مرحباً بكم في مدونة المسيح مخلصي وهى تحتوي على موضوعات مسيحية متعددة بالاضافة الي تاريخ الاباء البطاركة المنقول من موسوعة تاريخ اقباط مصر للمؤرخ عزت اندراوس بالاضافة الي نشر الكثير عن تاريخ الاباء

الثلاثاء، أبريل 27، 2010

الآباء البطاركة فى النصف الأول المائة سنة الثالثة للميلاد - الخمسين سنة الأولى من القرن الثالث




البابا ديمتريوس الأول البطريرك رقم 12

عندما ضم الأمبراطور اوكتافيوس إلى الأمبراطورية الرومانية كانت مصر بها ثلاث مدن مشهورة أنشأها الأغريق (مدن باللغة اليونانية تعنى بوليس أو بولس) كانت تسيير ذاتياً وتمتعت هذه المدن بخصوصية فى العصر البطلمى وتمتعت أيضاً بعدد آخر من المميزات أثناء الحكم الرومانى والمدن الأغريقية هى :-







المدينة الأولى : نوقراطيس وهى مدينة فى دلتا النيل , وقد أنشأت بقرار أحد فراعنة الأسرة السادسة والعشرين فى الفترة من 654 - 525 ق . م فى القرن السادس ق.م وذلك كرد لجميل بخدمات التجار الأغريق .






المدينة الثانية : بطوليمس أقيمت خلال الجيل التالى للأسكندر .. بناها أول حكام الأسرة الهلينيسية الجديدة وسميت بأسمه , وبنيت هذه المدينة فى مصر العليا على بعد ما يقرب من 120 كيلومتراً إلى الشمال الغربى من طيبة عاصمة مصر الفرعونية .






المدينة الثالثة : الأسكندرية عروس البحر الأبيض وملكة المدن فى شرق البحر المتوسط , والعاصفة الثقافية للعالم الهلينيستى , الأسكندرية كانت مركز هام للتجارة فكانت تصدر الحاصلات الزراعية إلى روما والغرب كما كانت معبراً من الشرق والغرب والجنوب للشمال فكان بها جميع الأجناس مثل الأثيوبيين والنوبيين والهنود والأغريقيين والعرب وغيرهم , أما غرباء عابرين أو مقيمين بها , وكانت الأسكندرية امل لكل طالب علم فظهرت مدينة الأسكندرية بوضوح فى ألأدب اليونانى والأدب اللاتينى , والبرديات التى تتكلم عن مدينة الأسكندرية قليلة وبصورة سيئة لسوء الحظ بفعل رطوبة المدينة الكائنة على البحر رغم شهرتها دمرت آثارها لما عانت هذه المدينة من الغزاة على مختلف العصور وطبوغرافية المدينة تشتهر فيها فاروس التى فنارها يعتبر من أحدى عجائب الدنيا السبع ومكتبة الأسكندرية ومدرستها التى كانت لها شهرة عالمية ومطمع شباب العالم القديم للدراسة فى مدرستها كما تفعل جامعات العالم الحديث مث جامعة أوكسوفورد وغيرها , وكانت طرقها واسعة بلغ أتساعها 30 متراً وكانت الشوارع الجانبية ما بين 6 - 7 أمتار عرضاً وكانت مرصوفة بكتل من الحجارة وطبقا لما ذكره ديودوروس الصقلى كانت الأسكندرية فى عصر أوغسطس بها 300 ألف مواطن حر غير العبيد , مما يجعل رقم السكان يقترب من حوالى النصف مليون .



والمدينة الآتية قد أنشأها الرومان :-


مدينة أنطينوبولس : أنشأها الأمبراطور هادريان فى مصر الوسطى سنة 130 م تخليداً لذكرى أنطينوس رفيق المبراطور الذى عندما رأى الأمبراطور حزينا من كثرة السعادة التى أحس بها فى رحلته وأنه توقع بشئ سيحدث له قام أنطينوس قفز من المركب وغرق فى النيل فأنشأ الأمبراطور مدينة فى المكان الذى غرق فيه - وإذا كانت المدن الأغيريقية كانت متميزة فقد كان لها نفس النظام الحكومى الذى تسير عليه المدن الأغريقية الثلاث بالأضافة إلى مميزات البلدية الرومانية , وقد سكن المدينة بعض المستوطنين عليها من مدينة بطوليمس , وهناك رأيين بالنسبه لأنتقالهم الأول يقول أنهم ذهبوا طمعاً فى الأستفادة من مميزات هذه المدينة والثانى يقول أنه طلب منهم الأنتقال إلى هناك حتى ينشئوا هيكل المدينة وإعمارها .



