عن أستفانوس :
4 - " لذلك سبق أن كتب عن هيلينوس وفرمليانوس وجميع من فى كيليكية , وكبادوكية وغلاطية والأمم المجاورة : قائلاً أنه لا يريد الإختلاط بهم لهذا السبب , أى لأنهم أعادوا معمودية الهراطقة , لكى نتأمل أهمية الموضوع .
5 - " صحيح أنه صدرت من أكبر مجامع الأساقفة - على ما أعلم - قرارات فى هذا الموضوع , متضمنة بأن القادمين من الهرطقات يجب تعليمهم , وبعد ذلك يغسلون وينظفون من الخميرة العتيقة الدنسة , وقد كتبت إليه متوسلاً من أجل جميع هذه الأمور , وبعد ذلك يقول :
6 - " وقد كتبت أيضاً بكلمات قليلة فى البداية , وبكلما كثيرة أخيراً إلى زميلينا القسين المحبوبين ديونيسيوس (4) وفيلمون (5) اللذين كانا يدينان بنفس رأى أستفانوس , وكتب إلى عن نفس الأمور " هذا ما قيل عن المناقشة السابق ذكرها .
سقطة الهراطقة الشنيعة / الرؤيا الإلهية التى رآها ديونيسيوس والقانون الكنسى الذى قبله .
1 - وقد روى ديونيسيوس هذا نفسه ما يلى فى الرسالة الثانية عن المعمودية التى كتبها إلى فليمون القس الرومانى : " وقد فحصت أعمال وتقاليد الهراطقة , مدنساً عقلى وقتاً قصيراً بآرائهم الكريهة , ولكننى حصلت على هذه الفائدة منهم , وهى أننى قد فندت آرائهم بنفسى , وأزددت لهم كرهاً .
2 - وعندما حاول الأخوة من القسوس أن يمنعنى خشية أن أحمل فى تيار شرهم ونجاستهم ( الذى قد يدنس نفسى) وكنت أرى أيضاً أنه يقول الحق , أتتنى من الله رؤيا شدتتنى , والكلمة التى أتتنى أمرتنى قائلة بكل وضوح :
3 - : " أقرأ ما يمكطن أن تصل إليه يدك , لأنك تستطيع أن تصحح كل شئ وتمتحنه , وهذا هو سبب إيمانك من البداية " فقبلت الرؤيا على اساس أنها تتفق مع الكلمة الرسولية القائلة لمن هم أقوى منى : كونوا سيارفة ماهرين .
4 - وبعد التحدث عن كل الهرطقات يضيف قائلاً : " لقد قبلت هذه القاعدة وهذا الترتيب من أبينا الطوباوى هراكلاس , لأن الذين عادوا من الهرطقات , رغم إرتدادهم عن الكنيسة , أو بالأحرى لم يرتدوا بل بدا كأنهم قد أجتمعوا معهم وأتهموا بالإلتجاء لأحد المعلمين الكذبة , فإنه عند طردهم من الكنيسة لم يقبلهم ثانية , رغم توسلاتهم , إلا بعد أن قصوا علانية كل ما سمعوه من خصومهم , وعندئذ قبلهم دون أن يتطلب منهم معمودية أخرى , لأنهم كانوا قد قبلوا منه سابقاً الروح القدس " .
5 - وأيضاً بعد معالجة الموضوع بالتفصيل يضيف ما يأتى : " وقد علمت أن هذه لم تكن بدعة دخلت أفريقيا وحدها , بل أن هذا الرأى كان مقبولاً فى اشهر الكنائس منذ زمن طويل أيام الأساقفة الذى سبقونا , وفى مجامع الأخوة فى أيقونية وسنادا , كما كان مقبولاً من أشخاص آخرين كثيرين , وأنا لا أستطيع أن احتمل بأن أقلب آرائهم , وأطرح بهم إلى الخصام والنزاع , لأنه قيل : لا تنقل تخم صاحبك الذى نصبه ىباؤك .
6 - أما رسالته الرابعة عن المعمودية فقد كتبت إلى ديونيسيوس الرومانى الذى كان وقتئذ قساً , ولكنه أرتقى إلى اسقفية تلك الكنيسة بعد ذلك بوقت قصير , وواضح مما قاله عنه ديونيسيوس الأسكندرى أنه هو أيضاً كان رجلاً متعلماً مقتدراً , وضمن ما كتبه ذكر له ما يلى عن نوفاتوس :
معمودية الهراطقة الخاطئة
1 - أما رسالته الخامسة فقد كتبت إلى زيستوس أسقف روما , وبعد التحدث كثيراً فى هذه الرسالة عن الهراطقة روى حادثة حدثت فى عصرة كما يلى : " لأننى أخشى حقاً أيها ألأخر فى حاجة إلى المشورة , وأننى أطلب حكمك فى موضوع عرض على , خشية أن اكون على خطأ .