النظام الأدارى المتبع فى المدن الأربع


كانت هذه المدن الأربع إلى قبائل تقسم ساكنيها إلى قبائل وأحياء Demes وهو أحد السمات الباقية من دساتير المدن فى العصر الكلاسيكى والتى كانت منتشرة فى ذلك الوقت , وكانت هذه المدن تحتفظ بالجمنازيوم بإعتباره ميراثاً منقولاً من المدن الأغريقية فى بلاد الأغريق , ومن الطبيعى كان يقوم المواطنون ذو ألأصول الأغريقية فى العمل فى الجمنازيوم , فمنهم من كان يعمل جمنزيارخ Gymnasiarch وهو الذى بقوم بإضاءة الجمنازيوم وعمل المساج , ومنهم يسمى kosmetia من الذين كانوا يشرفون على طقوس خاصة بالشباب Ephebes.


الرياضات الشعبية




أما الرياضات الشعبية مثل الملاكمة والجرى والمصارعة ورمى الرمح .. ألخ فهى لا تفترق عن معظم مدن العالم القديم فى كل شرق البحر المتوسط فقد كانت تتركز بإضطراد فى حلقات , وقد بدأت هذه الرياضات الشعبية بمشاركة المواطن العادى ولكن تضائل إشتراكه حتى أصبح مجرد مشاهد لها عندما أصبح يخوضها محترفون من أعلى مستوى مدربون لا يستطيع الرجل العادى مجاراتهم .




مجلس المدينة للمشورة Boule



وكان فى هذه المدن مجلس يقوم بتحصيل الضرائب ورعاية أحتياجات المواطنين من المشاريع كحفر الترع وتنظيفها إلى آخرة من أحتياجات ادارة المدن , وكان المواطنون ينتخبون أعضاء هذا المجلس من بينهم ,,




وقد أختلف الأمر بالنسبة لمدينة الأسكندرية فقد عانت لمدة قرنين من الزمان تئن تحت الحكم الرومانى من عدم السماح لمواطنيها بإنتخاب مجلسها , وقد أتبع هذه السياسة أوكتافيوس نتيجة للعداء الذى قابلته به مدينة الأسكندرية وعداء أغريق هذه المدينة له شخصياً - وأخيراً فى عام 200 ب.م منح الأمبراطور سبتموس سيفروس مجلس شورى وذلك عندما قرر هذا ألمبراطور أنشاء مجلس فى كل مدن مصر ففازت مدينة الأسكندرية بمجلس لها بالرغم من أن الأسكندريين الذين انحدروا من أصل أغريقى قابلوا هذا القرار بعدم الترحيب لأن الرومان ساووا مدينتهم بمدن المصريين والقرى




أما بالنسبة لباقى المدن الأغريقية التى أنشأت فى مصر فقد كتب فى أحدى البرديات أنه : تذكر السماح لمدينة نوقراطيس مثل مدينة بطوليمس بالأحتفاظ بمجلس الشورى الذى كان لها (1)







المـــــــــــــراجع




(1) قد حفظت هذه الوثائق عامى 48 و 160 م أكدت بردية ٍSB 9016 وجود مجلس شورى Boule


                                             البابا ياراكلاس البطريرك رقم 12




يختلف المؤرخين فى نطق أسمه البعض يقول أن اسمه ياراكلاس باللغة اليونانية وياركالا أو ياروكلا فيما يعتقد باللغة القبطية




الأمبراطور المعاصر






وكان الأكسندروس قد أصبح امبراطوراً ومكث يحكم من على عرش الأمبراطورية الرومانية 13 سنةوأصبح مكسيموس أمبراطوراً من بعده فأصدر الأوامر بأضطهادا خاصاً على مقدمى البيعة ( قادة الكنيسة من اساقفة وشمامسة وكهنة ومعلمين .. ألخ ) لأنهم المعلمون لبنى المعمودية وأستشهد فى أيامه الكثيريين من المسيحيين الذين فضلوا الموت على أن ينكروا المسيح , ومات مكسيموس وأصبح كرديانوس أمبراطوراً فى روما .