2 - " فقد كان أحد الأخوة الذين يجتمعون يعتبر مؤمناً منذ زمن طويل , وكان عضو فى الجماعة قبل رسامتى , بل قبل رسامة المغبوط هراكلاس على ما أظن , وكان حاضراً مع من تعمدوا أخيراً , وعندما سمع الأسئلة والأجوبة أتانى باكياً ونادباً سوء حظه , وسقط عند قدمى , وأعترف محتجاً بأن المعمودية التى عمد بها مع الهراطقة لم تكن كهذه المعمودية بأى حال من الأحوال إذ كانت مملوءة كفراً وتجديفاً .
3 - وقال أن نفسه قد أنكسرت حزناً , وانه ليست له دالة ليرفع عينيه إلى الرب لأنه كان موافقاً على تلك الأقوال والأفعال الكفرية , ولهذا طلب لمن ينال هذا التطهير الكامل وهذه النعمة الجزيلة .
4 - ولكننى لم اجسر على أن أفعل هذا , وقلت أن شركتة الطويلة كافية , لأننى يجب أن لا أجسر على أن أجدد من البداية شخصاً سمع وشكر , وأشترك فى ترديد آمين , ووقف أمام المائدة ومد يديه ليتناول الطعام المبارك وتناوله فعلاً وأشترك وقتاً طويلاً فى جسد ودم ربنا يسوع المسيح , على أننى نصحته بأن يتشجع ويقترب إلى شركة القديسين بإيمان ثابت ورجاء صالح .
5 - ولكنه لا يكف عن النحيب , ويتحاشى الأقتراب من المائدة وبندر أن يحضر الصلاة ورغم الإلحاح عليه .
6 - وعلاوة على هذه لا تزال باقية أيضاً رسالة أخرى لنفس الرجل عن المعمودية , موجهة منه ومن أيبروشيته إلى زيستوس وكنيسة روما , وفيها يناقش الموضوع الذى أثير وقتئذ بحجج أقوى , ولا يزال باقياً أيضاً رسالة أخرى بعد هذه موجهة إلى ديونيسيوس الرومانى بخصوص لوسيان . هذا ما قيل عن هذه الأمور

المـــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السابع الفصل 3 و 5 و 7 و 9 (ك7 ف 3 و 5 و 7 و 9 )
(2) راجع ما ورد عن ديمتريانوس وثيليميدرس وهيلينوس فى كتاب تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (ك6 ف 46 )
(3) راجع ما ورد عن تيوكتستوس فى كتاب تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (ك 6 ف 19: 17 ) راجع ما ورد عن نرمليانوس فى كتاب تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (ك 6 ف 26) راجع ما ورد عن مازليانس فى كتاب تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (ك 6 ف 29)
(4) أقيم فيما بعد أسقفاً لروما خلفاً لـ زيستوس راجع ما ورد عنه فى كتاب تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (ك 7 ف 27)
(5) كان قساً فى روما فى ذلك الوقت .

الأحد، مايو 16، 2010

هرطقة وبدعة نوفاتوس

هرطقة وبدعة نوفاتوس
هذه الصفحة ما كتبه يوسابيوس القيصرى فى كتاب تاريخ الكنيسة
يحصلون على الأسقفية بالأجبار والتهديد والحيلة والخيانة والغدر
ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1) تحت عنوان " نوفاتوس , طريقة حياتة , وهرطقته "
1 - بعد هذا أنتفخ نوفاتوس , وهو قس فى كنيسة روما , فى عجرفته على هؤلاء الأشخاص كأنه لم يعد لهم أى رجاء فى الخلاص , حتى ولو عملوا كل ما يتصل بالتحديد الحقيقى التقى , ثم تزعم شيعة أولئك الذين فى كبرياء أوهامهم دعوا أنفسهم "كثارى" (2) .