أساقفة الكنائس الرسولية القديمة المشهورة فى ذلك الوقت



وكان بطرك روما فى ذلك الوقت بنطيوس أقام 6 سنين ومات وأقيم بعده أنتارس بطركاً أقام شهراً واحداً وطلبوا منه أن يوسموا بدلاً منه فوجدوا أنساناً يعمل فى حقل قد أحدث أعجوبة ظهرت له وحل عليه الروح القدس كالحمامة , فأخذوه وجعلوه بطركاً لروما , اما فى أنطاكية فقد تنيح زاوينوس ورسم بعدخ واويلاس , وفى الأسكندرية عندما تنيح ديمتريوس البطريرك أقيم بعده في بطركية الإسكندرية ياراكلاس


أعمـــــــــالة


يقول الأنبا ساويرس عن البابا ياركلاس فى تاريخ الكنيسة (1) : " وكان مستحقاً لخدمة الهيكل وجعل النظر فى الأحكام بالأسكندرية إلى ديونسيوس وفوض إليه جميع امور البطريركية , وكان هذا من جنس جليل ( من الأشراف والأغنياء وعلية القوم فى مدينة الأسكندرية ) ومعلماً مقدساً وقد نشأ بالأسكندرية وكان السبب فى دعوته ودخولة إلى المسيحية ما ياتى : " كان ديونيسيوس رجلاً يعبد الأوثان تابعاً لطائفة الصابئة ومن قادة هذه الجماعة وكان حكيماً , وفى يوم من الأيام وبينما هو جالس عبرت أمامه أرملة عجوز ومعها مخطوط مكتوب فيها رسائل بولس الرسول فقالت له : أتشترى هذه منى " فأخذها وقرأ بعض منها فأعجبته , ثم صار يقرأ أكثر ووقعت فى نفسة موقعاً عظيماً وحلت فى قلبه محلاً جليلاً , ولما فهمها أعجب بكلمات بولس جداً وفرح بها فرحاً شديداً ثم قال للأرملة العجوز : " كم نطلبين فيها فقالت قيراط ذهب فدفع لها ثلاثة قراريط , وقال لها : " أمضى وفتشى المكان الذى وجدت فيه هذا المخطوط فيه وأى شئ ستجديه أحضريه إلى وأنا ادفع لك أكثر من ثمنه , فمضت العجوز وعادت إليه بثلاث مخطوطات فأخذها ديونسيوس ودفع لها تسعة قراريط , وعندما قرأها علم أن بقى من الكتاب شئ آخر , فقال لها إن وجدت بقية هذا الكتاب دفعت لك ستة دنانير , ولما رأت العجوز أمانته وشوقة للمعرفة وعلمت أن قلبه مستعد لقبول نعمة الروح القدس بعد قرائته المخطوطات التى أشتراها منها فقالت له : " أذهب إلى البيعة ( الكنيسة ) وأطلب الكتاب كاملاً من الكهنة فهم سيعطونه لك لتقرأة , أنا أنا وجدت هذه المخطوطات فى كتب ىبائى , وكانوا قراء ويصلون بالمزامير " فقال لها : " وأهل البيعة ( الكنيسة ) يؤمنونى على هذا الكتاب " .. فقالت له : " نعم .. أنهم لا يمنعون أحداً من العلم والمعرفة إذا طلبه بل يدفعون لكل من طلبه مجاناً " فقام ديونيسيوس ومضى إلى البيعة ( الكنيسة ) وتكل مع رجلا أسمه أغسطس وهو أحد خدام الكنيسة فأعطاه رسائل بولس الرسول كلها كاملة فقرأها وسريعاً ما حفظها لأنه كان له مقدرة عجيبة على الحفظ وكان ذو ذكاء خارق , ثم ذهب إلى البابا ديمتريوس قبل أن يتنيح وطلب منه أن يتعمد ويحصل على ميلاده الثانى , فقبله وعمده وأعطاه النعمة , ومن محبته له صار ملازما للبطريرك مقيماً فى الكنيسة , وبعد أن كان معلماً للصابئة الوثنيين صار معلماً فى الكنيسة وصار له تلاميذ كثيرين , وبدلاً من تعليمة بأجر فانى عندما كان صابئياً نقله الرب يسوع إلى الكرسى العظيم بعد ذلك عوضاً من تعبه وجعل بيته بيعة (كنيسة) وهى إلى ألان بإسمه , وكان أسماء تلاميذه الذين علمهم الحكمة البرانية ( الفلسفة الوثنية) تاودروس وأغريغوريوس وأثناضوروس وبعد ان أصبح مسيحي نقل تلاميذه إلى حكمة الكنيسة وفلسفتها وعلومها , حتى أنهم أمتلأوا من نعمة الروح القدس , وظلوا معه خمسة سنين بعد تقدمته , ثم نالوا رتبة الكهنوت , وكان له تلميذ آخر أسمه أفريقينوس كتب خمسة كتب وتعب فيها فلما سمع عن حكمة ياركلاوس البطرك ذهب إلى الإسكندرية ليتعلم منه , وكان يقول له ديونيسيوس : " أعلم أن كل دابة تأكل البرونيا لا تنفع بها ولا تنجح , وكا أنسان لا يأكل الطعام الروحانى فهو هالك , وقد كنت أنا مشغولاً بالطعام الفانى وغافلاً عن خبز الحياة الباقى حتى هدانى الرب وأستجذب التلميذ بهذا الكلام إلى التعاليم السمائية حتى أنه من فضلة عرف حتى النسبتين فى أنجيل متى ولوقا ولم يجد فيهما خلافاً بالجملة