2 - وعلى أثر ذلك أنعقد مجمع كبير جداً فى روما من ستين أسقفاً , وعدد وافر من القسوس والشمامسة , وفى الوقت نفسه تناقش رعاة الأقاليم الأخرى على حدة فى أماكنهم فيما يجب أن يعمل , فصدر قرار بالإجماع بأن نوفاتوس , ومن أشتركوا معه , ومن شايعوه فى رأيه عديم الإنسانية المبغض للأخ , يجب أن تعتبرهم الكنيسة خارجين عنها , , وأنهم يجب أن يشفوا أمثال هؤلاء الأخوة الذين سقطوا فى التجربة , ويقدموا لهم أدوية التوبة .
3 - وصلت إلينا رسائل كرنيليوس أسقف روما إلى فابيوس أسقف كنيسة أنطاكية , تبين ما تم فى مجمع روما , وما رؤى مناسباً فى أعين جميع الذين فى إيطاليا وأفريقيا والأقطار المجاورة , وصلت أيضاً رسائل أخرى كتبت باللغة اللاتينية , منسوبة إلى سيبريان ومن معه فى أفريقيا , وهى تبين أنهم أتفقوا على ضرورة مساعدة من سقطوا فى التجرية , كما أتفقوا على أنه يقطع من الكنيسة الجامعة مبتدع الهرطقة وكل من أشتركوا معه .
4 - وأرفق بهذه رسالة أخرى لكرنيليوس عن قرارات المجمع , وهناك رسائل أخرى عن أخلاق عن أخلاق نوفاتوس , خليق بنا أن نقتبس منها بعض الفقرات لكى يعرف شيئاً عنه كل من يطلع عليها .
5 - وفى الكلمات التالية نرى كرنيليوس يحدث فابيوس عن نوفاتوس (المبتدع) : " وأريد أن أحدثك لكى تعرف لكى تعرف كيف أن هذا الرجل أشتهى الأسقفية منذ زمن طويل , ولكنه اخفى هذه الرغبة الجامحة وأيقاها لنفسه فقط , مستخدماً أولئك المعترفين الذين ألتصقوا به منذ البداية كستار لتمرده .
6 - " وأن مكسيموس , أحد قسوسنا , وأربانوس , الذى حصل مرتين على أعظم شرف بإعترافه , وسيدونيوس وكيليرينوس , وهو رجل تحمل كل أنواع العذاب بشهامة نادرة وبفضل نعمة الرب , وتغلب على ضعف الجسد بقوة إيمانه , وقهر الخصم بإقتدار - هؤلاء فضحوه وكشفوا حيله ونفاقة وأضاليله وأكاذيبه وصداقته الزائفة , فرجعوا إلى الكنيسة المقدسة , وصرحوا بحضور الكثيرين من الأساقفة والقسوس وعدد وفير من العلمانيين بكل حيلة وخبثه وشرورة التى أخفاها زمناً طويلاً , وقد فعلوا هذا ببكاء وأسف شديد , لأنهم كانوا قد تركوا الكنيسة وقتاً ما بسبب إغراءات ذلك الوحش الماكر الخبيث " . .. وبعد ذلك بقليل يقول .
7 - " وكان غريباً جداً أيها الأخ الحبيب , ذلك التغيير الذى رأيناه يحدث فيه فى وقت قصير , لأن هذا الشخص الغريب جداً , الذى أقسم بأغلظ الإيمان أن لا يسعى للأسقفية , ظهر بغتة كأسقف كأن ماكينة قد قذفت به بيننا .
8 - " لأن هذا المتصلف , المدعى الدفاع عن عقيدة الكنيسة , إذ حاول الحصول على الأسقفية التى لم تعط له من فوق , أختار أثنين من رفاقه تنازلا عن خلاصهما , وأرسلهما إلى ركن صغير مهمل فى إيطاليا , لعله ببعض الحجج المزورة يستطيع أن يخدع ثلاثة أساقفة سذج وفى غاية البساطة , فأكدوا وشددوا بأنه من الضرورى أن يذهبوا سريعاً إلى روما مع أساقفة آخرين حتى يمكن حسم كل نزاع قام هناك بوساطتهم ووساطة أساقفة آخرين .
9 - " وعندما وصلوا أغلق عليهم مع بعض اشخاص آخرين مثله , لأنهم كما قلنا كانوا فى غاية البساطة , وفى الساعة العاشرة , إذ سكروا وأعتلت صحتهم , أجبرهم بالقوة أن يرسموا أسقفاً بوضع الأيدى بطريقة مزيفة باطلة , ولأن الأسقفية لم تأت إليه أنتقم لنفسه وأختلسها بالحيلة والخيانة .
10 - وبعد ذلك بوقت قصير عاد إلى الكنيسة أحد هؤلاء الأساقفة باكياً ومعترفاً بتعديه , ونحن تحدثنا معه كما إلى أحد العلمانيين , وتشفع من أجله كل الشعب الحاضرين , ثم رسمنا خلفين للأسقفين الآخرين , وأرسلناهما إلى حيث كانا .
11 - ولم يدر هذا المنتقم من الأنجيل أنه يجب أن يكون هناك أسقف واحد فى كنيسة جامعة (3) , ومع ذلك فإنه لم يجهل ( فكيف كان ممكناً أن يجهل ) أنه كان فيها 46 قسيساً , وسبعة شمامسة (4) مساعدين (5) , وأثنان وأربعون قندلف (6) وأثنان وخمسون طاردى الأرواح النجسة (7) وقارئون (8) وبوابون , وأكثر من ألف وخمسمائة أرملة وشخص فى ضيقة ينعمون كلهم بنعمة ورحمة السيد .
12 - على أن كل هذا الجمع الغفير , اللازمين فى الكنيسة , وكل الذين كانوا بنعمة الرب أغنياء وممتلئين , وكل الشعب الذى لا يحصى , هؤلاء كلهم لم يستطيعوا أن يرجعوه عن غطرسته ووقاحته أو يردوه إلى الكنيسة .
13 - بعد قليل يضيف أيضاً هذه الكلمات : " وأسمع لى أن اقول اكثر : بسبب أى أعمال أو تصرفات كانت له الجرأة لكى يناضل من أجل السقفية ؟ هل لأنه نشأ فى الكنيسة منذ البداية , وتحمل آلاماً كثيرة فى سبيل النضال عنها , وجاز وسط أخطار كثيرة من أجل المسيحية ؟ يقيناً أن هذا لم يحصل .
14 - ولكن الشيطان الذى دخله وسكن فيه طويلاً كان هو علة أعتقادة , وإذ أسلمه طاردوا الأرواح حل به مرض شديد , ولما بدأ كأنه أوشك على الموت قبل المعمودية بالرش على السريسر الذى كان مضجعاً عليه , إن جاز لنا القول أن شخصاً كهذا قبل المعمودية .
15 - وعندما شفى من مرضه لم يقبل الأشياء الأخرى التى يفرضها قانون الكنيسة , حتى ولا ختم الأسقف (9) , وإن كان لم يقبل هذا فكيف يمكن أن يكون قد قبل الروح القدس ؟
16 - بعد ذلك بقليل يقول ايضاً : " وفى وقت الأضطهاد أنكر انه قس , وذلك بسبب الجبن والخوف على حياته , لأنه لما توسل إليه الشمامسة ورجوه أن يخرج من الغرفة التى حبس نفسه فيها , ويقدم المساعدة اللازمة كما كان يحتمه الواجب على القس أن يساعد الأخوة الذين فى الخطر والمحتاجين للمساعدة , لم يأبه لتوسلات الشمامسة , بل أنصرف فى غضب , وقال أنه لا يرغب فى أن يكون قساً بعد , إذ كان معجباً بفلسفة أخرى .
17 - وعلاوة على أشياء أخرى قليلة أضاف الكلمات التالية : " لأن هذا الشخص العجيب ترك كنيسة الرب التى إذ آمن حسب فيها أهلاً للقسيسية بفضل الأسقف الذى رسمه قسيساً , وقد أعترض على هذا كل الأكليروس , وكثيرون من الشعب , لأنه كان لا يحل أن يقبل أيه رتبة كهنوتية , شخص رش على فراشة بسبب مرضه كما تم له , ولكن ألسقف طلب أن يسمح له برسامة هذا الشخص فقط .
18 - ثم يضيف إلى ذلك جريمة أخرى هى أسوأ جرائم هذا الشخص كما يلى : " وعندما قدم القرابين , ووزعها على كل واحد , ألزم ذلك الرجل الشقى وهو يناوله أن يحلف بدل البركة , وإذ أمسك يديه بكلتا يديه لم يرد أن يطلقه إلا بعد أن حلف بهذه الكيفية ( وقد أردت أن أثبت كلماته ) : أحلف لى بجسد ودم ربنا يسوع المسيح أن لا تتركنى ولا ترجع إلى كرنيليوس .