أحداث تاريخية حدثت فى عصره




وفى أيامه ملك أردشير بابل وكان من نسل ساسان وهو أول ملوك الفرس فى سنة 541 للأسكندر




شهداء فى عصر البابا ياركولاوس






وفى أيامه أستشهدوا قديسين وممن أستشهدوا سرجيوس وواخس أخيه (2)






يقول الأنبا ساويرس عن نياحة البابا ياركلاس : " أقام ياركلاوس 13 سنة وتنيح فى اليوم الثامن من كيهك ولحق بآبائة " فى تاريخ الكنيسة من الملك مكسيموس قيصر شدّة عظيمة وقتل منهم خلقًا كثيرًا فلما ملك فيلبش قيصر أكرم المسيحيين




المـــــــــــراجع



(1) تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزء الأول ص 19 - 21



(2) تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل ص 18
                          الأقباط هم أول من اطلقوا كلمة بابا على بطريركهم
هذا البحث عن أثبات أن الأقباط هو أول من بدأوا فى أطلاق أسم بابا على رئيس أساقفتهم ومنهم أخذه الكاثوليك مأخوذ من كتاب تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 80 - 81 والقس منسى يوحنا غيور على الكنيسة القبطية وعباراته كانت ممتلئة بالغضب لأن أخوتنا الكاثوليك قد قالوا أنهم أول من أستخدموا كلمة بابا بدون سند تاريخى ولأن موقعنا يزوره مختلف الجنسيات والأديان والعقائد والملل فنحن نسرد مختلف الآراء والدلائل والبراهين من كتابه ومن كتاب آخرين وعلى القارئ أستخراج الحقائق بنفسه .



تعليق من الموقع : ليس لموضوع من هو أول من اطلق عليه لقب البابا أهمية فى العقيدة المسيحية ولكن أهميته فقط تكمن فى الرئسة الكنسية , ونحن فى أيام تقترب الكنائس بعضها مع بعض كثيرا , وكل ما يهم هذه الكنائس جميعها أن توصل كلمة المسيح لجميع الأمم , والعالم يأخذ من الآخرين ويعطى الاخرين وهذا هو وسيلة التفاهم البشرية , وتبادل الحضارة والمعلومات هى سمة العصر الذى نعيش فيه , ويكفى الأمة القبطية فخراً ما قدمته للمسيح والمسيحية فى العالم ومن ضمنهم أشقائنا أخوتنا الكاثوليك نظام الرهبنة وغيره من التفسيرات اللاهوتية والعقائدية ..






أرسل الرب يسوع تلاميذة ورسله المكرميين ليكرزوا بالإنجيل ( البشارة المفرحة ) إلى المسكونة كلها ( إلى العالم أجمع ) ولم يكن فى طاقة هؤلاء التلاميذ والرسل أن يذهبوا إلى كل بلدة أو قرية ولكنهم ذهب غالبيتهم إلى عواصم الأمم فى ذلك الوقت ومن هذه العواصم ذهب مار مرقس الرسول إلى الأسكندرية التى كانت تعتبر عاصمة مصر فى ذلك الوقت وهناك بشر أنيانوس (حنانيا) وكان أول من آمن بيته ثم كانوا يصلون فى كنيسة بوكاليا وهى كنيسة صغيرة فى ذلك الوقت فكان مرقس وحنانيا وعائلته وعدة عائلات أخرى ثم قطع الوثنتيين رأس مار مرقس وأصبح أنيانوس أسقفاً فرسم كهنة وشمامسة حسب ما فعله الرسل ثم أنتشرت المسيحية وبدلاً من أن يكون هناك أسقفاً واحداً رسم اساقفة الأسكندرية أساقفة آخرين لمدن أخرى فى مصر ليتولوا التبشير والتعليم والخدمة والرعاية واصبح أسقف الأسكندرية هو رئيس الأساقفة وكان الأقباط يسمون الأساقفة آباء فأصبح أسقف الإسكندرية ( او بطريرك الأسكندرية ) أب الاباء pa abba أى جد .. وللأجابة على سؤال ,, من هو أول من اطلق عليه هذا الأسم ؟ فهناك أجابتين برأيين :