19 - " ولم يشأ الشقى أن يذوق قبل أن يربط نفسه بهذا الرباط , وبدلاً من أن يقول آمين وهو يتناول الخبز قال لن أعود إلى كرنيليوس "
20 - وبعد ذلك يقول أيضاً : " ولكن اعلم أنه قد أصبح الآن مجرداً ومهجوراً , لأن الأخوة يتركونه كل يوم ويرجعون إلى الكنيبسة , وموسى أيضاً , الشهيد المبارك , الذى أستشهد بيننا أستشهاداً مجيداً عجيباً , إذ شهد جرأته وحماقته وهو لا يزال حياً , ورفض الأختلاط به أو بالقسوس الخمسة الذين فصلوا أنفسهم معه عن الكنيسة "
21 - وفى ختام رسالته يقدم قائمة عن الأساقفة الذين اتوا إلى روما , وحكموا على سخافة نوفاتوس , مع ذكر أسمائهم فى الإيبوشيات التى كانوا يرأسونها .
22 - ويذكر أيضاً من لم يحضروا إلى روما , ولكنهم عبروا بالرسائل عن موافقتهم على آراء هؤلاء الفلاسفة , ويذكر أسمائهم والمدن التى أرسلوا منها رسائلهم , وقد كتب كرنيليوس هذه المور إلى فابيوس أسقف أنطاكية .
ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (10) تحت عنوان " هرطقة نوفاتوس " : " ونحن بحق نشعر بالكراهية نحو نوفاتوس الذى قسم الكنيسة ودفع ببعض الأخوة إلى الكفر والتجديف , وادخل تعاليم كفرية عن الرب (الذات) واخرى على ربنا يسوع المسيح الكلى الرأفة , مدعياً بأنه غير رحيم , وعلاوة على كل هذا فإنه يرفض المعمودية المقدسة , ويقلب الإيمان والأعتراف اللذين يسبقانها (11), ويمنع عنهم كلية الروح القدس , أن كل هنالك رجاء أن يبقى معهم أو يعود إليهم .
الجزء الأعلى هو ما كتبه يوسابيوس القيصرى وفيما يلى ما كتبه الأنبا ساويرس فى تاريخ البطاركة عن هرطقة وبدعة نوفاتوس .. فى موضوع قبول الذين أنكروا ألإيمان بالمسيح فى الرسالة إلى فابيوس أسقف أنطاكية قال : " وممن كان أنكروا فى الشدة جماعة عادوا غلينا فقبلناهم بفرح لمعرفتنا بفرح من يريد توبة الخاطئ ولا يريد موته حتى يرجع فيحيا ." فبعد أن ذكر هذا الموضوع ذكر هرطقة وبدعة نوفاتوس فقال عنها : " وكان قس ( نوفاتوس ) من أهل روما قد أفتخر وقال : " ليس يجوز أن نقبل أحداً ممن أنكر المسيح فى زمان الشدة والإضطهاد ورجع إلى الرب لأجل أنهم سقطوا ولم يصبروا بل يصيروا من ضمن المخالفين ( للأيمان ) وكان يسمى الذين تثبتوا " الأنقياء " وكان هذا القس رئيساً على جماعتهم فإجتمع بروما مجمع (محلى) حضره ستون أسقفاً وقساً وشمامسة بسبب هذا القس وغيره وكتبوا غلى كل مكان بما جرى منه وكان أنسان يسمى نواتوس مساعداً لهذا القس كان يساعده على إخراج كل من يريد الرجوع إلى البيعة ( الكنيسة ) فمضى يمنعهم أن يقدموا للناس الدواء وهو التوبة والندامة والصوم والسهر والبكاء والتضرع إلى الرب فى المغفرة فكتب كهنة روما إلى كهنة أنطاكية بما جرى فجاوبوهم وأتفقوا جميعاً أن يقبلوا العائدين إلى البيعة ( الكنيسة ) ويغفروا لهم ويعاونوهم على التوبة لأن الرب هو الذى يقبلهم , ثم أخرجوا القس المفتخر والمتعاظم على هؤلاء العائدين وأحضروا لهم كتب نواس نواتوس بمساعدتهم وعرفوا ما كتبه نواتوس لأجلهم , ثم حدث أن نواتوس أغتصب الأسقفية بغير أستحقاق وأقام ثلاث سنين , ورسم كهنة قوما جهالاً لا يعرفون شيئاً , ثم وهمهم أنه رئيس أساقفة , فكانوا يكرمونه لأجل ذلك حتى وصلت أخباره إلى روما فصار بينهم أختلاف وفرقة كبيرة , ثم اجتمع بعد ذلك جماعة من الأساقفة , وأبطلوا جميع ما كان نواتوس فعله بكذبه , وأعلموا كا الذين قبلوه أنهم قوم ساذجون لا معرفة لهم , وأن كل من أوسمه وعمله لا صحة له , وحينئذ تقدم واحد ممن أوسمه نواتوس وأعترف بخطيته وبكى فقبلوه وسامحوه , وكاتبوا رسائل عن نواتوس الكراسى وحذروهم من قبول نواتوس ولا شئ من تعليمه , وكان عدد من أشتهر أمره ووسمهم 47 قساً وسبعة شمامسة وسبعة أبودياقنين وسبعة أغنسطس وبوابين , وعمل أعمال أشياء أخرى لا حاجة إلى ذكرها .