أولاً : أطلق أولاً على مرقس الرسول وأنيانوس هما أول من اطلق عليهما أسم بابا


يرجح بعض المؤرخين ومنهم المقريزى المؤرخ المسلم فى كتابه " دخول قبط مصر فى النصرانية " فقال : " وكان بطرك الأسكندرية يقال له بابا من عهد حنانيا هذا أول بطاركة الأسكندرية إلى ان أقيم ديمتريوس وهو الثانى عشر من بطاركة الأسكندرية , وصار الأساقفة يسمون البطرك الأب , والقسوس وسائر النصارى يسمون الأسقف الأب ويجعلون لفظة " البابا " تختص ببطرك الأسكندرية ومعناها " أب الاباء " ثم أنتقل هذا السم من كرسى الأسكندرية إلى كرسى روما " ( مجانى الأدب للجزويت ج1 ص 202 و 203 )


ورجحت المؤرخة أيريس حبيب المصرى (4) فى كتابها هذا الرأى وأوردت مرجعين (5) و (6) وقالت : " لقد حمل خلفاء مار مرقس لقب " البابا " منذ البداية ومعناه " أبو الآباء " وكان أنيانوس أول من حمل هذا اللقب كما هو واضح من المخطوطات القديمة , وأعظم شاهد على هذه الحقيقة هو القداس الإلهى الذى سلمه القديس مرقس بنفسه إلى الكنيسة , والذى رتبه فيما بعد الأنبا كيرلس عامود الدين ( البابا الإسكندرى الــ 24 ) حتى أصبح معروفاً بيننا الآن بأسم القديس الكيرلسى , وقد جاء فى أوشية الآباء لهذا القداس مانصه : " صلوا من أجل أبينا ( .. فلان ) .. بابا وبطريرك وسيد ورئيس أساقفة مدينة الإسكندرية العظمى " (7)






ثانيا : كان البطريرك ياروكلاس الـ 13 هو أول من أطلق عليه لقب بابا ..


وهذا الرأى فى تقدير معظم المؤرخين هو الأرجح ومما يأتى سرد لأقوال هؤلاء المؤرخين .


قال صاحب كتاب " تاريخ ألإنشقاق " ج2 ص 29 - 32 : " وأما الأساقفة عاصمات الولايات والأقاليم أعنى الأولين فى المطارنة فكانوا يسمون " اكسر خوسه الولايات " أو أساقفة أولين , غير انه كانت لبعضهم أسماء خاصة أيضاً منذ القديم , فكان أسقف انطاكية يسمى " بطريركاً " وأسقف الأسكندرية يسمى " بابا " وأسقف رومية يسمى " أسقفاً " أو " أسقف المدينة " ( أى روما) وأحيانا كان يسمى " بابا " .. أما كلمة بابا فمن الواضح أنها كلمة ليست لاتينية ولا غربية بل هى شرقية محضة , وأول من سمى بها اسقف الأسكندرية من أبناء أيبروشيته فى القطر المصرى وفى الأسكندرية عينها " أ . هـ .


وقال افتيشييوس بطريرك الملكيين بالأسكندرية ( لا يتبع الكنيسة القبطية ولكنه تابع للكنيسة اليونانية ) وهو سعيد بن بطريق من رجال القرن العاشر فى تاريخه طبعة سنة 1661 م : " أن كلمة بابا مركبة من " أب & أبا " ثم أدرجت إلى " أبابا " وتخففت إلى " بابا " وأنتقل الأسم " بابا " من كرسى الأسكندرية إلى كرسى روما " أ.هـ ..


الرأى الغربى المخالف لرأى الكنيسة القبطية


يقول الغربيون أن تسمية أسقف الأسكندرية " بابا " منحت له أول مرة من الأسقف الكاثوليكى كليتينوس للقديس كيرلس فى المجمع الثالث المسكونى أكراماً له , ومن ذلك العصر أخذ بطاركة الأسكندرية هذا اللقب .