وكتب البابا ديوينيسيوس إلى جميع المواضع ( البلاد ) كتباً ( رسائل ) يأمر بقبول من يرجع عن إنكاره وجعل هذا قانوناً يبقى لكل من يعود عن غلطة ويكتشف أنه مخطئ , وكتب أيضاً إلى قونون أسقف الأشمونيين كتاباً له شخصياً دوناً عن ألاخرين بهذا المعنى
الجزء التالى ما كتبه المؤرخ القس منسى فى كتابه تاريخ الكنيسة القبطية (12) : " وفى ذلك الحين مات فابيانوس أسقف روما وأقيم كرنيليوس خلفاً له فإستولى روح الحسد على نوفاسيوس أحد كهنة روما وأسكر أسقفين وجعلهما يوسمانه أسقفاً على كرسى روما , وما أن بلغ أمنيته حتى نشر بدعة جديدة مؤداها رفض توبة الذين يجحدون الإيمان أو يقعون فى أثم كبير وبوجوب إعادة العماد الذى يتم على أيدى الهراطقة , وكذلك عماد الأرثوذكسيين الذين يتساهلون فى قبول الهراطقة التائبين , ولما علم نوفاسيانوس أن كرنيليوس أحتج عليه لدى ألأساقفة أرسل للبابا ديونيسيوس البطريرك الأسكندرى رسالة يقول له : " إن الشعب أرغمنى على قبول الأسقفية , فأرسل إليه البابا ديونيسيوس رسالة يقول فيها .
ديونيسيوس يهدى سلامه إلى أخيه نوفاسيوس :
وبعد .. فإذا صح ما قلته وصدق أعتذارك فى أنك قبلت الوظيفة بطريقة غير قانونية ضد رغبتك فعليك أن تبرهن ذلك بأن تترك هذه الوظيفة برغبتك وتعتز لها بإرادتك لأن الواجب علينا أن نحتمل كل شئ ونذوق كل هوان وعذاب لا أن نسئ إساءة تؤثر فى كنيسة المسيح التى أفتداها بدمة .
وأعلم هداك الرب أن المجد الأسمى والشرف الأعظم يكونان لنا كاملين إذا نحن متنا شهداء لأجل الكنيسة من أن نسهل لأبنائنا تقديم الذبائح للأوثان وإنكار الإيمان . .. ومن رأيى أن الذى يموت شهيداً لأجل الكنيسة فهو يفيد الكنيسة ونفسه ايضاً , والنتيجة أنك أقنعت أخوانك وحملتهم على اتمام مبادئ الأتفاق والوئام فتكون حسناتك قد زادت عن سيئاتك , وإلا إن لم تستطع التأثير عليهم وخالفوا وساطتك فأعمل على الأقل لخلاص نفسك زأهرب بها , وفى الختام أهديك تحيتى وسلامى على امل أنك راغب فى السلام عامل على توطيد دعائمه بإسم ربنا يسوع المسيح " أ . هـ
وكتب هذا البابا إلى جميع الكراسى المسيحية لكى يقطعوا الشركة مع نوفاسيانوس , وظر على أكليروس كنيسة رومية معاملته وأوصاهم بالتمسك بكرنيليوس أسقفهم الشرعى حتى كانت نتيجة سعيأن أعتزل نوفاسيانوس الكرسى الرومانى وتركه لـ كرنيليوس الذى عقد مجمعاً حرم فيه خصمه والبدعة التى جاهر بها .
المـــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السادس الفصل 43 (ك 6 ف 43)
(2) كثـــارى كلمة يونانية معناها " تقى"
(3) كان الرأى السائد أن يكون هناك أسقف واحداً فى المدينة أو المنطقة ( الإيبروشية)
(4) جرت العادة أن يكون بالكنيسة سبعة شمامسة أقتداء بالكنيسة الأولى ( أع 6 )
(5) كانت وظيفتهم مساعدة الشمامسة فى أعداد أوانى الخدمة على المذبح , ومراقبة الأبواب أثناء التناول , وكثيراً ما كانوا يحملون رسائل الأساقفة إلى الكنائس البعيدة .
(6) كانت وظيفتهم أضاءة الأنوار فى الكنيسة وتقديم الخمر لخدمة التناول .
(7) كانت وظيفتهم مراقبة الأشخاص الذين فيهم الأرواح النجسة , والعناية بهم فى الصلاة من أجلهم لطرد الأرواح .
(8) لعلهم أـول درجة فى درجات الشمامسة أغنسطس .
(9) يعنى الإشارة إلى سر التثبيت وكان يقوم به الأسقف إن كان حاضراً .
(10) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السابع الفصل الثامن
(11) كانت العادة أن الداخلين فى الإيمان المسيحى يمكثون تحت التعليم مدة طويبة , ومتى حل وقت المعمودية كان على المتعمد أن يتلوا صيغة خاصة من الأعتراف .
(12) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 86
رواية البابا ديونيسيوس عن سرابيون
ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1) تحت عنوان " رواية ديونيسيوس عن سرابيون فقال : " 1 - وكتب ديونيسيوس الأسكندرى أيضاً رسالة إلى فابيوس هذا نفسه الذى يبدو أنه كان يميل بعض الميل إلى هذه البدعة , وفيها كتب اموراً أخرى كثيرة عن التوبة , وروى تفاصيل النضال الذى كافح به أولئك الذين أستشهدوا أخيراً فى السكندرية , وبعد الرواية الأخرى يذكر حقيقة عجيبة تستحق الذكر فى هذا المؤلف وهى كما يلى : "
2 - " وسأقدم لك هذا المثال الواحد الذى حدث بيننا , كانت معنا شخص أسمه سرابيون , وهو مؤمن متقدم فى السن , عاش زمنا طويلاً بلا لوم , ولكنه سقط فى التجربة , ولقد توشل كثيراً , ولكن لم يلتفت إليه أحد لأنه ذبح للأوثان فإعتراه مرض , وفقد النطق والوعى ثلاثة أيام متوالية .
3 - وإذا تحسنت صحته قليلاً فى اليوم الرابع أرسل أبن أبنته قائلاً : إلى متى تعوقوننى يا ابنى , أتوسل إليك أن تعجل وتحلونى بسرعة , أدع لى أحد القسوس , ولما قال هذا فقد النطق ثانية , فركض الصبى إلى القس , وكان الوقت ليلاً , والقس مريضاً , فلم يقدر أن يأتى .
4 - ولأننى كنت قد أمرت بأن الأشخاص الذين على حافة الموا يجب أن تعطى لهم المغفرة إن طلبوها , سيما إن كانوا قد طلبوها من قبل , لكى ينطلقوا برجاء حسن , لذلك أعطى الصبى جزء صغير من سر الإفخارستيا , وقال له يغمسه ويدع النقط تسقط فى فم الرجل الشيخ .
5 - " فعاد به الصبى , وإذ أقترب , وكأن لم يدخل بعد , تحرك سرابيون ثانية , وقال : لقد أتيت يا أبنى ولم يقدر القس أن يأتى , ولكن لفعل بسرعة ما أمرك به ودعنى أنطلق , عندئذ غمسه الصبى وجعل النقط تسقط فى فمة , وإذ بلع قليلاً أسلم الروح فى الحال .
6 - أليس واضحاً أنه قد بقى حياً حتى نال الحياة , وإذ مسحت خطيتة أمكن الإعتراف به بسبب الأعمال الصالحة الكثيرة التى فعلها ؟ " هذا ما رواه ديونسيوس ..

المـــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السادس الفصل
رســـائل البابا ديونيسيوس
أولاً : رسالة ديونيسيوس إلى نوفاتوس ذكرها يوسابيوس القيصرى (1) : " رسالة من ديونيسيوس إلى نوفاتوس : " لكن لننظر الآف كيف وجه نفس هذا الشخص رسالة إلى نوفاتوس لما كان يزعج الأخوة الرومانيين , وإذ أدعى أن بعض الأخوة كانوا سبب إرتداده وإنشقاقة , كأنهم قد أجبروه على هذا فلاحظ كيف كتب إليه : " سلام من ديونيسيوس إلى أخيه نوفاتوس , أن كنت كما تقول قد دفعت دفعاً بغير إرادتك فبرهن على هذا بإنسحابك بإرادتك , لأنه خير أن تتحمل كل ألم عن أن تقسم كنيسة الرب , وحتى الإستشهاد من أجل تجنب الإنقسام لا يكون أقل مجداً منه لأجل رفض عبادة الأوثان , بل أنه يبدو فى نظرى أعظم , لأنه فى الحالة الأخيرة يستشهد المرء من أجل نفسه , وفى الحالة ألولى من أجل الكنيسة بأجمعها , والآن إن أمكنك أقناع الأخوة , أو حملهم على أتفاق آرائهم زاد برك عن زلتك , وهذه لا تحسب عليك , بل يمدح برك , ولكن إن لم تستطع أن تفلح مع المتمردين , فعلى الأقل خلص نفسك , أتوسل إليك أن تحسن التبصر فى المر وتبقى فى سلام الرب " هذا ما كتبه إلى نوفانوس .
ثانياً : رسائل أخرى لديونيسيوس ذكرها يوسابيوس القيصرى (1) : "
1 - وكتب أيضاً رسالة إلى ألأخوة فى مصر عن التوبة , وفيها يدون ما بدا صائباً فى رأيه عمن سقطوا , ويصف درجات التعدى .
2 - ولا يزال باقياً أيضاً خطاب خاص عن التوبة كتبه إلى كونون أسقف أيبروشية هرموبوليس , ورسالة أخرى وعظية إلى رعيته فى السكندرية , وبينها أبضاً تلك التى كتبها إلى أوريجانوس عن الإستشهاد , وإلى الأخوة فى لاودكية التى كان ثيليمدرس أسقفاً عليها , كذلك أرسل رسالة عن التوبة إلى الأخوة فى أرمينيا التى كان ميروزاتس أسقفاً عليها .
3 - وعلاوة على كل هذه كتب إلى كرنيليوس (2) أسقف روما عندما أستلم منه رسالة ضد نوفاتوس , وفى هذه يذكر أنه قد دعى من هيلينوس (3) أسق طرسوس فى كيليكية , والآخرين اللذين كانوا معه : فرميليانوس (4) أسقف كبدوكية , وثيوكتستوس (5) أسقف فلسطين , ليقابلهم فى المجمع فى أنطاكية حيث كان البعض يحاولون تدعيم نوفاتوس .
4 - وعلاوة على هذا فقد كتب يقول أنه علم بأن فابيوس (6) رقد , وأن ديمتريانوس (7) عين خليفة له فى أسقفية أنطاكية , وكتب أيضاً هذه الكلمات عن أسقف أورشليم : " وبعد أن سجن المغبوط الأسكندر (8) أنطلق بسلام "
5 - وعلاوة على هذه لا تزال باقية أيضاً رسالة اخرى عن وظيفة الشماسية , أرسلها ديونيسيوس إلى أهل روما عن يد هيبوليتس , وكتب إليهم رسالة أخرى عن السلام , وأخرى عن التوبة , وأخرى للمعترفين هناك , الذين كانوا لا يزالون يدينون برأى نوفاتوس , وراسل رسالتين آخريتين لنفس الأشخاص بعد عودتهم إلى الكنيسة , وأتصل بأشخاص آخرين كثيرين برسائل تركها وراءه لمنفعة الذين يدرسون الآن كتاباته بإجتهاد .
المـــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب السادس الفصل 45 و 46 (ك 6 ف 45 و 46 )
(2) راجع يوسابيوس القيصرى ك 6 ف 39
(3) كان من رأى هيلينيوس ضرورة تعميد الهراطقة الذين يرجعون راجع يوسابيوس القيصرى ك 7 وكان له نصيب فى ألشتراك فى النزاع الذى حدث بخصوص بولس السيميساطى ك7 ف 28
(4) راجع يوسابيوس القيصرى ك 6 ف 36
(5) راجع يوسابيوس القيصرى ك 6 ف 16 و 17
(6) راجع يوسابيوس القيصرى ك 6 ف 39
(7) راجع يوسابيوس القيصرى ك 7 ف 5 و 14 و 27 و 30
(8) راجع يوسابيوس القيصرى ك 6 ف 8