رد كاهن قبطى


وقد رد الكاهن القبطى منسى يوحنا فى كتاب تاريخ الكنيسة القبطية على هذه الفكرة فقال : " التاريخ يشهد بأن بطاركة الأسكندرية كانوا يسمون باباوات قبل المجمع الثالث أو الثانى بل كانوا يسمون بطاركتهم باباوات قبل ذلك بكثير




** فإن هذا اللقب أطلق على ياروكلاس الذى كان قبل كيرلس الذى يذكره الكاثوليك بـ 182 سنة , كما أطلق أيضاً على أثناسيوس الذى كان قبل كيرلس بــ 84 سنة




** وقد أمتد لقب بابا إلى قرطجنة قبل روما بدليل أن كرنيليوس أسقف روما القديمة فى أوائل القرن الثالث صدر معظم رسائله التى بعث بها إلى قبريانوس أسقف قرطجنة فى أوائل القرن الثالث بقوله : " السلام من كرنيليوس إلى البابا قبريانوس " ومن ثم أمتد اللقب إلى أسقف روما فى القرن الخامس بشهادة الباباويين أنفسهم كما جاء بــ ص 34 من كتاب " تاريخ الكنيسة الإسكندرية " للبطريرك كيرلس مقار : " أن الكنيسة منذ القرن الخامس قد جعلت لقب " بابا " خاصاً بأسقف رومية " أ.هـ




ويقول القس منسى : " والحقيقة أن أسقف روما لم يدع حق ملكية لقب "بابا" إلا فى القرن 11 حيث عقد غريغوريوس السابع أسقف روميه مجمعاً مكانياً حرم فيه كل أسقف يطلق على نفسه أو غيره ذلك اللقب "




أما قبل ذلك التاريخ فلم يتجاسر أسقف رومانى بحصره فى شخصة بدليل أنه فى القرن السادس كتب فرتو ناتوس أسقف بواتيه بفرنسا إلى كل من فيلكس أسقف تانت وأفروتيوس أسقف ثور ( وكلاهما بفرنسا أيضاً ) رسالة لقبهما فيها " بالبابويين الطاهرين " .. وفى القرن السابع ورد أسم قورش ( دخيل على كرسى ألسكندرية ) مسبوقاً بلفظة بابا , وذلك ضمن اعمال المجمع المنعقد بالقسطنطينية سنة 680 م

ومنذ البابا اروكلاس البابا الــ 13 وحتى يومنا هذا لا يذكر أسم الحبر الأسكندرى إلا مشفوعاً بلقب بابا متبوعاً بألقاب ثلاثة , ففى الثلاثة قداسات وفى صلوت بخور عشية وباكر وفى جميع طقوس الكنيسة القبطية ينبه الشماس الشعب عند " أوشية الآباء " قائلاً : صلوا من أجل رئيس كهنتنا أنبا " فلان " بابا وبطريرك وسيد ورئيس مدينة الأسكندرية العظمى " أ.هـ



أما أول من أطلق لقب " بطريرك " على باباوات الأسكندرية هو القديس أثناسيوس الكبير حيث كتب عن أسكندر بابا الأسكندرية وسماه بطريركاً




المــــــــــراجع



(1) تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1982 م الطبعة الثالثة ص 80 - 81


(2) المقريزى فى كتابه " دخول قبط مصر فى النصرانية



(3) سعيد بن بطريق من رجال القرن العاشر فى تاريخه طبعة سنة 1661 م


(4) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية - الجزء الأول ص 21




(5) ذكر بتلر (بطلر ) أن بعض المؤرخين قد أثاروا الجدل حول موضوع من هو اول من حمل لقب بابا , ورأى بتلر أن كلمة بابا مشتقة من القبطية بى آبا وتكتب باللغة القبطية Pa abba ملحوظة .. لن تظهر الكلمة المكتوبة باللغة القبطية إذا لم يكن عندك الحروف القبطية فهى والحالة هذه مصرية أصيلة راجع كتابه " الكنائس المصرية القديمة فى مصر " ( باللغة الإنجليزية ) جـ 2 ص 302 حيث يقول :




The name " Pope" or " Baba" or " Papa" has given rise to much controversy, but may prpbably derived from Coptic = Pa=pa Pabba




(6) وقال روبرت باين فى كتابه " النار المقدسة " ( باللغة الإنجليزية ) ص 59 ما نصه :




The title of " Papa" or "Pope" was regularly given to the Bishops of Alexandria




(7) أوشية الآباء من القداس الكيرلسى